15-11-2008, 05:05 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
آخر خطواتنا في أوربا/متجدد/اعداد مجد الغد
آخر خطواتنا في أوروبا * أحفاد صقر قريش يسقطون * وسقط ملوك الطوائف * قصة الفردوس المفقود * وقصة أخرى من الأندلس * ركن من الفردوس يسقط * سقوط غرناطة " آخر مصارعنا في الأندلس " آخر خطواتنا في أوربا قصة " الغنيمة " في تاريخنا غريبة ، والدرس الذي تلقيه علينا - كذلك - أغرب!! لقد بدأت أولى هزائمنا بسبب الغنيمة ، ولقد وقفنا مرغمين - عند آخر مدى وصلت إليه فتوحاتنا ، بسبب الغنيمة - كذلك !! فقصة الغنيمة .. هي قصة الهزيمة في تاريخنا . كان قائد المعركة الأولى هو الرسول عليه الصلاة والسلام .. وخالف الرماة أمره، وخافوا من أن تضيع فرصتهم في الغنيمة .. فكانت " أحد " وشهد الجبل العظيم استشهاد سبعين رجلا من خيرة المسلمين .. بسبب الغنيمة .. نعم بسبب الغنيمة !! وكان قائد المعركة الأخيرة " عبدالرحمن الغافقي " آخر مسلم قاد جيشا إسلاميا منظما لاجتياز جبال البرانس ، ولفتح فرنسا ، وللتوغل - بعد ذلك - في قلب أوروبا . وهزم الغافقي .. سقط شهيدا في ساحة " بلاط الشهداء " إحدى معارك التاريخ الخالدة الفاصلة .. وتداعت أحلام المسلمين في فتح أوربا ، وطووا صفحتهم في هذا الطريق .. وكان ذلك لنفس السبب الذي استفتحنا به دروس الهزيمة .. أعني بسبب الغنيمة . ومنذ تم الاستقرار في المغرب العربي، وإسبانيا الإسلامية ، وهم يطمحون إلى اجتياز جبال البرانس وفتح ما وراءها ، هكذا أراد " موسى بن نصير " لكن الخليفة الوليد بن عبد الملك " خشي أن يغامر بالمسلمين في طريق مجهولة ثم فكر على نحو جدي " السمح بن مالك الخولاني " والي الأندلس ما بين عامي ( 100 - 102 هجرية ) ، وتقدم فاستولى على ولاية ( سبتماية ) إحدى المناطق الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط جنوب فرنسا ، وعبر - بذلك - " السمح " جبال البرانس ، وتقدم فنزل في أرض فرنسا منعطفا نحو الغرب حيث مجرى نهر الجارون ، مستوليا في طريقه على ما يقابله من البلدان ، حتى وصل إلى - تولوز - في جنوب فرنسا - لكن لم يستطع أن يستقر فيها ، وقتل السمح ، وتراجعت فلول جيشه تحت قيادة أحد قواده ( عبد الرحمن الغافقي ) فكأن السمح لم ينجح إلا في الاستيلاء على سبتماية . ثم واصل الوالي الجديد بعد ( عنبسة بن سحيم الكلبي ) التقدم نحو أوربا ، وإن كان قد غير طريق السير ، وتمكن من الوصول إلى " أوتان " في أعالي نهر الرون ، لكنه لم يكن حذرا فلم يؤمِّن طريق عودته فانتهى الأمر بقتله وعاد جيشه إلى أربونة في سبتماوية . لكن عبد الرحمن الغافقي ، كان الشخصية الحاسمة التي أرادت التقدم نحو أوربا وحرصت عليه ، وكان عبد الرحمن مشبعا بروح الإيمان والرغبة في الثأر لما أصاب المسلمين من قبل حين قتل " السمح " وحين رجع هو بالجيوش الإسلامية إلى سبتماوية ( وقد أعلن الغافقي الدعوة للجهاد في الأندلس كلها وفي أفريقية ، وقد جاءته وفود المتطوعين من كل مكان ، كما أنه من جانبه استعد استعدادا كبيرا لهذا الغزو ) . ولقد التقى المسلمون ( عربا وبرابرة ) بالمسيحيين بين بلدتي " تورو " و " بواتيه " على مقربة من باريس ، وكان قائد النصارى ( شارل مارتل ) وزير دولة الفرنجة وأمين القصر ، بينما كان ( عبد الرحمن الغافقي ) - يقود جيوش المسلمين. وكانت المعركة شديدة قاسية استمرت قريبا من سبعة أيام ، وكان الجيش الفرنجي وحلفاؤه أكثر من جيش العرب ، ولكن المسلمين أحسنوا البلاء في القتال ، وكاد النصر يتم لهم .. لولا أن ظهرت قضية " الغنائم " !! لقد عرف المسيحيون أن لدى الجيش الإسلامي غنائم كثيرة حصل عليها من معاركه أثناء تقدمه من قرطبة حتى " بواتيه " .. وقد أثقلت هذه الغنائم ظهور المسلمين ، وكان من عادة العرب أن يحملوا غنائمهم معهم ، فيضعوها وراء جيشهم مع حامية تحميها . وقد فهم النصارى هذا ، ونجحوا في ضرب المسلمين عن طريق التركيز على هذا الجانب ، لقد شغلوهم من الخلف . من جانب الحامية المكلفة بحراسة الغنائم .. ولم يفطن المسلمون للتخطيط النصراني ، فاستدارت بعض فرقهم لحماية الغنائم .. وبالتالي اختل نظام الجيش الإسلامي .. ففرقة تستدير لحماية الغنائم ، وأخرى تقاتل النصارى من الأمام .. وعبثا حاول عبدالرحمن الغافقي إنقاذ نظام الجيش الإسلامي ، إلا أن سهما أصابه وهو يبذل محاولاته المستميتة .. فوضع حدا لمحاولات الإنقاذ ، وأصبح جيش المسلمين دون قيادة .. وتقدم النصارى فأخذوا بخناق المسلمين من كل جانب وقتلوا من جيشهم الكثير !! لقد كانت " بلاط الشهداء " سنة 114 هجرية آخر خطوات المد الإسلامي في اتجاه أوربا ، أو على الأقل آخر خطواته المشهورة . ثم توقف المد .. لأن بريق المادة غلب على إشعاعات الإيمان !! والذين يسقطون في هاوية البحث عن الغنائم لا يمكن أن ينجحوا في رفع راية عقيدة أو حضارة . أحفاد " صقر قريش " يسقطون خلافة ولدت من خلافة .. ولئن كان أبو مسلم الخراساني ، وأبو عبيد الله السفاح قد استطاعا أن يقضيا على دولة الخلافة الأموية بدمشق سنة 132 هـ ، وأن يقتلا مروان بن محمد بحلوان مصر ، فيقتلا بقتله آخر خليفة أموي في المشرق العربي، فإن هذه الخلافة المنهارة ، قد نبتت لها بذرة غريبة الشكل والتكوين في أرض تفصلها عنها بحار ، وآلاف الأميال . وقد استطاع عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ، أن يكون هو الفارس لهذه النبتة في الأندلس ، بعد مطاردة عنيفة تصلح أن تكون عملا روائيا عظيما .. ونجح " صقر قريش " العجيب في أن يهرب أمام الجنود العباسيين حتى وصل إلى فلسطين ، ومنها إلى مصر ، ثم إلى المغرب بعد خمس سنوات من التجول والتخفي عن عيون العباسيين ... لقد كان يحكم الأندلس آنذاك يوسف بن عبد الرحمن الفهري نيابة عن العباسيين ، وقد حاول الفهري مقاومة تسلل وتجمعات عبدالرحمن الداخل ، لكنه هزم أمامه عندما التقيا سنة 139 هـ ، ودخل عبد الرحمن قرطبة ، فتأسس بذلك للأمويين الذين سقطوا في دمشق على يد العباسيين ، ملك جديد في الأندلس الإسلامية . لم تنجح كل محاولات العباسيين على عهد جعفر المنصور في استرداد الأندلس ، كما لم تنجح محاولات ملك الصليبيين ( شارلمان ) في استغلال الظروف والقضاء على صقر قريش ، واستتب بذلك الأمر للفرع الأموي الذي تكون في الأندلس . لقد عاش عبد الرحمن الداخل يبني ويقوي من دعائم دولته أكثر من ثلاثين سنة بعد ذلك . فلما مات سنة 172 هـ كان قد ترك وراءه دولة قوية البنيان توارثها أبناؤه من بعده .. تولاها هشام ابنه ، ثم عبد الرحمن الثاني ، إلى أن وصل الأمر إلى عبد الرحمن الثالث الملقب بالناصر ، الذي اعتبر عهده قمة ما وصلت إليه الأندلس الأموية من ازدهار وتقدم . وقد دام حكم الناصر هذا نصف قرن من الزمان . نعمت الأندلس فيه بخير فترات حياتها في ظلال الإسلام ، وطلبت ود الدولة المماليك النصرانية المحيطة بها ، وأصبحت قرطبة ، والمدن الأندلسية الأخرى ، كعبة العلوم ، ومقصد طلاب العلم، وعواصم الثقافة العالمية الراقية .. وفي سنة 350 هـ مات عبد الرحمن الناصر هذا ، فتربع على عرش الأندلس من بعده ولده الحكم بن عبد الرحمن الناصر ، ثم حفيده هشام الضعيف الذي تسلط عليه الحجاب وأبرز هؤلاء الحجاب المنصور محمد بن عبد الله بن أبي عامر ، الذي حكم باسم الأمويين بمعونة أم الخليفة " صبح " وتمكن من تحويل الخلافة لنفسه ولأبنائه مدة قصيرة ، مكونا خلالها الدولة المنسوبة إليه ، والمسماة بالدولة العامرية . ثم عادت أمور الأمويين إليهم فترات قصيرة قلقة ، إلى أن قضي عليهم قضاء أخيرا في الأندلس سنة 422 هـ ، وعلى أنقاضهم قامت مجموعة دويلات هزيلة في الأندلس عرف عهدها بعهد ملوك الطوائف ، الذي كان من أكثر عهود المسلمين في الأندلس تفككا وضعفا وانحدارا نحو هاوية السقوط . المرجع دراسة لسقوط ثلاثين دولة إسلامية تأليف: دكتور عبد الحليم عويس |
|||
15-11-2008, 06:10 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
دراسة جميلة بوركت اختى فى الله ونحن ان شاء الله متابعيين |
|||
22-11-2008, 04:19 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
حياك الله اخي الفاضل الكريم الرحيق المختوم |
|||
03-12-2008, 04:15 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
لقد قضى على الأمويين في الأندلس عاملان بارزان - |
|||
03-12-2008, 04:16 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
الأعلام و الرايات .أسماء الخلفاء الأمويين في الأندلس ومدة خلافتهم وأسماء أمهاتهم محمد الأول : ابن عبد الرحمن الثاني بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الأول (الداخل) . ( 238-273هـ). مدة حكمة : 35 سنة . أمه أم ولد أسمها ( بهيرة) توفي عن 66 سنة. المنذر : ابن محمد بن عبد الرحمن الثاني بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الأول (273-275هـ) مدة حكمة سنة واحدة عشر شهرا. أمه أم ولد أسمها (أثل). توفي عن 46 سنة. عبد الله : ابن محمد الأول بن عبد الرحمن الثاني بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الأول : ( 275-300 هـ) . مدة حكمه خمس وعشرون سنة. أمه أم ولد اسمها (بهار) . توفي عن 73 سنة. عبد الرحمن الثالث ( الناصر) : بن محمد بن عبد الله ( 300-350 هـ) مدة حكمه خمسون سنة . أمه أم ولد اسمها ( مزنة) . توفي وعمره 73 سنة. الحكم الثاني ( المستنصر) : ابن عبد الرحمن الثالث ( الناصر) (350-366هـ). مدة حكمة خمس عشرة سنة وخمسة أشهر. أمه أم ولد اسمها ( مرجانة) . توفي عن 63 سنة. هشام الثاني (المؤيد) : بن الحكم المستنصر (366-401 هـ) . أمه أم ولد اسمها (صبح) توفي وعمره 48 سنة. محمد الثاني ( المهدي ) ابن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر (401). سليمان المستعين بالله : بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر (401-407هـ) . أمه أم ولد اسمها (ظبية) توفي عن 53 سنة. عبدالرحمن الرابع ( المرتضي): ابن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر (408هـ). عبد الرحمن الخامس ( المستظهر): ابن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر (414 - 414 ) مدة حكمة 47 يوما . أمه أم ولد اسمها ( غاية المنى) . مات مقتولا. محمد الثالث ( المستكفي): ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر ( 414-416) مدة حكمة 17 شهرا . أمه أم ولد اسمها (حوراء) . توفي مسموما أو مقتولا. هشام الثالث ( المعتّد بالله) : ابن عبد الرحمن الرابع بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر ( 418-422) . مدة حكمة أربع سنوات تقريبا . أمه أم ولد أسمها ( عاتب). توفي بعد خلعه عن 64 سنة. |
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أخبار الحمقى والمغفلين /اعداد مجد الغد /متجدد | مجد الغد | رحيق الحوار العام | 5 | 07-03-2009 08:27 AM |
مساجد/اعداد مجد الغد | مجد الغد | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 44 | 25-12-2008 10:35 PM |
صقرقريش /اعداد مجد الغد متجدد | مجد الغد | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 1 | 18-12-2008 10:03 PM |
الرد على أصول الرافضة/متجدد /اعداد مجد الغد | مجد الغد | عقيدة أهل السنة والجماعة | 1 | 06-12-2008 07:32 PM |
حدث التاريخ المر/اعداد مجد الغد | مجد الغد | الحديث الشريف والسنة النبوية | 12 | 03-12-2008 03:09 AM |
|