عملاء الاحتلال بين الفئوية والسلطوية

عملاء الاحتلال بين الفئوية والسلطوية

بقلم /اسد الاسلام
بداية الاستفاضة هنا عن الحراك الفئوي المعوق لإجماع إرادة الشعوب ولا يخص حراكا آخر فحين يكتب لأيام الحراك الحزبي المعارض أن تنتهي باستلام سلطة البلاد التي كان يسعى لها البعض من أبناء تلك البلاد بأية وسيلة متاحة وغالبا ما كانت على جنح العمالة والإتيان بجحافل الغزاة وأعانتهم لإبقائهم أطول مدة ممكنة للاستقواء بهم على بني جلدتهم ولفرض اجندة التطبيع القسري على إخوانهم من أحرار الشعب الذين يخشونهم ولا يتوقعون خضوعهم لذلك التطبيع مطلقا بعدما ينقشع غبار الادعاءات والمطروحات والمزايدات الحزبية الطائفية التي يعتمدها الكثيرين ممن صعدوا على أكتاف بعضهم البعض ثم تحولوا للصعود على أكتاف أحزابهم عينها بالنهاية كما هو الحال دائما في عموم دائرة حراك المتحزبين بالانخراط باجندات الأحزاب الفئوية وخاصة الطائفية والعرقية منها من التي لا غاية مشروعة لها بحقيقة الأمر إلا السعي وراء تحقيق هوس اعتلاء السلطة بل إن غالبها لا يمتلك برامجا سياسية حقيقية معدة بالأصل عن منهاج إعداد آلية برامج تسيير مقتضيات إدارة البلاد لما وراء اعتلاء سدة ذلك الحكم لتلك السلطة المنشودة التي لهثوا وراءها بشتى السبل لينسوا واقعهم بعد فترة بسيطة لأنهم في حقيقة أمرهم يولون لمصالح أحزابهم ومصالحهم من خلالها كبير الأولوية بسلسال ذلك النهج السلبي الذي سنبينه هنا بعجالة حيث انهم يتزاحمون فيما بينهم في البدء لإظهار أعلى درجات الولاء واثبات المقدرة لمرؤ سيهم في تلك الأحزاب في محاولة لإيجاد الطريق والكيفية للتسلق على الأكتاف المشار إليها للصعود إلى أعلى حد ممكن يقربهم من دائرة صنع القرار الداخلي التي هي عين المراد كي لا تفوتهم فرصة الاشتراك عن قرب بعرفة ميعاد قطاف ثمرة ذلك الحراك المؤمل لذا يكون هوس ذلك الصراع كله بغية الدخول بتلك الدائرة ويتحقق ذلك بشتى الأفاعيل التي لا يتورع أصحابها عن اعتماد أية وسيلة مهما كانت فكل شيء يهون لأجل تلك الغاية عندهم يشاركهم في ذلك من صعد منهم أولا من الذين ينسفون حواجز الخطوط الحمراء المعدة لمسار أحزابهم هذا إن توافرت فيجيروها لفكر العمالة ومنهجها الرخيص لأجل عين تلك الغاية وما أن يتحقق لهم ذلك حتى يتحولوا إلى الخطة ب بمحاولة خطف الأنوار والأضواء والسعي لتلميع أنفسهم من خلال الأبواق والأقلام المدفوعة الثمن من دماء الشعوب لينسب لهم زيفا ما نسب لكثير ممن سبقوهم من قبل في عوالي قصور الرمال الوهمية وكل ذلك بغية إيجاد الطريق إلى مسلك الصعود الأخير على أكتاف ذلك الحزب الذي أتى بهم نفسه هذه المرة خاصة حين انتفت دواعي وسبل حراكه الفئوي البائس وتلطخ سمعته بالإجرام السابق وتقوقعه بحيز الفئوية الضيقة مما ينفر المجتمع منه الذي بتحويل مساره من الفئوية التي تعيبه وتشكل عليه حراكه الضيق إلى العمالة التي تخزيه ولكنها اقصر الطرق لسلم السلطة اللاشرعية مما يجعل أولئك الأدعياء من كبار العملاء يتقافزون من على سطح ذلك المركب الغارق وكأنهم لا يعرفونه من قبل ولم يأتوا على متنه فعيب أولئك الفاضح انهم إنما يتناسون ويتغافلون عما عرف عن عموم مصائر أمثالهم ممن سبقهم في تصدر صفحات التاريخ السوداء المعتمة وكان ذلك لم يجري من قبل ومدون في تلك الصفحات التي تحمل سير أمثالهم البائسين لأنهم يكونوا قد انشغلوا بأمر آخر أنساهم الكثير ولم يكن يوما يدور في خلدهم وهو كيفية الحفاظ على ما حققوه من مكاسب بغض النظر عن شرعيتها وهذا ما يوصلهم لآلية التسلط الدكتاتوري الذي طالما نالوا منهم في خطبهم وأحاديثهم السياسية الرنانة في مراحل المعارضة المبهرجة وخاصة من تبرقعت برداء الديمقراطية الغربية والأمريكية ووضعت قبعة العم سام على أبواق اجندتها ليسقط بأيديهم صعوبة التخلي الطوائعي عن هيلمان السلطة الذي لن يروه بعدئذ خاصة بعدما يفتضح زيف ادعاءاتهم السابقة الرنانة وتنكشف اجندتهم بأنهم إنما سعوا لأجل الحكم وحده ليس إلا خاصة عندما يفتضح مستوى فسادهم وفشلهم للقاصي والداني ليندفعوا تجاه التحول الأخير كما تنزع الأفعى آخر جلد لها قبل أن تتيبس وتفارق الحياة لتراهم ينقلبون على أحزابهم التي أتت بهم في نهاية المطاف بعد أن احرقوا بفسادهم مكانتها حين لم تعد تناسب تطلعاتهم التسلطية الجديدة عندما صعدوا على أكتافها وسلخوا جلد اجندتهم الفئوية القديمة سواء أكانت طائفية أم عرقية أم أية حراك ضيق آخر ليوهموا الناس بأنهم اليوم صلحاء وانهم إنما لم يكونوا راضين عمن أحاط بهم في ذلك الحراك السابق وليضحوا بأصحابهم وينالوا من سمعتهم كما فعلوها أول مرة حين صعدوا على أكتافهم ولم لا فالأمر يسير عندهم وكل ذلك لأجل محاولة التشبث بالسلطة كما يحاول غيرهم ممن يصل إلى تلك المرحلة دوما إلا ما رحم ربي حتى إن بعضهم يحاول اليوم أن يوحي للآخرين بأنه بات يحب القانون فجأة ويحلم بتحقيق دولته بعد أن استباحها هو وأصحابه بتلك الحقبة المريرة وكأنه لم يكن معاونا لسابقه ونسي إن الناس لم تعرفه إلا بمنتهك للقانون بل إن واجبه الموكل إليه سابقا بحزبه المتنصل منه اليوم كان هو مسؤول اغتيالات أو ما شابه من أعمال شغب واجرام لا شرعية طالما كان القانون منها براء وان قانون الله بالمرصاد ولا تخفى عليه خافية ويعلم خائنة الصدور لذا فانه وصحبه ممن سار على دربه المشين ومن أيدهم من المنافقين سائرين إلى زوال والى حتفهم بأذن الله وسيسحلون في شوارع بغداد الأبية ولن ينفعهم كل تلك الألاعيب الزائفة لأنه لم يقنع في واقع الحال إلا من أراد أن يوحي له وللآخرين بأنه مقتنع من أولئك المنافقين والرداحين من أبواق الاحتلال وأعوانه كما كان يسميهم دائما أحد إخواننا الذي كان نجما لامعا في فلك مناهضة مشروع الاحتلال وهو الدكتور فلان الذي فاجأنا على حين غرة حين انقلب مع بالغ الأسف هو الآخر بغفلة أو بصحوة كما يحلوا لامثاله من الذين كتب من فضل الله لفلك مناهضة الاحتلال الحر النقي أن يتخلص من أولئك الغوغائيين الذين ذهبوا غير مأسوف عليهم بل تخلص من عبثهم وفسادهم مسار حراكنا الوطني الطيب بنجومه الوطنية الطيبة من الأحرار والأخيار من غيارا العراق الشجعان .