لغز انفجارات آشعة جاما

ترجمة: Horizon 2001.TheDeath Star رحلة العلم إلى حافة الكون ولغز انفجارات آشعة جاما



مقدمة

من كان يصدق أن هذه الرحلة ستقود العلماء إلى أكثرألغاز الكون تعقيداً ، إلى موت النجوم ، إلى ولادة الثقوب السوداء... والأعجب أنها ستقود الفلكيون إلى أعز أمانيهم على الإطلاق...إلى إمعان النظر في أعماق الكون السحيقة ..إلى فجر تاريخ الكون...إلى عصر الكون المظلم قبل أن يسطع أي نجم يضيء ظلمته...إلى أبعد ما رصده أي تلسكوب ، إلى ما يوصف بعصر الكون المظلم..إلى...حافة الكون..

كل هذه الحقائق المدهشة تجمعت معاً في ظاهرة واحدة هي أعنف الظواهر الكونية ..إذا كانت الانفجارات النجمية وخصوصاً السوبر نوفا وما تخلفه وراءه من ثقوب سوداء هي أعنف ما تم رصده ، فإن هذه الظاهرة ليست كالسوبر نوفا وإن تشابهت معها في طريقة التكوين..إنها سوبر نوفا من نوع خاص ، إن قوتها تساوي 100 سوبر نوفا من التي نعرفها...
إنها "انفجارات آشعة جاما".....

ما هي انفجارات آشعة جاما ؟
انفجارات آشعة جاما هي انفجارات قصير المدة تتراوح بين أجزاء من الثانية وحتى عدة دقائق ، تحدث في جميع اتجاهات السماء بمعدل تقريباً خمسمائة كل يوم ولكننا لا نلحظ منها سوى واحد أو أكثر بقليل وذلك لأننا لا نرى إلا تلك الانفجارات التي توجه إشعاعها نحونا مباشرةً ، وتبعد تلك الانفجارات بمسافات سحيقة عن الأرض
وآشعة جاما هي فوتونات عالية الطاقة "> 100.000 الكترون فولت" وتمثل أعلى تردد في طيف الموجات الكهرومغناطيسية

كيف تم اكتشاف انفجارات آشعة جاما؟
تم اكتشاف هذه الانفجارات بالصدفة في أواخر الستينات عن طريق مجموعة من الأقمار الصناعية الأمريكية "Vela" وهي مجموعة من الأقمار تم تصميمها أصلاً لاكتشاف نبضات آشعة جاما المنطلقة عند تجربة سلاح نووي ، فقد كانت الولايات المتحدة تشك أن الاتحاد السوفيتي يحاول تطوير أسلحة نووية ليس في أي مكان على الأرض ، ولكن على الجانب المظلم من القمر ! ، وذلك بعد التوقيع على معاهدة حظر التجارب النووية 1963 .
لقد تم إطلاق هذه الأقمار لالتقاط الإشارة الدامغة لأي انفجار نووي ، والتي لا يستطيع-حتى الروس- اخفاءها ، وهي آشعة جاما ، ولا زالت كثير من المعلومات التي التقطتها هذه الأقمار لكثير من الانفجارات التي وقعت على سطح الأرض تصنف تحت بند السرية .
تتكون إشارة آشعة جاما المنطلقة من أي سلاح نووي من منحنى ذو نبضة أساسية صغيرة وقد يتبعها نبضة ثانوية أكبر ، ولكن هذه الأقمار التقطت موجات إشعاع أقوى بكثير مما قد يطلقه أي سلاح نووي وبمعدل يومي مما يدل على أنها ليست من أي إنتاج بشري ، كما يبدو أنها تأتي من جميع الاتجاهات في السماء ، ونشرت هذه النتائج 1973 محفزةً البحث العلمي لمعرفة مصدر هذه الانفجارات ، وتم تأكيد وجود هذه الانفجارات عن طريق مهام فضائية أخرى مثل "أبوللو" ، ومسبار الفضاء الروسي "فينيرا" .
لوضع تفسير لهذه الأحداث قدمت كثير من النظريات ، أغلبها كان يعزي مصدر هذه الانفجارات إلى مصادر داخل مجرتنا ، وكان هناك آراء قليلة معارضة تشبثت بأن مصادرها يستحيل أن توجد بداخل المجرة لأن أي مصدر من داخل المجرة يجب أن يكون مصطفاً مع المستوى المجَرّي ولكن دراساتهم كانت تدل على أن الانفجارات موزعة بشكل عشوائي في كل الاتجاهات عبر السماء ..ولم يتأكد هذا الرأس الحاسم بسبب ضعف دقة المستكشفات ، وكان التقدم في هذه الأبحاث بطيئاً حتى جاء عام 1991 بإطلاق القمر "كومبتون" حاملاً أداه دقيقة "باتسي" "BATSE"لدراسة هذه الانفجارات بدقة شديدة لأول مرة ، وقد وفر هذا القمر نتائج حاسمة عن اتجاهات توزيع آشعة الذي تبين أنه عشوائي التوزيع وغير مرتبط بالمستوى المجَرِّي وهو ما أكد بشكل قاطع أن هذه الانفجارات لابد وأنها تأتي من خارج المجرة .
كان معنى ذلك تدمير كل قوانين الفيزياء التي نعرفها ، وبدا للعلماء لوهلة أن كل شيء نعرفه عن الكون مجرد هراء .. ذلك ببساطة لأن حجم هذه الانفجارات ينتهك أبسط القوانين التي تفسر سلوك المادة في الكون مثل قانون أينشتين "الطاقة = الكتلة x مربع سرعة الضوء" وذلك بسبب مقدار الطاقة التي يطلقها انفجار واحد من هذه الانفجارات ..إن انفجاراً واحداً يطلق في ثوان معدودة ما تنتجه الشمس في فترة حياتها بالكامل "10 مليار سنة" !!
أوضحت أيضاً نتائج "باتسي" أن انفجارات آشعة جاما تنقسم إلى نوعين : نوع قصير المدة أقل من ثانيتين وفوتوناته ذات طاقة أعلى ، ونوع طويل المدة أكثر من ثانيتين وفوتوناته ذات طاقة أقل ويعتقد العلماء أن لكل منهما مصدر مختلف ، كما يعتقد الكثيرون أن هناك نوعاً ثالثاً من الانفجارات .
لعقود ، لم يستطع العلماء تحديد مصدر هذه الانفجارات ومسافة بعدها وهذا بسبب استحالة تركز آشعة جاما بؤرياً وبالتالي استحالة تحليل طيفها ، وكان الأمل الوحيد لتحديد مقدار بعدها عنا هو في إيجاد مصادر خافتة الضوء ولكنها ذات موجات إشعاع أطول بعد حدوث الانفجار نفسه ، وهي ما تسمى "التوهج التابع" لانفجار آشعة جاما حيث أن الآشعة تمر في طريقها إلينا على الغاز والغبار المنتشر في الفضاء فترفع درجة حرارته ليتوهج مصدراً إشعاعات ذات أطوال موجية يمكن تحليلها طيفياً لمعرفة مقدار بعدها ... وفي عام 1997 اكتشف القمر الإيطالي الألماني "بيبوساكس" "BeppoSAX" انفجاراً لأشعة جاما ، وعندما وجه عدسته الكاشفة لآشعة إكس في اتجاه الانفجار اكتشف وميضاً خافتاً من آشعة إكس ، وتم إرسال المعلومات بسرعة إلى الأرض لإعادة برمجة وتوجيه التلسكوبات الأرضية والفضائية إلى مصدر الوميض لتكتشف أنه صادر من مجرة بعيدة جداً في نفس مسار الانفجار ، وأصبح من الواضح تماماً أن هذه الانفجارات تصدر من أعماق سحيقة جداً جداً ..

كيف يتم قياس مقدار بعد انفجارات آشعة جاما عنا ؟
يتم ذلك عن طريق تقنية تسمى "الإزاحة الحمراء" وهي تقنية يستخدمها العلماء لمعرفة الأبعاد السحيقة للأجرام السماوية ، وفي هذه الظاهرة لا يمكن قياس الإزاحة الحمراء حيث يستحيل ذلك لآشعة جاما ، ولكن يمكن قياس الازاحة الحمراء للتوهج التابع للانفجار ، حيث تكتشفه أولاً التلسكوبات الفضائية ثم ترسل المعلومات إلى الأرض حيث يتم توجيه التلسكوبات الأرضية والفضائية إلى اتجاه الانفجار للبحث عن ذلك الوميض الخافت ويستمر التوهج التابع من عدة أيام إلى عدة أعوام وتتراوح الأمواج الصادرة منه من أمواج الراديو وحتى آشعة إكس وبالتالي يسهل تحليلها طيفياً لمعرفة مقدار ازاحتها الحمراء والتي تتم ترجمتها حسب معادلات خاصة إلى مسافات وكلما ازداد مقدار الإزاحة ازداد بعد الانفجار عنا

كيف تُسَمّى انفجارات آشعة جاما ؟ وكم تبعد عنا ؟
يتم تسمية كل انفجار لتمييزه وأرشفته ، ويتم ذلك بسهولة جداً حيث يوضع تاريخ الانفجار بعد الحروف الأولية لكلمة "انفجار آشعة جاما" Gamma Ray Burst" " واختصارها "GRB" حيث يوضع اليوم ثم الشهر ثم السنة من اليمين لليسار فمثلاً لو أن لدينا انفجاراً بتاريخ 2 مارس 2006 فسيكون اسمه هكذا "GRB 060302" ، أما لو كان هناك أكثر من انفجار في اليوم الواحد فيوضع حرف a أو b أو c بعد التاريخ ، مثلاً "GRB 060302c" ومعناها الانفجار رقم ثلاثة يوم 2 مارس 2006 .. وتفيد معرفة تاريخ الانفجار في معرفة تفاصيله وذلك بكتابته مباشرة في محرك البحث.. يبين هذا الكتالوج انفجارات آشعة جاما مصحوبة بمعلوماتها وأهمها هو الإزاحة الحمراء للتوهج المصاحب للانفجار ، وكلما ازدادت قيمة الإزاحة الحمراء فمعنى ذلك أن الانفجار أكثر بعداً ، فالانفجار الذيله إزاحة حمراء بمقدار الواحد الصحيح يبعد عنا بمقدار 8 بليون سنة "أي في منتصف الطرق إلى حافة الكون" ، وستجد في هذا الجدول أن أبعد انفجار تم رصده حتى الآن له إزاحة حمراء تساوي6.7 أي ما يعادل 12.8 بليون سنة وقد حدث بتاريخ13 سبتمبر 2008 "GRB 080913" ، أي أنه أبعد من أي شيء آخر تم رصده على الإطلاق ّ!! إن هذا الانفجار قد حدث مباشرةً بعد الانفجار الكبير ب 825 مليون سنة فقط "حسب أحدث تقدير لعمر الكون بأنه 13.7 بليون سنة" ويتوقع العلماء رؤية ما هو أبعد من ذلك وصولاً إلى عصر الكون المظلم حيث لم يكن هناك نجوم على الإطلاق ويأملون أن يجدوا انفجارات صادرة من أول الحاضنات النجمية اتلي تكونت بها أول النجوم على الإطلاق .. وهم الآن على مسافة قريبة جداً من هذا الهدف ..

ما هو مصدر انفجارات آشعة جاما ؟
إن المسافات الشاسعة التي تفصلنا عن مصدر هذه الانفجارات قد جعل من الصعب جداً تحديد مصادرها ولكن النظرية المقبولة الآن هي نفس نظرية تكون الثقب الأسود ، حيث تتوقف االتفاعلات النووة في قلب نجم عملاق سريع الدوران فينهار قلب النجم على نفسه مكوناً ثقباً أسود حيث يبتلع المواد التي كانت تكون كتلة النجم يوماً ما ويتسبب ذلك في انطلاق نفاثات عالية الطاقة عبر غلاف النجم وعندما تصل هذه النفاثات إلى سطح النجم يحدث انفجار آشعة جاما..وتسمى هذه النظرية "HyperNova" أو "Collapsar model" ..وتسمى "هايبرنوفا تمييزاً لها عن ال "سوبرنوفا" ..حيث كانت التسمية القديمة "هايبرنوفا " تطلق على انفجار يعادل 100 سوبرنوفا لأن كمية الطاقة التي يطلقها هذا الانفجار تساوي 100 انفجار سوبرنوفا
وهي حالياً تطلق على انفجار نجم تبلغ كتلته 100 إلى 150 كتلة الشمس "نجم فوق عملاق "SuperGiant" ..وبخلاف النجم العملاق "Giant" الذي ينفجر إلى سوبرنوفا ناثراً غلافه الخارجي في الفضاء وتاركاً قلبه مكوناً ثقباً أسود ، فإن الهايبرنوفا لا ينثر مادته في الفضاء ، حيث أن الجاذبية العارمة لثقبه الأسود تبتلع باقي مادة النجم لذلك يسمى "سوبر نوفا غير ناجح" "Failed SuperNova"
هناك آراء أخرى تشير إلى أن بعض أنواع انفجارات آشعة جاما وخاصة قصيرة المدة تنبع من التحام نجمين نيوترونيين ، والبعض يعتقد أن هناك نوعاً ثالثاً ، ولازال العلماء لا يجدون تفسيراً حتى الآن لكيفية تحول طاقة الانفجار إلى آشعة جاما..ولازالت هناك كثير من الآفاق المفتوحة للعلم من خلال هذه الظاهرة التي تبشرنا بالمزيد والمزيد من عجائب خلق الله في الكون..



والآن مع الفيلم







نسخة 350 ميجا ملصقة الترجمة
Format : AVI
File size : 349 MiB
PlayTime : 44mn 23s
Video #0
Codec : XviD
Bit rate : 896 Kbps
Width : 640
Height : 480
Frame rate : 25 fps
Audio #0
Codec : MPEG-1 Audio layer 3
Bit rate : 192 Kbps
Channel(s) : 2 channels
Sampling rate : 48 KHz

الروابط للنسخة ال 350 ميجا ملصقة الترجمة

http://www.filesend.net/download.*******.1ba01695af1aa8
http://www.filesend.net/download.*******.d41cacb841b967
http://www.filesend.net/download.*******.a9d0ca73e5d085
http://www.filesend.net/download.*******.42b554a2b226e8

http://www.mediafire.com/?ssio3tmncxv
http://www.mediafire.com/?44ljzy1bdgf
http://www.mediafire.com/?bcyeyytmxtb
http://www.mediafire.com/?yp51fcxeeni

http://www.filestock.ru/6522156766/Y..._ali.part1.rar
http://www.filestock.ru/5270335922/Y..._ali.part2.rar
http://www.filestock.ru/2934487206/Y..._ali.part3.rar
http://www.filestock.ru/2211657963/Y..._ali.part4.rar



http://www.2shared.com/file/4686705/..._alipart1.html
http://www.2shared.com/file/4686708/..._alipart2.html
http://www.2shared.com/file/4686716/..._alipart3.html
http://www.2shared.com/file/4686720/..._alipart4.html

http://www.fileflyer.com/view/SvMMQCA
http://www.fileflyer.com/view/NNC2BAZ
http://www.fileflyer.com/view/KY8kSCk
http://www.fileflyer.com/view/sfoCIAX


http://www.megaupload.com/?d=RNWLEKN7
http://www.megaupload.com/?d=PQCLX4YN
http://www.megaupload.com/?d=ZUEORTWG
http://www.megaupload.com/?d=ZKVLLWBF


http://www.zshare.net/download/54409374536e347a/
http://www.zshare.net/download/54409365c02a77ba/
http://www.zshare.net/download/544093723bbc1d31/
http://www.zshare.net/download/54409333f5e18dfa/

موضوع جميل وجعله الله في ميزان حسناتك