اين الدرس من سقوط بغداد مجددا ايها العرب والمسلمين
بقلم اسد الاسلام
أين أحفاد الظاهر بيبرس اليوم وأين أحفاد الأمير قطز وأين أحفاد المتبقين من أولي الغيرة على الأوطان والدين والأعراض والكرامة وأين أحفادكم يا خالد وصلاح الدين فقد ألمّ الخطب بالأمة وقد تفاقم الخطر المحدق بها حيث توالت الأحداث الدامية والدمار والخراب في عراق اليوم كما تبدأ في كل مرة فهو بوابة المحن وهو الأسير اليوم بيد الأعداء ومن أعانهم وأيدهم بين راضٍ ومشترك اثيم من الذين يتلذذون بكل ما يجري من حولهم متناسين إننا جسد واحد وتلك حمّى وان الحريق قد بدا يكبر وان السنة اللهب لابد لها أن تمتد إلى خارج تلك الدائرة المشتعلة التي خطوها بأنفسهم آملين بالقضاء على العراق وحده وإخراجه من مركز صنع القرار العربي غير انهم اصطدموا إن العراق هو دوما جمجمة العرب ووطنهم الفقيد وبإضراره يتضرر صالح العرب جميعا وأولهم الذين سعوا إلى ذلك واصبحوا اليوم نادمين وسيندمون اكثر إن هم بقوا على حالهم من الذل والهوان فقد اصبح الجميع اليوم في مرمى الخطر الداهم وباحتمالية وصول الحريق الذي أضرموه إلى عقر ديارهم ومصالحهم التي تآمروا على العراق لأجلها ولطالما كان العراق بوابة للوطن ألام ولكل أمة العرب من مشارقها وحتى مغاربها ومنذ بديات تشكل الدولة العربية الإسلامية حرص الغيارى من أهل القرار السياسي العربي الإسلامي على تولية موضوعة العراق كبير الأهمية بعكس الأقزام في هذا الزمان من الذين لم يتّعضوا بما حل في الوطن عند سقوط بغداد والقضاء على الخلافة العباسية وما تبع ذلك من ويلات ودمار أتى على الغث والسمين واصبحت الأمصار والبلدان مسارا لاجتياحات الأعداء والطامعين من الذين يخلفون الخراب والدمار والحريق ويعتمدون الاعتداء على الأعراض والكرامات منهجا يخلف وراءهم آثاره أينما حلو وتوجهوا ولولا غيرة أولئك الفتية المؤمنين بربهم من قادة جيش المماليك وجندهم رحمهم الله أجمعين عندما أحسوا بالخطر الداهم واتحدوا جميعا تاركين كل خلاف ومقدمين صالح الأمة لهلكت تلكم الأمة جميعا فقد توحدوا جميعا واستطاعوا رد الخطر المحدق بهم بل والقضاء على إمبراطورية الشر الأكبر التي أخافت وأرهبت حينذاك جل العالم ولكنها لم ترهب ولي الإيمان فانكسرت على أياديهم الشريفة والى الأبد ثم تفرغوا لجراح الأمة السابقة واللاحقه فطردوا الغزاة من الصليبيين وغيرهم فأعادوا الكرامة لامتهم كقادة مؤمنين الواحد منهم يكمل رسالة الآخر دونما فرق إلا بالاندفاع لاسترداد كرامة العرب والمسلمين حتى باتت تخشاهم كل قوى الشر الطامعة على البعد بل إن الكثير منها انسحب دون قتال فتحقق للامة مرادها ولكن بالحفاظ على الكيان أولا وهنا يكمن الخلل المؤرق لنا جميعا اليوم !!
فما بالنا اليوم ونحن أحفاد أولئك الأبطال ومن سبقهم في نشر تلك الدعوة النبيلة التي وصلت إلينا وباتت بين أيدينا دون جهد جهيد ونحن لا ندافع عنها وعن أهلها الذين انتهكت حرماتهم وباتوا في إذلال وجراح مثخنة ألا ينبغي علينا السعي على مسار اختطوه من قبلنا أولئك العظام فحصلت أمتهم على كرامتها وحطوا رحالهم جزاء ذلك المسار في ضيافة الرحمن أعزاء مكرمين وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الأغلى والأنفس عند الله ولتيقنهم إن الفوز بالآخرة هو عقيدة المسلم وليس التمسك بعرى الدنيا وسفاسفها وان التقاعس وقبول الذل لهو أمر مشين
في الدنيا والآخرة ...
ولهذا أيها الأحبة حرص أعداء الأمة على تحريف القيم والمثل العليا التي جبلنا عليها وهي عماد ديمومة هيبة الأمة وصلاح حالها فعمدوا إلى الإساءة إلى النضال الإسلامي المسلح بوصمه بالإرهاب ذلك المصطلح الهلامي الذي يهدف إلى القضاء على الإسلام بحجة القضاء على الإرهاب ولكسر جناح الإيمان ظلما وزيفا فنضالنا وكفاحنا كأمة هو مجبول على التضحية بالنفس في سبيل الدفاع عن صالح الأمة والأعراض والكرامات دونما أية خوف ووجل في حال الضرورة وليس العداء تجاه الآخرين من الذين طلبوا السلام والأمان وحسن التعايش...
فمتى كان العرب والمسلمين قوة عِداء تجاه الآخرين فلم نكن أمة سعت إلى الشر والى تطهير عرقي أو تنصير ديني أو إبادة جماعية وحتى ذرية كما يحرص البعض على تطويرها وحصرية امتلاكها بغية استخدامها وقد استخدموها من قبل فافنوا الأبرياء بصيغة جمعية مؤسفة في غير مكان كما إننا كأمة لم نكن أهل حروب عالمية كغيرنا ممن أشعل فتيل حربين عالميتين أتت على الملايين من البشر بالفناء أيضا وما فعلوه حتى اليوم من آثام وإجرام في العديد من الدول الجريحة بالأمس القريب كفلسطين وأفغانستان والعراق كما إننا لم نكن إلا أمة تكافلية في التعايش والتعاون وديننا يدفعنا للمساعدة والتعاون مع بني البشر فخيراتنا كلها طالما سلّة غذاء وكساء وطاقة للعالم كله ولسنا من يرمي الخيرات إلى البحار كغيرنا من العتاة كيلا ينتفع بها أحد,فهل يعقل أن يبرء كل من قام بتلك الأهوال ولا يوصم بالإرهاب ! انه لتجني كبير!!
وعليه فليراجع البعض حساباته وحينها سيرى حتما إن أولئك المتسببين بكل ما جرى من أهوال هم الواجب أن يؤشر عليهم بذلك الإرهاب المفترض وليس غيرهم ألا إن أعداؤنا هم الإرهابيون ولكنهم لا يعترفون بذلك...