منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > المنتديات الأدبية :الشعر العربى ، من بوح قلمى
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-2008, 01:35 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي قصائد مشروحة

فَقُلْ لِمَنْ يَعْتَنِي بالْمَالِ يَجْمَعُهُ الْعِلْمُ أَفْضَلُ مِنْ مَالٍ وَمِنْ نَسَبِ

للشيخ محمد بن محمد بن علي الجزائري ، وهي قصيدة فـي أربعة وثلاثين بيتاً (1).
قال الشيخ محمد :
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْبَيْتِ وَالْحُجُبِ مُنَزِّلِ الْوَحْيِ وَالآيَاتِ وَالْكُتُبِ
الحجب : جمع حجاب وهو الستر ؛ ولعله قصد الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه : (( . . . حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ))(2)، وحديث : (( . . .وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ))(3) ، وفي الآي : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآى حِجَابٍ. . . }(4)، فلجلاله سبحانه حجب وجهه فلا تدركه الأبصار أو تراه العيون.
بَدَأْتُ نَظْمِي بحَمْدِ اللهِ مُفْتَتِحاً كَمَا أَتَى فِي افْتِتَاحِ الذِّكْرِ وَالْخُطَبِ
بدأت نظمي بحمد الله مفتتحاً : أي : حال كونِي مفتتحاً ، اقتداءً بكتاب الله كما في فاتحة الكتاب واتباعاً لهديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في خطبة الحاجة.
* فـي بيان طهر نسب النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم :
وَبِالصَّلاَةِ عَلَى الْهَادِي أُشَرِّفُهُ مُحَمَّدٍ طَاهِرِ الأَعْرَافِ وَالنَّسَبِ
أشرفـه : أي : حال كوني مشرفاً له ، وقوله : طاهر الأعراف والنسب : الأعراف جمع عرف وهو ما ارتفع من الأرض ومنه عرف الديك والدابة لارتفاعهما ، وأراد أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم طاهر الآباء،كر يم الأجداد فقد أخرج أبونعيم في (( دلائل النبوة )) ، والسيوطي في (( الدر المنثور )) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( لم يلتق أبواي قط على سفاح ، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذباً ، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرها )).
وروى أبو نعيم في (( الدلائل )) ، والسيوطي في (( الدر )) ، والمتقي الـهندي في (( الكنز )) : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني اللَّه في خيرهما ، فأخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم ، حتى انتهيت إلى أبي وأمي ، فأنا خيركم نفساً وخيركم أباً ))(5).
* كلمة القاضي عياض فـي (( الشفا )) عن نسب النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم :
قال القاضي عياض في (( الشفا )) : (( وأما شرف نسبه وكرم بلده ومنشئه فما لا يحتاج إلى إقامة دليل عليه ولا بيان مشكل ولا خفي منه فإنه نخبة بني هاشم وسلالة قريش.
وصميمها وأشرف العرب وأعزهم نفراً من قبل أبيه وأمه ومن أهل مكة من أكرم بلاد الله على الله وعلى عباده ))(6).اهـ
وقال الشاعر في ذلك :
من قريش من خير أصل وفرع مـن كـر يم آباؤه كرمـاء
نسب تحسـب العلـى بحلاه كللـتها تاج الضياء ذُكـاء
* في بيان أن النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم أفصح الخلق وأنه أحسنهم وجهاً ونقل كلمة للقاضي :

الْفَاصِحِ الْبَدْرِ حُسْناً عِنْدَ طَلْعَتِهِ الْخَاتِمِ الْفَاتِحِ الْمَنْعُوتِ فِي الْكُتُبِ
الفاصح : أي : ذو الفصاحة البليغ ، قال القاضي : (( وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم من ذلك بالمحل الأفضل والموضع الذي لا يجهل سلاسة طبع ، وبراعة منزع ، وإيجاز مقطع ، ونصاعة لفظ ، وجزالة قول ، وصحة معان ، وقلة تكلف ، أوتي جوامع الكلم ، وخص ببدائع الحكم ، وعلم ألسنة العرب فكان يخاطب كل أمة منها بلسانها ويحاورها بلغتها ويباريها في منزع بلاغتها . . . )) ، إلى آخر ما قال رحمه الله تعالى(7).
* فـي بيان أنه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم أحسن الناس وجهاً :
وأما قوله : البدر حسناً عند طلعته : فقد روى البخاري في صحيحه ، ومسلم عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يقول : (( كان رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم أحسن الناس وجهاً ، وأحسنه خلقاً . . . )) (8)، وعند البخاري عنه أيضاً قال : (( سئل البراء : أكان وجه النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم مثل السيف(؟) قال : لا ، بل مثل القمر )) (9).
وعند مسلم عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول : (( . . . فقال رجل وجهه مثل السيف(؟) قال : لا ، بل كان مثل الشمس والقمر وكان مستديراً . . . )).
قلت : فهذه هي صفة وجهه الشريف صلوات الله وسلامه عليه فقد حاز كمال الجمال ، فكان أغر أبيض ، كأن الشمس تجري فيه من حسنه ونوره ، وبهائه.
قال حسان في وصفه :
أغـر علـيه للـنبوة خـاتم من الله من نور يلوح ويشهد
قلت : ورب وصف هو دون الموصوف(!)
وقال أبو طالب عم النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمـال اليتامى عصـمة للأرامـل
الخـاتم : أي : للنبيين والرسالات ؛ لقوله تعالى :{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }(10) فلا نبي بعده صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم.
* ما جاء فـي لفظ الفاتح :
قوله : الفاتح المنعوت فـي الكتب : قلت : أراد الناظم أنه قد جاء وصفه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في التوراة وغيرها بهذه الصفة ، روى البخاري في (( صحيحه )) عن عبد الله بن عمرو بن العاص، والدارمي في (( سننه )) عن عبد الله بن سلام ، واللفظ له ، أنه كان يقول : (( إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي ، سميته المتوكل ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويتجاوز ولن أقبضه حتى نقيم الملة المتعوجة بأن تشهد أن لا إله إلا الله ، يفتح به أعيناً عمياً ، وآذاناً صماً ، وقلوباً غلفاً ))(11).
وقد جاء ذكر لفظ (( الفاتح )) عن علي رضي الله عنه من رواية سلامة الكندي ، ذكره السخاوي في : (( القول البديع / ص44 )) ، وعزاه إلى الجم الغفير من أهل العلم ، وإلى ابن بشكوال وقال : (( هكذا موقوفاً بسند ضعيف ، وقد قال الـهيثمي : إن رجاله رجال الصحيح لكن أعله بأن رواية سلامة عن علي مرسلة )).
وانظركتاب (( الشفا )) للقاضي عياض (( ص 239 )) عند قوله تعالى :{ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْجَاءَكُمُ الْفَتْحُ}.
قَدْ جَاءَنَا بِكِتَابِ الرَّبِّ أَنزَلَهُ عَلَيهِ سُبحَانَهُ بِالْمَنطِقِ الْعَـرَبِي
بالمنطق العربي : أي : باللسان العربي كما في قوله تعالى : { بلِسَانٍ عَرَبيٍّ مُبينٍ }.
* في نزول القـرآن منجـماً :
وَكَانَ يَنْزِلُ جِبْرِيلُ الأَمِيْنُ بِهِ شَيْئاً فَشَيْئاً بحُكْمِ الأَمْرِ وَالسَّببِ
شيئاً فشيئاً : أراد أن القرآن نزل مفرقاً منجماً ، ولم ينزل دفعة واحدة ؛ وذلك بحكم الأمر : أي : التشريع كالحلال والحرام ، والسبب : أي : سبب النزول كسبب نزول سورة الإخلاص.
قال تعالى :{ وَقُرْءَاناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً }(12).
* في أن القـرآن غـنىً وشـفاء :
فَهُوَ الْغِنَا الَّذِي لاَ فَقْرَ يَتْبَعُهُ وَهْوَ الشِّفَاءُ لِذِي ضُرٍّ وَذِي وَصَبِ
روى مسلم بن الحجاج في (( صحيحه )) ، وأبو داود في (( سننه )) ، وأحمد في (( مسنده )) واللفظ له ، عن عقبة بن عامر الجهني قال : (( خرج علينا رسول الله يوماً ونحن في الصفة فقال : أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين فيأخذهما في غير إثم ولا قطع رحم ، قال : قلنا : كلنا يارسول الله يحب ذلك ، قال : فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين ، وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل ))(13).
وقال تعالى :{ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }(14).
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( ليس الغنى عن كثرة العرض،ولكن الغنى غنى النفس )).
قلت : ونفس غذيت بالقرآن ، واستعذبت تلاوته ، وذاقت حلاوته ، وعاينت ما فيه من وعد ووعيد ، وترغيب وترهيب ، وعقلت أمره ، وحاذرت نهيه، مالـها ولكثرة العرض(!) أيطيب لـها المال ، ولم تعلم عقبى المآل(؟!) فكفى بالقرآن لطالب الغنى مغنماً.
ورحم الله الإمام أبا عبدالله الشافعي إذ يقول :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . وليس الغـنى إلا عن الشيء لا به
وقوله : وهو الشـفاء لـذي ضـر وذي وصـب : الضـر : المرض ، والوصـب : الوجع.
قال تعالى :{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلمُؤْمِنِينَ . . . }(15).
* في أن العلم أفضل من المال ، وأن صاحبه رفيع القدر ، وأن العلم راحة ، والمال تعب :
فَقُلْ لِمَنْ يَعْتَنِي بِالْمَالِ يَجْمَعُهُ الْعِلْمُ أَفْضَلُ مِنْ مَالٍ وَمِنْ نَسَبِ
فقل لمن جمع فأوعى ، قل لمن آثر الفاني على الباقي ففقد التمييز : العلم أفضل من مال حلاله حساب ، وحرامه عذاب ، ومن نسب يصير إلى تراب.
الْمَالُ يَفْنَى وَيبْقَى الْعِلْمُ صَاحِبُهُ مَادَامَ حَيّاً رَفِيعَ الْقَدْرِ وَالرُّتَبِ
رفـيع القـدر والرتـب : عند الله والناس ؛ فإن الله يرفع الذين أوتوا العلم عنده درجات ، وعند الناس بالتعظيم والتبجيل ؛ فإن القلوب مجبولة على توقير أهل العلم.
وَالْعِلْمُ صَاحِبُهُ فِي رَاحَةٍ أَبَداً وَالْمَالُ صَاحِبُهُ فِي الْكَدِّ وَالتَّعَبِ
والعلم صاحبه فـي راحة أبداً : أي : من هم الدنيا ؛ فإن العلم يدعو إلى التقلل منها فقلب العالم في راحة من غمها ، وهمها ، فليس يتكالب على جمعها مع المتكالبين ، يرضى بالقليل ، ويخشى من الكثير ، إن أدبرت لم يأس عليها ، بل كيف يأسى على ملعونة(؟!) وإن أقبلت علم أنها فتنة ، وأنه لا محالة مسؤول عنها فطلب العافية ، والسلامة بالفرار منها ، والتحول عنها ، وقال : يا دنيا غيري ، غري غيري.
وأما صاحب المال ففي الكد والتعب ، ذلك أنه منهوم لا يشبع ، ولا يقنع ؛ ومن هذا حاله فلا راحة له أبداً.
* ما الذي يجـب أن يقدمـه الطالـب في ابتداء طلـبه ونقل كلـمة للخطيب البغـدادي في ذلك :
لاَزِمْ بُنَيَّ كِتَابَ اللهِ فَهْوَ لَنَا أَجَلُّ مِنْ كُلِّ مَوْرُوْثٍ وَمُكْتَسَبِ
الموروث : المال ، والمكتسب : ما يكتسبه الإنسان ، وأراد بالملازمة التعهد ، والرعاية.







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 01:37 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

وَاصْرِفْ إِلَى حِفْظِهِ الأَوْقَاتَ مُجْتَهِداً وَانْهَضْ وَلاَ تَشْتَغِلْ باللَّهْوِ وَاللَّعِبِ
وهذا مما ينبغي أن يقدمه طالب العلم حال طلبه ، فلا يقدم على كتاب الله شيئاً وقد جرت بهذا سنة السلف الصالح ؛ قال الخطيب البغدادي : (( ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عزوجل ، إذ كان أجل العلوم ، وأولاها بالسبق والتقديم ، وقد : . . . قرأت على علي بن أبي بكر . . . وروى بسنده إلى الوليد بن مسلم قال : (( كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فيناً حدثاً ، قال : يا غلام قرأت القرآن(؟) فإن قال : نعم ، قال اقرأ : { يُوصِيْكُمُ اللهُ فِى أوْلاَدِكُمْ } ، وإن قال : لا ، قال : اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم ))(16).
* جواب نفيس لشيخ الإسلام فيما يجب أن يقدمه الطالب :
سئل شيخ الإسلام رحمه اللَّه : أيما أفضل طلب القرآن أو العلم(؟)
فأجاب : (( الحمد للَّه ، أما العلم الذي يجب على الإنسان عيناً كعلم ما أمر اللَّه به ، وما نهاه اللَّه عنه ؛ فهو مقدّم على حفظ ما لم يجب من القرآن ؛ فإن طلب العلم الأول واجب ، وطلب العلم الثاني مستحب ، والواجب مقدم على المستحب.
وأما طلب حفظ القرآن ؛ فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علماً ، وهو إما باطل أو قليل النفع ، وهو أيضاً مقدم في التعلم في حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول ، والفروع ؛ فإن الشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن فإنه أصل علوم الدين بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم حيث يشتغل أحدهم بشيء من فضول العلم من الكلام أو الجدل ، أو الخلاف،أو الفروع النادرة ، أو التقليد الذي لا يحتاج إليه ، أوغرائب الحديث التي لا تثبت ولا ينتفع بها ، وكثير من الرياضة التي لا تقوم عليها حجة ؛ ويترك حفظ القرآن الذي هو أهم من ذلك كله ، فلا بد في مثل هذه المسألة من التفصيل.
والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه ، والعمل به ؛ فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم ، والدين واللَّه سبحانه وتعالى أعلم ))(17).اهـ
* فـي أن حفـظ القـرآن مقـدم على الطلـب عند الناظم :
فَإِنْ حَفِظْتَ كِتَابَ اللهِ وَانْفَتَقَتْ عَلَيْهِ أَزْهَارٌ فَانْهَضْ إِلَى الطَّلَبِ
انفتقت عليه أزهار : الجوهري : فتقت الشيء فتقاً : شققته ، وفتق المسك بغيره : استخراج رائحته بشيء تدخله عليه ، قال الشاعر :
كـما فتق الكافـور بالمسـك فاتقـه
الفيومي : فتقت الثوب فتقاً : نقضت خياطته حتى فصلت بعضه عن بعض فانفتق.
* حـث الناظـم الطالـب على تعلم النحـو ، وما جـاء فـي ذلك :
وَحَصِّلِ النَّحْوَ إِنَّ النَّحْوَ صَاحِبُهُ مُعَظَّمٌ بَيْنَ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالأَدَبِ
وردت عن السلف آثار في الحث على تعلم العربية ؛ لا بأس أن نورد بعضها : روى البيهقي في (( الشُّعَب )) بسنده إلى عمر رضي الله عنه أنه قال : (( تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة ))(18).
قال السيوطي : (( وقد اتفق العلماء على أن النحو يحتاج إليه في كل فن من فنون العلم ، لا سيما التفسير والحديث ، فإنه لا يجوز لأحد أن يتكلم في كتاب الله حتى يكون ملياً بالعربية ، لأن القرءان عربي ؛ ولا تفهم مقاصده إلا بمعرفة قواعد العربية ، وكذا الحديث )) .اهـ
وروى بسنده أيضاً إلى شعبة أنه قال : (( إذا كان المحدث لا يعرف النحو؛ فهو كالحمار يكون على رأسه مخلاة ليس فيها شعير )) (19).
* في أن الجـاهل بالنحـو معـدود من الخشـب :
مَنْ لَمْ يَكُنْ عَالِماً بِالنَّحْوِ كَانَ إِذَا حَلَّ الْمَجَالِسَ مَعْدُوْداً مِنَ الْخُشُبِ
قلت : هذا في زمان كان فيه النحو نحواً ، أما في أيامنا هذه فالحبل في المجالس على الغارب ؛ بل قد يعجب أهل المجلس إن استقام بينهم بالنحو لسانك ؛ وكأنهم قد أخذوا بوصية الإمام أحمد رحمه الله : (( إذا رأيتم شيئاً مستوياً مستقيماً فتعجبوا )).
وهذا في زمانه ؛ فكيف لو جاءنا(؟) فما عدنا نرى في هذا العصر شيئاً مستوياً مستقيماً.
ومن طريف ما يروى في هذا الباب ، وأن الجاهل بالنحو كان معدوداً حقاً من الخشب والحطب ؛ قيل : ترافع رجل وأخوه إلى زياد في ميراث فقالا : إن أبونا مات ، وإن أخينا وثب على مال أبانا فأكله.
فقال زياد : إن الذي أضعت من نفسك أضر عليك مما أضعت من مالك.
وأما القاضي فقال له : لا رحم اللَّه أباك ، ولا جبر عظم أخيك ، قم في لعنة الله ، وحر سقر.
روى الإمام البيهقي في (( شعب الإيمان )) بسنده إلى أبي زيد النحوي قال : (( قال رجل للحسن البصري : ما تقول في رجل ترك أبيه ، وأخيه(؟!) قال الحسن : ترك أباه ، وأخاه فقال الرجل : فما لأباه ، وأخاه(؟!) فقال الحسن : فما لأبيه ، وأخيه(؟) فقال الرجل للحسن : أراني كلما تابعتك خالفتني ))(!)(20).اهـ
* حفـظ الطالـب لحرمـة شيخـه أبـداً مـا حـيا :
وَاحْفَظْ لِشَيْخِكَ مَا إِنْ عِشْتَ حُرْمَتَهُ وَاجْعَلْهُ فِي الْبرِّ وَالتَّوْقِيرِ مِثْلَ أَبِ
ما إن عشت : إن زائدة وجاء بها للضرورة ، أي : واحفظ لشيخك حقه ، ومكانته ، حفظ رعاية ، وأنزله منزلة أبيك ؛ براً وتوقيراً ؛ أبداً ما دمت حياً.
وانظر حاطك اللَّه إلى (( أبناء أمير المؤمنين المأمون كيف كانا يستبقان كفرسي رهان على تقديم نعال شيخهم في العربية الفراء إليه حين خروجه ثم اصطلحا على أن يقدم كل منهما فرداً.
فلما بلغ المأمون ذلك استدعاه وقال له : من أعز الناس(؟) فقال : ما أعرف أعز من أمير المؤمنين ، قال : بلى ، من إذا نهض تقاتل على نعليه وليا عهد المسلمين.
فقال : يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهما عن ذلك ، ولكني خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها ، أو أكسر نفسيهما عن شريفة حرصا عليها.
فقال المأمون : لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لوماً ، وما وضع ما فعلاه من شرفهما ، بل رفع من قدرهما ، وبين من جوهرهما ، وليس يكبر الرجل وإن كان كبيراً عن ثلاث : عن تواضعه لسلطانه ، ووالديه ومعلمه )).
قلت : واللَّه إن إجلال وتوقير المأمون للفراء بما قال ؛ لـهو أعظم من إجلال وتوقير ابنيه بما فعلا ؛ فإجلال الأمير ليس كإجلال الصغير.
وانظر رحمك اللَّه إلى أدب ابن عباس رضي الله عنه مع زيد بن ثابت رضي الله عنه وكيف قام يأخذ ركاب دابته ليركب زيد.
وهذا الشافعي رحمه الله يَصْفَحُ الورق بين يدي الإمام مالك صَفْحاً رفيقاً هيبة له لئلا يسمع وقعها(!) إنه أدب الكبار مع الكبار ، وأدب أولي الفضل مع أولي الفضل ؛ ولذلك أخذ زيد يد ابن عباس يقبلها ، وقال مالك للشافعي : (( إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً . . . )).
* حـث الناظم الطالـب على تقـبيل يدي الشـيخ المعلـم :
قَبِّلْ يَدَيهِ إِذَا لَقِيْتَهُ أَبَداً فَكَمْ أَفَادَكَ مِنْ عِلْمٍ وَمِنْ أَدَبِ
وهذا من تمام البر والتوقير بمن أفادك علماً ، وأدباً ، ولست بهذا بالمكافىء ، وقوله : إذا لقيته أبداً : يفيد الإطلاق والتأبيد ؛ وليس حتماً لازماً ، وقد دل على الجواز فعل السلف الصالح.
* آثار عن السلـف في جـواز التقـبيل :







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 01:38 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

فقد روى الإمام الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) : (( أن عمر لقي أبا عبيدة رضي الله عنهما فصافحه ، وقبل يده. . . ))(21).
وهذا ابن عباس رضي الله عنه قام إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فأخذ له بركابه فقال : (( تنح يا ابن عم رسول الله فقال : إنا هكذا نفعل بعلمائنا ، وكبرائنا(22) فقال زيد : أرني يدك فأخرج يده فقبلها ، فقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم )) (23).
وعن مرثد العبدي رضي الله عنه قال : (( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجاء أشج عبد القيس يمشي حتى أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقبلها فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : فيك خصلتان يحبهما الله عز وجل التؤدة والأناة قال مرثد : ووفدت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبدرته فقبلت يده )) (24).
وفي قصة وفد عبد القيس قال الزارع : (( . . . فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد رسول الله ورجله . . . )) (25).
وفي رواية قال : (( . . .فما عدا أن قدمنا المدينة ، قلنا : هذاك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فما تمالكنا أن وثبنا عن رواحلنا ، فانطلقنا إليه سراعاً ، فأخذنا يديه ورجليه نقبلهما ، . . . )) قال الهيثمي : (( رواه البزار ، وفيه : أم أبان بنت الزارع روى لها أبو داود ، وسكت على حديثها ، فهو حسن ، وبقية رجاله ثقات )) (26).
وعن مزبدة جد هود العبدي قال : (( بينما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحدث أصحابه إذ قال : يطلع عليكم من هذا الفج ركب من خير أهل المشرق.
فقام عمر بن الخطاب فتوجه في ذلك الوجه ، فلقي ثلاثة عشر راكباً ، فرحب وقرَّب ، وقال : من القوم(؟) قالوا : قوم من عبد القيس ، قال : فما أقدمكم لهذه البلاد(؟)التجارة(؟) قالوا : لا ، قال : فتبيعون سيوفكم هذه(؟) قالوا : لا ، قال : فلعلكم إنما قدمتك في طلب هذا الرجل(؟) قالوا : أجل ، فمشى معهم يحدِّثهم حتى نظر إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : هذا صاحبكم الذي تطلبون فرمى القوم بأنفسهم عن رواحلهم ، فمنهم من سعى سعياً ، ومنهم من هرول هرولة ، ومنهم من مشى حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فأخذوا بيده يقبلونها ، وقعدوا إليه ، وبقي الأشج وهو أصغر القوم فأناخ الإبل وعقلها وجمع متاع القوم ، ثم أقبل يمشي على تُؤَدَةٍ ، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذ بيده فقبَّلها ، . . . )).
قال الهيثمي : (( رواه الطبراني وأبو يعلى ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف )) (27).
وعند ابن كثير في (( البداية والنهاية )) : عن عمر رضي الله عنه قال : (( أما أن النبي قد ذكركم آنفاً فقال خيراً ثم مشوا معه حتى أتوا النبي فقال عمر للقوم وهذا صاحبكم الذي تريدون فرمى القوم بانفسهم عن ركائبهم فمنهم من مشى ومنهم من هرول ومنهم من سعى حتى أتوا رسول الله فأخذوا بيده فقبلوها . . . )).
وعن حماد بن سلمة قال : (( أخبرنا عاصم ابن أبي النجود قال : ما قدمت على أبي وائل من سفر قط إلا قبل يدي قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا أبان بن يزيد العطار قال : حدثنا عاصم عن أبي وائل أنه كان يغيب بالرستاق فإذا قدم فلقي عاصما أخذ يده فقبلها )) (28).
وكان (( سفيان بن عيينة يعظم حسين بن علي الجعفي وكان مقرئاً للقرآن وقد قدم حسين مكة حاجاً ولقيه سفيان بن عيينة فسلم عليه وأخذ يده فقبلها ))(29).
(( قال موسى بن داود كنت عند ابن عيينة فأتاه حسين الجعفي فقام سفيان بن عيينة فقبل يده ))(30).

* ذكـر ما أورده الخطـيب البغـدادي في كتابه الجامـع في ذلك :

وقد عقد الإمام الحافظ المؤرخ الخطيب البغدادي في كتابه : (( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع )) ؛ فصلاً بعنوان : (( تقبيل يد المحدث ورأسه وعينيه )) ، ذكر فيه بأسانيده طائفة من الأحاديث مما ورد في ذلك.
وفي (( باب توقير المحدث طلبة العلم وأخذه نفسه بحسن الاحتمال لـهم والحلم )) ، تحت فصل : (( تواضعه لـهم )) ، روى بسنده قال : (( أنا أحمد بن محمد العتيقي قال : سمعت محمد ابن أحمد بن عثمان السلمي بدمشق يقول : سمعت محمد بن بشر العكري بمصر يقول : حضرت المزني وجاءه رجل فقبل رأسه ، فأخذ المزني يد الرجل فقبلها ، فقالوا : سبحان اللَّه يا إبراهيم(!) فقال : هذا من التطفيف ، إياكم والتطفيف(!)
قال أبو حامد أحمد بن حمدون القصار سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه وقال : دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين ، وسيد المحدثين . . .))(31).
* خـطأ أحـد الفضـلاء في ذلك ، والصـواب أنه من صنيع السـلف :
وقد أخطأ أحد الفضلاء في كتاب له ؛ فعد ذلك (( من صنيع الأعاجم ، والطرقية ، والمبتدعة الخلفية ، وأنه من الخضوع الخارج عن آداب الشرع ))(!).اهـ
قلت : والصواب أنه عتيق من صنيع السلف ، وأنه من آدابهم التي تأدبوا بها مع بعضهم بعضاً وليس (( لحساً )) كما سماه.
وأما ما يفعله مريدو المتصوفة مع مشايخهم كآية من آيات التقديس ، والخضوع الواجب للشيخ ؛ فهذا لا يجوز شرعاً ، ولسنا نعيب أمراً ثبت فعله عن سلفنا ، أو ننهى عنه لعوج مسلك الخلف فيه ، أو أن نذهب في التعوذ منه ما ذهب ذلك الفاضل ؛ فذاك شيخ نعم ولكن شَطَّ قلمه ؛ فَشَاطَ صوابه.
فإذا علت بالشيخ الرتب ، وكمل علماً ، وديناً ، وخلقاً ، و (( كان على قانون السلف )) ، وآثارهم (( لا يحك رأسه إلا بأثر )) ؛ ثم قَبَّلَ تلاميذه يده لله ، ورضي هو ذلك ؛ فلم لا(؟!) لا بأس شرعاً،ولسنا ننهاهم عن ذلك ، ومن أنكر قلنا له : إياك والتطفيف ؛ فإنه من الحيف(!).
* لا يستخـفنك الشيخ الذي عـدَّ التقبيل لحـساً ياطالـب العلـم :
ولا يستخفنك ما قاله ثَـمَّ عن استعمالات بعض الألفاظ ، وتسميتها (( بالرخوة المتخاذلة )) ،كـ : (( سيدي ، ومولاي )) ؛ وأنها من (( ألفاظ الخدم والعبيد ))(!).
روى البخاري في (( مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه )) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أناساً نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه ، فجاء على حمار ، فلما بلغ قريباً من المسجد ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( قوموا إلى خيركم أو سيدكم )) (32).
وفي (( مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما )) من حديث أبي بكرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه يقول : (( ابني هذا سيد. . . )) (33) .
وفي (( مناقب بلال بن رباح رضي الله عنه )) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (( كان عمر يقول : أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا ، يعني بلالاً ))(34).







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 01:39 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

وروى الإمام أحمد في (( مسنده )) ، وأبو داود في (( سننه )) ، والطبراني في (( المعم الكبير )) ، والحاكم في (( المستدرك )) ؛ وقال : (( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )) عن عثمان ابن حكيم حدثتني جدتي الرباب قالت : سمعت سهل بن حنيف يقول : مررت بسيل فدخلت فاغتسلت فيه فخرجت محموماً ، فنمي ذلك إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : (( مروا أبا ثابت يتعوذ )) قالت فقلت : يا سيدي : والرقى صالحة ؛ فقال : (( لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغة )).
وفي (( المعجم الكبير )) ، و (( المستدرك )) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال : (( . . . كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي بن أبي طالب فرددنا عليه السلام ولم يعلم به أبو هريرة فقلنا له : يا أبا هريرة هذا الحسن بن علي قد سلم علينا فلحقه وقال : وعليك السلام يا سيدي ثم قال : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : إنه سيد )).
قال الحاكم : (( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )).
قال الخطيب البغدادي في (( باب تعظيم المحدث وتبجيله )) من كتابه (( الجامع )) : (( وإذا قال الطالب للمحدث في خطابه له : يا سيدي ، كان ذلك جائزاً )).
وفي باب (( جواز القيام للمحدث )) روى بسنده إلى حماد بن زيد قال : (( كنا عند أيوب ، فجاء يونس فقال حماد : قوموا لسيدكم أو قال : لسيدنا )).
وقال ابن جماعة في (( الباب الثالث من آداب المتعلم )) من (( تذكرة السامع )) : (( وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب ، وكافه ، ولا يناديه من بعد بل يقول : يا سيدي ، ويا أستاذي )). اهـ
وقد كان السؤال يرد على شيخ الإسلام ابن تيمية ، وعلى قفيه ابن القيم ؛ بصيغة:ما تقول السادة العلماء أئمة الدين(؟) وما أنكرا على السائل لفظ التسييد في الجواب أبداً.
* كتاب السـبكي إلى شيخـه الذهـبي :
وانظر ما كتبه السبكي جواباً على كتاب جاءه من شيخه الإمام الذهبي يعاتبه فـي كلام سبق منه فـي حق شيخ الإسلام ، قال السبكي : (( وأما قول سيدي(!) في الشيخ تقي الدين فالمملوك(!) يتحقق كبير قدره ، وزخارة بحره . . . والمملوك(!) يقول ذلك دائماً . . . )) إلى آخر ما قال السبكي فـي بسط عذره لشيخه الذهبي مستعتباً وقد استعمل ، واستخدم مع شيخه (( ألفاظ الخدم ، والعبيد )) ؛ ولم نقرأ في بطون الكتب ، والأسفار ؛ إنكاراً للذهبي على تلميذه صاحب (( الألفاظ الرخوة المتخاذلة )) ؛ البتة.
* قال شـعبة :كـنت له عـبداً :
قال شعبة رحمه الله : (( كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبداً ما حيي )).
وقد مرَّ معنا أن مسلم بن الحجاج قال لشيخه البخاري : (( . . .وسيد المحدثين )).
وفي (( مناقب علي رضي الله عنه )) عند الترمذي ، وقال عنه : (( هذا حديث حسن غريب )) ، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( من كنت مولاه فعلي مولاه )).
وهذا الإمام سفيان بن عيينة ، خرج يوماً من بيته فألفى تلاميذه لدا الباب ينتظرونه ؛ فتمثل قائلاً :
ســدت غـير مسـود ومـن الشقاء تفـرد بالسـؤدد
* امـتنع ، وكـان سـيدنا :
وقد كان من إجلال العلامة السفاريني للإمام أحمد بن حنبل أنه قرن ذكره مراراً بلفظ التسييد ، وذلك في كتابه : (( لوامع الأنوار البهية )) ، فقال : (( . . .وامتنع سيدنا الإمام أحمد بن حنبل . . . )) و : (( كان سيدنا الإمام أحمد . . . )) (( واعلم أنه لا شبهة عند أئمة الدين بأن سيدنا الإمام أحمد رضي الله عنه إمام السنة. . . )) .اهـ
وهذا عند غيره من الأئمة كثير جداً ، وما أوردته قليل في بابه ، ولو تتبعت لخرج معي كتاب جاز أن نسميه بكتاب (( سيدي )).







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 01:41 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

فانظرْ حاطك الله ذلك الفاضل مع هؤلاء تعلمْ يقيناً أنه مفضول(!) وأنه جانب الصواب وأن ما ذكره في : (( تنبيه مهم ))(!) ليس بمهم ، وأنه ذكره اعتباطاً(!) وأنه لا سلف له فيه.
* لا غضاضـة علـيك فـي الأمـرين :
إذاً إذا قبّلت يد شيخك ، أو أستاذك،أو مربيك ؛ بل وقطعتها تقبيلاً(!)؛ (( فما أتيت إمراً ، ولا أحدثت نكراً ، ولا جئت شيئاً إدّاً )) ؛ ولا غضاضة عليك ، بل لك في ذلك سلف.
كذا إذا ناديته فقلت : يا سيدي ، يا مولاي ؛ فليست هذه الألفاظ بالرخوة المتخاذلة ؛ وهل عمر رضي الله عنه صاحب الدرة رخو متخاذل(؟) حاش ، وكلا . . بل هي من ألفاظ المتأدبين الذين عرفوا لأولي الفضل فضلهم ، ومن ألفاظ الأدباء الكتاب ، وأولي الألباب.
قال ابن زيدون كاتباً ، معاتباً : (( يا مولاي وسيدي الذي ودادي له ، . . . )).
وكتب القاضي الفاضل وزير صلاح الدين إلى السلطان صلاح الدين : (( ليهن المولى أن اللَّه قد أقام به الدين القيم ، وأنه كما قيل : أصبحت مولاي ومولاى كل مسلم . . . )).
* الأسـباب الباعـثة على الـرد :
ولست بهذا أدعو إلى هذه الألفاظ ، أو إلى التقبيل ، كلا . . ؛ وإنما إلى معرفة حق الشيخ المعلم المربي لك ؛ هذا أولاً.
ثانياً : أن هذه الألفاظ وردت في أحاديث نبوية ، وفي آثار سلفية عن السلف.
ثالثاً : أن التقبيل جرى به عمل بعض السلف ، ولا يعرف عنهم إنكار له ، ومن أنكر فعليه الدليل ، ولا دليل ، وفعل المبتدعة له لا يعني عدم الجواز.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
رابعاً : ليس سواءً تقبيل ولحس ؛ فلكل معنىً ، والتقبيل بالشفتين ، واللحس باللسان ؛ فقد وضع لفظاً مكان لفظ لا يستقيم له به التنبيه والتحذير.
وأما قوله في نهاية تنبيهه : (( وانظر ما يقوله العلامة السلفي الشيخ محمد البشير . . . )) إلخ ؛ فلا معنى له وقد علم ولا ريب ماكتبه من ذكرت من الأئمة في كتبهم.
* طائفـة من الآداب حـث الشـرع علـيها :
وَكُنْ كَرِيماً حَلِيماً عَاقِلاً فَطِناً مُنَزَّهَ الْخُلْقِ عَنْ طَيْشٍ وَعَنْ غَضَبِ
هذه طائفة من الآداب التي حث عليها الشرع أيضاً ، ينبغي لطالب العلم أن يحصلها ؛ لتكتمل فضائل نفسه ، فالطالب بأدبه وأخلاقه قبل علمه وأوراقه.
وَصُنْ لِسَانَكَ مِنْ هُجْرٍ وَمِنْ سَفَهٍ وَمِنْ مُجَاوَرَةِ الأَوْبَاشِ وَالْكَذِبِ
الـهجر : بضم ثم سكون : الفحش ، وهو اسم من هجر يهجر إذا نطق بالقبيح من الكلام.
والسفه : الجهل ، ورداءة الخلق ، والأوباش : سفلة الناس وأخلاطهم.
* كـن للعـلا والمجـد ذا طلـب:
وَاحْفَظْ خِصَالَ الرِّضَى مِنْ كُلِّ مُلْتَبسٍ بِهَا وَكُنْ لِلْعُلاَ وَالْمَجْدِ ذَا طَلَبِ
خصال الرضى : مكارم الأخلاق ، وقوله : ملتبس بها : أي : متصف بها ، والمعنى : حصل واكتسب مكارم الأخلاق ، وخذها عن أهلها ؛ وذلك بمعاشرتهم ومخالطتهم فإنها تتحصل للمرء بالتعلم والمخالطة ، وقد تتحصل للعبد بمحض فضل اللَّه فـي جبلته ؛ فيجد نفسه مجبولاً على المكارم ، وفعل الخيرات ، مطبوعاً عليها ، كما هي عند الأنبياء والمرسلين صلوات اللَّه عليهم أجمعين.
وفي معناه قول الشاعر :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
وقوله : وكن للعلا والمجد ذا طلب : أي :كن دائم الطلب للمعالي مهما اعترضت سبيلك المكاره والشدائد والصعاب ؛ فإنه طريق نعال الحديد ، فاجعل الصبر جنة وا قتحم ولا تخش الطريق ولا تختر فراش دعة وحرير مؤثراً إياه على شرف التحصيل.
قال الشاعر:
خض لنيل العلا بحر المكاره لا تجبن فما يدفع المقدور في الأزل
* احـذر سـنة العظامـيين :
وَلاَ تَقُلْ إِنَّ آبَائِي شَرُفْتُ بهِمْ لَيسَ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ الْيَوْمَ كَانَ أَبي
يقال : شرف الرجل : إذا صار شريفاً ؛ والشرف : العلو والرفعة والمجد.
قلت : وهذه سنة العظاميين الخاملين ، الذين يفتخرون بالعظم الرميم ؛ بعد أن وجدوا أنفسهم عاجزين عن مَدِّ جسور الأمجاد بينهم وبين أسلافهم ؛ وهؤلاء كما قال الرصافي :
فشر العالمين ذوو خمول إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
وكم سمعنا صيحة : (( أولئك آبائي فجئني بمثلهم )) ؛ تَرِنُّ في آذاننا على لسان كل عويجز كسلان يعدها فخراً أن يعلو بها صوته فوق أصوات العاملين ولو قام الآباء لجلدوه ووبخوه.
* إشـارة لطيفـة للزمخـشري حـول هـذا المعـنى :
وللزمخشري إشارة لطيفة ، نفيسة إلى هذا المعنى في كتابه : (( أطواق الذهب ))(35) أوردها لنفاستها.
قال الزمخشري : (( المقالة الرابعة والثلاثون )) : (( الشرف )) : (( لا تقنع بالشرف التالد ، وهو الشرف للوالد ؛ واضمم إلى التالد طريفاً ؛ حتى تكون بهما شريفاً ، ولا تدل بشرف أبيك ، ما لم تدل بشرف فيك ، إن مجد الأب ليس بمجد ؛ إذا كنت في نفسك غير ذي مجد.
الفرق بين شرفي أبيك ونفسك ؛ كالفرق بين رزقي يومك وأمسك ، ورزق الأمس لا يسد اليوم كبداً ، ولن يسدها أبداً )).
قلت : فكن رجل الأفعال لا رجل الأقوال تكن خير الناس.
قال الرصافي :
وخـير الناس ذو حسب قـديم أقـام لنفسـه حـسباً جـديدا
تراه إذا ادعـى في الناس فخـراً تقـيم لـه مكـارمـه الشهـودا
فدعني والفخـار بمجـد قوم مضى الزمن القـديم بهم حميدا

إذ : ليـس الفـتى بفـتى لا يستضـاء بـه ولا يكـون لـه فـي الأرض آثـار
* كـن صـبوراً فـإن اللـبيب محسـود :
وَكُنْ صَبُوراً عَلَى غَيْظِ الْحَسُودِ فَمَا يُشَارُ إِنْ وُضِعَ الْيَاقُوتُ فِي اللَّهَبِ
شار يشور العسل إذا اجتناها ، والذهب إذا عرضه على اللهب ليطهره من شوب الخبث الذي لحقه ، ويعرف بهرجه ، والياقوت لا يشار وإن وضع في اللهب ؛ فلا شوب فيه ، فكن أنت كذلك مع كل حاسد لنعم اللَّه عليك ، فلا تزداد بحسده ، وكيده إلا صبراً وحلماً ، ورفعة ، وأدباً ، فاحذر مجاراة السفيه.
لاَ يَسْتَوِي الْعِقْدُ مِنْ دُرٍّ وَمِنْ وَدَعٍ وَلاَ السَّبيْكَةُ مِنْ صُفْرٍ وَمِنْ ذَهَبِ
الدر : جمع درة وهي اللؤلؤة العظيمة الكبيرة ، والودع : شيء يستخرج من البحر يشبه الصدف والسبيكة : القطعة المستطيلة من كل معدن ، والصفر : ضرب من النحاس.
كَذَا الطَّبيْعَةُ مِنْ خُبْثٍ وَمِنْ كَرَمٍ وَالْحَنْظَلُ الْمُرُّ لاَ يُقَاسُ بالرُّطَبِ
الطبيعة : قال في المختار السجية التي جبل عليها الإنسان.
وَكُنْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مُحْتَفِظاً فَإِنَّ تَارِكَهَا مُشْفٍ عَلَى الْعَطَبِ
قوله : محتفظاً : أي : محافظاً ، وهذه هي وصية اللَّه لعباده المؤمنين الموحدين في قوله :{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ} (36).
قوله : مشف على العطب : أي مشرف على الـهلاك ، لما ورد في حق تاركها من وعيد شديد في الكتاب والسنة.
* فـي معـرفة صفـة الصـلاة بأدلتها :
حَصِّلْ فَرَائِضَهَا حِفْظاً وَمَعْرِفَةً وَلاَ تُضَيِّعْ لَهَا الأَوْقَاتَ فِي سَبَبِ
وهذا يقتضي من الطالب معرفة صفة الصلاة بأدلتها الشرعية معرفة علمية مع حفظ الدليل ، لا أن يؤديها أداءً عملياً كعامة المسلمين.
السبب : الحبل وما يتوصل به إلى غيره ، والسبب : الرزق.
* مآل الطالب المجـد فـي الطلب عـند الناظم وتنبيه المؤلـف أن المقصـود شحـذ الـهمة :
عَمَّا قَلِيلٍ بحُوْلِ اللَّهِ تُبصَرُ فِي صَدْرِ الْمَحَافِلِ لِلتَّدْرِيْسِ وَالنُّخَبِ
ما يُذكِّر به الشيخ طالب العلم في هذا البيت ، والأبيات التي بعده ؛ من أنه سيكون من أمره كذا وكذا في مستقبل الأيام ؛ إنما هو لشحذ همته ليترقى في الطلب ، ويزداد في التحصيل ؛ لا ليجعل ذلك غايته ومقصده ، فليحذر الطالب من هذه النية فقد جاء الوعيد الشديد في حق صاحبها.
قوله : النخب : جمع نخبة ؛ وهم خيار القوم ، أي ستكون رأس الأخيار بعلمك وأدبك.
تَكُونُ لِلْجَمْعِ فِي الْمِحْرَابِ قُدْوَتَهُمْ وَترْتَقِي مِنْبَرَ الأَجْدَادِ لِلْخُطَبِ
قوله : الأجداد : أراد بهم السلف الصالح.
تُبْدِي فَصَاحَةَ سَحْبَانٍ وَتَنثِرُهَا بِمَنْطِقٍ رَابىٍ أَحْلَى مِنَ الضَّرَبِ
تبدي : تظهر ، وسحبان هو ابن وائل الباهلي ، يضرب به المثل لفصاحته وبلاغته في الخطابة ، وهو صاحب البيت الذي يقول فيه :
لقد علم الحي اليمانون أنني إذا قلت : أما بعد أني خطيبها
النثر : المفرق من الكلام ، ليس بمقفى ولا موزون ، الرابي : الرفيع البليغ الذي يأخذ بالألباب ، ويسحر النفوس ، الضرب : العسل.
وَتَكْتَسِي حُلَلَ الْعِلْمِ الَّذِي طَلَعَتْ أَرْبَابُهُ فِي دَياجِي الْجَهْلِ كَالشُّهُبِ
الحلل : جمع حلة ، ولا تكون إلا من ثوبين من جنس واحد ، الدياجي : الظلمات.
فالعلماء بحق نجوم هدى ، وهم أدلاء على النجاة من الردى ، بهم يستهدي الخلق عند إلتياث الظلم ، وركوب الفتن.
* عقـبى الجهـل :
مَنْ فَارَقَ الْعِلْمَ حَلَّ الذُّلُّ سَاحَتَهُ وَلَمْ يُعَظَّمْ وَلَمْ يُكْرَمْ وَلَمْ يُهَبِ
ومما قيل في هذا المعنى :
. . . . . . . . . . . . . وبالجهـل المـذلـة والرغـام
فرغم أنف جاهل أبى للعلم طلباً ، وكفى بالجهل ذلاًّ أن المرأ يأنف أن ينسب إليه.
ورحم اللَّه الإمام الشافعي إذ ينفر من الجهل بقوله :
ومن لم يذق مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته
* العلـم شـرف للصغـير :
كَمْ مِنْ صَغِيْر يُرَى وَالْعِلْمُ كَبَّرَهُ مُؤيَّدٍ طَاهِرٍ لِلْعِزِّ مُكْتَسِبِ
وفي هذا المعنى يقول الإمام الشافعي رحمه اللَّه :
وإن صغير القوم إن كان عالماً كبير إذا ردت إليه المحافل
* لـيس لجـاهل فـي الناس مكـرم :
وَكَمْ مِنْ كَبيرٍ يُرَى وَالْجَهْلُ صَغَّرَهُ مُبَكَّتٍ خَامِلٍ فِي الذِّلِّ وَالْغَلَبِ
التبكيت : التقبيح والتعيير ، الخامل : ساقط النباهة لا ذكر له ، الذل والغلب : الـهوان والصغار.
وفي مثل هذا يقول الشافعي :
وإن كبير القوم لا علم عنده صغير إذا التفت عليه المحافل
فَانْظُرْ إِلَى حِكْمَةِ الأَقْدَارِ كَيْفَ جَرَتْ فِي ذَا وَذَاكَ لَعَمْرِي غَايَةَ الْعَجَبِ
* توجـيه الناظـم للأسـتاذ المعلـم للطفـل :
وَبَعْدُ : يَا أَيُّهَا الأُسْتَاذُ أَنتَ عَلَى تَهْذِيْبِ ذَا الطِّفْلِ لاَ تَغْفُلْ وَلاَ تَغِبِ
أَفِدْهُ عِلْماً وَكُنْ فِيمَا تُعَلِّمُهُ مِثْلَ الْمُشَحِّذِ يُبْدِي رَوْنَقَ الذَّهَبِ
أفده : فعل أمر من الإفادة ، المشحذ : الصائغ ، رونق الذهب : حُسنه وبريقه ؛ والمعنى : اجعله على عينك حال تعليمك إياه ، واحرص على ما ينفعه ، فراع صغر سنه ، وغذِّ عقله بما يناسبه من العلوم والفنون في بداية صحيحة ؛ فإنه لا يدري ما يراد به.







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 01:43 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

كعامة المسلمين.
السبب : الحبل وما يتوصل به إلى غيره ، والسبب : الرزق.
* مآل الطالب المجـد فـي الطلب عـند الناظم وتنبيه المؤلـف أن المقصـود شحـذ الـهمة :
عَمَّا قَلِيلٍ بحُوْلِ اللَّهِ تُبصَرُ فِي صَدْرِ الْمَحَافِلِ لِلتَّدْرِيْسِ وَالنُّخَبِ
ما يُذكِّر به الشيخ طالب العلم في هذا البيت ، والأبيات التي بعده ؛ من أنه سيكون من أمره كذا وكذا في مستقبل الأيام ؛ إنما هو لشحذ همته ليترقى في الطلب ، ويزداد في التحصيل ؛ لا ليجعل ذلك غايته ومقصده ، فليحذر الطالب من هذه النية فقد جاء الوعيد الشديد في حق صاحبها.
قوله : النخب : جمع نخبة ؛ وهم خيار القوم ، أي ستكون رأس الأخيار بعلمك وأدبك.
تَكُونُ لِلْجَمْعِ فِي الْمِحْرَابِ قُدْوَتَهُمْ وَترْتَقِي مِنْبَرَ الأَجْدَادِ لِلْخُطَبِ
قوله : الأجداد : أراد بهم السلف الصالح.
تُبْدِي فَصَاحَةَ سَحْبَانٍ وَتَنثِرُهَا بِمَنْطِقٍ رَابىٍ أَحْلَى مِنَ الضَّرَبِ
تبدي : تظهر ، وسحبان هو ابن وائل الباهلي ، يضرب به المثل لفصاحته وبلاغته في الخطابة ، وهو صاحب البيت الذي يقول فيه :
لقد علم الحي اليمانون أنني إذا قلت : أما بعد أني خطيبها
النثر : المفرق من الكلام ، ليس بمقفى ولا موزون ، الرابي : الرفيع البليغ الذي يأخذ بالألباب ، ويسحر النفوس ، الضرب : العسل.
وَتَكْتَسِي حُلَلَ الْعِلْمِ الَّذِي طَلَعَتْ أَرْبَابُهُ فِي دَياجِي الْجَهْلِ كَالشُّهُبِ
الحلل : جمع حلة ، ولا تكون إلا من ثوبين من جنس واحد ، الدياجي : الظلمات.
فالعلماء بحق نجوم هدى ، وهم أدلاء على النجاة من الردى ، بهم يستهدي الخلق عند إلتياث الظلم ، وركوب الفتن.
* عقـبى الجهـل :
مَنْ فَارَقَ الْعِلْمَ حَلَّ الذُّلُّ سَاحَتَهُ وَلَمْ يُعَظَّمْ وَلَمْ يُكْرَمْ وَلَمْ يُهَبِ
ومما قيل في هذا المعنى :
. . . . . . . . . . . . . وبالجهـل المـذلـة والرغـام
فرغم أنف جاهل أبى للعلم طلباً ، وكفى بالجهل ذلاًّ أن المرأ يأنف أن ينسب إليه.
ورحم اللَّه الإمام الشافعي إذ ينفر من الجهل بقوله :
ومن لم يذق مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته
* العلـم شـرف للصغـير :
كَمْ مِنْ صَغِيْر يُرَى وَالْعِلْمُ كَبَّرَهُ مُؤيَّدٍ طَاهِرٍ لِلْعِزِّ مُكْتَسِبِ
وفي هذا المعنى يقول الإمام الشافعي رحمه اللَّه :
وإن صغير القوم إن كان عالماً كبير إذا ردت إليه المحافل
* لـيس لجـاهل فـي الناس مكـرم :
وَكَمْ مِنْ كَبيرٍ يُرَى وَالْجَهْلُ صَغَّرَهُ مُبَكَّتٍ خَامِلٍ فِي الذِّلِّ وَالْغَلَبِ
التبكيت : التقبيح والتعيير ، الخامل : ساقط النباهة لا ذكر له ، الذل والغلب : الـهوان والصغار.
وفي مثل هذا يقول الشافعي :
وإن كبير القوم لا علم عنده صغير إذا التفت عليه المحافل
فَانْظُرْ إِلَى حِكْمَةِ الأَقْدَارِ كَيْفَ جَرَتْ فِي ذَا وَذَاكَ لَعَمْرِي غَايَةَ الْعَجَبِ
* توجـيه الناظـم للأسـتاذ المعلـم للطفـل :
وَبَعْدُ : يَا أَيُّهَا الأُسْتَاذُ أَنتَ عَلَى تَهْذِيْبِ ذَا الطِّفْلِ لاَ تَغْفُلْ وَلاَ تَغِبِ
أَفِدْهُ عِلْماً وَكُنْ فِيمَا تُعَلِّمُهُ مِثْلَ الْمُشَحِّذِ يُبْدِي رَوْنَقَ الذَّهَبِ
أفده : فعل أمر من الإفادة ، المشحذ : الصائغ ، رونق الذهب : حُسنه وبريقه ؛ والمعنى : اجعله على عينك حال تعليمك إياه ، واحرص على ما ينفعه ، فراع صغر سنه ، وغذِّ عقله بما يناسبه من العلوم والفنون في بداية صحيحة ؛ فإنه لا يدري ما يراد به.
* فـي أن التعلـيم فـي الصغـر لا فـي الكـبر :
لاَ يَسْتَوِي صِغَرُ التَّعْلِيمِ مَعْ كِبَرٍ فَاللِّينُ فِي الْغُصْنِ لَيسَ اللِّينُ فِي الْحَطَبِ
وهذا معلوم فإن الصغير قد أمن على قلبه وعقله شواغله وقواطعه التي هي قاطعة الظهر لمن ليس بصغير ، فالصغير يقول للكبير مزدهياً : هيهات لا صوارف اليوم وتبغي بعد ذاك لحاقي (!) مع ما عند الصغير من صفاء الذهن ، ونقاء القلب من الذنوب والحوب.
والصغير كالغصن ليناً،سلس قياده ، سهل تقويم ميله ، واعوجاجه ، بخلاف الكبير فإنه كالحطب صلابة ، عقلاً ونفساً ، صعب تعليمه ، شاق تأديبه ، مع ما عنده من الصوارف والقواطع التى تحول بينه وبين التعلم.
قال ابن البذوخ المغربي :
إن الشيوخ كأشجار غدت حطباً فليس يرجى لـها توريق أغصان
لم يبق في الشيخ نفع غير تجربة وحسن رأي صفا من طول أزمان
وقول الشيخ الناظم رحمه اللَّه ههنا من باب قولـهم : (( قد يقع الحافر على الحافر )) ؛ وذلك في توافق المعنى ، قال سابق البربري :
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل وليس ينفع عند الكبرة الأدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولن يلين إذا قومته الخشب
والأمر في حق الصغير كما قيل : (( التعليم في الصغر كالنقش على الحجر )).
* حسـن خطـك ما استطعـت :
وَلْتكْسُه مِنْ جَمَالِ الْخَطِّ بَهْجَتَهُ حَتَّى يُرَى دُرَراً فِي كُلِّ مُكْتَتَبِ
المكتتب : المكتوب ؛ أي وحسن خطك ما استطعت في كل مكتوب تخطه يمينك ؛ حتى يرى علمك درراً مخطوطة تسر الناظرين بأبصارهم ، فلا وحشة تدخل نفس الناظر كتابك ، ولا تعب ولا مشقة ، ولا حرج يلحقه منه.
وقد بوب الخطيب البغدادي في كتابه (( الجامع )) لـهذا باباً أورد فيه بسنده عن ابن عباس تفسيراً في قوله تعالى : {أَوْ أَثَارَةٍ مِن عِلْمٍ} قال : جودة الخط.
وعن علي بسنده أيضاً قال : تنوق رجل في { بسم اللَّه الرحمن الرحيم} ؛ فغفر له.
ومعنى تنوق : أي جود وأنق خطه.
وَرَاعِ فِيهِِ حُقُوقاً أَنتَ تَعْلَمُهَا مِنْهَا الصَّدَاقَةُ ثُمَّ الرَّعْيُ لِلنَّسَبِ
وَأَخْتِمُ الْقَوْلَ مِنِّي بالصَّلاَةِ عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ مِنْ عُجْمٍ وَمِنْ عَرَبِ
مَا أَضْحَكَ الرَّوْضَ دَمْعُ الْقَطْرِ مُنْهَمِلاً وَغَرَّدَ الطَّيرُ فِي الأَدْوَاحِ وَالْقُضُبِ(37)

ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صورة عن مخطوط بالخط المغربي القديم أهدانيها الأخ سعيد التُنلي ، جزاه الله خيراً.
(2) مسلم ( كتاب الإيمان ) ( باب في قوله عليه السلام : (( إن الله لا ينام )) وفي قوله : (( حجابه النور لو كشفه لأحرق سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )) حديث رقم 293).
(3) البخاري ( كتاب التفسير ) ( 55سورة الرحمن ) ( باب قوله :{ومن دونهما جنتان} ) ( حديث رقم 4878، ورقم 4880 ) و ( كتاب التوحيد ) ( باب قول الله تعالى : { وجوه يومئذ ناضرة*إلى ربها ناظرة}) ( حديث رقم 7444 ) ومسلم ( كتاب الإيمان ) ( برقم 296، ورقم 297، و اللفظ له ).
(4) سورة الشورى الآية : (51 ).
(5) قلت : قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ( البداية والنهاية/3 ) ( باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ) : (( . . . وقد ورد حديث في انتسابه عليه السلام إلى عدنان وهو على المنبر. ولكن الله أعلم بصحته ، كما قال الحافظ أبو بكر البيهقي : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرىء ببغداد حدثنا أبو عيسى بكار بن أحمد بن بكار حدثنا أبو جعفر أحمد بن موسى بن سعد إملاء سنة ست وتسعين ومائتين حدثنا أبو جعفر محمد بن أبان القلانسي ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة القُدامي حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. قال : بلغ النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم أن رجالاً من كندة يزعمون أنهم منه ، وأنه منهم ، فقال : (( إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان بن حرب إذا قدما المدينة لتأمنا فيأمنا بذلك وإنا لن ننتفي من آبائنا،نحن بنو النضر بن كنانة )) : قال وخطب النبيصلى اللَّه عليهوعلى آله وسلم فقال : (( أنا محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرها ، فأخرجت من بين أبوي ، فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية وخرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي ، فأنا خيركم نفساً ، وخيركم أباً )) وهذا حديث غريب جداً من حديث مالك ، تفرد به القدامي وهو ضعيف ، ولكن سنذكر له شواهد من وجوه أخر ، فمن ذلك قوله : (( خرجت من نكاح لا من سفاح )) قال عبد الرزاق : أخبرنا ابن عيينة عن جعفر بن محمد ، عن أبيه أبي جعفر الباقر في قوله تعالى {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} قال : (( لم يصبه شيء من ولاة الجاهلية )).
قال : وقال رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم (( إني خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح )) ، وهذا مرسل جيد.
وهكذا رواه البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن محمد بن إسحاق الصنعاني عن يحيى بن أبي بكير عن عبد الغفار بن القاسم عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال رسول اللهصلى اللَّه عليهوعلى آله وسلم : (( إن اللَّه أخرجني من النكاح ولم يخرجني من السفاح )) وقد رواه ابن عدي موصولاً فقال :
حدثنا أحمد بن حفص حدثنا محمد بن أبي عمرو العدنى المكي حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال : أشهد على أبي حدثني عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم قال : (( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء )) هذا غريب من هذا الوجه ولا يكاد يصح ، وقال هُشيم حدثنا المديني عن أبي الحويرث عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى اللَّه عليهوعلى آله وسلم : (( ما ولدني من نكاح أهل الجاهلية شيء ، ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام )) وهذا أيضاً غريب أورده الحافظ ابن عساكر ثم أسنده من حديث أبي هريرة وفي إسناده ضعف والله أعلم.
وقال محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله بن مسلم عن عمه الزُّهري عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول اللهصلى اللَّه عليهوعلى آله وسلم : (( ولدت من نكاح غير سفاح )) ثم أورد ابن عساكر من حديث أبي عاصم عن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى : {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} قال من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبياً ، ورواه عن عطاء ، وقال محمد بن سعد أخبرنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال : كتبت للنبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم خمس مائة أم فما وجدت فيهن سفاحاً ولا شيئاً مما كان من أمر الجاهلية.
وثبت في صحيح البخاري من حديث عمرو بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم : (( بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه )).
وفي صحيح مسلم من حديث الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم قال : (( إن اللَّه اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم )) وقال الإمام أحمد حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن يزيد ابن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن أبي وداعة قال قال العباس : بلغه صلى اللَّه عليهوعلى آله وسلمبعض ما يقول الناس (( فصعد المنبر فقال : من أنا ؟ )) قالوا : أنت رسول الله قال : (( أنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب ، إن اللَّه خلق الخلق فجعلني في خير خلقه ، وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة ، وخلق القبائل فجعلني في خير قبِيلة ، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً فأنا خيركم بيتاً ونفساً )) صلوات الله وسلامه عليه دائماً أبداً الى يوم الدين.
وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت : يا رسول الله إن قريشاً إذا التقوا لقي بعضهم بعضاً بالبشاشة ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها،فغضب رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم عند ذلك غضباً شديداً ثم قال : (( والذي نفس محمد بِيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم للَّه ولرسوله )) فقلت : يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض،فقال رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم : (( إن اللَّه يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم، ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبِيلة ، ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً )) ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن فضيل عن يزيد ابن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن ربيعة ابن الحارث قال : بلغ النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم فذكره بنحو ما تقدم ولم يذكر العباس.
وقال يعقوب بن سفيان : حدثني يحيى بن عبد الحميد حدثني قيس بن عبد الله عن الأعمش عن عباية ابن ربعي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم : (( إن اللَّه قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهِما قسماً ، فذلك قوله : {وأَصْحَابُ اليَمِينِ} {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ} ، فأنا من أصحاب اليميِن وأنا خير أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً ، فذلك قوله : {وأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ} {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} ، فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبِيلة فذلك قوله : {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ، وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على اللَّه ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً وذلك قوله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} ، (( فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب )).







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 01:44 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

وهذا الحديث فيه غرابة ونكارة ، وروى الحاكم والبيهقي من حديث محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال : إنا لقعود بفناء النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم إذ مرت به امرأة ، فقال بعض القوم هذه ابنة رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم قال أبو سفيان : مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن.
فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم : فجاء رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال : (( ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن اللَّه خلق السماوات سبعاً فاختار العلياء منها فأسكنها من شاء من خلقه،ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضر ، واختار من مضر قريشاً ، واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم فأنا خيار من خيار ، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم )) هذا أيضاً حديث غريب.
وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم قال : (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر )) وروى الحاكم والبيهقي أيضاً من حديث موسى بن عبيدة : حدثنا عمرو بن عبد الله بن نوفل عن الزُّهْري عن أبي أسامة أو أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم : (( قال لي جبريل قَلَبْتُ الأرض من مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد ، وقلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم )) قال الحافظ البيهقي وهذه الأحاديث وإن كان في رواتها من لا يحتج به فبعضها يؤكد بعضاً ومعنى جميعها يرجع إلى حديث واثلة بنالأسقع والله أعلم )). ا*كلام ابن كثير رحمه الله.
(6) القاضي عياض ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى )( 1/ 81 ).
(7) القاضي عياض ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى )( 1/70 ).
(8) البخاري ( كتاب المناقب )( باب صفة النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم حديث رقم 3549 ) ومسلم ( كتاب الفضائل )( باب صفة النبي وأنه كان أحسن الناس وجهاً ).
(9) البخاري ( كتاب المناقب )( باب صفة النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم حديث رقم 3552 ).
(10) سورة الأحزاب الآية : ( 40).
(11) سنن الدارمي (باب صفة النبي في الكتب قبل مبعثه ) ( 1/ 10 ) تخريج محمد عبد العزيز الخالدي.
(12) سورة الإسراء الآية 106).
(13) مسلم ( كتاب صلاة المسافرين وقصرها ) ( باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه،رقم 803 ) وأبو داود ( كتاب الوتر) ( باب في ثواب قراءة القرآن،رقم 1456) وأحمد ( حديث عقبة بن عامر الجهني ، رقم 17079).
(14) سورة يونس الآية : ( 58).
(15) سورة الإسراء الآية : ( 82 ).
(16) الخطيب البغدادي ( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع )( باب ذكر ما ينبغي للراوي والسامع أن يتميزا به من الأخلاق الشريفة )( فصل : ذكر ما يجب تقديم حفظه على الحديث )( ص 27 ) تخريج وتعليق صلاح محمد عويضة.
(17) شيخ الإسلام ابن تيمية ( الفتاوى الكبرى )( 1/ 178) طبعة دار الفكر سنة 1403 *.
(18) البيهقي ( شعب الإيمان )( 2/ الباب السابع عشر في طلب العلم/ رقم 1675 / ص 257 ) .
(19) المصدر السابق : ( رقم 1689، ص 260 ).
(20) البيهقي ( شعب الإيمان ) ( الباب السابع عشر في طلب العلم ، 2، ص 259،رقم 1685 ).
(21) الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي ( سير أعلام النبلاء ) ( 1/ 15) تحقيق حسين الأسد،تخريج شعيب الأرناؤوط. وقال : رجاله ثقات لكنه منقطع.
(22) الذهبي (سير أعلام النبلاء) ( 2/437 ) تحقيق وتخريج شعيب الأرناؤوط، وقال : إسناده حسن.
(23) المقري (تقبيل اليد ) ( حديث رقم 30 ) تحقيق محمود محمد الحداد.
(24) أبو الحسين عبد الباقي بن قانع (معجم الصحابة /3 ، رقم 1022، تحقيق صلاح بن سالم المصراتي ) والمقري (تقبيل اليد ) ( حديث رقم 6 ).
(25) أبو داود (كتاب الأدب )( باب قبلة الرجل )( حديث رقم 5225) والبيهقي ( السنن الكبرى )(جماع أبواب الترغيب فـي النكاح وغير ذلك )(باب ما جاء فـي قبلة الـجسد )(حديث رقم 13762).
(26) الهيثمي (مجمع الزوائد )(كتاب علامات النبوة )(حديث رقم 16061).
(27) الهيثمي ( مجمع الزوائد)( كتاب علامات النبوة ).
(28) ابن سعد ( الطبقات الكبرى )( 6 /320 ).
(29) ابن سعد ( الطبقات الكبرى )( 6/ 396 ).
(30) الذهبي ( معرفة القراء الكبار ) (1/ ترجمة 72 ) تحقيق بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط.
(31) الخطيب البغدادي ( تاريخ بغداد )( 13/ 103) دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا.
(32) البخاري (كتاب مناقب الأنصار )( باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه ، حديث رقم 3804 ).
(33) البخاري (كتاب فضائل أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم )( باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما ، حديث رقم 3746 ).
(34) البخاري (كتاب فضائل أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم )( باب مناقب بلال،حديث رقم 3754 ).
(35) الزمخشري ( أطواق الذهب في المواعظ والخطب )( ص 80 ) تحقيق وتعليق أسماء أبوبكر.
(36) سورة البقرة الآ ية 238).
(37) أبو عبيد العمروني ( ضبـح العـاديات).









رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 05:21 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


الاشتر غير متواجد حالياً


افتراضي

مجهود جبارررررررر
سلمت يمناك







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 07:17 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي

هذه هى مجد الغد

قوة ومواضيع ممتازه وانفراد فى كل شى ليس فقط التاريخ

بل الادب والشعر والدين وحتى اللغات







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 08:43 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاشتر مشاهدة المشاركة
مجهود جبارررررررر
سلمت يمناك





اسعدك الله وجبرالله خاطرك






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصائد صدام زهرة البنفسج رحيق الحوار العام 2 03-04-2010 09:41 PM
قصائد بصوت فاروق جويدة نسمة الهجير المنتديات الأدبية :الشعر العربى ، من بوح قلمى 5 06-11-2009 11:18 PM
..؛؛~قصائد~؛؛.. نردينيا المنتديات الأدبية :الشعر العربى ، من بوح قلمى 2 28-11-2008 12:49 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة