لما أنصف حفيد عمر حفيد علي
رضي الله عنهم أجمعين
بقلم/ اسد الرافدين
والله ما لنا على هذا صبر تلك كانت هي عبارة ختامية أطلقها عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معرض دفاعه عن زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام إنهم كانوا جميعا عند الوالي خالد بن عبد الملك ولذلك الأمر قصة أوردها الطبري في جزئه السادس فتعالوا أقصها عليكم,, لقد كان الخلاف يحدث أحيانا بين آل الحسن وأبناء عمومتهم من آل الحسين وهو أمر معلوم وقد عرف هذا الخلاف عند أهل التاريخ حتى الأمس القريب بخلاف الحسنية والحسينية وهذا هو السبب والتفسير لتواجد بعض بيوتات لهم في غير مكان بالمنطقة جوار الحجاز بسبب عرى مقتضيات ذلك الخلاف أحيانا وللتأكيد ( فقد حدا ذلك الخلاف بنا نحن السادة الحسينيون إلى ارتحال أسلافنا عن ديار آبائهم وأجدادهم لعين ذلك السبب حين حدثت فتنة مع الحسنيون اضطر بعدها أجدادنا إلى الهجرة وترك سدانة البيت العتيق كتسوية ) فالخلاف يجري حول بعض الأمور الخاصة والعامة ولسنا هنا بمعرض الحديث عن أصل ذلك ولا نريد الاستفاضة به, وكان الذي يخاصم بتلك الفترة عن بني الحسين زيد بينما كان الذي يخاصم عن بني الحسن جعفر اللذان كانا يتبالغان إلى الولاة كلما حدث خلاف ثم يقومان فلا يعيدان مما كان بينهما حرفا فلما مات جعفر قال عبد الله بن حسن بن حسن بن علي من يكفنا زيدا فقال حسن بن حسين بن حسن أنا اكفيه فقال عبد الله لا إنا نخاف من لسانك ويدك ولكني أنا (اكفيه) قال إذن لا تبلغ حاجتك وحجتك وفي إحدى المرات أرسل وراءهم خالد بن عبد الملك فقال زيد لخالد لما أحس بأنه استطاب سجاله مع بني عمومته ( يا خالد لقد جمعت ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ما كان يجمعهم عليه أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما) فقال خالد إن ليرد عليه احد فخرج رجل من الأنصار من آل عمرو بن حزم القحطاني (وتجاوز على زيد) وقال أما ترى لوال عليك حقا ولا طاعة فقال زيد (اسكت أيها القحطاني فإنا لا نجيب مثلك) قال ولم ترغب عني واني خير منك وتجاوز مرة أخرى فتضاحك زيد وقال( يا معشر قريش هذا الدين قد ذهب افذهبت الاحساب فوالله انه ليذهب دين القوم ولا تذهب أحسابهم) فبرز قرشي جريء ليتكلم مدافعا عن زيد وهو عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان شجاعا كجده الفاروق فقال بحدة (كذبت والله أيها القحطاني فوالله لهو خير منك نفسا وأبا وأما ومحتدا وتناوله بكلام كثير فقال القحطاني دعنا منك يا ابن واقد فثار عبد الله واخذ كفا من حصى فضرب به الأرض ثم قال (والله مالنا على هذا صبر) فقام من ساعته وخرج فتلك هي أخلاق علية القوم من السلف الصالح ومن الانقياء وكيف يتنادون لبعضهم بشهادات الحق وبمواقف الرجولة غير آبهين ومكترثين لغضب حاكم ولا رضاء محكوم وبذا وفقهم الله عندما صدقوا مع أنفسهم أولا ومشوا على تعاليم الإسلام وحدها فارسوا لمن بعدهم الكثير..