وللدعاة فى ابن الوليد أسوة حسنه

وللدعاة في (ابن الوليد) اسوة حسنة

مثنى علوان الزيدي

خرج أحد الأمراء الكبار في جيش الروم من الصف قبل القتال واستدعى خالدا رضي الله عنه، فجاء إليه، فقال جرجة: يا خالد أخبرني فأصدقني ولا تكذبني فأن الحر لا يكذب ولا تخادعني فأن الكريم لا يخادع اسألك بالله هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على أحد إلا وهزمتهم؟ قال خالد : لا ؟ فقال فيم سميت سيف الله قال: إن الله بعث فينا نبياً فدعانا فنفرنا منه وبعضنا صدقه وتابعه وبعضنا كذبه وباعده فكنت فيمن كذبه وباعده ثم أن الله أخذ بقلوبنا فهدانا به وبايعناه وقال لي أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله بذلك فأنا من اشد المسلمين على المشركين.

فقال جرجة: يا خالد إلى مَ تدعون؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله والإقرار بما جاء به من عند الله عز وجل، قال: فمن لم يجبكم قال: الجزية قال فمن لم يعطها قال نؤذنه بالحرب ثم نقاتله قال فما منزلة من يجبكم ويدخل في هذا الأمر اليوم؟ قال منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا شريفنا وضعيفنا وأولنا وأخرنا، قال جرجة فمن دخل فيكم فله من الأجر والذخر؟ قال نعم وأفضل قال كيف يساويكم وقد سبقتموه؟ فقال خالد: أنا قبلنا هذا الأمر عنوة وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا تأتيه اخبار السماء ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع وأنكم أنتم لم تروا ما رأينا ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقته ونيتة كان أفضل منا.

فقال جرجة: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني قال: تالله لقد صدقتك وأن الله ولي ما سألت عنه فعند ذلك قلب جرجة الترس ومال مع خالد وقال: علمني الإسلام فمال به خالد إلى فسطاطه فسن عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين وهكذا أصيب جرجة رحمه الله ولم يصل لله إلا ركعتين مع خالد رضي الله عنهما.

فرضي الله على من دعاه وصدق في دعوته إلى الله فأنه لم يكن في مخيلة سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما دعاه نفعاً من دينار أو دولار أو كرسي ورحم الله جرجة الذي تيقن أن مثل خالد لا يريد منه جزاءً ولا شكوراً.

وانظر اليوم وتأمل في بلاد الرافدين ،يشترون في الدعوة المناصب، والكراسي، والمكانة الاجتماعية العليا ، يغلِّبوها على شراء القلوب والافئدة ، بل يفضلوها على شراء مرضاته تعالى .

وحجتهم ( واجب الدخول في السياسة ) ويتذرعون (بخدمة المسلمين والحفاظ على التوازن) واذا بهم مالوا قبل ميل الاخرين وسقط ميزانهم والعياذ بالله .

وعندما يختل ميزان الدعاة يصبحون فاقدوا الشرعية ، ثم تدريجيا يخسرون القلوب ، والافئدة ، ثم ينتزع الله منهم حتى دنياهم تلك التي اشتروها بما باعوا من دعوة .

يسمي نفسه داعية وهو يتلذذ باموال اليتامى !! لكن سيارته من افخم النوعيات واحدثها !! والادهى من هذا كله انو لو ارتقى بما فعل لتناولناه بالتهنئة قبل الاخرين ، لكن المشكلة الكبرى انه يرتقي بعمل الاخرين ، وسعي الطيبين الصادقين ، وثبات المخلصين ، بل وتضحية المضحين وحتى دمائهم السائلة ، واين هو؟ انه اما في دولة اخرى يتجول مع امراته واولاده ، واما في ........ واما في ......... واذا كان موجودا ولم يكن هنا وهناك وباق في مكتبه مختف فهذا من اشجع الشجعان ، بل هو القائد الملهم .

اما اولاده فلا يعرفون المدارس الحكومية، وهنيئا لهم ،فالعلم نور.
وزوجته لا تقلقه بمتاعب الحياة لان لها سائقٌ خادمٌ ، وهنيئا لها زوجة المسؤول.
واما ان كان اولاده شبابا او كبارا فهم يتقلبون في احوال ثلاثة اما :
صاحب كرش ، او صاحب عرش ، او صاحب قرش
واما أقرباءه فلا يحبون غيره ، ولا يقصدون سواه ، لماذا ؟ لانه لا يخطيء فحرام عليه الخطا ، كل صوابه صواب وكل خطاءه صواب .
ومن فعل هذا فله الاجر والثواب.

واما من في ميدانهم من العاملين او الصادقين او المخلصين، فهم ابناء فلان وعلان ، ان اخطأوا عاقبناهم هنا ، واما هناك فلهم سوء الحساب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا ابو مالك
قصه في قمة الروعه لما فيها من العظه والعبره للجميع ولاكن اين هم الذين يتعظوون
الله يرحمنا برحمته
والله المستعاان
شكرا لك احترامي لك