منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > القسم العام > رحيق الحوار العام
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-2010, 05:11 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أبومالك الانشاوي غير متواجد حالياً


dfsfsd ملامح نهج السلف علما واعتقادا

*** ملامح نهج السلف عاما واعتقادا...... ***

بسم الله الرحمن الرحيم

تقـديــم

فضيلة الشيخ / إبراهيم بن حسن الشعبي. حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

تابعت تعديلاتكم على نسخة كتابكم " ملامح نهج السلف علماً وعملاً واعتقاداً وتعاملاً وأخلاقاً " فوجدتها تعديلات تامة وافية بالمقصود – إن شاء الله .

وأسأل الله أن ينفع بما كتبتم وبينتم ، وأسأل الله أن يعيذنا وإياكم وإخواننا المسلمين من نزغات الشيطان وشطحات الأهواء، وأن يوفقنا لسلوك منهج السلف الصالح الذي بينتم ملامحه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه

صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان

في 10/8/1424هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الـمقدمــة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فقد حرصت أن أسهم بجهد المقل في تجميع ما لعلّه يبرز صورة مصغرة, بحجم ما أكتب ومجردة لمنهج السلف في علمهم واعتقادهم وعملهم, في تطبيقهم العملي, وتعاملهم مع بعضهم البعض, ومع مخالفيهم وسرد مقتطفات مما دوِّن عن أخلاقهم وسلوكياتهم لعلّ كل ذلك يعطي صورة مستقلة وخالية من أي خلط ومعبرة ومبسطة تستهدف الكشف عن حقائق العقيدة في توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات؛ محفوفة بظواهر التطبيق الصحيح من قبل الرعيل الأول في علمهم واعتقادهم وعملهم وتعاملهم وأخلاقهم ليدرك المبتدئ في أول مراحله الحقائق صافية وناصعة من أي كدر, لا يلوثها غبش, وذلك بالابتعاد عن الخوض في أي خلاف طرأ إزاء أي من حقائق الاعتقاد, لترتسم في الذهن صورة ناصعة متكاملة أو شبه متكاملة عن العقيدة لتكون بمثابة حجر الأساس, والطريق المعبد الذي يسلكه السائرون دون نتوءات أو اعوجاج.

فلا يتيهون في بنيات الطريق؛ استجلاءً وتشخيصاً لمنهج قويم يهدي إلى الحق وإلى هدى مستقيم.

وحينما يحيط الناشئ بحقائق العقيدة ويتعشقها قلبه وعقله تتكون لديه عناصر المنهج الكاشف لكل زيغ ويحمل في قلبه النبراس الذي يبدد مقومات أي لبس ويكتسب في عقله الرؤية الصادقة والرشد الذي يقاوم كل التواء في مسيرة حياته.

وتتكون لديه حينئذ المناعة ضد أي مرض وافد, ويمتلك في قرارة عقله الباطن الجهاز الحساس الذي يتصدى لرصد ومقاومة كل متسلل ختار. حرصت أن أقصر ما أكتب على التوحيد في مجمله وأنواعه الثلاثة, والمسيرة العملية الحقة والممارسة الفعلية الفريدة للقرون المفضلة, كما أرسم ومضات من تعاملهم وأخلاقهم طمعاً في تجلية القدوة من خلال العلم والاعتقاد والعمل والتعامل والسلوك السليم للمؤمنين -القدوة-؛ لنحمي تربة الفطر السليمة, من تسلل الطفيليات ونستنبت قواطع العقيدة في قلوب وعقول ومشاعر الناشئة لتمتص رحيقها نفوسهم وتعيش بها قلوبهم محصنة سحابة حياتهم.

وحتى يلقى المسلم ربه وهو على يقين ثابت واعتقاد لم تعكره الشوائب قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب) ([1])وفي المقابل يقول الله تعالى: (وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق) ([2]).

وبعد: فإلى رحاب السلف

أولاً:

السلف: كلمة تعني في اللغة: المتقدم, وتعني كلمة الخلف المتأخر. والمنهج يعني الطريق والسنة.

والسلف في لغة علماء السلف والتابعين لهم بإحسان تعني: الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهم أهل القرون المفضلة, ممن أجمع الناس على عدالتهم وتزكيتهم, ولم يرموا ببدعة مفسقة أو مكفرة.

والسلف قدوة في علمهم واعتقادهم وعملهم وتعاملهم وأخلاقهم, وهم قدوة في نهجهم, وهو الطريقة المتبعة في القرون المفضلة في الفهم العقدي والاستدلال والتقرير والعلم والإيمان.

فالسلفية إذن مدح وثناء على كل من اتخذها قدوةً ومنهجاً, ومن زعم أنه متصف بها دون تحقيق القدوة الصحيحة علماً واعتقاداً وعملاً وتعاملاً وأخلاقاً فهو مدعٍ مذموم, والسلف قدوة في الحق, والحق لا يتجزأ.

ثانياً:

وتقابل كلمة السلف كلمة الخلف, والخلف من جاء بعد القرون المفضلة وهم قسمان قسم بقي على نهج السلف وهم طلائع الفرقة الناجية المنصورة لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وقسم ندَّ عن جادة السلف وارتكس في الأهواء وهم من قال ببدعة أو اتهم بحق؛ سواء كانت بدعة مفسقة أو مكفرة, أو تعرض لذم الأمة شخصاً أو معتقداً.

وهذا القسم من الخلف قدوة ومنهج في الباطل, وقد يكون للباطل دولة كما حدث في عهد المأمون والمعتصم والواثق حين نصروا الاعتزال إبان فتنة القول بخلق بالقران.

وقد تطلق العقيدة الصحيحة على ما يسمى بالفقه الأكبر وأصول الدين والتوحيد, وهي تعبر عن المنهج والقدوة. فالسلف وأهل الحديث والسنة وأهل السنة والجماعة أسماء لمسمى واحد وإن كان قد لحظ في كل منها صفة خص بها المتصفون.

ثالثاً:

مميزات العقيدة الصحيحة:

وتمتاز العقيدة وتختص بالتوقيف, والإيمان بالغيب, والشمولية.



ويعني (التوقيف) عدم جواز الاجتهاد أو القياس في شئون العقيدة, فلا يجوز الكلام فيها إلا على ضوء الكتاب والسنة في نطاق منهج سلف الأمة في التعامل مع النص.

ويعني الغيب أن قضايا العقيدة منها ما هو محسوس, ومنها ما هو غير محسوس أي غيبي, وهنا يلزم الإيمان بالمحسوس والغيب فقد يصل العقل البشري إلى مستوى معين لا يتجاوزه إلى استكناه الغيب ومعرفته فيلزمه الرضى والتسليم, قال الله تعالى في صفة المؤمنين: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْب) ([3])والإيمان بالغيب من خصائص الإنسان دون سائر الحيوان لتكريم الله له قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) ([4]).

والشمول: يعني أن الرسالة ما دامت هي الخاتمة فإنه لابد أن تكون شاملة.

وأهم ما نزلت به الكتب وبعثت به الرسل هو التوحيد وعقيدة العباد في الله عز وجلّ. فلا بد إذن أن تكون شاملة ملبية للإجابة على كل تساؤل يتوقع وروده, وإلا فلا تكون خاتمة, ولذا كان من خصائص عقيدة التوحيد الشمولية.

ويجب الالتزام بالعقيدة الصحيحة؛ لأن كل الدلائل تشير إلى أن هناك حقاً في باب العقيدة يجب أن يلتزم, وهناك دلالة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قائمة يجب الأخذ بها. وهناك العقيدة الموصوفة بالصحة ووجوب الالتزام بها بموجب الدلالة, وهذا المدلول له جيل من البشر طبقه, فهو منهج علمي وعملي ظهرت فوائده, يجب التماسه من خلال بيان الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان صحابته و التابعين لهم بإحسان ومن خلال تطبيقهم القول بالعمل على ضوء الفهم السليم والمنهج القدوة, فلقد ضربوا أروع مثل للإقتداء؛ فالسلف هم الطائفة الممثلة للإسلام في صفائه ونقائه سواء كان في الأصول أو الفروع أو ما يسمى بالفقهين الأكبر والأصغر.

فإننا حينما نقول منهج السلف فإنه ينتظم العقيدة والشريعة وعلائقهما, ومن خالف الجماعة في أصل أو فرع عن عمد وقد ثبت بدليل لا اجتهاد فيه فإنه قد يخرج عن مسماها بمقدار ابتعاده عن الالتزام بمقومات تلك التسمية. والعبرة في التسمية بهذا إنما هو التمسك بالحق المدلول عليه بالكتاب والسنة و كلام السلف الصالح, ويلاحظ أن الكثرة و القلة لا تأثير لها فقد أثبت واقع المسيرة البشرية أن الحق قد يكون جنده الأكثرين, وقد يكون الأقل لأمور يعلم الحكمة منها خالق الكون و مبدعه على غير مثال سابق, وليعتبر أولو الألباب قال تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين) ([5]) فقد سمي أمة وهو واحد وحيد.

وسئل عبد الله بن المبارك عن الجماعة ؟ فقال: فلان وفلان. فقيل له: قد مات هذان. فقال: أبو حمزة السكري -وهو رجل واحد-. ولكن يبدو أنه قد اجتمعت فيه صفة الجماعة المرضي عنها. لأن الجماعة أن تكون على الحق وإن كنت وحدك كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

هذا وخصال الطائفة المنصورة تبقى المثل الأعلى أمام أعين طالب الحق, ولو في أضيق نطاق إقامةً لحجة الله على العباد.

والوسطية تعني كون هذه الأمة على الحق قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) ([6]) كما جعلهم الله شهداء بين الأنبياء وسائر أممهم, وكونهم شهداء اقتضى تعديلهم فلا يكون الشاهد المقبول شهادته شرعاً إلا عدلا ً.

وألصق الناس بالوسطية و العدلية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم, هم أهل السنة و الجماعة, وهم من كانوا على مثل ما كان علية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في صفاء الاعتقاد ودقة الالتزام وصحة المنهج ونقائه وصدق التطبيق و الحفاظ على تأليف القلوب.

ويضرب المثل في الوسطية بكونهم وسطاً في باب الصفات بين النفاة والمشبهة, فمذهب أهل السنة إثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم, من غير تعطيل كصنيع النفاة الذين ينفون جميع الصفات أو بعضها ولا تمثيل كصنيع المشبهة الذين يعتقدون مماثلة الخالق للمخلوق في صفاته تعالى الله عن ذلك, كما أنهم وسط في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الغالي فيهم كمن يدعي عصمة بعضهم, والجافي كمن وقع في أعراضهم كتكفيرهم أو تكفير بعضهم, فلا يعيبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ولا يخوضون فيما شجر بينهم, ويعتبرونهم مجتهدين فيما اختلفوا فيه للمصيب أجران, وللمخطئ أجر واحد.

رابعاً:

وأن الأصل في بني آدم منذ خلق الله آدم التوحيد, فالله هو المعبود وحده بحق.

فقد استمرت البشرية على هذا المنوال موحدة بالله حتى حدث الشرك في قوم نوح بعبادة الأصنام، والغلو في الصالحين، وانتشر الشرك وجاءت الرسالات تترى لإعادة الأمم البشرية التائهة إلى نور التوحيد، فبعث الرسل صلوات الله وسلامه عليهم يقرعون الحجة بالحجة، ويجادلون المشركين لغرض إعادتهم إلى المنهج الأول. منهج التوحيد، ورُفع عيسى عليه السلام، وحُرفت شريعته، فَعَبد النصارى المسيح وأمه، وعبد اليهود عزيراً، وفي جزيرة العرب انقسم الناس إلى نصارى ويهود ومشركين وحنفاء، وكان ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو ابن نفيل - الذي عبد الله وحده على ملة إبراهيم، وهام على وجهه، وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث أمة وحده-, من هؤلاء الحنفاء.

وإذا كان توحيد الألوهية هو الأصل في بني آدم تاريخاً فهو الأصل فيهم فطرة ، فمنذ خلق الله الإنسان جعله مؤهلاً لقبول الحق، ومحلاً لتطبيق شرعه، فهو يختار التوحيد، ولا يرضى به بديلاً ما لم تتلوث فطرته ، فإذا قارن بين الكفر والإيمان مال إلى الإيمان وفضله قال تعالى: (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) ([7]) وقال صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه) ([8])وقال صلى الله عليه وسلم: (خلقت عبادي حنفاء كلهم ، فاجتالتهم الشياطين !!..) ([9]). ولذا فإن التوحيد إذا ورد على القلب انشرح له الصدر, واعتز بقبوله واعتناقه والتشبث به قال الله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ) ([10]).

والفطرة النظيفة هي الأرضية الطهور المهيأة لقبول نبت عقيدة التوحيد الحق, وهي أكبر مؤهل لاتباع التوحيد, ولكنها غير كافية لاتباع الناس للحق, والتزامهم به, ومعاقبتهم لمن خالفه لذلك بعث الله الرسل حتى لا تكون للناس على الله حجة بعدهم قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ً) ([11])وبعث الرسل لتكميل هذه الفطرة, واستثمار تربتها لترسيخ عقيدة التوحيد بالله عز وجلّ.

خامساً:

إن جماع التوحيد وغايته والهدف الأسمى من وراء جعله الأساس الذي يبنى عليه صرح إسلام المرء: هو معرفته معنى شهادة الحق -شهادة التوحيد- شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله, وشهادة التوحيد معلومة من الدين بالضرورة, وهي عقد الدخول في دين الله تعالى -الإسلام-.

وقد أفاض علماء السنة خلفاً عن سلف في حكمها وفي حقيقتها وفرائد ما يتعلق بها, وما يتم تحقيقه للمسلم, بعد اعتقاد مدلولها وأركانها, وتحقيق معناها وشروطها, ومعرفة نواقضها؛ ووقائع كل ذلك مبثوثة في كتب التراث الإسلامي الثري الفياض الذي خلفه الأسلاف وأحياه مؤخراً شباب يمثلون طلائع الدعوة السلفية والصحوة الإسلامية, فبوبوا ورتبوا ونسقوا وحققوا, وإن حشدا هائلا من كتب علماء العصر من أتباع السلف يغمر مكتبات المسلمين اليوم, وحشداً آخر من أطروحات طلبة الماجستير وبحوث الدكتوراه المتداولة بين الأيدي في عقيدة التوحيد لأمر يثير الدهشة والإعجاب, ويبشر بانبلاج فجر سيؤدي بحول الله إلى اتساع قاعدة السلفية الحقة, وتوسيع مناطق نفوذها في أرجاء المعمورة ليتحقق لها الظهور فوق كل نحلة قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ([12])

وإن هناك روافد قد يستشعرها البعض, وقد لا يستشعرها تصب في بحيرة عقيدة التوحيد فقد قلَّصت أمام ضغوط معطيات الحضارة الحديثة, والإنجازات التقنية كثيراً من العوائق المادية والمعنوية أمام عقيدة الإسلام والتي كانت تعيق تقدمها وظهورها في عصور خلت، وأصبح الطريق الآن ممهداً أمامها لتغزو عواصم العالم في عقر دارها من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، بعد تلاشي تلك العوائق.

كما أن هناك ضغوطاً داخلية في نفس كل كافر بعقيدة التوحيد تحفزه للبحث عن ملجأ تستكنُّ فيه نفسه المعذبة الشاردة من مادية الحضارة والغارقة في دنيا المتاع، وعبادة الجسد فبقيت النفوس معذبة رغم رفاه الحياة، وتمكن الناس من كل ملاذها بحق وباطل، ولا ملجأ لها من ما يساورها من قلق إلا كنف الله, وعقيدة التوحيد قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ([13]) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها) ([14]). وإنني لأستطلع في وجوه الناشئة بسماتها وسمتها وتحفزها وتطلعات شبابها من جنود دعوة التوحيد أنهم سيحملون الأمانة ، ويؤدون الرسالة اعتقاداً وعملاً وتعاملاً وسلوكاً سيؤدونها -وبإذن الله- للوليد والحفيد كما رعاها وأداها الآباء والأجداد فوصلت إلينا غضة صافية خالصة من الشوائب.

سادساًً:

وإذا كنا بصدد تمحيض العبادة لله وحده من خلال تطبيق المعنى الحقيقي لكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله) فماذا تعني كلمة الإله، وماذا تعني كلمة: (لا إله إلا الله).

فالإله: يقصد به الله تعالى, ويقصد به غير الله قال الله تعالى: (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ([15]).

والإله هو المألوه بمعنى المعبود. والمعبود يعبد بالحق, ويعبد بالباطل, فحدد الإسلام العبادة الشرعية الحقة وحصرها في جانب العبادة بالحق, وتأليه القلوب لله حباً وتعظيماً ليشمل العبادة والطاعة, وعلى هذا الأساس فإن العبادة يجب أن تكون خالصة لله وصواباً على موجب أمره ونهيه, فلا تعتبر طاعة حتى توافق الشرع, ولا تقبل حتى تكون خالصة لوجهه تعالى وحده دون سواه.

والتوحيد: أنواع ثلاثة؛ توحيد في الألوهية, وتوحيد في الربوبية, وتوحيد في الأسماء والصفات.

وعماد الدين وأساسه هو توحيد الألوهية لأنه يمحض حياة الإنسان ومماته لله تعالى وحده, لتصطبغ العبادات والمعاملات بصبغة التوجه لله وحده, فهو قطب سياسة الدنيا والدين بممارسة التطبيق الحقيقي لمتعلقات كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) والتطبيق الراشد لإحكام شرع الله قال الله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) ([16])وقال الله تعالى: (أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) ([17]) وقال الله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) ([18])حيث لا عبادة ولا حكم ولا طاعة في أي أمر أو نهي إلا من خلال الالتزام بأمر الله ورسوله عقيدة وشريعة ، وكذا أوامر ولاة الأمر من حكام وعلماء طالما التزموا أمر الله ونهيه, تطبيقاً لقواعد عقيدة التوحيد وشرع الله المجيد ، قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) ([19])وقوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ([20]) وقال تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاه) ([21]).

وأعلن الله على لسان أنبيائه أن التوحيد وعبادته عزّ وجلّ وحده هي الغاية المقصودة والنتيجة المستهدفة من خلق الجنّ والإنس قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) ([22])خلقهم لعبادته وحده, لتنتظم مسيرة الحياة في حلقات مترابطة العرى, متجهة لله, ملتزمة بأمره في كل حال فيكون القيام حينئذ بأعمال الشعائر كلها: صلاةً وصوماً وحجاً وتعاملاً وبحثاً عن المعاش ويقظةً ومناماً, محفوفة بتوفيقه, محسوبة الزمن في الحياة والممات, والصلاة و النسك وسائر حركات المرء وسكناته؛ لأنها لله وبأمر الله, وبالتزام القدوة برسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمسْلِمِينَ) ([23]).

بهذه المفاهيم القطعية العظيمة والتطبيقية الملتزمة بنهج القدوة المتوازنة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, عض سلفنا الأوائل على حقائق عقيدة التوحيد بالنواجذ, وتمثلوها واقعاً, عملياً, معاشاً, ووقائع مشهودة في واقع طبيعة الحياة, مشهداً إثر مشهد, فصنعت وحدتهم وطهرت نفوسهم من غوائل السوء, وأوشاب الحياة, وبواعث الفتن, وطهرت قلوبهم بالحق, وربطت توجههم بغاية هي أسمى من كل متع الحياة, فتضاءل رفاه العيش أمام طموحاتهم, ونسوا حظوظ ذواتهم تجاه حق ذات الله طمعاً فيما عنده يرجون رحمته ويخافون عذابه, طمحوا لغاية سامية بهمم عالية؛ فآثروا خوف الله فمنحهم الأمن وهم مهتدون, يوم لا ظلّ إلا ظله فأسكنهم الفردوس الأعلى في ربض الجنة.

فـحيّ على جـنات عـدن فـإنـها منـازلك الأولى وفـيهـا الـمخـيم

سابعاً:

وإذا كان ما سرد وكتب آنفاً بمثابة الضوابط والضوامن والقيود لضمان إخلاص العبادة لله وحده من خلال قلب المخلوق وعقله وجوارحه في حدود ما شرع الله فماذا تعني كلمة (العبادة) إذن, ومتى تكون خالصة لخالق الجن والأنس؟.

فالعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده, من الشوائب التي قد تعتري نصاعة عقيدة التوحيد في نفس المرء.

والعبادة تعني الدين كله, فهي تشمل كل جوانب الحياة مادامت محكومة بشرع الله ومنضبطة في كل ما يأتي المسلم ويذر بموجب أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمسْلِمِينَ) ([24]).

وللعبادة عمودان هما : المحبة لله والخضوع له دون سواه, وصدق العزيمة وإخلاص النية وموافقة الشرع شروط لا تصح العبادة دون تحققها في العبد, وهي ضامنة لصحة العبادة وقبولها.

والعبادة هي الغاية من خلق الخلق وإرسال الرسل وإنزال الكتب, فقد الزم رسله وملائكته بها وأثنى على صفوة خلقه بوصفهم بها قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) ([25]) ونعت بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في أعلى المقامات كالإسراء قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير ُ) ([26]) وكذا إنزال الوحي قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) ([27]).

وأصول المحبة والخوف والرجاء تعني تقديم أمر الله ورسوله على أمر ما سواهما, وأن لا يخاف العبد من شيء كخوفه من الله, ليفوز بالأمن الذي يضفيه الله على قلب المؤمن جزاء تفريغ قلبه من خوف غيره مع رجاء ما عند الله دون يأس أو قنوط, ولا بد إذن من اقتران العبادة بهذه السمات فانفراد واحدة يوقع في المحظور.

وقد قال بعض علماء السلف: من عبد الله بالمحبة فقط فهو زنديق ([28])، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ , ومن عبده بالخوف فهو خارجي, ومن عبده بالخوف والمحبة والرجاء فهو المؤمن الموحد. ولماذا هذا التقييم؟؟ إذن.

لأن الإغراق في المحبة فقط قد يؤدي إلى القول بوحدة الوجود, وإذا تغلب الخوف ربما أدى إلى التكفير بكبائر الذنوب, وإذا غلب عليه الرجاء لم يفرق بين البر والفاجر والمطيع والعاصي. ولكن الله عز وجل قد اختار للأمة المسلمة بأن جعلها وسطاً, وخير الأمور أوسطها.

والعبادة تنتظم العمل بنطق اللسان كالشهادتين وعمل الجوارح كأداء الصلاة, والقلب كمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وإن كان حضور القلب مشروطاً في كل ذلك.

إذا تقررت الغاية من خلق الخلق, وفهم معنى العبادة, وحقيقة التوحيد في أعلى صور كماله فما الذي ينافي التوحيد ويخدشه في قلب المرء مما يتعارض مع كل ذلك أو بعضه فنقول:

ثامناً:

من المعلوم أن التوحيد لا يتم, إلا بالإيمان بالله, والكفر بما يعبد من دون الله قال الله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ([29]).

والمقصود بما ينافي التوحيد هو ما يخرج من مسمى التوحيد أو كماله, ومن سلب الصفة وصف بما يضادها, والشرك أعظم ذنب عصي الله به. والأكبر محبط لجميع الأعمال, والأصغر محبط لما خالطه من العمل.

والشرك هو إشراك غير الله معه فيما هو من خصائص الألوهية والربوبية والأسماء والصفات, واتخاذ غيره معه معبوداً (وهو أن تجعل لله نداً وهو خلقك) ([30]).

فالشرك في الألوهية صرف شيء مما اختص الله به نفسه من العبادة لبعض مخلوقاته : كالذبح والنذر. والشرك الأكبر مبطل للتوحيد ومخرج من الإسلام؛ لأنه محبط للأعمال بعكس الشرك الأصغر كالرياء وقول ما شاء الله وشئت. فإنه ينقص التوحيد ولا يخرج من الإسلام.

وتوحيد الربوبية هو إيمان قاطع, واعتقاد جازم بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المالك المتصرف في كل شئون الكون قال الله تعالى: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) ([31]) وقال تعالى : (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) ([32])اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ([33]).

وينتظم توحيد الربوبية الإيمان بأفعال الله: كالخلق والرزق وإنزال المطر والعلو والاستواء على العرش والنزول إلى سماء الدنيا والإيمان الجازم بوحدانيته في ذاته وصفاته, كونه المتفرد بذلك.

وقد دل العقل على ما نص عليه الشرع من اختيار أسلوب السبر والتقسيم لتغطية كل جوانب الاحتمالات لإثبات هذا النوع من التوحيد فقال عزّ من قائل: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) ([34]) فإن قالوا خلقنا من غير شيء فكيف يكون العدم سبباً للوجود, وهذا باطل, وإن قالوا هم الخالقون لأنفسهم, فقد جمعوا بين نقيضين فكيف يكون المعدوم موجداً لذاته, وهذا باطل أيضاً, فتقرر وتمهد وتم القطع بأن الخالق الموجد غير هذين: وهو الله خالق كل شيء قال تعالى: (قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) ([35]).

وقد أقّر المشركون بهذا النوع من التوحيد ولم يدخلهم في الإسلام قال الله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأنَّى يُؤْفَكُونَ ) ([36]) ولكنهم رفضوا القبول بتوحيد الألوهية؛ لأنه يلزمهم بعبادة إله وربٍ واحد لا شريك له فاستنكفوا قائلين: (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ([37]).



هذا وليعلم أن توحيد الألوهية هو توحيد الله بأفعال عباده, أما توحيد الربوبية فهو توحيد الله بأفعاله هو جلّ وعلا, وإن توحيد الألوهية توحيد عملي تطبيقي ميداني اعتقادي, أما توحيد الربوبية فمدلوله علمي اعتقادي, وفرق بين العلمي والعملي.



ولهذا فإن توحيد لألوهية هو المعتمد عليه وميزان الاعتدال المعّول عليه في استقامة الدين, والعمل والاعتقاد وبه أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ومن أجله شُهر سيف الحق في وجه الباطل واستقام عوج الجانحين, وعّدل صعر المتكبرين, وعبد الله وحده بما شرع؛ فلا حياة ولا استقرار دون تحقيق عقيدة التوحيد ذلك لأنه يصبغ الحياة بصبغة الله قال الله تعالى: (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) ([38]).



وبالشرك أكبره وأصغره تفتقد وحدة التوجه, وتختل موازين الحياة حين تبقى المقاصد مختلفة والأهداف متباينة غير محددة, ولا مرشَّدة فتطيش الموازين وتسوء كل جوانب الحياة الفكرية والاجتماعية قال تعالى: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) ([39]).وهذا أفظع مثل لاختلال العمل بأكبر موازين الحياة.



والشرك في توحيد الربوبية كإشراك المخلوق في شيء من خصائص الربوبية كنسبة الرزق وكشف الضر ونسبة الإحياء والإماتة للمخلوق أو لغير الله بصفة عامة.



وتوحيد الأسماء والصفات هو الإيمان الجازم و الاعتراف الكامل بكل ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى, فالسلف يثبتون ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل, كقول الله عز وجلّ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ([40]) ففي قوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) رد على الممثل والمكيف, وفي قوله تعالى: (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) رد على المعطل والمحرف.



والسلف يثبتون إثباتاً مفصلاً وينفون نفياً مجملاً (وقد يكون الإثبات مجملاً والنفي مفصلاً). فالإثبات المجمل مثل قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ([41]) والنفي المفصل كما في قوله تعالى: (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْم) ([42]) لغرض استغراق الكمال في الآية الأولى, ولغرض الرد على اليهود في نسبة التعب إلى الله حيث قالوا أن الله تعب من خلق السموات والأرض فاستراح يوم السبت وقد نفى السنة والنوم عن ذاته عز وجل في الآية الثانية.



تاسعاً:

والصفات عند أهل السنة ثبوتية تحمل معنى الكمال الموجود الذي يتصف به الله قائماً به, وسلبية تتضمن نفي ما يضاد كمال الله, فالصفات بنوعيها ترمي إلى إثبات الكمال لله كما تستهدف إثبات المعنى الموجود فلا يوصف الله بالعدم لأن العدم نقص ينافي الكمال.



وهناك من صفات الفعل ما لا يجوز إطلاقه إلا في سياقه الخاص كما وردت صفة المكر في سياق المقابلة في حديثه عن الكافرين قال تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ) ([43]) وقوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) ([44]) ولا تذكر أمثال هذه الصفات منفردة لأنها تؤدي حينئذ إلى وصفه تعالى بالنقص, تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.






التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عنيف القول ولطيفه تجاه السلف أبومالك الانشاوي رحيق الحوار العام 0 11-07-2010 06:57 PM
الرضا جنة السلف الصالح . بنت الفاروق رحيق الحوار العام 1 13-05-2010 03:36 PM
ذكر بعض أقوال السلف الصالح في فضل الجهاد والترغيب فيه مجد الغد السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 4 06-04-2010 02:31 AM
قصص السلف الصالح في رمضان اسماعيل ابراهيم محمد علوم وثقافة 0 17-08-2009 12:35 AM
هذه روائع من حياة السلف مسلمة وافتخر السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 6 05-05-2009 03:56 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة