منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-2009, 03:47 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


اسماعيل ابراهيم محمد غير متواجد حالياً


Thumbs up سورة البقرة

( من104 - 115 )
" يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم "
كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعلمهم أمر الدين :
" راعنا "
أي : راع أحوالنا فيقصدون بها معنى صحيحا وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا فانتهزوا الفرصة فصاروا يخاطبون الرسول بذلك ويقصدون المعنى الفاسد فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدا لهذا الباب ففيه النهي عن الجائز إذا كان وسيلة إلى محرم وفيه الأدب واستعمال الألفاظ التي لا تحتمل إلا الحسن وعدم الفحش وترك الألفاظ القبيحة أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال :
" وقولوا انظرنا "
فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور
" واسمعوا "
لم يذكر المسموع ليعم ما أمر باستماعه فيدخل فيه سماع القرآن وسماع السنة التي هي الحكمة لفظا ومعنى واستجابة ففيه الأدب والطاعة
ثم توعد الكافرين بالعذاب المؤلم الموجع وأخبر عن عداوة اليهود والمشركين للمؤمنين أنهم ما يودون
" أن ينزل عليكم من خير "
أي : لا قليلا ولا كثيرا
" من ربكم "
حسدا منهم وبغضا لكم أن يختصكم بفضله فإنه
" ذو الفضل العظيم "

ومن فضله عليكم إنزال الكتاب على رسولكم ليزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فله الحمد والمنة


( 106 - 107 )
" ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير "

النسخ : هو النقل فحقيقة النسخ نقل المكلفين من حكم مشروع إلى حكم آخر أو إلى إسقاطه وكان اليهود ينكرون النسخ ويزعمون أنه لا يجوز وهو مذكور عندهم في التوراة فإنكارهم له كفر وهوى محض
فأخبر الله تعالى عن حكمته في النسخ فقال ما ننسخ من آية
" أو ننسها "
أي : ننسها العباد فنزيلها من قلوبهم
" نأت بخير منها "
وأنفع لكم
" أو مثلها "

فدل على أن النسخ لا يكون لأقل مصلحة لكم من الأول لأن فضله تعالى يزداد خصوصا على هذه الأمة التي سهل عليها دينها غاية التسهيل
وأخبر أن من قدح في النسخ فقد قدح في ملكه وقدرته فقال :
" ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض "
فإذا كان مالكا لكم متصرفا فيكم تصرف المالك البر الرحيم في أقداره وأوامره ونواهيه فكما أنه لا حجر عليه في تقدير ما يقدره على عباده من أنواع التقادير كذلك لا يعترض عليه فيما يشرعه لعباده من الأحكام
فالعبد مدبر مسخر تحت أوامر ربه الدينية والقدرية فما له والاعتراض ؟ وهو أيضا ولي عباده ونصيرهم فيتولاهم في تحصيل منافعهم وينصرهم في دفع مضارهم فمن ولايته لهم أن يشرع لهم من الأحكام ما تقتضيه حكمته ورحمته بهم
ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ عرف بذلك حكمة الله ورحمته عباده وإيصالهم إلى مصالحهم من حيث لا يشعرون بلطفه


( 108 - 110 )
" أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير "
ينهى الله المؤمنين أو اليهود بأن يسألوا رسولهم
" كما سئل موسى من قبل "
والمراد بذلك أسئلة التعنت والاعتراض كما قال تعالى :
" يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة "

وقال تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم "
فهذه ونحوها هي المنهي عنها
وأما سؤال الاسترشاد والتعلم فهذا محمود قد أمر الله به كما قال تعالى :
" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "

ويقررهم عليه كما في قوله :
" يسألونك عن الخمر والميسر "
و
" ويسألونك عن اليتامى "
ونحو ذلك
ولما كانت المسائل المنهي عنها مذمومة قد تصل بصاحبها إلى الكفر قال :
" ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل "

ثم أخبر عن حسد كثير من أهل الكتاب وأنهم بلغت بهم الحال أنهم ودوا
" لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا "
وسعوا في ذلك وأعملوا المكايد وكيدهم راجع عليهم [ كما ] قال تعالى :
" وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون "
وهذا من حسدهم الصادر من عند أنفسهم
فأمرهم الله بمقابلة من أساء إليهم غاية الإساءة بالعفو عنهم والصفح حتى يأتي الله بأمره
ثم بعد ذلك أتى الله بأمره إياهم بالجهاد فشفى الله أنفس المؤمنين منهم فقتلوا من قتلوا واسترقوا من استرقوا وأجلوا من أجلوا
" إن الله على كل شيء قدير "

ثم أمرهم [ الله ] بالاشتغال في الوقت الحاضر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل كل القربات ووعدهم أنهم مهما فعلوا من خير فإنه لا يضيع عند الله بل يجدونه عنده وافرا موفرا قد حفظه
" إن الله بما تعملون بصير "



( 111 - 112 )
" وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
أي : قال اليهود : لن يدخل الجنة إلا من كان هودا وقالت النصارى : لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى فحكموا لأنفسهم بالجنة وحدهم وهذا مجرد أماني غير مقبولة إلا بحجة وبرهان فأتوا بها إن كنتم صادقين وهكذا كل من ادعى دعوى لا بد أن يقيم البرهان على صحة دعواه وإلا فلو قلبت عليه دعواه وادعى مدع عكس ما ادعى بلا برهان لكان لا فرق بينهما فالبرهان هو الذي يصدق الدعاوى أو يكذبها ولما لم يكن بأيديهم برهان علم كذبهم بتلك الدعوى
ثم ذكر تعالى البرهان الجلي العام لكل أحد فقال :
" بلى "
أي : ليس بأمانيكم ودعاويكم ولكن
" من أسلم وجهه لله "
أي : أخلص لله أعماله متوجها إليه بقلبه
" وهو "
مع إخلاصه
" محسن "
في عبادة ربه بأن عبده بشرعه فأولئك هم أهل الجنة وحدهم
فلهم أجرهم عند ربهم وهو الجنة بما اشتملت عليه من النعيم
" ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
فحصل لهم المرغوب ونجوا من المرهوب
ويفهم منها أن من ليس كذلك فهو من أهل النار الهالكين فلا نجاة إلا لأهل الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول


( 113 )
" وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون "
وذلك أنه بلغ بأهل الكتاب الهوى والحسد إلى أن بعضهم ضلل بعضا وكفر بعضهم بعضا كما فعل الأميون من مشركي العرب وغيرهم
فكل فرقة تضلل الفرقة الأخرى ويحكم الله في الآخرة بين المختلفين بحكمه العدل الذي أخبر به عباده فإنه لا فوز ولا نجاة إلا لمن صدق جميع الأنبياء والمرسلين وامتثل أوامر ربه واجتنب نواهيه ومن عداهم فهو هالك


( 114 )
" ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم "
أي : لا أحد أظلم وأشد جرما ممن منع مساجد الله عن ذكر الله فيها وإقامة الصلاة وغيرها من أنواع الطاعات

" وسعى "
أي : اجتهد وبذل وسعه
" في خرابها "
الحسي والمعنوي فالخراب الحسي : هدمها وتخريبها وتقذيرها والخراب المعنوي : منع الذاكرين لاسم الله فيها وهذا عام لكل من اتصف بهذه الصفة فيدخل في ذلك أصحاب الفيل وقريش حين صدوا رسول الله عنها عام الحديبية والنصارى حين أخربوا بيت المقدس وغيرهم من أنواع الظلمة الساعين في خرابها محادة لله ومشاقة
فجازاهم الله بأن منعهم دخولها شرعا وقدرا إلا خائفين ذليلين فلما أخافوا عباد الله أخافهم الله فالمشركون الذين صدوا رسوله لم يلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يسيرا حتى أذن الله له في فتح مكة ومنع المشركين من قربان بيته فقال تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا "

وأصحاب الفيل قد ذكر الله ما جرى عليهم والنصارى سلط الله عليهم المؤمنين فأجلوهم عنه
وهكذا كل من اتصف بوصفهم فلا بد أن يناله قسطه وهذا من الآيات العظيمة أخبر بها الباري قبل وقوعها فوقعت كما أخبر
واستدل العلماء بالآية الكريمة على أنه لا يجوز تمكين الكفار من دخول المساجد
لهم خزي في الدنيا أي : فضيحة كما تقدم
" ولهم في الآخرة عذاب عظيم "

وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه فلا أعظم إيمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية كما قال تعالى :
" إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر "

بل قد أمر الله تعالى برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها فقال تعالى :
" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "

وللمساجد أحكام كثيرة يرجع حاصلها إلى مضمون هذه الآيات الكريمة


( 115 )
" ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم "
أي :
" ولله المشرق والمغرب "
خصهما بالذكر لأنهما محل الآيات العظيمة فهما مطالع الأنوار ومغاربها فإذا كان مالكا لها كان مالكا لكل الجهات

" فأينما تولوا "
وجوهكم من الجهات إذا كان توليكم إياها بأمره إما أن يأمركم باستقبال الكعبة بعد أن كنتم مأمورين باستقبال بيت المقدس أو تؤمرون بالصلاة في السفر على الراحلة ونحوها فإن القبلة حيثما توجه العبد أو تشتبه القبلة فيتحرى الصلاة إليها ثم يتبين له الخطأ أو يكون معذورا بصلب أو مرض ونحو ذلك فهذه الأمور إما أن يكون العبد فيها معذورا أو مأمورا
وبكل حال فما استقبل جهة من الجهات خارجة عن ملك ربه
" فثم وجه الله إن الله واسع عليم "
فيه إثبات الوجه لله تعالى على الوجه اللائق به تعالى وأن لله وجها لا تشبهه الوجوه وهو - تعالى - واسع الفضل والصفات عظيمها عليم بسرائركم ونياتكم
فمن سعته وعلمه وسع لكم الأمر وقبل منكم المأمور فله الحمد والشكر


تابع........







رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سورة البقرة اسماعيل ابراهيم محمد القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 0 11-07-2009 01:12 AM
سورة البقرة (6) اسماعيل ابراهيم محمد القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 2 08-07-2009 10:34 PM
سورة البقرة (5) اسماعيل ابراهيم محمد القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 1 04-07-2009 06:16 PM
سورة البقرة (4) اسماعيل ابراهيم محمد القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 1 04-07-2009 02:31 AM
سورة البقرة (3) اسماعيل ابراهيم محمد القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 2 04-07-2009 02:29 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة