قناة دليل تتبنى نمط "التعاون والمنافسة"

أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أن قناة "دليل" الفضائية تسعى إلى منافسة الإعلام بأنماطه المختلفة، مشيرًا إلى ضرورة التعاون بين القنوات الفضائية في ظل منافسة شريفة.
وأشاد الشيخ سلمان - في كلمته خلال الحفل الذي أقامته القناة أمس الأحد بمناسبة مرور عام على انطلاقها، وقدم الحفل الإعلامي عبد العزيز قاسم - بتعاون قناة دليل مع مجموعة من القنوات الهادفة، وذلك من خلال برنامج (فتوى) الذي سوف يُبث في رمضان، وسوف تتشارك في بثه عشر قنوات فضائية.

تجربة جديدة

وأضاف فضيلته: من الجميل أن يكون هناك قدر من السمو فوق المنافسة إلى مستوى التعاون والتساعد ووضع الكف بالكف واليد باليد؛ لنشر وبث وإذاعة برنامج واحد مشترك، مشيرًا إلى أن هذه تجربة جديدة تستحق أن نقول لكل الذين شاركوا فيها: "شكرًا لكم على هذا الأداء الجيد".
وتابع: نتواعد للانتقال من مستوى التنافس داخل الإعلام المحافظ -إن صح التعبير- إلى مستوى التنافس حتى مع الإعلام غير المحافظ، لافتًا إلى أن القنوات المحافظة (الإسلامية) بشكل عام بينها قدر من التقارب، لكن الرقي والوصول إلى مستوى التنافس مع قنوات عريقة في مجال الأخبار أو حتى في مجال الدراما أو غيرها ليس حكرًا على أحد أن يستأثر بالساحة والميدان الإعلامي.
وأوضح فضيلته أن فكرة المنافسة للوصول إلى عقل المشاهد وأذنه وعينه وإلى قناعته، أمر يتعيّن علينا جميعًا أن نسعى فيه بقدر المستطاع، مؤكدًا أهمية القدرة على الوصول إلى هذا المستوى مع المحافظة على الأخلاقيات والقيم والمعايير التي قامت عليها هذه القنوات.

قناة معبِّرة

وأكد الدكتور العودة أن القائمين على فضائية "دليل" يسعَوْن لأن تكون فعلًا قناة معبرة عن أعرض شريحة من المؤمنين المتلقِّين الراغبين في الخير، وأن تحرص على أن تجمع ولا تُفرق، وأن تؤلف القلوب، وأن تدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والبصيرة، وأن تستمسك وتستعصم بالمحكمات من الشريعة وقواطع الأدلة من الكتاب والسنة، ومحاولة تربية المسلمين على أدب الخلاف وعلى أخلاق الإيمان وعلى مدرسة النبوة وعلى الالتزام بالأصول والقواعد الشرعية.
وأردف فضيلته: إن "دليل" تحاول ذلك، وتقبل كل تعديل أو تصحيح، كما تحاول أيضًا أن تكون قناةً تتعالى عن النطاق المحلي دون أن تتنكَّر له، بل تخاطب المسلمين في السعودية واليمن ومصر والشام والمغرب والمشرق وليبيا والجزائر.. وربما قريبًا في أوربا وأمريكا أيضًا، مشيرًا إلى أن هناك محاولات تقوم بها القناة لاستقطاب عدد من علماء الإسلام ودعاة الإسلام والمفكرين والمتخصصين في كل مجالات الحياة ومن كل الشعوب الإسلامية.

الحاجة إلى النصح والدعم

وقال الشيخ سلمان: إن هذه القناة الوليدة هي قناتكم، فهي منكم وإليكم، كما أنها لا تستغني عن دعمكم وتوجيهكم وعن تسديدكم وعن دعائكم أيضًا.
وأشار الدكتور العودة إلى أن "دليل" بحاجة إلى الدعم وتضافر الجهود، موضحًا أن هناك مشكلة كبيرة في دعم الإعلام الإسلامي؛ حيث لا يوجد عمل إعلاني يتواكب مع هذه القنوات، وكثير من أصحاب الأموال وأصحاب الثراء والتجارة طيبون وخيِّرون وراغبون في دعم الأعمال الخيرية ويُشاركون في بناء المساجد والمستشفيات والمدارس، لكن الوعي بالإعلام لا يزال متأخرًا.
وأضاف فضيلته: بل ربما تجد الكثير من هؤلاء يُعلنون عبر وسطاء كثيرين امتلكوا الساحة وأثَّروا فيها، وأصبح الإعلام مربوطًا بمعايير وأنظمة وصور وأنماط، وكأنه لابد من إقحام المرأة وإيجاد صور وأنماط إعلامية تؤثر في الناس، وكأن هذا هو الأمر الذي تواطأ الناس عليه.

كثرة المشاريع واتساع العقول

وأردف فضيلته: بقدر ما تَكْثُرُ مشاريعنا يجب أن تكبر عقولنا؛ فلا قيمة لأن يكون عند الإنسان أدوات كثيرة دون أن يكون لديه مشروع إيماني ومشروع أخلاقي وسلوكي، ومشروع تربوي، ومشروع اجتماعي لإصلاح هذه الأمة وتصحيح أوضاعها، وبقدر ما تكبر مشاريعنا يجب أن تتسع أخلاقنا، فاعلموا أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن بأخلاقكم.
وأكد أننا أصبحنا الآن نجد أن ثمة حقيقةً تفيد بأن الإعلام يمكن أن يكون منضبطًا ويمكن أن يكون محافظًا وفي الوقت ذاته يمكن أن يكون إعلامًا مثيرًا ومؤثرًا وجذابًا للشباب وللكبار وللصغار وللجادين ولغير الجادين، أعتقد بنفس القدر يتوجَّب علينا أن نتوجه أيضًا إلى سوق الإعلام، وأن يكون هناك شركات متخصصة تعالج هذا الموضوع برؤية ناضجة ومعاصرة وحيّة ومتخصصة أيضًا، وتعرف كيف تخاطب الناس، وكيف تجمع بين رأسين في الحلال، إن صح التعبير.

فريق مميز

وفي بداية كلمته هنَّأ الشيخ سلمان فريق العمل في قناة "دليل" الفضائية، قائلاً: "نهنِّئ الفريق المخلص الدءوب القائم على قناة دليل، والذي يقوده فضيلة الشيخ عبد الله بن مرزوق القرشي، ويساعده في ذلك نخبة من الشباب والمتخصصين في سائر الشؤون والمجالات، والذين لا أريد أن أُسمي أحدًا منهم لأنهم جميعًا يستحقون التسمية، وذلك متعذِّر، فيكفي أن أشير هذه الإشارة الحقيقية المعبِّرة إلى فريق من الإخوة الذين بذلوا وضحَّوْا حتى رأينا هذا العمل الفضائي المتميز".
وأضاف فضيلته: قبل سنة بالضبط كان هؤلاء الإخوة يُقدّمون رِجلًا ويؤخرون أخرى.. نُقدِم أو ننتظر؟.. وأخيرًا قرروا أن يحرقوا السفن كما يقال، وأن يجعلوا يوم (8/8) هو يوم انطلاق، ويكون بعد ذلك التصحيح والتدارك خلال ظهورهم على الفضاء، وفعلًا نجحوا في هذه المهمة، وكان أول تحدٍّ لهم أحداث غزة التي أثبتوا فيها حضورًا وتفوقًا وأداءً جيدًا".

قناة المسلمين جميعاً

وتابع الدكتور العودة: وها نحن اليوم نشهد بعد مضيّ سنة كاملة نقلة أخرى من خلال البرامج الرمضانية التي رأينا عرضًا لها قبل قليل، والتي بدا لي أنها أكثر من عدد أيام الشهر الكريم.. أسماء كثيرة، ووجوه متميزة، وعناوينُ جذابة، وموضوعات جديرة بالبحث والطرح والمناقشة، ومعالجات مختلفة، قام هؤلاء الإخوة بتدشينها وإعدادها وتقديمها للناس خلال هذا الشهر الكريم.
وأكد أن هؤلاء الإخوة يستحقون منا جميعًا أن ندعو الله تعالى لهم، وأن نشكرهم، فهذه القناة أيها الأحبة ليست قناة لشخص ولا لجهة ولا لمدرسة؛ وإنما هي قناة لجميع المسلمين، حاولت، وفشلت مرة ونجحت مرة أخرى، وتحاول أن تصحح وتستدرك على نفسها.

استقلال تام

وأوضح الشيخ سلمان أن إشرافه على هذه القناة "قضية صورية"، مشيرًا إلى أن الإخوة القائمين على "دليل" مستقلون بأنفسهم، ولديهم -بفضل الله- القدرة والكفاءة والمعرفة التامة، فهم لا يرجعون إليَّ في شيء، اللهم إلا في أمر واحد، وهذا الأمر أنا بدوري أرجع به إليكم، وهو مسألة الدعم.
و كان في استقبال الضيوف الشيخ عبد الله القرشي مدير عام القناة، حيث اصطحبهم في جولة داخل معرض القناة بالقاعة، واستمتع المشاهدون بمشاهدة فيلم تعريفي بعنوان (دليل.. مسيرة عام)، وفيلم آخر تعريفي عن برامج رمضان.
وتحدث القرشي في كلمته عن هدف القناة وأنها الوحيدة المتخصصة في الفتوى والاستشارات وأنهم يعملون على كسب شريحتين الأولى شريحة النخب من خلال أعمال هادفة واستقطاب المشاهير والأكاديميين والمتخصصين والثانية هي شريحة العوام حيث تبين من حجم الاتصالات الكبير على برامج الفتوى وطلب الاستشارة مدى حاجة الناس إلى هذا التخصص.
ثم تحدث عن خريطة برامج القناة في رمضان معلنا عن عدد من البرامج المتميزة وغير المسبوقة كبرنامج قصة فتوى للشيخ سلمان العودة وبرنامج قصة حياة للشيخ عائض القرني، إضافة إلى باقة مميزة وجديدة.