"إيلي كوهين" جاسوس إسرائيل الأشهر .. هل يغير نوايا الأسد؟
محيط - أمل المصري
من هو إيلي كوهين سؤال طرح نفسه في الفترة الأخيرة وخصوصا بعد تبادل الأسرى التي تمت بين إسرائيل وحزب الله وحماس واحتمال وجود صفقات أخري تدخل فيها سوريا، خاصة برفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين والتي أعدمته سنة 1965فتح هذا الملف برنامج "إسرائيل من الداخل" .
يرى السياسيون الإسرائيليون أن سوريا لو أتمت هذا الاتفاق فسوف يصبح بادرة حسن نية بين النظام السوري وخطوة مهمة على طريق التفاوض بين السوريين والإسرائيليين وخصوصا أن سوريا لم تطلب أي مقابل لتسليم رفات الجاسوس إيلي كوهين ، وهذا ما تعتبره إسرائيل مكسب لها ، لأن هذا الملف يمثل واحدة من الملفات المزمنة التي كانت غير قابلة للحل على مدار الحكومات الإسرائيلية المتعقبة رغم مرور 43 سنة على إعدام إيلي كوهين .
قصة جاسوس
وإيلي كوهين هو "الياهو بن شاؤول كوهين " يهودي من أصل سوري حلبي، ولد بالإسكندرية التى هاجر إليها أحد أجداده سنة 1924.
وفي عام 1949 هاجر أبواه وثلاثة من أشقاءه إلى إسرائيل بينما تخلف هو في الإسكندرية وقبل أن يهاجر الى إسرائيل عمل تحت قيادة "إبراهام دار" وهو أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود على الهجرة وتجنيد العملاء.
واتخذ الجاسوس اسم "جون دارلينج" وشكل شبكة للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشأت الأمريكية في القاهرة والإسكندرية بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية و في عام 1954 تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بفضيحة "لافون"، وبعد انتهاء عمليات التحقيق كان إيلي كوهين قد تمكن من إقناع المحققين ببراءة صفحته إلى أن خرج من مصر عام 1955 حيث التحق هناك بالوحدة رقم 131 بجهاز أمان لمخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي ثم أعيد إلى مصر ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي ضد مصر في أكتوبر 1956.
وبعد الإفراج عنه هاجر إلى إسرائيل عام 1957, حيث استقر به المقام محاسبا في بعض الشركات, وانقطعت صلته مع "أمان" لفترة من الوقت, ولكنها تواصلت عندما طرد من عمله وعمل لفترة كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل مغربي عام 1959.
ورأت المخابرات الإسرائيلية في إيلي كوهين مشروع جاسوس جيد فتم إعداده في البداية لكي يعمل في مصر, ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت, ورأى أن أنسب مجال لنشاطه التجسسي هو دمشق.
وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم بدوره الجديد, ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه على التكلم باللهجة السورية, لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية.
ورتبت له المخابرات الإسرائيلية قصة ملفقة يبدو بها مسلما يحمل اسم "كامل أمين ثابت" هاجر وعائلته إلى الأسكندرية ثم سافر عمه إلى الأرجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947 وفي عام 1952 توفى والده في الأرجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة أشهر وبقى كامل وحده هناك يعمل في تجارة الأقمشة.
وتم تدريبه على كيفية استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكي والكتابة بالحبر السري، كما راح يدرس في الوقت نفسه كل أخبار سوريا ويحفظ أسماء رجالها السياسيين والبارزين في عالم الاقتصاد والتجارة. مع تعليمه أصول الآيات القرآنية وتعاليم الدين الإسلامي.
وفي 3 فبراير 1961 غادر إيلي كوهين إسرائيل إلي زيوريخ, ومنها حجز تذكرة سفر إلى العاصمة التشيلية سنتياجو باسم كامل أمين ثابت, ولكنه تخلف في بيونس ايرس حيث كانت هناك تسهيلات معدة سلفا لكي يدخل الأرجنتين بدون تدقيق في شخصيته الجديدة.
وفي الأرجنتين استقبله عميل إسرائيلي يحمل اسم " ابراهام" حيث نصحه بتعلم اللغة الأسبانية حتى لا يفتضح أمره وبالفعل تعلم كوهين اللغة الأسبانية وكان إبراهام يمده بالمال ويطلعه على كل ما يجب أن يعرفه لكي ينجح في مهمته.
وأصبح كوهين واحد من أهم الجواسيس الإسرائيليين وكان عامل مهم في نصر إسرائيل علي سوريا حيث تغلغل واخترق العائلة الحاكمة وقدم في النهاية معلومات خطيرة ساعدت في هزيمة سوريا أمام إسرائيل في عام 1967 على هضة الجولان .
رفات إيلي بدون مقابل
وباءت كل محاولات استرداد رفات إيلي كوهين من سوريا كلها بالفشل وسنة 2004 كانت ذروة الحديث سواء من خلال مساعي تركيا كوسيط في حل الملف أو من خلال الرسالة التي أرسلتها نادية أرملة إيلي إلى الرئيس بشار الأسد والتي قالت فيها " سيدي الرئيس، أتذكر اليوم الذي توفي فيه والدك وشاهدناك عندما قمت مع عائلتك بزيارة قبره. إننا نطلب منك منحنا هذه اللحظة.
"نرجوك أنا وأولادي نتوق ونريد دفن زوجي هنا "في اسرائيل" لقد كان هذا طلبه الأخير قبل أن تنتهي حياته، فاحترم طلبه، احترمنا كبشر، تصرف بعواطفك كأب".
وتضمن الشريط أيضاً رسالة سجلتها ابنة كوهين التي أعربت عن رغبتها بلقاء الرئيس السوري وزوجته والتحدث عن ضائقتها "، كما ذكرت الرئيس بشار بوعد والده لها باسترداد الرفات .
سوريا كانت على وشك تسليم رفات ايلي دون مقابل فهل سيظل موقفها كما هو، أما سيتغير بعد الغارة الأمريكية عليها ؟ شارك برأيك
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=185003
-------------------------
وما زال هناك من يقول إن سوريا جبهة الصمود ..
وتكشف الأيام عوراتهم للقاصي والداني
ولكاتب الموضوع أقول : هل كان عند الأسد نوايا أخرى ، وهل غير وبدل أم سار على النهج المرسوم له ليخدم المخطط العام للكفار ؟