19-06-2010, 07:40 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
وأشرق النور
وأشرق النور د. عمر عبدالكافي كانت رحمة الله بالعالمين ، أن بعث فيهم الهادي الأمين ، الذي أخذ بأيدي الناس إلي صراط الله العزيز الحميد ، و لم يكن مولد الهادي صلي الله عليه و سلم ، مفاجأة للعرب و العالم ، بل كانت هناك الإرهاصات الواضحة و الكثيرة التي تبشر بمقدمه عليه الصلاة و السلام . و لهذا فلنتصفح و ننتقل إلي صفحات التاريخ لنقرأ سوياً . عن ابن الكلبي قال: ... لما ملك سيف بن ذي يزن أرض اليمن و قتل الحبش و أبادهم وفدت إليه أشراف العرب و رؤساؤهم ليهنئوه بما ساق الله من الظفر . و وفد وفد قريش و كانوا خمسة من عظمائهم : عبد المطلب بن هاشم ، و أمية بن عبد شمس ، و عبد الله بن جدعان ، و خويلد بن أسيد ، و وهب بن عبد مناف بن زهرة . فساروا حتي وافَوا مدينة صنعاء ، وسيف بن ذي يزن نازل بقصر يقال له غمدان ، و كان أحد القصور التي بنتها الجن لبلقيس بأمر سليمان ، فأناخ عبد المطلب و أصحابه و استأذنوا علي سيف فأذن لهم . فقال أيها الملك إن الله قد أحلك مَحلاً رفيعاً شامخاً منيعاً ، و أنبتك منبتاً طابت أرومته و عزت جرثومته ، و ثبت أصله و بسق فرعه ، في أطيب مغرس و أعذب منبت ، فأنت الملك ربيع العرب الذي إليه ملاذها ، و وردها الذي إليه معادها ، سلفك خير سلف ، و أنت لنا منهم خير خلف ، و لن يهلك الله من أنت خلفه ، و لن يخمل من أنت سلفه . نحن أيها الملك أهل حرم الله و سدنة بيت الله ، أوفدنا إليك الذي أبهجنا من كشف الضر الذي فدحنا ، فنحن وفد التهنئة لا وفد الترزئة . فقال سيف : أنتم قريش الأباطح ؟ قالوا نعم . قال مرحباً و أهلاً و ناقةً و رحلاً و مناخاً سهلاً ، و ملكاً سمحلاً يعطي عطاءً جزلاً ، قد سمع الملك مقالتكم و عرف فضلكم ، فأنتم أهل الشرف و الحمد و الثناء و المجد ، فلكم الكرامة ما أقمتم و الحباء الواسع إذا انصرفتم . ثم قال لعبد المطلب : أيهم أنت ؟ قال : أنا عبد المطلب بن هاشم . قال : إياك أردت و لك حشدت ، فأنت ربيع الأنام وسيد الأقوام ، انطلقوا و أوسدوا حتي أدعو بكم ، ثم أمر بإنزالهم و إكرامهم . فأقاموا شهراً لا يدعوهم ، حتي انتبه ذات يوم فأرسل إلي عبد المطلب : ايتني وحدك من بين أصحابك . فأتاه فوجده مستخلياً لا أحد عنده ، فقربه حتي أجلسه معه علي سريره ، ثم قال : يا عبد المطلب إني أريد أن ألقي إليك من علمي سراً لو غيرك يكون لم أبح به إليه ، غير أني رأيتك معدنه ، فليكن عندك مصوناً حتي يأذن الله فيه بأمره ، فإن الله منجز وعده و بالغ أمره . قال عبد المطلب : أرشدك الله أيها الملك . قال سيف : إني أجد في الكتب الصادقة و العلوم السابقة التي اخترناها لأنفسنا ، و سترناها عن غيرنا خبراً عظيماً و خطراً جسيماً فيه شرف الحياة و فخر الممات ، للعرب عامة ، و لرهطك كافة ، و لك خاصة . فقال عبد المطلب لقد أبتُ بخير ما آب به وافد ، و لولا هيبة الملك و إعظامه لسألته أن يزيدني من سروره إياي سروراً . فقال سيف : نبي يبعث من عقبك ، و رسول من قرنك ، اسمه أحمد و محمد و هذا زمانه الذي يولد فيه أو لعله قد ولد ، يموت أبوه و أمه ، و يكفله جده و عمه و الله باعثه جهاراً ، و جاعل له منا أنصاراً ، يعز بهم أولياؤه و يذل بهم أعداءه ، تخمد عند مولده النيران ، و يعبد الواحد المنان و يزجر الكفر و الطغيان ، و يكسر اللات و الأوثان، قوله فصل و حكمه عدل ، يأمر بالمعروف و يفعله ، و ينهي عن المنكر و يبطله . و قال : و البيت ذي الحجب ، و الآيات و الكتب ، إنك يا عبد المطلب لجده غير كذب . فخر عبد المطلب ساجداً . قال سيف : ارفع رأسك ، ثلج صدرك و طال عمرك ، و علا أمرك ، فهل أحسست بشىءٍ مما ذكرت لك ؟ قال عبد المطلب : نعم أيها الملك ، كان لي ابن كنت به معجباً ، فزوجته كريمة من كرائم قومي يقال لها آمنة بنت وهب ، فجاءت بغلام سميته محمداً و أحمد ، مات أبوه و أمه ، و كفلته أنا و عمه . قال: هو هو لله أبوك ، فاحذر عليه أعداءه . و إن الله لم يجعل لهم عليه سبيلاً ، و لولا علمي أن الموت مجتاحي قبل ظهوره لسرت إليه بخيلي و رجلي حتي أجعل مدينة يثرب دار ملكي ، فإني أجد في كتب آبائي أن بيثرب استتباب أمره ، و هم أهل دعوته و نصرته ، و فيها موضع قبره ، و لولا ما أجد من بلوغه الغايات و أن أقيه الآفات و أن أدفع عنه العاهات ، لأظهرت اسمه و أوطأت العرب عقبه ، و إن أعش فسأصرف ذلك إليه . قم فانصرف بمن معك من أصحابك . ثم أمر لكل رجل منهم بمائتي بعير و عشرة أعبد من الحبش و عشرة أرطال من الذهب و حلتين من البرود . و أمر لعبد المطلب بمثل جميع ما أمر لهم ، و قال له : يا عبد المطلب إذا شب محمد و ترعرع فاقدم علي بخبره . ثم ودعوه و انصرفوا إلي مكة . فكان عبد المطلب يقول لا تغبطوني بكرامة الملك إياي دونكم و إن كان ذلك جزيلاً و فضل إحسانه إلي و إن كان كثيراً ، اغبطوني بأمر ألقاه إلي من شرفٍ لي و لعقيبي من بعدي . فكانوا يقولون له : ما هو ؟ فيقول : ستعرفونه بعد حين . فمكث سيف باليمن ملكاً عدة أحوال ، و إنه ركب يوماً كنحو ما كان يركب للصيد و قد كان قد اتخذ من السودان نفراً يجهزون بين يديه بحرابهم ، فعطفوا عليه يوماً فقتلوه و بلغ كسري أنو شروان فرد إليهم هرمز و أمره أن لا يدع أسود إلا قتله . و جاء النور بمولد سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) ليعم الخير ربوع العالم، و ليكون خاتماً للرسل ، فهنيئاً لنا نحن المسلمين بإسلامنا ، و هنيئاً لنا برسولنا ، و هنيئاً لمن اقتفي أثره منا ، و سار علي دربه حتي نلقاه علي حوض الكوثر بإذن الله . |
|||
20-06-2010, 02:17 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : |
|||
21-06-2010, 06:38 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
|
|||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مطلع النور | النهر الأزرق | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 2 | 06-11-2010 12:36 AM |
أوروبا بين النور والدخان | تراب | التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية | 0 | 29-04-2010 11:42 PM |
الصحبة الصالحة.. نور يهدي إلى النور... | سلسبيل الخير | رحيق الحوار العام | 4 | 01-06-2009 04:53 AM |
مكتبة فيصل النور للرد على الاماميه | admin | عقيدة أهل السنة والجماعة | 1 | 30-04-2009 01:29 AM |
جنوب أفريقيا رحلة نحو النور | admin | منتدى الأفلام الوثائقية | 1 | 16-04-2009 08:22 PM |
|