26-11-2008, 12:39 AM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
عرب بالاصل وعرب بالتعريب
عرب بالاصل وعرب بالتعريب اخترت لكم مسامرتين تاريخيتين لطيفتين تشكلان سجالا حول اصل العرب عن الهيثم بن عدي. قال كان أبو العباس السفاح تعجبه المسامرة ومنازعة الرجال فحضرت ذات ليلة في مسامرة إبراهيم بن مخرمة الكندي وناس من بني الحارث بن كعب وهم أخواله وخالد بن صفوان بن إبراهيم التميمي. فخاضوا في الحديث وتذاكروا مضر واليمن فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين، إن اليمن هم العرب الذين دانت لهم الدنيا وكانت لهم القرى ولم يزالوا ملوكا أربابا وورثوا ذلك كابرا عن كابر أولا عن آخر منهم النعمانيات والمنذريات والقابوسيات والتبابعة، ومنهم من مدحته الزبر، ومنهم غسيل الملائكة، ومنهم من اهتز لموته العرش، ومنهم من كلمه الذئب، ومنهم الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا. وليس شيء له خطر إلا وإليهم ينسب من فرس رائع أو سيف قاطع أو درع حصينة أو حلة مصونة أو درة مكنونة، إن سئلوا أعطوا وإن سيموا أبوا، وإن نزل بهم ضيف قروا لا يبلغهم مكابر، ولا ينالهم مفاخر، هم العرب العرباء، وغيرهم المتعربة. قال أبو العباس السفاح: ما أظن التميمي يرضى بقولك. ثم قال: ما تقول يا خالد؟ قال: إن أذنت في الكلام تكلمت. قال: أذنت لك في الكلام فتكلم ولا تهب أحد. فقال: أخطأ يا أمير المؤمنين المقتحم بغير علم والناطق بغير صواب، فكيف يكون ما قال، وإن القوم ليست لهم ألسن فصيحة ولا حجة رجيحة. نزل به كتاب ولا جاءت به ا سنة، وهم منا على منزلتين: إن حادوا عن قصدنا أكلوا، وإن جازوا حكمنا قتلوا، يفخرون علينا بالنعمانيات والمنذريات وغير ذلك مما سنأتي عليه، ونفخر عليهم بخير الأنام وأكرم الكرام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ولله المنة علينا وعليهم لقد كانوا أتباعه فبه غزوا وله أكرموا، فمنا النبي صلى الله عليه وسلم ومنا الخليفة المرتضى، ولنا البيت المعمور والمسعى وزمزم والمقام والمنبر والركن والحطيم والمشاعر والحجابة والبطحاء مع ما لا يخفى من المآثر ولا يدرك من المفاخر. فليس يعدل بنا عادل ولا يبلغ فضلنا قول قائل ومنا الصديق والفاروق والوصي وأسد الله وسيد الشهداء ذو الجناحين وسيف الله، عرفوا الله وأتاهم اليقين، فمن زاحمنا زاحمناه ومن عادانا اصطلمناه. ثم التفت إلى إبراهيم فقال: أعالم أنت بلغة قومك؟ قال: نعم. قال: فما اسم العين؟ قال: الجمجمة. قال: فما اسم السن؟ قال: الميذن. قال: فما اسم الأذن؟ قال: الصنارة. قال: فما اسم الأصابع؟ قال: الشناتر. قال: فما اسم اللحية؟ قال: الذئب. قال: فما اسم الذئب؟ قال: الكنع. قال: أفمؤمن أنت بكتاب الله؟ قال: نعم. قال: فإن الله تعالى يقول: " إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " ، وقال تعالى: " بلسان عربي مبين " ، وقال: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " . فنحن العرب والقرآن بلساننا نزل، ألم تر أن الله تعالى قال: العين بالعين، ولم يقل: الجمجمة بالجمجمة؛ وقال: السن بالسن، ولم يقل الميذن بالميذن؛ وقال: الأذن بالأذن، ولم يقل الصنارة بالصنارة، وقال: " يجعلون أصابعهم في آذانهم " ، ولم يقل شناترهم. وقال: لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، ولم يقل بذنبي. وقال تعالى: فأكله الذئب، ولم يقل فأكله الكنع. ثم قال أسألك عن أربع إن أقررت بهن قهرت وإن جحدتهن كفرت. قال: وما هن؟ قال: الرسول منا أو منكم؟ قال: منكم. قال: فالقرآن نزل علينا أو عليكم؟ قال: عليكم. قال: فالبيت الحرام لنا أو لكم؟ قال: لكم. قال: فالخلافة فينا أو فيكم؟ قال: فيكم. قال خالد: فما كان بعد هذه الأربع فهو لكم." هذه حكاية من زمن أبو العباس السفاح لم يعترض فيها التميمي على من هي العرب العاربة أو المتعربة، ولكنه بين أن المتعربة أفضل من العاربة، ونسب خير الأنام إلى المتعربة منها. الثانية نقيضها ======== سأنقل قصة من كتاب مشهور، طبع في مصر مرات كثيرة متعاقبة، أولها: سنة 1279هـ ودار على أيدي الناس منذ عام (1100هـ) وهي السنة التي فرغ فيها مؤلفه من جمعه. واسم الكتاب كما سماه المؤلف: (نوادر الخلفاء): "قيل: إن معاوية رضي الله عنه جلس يوما بين أصحابه، إذ أقبلت قافلتان من البرية، فقال لبعض من كان بين يديه: انظروا هؤلاء القوم وائتوني بأخبارهم. فمضوا وعادوا وقالوا: يا أمير المؤمنين، إحداهما من اليمن والأخرى من قريش. فقال: ارجعوا إليهم وادعوا قريشا يأتونا، وأما أهل اليمن فينزلون في أماكنهم إلى أن نأذن لهم في الدخول. فلما دخلت قريش سلم عليهم وقربهم وقال: أتدرون يا أهل قريش لم أخرت أهل اليمن وقربتكم؟ قالوا: لا والله يا أمير المؤمنين. قال: لأنهم لم يزالوا يتطاولون علينا بالفخار ويقولون ما ليس فيهم، وإني أريد إذا دخلوا غدا وأخذوا أماكنهم من الجلوس أن أقوم فيهم نذيرا وألقي عليهم من المسائل ما أقل به إكرامهم وأرخص به مقامهم، فإذا دخلوا وأخذوا أماكنهم من الجلوس وسألوا عن شيء فلا يجبهم أحد غيري. قال الراوي: وكان المقدم عليهم رجلا يقال له الطرماح بن الحكم الباهلي، فأقبل على أصحابه، وقال: أتدرون يا أهل اليمن لم أخركم ابن هند وقدم قريشا؟ قالوا: لا قال: لأنه في غداة غد يقوم فيكم نذيرا ويلقي عليكم من المسائل ما يقل به إكرامكم ويرخص به مقامكم، فإذا دخلتم عليه وأخذتم أماكنكم من الجلوس وسألكم عن شيء فلا يجبه أحد غيري. فلما كان من الغد دخلوا عليه وأخذوا أماكنهم فنهض معاوية قائما على قدميه، وقال: أيها الناس من تكلم قبل العرب، وعلى من أنزلت العربية؟ فقام الطرماح وقال: نحن يا معاوية، ولم يقل يا أمير المؤمنين. فقال: لماذا؟ فقال: لأنه لما نزلت العرب ببابل وكانت العبرانية لسان الناس كافة أرسل الله تعالى العربية على لسان يعرب بن قحطان الباهلي، وهو جدنا فقرأ العربية وتداولها قومه من بعده إلى يومنا هذا، فنحن يا معاوية عرب بالجنس وأنتم عرب بالتعليم. فسكت معاوية زمانا ثم رفع رأسه وقال: أيها الناس، من أقوى العرب إيمانا ومن شهد له بذلك؟ فقال الطرماح: نحن يا معاوية. قال: ولم؟ قال: لأن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم فكذبتموه وسفهتموه وجعلتموه مجنونا، فآويناه ونصرناه فأنزل الله: " والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا " . وكان النبي صلى الله عليه وسلم، محسنا لنا متجاوزا عن سيئاتنا فلم لم تفعل أنت كذلك؟ كأنك خالفت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فسكت زمانا ثم رفع رأسه وقال: أيها الناس، من أفصح العرب لسانا ومن شهد له بذلك؟ قال الطرماح: نحن يا معاوية. قال: ولم ذلك؟ قال: لأن امرأ القيس بن حجر الكندي منا قال في بعض قصائده: يطعمون الناس غبا ... في السنين الممحلات في جفان كالخوابي ... وقدور راسيات وقد تكلم بألفاظ جاء مثلها في القرآن، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. قال: فسكت معاوية زمانا وقال: أيها الناس، من أقوى العرب شجاعة وذكرا ومن شهد له بذلك؟ قال الطرماح: نحن يا معاوية. قال: ولم ذلك؟ قال: لأن منا عمرو بن معد يكرب الزبيدي، كان فارسا في الجاهلية وفارسا في الإسلام وشهد له بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له معاوية: وأين أنت وقد أتي به مصفدا بالحديد؟ فقال له الطرماح: ومن أتى به؟ قال معاوية: أتى به علي. قال الطرماح: والله لو عرفت مقداره لسلمت إليه الخلافة ولا طمعت فيها أبدا. فقال له معاوية: أتحجني يا عجوز اليمن؟ قال: نعم أحجك يا عجوز مضر لأن عجوز اليمن بلقيس آمنت بالله، وتزوجت بنبيه سليمان بن داود، عليهما السلام، وعجوز مضر جدتك التي قال الله في حقها: " وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد " . قال: فسكت معاوية زمانا ثم رفع رأسه وقال: جزاك الله خيرا من صاحب ووفر عقلك ورحم سلفك وأعطاه وأحسن إليه، انتهى." فقد قال قوله:"فقال: لأنه لما نزلت العرب ببابل وكانت العبرانية لسان الناس كافة أرسل الله تعالى العربية على لسان يعرب بن قحطان الباهلي، وهو جدنا فقرأ العربية وتداولها قومه من بعده إلى يومنا هذا، فنحن يا معاوية عرب بالجنس وأنتم عرب بالتعليم." لأن معاوية ينتهي نسبه إلى إسماعيل عليه السلام، ولا ينتهي إلى يعرب بن قحطان.
|
|||||
02-12-2008, 05:11 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
احسنت اخى واثابك الله ولكن هناك رد
|
|||||
03-12-2008, 11:07 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
لا يا اخي مع شكري لتواجدك لكن الموضوع عبارة عن محاورة فكرية ذات مستوى الا انك تحاملت على الموضوع وبنيت على ما لم يات به وهو لما يزل بين يديك !!
|
|||||
08-08-2009, 03:25 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نظرة فاحصة على هاكات المنتدى | طالب الفردوس | الأسرة والمرأة والطفل | 6 | 29-12-2010 05:39 PM |
نظرة الى الشيعة والى حزب الله | مسلمة وافتخر | عقيدة أهل السنة والجماعة | 1 | 27-09-2010 08:57 PM |
الشيخ المحدث ابى اسحاق يرد على مفتى على جمعة فى زعمه اباحة الذكر بالاسم المفرد | حــ العندليب ــوده | عقيدة أهل السنة والجماعة | 2 | 15-05-2010 10:24 PM |
نظرة جديدة على المنتديات | طالب الفردوس | الأسرة والمرأة والطفل | 16 | 26-03-2010 05:11 PM |
نظرة الشيعة إلى أهل السنة | مجد الغد | رحيق الحوار العام | 0 | 01-01-2009 11:11 PM |
|