روما- وكالات: نفى اتحاد المزارعين الإيطاليين الجمعة 15-8-2009 صدور قرار يلزم العمال المسلمين بشرب الماء للوقاية من الجفاف أثناء عملهم في الحقول الزراعية في الأيام الحارة حتى لو وافقت أيام شهر رمضان الكريم، فيما وصفه مراقبون بأنه تراجع لاحتواء غضب مسلمي إيطاليا.
وسرت موجة احتجاجات في أوساط مسلمي إيطاليا إثر نشر أنباء الخميس عن أن لجنة سلامة الأنشطة الزراعية الإيطالية في مدينة مانتوفا (شمال إيطاليا) أصدرت قرارا يلزم العمال الموسميين في الحقول بشرب الماء أثناء أدائهم عملهم تحت الشمس الحارقة، حتى ولو كانوا من المسلمين الصائمين في شهر رمضان، وإلا تعرضوا للإيقاف والتسريح من العمل.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) عن اتحاد المزارعين قوله إن لجنة السلامة في الأنشطة الزراعية في مدينة مانتوفا (شمال إيطاليا) لم تصدر يوم الخميس قرارا بإرغام المزارعين المسلمين على شرب الماء في شهر الصوم.
"مجرد توصيات"
وأضاف الاتحاد في بيان: "لن نفرض شيئا على أحد، ولم يصدر أي تهديد بتسريح أحد.. هذه كانت مجرد توصيات قدمتها سلطات الصحة الوطنية وممثلو العمال لمصلحة تأمين صحة المزارعين وغير ملزمة لأحد".
وفي السياق ذاته، برر البيان صدور تلك التوصيات من الأساس بأنها "واجب أخلاقي بتنبيه العمال بالمخاطر الصحية التي قد يتعرضون لها إذا ما تعرضوا لدرجات حرارة عالية دون الحصول على ما يكفي من الماء والطعام".
وأثارت "التوصيات" التي نشرت الخميس استنكارا واسعا في صفوف المسلمين، عبر عنه بن منصور، المتحدث باسم المنظمة الإسلامية في مدينة مانتوفا شمال إيطاليا، قائلا: "إنه مع قرب حلول شهر رمضان المبارك لن يستطيع العمال المسلمون تنفيذ هذا القرار الجديد وسوف نتضامن معهم"، مؤكدا أنه طبقا للقانون الإيطالي فإنه لا يمكن إجبار الأفراد على تناول المياه رغما عنهم.
ويوظف ملاك الأراضي المئات من العمال المؤقتين، معظمهم من المهاجرين المسلمين القادمين من شمال إفريقيا، لجمع الخضراوات والفاكهة مثل الطماطم والبطيخ التي يتم زراعتها في وادي نهر "بو" الخصيب حول مانتوفا.
ويبلغ عدد مسلمي إيطاليا حوالي مليوني مسلم من إجمالي نحو 60 مليون نسمة، ويوجد بإيطاليا نحو 258 مسجدا و628 جمعية إسلامية، طبقا لإحصاءات نشرتها صحف إيطالية.