امة الاسلام هي ارقى الامم بالتعايش السلمي
نظرة تحليلية للفكر الاسلامي الشعبي
بقلم/ اسد الاسلام
مامن منصف يتصفح صفحات التاريخ العربي الاسلامي الا ويقر بالفضل بان حراك حضارة امة الاسلام كان سلميا تعايشيا من خلال ما اطرته العقيدة الاسلامية السمحاء بذلك التبني والاحتضان الرائع من قبل العرب في جزيرتهم ثم بقية أجناس الخلق تباعا فهنالك انتقالية مثاليه ملموسة تركت أثارها على صفحات التاريخ بعد أن نجحت في تغيير الطباع المتاصله في نفوس الشعوب بل وحتى في صفاتهم وعاداتهم المعيشية والشخصيه من خلال تنظيم حياتهم بذاك الدستور الاسلامي الكريم الذي وقف اجلالا أمام عظمته الأعداء قبل الأصدقاء وانحنوا لنبل الخلق الذي يدعوا اليه ، فسار العرب الذين شكلوا غالبية المسلمين في بدايات ذلك الدين العظيم مع بقية إخوانهم من كل الأديان والأعراق والأجناس نحو غاية نشر العقيدة السامية ، ولم يشعروا بأي فرق بينهم. ذلك أن الإسلام كان قد ساوى بين المسلمين ألا في درجات التقوى والأيمان، ولم يكن المسلم مسؤولا عن أي انتماء أو تبني سابق للإسلام مما ساوى الجميع في سرعة خدمة التبني الجديد الذي أذهلهم بنبل قيمه ، وجعلهم يتفانون لارضاء خالقهم من خلالال الإيفاء بواجباتهم المطلوبة من الجميع ، لافرق بين أشعث اغبر ومتأنق جليل إلا فيما يقدم في ميزان الأعمال المعروف للجميع ، فلا يهم من هو الخليفة ، أو القائد في كتيبته أو الوالي في مدينته ، أو الحاكم في دار قضائه، إلا في الميزان المشار إليه الذي أن كان ذلك الشخص ملتزما بتعاليم دينه الحنيف فانه سوف يقدم افضل ما أمكنه الله ، وهنا تقيم كفاءته فلم يكن الإسلام يؤسس لدولة دكتاتورية في نهجه من خلال دعوته للشورى التي سبقت ديمقراطيات العالم وكانت انجح منها من خلال أنها لم تكن دعوى للفوضى ، بل للنظام والحسم لتلك الدولة التي وصلت بالأيمان بان تتحكم بأقاصي العالم وفي نفوس القريب والبعيد الجندي، والقائد فكل دينه عليه رقيب يقومه دون حاجة لمراقبه فهم يتسابقون للموت في سبيل نشر الإسلام، وبإمكاننا أن نتصور إذا كان هذا حالهم في حالة الهجوم العسكري فكيف سيكون الحال في حالة الدفاع عن حياض الوطن الذي لم يفتأ الدين يوصيهم بذاك ، ولا اعتقد انهم بحاجة لذلك من خلال التقاليد الاصيله التي زانها الإسلام ودفع باتجاه أروع الملاحم ، فهل يعقل أن يزحف الجريح في ساحة المعركة باتجاه عدوه ليحصل على آخر هجمة في حياته ، وهو في هذه الحال ، وليس إلى صوب من يسعفه من إخوانه انه لتصرف يتوجب الوقوف عليه ودراسته من جوانب عده كلها توصل إلى نقاء وصفاء تلك العقيدة الرائعة التي ساوت بين الجميع بين الملاصق للكعبه المقدسة ، وبين من اسلم في أقاصي الدنيا بين العالم والجاهل والجندي والقائد، يقفون صفا واحدا في صلاتهم وحجيجهم وصيامهم وقيامهم، فأين يجدوا ذلك فلا راسماليه ولا دكتاتوريه ولاتعالي ولا مكابرة ولاتفاخر ، ولا تحاسد وكل مكارم الأخلاق تقوم تصرفهم وتحسن أدائهم وتجعل من يتعرف بهم يتمنى أن يلتحق بركابهم ، وكيف لا ، وهو يرى أناسا يتحلون بأخلاق كتلك ، وهم جند وقادة في جيوش تسير مقيدة بقوانين عدم الاساءه لأمراه وطفل وشيخ بل وحتى شجره فيذهل الناس ويطمئنوا بعد الهلع من ذلك العملاق الذي سرعان ما يتبين لهم انه نبيل وخلوق ووديع ، والمفاجأة انهم عندما يتعايشوا مع المسلمين يجدون التآخي باديا عليهم حتى معهم وهنا يلبون دعوة المساواة والدين الذي حمله إليهم ورغبهم به حسن خلق من حمله وكانوا أروع المتبنين واتموا تلك الرسالة ينشرونها بين الناس بنفس النبل، والخلق إلى يومنا هذا ، وفق الله مساعيهم إلى يوم الدين.الامثله على ما تقدم كثيره ومتكررة حتى أن بدأت نخرة الفرقة وتبنيات المعاكس لكل ما أوصى به الدين الحنيف من قبل تبني مرضى النفوس وضعافها لاجندات الحاقدين والأعداء الهدامة لذلك العملاق العظيم الذي طالما أرقت لياليهم أخبار انتصاراته وتوسعه وسرعة انتشاره من خلال تقبل الناس لروعة ونبل دعوته ، ناخذ هنا مثال على قائد يسمى إلى يومنا هذا في بقاع العالم وعلى صفحات التاريخ القائد العربي صلاح الدين الأيوبي اشتهر بسمة أهل دينه العرب ولم يكن الرجل عربيا في قوميته، ولكنه كان عربيا في انتمائه الاشمل ، فلم يفكر عند قتاله انه أن حقق الانتصار سيحسب لقوميه من غيرهم لانه وكما ورد كانت الانضوائيه من قبل الجميع للإسلام مع تكريم خصوصيته العربية ، والتي كانت لرمزهم المفدى الرسول محمد ص، والتي كانوا يتشرفون بحظوته من كل حدب وصوب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فاكرمهم من نصر إلى نصر فدخل الرجل منتصرا بيت المقدس بعد أن حارب بجيشه دول تحالف الأعداء وحاورهم خلال الهدنة بأنه القائد العربي ولم يتبادر لذهنه غير ذلك ، فلا فئوية ولا عنصريه ، ولا قطريه، ولا قوميه الخ من اجندات التجزأه والفرقه ، كلها كانت قد محاها الإسلام ونسيت. قاتل الله من أعادها إلى جسم ذلك العملاق المريض ، عسى الله أن يشفيه بزوال تلك الطفيليات القذرة التي بعودتها توقف نمو ذلك الكيان، ومرض وبدت عليه علامات الضعف ، والهزال وتجرأت عليه الأعداء بالعدوان بعد التأكد من ضعفه بزوال الكيان العربي الذي كان رمزا يعتز به أمثال القائد صلاح الدين وغيره كون الرسول محمد كان قد جعله بدراية إلهية منطلقا ومآبا ومرجعية سياسية كما انطلق منها جده إبراهيم آبو الأنبياء إذ كان اعتزاز سيدنا إبراهيم واحتضانه وتقييمه لهذه الفئة من الخلق مبنيا على أسس جديرة بالدراسة والاهتمام حتى انه وضع زوجه وفلذة كبده سيدنا إسماعيل في كنف العرب واقام الكعبة المشرفة ليتجه أليها الناس من كل الكرة ألا رضيه صوب ذلك الشعب الكريم وعلى أرضه التي ما أن فقدنا الإحساس بأهميتها وأهمية من سكن عليها وتكلم لغتها حتى بدأت تفارقنا معاني العزة والكرامة واستمر الهزال فطال كل شيء حتى الحياة نفسها وذلك غير مستبعد لمن أضاع كيانا كان قد اعد ليدرأ عنا الكثير من المطامع والمطامح فللإنسان دار وللسفن مرفأ وللأفكار حيزا و الخ ألا امتنا اليوم فقد ضاع منها الكيان الكبير وتجزأت الى كيانا شتى وبقيت في الانحدار لتجزئة المجزأ ومن يدري ماذا بعد ان بقي الحال على ذلك لكننا نعول على نصرة الله لغيارى الامة واخيارها ممن يمتلكون الحس عليها بوافر الغيرة.