منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-2009, 11:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي وسائل الغزو الثقافي

وسائل الغزو الثقافي
يحرص الغزاة على تحقيق أهدافهم بوسائل عديدة منها :
1) التبشير
2) الإستشراق
3) التغريب
4) إحياء الدعوات الهادمة والنزعات الجاهلية وإحيائها.

التبشير
أولا :
وهو أحد صور الغزو الثقافي الذي يستهدف التأثير على عقول وقلوب المسلمين وفقاً لما يهدف إليه أعداء الإسلام لزعزعة عقيدةِ المسلمين وتشكيكهم فيها.
ويستهدف التبشير لتحقيق أمرين :-
1- إنشاء جيل من المسلمين يحمل أفكار الغربيين وثقافتهم حتى يسهل الإتصال بهم والتفاهم معهم وبالتالي السيطرة على بلاد المسلمين واستعمارها.
2- أن تخلوا الأجيال من الدين ومن الثقافةِ الإسلامية والحميَّة الدينية ويقول في هذا الشأن اللورد بلفور صاحب الوعد المشؤوم ( إن المبشرين في نظر الإستعمار هم عيونه التي تقوم بإطلاع الدول الغربية بالنواحي التي تهتم بمعرفتها عن عقائد المسلمين وآدابهم والثقافات التي يتأثرونَ بها ) أنور الجندي (الإسلام والدعوات الهادمة ص250).
وأما وسائل التبشير في التطبيب والتمريض والتعليم والبعثات والمنح والقروض والجمعيات والأندية والمكتبات المتنقلة والمخيمات والمؤتمرات الطلابية والصحافة والمجلات المأجورة.
إن التعليم والثقافةِ الأوروبية كانت ولا تزال هي أخطر المواد التي استخدمت في ايجاد الحامض المذيب لمناعة الشخصية المسلمة، ويؤكد ذلك المؤرخ توينبي فيقول (ما كان لاوروبا أن تصل إلى معشار هذه النتائج لو ظلت ألف سنة تحمل السلاح وتقذف الجيوش وتنتصر في الحرب)كتاب سعيد (الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام ص30).
وقد أدرك المبشرون عقدةَ الشهادات في البلاد الإسلامية فوجهوا توصيتهم للجامعات الغربية بشراء من يستطيعون شراءه من ابناء المسلمين بالشهادات.
وقد جاء في كتاب Eastern problem . London صـ 149 طبعة 1957 (لا شك أن المبشرين فيما يتعلق بتخريب وتشويه عقيدةِ المسلمين قد فشلوا تماماً. ولكن هذه الغاية يمكن الوصول إليها من خلال الجامعات الغربية، فيجب أن تختار طلبة من ذوي الطبائع الضعيفة والشخصيات الممزقة والسلوك المنحل من الشرق ولا سيما من البلاد الإسلامية وتمنحهم المنح الدراسية حتى تبيع لهم الشهادات بأي سعر ليكونوا المبشرين المجهولين لنا ، لتأسيس السلوك الإجتماعي والسياسي الذي نصبْوا إليه في البلاد الإسلامية، إن اعتقادي لقوي بأن الجامعات الغربية يجب أن تستغل إستغلاً تاماً جنونَ الشرقيين للدرجات العلمية والشهادات، واستعمال أمثال هؤلاء الطلبة كمبشرين ووعاظ ومدرسين لأهدافنا ومآربنا بإسم تهذيب المسلمين والإسلام) .

ثانياً :
الإستشراق

إن الإستشراق ليس علماً بأي مقياس علمي وانما هو عبارة عن ايديولوجية خاصه يراد من خلالها ترويج تصورات معينة عن الاسلام بصرف النظر عما اذا كانت هذه التصورات قائمة على حقائق أو مرتكزة على أوهام وافتراضات ، فالدارس لأعمال المستشرقين لا يحتاج إلى بذل جهد كبير ليرى تعمدهم تزيـيف الحقائق أو اللجوء الى منطقٍ فاسد للوصول الى نتائج تهدف في النهاية الى رسم صورةٍ مشوهة عقيمة عن الاسلام في نظر القرّاء الغربيين والى زلزلة عقيدة الاسلام وتمييعها في أعين ابنائها من المسلمين .
كتب المرحوم الاستاذ مصطفى السباعي محاضرةًَََ قيمة نشرت بعنوان (الاستشراق والمستشرقون مالهم وما عليهم) وإني اقتبس ما يخدم الموضوع المطروح
فلا يعرف بالضبط من هو اول غربي اعتنى بالدراسات الشرقية ولكن نحاول القول ان الرهبان الذين قصدوا الاندلس إبان العصر الذهبي تعلموا فيها وترجموا الكتب العلمية العربية للغاتهم فقد كانت لغة العلم حين ذاك اللغة العربية ومن اوائل هؤلاء الراهب الفرنسي (جربرت) الذي أُنتخب بابا لروما سنة999م ومنهم الراهب بطرس المحترم سنة 1092-1156ومنهم الراهب (جبراردي كريمون) 1114-1187م
وقد عقد اول مؤتمرللمستشرقين في باريس1873م ثم تتالى عقد المؤتمرات التي تلقى فيها الدراسات عن الشرق وحضارته واديانه ولا تزال تعقد الى اليوم.
لقد بدأ الاستشراق بدراسة اللغة العربية والاسلام وانتهى بعد التوسع الاستعماري الى دراسة ديانات الشرق وعاداته وحضارته وجغرافيته،وإن كانت العناية بالاسلام والآداب العربية هي اهم ما يُعنى به المستشرقون حتى اليوم نظراًََ للدوافع الدينية والسياسية التي شجعت على الدراسات الشرقية
وأما دوافع الاستشراق فإننا نستطيع أن نلمس هذه الدوافع من اعمالهم وما حققوه من اهداف ومن النظر الى صلة الاستشراق بالتبشير بالمسيحية والى صلته بالاستعمار فيمكن لنا ان نلخص هذه الدوافع:-
1- الدافع الديني : اذ أن أغلب المستشرقين هم من رجال الكهنوت ويريد هؤلاء الطعن في الاسلام ليشوّهوا محاسنه ويحرفوا حقائقه لصرف انظار الغربين عن نقد ما عندهم من عقيدة بعد ان رأو الحضارة الجديدة قد زعزعت اسس العقيدة عند الغربين بل تشككهم بكل التعاليم التي يتلقونها من رجال الدين عندهم .
2- الدافع الاستعماري: فلم ييأس الصليبيون بعد هزيمتهم في الحروب الصليبية من العودة لاحتلال بلاد المسلمين ، فاتجهوا الى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها ليتعرفوا على مواطن القوة فيضعفوها ، ولما تم لهم ذلك وهدمت الخلافة كان من دوافع تشجيع ودعم الاستشراق اضعاف قوة المسلمين المعنوية وغرس الشك في نفوسهم والغرض من ذلك ان يُفقدوا المسلمين ثقتهم بأنفسهم ودينهم ويرتموا في أحضان الكافر يقلدونه في كل امر واخضاع المسلمين اخضاعاً كاملاً واحلال مفاهيم جديدة او احياء مفاهيم جاهلية ماتت منذ تمكن الاسلام في قلوب المسلمين كالقوميات العربية والفارسيه والتركية ونحوها.
3- الدافع لاقتصادي: فقد حرَّض المستشرقون كثيراً من الحكومات على غزو بلاد المسلمين غزواًً اقتصادياً للإستيلاء على ثروة المسلمين واستغلال الموارد الطبيعية واماتة الصناعات عند المسلمين لتكون بلادهم سوقاً استهلاكيه لمصانع الغرب.
4- الدافع السياسي: فقبل الاستعمار وبعد تحرر البلاد الاسلاميه منه رأت الدوائر الاستعمارية ان حاجتها السياسية تقضي بأن يكون لها اتصال مباشر مع صنّاع القرار من رجال الفكر والسياسه والصحافة للتعرف على افكارهم وابقائهم ضمن دائرة عملهم حتى يبثوا عبرهم كل فكرة تعمل على الكيد والفتّ في عضد المسلمين وحتى يبقى القرار السياسي خاضع لقرارهم.
5- الدافع العلمي: و هم القلة النادرة منهم الذين أقبلوا على الاستشراق بدافع من حب الاستطلاع على حضارات الامم ولغتها وأديانها وهذا ما دعا بعض المنصفين منهم من أمثال (غومتان لوبون) ليقول (ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب ) ، ومنهم الاديب الفرنسي (اناتول فرانس) يقول (ليت شارل مارتن قطعت يده ولم ينتصر على القائد الاسلامي عبد الرحمن الغافقي ، إن انتصاره عليه أخر المدينة عدة قرون الى الوراء) (معركة تور او بواتيه او بلاط الشهداء)(732م )


أهداف الاستشراق :
من النظر الى دوافع الاستشراق نستطيع ان نحدد او نتعرف الى اهدافه بوجه عام تتلخص بما يحقق مطالب هذه الدوافع ، فان أخطر اهدافهم في الامة الاسلامية تحويل المسلمين عن دينهم وتقطيع اوصال جماعتهم الى وحدات صغرى متقاطعة ومتنافره ومتدابره يقاتل بعضها بعضا حتى يصلوا لجعل الدين نظريات بعيدة عن التطبيق او نصائح يأخذ بها صاحب السلطة او يهملها ودعم هذا المفهوم حتى تتحول هذه السلطة بدون دين الى جبروت ظالم يتقلب بتقلب الاهواء ، فيفقد المجتمع الطمأنينة والاستقرار لتغير القوانين وتقلبها من النقيض الى النقيض تبعاً لشهوات الحاكم.
وقد لجأ المستشرقون الى أعمال جزئية منهجية مترابطه فكان التشكيك هو مدخلهم في كل امر يدرسونه او يعلموه لطلابهم من المسلمين وغيرهم فكان التشكيك بصحة نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنه كان يصرع ولا يعترفون على حد زعمهم بظاهرة الوحي ، ثم التشكيك أو قُل انكار كون القرآن كتاباً منـزلاً وأنه ليس كلام الله بل يدّعون ان هناك نقاط التقاء بين الاسلام والديانتين السابقتين له ، الامر الذي يرجع الى وحدة الرسالات الربانيه في أصولها الصحيحه ويلاحظ ان المستشرقين اليهود امثال (جولد تسيهر) و (شاخت) هم أشد حرصاً على ادعاء استمداد الاسلام من اليهودية وتأثيرها فيه.
وليس هذا فحسب بل يشككون في الحديث وبقيمة الفقه الاسلامي وقدرة اللغة العربية على مسايرة التطور العلمي و أن الادب العربي مجدب وفقير وأن التراث الحضاري الاسلامي منقول عن الحضارة الرومانيه وحاربوا وبشدة الحرف العربي حتى نجحوا في إلغائه في اللغة البوسنية وفي اللغة الافارقية في جنوب افريقيا والامر كذلك في اللغة التركية.
وقد عمدوا بعد ذلك الى اضعاف بل وزعزعة مفهوم الاخوة الاسلامية بين المسلمين في مختلف اقطارهم وذلك عن طريق احياء القوميات التي درست وبعث روح الوطنية واثارة النعرات بين الشعوب الاسلامية واقامة الحواجز بين بلدان المسلمين وأقاليمهم ووضع العَقبات والصعاب للحيلولة دون التقائهم والعمل على تعميق وترسيخ تجزئتهم في دويلات صغرى متعادية متدابره حتى اصبح يسمع في كل قطر ما يعزز هذه الفرقه مثل (مصر للمصريين والاردن للاردنيين والسعودية للسعوديين وهكذا .
وقد وجد عند قلة قليلة من المستشرقين هدف علمي خالص وهؤلاء مع إختلافهم في البحث والدراسة لا يسلمون من الاخطاء البعيدة عن الحق اما لجهلهم بأساليب اللغة العربية أو لجهلهم بالاجواء التي عاشها ويعيشها المسلمون ومن هؤلاء (توماس ارنولد) حين أنصف المسلمين في كتابه (الدعوة الى الاسلام) وبرهن فيه على تسامح المسلمين في جميع العصور مع مخالفيهم في الدين على عكس ما فعله الاوروبيون، ومن هؤلاء من أوصله بحثه الخالص للحق فاعتنق الاسلام وانبرى للدفاع عنه كما فعل المستشرق الفرنسي (دينيه) الذي عاش في الجزائر وقد اعلن اسلامه وتسمى باسم (ناصر الدين دينيه) وله كتاب (أشعه خاصة بنور الاسلام) يبين فيه تحامل قومه على الاسلام ورسوله.
.
.
يتبع بأذن الله







التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2009, 11:18 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

وسائل المستشرقين :
1-تأليف الكتب في موضوعات مختلفه تتناول جوانب متعددة للثقافة الاسلامية يكون الغرض منها تحريف الحقائق تحت مسميات الدقة العلمية والبحث المنهجي والامانه العلمية ، وقد شمل هذا التحريف تفسير الوقائع التاريخية وتعليل احداثها ومن هؤلاء ( ادم متز) في كتابه (الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري) و (غوستاف فون جرونباوم ) استاذ اللغة العربية في جامعة شيكاغو حيث يقول ( إن الدين الجديد ويقصد به التأويلات الاسلامية العصريه سيدخل او يسمح بادخال اسئلة جديدة تتطلب اجوبة مناسبة ، وسيقترح أجوبه جديدة لاسئلة قديمه ، أو يخلع صفة الشرعية على اجوبة كانت في النظام المعدول عنه تعتبر اسئلة هدامة او غير مقبوله) وكذلك كتاب قصة الحضارة لـ (ول ديورانت) (يتساءل ان كان المسيح عليه السلام قد وجد فعلاً ويشكك في نسبه بل وينكر معجزاته...ثم يتناول حياة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الاسلوب الالحادي نفسه ففي الجزء 13 صـ24 يقول ( وكان محمد كما كان كل داع ناجح في دعوته الناطق بلسان اهل زمانه والمعبر عن حاجاتهم وآمالهم).
على ان هذا الاسلوب بشقيّه ؛ هدم العقيدة من ناحية ومحاصرتها من ناحية اخرى هو اصلح تمهيد لاقناع المسلمين بتطوير قيم الاسلام فهذا التطوير لابد لكي يثمر ثمرته المرجوة أن يحدث بأيدي المسلمين انفسهم ، وهم لا يفعلونه الا اذا ضعف يقينهم بالاسلام فاعتقدوا انه يتعارض مع حاجات الحياة من ناحيه ، أو تعودوا إهماله وعدم التقيّد بالتزام قواعده في شؤون الحياة من ناحية اخرى ومنهم القسيس (هارولد سميث) الذي دعا لما يسميه نظرية (ضياكو كالب في فصل الدين عن الدوله) (وضياكو كالب) هذا هو واضع الاسس النظريه للدولة التركية الحديثه ، فهو قد ابتدع لاول مرة في تاريخ المسلمين نظاماً يحول الدولة الاسلامية الى دوله علمانية.
2- إمداد ارساليات التبشير بالخبراء من المستشرقين ودعمها بما تحتاج اليه من جهودهم تحت شعار المساعدات والانشطة الثقافية وبرامج الامم المتحدة بهيئتها (اليونسكو) وعقد المؤتمرات التي تعنى بالثقافة وذلك مثل مؤتمر (التعليم الثانوي في مصر) 1955 واشتركت فيه الجامعه الامريكيه في القاهره وتركيز تدريس (علم الاجتماع) ودراسة مستقبل الثقافة في البلاد العربيه.
3- المحاضرات التي تلقى في الجامعات والمساقات الدراسية التي وضعت بعناية فائقة لتخريج اعداد من (المتعلمين) الذين يستطيعون القراءة بلغات عديدة ولا يملكون القدرة على التفكير بأية لغة ، وذلك بإنشاء اقسام في الجامعات الغربيه التي تعنى بالدراسات الاسلاميه تحت شعار (التربية الاساسية) (والاصلاح الاجتماعي) .
يقول الدكتور (حامد عمار) وهو احد الداعين لتبني الثقافة الغربية وأحد السنتها باللغة العربية في كتابه (محاضرات في نظم التربية) ( وتسعى التربية الاساسية الى محاولة تغيير الافكار والنزعات والاتجاهات،كما تسعى الى تغيير في الاوضاع المادية في الدائرة التي تلتزمها،ويؤمن دعاة التربية الاساسية ان كل عمل او مشروع مادي لا بد ان يسبقه ويصاحبه ويتبعه تغيير في تفكير الناس ، في الاتجاهات الفكرية والنفسية حتى يمكن أن يكون العمل منتجاً انتاجاً كاملاً )ص85 .
ويقول في ص 88(مساهمة الناس بالجهد او بالمال او في الفكرة او في التنفيذ في اي عمل من الاعمال ، ولا شك ان هذا يدعوهم الى الشعور بأن هذا العمل او المشروع جزء منهم وأنهم اصحاب حق فيه ، وهو ما يحفزهم الى رعايته واستغلاله والاهتمام به)
وهذا الاسلوب هو الذي مارسه الجاسوس الانجليزي المشهور (لورنس) حيث يصفه في كتابه (اعمدة الحكمة السبعة) فيقول (أنه كان يعيش بين العرب كأنه واحد منهم ، ولم يزل يمعن في تقليدهم حتى أحّسوا انه واحد منهم ، وعند ذلك وجدوا انفسهم منساقين الى مجاملته وتقليده ، فهو لم يفعل كما يقول شيئاً بنفسه وليس هناك عمل يمكن ان يُنسب صراحة اليه ، الا ان يكون من تأثيره في افكار غيره وتحويلها الى اغراضه ، على ان العرب-كما يقول-كانوا يبدون في كل تصرفاتهم اصراراً يتأثرون بالقدوة الصامتة ايجاباً وسلباً حسبما يحلو لهم)ص29 من النسخة الانجليزيه طبعه اكسفورد.
4-والمحاضرات التي تلقى لا تلقى عادةً الا في مؤتمرات وهذه ايضاً كانت من وسائل المستشرقين لبث سمومهم لانها وسيلة الاتصال القريب المباشر بالمسؤولين، يعجمون عودهم ويدرسونهم عن قرب ويختبرون مدى مناعتهم ومدى استعدادهم للتجاوب مع الاهداف الخفية للسياسات الاستعمارية،كما يختبرون مواطن القوة والضعف عند كل واحد منهم لمعرفة انجح الوسائل للاتصال بهم والتأثير عليهم.
التبشير والاستشراق وعلاقتها بالاستعمار :
ان التبشير والاستشراق بصورة عامة ينبعثان من الكنيسه وفي الدول الاستعمارية يسيران مع الكنيسه ووزارة الخارجية جنباً الى جنب ، فبريطانيا وفرنسا وغيرها لا تزال حريصة على توجيه التبشير والاستشراق وجهتها التقليديه من كونهما اداتان لهدم الاسلام وتشويه سمعة المسلمين ، ففي فرنسا كان (بلاشير) و (ماسينيون) وهما شيخا المستشرقين يعملان في وزارة الخارجية الفرنسيه كخبيرين في شؤون العرب والمسلمين.
وفي بريطانيا رأينا ان الاستشراق والتبشير لهما مكان محترم في جامعات لندن واكسفورد وكمبردج وأدنبره وجلاسكو ، ويشرف عليها يهود وانجليز استعماريون ومبشرون، وهم يحرصون على ان تظل مؤلفات (جولد تيسهر) و (مرجليون) ثم (شاخت) من بعدهما هي المراجع الاصليه لطلاب الاستشراق من الغربيين والراغبين في حمل شهادة الدكتوراه عندهم من العرب والمسلمين.
يقول الدكتور مصطفى السباعي عن لقاءه بأحد المستشرقين وهو البروفسور (اندرسون) رئيس قسم قوانين الاحوال الشخصيه المعمول بها في العالم الاسلامي في معهد الدراسات الشرقيه في جامعة لندن انه متخرج من كلية اللاهوت في جامعة (كمبردج) وكان من أركان حرب الجيش البريطاني في مصر خلال الحرب العالميه الثانيه .
وما زال الكلام للدكتور مصطفى السباعي فيقول (وفي جامعة جلاسكو) في اسكتلندا كان رئيس الدراسات العربية فيها قسيساً عاش رئيسا للارساليه التبشيرية في القدس قرابة عشرين سنة ، وفي جامعة اكسفورد وجدنا رئيس قسم الدراسات الاسلامية والعربية فيها يهودياً يتكلم العربية ببطء وصعوبة ، وكان ايضاً يعمل في دائرة الاستخبارات البريطانيه في ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية.

ثالثاً :
تغريب المفاهيم
يقول الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله في كتابه ( حصوننا مهددة من داخلها ) ص 100 ( ليسَ من شأني وليسَ من شأن المجلة التي أكتب لها أن أتناول الجانب السياسي من جامعة الدول العربية ولكن الذي يعنيني الآن هو الجانب الثقافي ، وهو جانب شديد الاتصال بالجانب السياسي ، لأن أثاره أعلق بالنفس ، ولأنه يعمل في خفاء قد يبعده عن أعين الرقباء .... وحديثي هذا عن اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية .
هذه اللجنة كانت ولا تزال تنظر بغير عين العرب ، وتعمل بغير عقل العرب ، وتهدف إلى غير أهداف العرب ، إنها لا تزال كما كانت يوم أنشأها الذين كانوا يحرصون على أن يكون العرب ذيلاً لدول الاستعباد الغربي ، لا يرون الأشياء إلا كما يراها الغربي ، ولا يتذوقونها إلا كما يتذوقها ، ولا يقدِّرونها إلا كما يقدرها ، إنها لا تزال تعمل على ما يسميه دهاقنة الإستعباد الغربي ( التغريب ) .
ويقصد به طبع العرب والمسلمين والشرقيين عامةً بطابع الحضارة الغربية والثقافة الغربية ، مما يساعد على إيجاد روابط من الود والتفاهم بين الحمار وراكبه وهي روابط تفيد الراكب دائماً ولا تفيد الحمار ...!!! وهذا هو ما تهدف إليه كل الجماعات التي من نوع ( أصدقاء الشرق الأوسط ) الآن أو ( الصداقة الإنجليزية المصريه ) أو ( الصداقة الفرنسية ) سابقاً ، وهذا الذي يسميه الإستعباد الغربي تغريبا هو ما يسميه سماسرة ذلك الإستعباد وصنائعه ( تطويرا ) وهو ما يعنونه حين يتكلمونَ عنه ( بناء المجتمع من جديد ) فالذين يتكلمون عن بناء المجتمع من جديد يعرفون أن مشروعهم هذا يشتمل على خطوتين : الخطوة الأولى ( الهدم ) والخطوة الثانية هي بناء ما يتوهمونهُ من ( الجديد )
إنهم ماضون في الهدم ، لايرضيهم إلا أن يأتوا على بنياننا من القواعد ، بما يتضمنه من دين وفنون وآداب ، ولكنهم سوف يعجزون عن البناء ، سيهدمون مجتمعنا ثم يتركونه وسط أنقاض نظامه القديم في فوضى لا سكن فيها ولا قرار إنتهى كلامه رحمه الله .
فلئن كان الاستشراقُ هو قدوم بعض الغربيين الى بلاد المسلمين لدراسة الثقافة الاسلامية للاضطلاع على حضارةِ المسلمين وعلومهم وفنونهم ظاهراً .... الا أنه انتقل الى مرحلته التالية وغايته الاساسية وهو تحسس مواضع ضعف المسلمين للنيل منهم والكيد لهم تحت شعار طلب العلم .
فلقد كان التغريب هو الفكرةُ التي انتجها الاستشراق لغزو بلاد المسلمين ثقافياً لبناء رأس الجسر الذي تمر عليه كل مخططات الكافر ضدنا، ويقصد منه ان يقتفيَ المسلمون سيرةَ الاوروبيين وسلوك طريقهم في جميع شؤون الحياةِ حتى تصبح حياةَ المسلمين صورةً عن حياتهم وطراز عيشهم .
والغاية منه فصل الممسلين عن الاسلام حتى لا تصبح احكام الاسلام مفاهيم حياة تقيد التصرفات وإنما ليتحرر المسلمون من هذه الضوابط ويبقى تعلقهم بالاسلام تعلقاً عقائدياً مشوهاً فقط فيسهل حينذاك هزمهم والسيطرةَ عليهم وهذا ما تنبه له الكافر حين هزم لويس التاسع في مصر وقال ( لنبدأ حرب الكلمة فهي وحدها القادرةُ من تمِكيننا من هزيمة المسلمين ) لقد إحتل لويس التاسع دمياط في 21 / صفر سنة 647 هـ الموافق 5 مايو سنة 1249م يعني قبل دخول المغول بغداد بتسع سنين .
لقد كانَ احد ابرز اسباب الغزو الثقافي والتغريب لبلاد المسلمين حين قرع الجرس الكبير وحوصرت( فينيا) سنة 1682م وكان يحمي اسوارها اكثر من مئتي الف مقاتل تناقصوا إلى بضعة آلاف في نهاية المعركة فأقروا بأن خير وسيلة للدفاع عن اوروبا هو الهجوم على المسلمين هجوماً يختلف في كنهه عن الحرب الصليبية ويحقق اكثر من هدف لما ادركوا من القوةِ الكامنة في العقيدة الاسلامية حين يحملها المسلم وفي هذا الامر يقول المستشرق ( المبشر ) ( لورنس براون ) ( ولكن الخطر الحقيقي كامن في نظام الاسلام وفي قوته على التوسع والاخضاع وفي حيويته ، انه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الاوروبي ) .
ثم برزت اسباب اخرى حين سال لعابهم على خيرات المسلمين وأصبح الاستعمار بحد ذاته غايته ، بل ويتنافسونَ فيما بينهم لاقتسام هذه الخيرات حتى قبل ان تقع في ايديهم كما حصل في معاهدة ( سايكس بيكو ) ومن قبلها في مصر عندما دخل بونابرت اليها وأحضر معه المطبعة التي شكلت في تلك الايام بوقه الدعائي . وليس هذا فقط بل الموقع الاستراتيجي الذي يتبوؤه العالم الاسلامي في طرق تجارتهم مثل السويس والدردنيل والبسفور وعدن وللوصول لغايتهم تلك عمدوا الى وسائل وأساليب منها :-
1 - تجنيد الابواق الاعلامية لتصوير الدولة العلية العثمانيه ( بالرجل المريض ) وتكوين صورة ذهنيه عند الناس ان المريض قد اشفى على الموت ولا بد من ضخ دم جديد وأفكار جديدة تبرؤه من مرضه وقد ظهر ذلك جلياً حين رجع رفاعه الطهطاوي من فرنسا سنة 1831م ونادى بالحرية وأنها سبيل التقدم وكذلك طالب بتقنين الشريعة على نمط المدونات القانونية الاوروبية وتحدث عن المرأة وتعليمها ومنع تعدد الزوجات وتحديد الطلاق واختلاط الجنسين . ولقد كان جمال الدين الافغاني اول من روج فكرة ( اشتراكية الاسلام ) كما قال ( لا مانع عندي من السفور إذا لم يؤد الى السقور)
2 - عمدوا الى اثارة الشبهات حول الاسلام فاسلام معتدل واسلام اصولي ومتطرف ومتزمت وارهابي واسلام يوافق العصر وفي هذا الأمر يقول ( ولفرد كانتويل سميث ) في كتابه ( الإسلام في العصر الحديث ) ( التحررية والإنسانية حركتان عميقتا الجذور في العالم العربي ، وهما مشتقتان من اليونان من ناحية ومن الانجيل من ناحية إخرى ، ولقد آتت هاتان الحركتان ثمراتهما خلال ثورات القرن الثامن عشر بتصميمهما على إحتمال التضحية والإستشهاد في سبيل تحقيق أهدافمها ومثلهما ، وقد اقْتبست الحضارة العربية القديمة بعض المفاهيم العقلية من الفلسفة والعلوم اليونانية ، ولكنها رفضت رفضاً باتاً المفاهيم الإنسانية التي يتضمنها الفن والشعر اليونانيان ) ص 303 وهنا نذكر هذا المثال لأن فيه مسألة دقيقة يَشُكل فهمها ويصعب على كثير من الناس وهي عالمية الإسلام وإنسانيته والخلط بينهما وبين الدعوات العالمية والإنسانية بمعناها المقصود في الليبرالية والعلمانية التي تُسقط الدين من حسابها جملةً ، ولا تقيم له وزنا .
إن عالمية الإسلام تعني أن دعوته عالمية موجهة للبشر كافة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً}سبأ 28 {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}الأنبياء107، ولسيت محصورة في جنس بعينه كاليهودية التي هي خاصة ومغلقة على بني إسرائيل بوصفهم شعب الله المختار ، فالمسلمونَ على إختلاف أجناسهم وألوانهم إخوة في الدين سواسية في الحقوق والواجبات .
وأما إنسانيته فإنها تدعوا إلى إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وتحقيق العدل بين خلق الله جميعاً ونبذ الفُرقة بينهم بسبب الجنس أو اللون ورعاية حق الضعيف والمحروم ويظل المسلمون جميعاً ضمن دائرة ( أمة واحدة من دون الناس ) كما جاء نص كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهم مطالبون بالتمسك بشعائرهم وسنتهم ومناسكهم التي تميزهم بالطابع الخاص ، بل وهم منهيون عن التشبه بغيرهم في أزيائهم وطراز عيشهم ، حتى لا يفقدوا هذا الطابع الخاص المتميز ولهم على بعضهم حقوق لم يوجبوها هم لا بإتفاق أو معاهدة بل أوجبها الله عليهم بوصفهم مسلمين داخل مجتمع خاص كأنه جسد واحد وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم آخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره ، التقوى هاهنا ( ويشير إلى صدره ثلاث مرات ) بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه ). وأسوق مثالاً ثانياً عمّن فهموا الاسلام بعقول افرنجيه وهو الدكتور(عبد الرزاق السنهوري باشا) 1895-1971 ويقول عنه الدكتور (محمد عماره) في كتابه الاسلام والسياسه ص82(اعظم رجال القانون العرب في عصرنا الحديث) وقد نال شهاده الدكتوراه من باريس عن (فقه الخلافة وتطورها) يقول في بحث (الدين والدوله في الاسلام) نفس المصدر ص105
ان سلطان الخليفة يجب ان ينبسط على جميع العالم الاسلامي فوحده الاسلام حجر اساسي في الدولة الاسلامية ووحده الاسلام تستتبع وحدة الخليفه.







التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2009, 11:20 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

يجب ان يكون على رأس الاسلام خليفة واحد، وهذه هي الخلافة الكاملة ، ولكن الظروف قد تلجئ المسلمين-وقد تمزقت وحدتهم - ان ينقسموا امماً لكل امةٍ حكومتها فيجوز تعدد الخليفة للضرورة ولكن الخلافه هنا تكون خلافة غير كاملة .
على ان الخلافة الكاملة يمكن تحققها اذا اجتمعت كلمة المسلمين ،لا على ان تكون لهم حكومة مركزية واحدة،فذلك قد يصبح مستحيلاً بل يكفي-على ما أرى-ان تتقارب حكومات الاسلام المختلفة،وأن تتفاهم بحيث يتكون منها هي هيئة واحدة شبيه (بعصبةِ امم اسلامية) تكون على رأس الحكومات ، وتكون على هيئة الخلافة،ولا سيما اذا ألحق بهذه الهيئة مجلس مستقل عنها، يكون قاصراً على النظر في الشؤون الدينية للمسلمين)ولا اريد أن اعلق على كلامه.
وأثاروا الشبهات حول اللغة العربية وحاربوها بإعتبارها الوعاء الذي استوعب القرآن ، وشجعوا الدعوات التي نادت بإستبعاد الفصحى واستبدالها بالعامية وهذا ما دعا إليه خفاءً من إجتمعوا عند عقد المؤتمر الأول للمجامع اللغوية العلمية في دمشق سنة 1956 ، ويروى أحمد حسن الزيات فيقول ( إن المحافظين من شيوخ الأدب قد سيطروا عليه ثم إنتهى زمامه إلى الكتاب والصحفيين الذين نبهوا المجمّع إلى أهمية العامية وخطورة جمود اللغة بتخلفها عن مسايرة الزمن )
ورأى علي حسن عودة وهو واضع مناهج من الأردن فقال ( فإن لدينا اليوم من الوسائل الحديثه ما يضمن النجاح المبذول في سبيل ترقية لغة التخاطب في البلاد العربية ويضمن البقاء والتقدم أيضاً لكل لغة عربية فصيحة جديدة .
وهذا ما يحاول تلامذة الغرب ترويجه من دعوات مريبة لتطوير اللغة وقواعدها ورسمها ، وهو تطوير قد يختلف أصحابه في تسميته ولكنهم لا يختلفون في حقيقته ، فيسمونه تارة تهذيباً وتارة تيسيراً ، وتارةً إصلاحاً ، وتارة تجديداً ، ولكنهم في كل الأحوال وعلى إختلاف الأسماء يعنون شيئاً واحداً هو التحلل من القواعد والأصول التي صانت اللغة العربية وحفظتها .
وشجعوا ودعموا الفنون الشعبية ( الفلوكلور ) ولقد حوصرت اللغة العربية في الجزائر سنة 1830 وفرضت اللغة الفرنسية على المسلمين وحرّمت التدريس باللغة العربية كما يقول الجنرال كيللر( إن انتشار لغتنا واشعاع ثقافتنا وأعمالنا الانسانية وعظمة الافكار العبقرية الفرنسية هي الاعمال المكملة لنا وسوف لن نهملها ابداً ) هذا في الجزائر وأما في مصر فقد جاء في تقرير اللورد كرومر بمناسبة تعيين سعد زغلول وزيراً للمعارف ولقد وصفه بأنه ينتمي إلى المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها الشيخ محمد عبده فيقول ( وسوف نراقب ما تتمخض عنه هذه التجربة من آثارٍ في عناية وإنتباه ، فإذا نجحت التجربة ، وذلك ما آمله وما أعتقده ، فسَوف تمنح قدراً أكبر من التشجيع للسير في الإتجاه نفسه إلى مدى أبعد ) .
3 - تربية اجيال من القادة وصناعتهم على عين بصيرة ليكونوا داعين لثقافة الغرب كما يقول اللورد ( كرومر ) ( أن الاسلام دين صحراوي وأننا لا أمل لنا الا بالمتفرنجين الذين يكونون ايدٍ مصرية مع عقول أوروبية ) ولا يقتصر الامر على السياسة فقط وانما في كل مناحي الحياة المختلفة ولقد كانت الجامعة الامريكية في بيروت وكلية فكتوريا في الاسكندرية تتوليان هذه المهمة لتخريج الكوادر التي تنادي بالتحرير الفكري او ما يسمون ( الليبراليون ) ودعاهم ومنحهم المناصب فهذا عميد الادب العربي وهذا محرر المرأة وهذا امام العصر ورفع شعار الدين لله والوطن للجميع وفي هذا الموضوع يقول أبو الحسن الندوي ( وجد في مصر كتاب وأدباء ، دعوا دعوةً سافرة إلى تقليد الحضارة الغربية وإتخاذها مثلاً يحتذى ..... ومن أبرز أعضاء الطبقة المثقفة في مصر طر حسين الذي دعا إلى إعتبار مصر جزءاً من الغرب فقال ( إن من السخف الذي ليسَ بعده سخف إعتبار مصر جزءاً من الشرق ، وإعتبار العقلية المصرية كعقلية الهند والصين .... وقال نريد أن نتصل بأوروبا إتصالاً يزداد قوةً يوماً بعد يوم حتى تصبح جزءاً منها لفظاً معنىً ، حقيقة وشكلاً ) مستقبل الثقافة في مصر ص 23- 24 .
4 - لقد كانت الارض جاهزةً بعد الحرب العالمية الاولى وممهدة لدخول الكافر بجيوشه لبلاد المسلمين وجاهزةٌ لاستقبال قوانين الكافر معه فحوصرت المحاكم الشرعية داخل دائرة ضيقة وشوهدت المحاكم النظامية التي تحكم بقوانين الكافر واقتبست القوانين من القانون الفرنسي والانجليزي او من كليهما وعطلت الاحكام الشرعية بالكامل ورفع شعار الديمقراطية لحماية الحريات شكلاً .
5 - اخضاع اجهزة الدولة وبناءها وفق مقتضيات مصالحهم وانشأت دوائر جديدة كدائرة التجنس والاحصاء وألغي نظام الوقف وأنشأت وزارة للثقافة والفنون والمسابقات المختلفة وأنشأت وزارة للشباب والرياضة لاشغال الامة بكرة القدم وغيرها ، وضبط العمل السياسي وفق اطار القانون ولا يتعاطى السياسة الامن صُرِّح له فقامت الدولة على قانون وضعه الكافر وزعيم فُصّل لهذا القانون ووسط سياسي يؤمن بهذا القانون ..... والجهلة من ابناء المسلمين
6 - انهم تدخلوا في صياغة مناهج التعليم ضمن اطار المساعدات التي تقدمها اليونسكو وإلغاء طرق التعليم القديمة ( والكتاتيب ) بحيث تبني نظم التعليم الجديدة بمناهجها اجيالاً بمقاييس محددة كل حسب مرحلته يستطيع القراءةَ ولا يقوى على التفكير واعتبار الاسلام مادة تدرس كالانجليزيه فلقد وضع مناهج التعليم المصرية ( دانلوب ) الذي درس اللاهوت ثم اصبح عوناً لكرومر .
7 - تشجيع وسائل الاعلام المقروئة والمسموعة والمرئية
اما بالنسبة للمقروءة فقد نشروا قصص ارسين لوبين بأسعار مدعومة ويشجعوا الترجمة تحت شعار كتاب الجيب وقصص أغاثا كرستي الغامضة وروايات جورجي زيدان وساعدوا على انتاج جيل من الكتاب مثل يوسف السباعي ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهم الكثير حتى تستوطن الثقافة الغربية في اذهان المسلمين .
وأما بالنسبة للمسموعة فلقد كان الراديو وسيلة الاعلام الاكثر شيوعاً فاستغلوه بالغناء والاخبار الموجهة لصياغة عقول الناس وحشوها بتوافه الامور.
وأما الوسائل المرئية فهي الاخطر في هذه الايام فوجهت نحو كل الاعمار وساعدوا على تكثيرها وتنوعها فقنوات توجه الاطفال وأخرى للشباب وأخرى للكبار وكلها تبث ما ينتجه الكافر من عنف يعكس طراز حياته ونمط عيشه
ويؤدي الى انتاج جيل من الشباب يرى أن الفنان فلان والفنانه فلانه مثله الاعلى وينشغل بتوافه الامور وبشكل شعره ورنة هاتفه وتطعيم كلامة ببعض المصطلحات الاجنبية .
والخلاصة أن عملية ترويض الامة وتغريبها عن مفاهيمها تتم بإدخال نظم حياة الغرب التي لم يعهدها المسلمون من قبل تحت حماية انظمة الحكم ورعايتها لها وادخال ثقافات جديدة تحت شعارات لماعة تستقطب الجهلة ومتسولي العلم بالترافق مع عملية تدمير منظم ومدروس للمفاهيم الاسلامية عبر الهجوم على الاسلام من قبل الكافر وعبر عملية التدليس الفكري التي يمارسها علماء السلاطين وغيرهم من المضبوعين والمتسلقين والمنبهرين بثقافة الغرب بإعتبارها عندهم مصدر الالهام الفكري والاشعاع الحضاري .
لقد شُخّص هذا الواقع بأنه واقع سيئ ولا بد من تغييره حتى تنهض الامة فمنهم من رأى عبر تشخيصه لهذا الواقع ان المشكلة مشكلة قومية ومنهم من رأى عبر تشخيصه انها مشكلة وطنيه ومنهم من رأى عبر تشخيصه أنها مشكلة ابداء رأي ولا بد من الديمقراطية التي حلت مشكلة الغرب فنهضوا على اساسها ومنهم من رأى أن المشكلة هو جمودٌ فكري للمفاهيم فلا بد من تجديد الخطاب الديني ومنهم من رأى انها مشكلة تحل بالتدريج بتطبيق الاحكام ومنهم من رأى أن هذا الامر هو من القضاء والقدر ولا حيلة له ولا قوة عنده لتغيره ومنهم من قال لا بد من التعامل مع هذا الواقع على أنه أمر الواقع ونعمل على تغيره عبر تعاملنا معه بواقعيه .
لقد حاول القومي حل المشكلة على اساس قومي ففشل وزاد فوق المشكلة مشكلة وحاول الوطني وفشل وزاد فوق المشكلة مشكلة وحاول دعاة الديمقراطية وأصحاب تجديد الخطاب الديني وأصحاب نظرية التدرج وفشلوا جميعاً بل زادوا فوق المشكلة مشاكل .
لقد شخص حزب التحرير واقع الامة الاسلامية من خلال نظرته المستنيرة لهذا الواقع وأدرك أن هذه مشكلةُ واقع اسلامي ولا تُشَّخص الا من قبل المسلمينَ انفسهم ، وأن الحل لا يكون الا حلاً اسلامياً .
إن الفرق واضح بين تشخيص المشكلة وحلها والحل يجب أن يمارسه المسلمون أنفسهم وان لا يلجأوا لغيرهم لحل مشكلتهم ، فمشكلة المسلمين لا تحل الا بأفكارهم هم ومفاهيمهم هم وليس بالافكار المستعارة .
إن استعارة ماعون من جار لقضاء حاجة ممكن ومعقول ولا شيئ فيه ولكن ان تستعير فكراً ومقياساً او مفهوماً أو حضارة من الغير لتحل مشكلة او لتقضي حاجة فهذا غير معقول .
ان حزب التحرير والكافر في سباق وصراع والامة الاسلامية هي موضع السباق والصراع بين تحميلها أفكار الكفر ومفاهيمه عبر ادوات الكافر والحمقى من المسلمين وبين حزب التحرير الذي يخوض الصراع الفكري مع رؤوس الكفر ويعمل لكشف خطط هذا الكافر وافراغ الامة من أفكاره ووضع الأفكار الاسلامية الصافية محلها و مصالح الامة الاسلامية .
إن هذا العمل الضخم الشاق ليدل على عظم الاجر العظيم والثواب الجزيل من الله عز وجل .... فلا يكتفى بالحمل فقط بل لا بد من العمل الدؤوب .

رابعاً :
احياء الدعوات الهدامة والنزاعات الجاهلية
ويقصد بها احياء النزعات القومية والاقليميه والعصبيات القبلية التي عرفت قبل الاسلام ،بإعتبارها من مخلفات الجاهلية التي قضى عليها الاسلام ، وقد عمد اعداء الاسلام الى احياء هذه النزعات بين المسلمين من جديد لاضعاف اثر رابطة العقيدة الاسلامية في نفوسهم ومن ثم تفريق صفوفهم واضعاف قوتهم بسبب تزاحم وتعارض هذه النزعات مع بعضها البعض وبالتالي انقسام الأمة الى اشلاء مبعثرة ومتفرقة،مما يمزق وحدة فكرها ويقضي على دينها.
والنزعة الوطنية والقومية تجعل المسلم يفكر في وطنه قبل عقيدته بل ويقدم الكافر اذا كان من عنصره او وطنه على المسلم في بلد آخر بل ويسميه اجنبياً ويعامله معاملة الاجانب.
ان هذه النزعات الجاهلية التي تنادي بالقومية والاقليميه والوطنيه قد غذاها المستشرقون وزرعوها في ادمغة طلابهم فهذا(حبيب كوراني) الاستاذ في الجامعة الامريكيه يقول(لا بد لاي اصلاح اسلامي ديني يهدف الى تقريب المسلمين من الحضارةِ الحديثة من ان يأخذ في الاعتبار الفلسفة الكلاسيكية والفلسفه المسيحية والفلسفة الاسلامية في العصور الوسطى)الاسلام والحضاره الغربيه ص124 .
وكلام (حبيب كوراني) هذا يلتقي مع ما يقوله( غب ) (Gibb) في كتاب (whither islam ) (الى أين يتجه الاسلام) حين يتساءل (هل روابط الوحدة من القوةِ بحيث نستطيع ان نحتفظ بتضامن العالم الاسلامي ونسيطر على مظهر شعوبه وتطورهم وتميزهم بطابع خاص..؟؟ أم ان الآراء الغربية وحاجات الحياةِ الحديثةِ ستنجح أخر الامر في تشتيت المجتمع الاسلامي وتحطيم وحدته؟؟؟)
وهذا عينه هو ما تشير اليه كلمات ( ضياكو كالب)الخبيثة التي تلبس ثوب القومية التركية حين قال (أن على تركيا أن تتخد مدنية الغرب وأن تحتفظ بثقافتها القومية) وهذا ما قاله بوضوح(كويلر بنغ) في تعليقه على بحث (لويس توماس) (فيقول أنه استطاع أن يرسم الخطوط العريضة للظروف التاريخية والاجتماعية للحركة التي انتهت بالزعماء الاتراك المحدثين الى تحقيق مبدأ (تركيا للاتراك) هذا المبدأ الذي ساد اغلب شعوب المنطقه).
ولم يكتفِ المستشرقون وتلامذتهم بهذا فحسب بل لقد نعق غربانهم ونادوا بالفرعونية وهي دعوة قومية سادت مصر وتقوم على احياء ما قبل الاسلام من لغة وتراث وأدب ونادوا بالامةِ المصرية وأن مصر للمصريين.
ونادى قسم منهم بالفارسيه والاعتزاز بتاريخ فارس واحياء ذكرى(قورش) وتهدف هذه النزعه الى سلخ ايران عن البلاد الاسلامية وتخليها عن الفكر الاسلامي وبذر الوقيعة والخلاف بينهما وبين المسلمين في البلاد العربية وتعميق الخلاف بين السنة والشيعة والفكر التكفيري.
وقد أنشأ او ساعد على انشاء مدارس فكرية تدعوا الى الخلط بين القومية والوطنية والاسلام خلطاً يحصل فيه التشتيت الفكري بين مؤيد للغرب ومعارضٍٍ له معارضة صُوريه وكان من دعاتهم (سعد زغلول)و(طه حسين)و(محمد عبده)و(الافغاني)ومن تلاميذهم(ساطع الحصري)(قسطنطين زُريق)وقد أفرزت هذه الدعوات التي نادى بها هؤلاء وأمثالهم احزاباً قومية ووطنية مثل حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب القومي السوري وغيرها من الاحزاب التي لا تمت الى حضارةِ هذه الامة بشيء.
ويقول (ميشيل عفلق) في كتابه (معالم الاشتراكيه والرساله الخالده 309-308)1946(فمشكلتنا هي القضية القومية لكل امةٍ في مرحلة معينه من مراحل حياتها محرك اساسي يهز اعماقها ويفجر فيها ينابيع النشاط والحيوية والحماسه ويتفتح له قلبها وهو بمثابة نقطة يتركز فيها انتباه الامة وتكون مفصحةً عن اعماق حاجاتها في مرحلة ما.
فإذا نظرنا الى العرب في الماضي وجدنا هذا المحرك الاساسي كان في وقتٍ ما- عند ظهور الاسلام-هو الدين فقد قدر وحده على استـثارةِ كوامن القوى في النفس العربيه)ثم يقول (اما اليوم فإن المحرك الاساسي للعرب هو القومية التي هي كلمة السر التي تستطيع وحدها أن تحرك اوتار قلوبهم)ويقول في كتابه في سبيل البعث ص174(أن البعث العربي حركه قوميه تتوجه الى العرب كافه على اختلاف اديانهم ومذاهبهم،وتقدس حرية الاعتقاد ،وتنظر الى الاديان نظرة مساواةٍ في التقديس والاحترام، ولكنها ترى الى جانب ذلك في الاسلام ناحية قومية لها مكانتها الخطيرةُ في تكوين التاريخ العربي والقومية العربية) .
وقد كان القاسم المشترك بين كل هذه الدعوات هو تبديد الطاقات فيما لا جدوى منه ولا فيه وازكاء الدعوات التي تؤدي الى التقسيم وزرع الفرقة بين المسلمين فكان المسلمون هم الشاهد الامثل لتطبيق سياسة(فرق تسد) ولم يعد شعار (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)يوافق (العصرنه) فاستعيض عنه بشعار(نفط العرب للعرب) ثم تبدل وتغير وأصبح الشعار(نفط الخليج للخليج) ثم تبدل هذا الشعار وأصبح كل قطر أو كنتون يرفع شعار(نحن اولاً)فالاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين والكويت للكويتيين، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تعداه لداخل القطر الواحد فهذا شمالي وهذا جنوبي وهذا من قبيلة كذا وهذا من غيرهم وهذا من الاشراف وهذا تجنس قديماً وهذا حديثاً وهذا وافد وهذا موالاة وهذا معارضه وهذا اما زيغي وبربري وعربي.
وقد اخذ التشتيت طابع العراقة وأصبح للحدود بين المسلمين صبغة التقديس فالكويتي ينظر للعراقي نظرة الريبة وكذلك الاردني للفلسطيني والمصري للسوداني ولقد انعكست العلاقات بين الانظمة على الشعوب انعكاساً سيئاً بفعل هذه الدعوات الهدامة وما افرزته من صياغةِ عقول تستوعب التلفيق تحت شعارات التقدم والحداثه وتجديد الفكر الديني وموافقة العصر وهذا ما قاله( قسطنطين زريق) حين يسمي احتفاظ المسلمين بطابعهم وتمسكهم بشخصيتهم وبمقومات هذه الشخصية،يسمي ذلك(إنعزالاً) ويصفه بأنه (انطواء) على النفس(ورجعية وضيق افق) وذلك حين يتساءل(هل ستكون القومية العربية ضيقة الافق ام بعيدة النظر؟؟؟ متسامحة ام منعزله؟؟؟ تقدمية ام رجعية....) ثم يقول اخطر من ذلك(لقد ربط العلم التطبيقي اجزاء العالم المختلفة وشعوبه بعضها ببعض،ومن اليوم فصاعداً لن يكون هناك إلا عالم واحد او لا عالم.ولن يكون الا حضارةً واحدة او لا حضاره).
والخلاصة ان عملية ترويض الامة وتمييع مفاهيمها تتم بإدخال نظم حياة لم يعهدها المسلمون من قبل تحت حماية انظمة الحكم القائمة في العالم الاسلامي وادخال ثقافاتٍ جديدةٍ تحت شعاراتٍ لمَاعة تستقطب الجهلة ومتسولي العلم ويترافق هذا الامر مع عملية تدمير منظم مدروس للمفاهيم الاسلامية بل ومحاربتها تحت شعارات الارهاب والتطرف .
ان عملية التدليس الفكري التي يروج لها بل ويسوقها(علماء السلاطين)حين خلطوا بين الحضارةِ والمدنية وما يجوز اخذه وما لا يجوز ومساعديهم من المضبوعين بثقافة الغرب بإعتباره عندهم مصدر الالهام الفكري والحضاري،كانوا هم الابواق التي تنادي لترويج هذه الافكار عبر ماكنة النظام الاعلامية بحيث تعمل على حشو العقول المريضة بهذه الدعوات والتفاهات وصدق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال(ان اخوف ما أخاف على امتي من بعدي أعمال ثلاثة: لا اخاف جوعاً يقتلهم، ولا عدواً يجتاحهم، ولكني أخاف على امتي أئمة مضلين، ان اطاعوهم فتنوهم وان عصوهم قتلوهم)عن أبي امامة.
ان الاسلام قد صهر في بوتقته كل من دخل فيه فلم توجد داخل المجتمع الاسلامي قومية عربية او اعجمية او فارسيه،ولا يوجد عرق أبيض أو أحمر أو أسود،فكل من دخل الاسلام اصبح مسلماً له ما للمسلمين وعليه ما عليهم ولا فرق بين هذا وذاك إلا بالتقوى.
وأما غير المسلمين فهم أهل ذمة لاتحفزمن قبل المسلمين ولا من قبل الدولة فهذا (البابا شنوده)-البابا الحالي لكنيست القبطيه في مصر يعلن(ان الاقباط في ظل حكم الشريعة يكونونَ اسعد حالاً وأكثر امنا،ولقد كانوا كذلك في الماضي ،حينما كان حكم الشريعة هو السائد.....نحن نتوق الى ان نعيش في ظل (لهم ما لنا وعليهم ما علينا).عن كتاب الاسلام والسياسه لمحمد عماره ص 173 .
ان ما حدث داخل المجتمع الاسلامي حين بنيت الدولة امر لم يحدث من قبل ولم تسمع به الامم،فكل من دخل الاسلام اصبح هو نفسه المدافع عنه والحامي له...حتى الذين دخلوه من غير العرب (كالبخاري)و(مسلم)(وطارق بن زياد)وقد كانت المؤاخاة في العقيدةِ في قول الحق(إنما المؤمنون اخوه) 10الحجرات هي الصورة الحقيقة لهذا الصهر في بوتقة المبدأ،فكانوا جزاء ما حملوا هم اهل الشورى وهم الاولياء في النصرة.
لقد كانت العقيدة الاسلامية والولاء لها هي الرابطة الاقوى دون غيرها من روابط الجنس والارض واللون واللغة والمصالح والحدود....وقد دفعت هذه العقيدة حامليها على الرغم من اختلاف اعراقهم وألوانهم لان يتوحدوا في الدفاع عنها وفي نشرها،فتكونت هذه الكتلة المتجانسة المصهورة في بوتقة المبدأ.... فانتجت حضارة وأنبتت دولة لا منازع لها.
لقد اجتمع داخل هذا المجتمع المتجانس العربي والفارسي والرومي والبربري والتركي والهندي والصيني والافريقي وحملوا نفس الافكار والمفاهيم وتوحدوا عليها،فكانت المشاعر والاحاسيس تنبثق عن المفاهيم الواحده،وكلهم يدافعونَ عن الاسلام ونظامه دفاعهم عن وجودهم ولم يكن هذا المجتمع يوماً مجتمعاً عربياً بل كان دوماً مجتمعاً اسلامياً، ولم تكن هذه الثقافة يوماً ثقافة عربية بل كانت دوماً ثقافة اسلامية.

المصدر
الكاتب جواد عبد المحسن







التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2009, 12:58 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


زهرة البنفسج غير متواجد حالياً


افتراضي







رد مع اقتباس
قديم 06-01-2009, 09:54 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

حياكم الله







التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2009, 10:06 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المساوى غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله الف خيير وفالك الجنة







رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وسائل هادفة لنصرة أمتك والانتفاع بها ... السيف الذهبي رحيق الحوار العام 1 14-01-2011 04:33 AM
الميتا تاج والمحتوي والوصف وسائل مهمة لتقييم موقعك سلسبيل الخير تطوير المواقع والمنتديات والاستايلات ولغات البرمجة وإشهار المواقع ومحركات البحث 3 29-05-2010 02:31 PM
وسائل علمية لتدبر القرآن الكريم .هام مسلمة وافتخر القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 3 14-08-2009 05:01 AM
عشرة وسائل لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم مسلمة وافتخر السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 3 09-04-2009 01:45 AM
أحدث وسائل الراحة للطفل عند غياب الأم بالصور زهرة البنفسج الأسرة والمرأة والطفل 1 12-12-2008 07:10 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة