06-08-2009, 04:01 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله بإطلاق
أحييكم بتحية الإسلام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على النبي الأمين .. وعلى آله .. وصحبه .. أجمعين رب اشرح لي صدري , ويسر لي أمري , واحلل عقدة من لساني , يفقهوا قولي أما بعد , اعلم - أخي - أن قضية إفراد الله بالحكم وحده لا شريك له من أهم قضايا العقيدة , وركن من أركان التوحيد ومخالفتها من أعظم أسباب الشرك على ظهر الأرض , قال تعالى : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } سورة التوبة آية 31 . روى أحمد وابن جرير عن عدي بن حاتم أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية فقلت : إنهم لم يعبدوهم , فقال : ( بلى , إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم ) . قال ابن كثير : وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما : إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا , وقال السدي : استنصحوا الرجال وتركوا كتاب الله وراء ظهورهم , لهذا قال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا } . أي الذي إذا حرم الشيء الحرام فهو الحرام وإذا حلله فهو الحلال . وما شرعه اتبع , وما حكم به نفذ { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } تفسير ابن كثير : ( 2 / 349 ) وقد بينت هذه الآية الكريمة أن الحكم والتشريع والتحليل من أخص معاني الربوبية , وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن المتابعة على الحكم عبادة , وأن التعبد لله بالتحاكم إلى شرعه توحيد ومخالفة ذلك شرك , وككل قضايا العقيدة والتوحيد كثر ذكر هذه المسألة في كتاب الله عز وجل . قال تعالى مبينا أن من اتخذ أحداً مشرعا فقد جعله لله شريكا , سواء كانوا أفرادا أوجماعة , قال تعالى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } . سورة الشورى آية 21 . وذم المشركين من قريش أعظم الذم في شأن تشريعات وضعوها من قبل أنفسهم في أمر بعض الزروع والبهائم . فقال تعالى : { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا } إلى قوله تعالى : { وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } . سورة الأنعام آية 135 : 139 . إلى أن قال تعالى : { أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } . سورة الأنعام آية 144 . فانظر كيف حكم الله بظلمهم وشركهم وضلالهم من أجل تشريعات البهائم , فكيف بتشريعات البشر في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وأبضاعهم وهم الذين كرمهم الله تعالى ؟ ونعوذ بالله من الشرك والخذلان . وقال تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } . سورة المائدة آية 44 روى البخاري , ومسلم , ومالك عن ابن عمر أن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وأمرة زنيا , فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ؟ فقالوا : نفضحهم ونجلدهم , فقال عبد الله بن سلام : كذبتم : إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة , فنشروها , فوضع أحدهم يده على آية الرجم , فقرأ ما قبلها وما بعدها , فقال عبد الله بن سلام : ارفع يدك , فرفع يده , فإذا آية الرجم , فقالوا صدقت يا محمد فيها آية الرجم , فأمر بهما فرجما , فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة )) . سبحان الله ! إذا كان الله سبحانه قد حكم على اليهود ومن حذا حذوهم بالكفر من أجل تغيير حكم الرجم إلى الجلد والتحميم , وهو نوع عقوبة فكيف بمن يجعل الزنى حرية شخصية إذا كان برضا الطرفين , ويرى الرجم وأمثاله من أحكام الله , كالقطع في السرقة والقصاص والجلد وغيرها شريعة غاب ووحشية منافية لحقوق الإنسان . يقول الشيخ الشنقيطي : إن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله عز وجل على ألسنة صلى الله عليه وسلم أنه لا يشك في كفرهم وشركهم , إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم . أضواء البيان ( 4/84 , 85 ) بتصرف ثم يقول : اعلم أنه يجب التفصيل بين النظام الوضعي الذي يقتضي تحكيمه الكفر بخالق السماوات والأرض , وبين النظام الذي لا يقتضي ذلك , وإيضاح ذلك أن النظام قسمان : إداري وشرعي , أما الإداري الذي يراد به ضبط الأمور وإتقانها على وجه غير مخالف للشرع فهذا لا مانع فيه , كتنظيم شئون الموظفين , وتنظيم إدارة الأعمال على وجه لا يخالف الشرع , ولا يخرج من قواعد الشرع مع مراعاة المصالح العامة وأما النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السماوات والأرض فتحكيمه كفر بخالق السماوات والأرض , كدعوى تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف وأنهما يلزم استواؤهما في الميراث وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم , وأن الطلاق ظلم للمرأة , وأن الرجم والقطع ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان ونحو ذلك , فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأبدانهم كفر بخالق السماوات والأرض , وتمرد على نظام السماء الذي وضعه خالق الخلائق لها , وهو أعلم بمصالحهم سبحانه وتعالى عن أن يكون معه مشرع أخر علوا كبيرا . ويقول في تفسير سورة الشورى : ( الحلال هو ما أحله الله , والحرام هو ما حرمه الله , والدين هو ما شرعه الله , فكل تشريع من غيره سبحانه باطل , والعمل بتشريع بدل تشريع الله عند من يعتقد أنه مثله أو خير منه كفر بواح لا نزاع فيه , وقد دل القرآن في آيات كثيرة على أنه لا حكم لغير الله وأن اتباع تشريع غيره كفر به )) . أضواء البيان : ج 7 / ص 162 ويقول : (( اعلم أن الله عز وجل بين في آيات كثيرة صفات من يستحق أن يكون الحكم له , فعلى كل عاقل أن يتأمل الصفات المذكورة ويقابلها مع صفات البشر المشرعين للقوانين الوضعية , فينظر هل تنطبق عليهم صفات من له تشريع ؟ سبحان الله , تعالى عن ذلك فإن كانت تنطبق عليهم - ولن تكون - فليتبع تشريعهم , وإن ظهر يقينا أنهم أحقر وأخس وأذل وأصغر من ذلك فليقف بهم عند حدهم ولا يجاوز بهم إلى مقام الربوبية . سبحان الله أن يكون له شريك في عبادته أو حكمه أو ملكه )) . أضواء البيان : ج 7 / ص 162 ويقول : وكل من تحاكم إلى غير شرع الله فهو تحاكم إلى الطاغوت , وذلك في قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } . سورة النساء : آية 60 فالكفر بالطاغوت الذي صرح الله بأنه أمرهم به في هذه الآية شرط في الإيمان كما بينه تعالى في قوله : { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . سورة البقرة آية 256 يفهم منه أن من لم يكفر بالطاغوت لم يستمسك بالعروة الوثقى . ومن لم يستمسك بها فهو مترد مع الهالكين . أضواء البيان : ج 1 / ص 293 ويقول : (( إن غير الله لا يتصف بصفات التحليل والتحريم ولما كان التشريع وجميع الأحكام شرعية أو كونية قدرية , من خصائص الربوبية . كان كل من اتبع تشريعا غير تشريع الله قد اتخذ ذلك المشرع ربا وأشركه مع الله )) . أضواء البيان : ج 7 / ص 169 قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } سورة المائدة آية 50 : ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المُحْكَم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان، الذي وضع لهم ( الياسق ) وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعًا متبعًا، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله , فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير، قال الله تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } أي: يبتغون ويريدون، وعن حكم الله يعدلون. { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } أي: ومن أعدل من الله في حكمه لمن عَقل عن الله شرعه، وآمن به وأيقن وعلم أنه تعالى أحكم الحاكمين، وأرحم بخلقه من الوالدة بولدها، فإنه تعالى هو العالم بكل شيء، القادر على كل شيء، العادل في كل شيء . تفسير ابن كثير ص 672 وقد نقل الحافظ ابن كثير في تاريخه شيئا من سخافات ( الياسق ) ثم قال : فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة , كفر , فكيف بمن تحاكم إلى ( الياسق ) وقدمه عليه ؟ من فعل ذلككفر بإجماع المسلمين . البداية والنهاية : ج 13 / ص 118 : 119
|
|||||
06-08-2009, 04:02 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
لقد ورد في القرآن الكريم التصريح بأن الحكم بغير ما أنزل الله كفر فقال الله تعالى : - { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } . سورة المائدة آية 44 - { فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } . سورة المائدة آية 45 - { فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } . سورة المائدة آية 47 وقد اختلف العلماء في تفسير هذه الآيات وفيمن نزلت على عدة أقوال أجملها فيما يلي القول الأول : أن المقصود بالآية اليهود الذين حرفوا كتاب اله وبدلوا حكمه . ينظر ابن جرير الطبري , جامع البيان ج 6 ص 252 القول الثاني : أن المقصود بالكافرين أهل الإسلام , وبالظالمين اليهود وبالفاسقين النصارى . المصدر نفسه ج 6 ص 255 القول الثالث : أن المراد كفر دون كفر , وظلم دون ظلم , وفسق دون فسق . المصدر نفسه ج 6 ص 256 القول الرابع : أن هذه الآيات نزلت في أهل الكتاب , وهي مراد بها جميع الناس مسلمهم وكافرهم . المصدر نفسه ج 6 ص 257 القول الخامس : أن معنى الآية من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به فهو كافر فأما الظلم والفسق فهو للمقر به . المصدر نفسه ج 6 ص 257 والذي يظهر أن الآية على ظاهرها إذ (( من الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ولا يكون كافراً بل هو كافر مطلقاً إما كفر عمل وإما كفر اعتقاد )) الشيخ محمد بن إبراهيم تحكيم القوانين ص 4 ولا وجه لتخصيص اليهود والنصارى أو غيرهم فإن الآية عامة في كل من حكم بغير ما أنزل الله , ونزولها بسبب معين لا ينافي هذا العموم , إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولقد رد على القائلين بأنها نزلت في بني إسرائيل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حيث قال : (( نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل إن كانت لهم كل مُرة , ولكم كل حُلوة , كلا والله لتسلكن طريقهم قدر الشَّراك . رواه ابن جرير في تفسيره ج 6 ص 253 فالحق أن الحكم بغير ما أنزل الله منه ما هو كفر عمل , ومنه ما هو كفر اعتقاد , يقول ابن القيم : الحكم بغير ما أنزل الله منه ما هو كفر عمل , ومنه ما هو كفر اعتقاد , يقول ابن أبي العز الحنفي مفصلا أحوال الحاكم : (( إنه إن اعتقد - أي الحاكم - أن الحكم بما أنزل الله غير واجب أو أنه مخير فيه أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله فهذا كفر أكبر , وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله , وعلمه في هذه الواقعة , ثم عدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا عاص ويسمى كافراً كفراً مجازياً أو كفراً أصغر )) شرح الطحاوية ص 302 . وزاد الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ الأمر تفصيلاً فأوضح أحوال الحكم , ولما كلامه رحمه الله من أهمية إذ فصل القول , وبين مذهب أهل السنة والجماعة أنقله بتصرف واختصار : قال رحمه الله : إن الآية الكريمة تتناول الكفرين كفر الاعتقاد وكفر العمل فأما الأول وهو كفر الاعتقاد فهو أنواع : النوع الأول : أن يجحد الحاكم بغير ما أنزل الله أحقية حكم الله ورسوله , فهذا جحود لما أنزل الله من الحكم الشرعي , ولا نزاع فيه بين أهل العلم , فإن من الأصول المتقررة المتفق عليها بينهم أن من جحد أصلاً من أصول الدين أو فرعاً مجمعاً عليه , أو أنكر حرفاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قطعياً فإنه كافر الكفر الأكبر الناقل عن الملة . النوع الثاني : ألا يجحد الحاكم بغير ما أنزل الله كون حكم الله ورسوله حقاً , لكن اعتقد أن حكم غير الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن من حكمه وأتم وأشمل لما يحتاجه الناس من الحكم بينهم عند التنازع إما مطلقاً وإما بالنسبة إلى المستجدات من الحوادث , وهذا لا ريب أنه كفر ؛ لتفضيله أحكام المخلوقين على حكم الحكيم الحميد . النوع الثالث : ألا يعتقد كونه أحسن من حكم الله ورسوله , لكن اعتقد أنه مثله فهذا كالنوعين اللذين قبله , في كونه كافراً الكفر الناقل عن الملة ؛ لما يقتضيه ذلك من تسوية المخلوق بالخالق , والمناقضة والمعاندة لقوله عز وجل : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } سورة الشورى آية 11 , ونحوها من الآيات الكريمة الدالة على تفرد الرب بالكمال وتنزيهه عن مماثلة المخلوقين في الذات والصفات والأفعال والحكم بين الناس فيما يتنازعون فيه . النوع الرابع : أن يعتقد جواز الحكم بما يخالف حكم الله ورسوله , فهذا يصدق عليه ما يصدق على من قبله لاعتقاده جواز ما علم بالنصوص الصريحة الصحيحة القاطعة تحريمه . النوع الخامس : وهو أعظمها وأشملها وأظهرها معاندة للشرع ومكابرة لأحكامه , ومشاقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم , وهو جعل محاكم غير شرعية مراجعها كلها من غير الشرع من القوانين الملفقة من شرائع شتى , وقوانين كثيرة , كالقانون الفرنسي والبريطاني وغير ذلك , فهذه المحاكم الأن في كثير من أمصار المسلمين يحكم حكامها بينهم بما يخالف الكتاب والسنة , فأي كفر فوق هذا الكفر , وأي مناقضة للشهادة بأن محمدا رسول الله بعد هذه المناقضة ؟ . النوع السادس : ما يحكم به كثير من رؤساء العشائر والقبائل والبوادي من عاداتهم التي يتوارثونها ويحكمون بها , بقاء على أحكام الجاهلية وإعراضاً ورغبة عن حكم الله ورسوله . الذي يظهر والله أعلم أنه رحمه الله أورد الأنواع الأربعة الأول على أنها ضوابط لتكفير المعين من الحكام ولذلك جعل الكلام متعلقا بعين الأحكام فقال : أن يجحد أن يعتقد . الخ , وأما النوعان الأخيران فقصد بهما تكفير النوع ولذلك جعل الكلام عن الفعل لا عن الفاعل , وعليه فلابد في تكفير المعين الداخل تحت أي من النوعين الأخيرين من الرجوع إلى الضوابط الأربعة الأولى .
|
|||||
06-08-2009, 04:05 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
[align=right]
|
|||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفرق بين تكفير السيئات ومغفرة الذنوب | المحبة لله | رحيق الحوار العام | 3 | 14-08-2010 11:17 AM |
(18) الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها. | طالب عفو ربي | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 0 | 06-11-2009 09:58 PM |
أنباء عن إجراء تعديل وزاري في مصر عقب مؤتمر الحزب الحاكم | بنت بلادى | الأخبار العالمية والعربية | 1 | 30-10-2009 11:15 AM |
بعد موسم ناجح لحلبة الريم:سلطان بن فهد يتوج غدا الفائزين بأول موسم سيارات في السعودية | المساوى | الرياضة وبناء الأجسام والألعاب الإلكترونية الترفيهية | 1 | 02-05-2009 10:00 PM |
التفريق بين تكفير الفعل وتكفير الفاعل | مسلمة وافتخر | رحيق الحوار العام | 5 | 06-04-2009 05:34 PM |
|