14-04-2009, 11:10 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
"الحكم العطـــــائية"
كل يوم حكمة للشيخ العارف بالله ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه. 1 - مِنْ عَلامَةِ الاعْتِمادِ عَلى العَمَلِ نُقْصانُ الرَّجاءِ عِنْدَ وُجودِ الزَّللِ. شرح الحكمة: يقول ابن عطاء الله: "إياك أن تعتمد في رضا الله عنك و في الجزاء الذي وعدك على عمل قدفعلته، بل اعتمد على لطف الله و فضله و كرمه" وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه البخاري ( " لن ُيدخل أحدكم الجنةَعمله" قالوا: و لا أنت يا رسول الله، قال " و لا أنا، إلا أن يتغمدني اللهبرحمته"). فالحديث يبين أنالعمل ليس ثمناللجنة. و من بين أبرز دلائل اعتمادنا على أعمالنا هو نقصان رجائنا في عفوهتعالى لما يقل عملنا و تكثر ذنوبنا. هنا نطرحسؤالا: هل نستحق الجنة بعرق جبيننا أي بالعبادات و الطاعات التي نقوم بها ؟ الجواب هو لا، ذلك أننا إن قلنا كذلك كأننا نقول أن الله رصد ثمن الجنةعباداتنا و طاعاتنا، و من ثم إن قمت بواجبي على أحسن ما يرام أكون مستحقا لقبضالمبلغ...و هذا مما لا يجوز ذلك أنه منطقتعامل العبدمع أخيه العبد، أما تعامل العبد مع ربه، فلا يصح أبدا،لأن الله هو مالك كلشيء و هو من وفقنا لأداء تلك العبادات و الطاعات، قال تعالى(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّواعَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِإِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)الحجرات:17. فالعمل ليس بقدرة ذاتية، فقط تذكر حين تقول " لا حول و لا قوةإلا بالله" فلا حول من المعاصي و لا قوة على الطاعات إلا بالله عز و جل. إذن فما معنى قوله تعالى(ادْخُلُواْالْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)النحل:32؟ و الجواب على ذلك: 1- أن الكلام هو من طرف واحد هو الله و ليس من طرفين متعاقدين 2- جعل اللهالعمل سببا لدخول الجنة تفضلا منه و إحسانا فالواجب أن نقوم بما أمرنا الله بهو نطمع في كرمه عز و جل و عفوه و قد يسأل سائل: لماذا إذن نعبد الله مادامت رحمته هي ما تدخل الجنة؟ و الجواب أنالعبادة حق الله على عبيده، و الجنة منحة و عطية منه عز و جل، قال تعالى(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَيَتَّقُونَ)الأعراف:156. و هذا مغزى العبودية، أن تؤدي العبادة على حقهاثم تتقمص دور المتسول الذي يسأل الجود و الإحسان من أهله. و عودة إلىالحكمة... فالمغزى العام منها ألا تعتمد على العمل حينما توفق إليه و ألا يقلالرجاء عند التقصير، ففي كلتي الحالتين نتطلع إلى جود الله و كرمه بقدر ما نخافمقته و عقابه، و من ثم ينبغي أن يكون شعوران يتجاذبان أبدا، شعور الأمل في فضل اللهو عفوه و هو الرجاء، و شعور الخجل و الخوف من غضبه. إذن، كيف لا ينقص رجائي؟ ادخل باب التوبة، فلا رجاء و أنت مصر على المعصية. والتوبة تجعل الرجاء في نفس العاصي مزدهرا... واحذر أخيرا... أن يزداد رجاؤك كلما زدت إقبالا على الله، فذلك كذلك منعلامة اعتمادك على عملك، فإنك إن فعلت قد يصل بك ذلك إلى أن تزداد ثقة بمثوبة اللهعز و جل فيأتي يوم و تجزم أنك من أصحاب الجنة، و السبيل للابتعاد عن هذا المنزلق أنتتذكر أن حقوق الله على العباد لا تؤدى بالطاعات مهما كثرت، بل هي باقية. وخلاصة الحكمة، أن المسلم يجب أن يعبد الله لأنه عبده و لأن الله ربه، و لا ينتظرمقابل عبادته الجنة فإنما هي منحة و تفضل منه عز و جل و نقول كما قال الشاعر: فإن يثبنا فبمحض الفضل....و إن يعذب فبمحض العدل آخر تعديل طالب عفو ربي يوم 27-05-2009 في 11:39 PM.
|
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
احتمال تأجيل الحكم بقضية قتل مروة الشربيني لظهور "أدلة جديدة" | admin | الأخبار العالمية والعربية | 1 | 10-11-2009 04:05 PM |
فرنسا.. "الكريف" يهدد بحظر قناة "الرحمة" | طالب عفو ربي | الأخبار العالمية والعربية | 1 | 06-05-2009 02:03 PM |
"الأخضر" تصدر المجموعة الثانية بفارق الأهداف عن الإمارات"الصقور" السعودية تستعرض عضلا | المساوى | الرياضة وبناء الأجسام والألعاب الإلكترونية الترفيهية | 2 | 11-01-2009 02:26 PM |
|