|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-11-2008, 11:37 AM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
الدولة العباسية بعصرها الثاني وخطها البياني على اجزاء
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء ج1 بقلم/ اسد العرب والاسلام لقد مرّت الدولة العباسية العربية الإسلامية كأي حضارة بمراحل قوة وضعف وما بينهما خصوصا وقد سارت على مبدأ التوريث للحكم ولم تتخذ من مبدأ الشورى الإسلامي بموجب الشريعة والذي اعتمدته دولة الإسلام الأولى مبدأ لها في حقبها المتوالية وسنقسم الخط البياني لسير تلك الحضارة إلى ثلاث مراحل المرحلة الأولى/ هي حقبة العصر العباسي الأول وهي تجسد القوة والهيبة واستمرار الفتوحات والازدهار السريع وقد استمرت بذلك حتى دبّت الصراعات على الحكم جراء اقتران بعض الخلفاء من بني العباس بالنساء غير العربيات ومؤداه في المفاضلة بين الأمراء عند تسميتهم لتولي الخلافة , المرحلة الثانية/ هي حقبة العصر العباسي الثاني وهي تمثل تراجع القوة وتوقف الفتوحات والانشغال بتحكيم الثغور وفض النزاعات الداخلية للأمصار وإخماد الفتن وبدء الصراعات والدسائس بين الأمراء ومن وراءهم على الخلافة كصراع الأمين والمأمون على الخلافة المرحلة الثالثة/ فهي تقسم إلى مرحلتين بحسب مجريات أحداثها وسير التداخلات الخارجية وتغير موقع عاصمة الدولة اثر بدء وتعاظم تلك التداخلات والتي شهدت بنهاية مرحلتها الثانية سقوط وزوال تلك الحضارة الأولى/ هي مرحلة الانتقال إلى سامراء وأسباب ذلك التي تؤشر على بدء تعاظم استقواء العنصر التركي الذي اعتمده الخليفة المعتصم وقد ابتدأ ذلك العنصر أولا بتطبيق أجندته الهدامة بالتدخل في شؤون الجيش العربي العباسي بإقصاء قادة الجيش من العرب والتآمر عليهم وقتلهم ليضعف دورهم في الجيش للتهيؤ للتداخل السياسي عندما تحين الفرصة لذلك بقدوم خلفاء ضعفاء وقد حصل المراد بعدما تم التآمر لقتل الخليفة المتوكل ونهايته المأساوية وهي تمثل نهاية العصر العباسي الثاني (وقد كتبنا في ذلك بحثا خاصا) الثانية/ وهي تمثل بداية العصر العباسي الأخير وهي التي تجسد تدهور وتفاقم مراحل ضعف تلك الدولة بالتدريج إذ ابتدأت بتحكم الأتراك التام بشؤون إدارة الدولة في مطلعها حتى أتى الصراع بينهم وبين آل بويه من الأعاجم في نهاياتها وتحكم هؤلاء أيضا بشؤون تلك الدولة التي بقيت تعيش الصراعات بين ذينك الطرفين حتى لم يبقى في بعض المراحل للخلفاء إلا الاسم أحيانا وسنتناول هنا تقييم سير بعض خلفائها وسياساتهم وابرز الأحداث فيها إلى جانب مجريات الأحداث التي جسدت تلك التداعيات في هذا الموضع فهي حقبة الضعف والإستقواء بقوى خارجية من غير العرب والاعتماد على أبناءها كقادة وجند في جيش الدولة النظامي وكذلك السماح بتداخل بعض تلك العناصر الخارجية في سياسة تلك الدولة بشكل مباشر في بعض المراحل والذي وصل حد عزل الخلفاء أو توليتهم أو حتى قتلهم كما حدث غير ذي مرة في عاصمة بني العباس الجديدة سامراء ولأجل إسقاط الضوء على تلك المرحلة سنتناول سير سياسة الدولة من عهد الخليفة المعتمد حتى آخر خلفاء بني العباس المستعصم يتبع
|
|||||
28-11-2008, 11:38 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء يتبع ج3
|
|||||
28-11-2008, 11:38 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء تدهورت الحالة السياسية لدولة بني العباس بتلك المرحلة وبلغت حدا من التفاقم بعد أن قتل الخليفة المتوكل أول خلفاء العصر العباسي الثاني وبدء التدهور حين تولى الخلافة ولده المنتصر عندما بايعه القادة الأتراك والذي سرعان ما انقلب عليهم عندما أحس بخطرهم الكبير وبأنهم باتوا يتحكمون بكرسي الخلافة وتحديد من يجلس عليه وإنهم بذلك قد سيطروا على الدولة العباسية فحاول إبعادهم وإشغالهم بالحروب مع الروم والبيزنطيين على الثغور ولم يخف مشاعر حقده عليهم حيث صرح بذلك كثيرا مما جعلهم يفكرون بقتله وتم ذلك بالفعل ولم يدم حكمه أكثر من ستة شهور ولم يكن له من عمل مميز إلا منهجه بمصالحة العلويين إذ أزال ما تركه والده من اثر سيء في نفوسهم وقد قتل في عامه الذي لم يتمه على أيدي قتلة والده وبعد ذلك اجتمع القادة الأتراك ليتشاوروا في تولية من يليه فاجمعوا على إبعاد أولاد المتوكل كيلا يتولى منهم من يثأر لوالده وأخاه بحسب ما ذكره ابن الأثير وبايعوه وله من العمر ثماني وعشرون سنة ولقب بالمستعين إلا إنهم سرعان ما اختلفوا وانقسموا على أنفسهم كفريقين مختلفين بالرأي حول التولية الأول بزعامة باغر التركي قاتل المتوكل والفريق الثاني المؤيد بزعامة القائدين وصيف وبغا وهم الذين قاموا بالخروج من سامراء ليلا واصطحاب الخليفة إلى بغداد ولكنهم فيما بعد اسقط بيديهم فحاولوا استدراج الخليفة بالاعتذار إليه ليعود إلى سامراء غير انه رفض تلبية طلبهم فلما رأى أولئك انه تنكر لهم وعصاهم خلعوه وبايعوا ابن عمه أبى عبد الله بن الخليفة المتوكل ولقب بالمعتز وحدثت بذلك فتنة كبيرة بالبلاد بين بغداد وسامراء ويروي أحداثها احمد بن الحارث اليماني فيقول إنها حرب دامت عدة أشهر وأتعبت كاهل البلاد وحل الغلاء وعظم البلاء إلا إن المعتز في سامراء انتدب أخاه أبى احمد بن المتوكل الملقب بالموفق على حرب المستعين وحدثت أحداث أخرى ذكرها المسعودي حول انهزام المستعين واستجارته وخذلانه حتى انتهى الأمر به معزولا ومبعدا في واسط بعد أن أوكلوا به القائد احمد بن طولون ومن ثم أرادوا منه قتله فرفض ولكنهم عادوا فأرسلوا إليه احد الحجاب مع بعض الجند فقام بقتله وانتهى أمر المستعين وعهده الذي جرت به الكثير من الفتن في الداخل والخارج ولم يتسنى له مباشرة إدارة شؤون خلافته منذ البداية وحتى النهاية وعند تصفيته بقيت الخلافة للمعتز الذي كان ضعيفا وأمره مرهون بيد الأتراك حيث كان يخاف بطشهم وغدرهم وكان لا ينام إلا وسلاحه جواره حتى قتل بتلك الحادثة الشهيرة التي كنا قد كتبنا عنها عندما ثار الجند لعدم استيفاء مرتباتهم وحين رفضت والدته قبيحة مساعدته في دفع المبالغ المترتبة حتى قتل بتلك الصورة البشعة التي وصفها لنا ابن الأثير وانتهى أمره في عام 255ه ثم وليَّ الخلافة أخاه المهتدي وعلى الرغم من كونه ضعيفا وواقع تحت تأثير الأتراك إلا انه كان رجلا صالحا وملتزما وقيل أيضا انه ابن الخليفة الواثق إذ لم يكن من الذين ولاهم المتوكل وسنمر بعجالة على وصف عهده فقد كثرة في خلافته الثورات والفتن ومنها بدايات ثورة الزنج في البحرين تجاه البصرة في بغداد والموصل وطبرستان وغيرها مما امتد إلى الأردن وفلسطين ودمشق وليس ذلك معرض بحثنا فقد كان المهتدي كغيره من سابقيه ألعوبة في يد القادة من الأتراك مع انه فكر بالخلاص مما قد ينتظره في أية لحظة حين حاول استمالة احدهم وهو القائد باكباك ومناه بقيادة الجيش إن هو أقدم على قتل القائد الكبير بغا إلا إن باكباك وشى به وهنا سرعان ما اجتمعت كلمة الأتراك على قتله على اثر قتله بعض الموالي ثم اجتمعوا عليه وأسروه وعذبوه حتى مات فكان مقتله في رجب عام256ه ج3 تدهور الحالة للدولة العباسية بتفاقم التداخلات يتبع في ج4
|
|||||
28-11-2008, 11:40 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء ج4 خلافة المعتمد وتقادم التداخلات السياسية إن حقبة خلافة المعتمد هي حقبة هامة من حيث تزايد التداخلات ومفارقاتها وسنحاول إسقاط الضوء على بعض مفاصلها فقد بايع القادة الأتراك المعتمد للخلافة والذي كان حينذاك محبوسا في الجوسق وهو سجن بسامراء وأطلقوا سراحه وتمت مبايعته وولى عهده لابنه جعفر ولقب بالمفوض إلى وولي أخاه أبا احمد طلحة من بعده ولقب بالموفق الله ويقول صاحب الفخري إن الموفق قد غلب ألمعتمد ونافسه منافسة شديدة على الحكم وإدارة الدولة على الرغم انه هو الذي كان قد استدعاه حين أنفذ إلى مكة رسولا لإحضاره في عام257ه حيث كان الخليفة المهتدي قد نفاه إلى مكة المكرمة ثم اضطر المعتمد أخيرا لتقسيم الدولة العباسية بين ولده وأخيه فخص الموفق بالبلاد الشرقية والمفوض بالبلاد الغربية وضم إليه موسى بن بغا وولاه أفريقيا ومصر والشام والجزيرة وأرمينيا وطريق خراسان وغيرها حتى بات حكم المعتمد حكما غريبا فكان هو والموفق كالشريكين بالخلافة للمعتمد الخطبة والسكة (سك النقود) والتسمية بأمير المؤمنين ولطلحة الموفق الأمر والنهي وقود العساكر ومحاربة الأعداء ومرابطة الثغور وترتيب الوزراء والأمراء وكان المعتمد مشغولا عن كل ذلك بملذاته ويقول الأسيوطي إن المعتمد قد انهمك باللهو والملذات واشتغل عن الرعية بينما برز أخاه الموفق فكرهه الناس وأحبوا أخاه أما موسى بن بغا فقد كان من أحسن الأمثلة التي تدلل على تحكم القادة الأتراك في ذلك العصر وقد كان بغا الكبير والد موسى من كبار قواد الجيش العباسي في أيام المعتصم وقد اشترك في كثير من الحروب التي نشبت للذود عن الخلافة وأبدى فيها شجاعة فائقة رفعت منزلته فوق غيره من القواد حتى سمح له أن يتزوج من بيت الخلافة وفي ذلك يقول الطبري (موسى هذا هو ابن خالة المتوكل) وان موسى كان قد تدرج بالجيش حتى أصبح من اكبر قواده وتعاظم نفوذه وتداخله حيث قام بدور هام في الثورات التي قام بها الأتراك في وجه الخلفاء فتارة تراه يذود عن عرش الخلافة وتارة أخرى يتآمر مع المتآمرين كما ترى إن الخلفاء يندبونه لتهدئة وإخماد ثورات الثائرين على الخلافة وقد كان مقربا من المعتمد الذي بالغ في إكرامه وأرسله خارج سامراء في عام 259ه لقتال صاحب الزنج وخلع عليه وبذا يكون موسى قد غدا الساعد اليمين لكل من المعتمد والمفوض والموفق وبقي على منزلته حتى وافته المنية في عام 264ه وقد حدثت في عهد المعتمد أحداث عديدة هامة منها ثورة الزنج وأحداث الثغور الشامية وهجوم البيزنطيين الفاشل على ربيعة قرب نينوى شمالي العراق بعد نكثهم عهد الصلح حيث كان المعتمد وقائده على مصر والشام حينذاك احمد بن طولون هما مصدر قلق وخوف البيزنطيين ثم تعاظم الخلاف بين المعتمد والموفق في عام269ه وأراد المعتمد الهرب من سامراء قاصدا احمد بن طولون في دمشق الذي كان قد راسله وأرسل إليه قائدين من قواده بالرقة ولكن الموفق كان قد أرسل صالح بن مخلد لرد الخليفة وساعده في ذلك اسحق بن كنداج عامل الموصل فلم يضيعا جهدا بإعادة الخليفة إلى سامراء بشتى السبل فانتهى الأمر وفشلت خطته بالهرب وقبض عليه في بلدة حديثة الحالية وحجز المعتمد وأوكل به خمسمائة من الجند كي يمنعوا الناس عنه ويمنعوه من الخروج إليهم فكان كما يقول السيوطي أول خليفة قهر وحجر عليه ووكل به. أما ما كان من احمد بن طولون فانه قد غضب كثيرا وحاول خلع الموفق من دمشق واشتد الخلاف بينهما ولم يذعن للموفق حتى وفاته في عام 270ه وقد حزن المعتمد في سجنه لذلك كثيرا ورثى بن طولون بعدة أبيات وقد كان عام 270ه هاما للدولة فقد انتصر المسلمون على البيزنطيين وقتلوا منهم سبعون ألفا وقتلوا كثيرا من البطارقة وغنموا صلبانهم الذهبية وما إليه من كراسي الذهب والفضة وفي عام278ه نشبت حرب مع البربر وقتل من الفريقين خلق كثير وفي ذلك العام توفي الموفق الذي كان يسيطر على الخلافة فجلس للعزاء ابنه أبو العباس بن الموفق وبقي المعتمد هو الخليفة الرسمي ثم اجتمع القادة وبايعو أبو العباس بولاية العهد ولقبوه بالمعتضد على أن تكون ولايته بعد المفوض ابن الخليفة المعتمد ولكن الأمر جرى مغايرا في حقيقته حيث سرعان ما ضعفت سلطة المعتمد مجددا بعد تحول سلطة الموفق لولده برعاية الأتراك حتى اشهد المعتمد على نفسه انه قد خلع ابنه المفوض من ولاية العهد وبايع بالولاية للمعتضد ولم تمض أشهر قليلة حتى أعلن عن وفاة المعتمد وقيل انه قد دس إليه السم وقد بقي المعتمد في الخلافة ثلاثا وعشرين سنة تخللتها الفتن والاضطرابات..... يتبع الجزء الاخير حقبة الضعف الأكبر من عهد المعتضد وحتى النهاية بعهد المستعصم
|
|||||
28-11-2008, 11:44 AM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
الدولة العباسية بعهدها الاخير وعلائم التهتك والانهيار في خطها البياني
العنوان اعلاه هو موضوعنا القادم بعد نهاية
آخر تعديل أسد الإسلام يوم 28-11-2008 في 11:50 AM.
|
|||||
28-11-2008, 11:51 AM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء ج6 الإنصاف في تقييم ما جرى بين التململ وقبيل السقوط لقد كثر الحديث ومنذ زمن من قبل المؤرخين والمثقفين عن تلك المرحلة المؤلمة في سير تاريخ الدولة العباسية وقد كان المنصفين منهم في الغالب يعرضون الأمر على حاله بحيادية مع التذكير بموضوعة التوريث بالحكم وتعلقها بالشورى دونما التأشير الإيحائي الظالم بمنهج سلبي منحاز ضد شخوص خلفاء دولة بني العباس تحديدا وهو الذي انتهجه البعض على مدى سير التاريخ وحتى اليوم من قبل بعض الشوفينيين الطائفيين الذين يريدون عين ذلك التوريث ولكن من زاوية أخرى يعينهم في تلك الدفوع المغرضين وأنصاف المثقفين من الحاقدين على أية مسعى توحيدي يروم أن يجمع العرب والمسلمين ككيان في هذا العالم وقد تمادى البعض منهم بذلك حين لم يكفوا ألسنتهم عن محاولة النيل من تلك الحضارة عن طريق توجيه النقد المباشر بالإسفاف إلى الخلفاء في غير مناسبة لكنا نقول اليوم وبعد تلك المراجعة التاريخية التي أشرت على بدايات أسباب ذلك التراجع ومسبباته إن لكل الأحداث المتراكمة على الدوام وحتى أيامنا الراهنة أسبابها إلى جانب تداعيات أخطاء متراكمة وليس من الضرورة أن يكون من يشار إليهم بالخلل هم وحدهم المسئولين عن كل ذلك سيما وان الأمة مستهدفة بأعلى درجات الاستهداف الخبيث الذي لما يزل دائرا بيننا حد أيامنا الراهنة حيث رغم كل ما أتيح لأبناء هذا العصر من نور وعلم وسعة ثقافة وحصانة فكرية سياسية تدعمها القوى التسليحية والتعبئة العسكرية التي تحوزها دول امتنا المفككة إلا إنها أثبتت من جديد إنها ومع كل ذلك عرضة لكل ما جرى مع ومرر على كواهل رجالات حقبة ظلمها التاريخ ولقد ابتدأ التراجع في بادية العصر الثاني بسبب تعاظم نفوذ أصحاب التداخلات الخارجية التدريجي والذي كانت له أسبابه بمكائد معدة من قبل أعداء الأمة ولكن هذا لا ينفي جهد محاولات جريئة قام بها بعض الغيارى من الخلفاء على دولة الإسلام بحسب مستطاعهم عندما حاولوا تخليص الخلافة مما علق بها من تداخلات ليسوا هم من كان السبب بوجودها في الأصل وحتى وصل الحال لما وصل إليه فالكثير منهم قد حاول أن يغير الوضع القائم الذي وجده وان ينقلب عليه ليخلص مصير دولته بشتى السبل المتعددة وكان من بينها المواجهة الجريئة التي وصلت حد القتال المشرف الذي كلفهم أرواحهم ودمائهم الزكية التي راحت على مذبح ذلك الخطر الساعي بنا حتى اليوم لكن أولئك الخلفاء الغيارى لم يتح لهم قدرهم وعظم بلاؤهم وهم بذلك المستوى من الشجاعة والغيرة والإقدام على إتمام الأمر خصوصا وان الأعداء يتربصون بهم بشدة ليحكموا الطوق على أعناقهم وهذا ما يفسر لكم مدة الحكم القصيرة التي أتيحت لهم والمؤشرة إزاء كل منهم حتى أتت حقبة الضعف الأكبر في ذلك الخط البياني الذي رأيتم فيه دولة بني العباس من عهد المعتضد وحتى النهاية المأساوية بسقوط الدولة العباسية وبغداد في عهد المستعصم التي أودت بكل شيء وقد وجدنا من يشيد دوما بمحاولات الإحياء والإصلاح التي جرت في تلك الحقبة كما جرى في عهد الخليفة الناصر لدين الله على وجه الخصوص ومقتضيات ذلك الظرفية حيث إن إرادة الله قد وضعت بين يديه أن يحل في زمن قد خلت فيه ساحة البلاد من تلك التداخلات السياسية ومؤثرات القوى الخارجية التي عوقت غيره كما إن الله قد مد في عمره حتى حكم زهاء سبعة وأربعون عاما ليأتي بعهد ذهبي لكننا نقول إن من العدل والإنصاف أن نقيّم كل مرحلة على حدة لنأتي بمحصلة حينها لنقارن مع مرحلتنا الراهنة وحينها سنرى بالطبع إن كل الذي جرى من قبل ممكن حدوثه في أية مرحلة راهنة ومستقبلية مالم يزال أصل ومنبت ذلك الداء الذي يكمن في جسد الأمة حتى اليوم والى ذاك فليتنبه المخلصون .....
|
|||||
28-11-2008, 11:53 AM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
الدولة العباسية ومراحل القوة والضعف والإستقواء ج7والاخير المهتدي زاهد بني العباس ومحاولته الاصلاحية التي باءت بالفشل أما تستحي بني العباس أن لا يكون عندهم زاهد مثل عمر بن عبد العزيز بقلم /أسد العرب والإسلام الحقبة هي العصر العباسي الثاني والتسلسل بين الخلفاء هو الخليفة الرابع عشر بين خلفاء بني العباس انه الخليفة العابد الزاهد المهتدي أبو اسحق محمد بن هارون الواثق بن المعتصم وقد كان رجلا وقورا مهابا وفارسا شجاعا قويا وحاكما عادلا متعبدا ولكنه حين التمس لم يجد معينا صادقا ولا نصيرا ناصرا يعينه على القضاء على البلاء في سياسة دولته أما أوصافه فهو اسمر البشرة رقيق الحاشية حسن المظهر طويل اللحية وفي وجهه وسامة ومنحني الظهر قليلا وقد كان عظيم البطن وقد ولد في سامراء بالقاطول ولقب بالمستعين بالله وقد تولى الخلافة في التاسع والعشرين من رجب وقيل أيضا في يوم الأربعاء لثلاث بقين من رجب من العام 255ه ودامت خلافته حتى السادس عشر من رجب من العام التالي 256ه وانه استمر بالصوم طيلة مدة خلافته حتى مقتله وكان حكمه قرابة عام واحد أي إحدى عشر شهرا ونصف وكان عمره عند توليته سبعة وثلاثون عاما وكان قد حكم بما يرضي الله إذ أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وحرّم الشراب ونهى عن القيان واظهر الإنصاف وأقام العدل بين الناس وكان ملتزما بحضور المسجد الجامع ويخطب بالناس ويؤمهم للصلاة على الدوام حتى كان المهتدي رحمه الله أحسن الخلفاء العباسيين سيرة وأظهرهم ورعاً وعدلا وكان يجلس بنفسه للنظر بالمظالم ولا يقبل بمدح احد إليه ويرد من يحاول مدحه بكلام الله بأنه جالس للعدل ولا يقرب قرابة ولا علاقة ما بين الخصوم وكان مقتديا ومتقيدا بسيرة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ويجده خير قدوة ويكرر دوما أما تستحي بني العباس أن لا يكون في خلفائهم مثله فكان أكثر الخلفاء عبادة وصلاحا وزهدا في عموم مظاهر الحياة الزائفة وقد أمر في أوائل خلافته بإخراج الأواني من الذهب والفضة ولما أتي بها أمر بسكها إلى نقود والذهاب بها إلى بيت المال العام كما رفع كل الفرش من الحرير والديباج وكل مظاهر الترف وقد حرم الغناء والملاهي وأمر بذبح الكباش التي كان سابقيه من أمر بها للتسامر بالمناطحة ومنع ذلك الأمر ومنع المظالم كلها وخصوصا من أهل بيته وأقاربه وحسم جميع الأمراء من الظلم فكان مثالا للعدل في زمانه وكان يجلس للدواوين والكتاب بيديه فيعملون الحساب أمام عينيه وقد كان همه أن يعدل من أوضاع الخلافة ما كثر ميله وانحرافه وان يقوم ما اعوجّ من أمور الناس واجتهد في ذلك المسعى كثيرا حين وضع نصب أعينه أن يخلص دولته والعباد من هذا الانحراف الخطير الناجم عن الطمع وعدم مخافة الله من المسيطرين على الأمور في خلافة سابقيه وقد لاقى من المشقة الشيء الكثير لأنه كان قد ورث بطانة منحرفة غير مخلصة لكنها قوية كثيرة الأعداد قوية التلاحم فيما بينها تمثلت بتداخل الأتراك والغرباء وغطرستهم حيث لا هم لهم إلا مصالحهم وقد أيقن بذلك جيدا وحاربهم بكل قواه مما استجلب له العداء وأثقل كاهله وارق ليله وأرهقه وهذا ما يفسر قصر مدة حكمه وغدرهم به وقد سعى منذ بداية خلافته جاهدا لأن يشق صف تحالف القادة الأتراك وحاول أن يضرب بعضهم ببعض لحدة ذكائه وفطنته لكنهم كانوا حذرين منه وعلموا انه يود القضاء عليهم خصوصا عندما قرب بايكباك أو باكبال وهو مقدم تركي ليتخلص من القائد موسى بن بغا لكن بالنهاية تمرد عليه القائدان التركيان كليهما فركب لقتالهما في جيش كبير ولما سمعا به رجع موسى بن بغا إلى خراسان وهزم الآخر واظهر السمع والطاعة ولكنه كان يضمر الخداع والمكر فأسره الخليفة وعاد به إلى سامراء وعقد المجلس بشأنه وأشار إليه بعضهم بوجوب قتله لما عرف عنه من الغدر والتقلب وذكره آخر بابى جعفر المنصور حين أمر بقتل أبى مسلم الخراساني وما آل إليه الحال من استقرار الأمور وهنا اخذ المهتدي بالرأي وأمر من فوره بقتله وانتهى أمره ولكن القادة والجند من الأتراك ثاروا واضطرب الأمن وساءت الأوضاع حتى حدثت المواجهة حين ركب الخليفة وأنصاره في الجيش من المغاربة والاسروسنية والفراغنة (وتلك هي صفة الجيش الذي ورثه كدولته) إضافة لمن خرج معه من أهالي سر من رأى حين كتبت الرقاع فيها أن انصروا خليفتكم العادل شبيه عمر بن عبد العزيز ضد خصومه الأتراك فخرجوا جميعا للقتال وتوجهوا تجاه معسكر موسى بن بغا ودارت معركة كبرى وقد حاربهم وانتصر عليهم في بداية المعركة وقتل من الأتراك وحدهم أربعة آلاف ولكن كان في جيشه الكثير من الجند الأتراك الذين انقلبوا ضده وتوجهوا مع جيش موسى وبقي المهتدي يقاتل ببسالة رغم قلة من بقي معه من الجيش حتى جرح بالقتال وفي نهاية المطاف تمكنوا من إحاطته لكثرتهم فأسروه وقيدوه وحبسوه وسلموه إلى حاقد منهم واستمر يعذبه حتى توفي رحمه الله في يوم الخميس لاثنتي عشر بقيت من رجب 256ه وذلك عندما تأكد الأعداء بأنه شجاع وغيور وعازم على القضاء عليهم وانه قد حظي بحب الناس وتقديرهم له لعدله وصلاحه وحسن تدبيره للأمور وان الناس بدأت تلتف من حوله وقد حزن الناس لمقتله كثيرا ورددوا بسر من رأى أن كيف لهم أن يقتلوا عابدا وصواما قواما والخ من عبارات الرثاء في حقه وقد قال عنه نفطويه حيث حدثه بعض الهاشميين انه لما قتل المهتدي وجدوا في بيته سفط للمهتدي به جبة صوف وكساء كان يلبس ذلك ويصلي الليل كما قال أبو العباس بن هاشم بن القاسم الهاشمي كنت عند المهتدي فيبعض عشايا رمضان وقمت لانصرف فأمرني بالجلوس فجلست حتى صلى بنا المهتدي المغرب وأمر بالطعام فاحضر وبه طبق خلاف عليه رغيفان من الخبز وثلاثة صحون واحد به زيت وآخر ملح وآخر به خل فدعاني للأكل فأكلت مقتصرا ظنا مني انه سيحضر طعاما غيره فلما تنبه لي قال أما كنت صائما قلت بلى قال أفلست تريد الصوم في غد قلت وكيف لا وهو شهر رمضان قال فكل واستوف عشاؤك فليس ها هنا غير ما ترى فعجبت من قوله وقلت لم يا أمير المؤمنين وقد أسبغ الله عليك النعمة ووسع رزقه قال إن الأمر على ما وصفت والحمد لله ولكني فكرت في انه كان من بني أمية عمر بن عبد العزيز فغرت لبني هاشم أن لا يكون في خلفائهم مثله وأخذت نفسي على ما رأيت , وقد قال جعفر بن عبد الواحد إني ذاكرت المهتدي يوما بشيء فقلت له كان احمد بن حنبل يقول به ولكنه كان يخالف بعض آبائه فقال رحم الله احمد بن حنبل والله لو جاز لي لأتبرأ من أبي لتبر ائت منه ثم قال لي تكلم بالحق وقل به فإن الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني ,,,,, فرحم الله المهتدي ومن اقتدى به ومن كان جده الفاروق عمر ورحم الله كل من حمل لواء هذا الدين وما احسبنا قد أوفينا الرجل حقه ولكنه المتيسر بأيدينا من نتف المعلومات عن سيرته الطيبة الصالحة ومحاولته الإصلاحية .....
آخر تعديل أسد الإسلام يوم 30-12-2008 في 09:22 PM.
|
|||||
28-11-2008, 11:55 AM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
المعتز راح قتيلا بين نفوذ الاتراك وبخل امه بقلم اسد العرب والاسلام إنها والدة المعتّز بن المتوكل والذي كان كما يصفه صاحب الفخري انه كان شخصا جميلا حسن الصورة ولم يكن بسيرته ورايه وعقله بأس ولكن الاتراك كانوا قد استولوا على مقاليد الامور منذ مقتل والده مما اضعف الخلافة حينذاك بحسب ما يذكر المسعودي في مروج الذهب’ وان المعتز قد عمل على التخلص من نفوذ زعماء الاتراك وقادتهم ومال الى المغاربة والفراغنة دونهم مما اغاظهم وكادوا له, وتلك عوامل التداخل الخارجي التي اضرت بدولة الاسلام العربية ولم تزل حتى اليوم بين مد وجزر. عموما نعود لاصل تلك القصة عن بخل تلك المراة الذي اودى بحياة ولدها المعتز فقد كانت ادارة المعتز باختصار قد تاخرت في دفع بعض مرتبات قادة الاتراك لظرف خاص فاتخذ الاتراك من ذلك فرصة للخروج عليه فطالبوه برواتبهم فعجز عن دفعها ثم اسمتهلهم وتوجه الى امه قبيحة وكانت غنية تملك قرابة المليون وثمانمائة الف درهم ذهب عدا الجواهر من ذهب وحلي وزمرد وياقوت ولؤلؤ وغيره من نفائس الاحجار الكريمة فاراد منها ان تمده ببعض المال لاسكات ثورة العسكروالجند في سامراء وكان المال الذي يحتاجه هو خمسون الف فقط ولكنها رفضت وابت الى ذلك سبيلا ولم تكتف بذلك بل انها استنجدت بموسى بن القائد بغا وكانت ثورة الجند قد اشتدت وتفاقمت وقبضوا عليه وقتلوه بزعامة صالح بن وصيف ويصف لنا هنا ابن الاثير كيفية مقتل المعتز بتلك الصورة المروعة عندما دخل اليه جماعة من اولئك حين جروه من ارجله الى باب الحجرة وضربوه بالدبابيس وهي العصا المدببة ومزقوا قميصه واقاموه في الشمس فكان يرفع رجلا ويضع اخرى ودماؤه تسيل وهم يلطمونه وهو يتلقى بكلتا يديه حتى ادخلوه حجرة واتوا بابن ابي الشوارب وجماعة معه واشهدوهم على خلعه وان لامه ولولوده واخته الامان وكانت قبيحة قد اتخذت في منزلها سردابا يؤدي بابه الى خارج القصر فخرجت واخفت ما عندها من مال وجواهر ولم تلتفت لمصير ابنها ومحنته اما اولئك فكانوا قد سلموا المعتز لمن يعذبه فسجن في في سرداب تحت الارض ولم يعطى حتى حسوة ماء عندما طلبها فبقى كذلك حتى مات.. فراح المعتز بين مذبح تسلط الاتراك والعسكر وبين بخل والدته قبيحة.... وقد رثى شاعرين المعتز بقصيدتين مطلع كل منهما الاول عيني لا تبخلي بسفح الدموع ---- واندبي خير فاجع مفجوعِ خانه الناصح السفيه ونالتـــه ---- اكف الردى بحتف سريـــع والاخر اصبحت مقلتي تسفح الدموعا ---- إذ رأت سيد الانام خليعا لهف نفسي ما كان امـــــــلاه ---- واسراه تابعا متبوعـــــــا
|
|||||
28-11-2008, 11:57 AM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
|
|||||
28-11-2008, 11:59 AM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
قليلا من الانصاف لخلفاء بني العباس
آخر تعديل أسد الإسلام يوم 06-09-2009 في 11:45 PM.
|
|||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العراق في الإسلام عروبته تحريره اسلامه/ بحث على اجزاء | أسد الإسلام | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 31 | 11-12-2009 05:35 PM |
ما حكم التداوي بالقرآن ؟ | مسلمة وافتخر | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 1 | 28-11-2009 09:46 PM |
جدية احياء الخلافة العباسية بعهد الظاهر بيبرس | أسد الإسلام | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 3 | 18-05-2009 11:19 PM |
نقد الكتاب المقدس "اجزاء | مجد الغد | عقيدة أهل السنة والجماعة | 11 | 18-03-2009 06:44 PM |
من ملك مصر قبل الإسلام /اجزاء /اعدادمجد الغد | مجد الغد | التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية | 0 | 16-11-2008 12:10 AM |
|