منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > القسم العام > رحيق الحوار العام
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-2010, 05:08 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


أبو البيلسان غير متواجد حالياً


افتراضي إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه









يقول نبينا صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )



عندما قرأت هذا الحديث تذكرت قول احد المشائخ عندما قال لو علمتم


مافاتكم من الرزق بسبب المعاصي والذنوب لقتلتم انفسكم حسرات


فتعال نبحر في روائع أبن القيم الجوزية - رحمه الله –


حول أثر الذنوب والمعاصي على الفرد


يقول رحمه الله


وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة , والمضرة بالقلب والبدن


في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه الا الله .


1- فمنها : حرمان العلم , فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ,


والمعصية تطفيء ذلك النور . ولما جلس الإمام الشافعي بين


يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته , وتوقد ذكائه ,


وكمال فهمه , فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه


بظلمة المعصية


2- ومنها حرمان الرزق : ..... وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق


فترك التقوى مجلبة للفقر , فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي .


3- ومنها وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله ,


لاتوازنها ولاتقارنها لذة أصلاً , ولو اجتمعت له لذات الدنيا


بأسرها لم تَفِ بتلك الوحشة , وهذا أمر لا يحس به إلا من


في قلبه حياة


فدعها إذا شئت واستأنسِ .

وليس على القلب أمَرُّ من وحشة الذنب على الذنب فالله المستعان .




4- ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس , ولاسيما أهل الخير منهم ,


فإنه يجد وحشة بينه وبينهم , وكلما قويت تلك الوحشة بَعُدَ منهم


ومن مجالستهم , وحُرِمَ بركة الانتفاع بهم , وقَرُبَ من حزب الشيطان


بقدر ما بَعُدَ من حزب الرحمن , وتَقْوَى هذه الوحشة حتى تستحكم ,


فتقع بينه وبين إمرأته وولده وأقاربه , وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا


من نفسه , وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في


خُلُق دابتي وإمرأتي .


5- ومنها تعسير أموره عليه ؛ فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه ,


أو متعسراً عليه ؛ وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا ,


فمن عَطَّلَ التقوى جعل الله له من أمره عسرا . ويالله العجب !


كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه


وهو لا يعلم من أين أُتيَ .







6- ومنها ظلمةٌ يجدها في قلبه حقيقة : يُحِسُّ بها كما يُحِسُّ بظلمة الليل البهيم ,



إذا ادلهم , فتصيرُ ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ,


فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة , وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته ,


حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر ,


كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده


6- ومنها ان المعاصي توهن القلب والبدن : أما وهنها للقلب فأمر ظاهر ,


بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية , وأما وهنها للبدن فإن المؤمن


قوته من قلبه , وكلما قوى قلبه قوى بدنه ,وأما الفاجر فإنه وإن كان قوى


البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون


إلى نفسه . وتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم ,


أحوج ما كانوا إليها , وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم .


7- ومنها : حرمان الطاعة ؛ فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة


تكون بَدَلَه , ويقطع طريق طاعة أخرى , فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة


, ثم رابعة وهلم جرا ,


8- ومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولابد , فإن البر


كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر . وقد اختلف الناس في هذا الموضع


: فقالت طائفة : نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقها عليه .


وهذا حق وهو بعض تأثير المعاصي . وقالت طائفة : بل ينقص حقيقة ,


كما ينقص الرزق فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابا كثيرة تكثره


وتزيده , وللبركة في العمر أسبابا تكثره وتزيده . قالوا ولا تمنع زيادة العمر


بأسباب كما ينقص بأسباب - فالأرزاق والآجال والسعادة والشقاوة والصحة


والسقم والمرض والغنى والفقر وإن كانت بقضاء الله عز و جل فهو يقضي ما


يشاء بأسباب جعلها موجبة لمسبباتها مقتضية لها . وقالت طائفة أخرى :


تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن تفوته حقيقة الحياة ,


وهي حياة القلب . ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي ,


كما قال تعالى ( أمواتٌ غيرُ أحياء ) النحل 12 – فالحياة في الحقيقة حياة


القلب وعمر الإنسان مدة حياته , فليس عمره إلا أوقات حياته بالله ,


فتلك ساعات عمره , فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الأوقات


التي هي حقيقة عمره ولا عمر له سواها .


يوم يقول ( يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) الفجر 24 –






9- منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا ؛ حتى يَعٌزُّ على



العبد مفارقتها والخروج منها , كما قال بعض السلف :


أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها , وأن من ثواب


الحسنة الحسنة بعدها ,

















رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسباب الرزق الدنيا فانيه القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 1 16-11-2014 09:48 AM
قصة الرجل الذي قتل 99 aslam المنتديات الأدبية :الشعر العربى ، من بوح قلمى 4 14-11-2010 09:12 AM
العبادة توسع الرزق وتبعد الهم وتسعد القلب ( حديث قدسى ) أمانى الحب رحيق الحوار العام 2 03-06-2010 12:26 PM
للعبد أحد عشر مشهداً فيما يصيبه من أذى الخلق سلسبيل الخير رحيق الحوار العام 3 15-11-2009 04:03 AM
صلة الرحم تراب عقيدة أهل السنة والجماعة 0 25-08-2009 01:15 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة