منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-2009, 08:19 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي (12) ‏ فلا اقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏*‏

12 ‏ فلا اقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏*‏






والمدلول اللغوي لهاتين الايتين الكريمتين‏:‏ اقسم قسما موكدا بالخنس الجوار الكنس‏,‏ والسوال الذي يتبادر الي الذهن هو‏:‏ ماهي هذه الخنس الجوار الكنس التي اقسم بها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ هذا القسم الموكد‏,‏ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم؟
وقبل الاجابه علي هذا التساول لابد لنا‏:‏

اولا‏:‏ من التاكيد علي حقيقه قرانيه مهمه موداها ان الايه او الايات القرانيه التي تتنزل بصيغه القسم تاتي بمثل هذه الصياغه الموكده من قبيل تنبيهنا الي عظمه الامر المقسوم به‏,‏ والي اهميته في انتظام حركه الكون‏,‏ او في استقامه حركه الحياه او فيهما معا‏,‏ وذلك لان الله‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم لعباده‏.‏
ثانيا‏:‏ ان القسم في القران الكريم بعدد من الامور المتتابعه لا يستلزم بالضروره ترابطها‏,‏ كما هو وارد في سوره التكوير‏,‏ وفي العديد غيرها من سور القران الكريم من مثل سور الذاريات‏,‏ الطور‏,‏ القيامه‏,‏ الانشقاق‏,‏ البروج‏,‏ الفجر‏,‏ البلد‏,‏ الشمس‏,‏ والعاديات‏,‏ ومن هنا كانت ضروره التنبيه علي عدم لزوم الربط بين القسم الاول في سوره التكوير‏:‏
فلا اقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس
والقسم الذي يليه في الايتين التاليتين مباشره حيث يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
والليل اذا عسعس‏*‏ والصبح اذا تنفس‏*‏
‏(‏ التكوير‏:18,17)‏

وهو ما فعله غالبيه المفسرين للاسف الشديد‏,‏ فانصرفوا عن الفهم الصحيح لمدلول هاتين الايتين الكريمتين‏.‏
ثالثا‏:‏ تشهد الامور الكونيه المقسوم بها في القران الكريم للخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بطلاقه القدره‏,‏ وكمال الصنعه‏,‏ وتمام الحكمه‏,‏ وشمول العلم‏,‏ ومن هنا فلابد لنا من اعاده النظر في مدلولاتها كلما اتسعت دائره المعرفه الانسانيه بالكون ومكوناته‏,‏ وبالسنن الالهيه الحاكمه له حتي يتحقق وصف المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ للقران الكريم بانه‏:‏ لا تنتهي عجائبه‏,‏ ولا يخلق علي كثره الرد‏,‏ وحتي يتحقق لنا جانب من ابرز جوانب الاعجاز في كتاب الله وهو ورود الايه او الايات في كلمات محدوده يري فيها اهل كل عصر معني معينا‏,‏ وتظل هذه المعاني تتسع باتساع دائره المعرفه الانسانيه في تكامل لا يعرف التضاد‏,‏ وليس هذا لغير كلام الله‏.‏

رابعا‏:‏ بعد القسم بكل من الخنس الجوار الكنس والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس ياتي جواب القسم‏:‏
انه لقول رسول كريم‏(‏ التكوير‏:19)‏

ومعني جواب القسم ان هذا القران الكريم ومنه الايات الوارده في مطلع سوره التكوير واصفه لاهوال القيامه‏,‏ وما سوف يصاحبها من الاحداث والانقلابات الكونيه التي تفضي الي افناء الخلق‏,‏ وتدمير الكون‏,‏ ثم اعاده الخلق من جديد هو كلام الله الخالق الموحي به الي خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بواسطه ملك من ملائكه السماء المقربين‏,‏ عزيز علي الله‏(‏ تعالي‏),‏ وهذا الملك المبلغ عن الله الخالق هو جبريل الامين‏(‏ عليه السلام‏),‏ ونسبه القول اليه هو باعتبار قيامه بالتبليغ الي خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏
خامسا‏:‏ ان هذا القسم القراني العظيم جاء في سياق التاكيد علي حقيقه الوحي الالهي الخاتم الذي نزل الي خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه اجمعين وعلي من تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين‏),‏ والذي جاء للناس كافه لينقلهم من ظلمات الكفر والشرك والضلال الي نور التوحيد الخالص لله الخالق بغير شريك ولا شبيه ولا منازع‏,‏ ومن فوضي وحشيه الانسان الي ضوابط الايمان وارتقائها بكل ملكات الانسان الي مقام التكريم الذي كرمه به الله‏,‏ ومن جور الاديان الي عدل الرحمن‏,‏ كما جاء هذا القسم الموكد بشيء من صفات الملك الذي حمل هذا الوحي الي خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وعلي شيء من صفات هذا النبي الخاتم الذي تلقي الوحي من ربه‏,‏ وحمله بامانه الي قومه‏,‏ رغم معاندتهم له‏,‏ وتشككهم فيه‏,‏ وادعائهم الكاذب عليه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ تاره بالجنون‏(‏ وهو المشهود له منهم برجاحه العقل وعظيم الخلق‏),‏ واخري بان شيطانا يتنزل عليه بما يقول‏(‏ وهو المعروف بينهم بالصادق الامين‏),‏ وذلك انطلاقا من خيالهم المريض الذي صور لهم ان لكل شاعر شيطانا ياتيه بالنظم الفريد‏,‏ وان لكل كاهن شيطانا ياتيه بالغيب البعيد‏.‏ وقد تلقي رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كل ذلك الكفر والجحود والاضطهاد بصبر وجلد واحتساب حتي كتب الله تعالي له الغلبه والنصر فادي الامانه‏,‏ وبلغ الرساله‏,‏ ونصح البشريه‏,‏ وجاهد في سبيل الله حتي اتاه اليقين‏.‏

وتختتم سوره التكوير بالتاكيد علي ان القران الكريم هو ذكر للعالمين وان جحود بعض الناس له‏,‏ وصدهم عنه‏,‏ وايمان البعض الاخر به وتمسكهم بهديه هي قضيه شاء الله تعالي ان يتركها لاختيار الناس وفقا لاراده كل منهم‏,‏ مع الايمان بان هذه الاراده الانسانيه لا تخرج عن مشيئه الله الخالق الذي فطر الناس علي حب الايمان به‏,‏ ومن عليهم بتنزل هدايته علي فتره من الرسل الذين تكاملت رسالاتهم في هذا الوحي الخاتم الذي نزل به جبريل الامين علي قلب النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وانه علي الرغم من كل ذلك فان احدا من الناس مهما اوتي من اسباب الذكاء والفطنه لا يقدر علي تحقيق الاستقامه علي منهج الله تعالي الا بتوفيق من الله‏.‏ وهذه دعوه صريحه الي الناس كافه ليطلبوا الهدايه من رب العالمين في كل وقت وفي كل حين‏.‏
والقسم بالاشياء الوارده بالسوره هو للتاكيد علي اهميتها لاستقامه امور الكون وانتظام الحياه فيه‏,‏ وعلي عظيم دلالاتها علي طلاقه القدره الالهيه التي ابدعتها وصرفت احوالها وحركاتها بهذه الدقه المبهره والاحكام العظيم‏.‏

الخنس الجوار الكنس في اللغه العربيه
جاء في معجم مقاييس اللغه لابن فارس‏(‏ المتوفي سنه‏395‏ ه‏),‏ تحقيق عبدالسلام هارون‏(‏ الجزء الخامس‏,‏ الطبعه الثانيه‏1972‏ م‏,‏ ص‏141,‏ ص‏223)‏ وفي غيره من معاجم اللغه تعريف لغوي للفظي الخنس والكنس يحسن الاستهداء به في فهم مدلول الخنس الجوار الكنس كما جاءا في ايتي سوره التكوير علي النحو التالي‏:‏

اولا‏:‏ الخنس‏:‏

خنس‏:‏ الخاء والنون والسين اصل واحد يدل علي استخفاء وتستر‏,‏ قالوا‏:‏ الخنس الذهاب في خفيه‏,‏ يقال خنست عنه‏,‏ واخنست عنه حقه‏.‏
والخنس‏:‏ النجوم تخنس في المغيب‏,‏ وقال قوم‏:‏ سميت بذلك لانها تخفي نهارا وتطلع ليلا‏,‏ والخناس في صفه الشيطان‏,‏ لانه يخنس اذا ذكر الله تعالي‏,‏ ومن هذا الباب الخنس في الانف انحطاط القصبه‏,‏ والبقر كلها خنس‏.‏

ومعني ذلك ان الخنس جمع خانس اي مختف عن البصر‏,‏ والفعل خنس بمعني استخفي وتستر‏,‏ يقال خنس الظبي اذا اختفي وتستر عن اعين المراقبين‏.‏
والخنوس ياتي ايضا بمعني التاخر‏,‏ كما ياتي بمعني الانقباض والاستخفاء‏.‏ وخنس بفلان وتخنس به اي غاب به‏,‏ واخنسه اي خلفه ومضي عنه‏.‏

ثانيا‏:‏ الجوار‏:‏
اي الجاريه‏.(‏ في افلاكها‏)‏ وهي جمع جاريه‏,‏ من الجري وهو المر السريع‏.‏

ثالثا‏:‏ الكنس‏:‏
‏(‏ كنس‏)‏ الكاف والنون والسين تشكل اصلين صحيحين‏,‏ احدهما يدل علي سفر شئ عن وجه شئ وهو كشفه والاصل الاخر يدل علي استخفاء‏,‏ فالاول كنس البيت‏,‏ وهو سفر التراب عن وجه ارضه‏,‏ والمكنسه اله الكنس‏,‏ والكناسه مايكنس‏.‏
والاصل الاخر‏:‏ الكناس‏:‏ بيت الظبي‏,‏ والكانس‏:‏ الظبي يدخل كناسه‏,‏ والكنس‏:‏ الكواكب تكنس في بروجها كما تدخل الظباء في كناسها‏,‏ قال ابو عبيده‏:‏ تكنس في المغيب‏.‏

وقيل الكنس جمع كانس‏(‏ اي قائم بالكنس‏)‏ او مختف من كنس الظبي اي دخل كناسه وهو بيته الذي يتخذه من اغصان الشجر‏,‏ وسمي كذلك لانه يكنس الرمل حتي يصل اليه‏.‏ وعندي ان الكنس هي صيغه منتهي الجموع للفظه كانس اي قائم بعمليه الكنس‏,‏ وجمعها كانسون‏,‏ او للفظه كناس وجمعها كناسون‏,‏ والكانس والكناس هو الذي يقوم بعمليه الكنس‏(‏ اي سفر شيء عن وجه شيء اخر‏,‏ وازالته‏),‏ لانه لا يعقل ان يكون المعني المقصود في الايه الكريمه للفظه الكنس هي المنزويه المختفيه وقد استوفي هذا المعني باللفظ الخنس‏,‏ ولكن اخذ اللفظتين بنفس المعني دفع بجمهور المفسرين الي القول بان من معاني فلا اقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏*:‏ اقسم قسما موكدا بالنجوم المضيئه التي تختفي بالنهار وتظهر بالليل وهو معني الخنس‏,‏ والتي تجري في افلاكها لتختفي وتستتر وقت غروبها كما تستتر الظباء في كناسها‏(‏ اي مغاراتها‏)‏ وهو معني الجوار الكنس‏,‏ قال القرطبي‏:‏ هي النجوم تخنس بالنهار‏,‏ وتظهر بالليل‏,‏ وتكنس وقت غروبها اي تستتر كما تكنس الظباء في المغار وهو الكناس‏,‏ وقال مخلوف‏:‏ اقسم الله تعالي بالنجوم التي تخنس بالنهار اي يغيب ضووها فيه عن الابصار مع كونها فوق الافق‏,‏ وتظهر بالليل‏,‏ وتكنس اي تستتر وقت غروبها اي نزولها تحت الافق كما تكنس الظباء في كنسها‏..‏ وقال بعض المتاخرين من المفسرين‏:‏ هي الكواكب التي تخنس اي ترجع في دورتها الفلكيه‏,‏ وتجري في افلاكها وتختفي‏.‏

ومع جواز هذه المعاني كلها الا اني اري الوصف في هاتين الايتين الكريمتين‏:‏ فلا اقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏*.‏ ينطبق انطباقا كاملا مع حقيقه كونيه مبهره تمثل مرحله خطيره من مراحل حياه النجوم يسميها علماء الفلك اليوم باسم الثقوب السود
‏(Black Holes).‏
وهذه الحقيقه لم تكتشف الا في العقود المتاخره من القرن العشرين‏,‏ وورودها في القران الكريم الذي انزل قبل الف واربعمائه سنه بهذه التعبيرات العلميه الدقيقه علي نبي امي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ في امه كانت غالبيتها الساحقه من الاميين‏,‏ هي شهاده صدق علي ان القران الكريم هو كلام الله الخالق الذي ابدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته‏,‏ وعلي ان سيدنا محمدا بن عبدالله كان موصولا بالوحي‏,‏ معلما من قبل خالق السماوات والارض‏,‏ وانه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ما كان ينطق عن الهوي‏,‏ ان هو الا وحي يوحي‏.‏

الخنس الجوار الكنس في نظر بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين
يري بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين في الوصف القراني‏:‏ الخنس الجواري الكنس انه وصف للمذنبات
‏(Comets),‏
وهي اجرام سماويه ضئيله الكتله‏(‏ لا تكاد تصل كتلتها الي واحد من المليون من كتله الارض‏)‏ ولكنها مستطيله بذنبها الي ما قد يصل الي‏150‏ مليون كيلو متر مما يجعلها اكبر اجرام المجموعه الشمسيه‏,‏ حيث تتحرك في مدارات حول الشمس‏,‏ بيضاويه تقع الشمس في احد طرفيها ونحن نراها كلما اقتربت من الشمس‏,‏ وهذه المدارات لا تتبع قوانين الجاذبيه بدقه‏,‏ وتتميز بشئ من اللامركزيه‏,‏ وبميل اكبر علي مستوي مدار الارض‏,‏ مما يجعل المذنبات تظهر وتختفي بصوره دوريه علي فترات تطول وتقصر‏.‏ والمذنبات تتكون اساسا من خليط من الثلج والغبار‏,‏ وللمذنب راس وذنب‏,‏ وللراس نواه يبلغ قطرها عده كيلو مترات قليله عباره عن كره من الثلج والغبار تحيط بها هاله من الغازات والغبار‏,‏ وتحيط بالهاله سحابه من غاز الايدروجين قد يصل قطرها الي مليون كيلو متر‏.‏
والغبار المكون للمذنبات شبيه في تركيبه الكيميائي والمعدني بتركيب بعض النيازك‏,‏ واما الثلج فهو خليط من ثلج كل من الماء‏,‏ وثاني اكسيد الكربون‏,‏ والامونيا‏,‏ والميثين‏.‏

وبالتفاعل مع كل من اشعه الشمس والرياح الشمسيه يندفع من راس المذنب ذيل من الغازات والابخره والغبار قد يصل طوله الي‏150‏ مليون كيلو متر‏,‏ ومن هنا كانت التسميه بالمذنبات‏,‏ وللكثير من المذنبات ذيلان احدهما ترابي ويبدو اصفر اللون في اشعه الشمس‏,‏ والاخر مكون من غازات متاينه في حاله البلازما‏(‏ اليكترونات وايونات‏)‏ ويبدو ازرق اللون في اشعه الشمس‏,‏ والذنب الغازي يندفع بفعل الرياح الشمسيه في خط مستقيم خلف راس المذنب بينما ينعقف منثني الذنب الترابي بلطف خلف راس المذنب الي اعلي‏,‏ وهذان الذنبان قد يتواجدان معا او يتواجد احدهما في المذنب الواحد‏,‏ في عكس اتجاه اشعه الشمس بانحراف قليل نظرا لدوران نواه راس المذنب‏(‏ التي تتراوح كتلتها بين مائه مليون‏,‏ وعشره مليون مليون طن‏)‏ وللمذنب مجال مغناطيسي ثابت علي طوله‏.‏
ووجه الشبه الذي استند اليه هذا النفر من الفلكيين المسلمين المعاصرين بين المذنبات والوصف القراني الخنس الجواري الكنس هو ان المذنب يقضي فتره تتراوح بين عده ايام وعده شهور مجاورا للشمس في زياره خاطفه‏,‏ فيظهر لنا بوضوح وجلاء ولكنه يقضي معظم فتره دورانه بعيدا عن الشمس فيختفي عنا تماما ويستتر‏,‏ فاذا ما اقترب من الشمس ظهر لنا وبان‏,‏ ولكن سرعان ما يقفل راجعا حتي يختفي تماما عن الانظار‏,‏ واعتبروا ذلك هو الخنوس‏,‏ ولكن الوصف القراني بالخنس يعني الاختفاء الكامل‏,‏ ولا يعني الظهور ثم الاختفاء‏.‏
‏(The Missing Mass in the universe)‏

ما هي الثقوب السود ؟‏:‏
يعرف الثقب الاسود بانه احد اجرام السماء التي تتميز بكثافتها الفائقه وجاذبيتها الشديده بحيث لا يمكن للماده ولا لمختلف صور الطاقه ومنها الضوء ان تفلت من اسرها‏,‏ ويحد الثقب الاسود سطحا يعرف باسم افق الحدث
‏(The Event Horizon),‏
وكل ما يسقط داخل هذا الافق لا يمكنه الخروج منه‏,‏ او ارسال ايه اشاره عبر حدوده‏.‏
وقد افادت الحسابات النظريه في الثلث الاول من القرن العشرين الي امكانيه وجود مثل هذه الاجرام السماويه ذات الكثافات الفائقه والجاذبيه الشديده‏[‏ كارل شفارز تشايلد‏1916‏ م‏,‏ روبرت اوبنهاير
‏1934(Karl schwars child,1916 Robert oppenheimer,1934)‏
الا انها لم تكتشف الا في سنه‏1971,‏ بعد اكتشاف النجوم النيوترونيه باربع سنوات ففي خريف سنه‏1967‏ م اعلن الفلكيان البريطانيان توني هيويش
‏(Tony Hewish)‏
وجوسلين بل
‏(Jocelyn Bell)‏
عن اكتشافهما لاجرام سماويه صغيره الحجم‏(‏ باقطار في حدود‏16‏ كيلو متر‏)‏ تدور حول محورها بسرعات مذهله بحيث تتم دورتها في فتره زمنيه تتراوح بين عدد قليل من الثواني الي اجزاء لاتكاد تدرك من الثانيه الواحده وتصدر موجات راديويه منتظمه اكدت ان تلك الاجرام هي نجوم نيوترونيه
‏(Neutron Stars)‏
ذات كثافه فائقه تبلغ بليون طن للسنتيمتر المكعب‏.‏

وفي سنه‏1971‏ م اكتشف علماء الفلك ان بعض النجوم العاديه تصدر وابلا من الاشعه السينيه‏,‏ ولم يجدوا تفسيرا علميا لذلك الا وقوعها تحت تاثير اجرام سماويه غير مرئيه ذات كثافات خارقه للعاده‏,‏ ومجالات جاذبيه عاليه الشده‏,‏ وذلك لان النجوم العاديه ليس في مقدورها اصدار الاشعه السينيه من ذاتها‏,‏ وقد سميت تلك النجوم الخفيه باسم الثقوب السود
‏(Black Holes),‏
وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقه علي ابتلاع كل ما تمر به او يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور الماده والطاقه من مثل الغبار الكوني والغازات والاجرام السماويه المختلفه‏,‏ ووصفت بالسواد لانها معتمه تماما لعدم قدره الضوء علي الافلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقه المقدره بحوالي الثلاثمائه الف كيلو متر في الثانيه‏(299792,458‏ كم‏/‏ ث‏)‏ وقد اعتبرت الثقوب السود مرحله الشيخوخه في حياه النجوم وهي المرحله التي قد تسبق انفجارها وعوده مادتها الي دخان السدم دون ان يستطيع العلماء حتي هذه اللحظه معرفه كيفيه حدوث ذلك‏.‏

كيف تتكون الثقوب السود؟
تعتبر الثقوب السود كما ذكرنا من قبل مرحله الشيخوخه في حياه النجوم‏,‏ ولكي نفهم كيفيه تكونها لابد لنا من معرفه المراحل السابقه في حياه تلك النجوم‏.‏
والنجوم هي اجرام سماويه غازيه التركيب في غالبيتها‏,‏ شديده الحراره‏,‏ ملتهبه‏,‏ مضيئه بذاتها‏,‏ يغلب علي تركيبها غاز الايدروجين الذي يكون اكثر من‏74%‏ من ماده الكون المنظور‏,‏ والذي تتحد ذراته مع بعضها البعض في داخل النجوم بعمليه تعرف باسم الاندماج النووي
‏(Nuclear Fusion)‏
مطلقه الطاقه الهائله ومكونه عناصر اعلي في وزنها الذري من الايدورجين‏(‏ اخف العناصر المعروفه لنا علي الاطلاق وابسطها من ناحيه البناء الذري ولذلك يوضع في الخانه رقم واحد في الجدول الدوري للعناصر التي يعرف منها اليوم‏105‏ عنصرا‏)‏و والنجوم تتخلق ابتداء من الغبار‏(‏ الدخان‏)‏ الكوني الذي يكون السدم‏,‏ وينتشر في فسحه السماء ليملاها وتتكون النجوم في داخل السدم بفعل دوامات عاتيه تودي الي تجاذب الماده تثاقليا وتكثفها علي ذاتها حتي تتجمع الكتله اللازمه لتخليق النجم‏,‏ وتبدا عمليه الاندماج النووي فيه‏,‏ وتنطلق منه الطاقه وينبعث الضوء‏,‏ وبعد الميلاد تمر النجوم بمراحل متتابعه من الطفوله فالشباب فالشيخوخه والهرم علي هيئه ثقب اسود يعتقد ان مصيره النهائي هو الانفجار والتحول الي الدخان مره اخري‏,‏ وان كنا لا ندري حتي هذه اللحظه كيفيه حدوث ذلك‏,‏ ومن المراحل المعروفه لنا في دوره حياه النجوم ما يعرف باسم نجوم النسق العادي
‏(Main Sequence Stars)‏
والعمالقه الحمر
‏(Red Giants),‏
والاقزام البيض‏
(White Dwarfs),‏
والاقزام السود
‏(Black Dwarfs)‏
والنجوم النيوترونيه
‏(Neutron Stars),‏
والثقوب السود
‏(Black Holes)‏

فعندما تبدا كميه الايدروجين بداخل النجم في التناقص نتيجه لعمليه الاندماج النووي‏,‏ وتبدا كميه الهيليوم الناتجه عن تلك العمليه في التزايد تبدا طاقه النجم في الاضمحلال تدريجيا وترتفع درجه حراره قلب النجم الي عشره ملايين درجه كلفن‏(‏ الصفر المئوي يساوي‏273‏ درجه كلفن‏)‏ موديا بذلك الي بدء دوره جديده من عمليه الاندماج النووي والي انبعاث المزيد من الطاقه التي تودي الي مضاعفه حجم النجم الي مئات الاضعاف فيطلق عليه اسم العملاق الاحمر
‏(Red Giant),‏
وبتوالي عمليه الاندماج النووي ياخذ النجم في استهلاك طاقته دون امكانيه انتاج المزيد منها مما يودي الي تقلصه في الحجم وانهياره اما الي قزم ابيض
‏(White Dwarf)‏
او الي نجم نيوتروني
‏(Neutron Star)‏
او الي ثقب اسود
‏(Black Hole)‏
حسب كتلته الاصليه التي بدا تواجده بها‏.‏
فاذا كانت الكتله الابتدائيه للنجم اقل من كتله الشمس فان الاليكترونات في ماده النجم تقاوم عمليه تقلصه ابتداء ثم تنهار هذه المقاومه ويبدا النجم في التقلص حتي يصل الي حجم اقل قليلا من حجم الارض‏,‏ متحولا الي قزم ابيض‏,‏ وهذه المرحله من مراحل حياه النجوم قد تتعرض لعدد من الانفجارات النوويه الهائله والتي تنتج عن تزايد الضغط في داخل النجم‏,‏ وتسمي هذه المرحله باسم النجوم الجديده او النجوم المستجده
‏(Novae)‏
فاذا زاد تراكم الضغط في داخل القزم الابيض فانه ينفجر انفجارا كاملا محدثا نورا في السماء يقارب نور بليون شمس كشمسنا‏,‏ وتسمي هذه المرحله باسم النجم المستعر الاعظم
‏(Supernova)‏
يفني علي اثرها القزم الابيض وتتحول مادته الي دخان‏,‏ وتحدث هذه الظاهره مره واحده في كل قرن من الزمان لكل مجره تقريبا‏,‏ ولكن مع الاعداد الهائله للمجرات في الجزء المدرك لنا من الكون فان هذه الظاهره تحدث في الكون المدرك مره كل ثانيه تقريبا‏.‏

اما اذا كانت الكتله الابتدائيه للنجم اكبر من كتله الشمس فانه ينهار عند استهلاك طاقته متحولا الي نجم نيوتروني وفيه تتحد البروتونات والاليكترونات منتجه النيوترونات‏,‏ وهذا النجم النيوتروني ينبض في حدود ثلاثين نبضه في الثانيه الواحده ومن هنا يعرف باسم النجم النابض
‏(Pulsating Star‏
او النابض
‏(Pulsar).‏

وهناك من النجوم النيوترونيه ما هو غير نابض
‏(Non-Pulsating Neutron Star)‏
وقد يستمر هذا النجم النيوتروني في الانهيار حتي يصل الي مرحله الثقب الاسود اذا كانت كتلته الابتدائيه تسمح بذلك فاذا كانت الكتله الابتدائيه للنجم تزيد علي كتله الشمس بمره ونصف المره تقريبا‏(1,4‏ قدر كتله الشمس‏)‏ ولكنها تقل عن خمسه اضعاف كتله الشمس فان عمليه التقلص تنتهي به الي نجم نيوتروني لا يزيد قطره علي عشره كيلو مترات تقريبا‏,‏ ويسمي بهذا الاسم لان الذي يقوم بعمليه مقاومه التقلص التثاقلي
‏(Gravitational Contraction)‏
فيه هي النيوترونات لان الاليكترونات في داخل كتله النجم تعجز عن ذلك‏.‏

اما اذا زادت الكتله الابتدائيه للنجم علي خمسه اضعاف كتله الشمس فلا يتمكن اي من الاليكترونات او النيوترونات من مقاومه عمليه التقلص التثاقلي للنجم فتستمرحتي يصل النجم الي مرحله الثقب الاسود‏,‏ وهذه المرحله لا يمكن ادراكها بصوره مباشره‏,‏ ولكن يمكن تحديد مواقعها بعدد من الملاحظات غير المباشره من مثل صدور موجات شديده من الاشعه السينيه من الاجرام الواقعه تحت تاثيرها‏,‏ واختفاء كل الاجرام السماويه بمجرد الاقتراب من مجال جاذبيتها‏.‏
ومع ادراكنا لانتهاء حياه النجوم بالانفجار علي هيئه نجم مستعر او نجم مستعر اعظم‏,‏ او بفقدانه للطبقات الخارجيه منه وتحوله الي ماده عظيمه الكثافه شديده الجاذبيه مثل النجوم النيوترونيه او الثقوب السود‏,‏ الا ان طبيعه تلك الثقوب السود وطريقه فنائها تبقي معضله كبري امام كل من علماء الفلك والطبيعه الفلكيه‏,‏ فحسب قوانين الفيزياء التقليديه لا يستطيع الثقب الاسود فقد اي قدر من كتلته مهما تضاءل‏,‏ ولكن حسب قوانين فيزياء الكم فانه يتمكن من الاشعاع وفقدان كل من الطاقه والكتله وهي سنه الله الحاكمه في جميع خلقه‏,‏ ولكن تبقي كيفيه تبخر ماده الثقب الاسود بغير جواب‏,‏ وتبقي كتلته‏,‏ وحجمه‏,‏ وكثافته‏,‏ وطبيعه كل من الماده والطاقه فيه‏,‏ وشده حركته الزاويه‏,‏ وشحناته الكهربيه والمغناطيسيه من الاسرار التي يكافح العلماء الي يومنا هذا من اجل استجلائها‏.‏

فسبحان الذي خلق النجوم وقدر لها مراحل حياتها‏...‏
وسبحان الذي اوصلها الي مرحله الثقب الاسود‏,‏ وجعله من اسرارالكون المبهره‏...‏
وسبحان الذي اقسم بتلك النجوم المستتره‏,‏ الحالكه السواد‏,‏ الغارقه بالظلمه‏...‏ وجعل لها من الظواهر مايعين الانسان علي ادراك وجودها علي الرغم من تسترها واختفائها‏,‏ وسبحان الذي مكنها من كنس ماده السماء وابتلاعها وتكديسها‏,‏ ثم وصفها لنا من قبل ان نكتشفها بقرون متطاوله بهذا الوصف القراني المعجز فقال‏(‏ عز من قائل‏)‏
فلا اقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏.‏

ولا اجد وصفا لتلك المرحله من حياه النجوم المعروفه باسم الثقوب السود ابلغ من وصف الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ لها بالخنس الكنس فهي خانسه اي دائمه الاختفاء والاستتار بذاتها‏,‏ وهي كانسه لصفحه السماء‏,‏ تبتلع كل ما تمربه من الماده المنتشره بين النجوم‏,‏ وكل ما يدخل في نطاق جاذبيتها من اجرام السماء‏,‏ وهي جاريه في افلاكها المحدده لها‏,‏ فهي خنس جوار كنس وهو تعبير ابلغ بكثيرمن تعبير الثقوب السود الذي اشتهر وذاع بين المشتغلين بعلم الفلك‏..‏
ومن اصدق من الله قيلا
‏(‏النساء‏:122)‏

ومن العجيب ان العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسميه مجازيه عجيبه حين يسمونها بالمكانس العملاقه التي تبتلع‏(‏ او تشفط‏)‏ كل شيء يقترب منها الي داخلها‏:
(Giant Vaccum Cleanersthat Suckineverythinginsight)‏
وتبقي الثقوب السود صوره مصغره للجرم الاول الذي تجمعت فيه ماده الكون ثم انفجر ليتحول الي سحابه من الدخان‏,‏ وان من هذا الدخان خلقت السموات والارض‏,‏ وتتكرر العمليه اليوم امام انظار المراقبين من الفلكيين حيث تتخلق النجوم الابتدائيه من تركز الماده في داخل السدم عبر دوامات تركيز الماده
‏(Accretionwhirls)‏
او
‏(Accretion Vertigos)‏
ومنها تتكون النجوم الرئيسيه
‏(Main Sequeence Stars)‏
والتي قد تنفجر حسب كتلتها الي عمالقه حمر
‏(Red Giants)‏
او نجوم مستعره
‏(Novae)‏
او فوق مستعره
‏(Supernovae),‏
وقد يودي انفجار العمالقه الحمر الي تكون سدم كوكبيه
‏(Planetary Nebulae)‏
والتي تنتهي الي تكون الاقزام البيض
‏(White Dwarfs)‏
والتي تستمر في التبرد حتي تنتهي الي مايعرف باسم الاقزام السود
‏Black Dwarfs)‏
وهي من النجوم المنكدره‏,‏ كما قد يودي انفجار فوق المستعرات الي تكون نجوم نيوترونيه نابضه او غير نابضه
‏(Non-Pulsating or Pulsating Neutron Stars or Pulsars)‏
او ثقوب سود
‏(Black Holes)‏
حسب كتلتها الابتدائيه‏,‏ وقد تفقد الثقوب السود كتلتها الي دخان السماء عن طريق تبخر تلك الماده علي هيئه اشباه النجوم المرسله لموجات راديويه عبر مراحل متوسطه عديده


ثم تتفكك هذه لتعود مره اخري الي دخان السماء مباشره او عبر هيئه كهيئه السدم حتي تشهد لله الخالق بالقدره الفائقه علي انه وحده الذي يبدا الخلق ثم يعيده‏,‏ وانه وحده علي كل شيء قدير‏.‏ ومن المبهر حقا ان يشهد علماء الفلك بان‏90%‏ من ماده الكون المنظور‏(‏ ممثله بماده المجرات العاديه‏)‏ هي مواد خفيه لا يمكن للانسان رويتها بطريقه مباشره‏,‏ وان من هذه المواد الخفيه‏:‏ الثقوب السود‏,‏ والاقزام البنيه غير المدركه
‏(Undetected Brown Dwarfs),‏
والماده الداكنه
‏(Dark Matter)‏
واللبنات الاوليه للماده
‏(Subatomic Particles)‏
وغيرها‏,‏ وان كتله الجزء المدرك من الكون تقدر باكثر من مائه ضعف الكتله الظاهره‏.‏
اما عن القسم التالي في السوره والذي يقول فيه الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس فهما قضيتان مستقلتان عن الخنس الجوار الكنس سنعرض لهما ان شاء الله تعالي في مقام اخر واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين‏.‏

وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين‏.‏










آخر تعديل طالب عفو ربي يوم 24-11-2009 في 04:15 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ويبقى الحوار مفتوحاً المحبة لله المنتديات الأدبية :الشعر العربى ، من بوح قلمى 4 16-11-2014 09:42 AM
رد على موضوع الحوار مع الرافضة المحبة لله عقيدة أهل السنة والجماعة 21 02-11-2010 11:05 PM
أداب الجوار أبومالك الانشاوي رحيق الحوار العام 2 26-05-2010 02:25 PM
قوانين ساحة الحوار admin رحيق الحوار العام 4 25-03-2010 07:32 PM
(9) فلا اقسم بمواقع النجوم‏.‏ وانه لقسم لو تعلمون عظيم طالب عفو ربي القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 0 02-11-2009 08:50 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة