مدى شيوع الكتابة العربية
إبَّان ظهور الإسلام من الذائع , والمسلم به : أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من عمل على إذاعة ونشر الكتابة , وتعلمها وتعليمها ، بطريقة عامة ورسمية , كما سنبين ذلك 00 بإذن الله 0
ولكن قبل تدوين القرآن الكريم , وأيام تدوينه : ماذا كان حال الكتابة ؟
هذا ما سوف نتعرض له فى هذا التمهيد 00 بتوفيق الله تعالى 0
ولذا , فالكلام هنا , كلام عن شئ محلى 0
ويمكن أن توصف الجهود التى بذلت لتعميم الكتابة فى هذه الفترة : بأنها جهود فردية , وإن كان يطبعها أحيانا الطابع الجماعى , كما سنرى 0
وهذه الفترة فى تاريخ الكتابة العربية : هى التى تناولها كثير من الباحثين (1) بالدراسة والنقد والتحليل 0
وخرجوا من ذلك كله , بأنها : مع كثرة التناول هذه ما زالت غامضة (2) , وذلك راجع إلى أن تاريخ العرب فى جاهليتهم لم يقيد كتابة 0
وكل ما سجل عن تاريخهم : إنما هو اقتباس من نتف يسيرة ترد فى أشعارهم أو تصديق لروايات , قد تكون محرفة ؛ لأنها لا تحمل أدلة جازمة نصدقها معها 0 (3)
ولابد لنا : من التعرض لهذه الفترة , وإلقاء بعض الضوء عليها
إذ أن فى معرفة تاريخ الكتابة فى هذه الفترة : معرفة لتاريخ الكلمات التى كتب بها القرآن الكريم 0
وليس بغريب , ولا بكثير على القرآن الكريم : أن تدرس هذه الفترة من تاريخ الكتابة التى تمهد للقرب من ساحته الشريفه 0
وفى هذا البحث : نقدم طرفا من تاريخ الكتابة والكتَّاب قبل الإسلام ؛ بما يوضح لنا درجة شيوع الكتابة قبل نزول القرآن , ودرجة إجادة هذا الفن , قبل أن نتكلم عن تدوين القرآن الكريم 0
وفى التقديم لهذا المبحث : ما يوضح لنا تمكن الصحابة من فن الكتابة تمكنا يحميهم من الخطأ , وينفى عنهم الجهل بقواعد الكتابة (4)
وبياننا لذلك على الوجه التالى : -
* الكتابات العامة :
كان العرب يكتبون كثيرا فى شئون حياتهم , وألوانا متعددة من الموضوعات التى يفرضها عليهم نشاطهم : العملى , أو العلمى , أو الوجدانى 0
و من ذلك :
أ- المواثيق والعهود :
وهى التى كانوا يرتبطون بها فيما بينهم , أفرادا وجماعات ؛ لكى تحميهم من الحروب التى كانت تنشأ غالبا بين هؤلاء القوم لأتفه الأسباب ,
فقد كانوا يدعون من يكتب لهم , ذكر الحلف والهدنة ؛ تعظيما للأمر , وتبعيدا فى النسيان 0 (5)
ومن أشهر هذه العهود , والمواثيق : " صحيفة قريش " التى تعاقدوا فيها على بنى هاشم , وبنى المطلب , وكتبوا ذلك فى صحيفة , ثم تعاهدوا وتوافقوا على ذلك , ثم علقوا الصحيفة فى جوف الكعبة ؛ توكيدا على أنفسهم (6) 0
ب - الصكوك :
وهى : هذه الرقع التى كان عرب الجاهلية يكتبون فيها حساب تجارتهم , وحقوقهم لدى غيرهم 0
ولأن كثيرا من القوم – آنذاك – كانوا تجارا : فقد كان طبيعيا أن يكثر عندهم هذا الضرب من الكتابة ؛ يحفظون به حقوقهم من أن تضيع 0
جـ - مكاتبة الرقيق :
ونظامها : أن يتفق العبد وسيده على مبلغ من المال , يقوم العبد بدفعه لسيده ؛ لكى يصبح حرا عتيقا 0
وكان هذا النوع من المكاتبة , يتم تسجيله كتابة فى كثير من الاحوال 0
ويكون بالنص الآتى : -
" كاتب فلان مملوكه (مملوكته) الذى بيده وملكه , المقر له بالرق , والعبودية , المدعو فلانا , الفلانى الجنسية , المسلم 0
لما علم فيه : من الخير , والديانة , والعفة , والامانة 0
و لقوله تعالى ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ) 0
وذلك : على مال , جملته كذا وكذا , يدفعه منجما , فى سلخ كل شهر , كذا , وكذا , وأبرأه منه 00
وقد أذن له سيده : فى التكسب , والبيع والشراء 0
فمتى أوفى ذلك : كان حرا من أحرار المسلمين , له مالهم , وعليه ما عليهم , لا سبيل لأحد عليه , إلا سبيل الولاء الشرعى 0
ومتى عجز ولو على الدرهم الفرد : كان باقيا على حكم العبودية (7)0
فإن وفَّى العبد ( أو الجارية ) مال الكتابة 0 0
كتب ما مثاله :
" أقر فلان بأنه : قبض , وتسلم من مملوكه فلان , المسمى باطنه , جميع المبلغ المعين 00 وهو كذا وكذا , على حكم التنجيم وصار ذلك بيده , وقبضته , وصورته 0
فبحكم ذلك : صار فلان حرا من أحرار المسلمين , على ما تقدم 0
ويؤرخ " (8) 0
وقد روى :
أن أبا أيوب الأنصارى : ندم على مكاتبة مولاه " أفلح " فأرسل إليه , فقال : إنى أحب أن ترد إلى الكتاب , وأن ترجع كما كنت 0
فقال " لأفلح " ولده , وأهله : أترجع رقيقا , وقد أعتقك الله 00 ؟
فقال " أفلح " : والله لا يسألنى شيئا إلا أعطيته إياه 0 0!!
ثم جاء بمكاتبته : فكسرها (9)0
د – النقش على الخواتم : (10)
وكان هذا النوع منتشرا بينهم , يختمون به رسائلهم وكتبهم 0
وهذا يستلزم أن يكون لذلك كتبة متخصصون , يجيدون النقش عليها 0
هـ - المعلقات :
وأمرها أشهر من أن يحتاج إلى بيان 0
و – الرسائل :
وهى هذه المكاتبات : التى كانوا يسجلون فيها أخبارهم ، ويحملونها عظيم أمورهم , ويضمنونها ما تتطلبه حوائجهم وشئون حياتهم 0
ومن هذه الرسائل :
1) ما بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والرؤساء (11) قبل الفتح , وبعد الحديبية 0
وقد أسلم سائر الملوك الذين أرسل إليهم , وقومهم معهم - بسبب هذه الرسائل – عدا قيصر , والمقوقس , وهوذه , وكسرى , والحارث بن أبى شمر , والنجاشى " وهو غير الذى هاجر إليه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم " 0
ومما يروى : أن كسرى كان أقبح القوم ردا ؛ حيث مزَّق كتاب النبى صلى الله عليه وسلم , الذى أرسله إليه , فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمزق الله تعالى ملكه أولا , ثم ملك الفرس جملة (12) 0
2) ما بعثه صلى الله عليه وسلم مع رسله الكثيرة , إلى قبائل العرب (13)0
3) ويمكن أن نعد منها – تجاوزا – كتبه عليه الصلاة والسلام إلى أهل الإسلام فى الشرائع :
فمن ذلك (14) :
أ- كتابه في الصدقات الذى كان عند أبى بكر 0
ب – كتابه إلى أهل اليمن , وهو كتاب عظيم , فيه أنواع كثيرة من الفقه فى الزكاة , والأحكام 00 إلخ 0
جـ- وكتابه إلى بنى زهير 0
د- وكتابه الذى كان عند عمر بن الخطاب فى نصب الزكاة 0
وغيرها 0
4) ومن هذه الرسائل :
ما كان يكتبه النازحون المسافرون , إلى أهليهم , بما يعرض لهم من أمور 0
فهذه أم سلمة – كما يذكر ابن سعد – أنها لما قدمت المدينة ، قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم , أخبرتهم أنها بنت أبى أمية بن المغيرة , فكذبوها , وقالوا : ما أكذب الغرائب , حتى سافر ناس منهم للحج , فقالوا لها : أتكتبين إلى أهلك ؟
فكتبت معهم , فرجعوا إلى المدينة بعد ذلك وقد صدقوها (15) 0
ومما يحلو ذكره هنا : أنهم كانوا يبدؤن كتبهم هذه بـ " باسمك اللهم " وكان النبى صلى الله عليه وسلم يكتب بها كذلك 0
حتى نزلت سورة " هود " وفيها ( باسم الله مجراها ومرساها ) (16), أمر النبى , صلى الله عيه وسلم أن يكتب فى صدر كتبه " باسم الله "
وظل الأمر كذلك حتى نزلت سورة " بنى اسرائيل " وفيها ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) (17) : فأمر عليه السلام أن يكتب "باسم الله الرحمن " 0
وظل الأمر كذلك 0
حتى نزلت سورة النمل وفيها ( إنه من سليمان وإنه باسم الله الرحمن الرحيم ) (18) : فأمر عليه السلام , أن يكتب " بسم الله الرحمن الرحيم "0 وصارت سنة في صدر الكتب : إلى يومنا هذا (19)0
* المعلمون من العرب :
كان يوجد فى الجاهلية , وإبَّان ظهور الإسلام , من تعلم الكتابة وحذقها , وأتقنها إتقانا جعله يصير به معلما لغيره 0
ومن هؤلاء : -
1- عمرو بن زرارة 0
2- غيلان بن سلمة بن معتب , وهو جاهلى أسلم يوم الطائف , والطائف هى التى أخرجت هذين المعلمين :
3- يوسف بن الحكم الثقفى 0
4- الحجاج بن يوسف الثقفى 0
وقد كانا معلمين ببلدهما الطائف 0
وشهرة الطائف - وقبيلة ثقيف بها خاصة – بالكتابة وإتقانها , منذ الجاهلية : هى التى دعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى أن يجعل كتبة المصحف خلال الجمع , من قريش وثقيف , ودعت عثمان رضى الله عنه , أيضا أن يقول خلال الجمع الأخير : اجعلوا المملى من هذيل والكاتب من ثقيف (20) 0
5) عبادة بن الصامت 0
روى القرطبى أنه قال : " علمت ناسا من أهل الصُّفَّة القرآن والكتابة , فأهدى إلىَّ رجل منهم قوسا , فقلت : ليس بمال و أرمى بها فى سبيل الله (21) , فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن سرك أن تُطَوَّق بها طوقا من نار فأقبلها " (22)0
6) الشفاء بنت عبد الله العدوية 0
وكانت فى رهط عمر بن الخطاب , وقد كانت كاتبة فى الجاهلية 0
علَّمَت حفصة بنت عمر , زوج النبى صلى الله عليه وسلم , الكتابة بأمره عليه السلام , وقال لها – أيضا – كما ورد فى الإصابة والإستيعاب : " علمى حفصة : رقية النمل , كما علمتيها الكتابة (23) 0
ولمعرفة حفصة للكتابة – الى جانب بنوتها لعمر , وزوجيتها للرسول صلى الله عليه وسلم – أُوْدِعَتْ عندها الصحف التى جمع فيها القرآن فى عهد أبى بكر , بعد وفاة الخليفة الثالث رضى الله عنه 0
ولم تكن هى وحدها – بين زوجات النبى صلى الله عليه وسلم - التى تجيد القراءة والكتابة , بل كان هناك أيضا : أم سلمة رضى الله عنها (15)0
7) أم الدرداء 0
روى أنها كتبت على لوح عبارات فى الحكمة ؛ ليقلدها تلميذ كانت تعلمه الكتابة والقراءة (24) 0
وهذه أمثلة – وليست حصرا – للمعلمين المنفردين 0
وقد كان هناك للتعليم طريقة أكثر أثرا من ذلك فى نشر الكتابة والقراءة : وهى المدارس التى يعلمون ويتعلمون فيها جماعات 0
من ذلك :
ما رواه الطبرى من أن خالد بن الوليد , حين نزل الأنبار رآهم يكتبون العربية , ويتعلمونها (25) 0
ويذكر البلاذرى – أيضا – نقلا عن الواقدى : أنه كان بعض اليهود قد علم كتاب العربية , وكان يعلم الصبيان بالمدينة فى الزمن الأول (26) 0
ويذكر الدكتور أحمد شلبى – كذلك – أن أم سلمة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم أرسلت مرة إلى معلم كتاب , تطلب منه أن يرسل لها بعض تلاميذ كتابه , ليساعدوها فى نَدْف الصوف وغزله (24) 0
* معرفة بعض العرب للغات الأجنبية :
وذلك أن بعضهم كان بجانب معرفته بالكتابة العربية , يجيد بعض اللغات الأخرى 0
وأمثلة ذلك :
1- عدى بن زيد العبادى 0
تعلم فى الكتاب , الخط العربى ثم الخط الفارسى ؛ فصار أفصح الناس وأكتبهم بالعربية والفارسية (27) 0
2- ورقة بن نوفل 0
كان يكتب الكتاب العبرانى , فيكتب بالعبرانية فى الإنجيل ما شاء أن يكتب (28) 0
وهذا يستلزم بالضرورة : إجادته للكتابة بالخط العربى 0
3- زيد بن ثابت :
قال – رضى الله عنه – " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحسن السريانية ؟ قلت لا , قال صلى الله عليه وسلم : فتعلمها قال – زيد – فتعلمتها فى تسعة عشر يوما "(29) 0
وهكذا : كان يكتب له صلى الله عليه وسلم ويقرأ , ما يأتيه من رسائل بهذه اللغة الأجنبية 0
كما كان يقوم بأعمال : الترجمة التحريرية والفورية , للنبى صلى الله عليه وسلم ، فى الفارسية , والرومية , و القبطية , والحبشية كذلك (30)
وكانت هذه : مقدمات , تحتاجها عالمية الدعوة , بعد ذلك 0
وقد رأينا – فيما بعد – أن الرسول صلى الله عليه وسلم , كانت له سكرتارية فيها ست لغات 0
إذ كانوا يعرفون : العربية , والعبرية ، والرومية , و الفارسية , والقبطية , و الحبشية (31) 0
ويقول الدكتور عبد العزيز كامل : وبالضرورة 00 كانت هذه السكرتارية تكتب وتقرأ بهذه اللغات ، بجانب كتابتها وقراءتها للعربية 0
* كتابه عليه الصلاة والسلام :
كان للرسول صلى الله عليه وسلم كتبة متخصصون فى الكتابة له عليه السلام 0
بل كان له كذلك منهم : متخصصون فى أنواع معينة من الكتابات ، كما سنرى على الوجه التالى :-
أولا – كتّابه عليه الصلاة والسلام على وجه العموم :
تذكر المراجع العلمية (32) أنه كان للرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب : -
1- أبو بكر رضى الله عنه 22- سعيد بن العاص
2- أبى بن كعب 23- سعيد بن سعيد بن العاص
3- أبو أيوب الأنصارى 24- السجل (33)
4- أبو سلمة المخزومى 25- سعد بن أبى وقاص
5- أبو سفيان بن حرب 26- شرحبيل بن حسنة
6- أبان بن أبى سفيان 27- طلحة بن عبيد الله
7- الأرقم بن أبى الأرقم 28- عمر بن الخطاب
8- أبو رافع القبطى 29- عثمان بن عفان
9- بريدة بن الحصيب 30- على بن أبى طالب
10- ثابت بن قيس 31- عبد الله بن رواحة
11- جهيم بن الصلت 32- عبد الله بن عبيد الله بن أبى بن سلول
12- حنظلة بن الربيع 33- عبد الله بن سعد بن أبى السرح 13- حويطب بن عبد العزى 34- عبد الله بن زيد
14- الحصين بن نمير النميرى 35- عبد الله بن عبد رب الأسد 15- حذيفة بن اليمان 36- عامر بن فهيرة
16- حاطب بن عمرو 37- عمرو بن العاص
17- خالد بن الوليد 38- العلاء بن الحضرمى
18- خالد بن سعيد بن العاص 39- العلاء بن عقبة
19- خالد بن زيد 40- عبد الله بن الأرقم
20- زيد بن ثابت 41- معاوية بن أبى سفيان
21- الزبير بن العوام 42- معيقيب بن أبى فاطمة
43- المغيرة بن شعبة 44- معاذ بن جبل
45- محمد بن مسلمة 46- يزيد بن أبى سفيان 0
ثانيا - الكتَّاب المتخصصون :
وقد حظى هذا البحث بأن عثر – بفضل الله تعالى - على ما يفيد : تقدم فن الكتابة فيما قبل الإسلام وإبَّان ظهوره ؛ إذ وصل الأمر ببعض الناس من الإجادة درجة أهلته للتخصص والاشتهار بنوع من أنواعها 0
حيث نجد من كتاب رسول الله من تخصص منهم للكتابة بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم فيما يلى :-
1- فى كتابة المعاملات والمدانيات وسائر العقود : -
أ- عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث الزهرى 0
ب- العلاء بن عقبة 0
وكانا يكتبان كذلك : فى هذه الامور بين الناس (30)0
2- كتابة مغانم رسول الله صلى الله عليه وسلم (30)
معيقيب بن أبى فاطمة الدوسى 0
3- الكتابة فيما يعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حوائجه وأموره : (30)
أ- المغيرة بن شعبة 0
ب- الحصين بن نمير 0
جـ - سعيد بن العاص 0
4- كتابة أموال الصدقات : (34)
أ- الزبير بن العوام 0
ب- جهيم بن الصلت 0
5- الكتابة فى خَرْص النخل : (35)
حذيفة بن اليمان 0
6- كتابة العهود والمصالحات (36)
على بن أبى طالب 0
7- ومن كتاب الرسائل له عليه الصلاة والسلام (37)
أ – زيد بن ثابت 0
ب – عبد الله بن الأرقم الزهرى0
جـ - أبى بن كعب 0
8- وممن كان يقوم بدلا عن كل واحد ممن هؤلاء :
حنظلة بن الربيع بن صيفى الأسيدى 0
ومعنى ذلك :
أنه كان إذا غاب أحد ممن تقدم ذكرهم من الكتاب ؛ قام حنظلة هذا بكتابة ما ينفرد به هذا الغائب 0
أى أنه كان يشغل ما يشبه وظيفة " نائب الكتاب " 0
ولذا كان يسمى : حنظلة الكاتب (30)
9- وممن كان يكتب إلى الملوك والرؤساء الأجانب , باللغات الأجنبية ، بجانب قيامه باعمال الترجمة : التحريرية , والفورية له عليه الصلاة والسلام (30) - كما سبقت الاشارة إلى ذلك :
زيد بن ثابت 0
10- وممن كان يكتب الوحى :
لقد كتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم – وكانوا يحرصون على ذلك أشد الحرص – كل من تقدم ذكرهم ، وغير من تقدم0
وتشير المراجع إلى أن : أول من كتب له عليه السلام فى ذلك بمكة من قريش (38) :
عبد الله بن سعد بن أبى سرح 0
وأول من 0
كتب له حين قدم المدينة :
زيد بن ثابت (38)
وأبى بن كعب (39)
وألزمهم
له فى هذا الشأن وأخصهم به : (14)
زيد بن ثابت
ومعاوية بن أبى سفيان
وملاحظاتنا على هذا التعداد الذى تحاوله المراجع :
1- انه ليس تعدادا على وجه الحصر والقطع بعدد معين , كما صرح بذلك بعض الباحثين (40) 0
ذلك : أنه لم يقم على ما نعرف من وسائل الإحصاء وسبل الحصر العلمية , التى تكشفت عنها علوم هذا العصر 0
وأيضا فإنه لم يذكر إلا من ثبت على كتابته , واتصلت أيامه فيها , وطالت مدته وصحت الرواية على ذلك من أمره , دون من كتب الكتاب والكتابين والثلاثة ؛ إذ كان يستحق بذلك أن يسمى كاتبا , ويصاف الى جملة كتابه " (30)
ولذا فهناك غير هؤلاء كثيرون :
2- أنه إذا كان هذا هو الحال فى المسلمين , وهم بالنسبة الى جميع العرب – وقتها – لا يمثلون الغالبية 00!!
فما بالنا بأعداد الكتاب فى غير هؤلاء المسلمين 00 ؟ !! لابد وأنهم على هذا : كانوا أعدادا كثيرة , وكانوا كذلك مجيدين لأنواع الكتابات المختلفة 0
مما يؤكد لنا : أن الذين كتبوا القرآن الكريم 00 لم يكن يعتور كتابتهم الخطأ , أو يشوب معرفتهم بها أى نقص , أو خلل , كما يدعى بعض الباحثين (4) 0
==================
المصادر والحواشى:
(1) انظر : العرب قبل الإسلام ص 33
(2) وليس الخط العربى وحده , هو ما يحيطه الغموض فى نواحى: أصله , مصدره , كيفية نشوئه : انظر : تطور الكتابة العربية ص 14"
(3) انظر : العرب قبل الإسلام ص 16 , تاريخ القرآن د 0 عبد الصبور شاهين ص 61
(4) انظر: رسم المصحف بين المؤيدين والمعارضين ، للمؤلف ص 44 وما بعدها 0
(5) الحيوان للجاحظ1/69 ,نسيم الرياض شرح شفاء القاضى عياض 3/236
(6) سيرة ابن هشام 1/375
(7) نهاية الأرب 9/113
(8) انظر : المبسوط للسرخسى 5/108 -132
(9) الطبقات لابن سعد 5/62
(10) انظر : التنبيه والإشراف ص 293-294
(11) انظر ذلك بتوسع فى الرسائل النبوية للدكتور على يوسف السبكى "رسالة ماجستير " 0
(12) انظر : جوامع السيرة لابن حزم ص 29 -31 – زاد المعاد 1/30
(13) طبقات ابن سعد 1/15 , 2/38
(14) زاد المعاد فى هدى خير العباد 1/29 , 30
(15) الطبقات 8/65
(16) هود : 41
(17) الإسراء : 110
(18) النمل : 30
(19) أدب الكتاب ص31 ,الاقتضاب ص103 ,التنبيه والاشراف ص 259
(20) تاريخ القرآن للزنجانى ص 42
(21) تعليل لقبوله لها 0
(22) التذكار للقرطبى ص 105 , وانظر مسند ابن حنبل 5/315 -316
(23) انظر : مسند ابن حنبل 7/372 , تاريخ الخط العربى ص 60
(24) انظر : تاريخ التربية الاسلامية ص 49
(25) تاريخ الطبرى 4/20
(26) فتوح البلدان – مصر – ص 479
(27) الأغانى 2/101
(28) الأغانى 3/120
(29) مسند ابن حنبل 5/182 , المصاحف ص 3
(30) التنبيه والاشراف ص 283 وما بعدها
(31) الاهرام (عدد 31164 الصادر في 7/4/1972م)
(32) انظر : فتح البارى 9/18 , الاستيعاب ( بهامش الاصابة ) 1/50, عيون الاثر 2/315 – 316, زاد المعاد 1/29 , جوامع السيرة ص 26 , التنبيه والاشراف ص 282-284 , جمع القرآن ص 23, 24
(33) اسمه هكذا فقط فى عيون الأثر 2/316
(34) التنبيه والاشراف ص 282 , والكواكب الدرية ص 18
(35)التنبيه والإشراف ص 282 , والكواكب الدرية ص 18، سنن أبى داود 3/264
(36) الاستيعاب 1/51 , شرح الشفاء 3/236
(37) الاستيعاب 1/51 , التنبيه والإشراف ص 283
(38) الاستيعاب 1/51
(39) فتح البارى 9/18
(40) انظر : جمع القرآن ص 23