03-01-2009, 02:50 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
غــزة .. نظرات غير مهزومة
غزة .. نظرات غير مهزومة دق جرس الانصراف .. لملم زياد أشياءه عاجلاً .. أطلق لساقيه العنان وكأنهما تتسابقان شطر الدار .. على الدرج المدرسى خلـَّـف كل زملائه معتذراً.. كانت السعادة تتحدث على وجهه فنوناً وألواناً .. فما أجمل أن يلهث من أجل إسعاد أمه التى لا تكف عن تذكيره بحلم أبيه الشهيد وأن يرسم بسمة على ثغرها الذى يتراءى له دوما أجمل الورود وأعطرها .. فهى فى مصبحه وممساه تذكره بحلم أبيه الشهيد وتحضه على الدرس والتعلم ليشق لنفسه بين تضاريس الأيام مستقبلاً يزهو ويرفل فى أعلى الدرجات العلمية .. وعباءة بذل النفس من أجل فلسطين .. يصعد درج الدار عاجلاً .. يدق الباب دقات متتابعة .. ينفرج الباب عن بسمة أمه المعتادة : ــ أمى .. أمى لقد حصلت على الدرجات النهائية فى اختبارات الشهر .. احتوته أمه بين ذراعيها منتظمة معه كل عالمه الصغير المحبور : ــ حبيبى كم تسعدنى فى نهاية كل شهر وكل عام .. منذ كنت تلميذاً بالصف الأول الابتدائى وحتى اليوم وأنت فى الصف الأول الإعدادى..من أجل خاطرك سأصنع لكم الآن الحلوى التى تحبها .. قبَّـل رأسها : ــ جُـزيتِ خيراً يا أماه .. ــ هيا الآن لتبتاع البيض والكريمة لأصنع لكم الحلوى .. أنقدته ما يبتاع به .. تعلقت أخته الصغيرة بثيابه .. وضعت راحته اليسرى فى يمناه .. قبض عليها بحب وحنو وتسابقا هابطين على الدرج .. ابتاعا البيض والكريمة .. استدارا عاجلين محبورين .. يمما شطر الدار .. فجأة وقعت الواقعة .. زلزلت غزة .. ارتجت الأرض من تحتها .. وعلا أزيز طائرات صهيون فى سمائها النازفة يصب حمم الحقد والباطل وعدم الشرعية .. كانت طائرات صهيون تحلق بكثافة كعادتها منذ دقائق .. لم يأبه لها لكثرة الأمر وتكراره .. وبين دخان وغبار يحجبان الرؤيا .. وصراخ وضجيج يصمَّـان الآذان .. شق زياد طريقه بأخته الصغيرة .. لحظات وتوقف لاهثاً مذهولاً مفزوعاً مدققاً متسائلاً : ـ ما هذا .. ؟؟ ماذا حدث .. ؟؟ أين الدار ..؟؟ !! وبين سحب ثخينة من دخان وغبار لمحها أثراً بعد عين .. اختلطت أطلالها وركامها بأطلال وركام مركز الشرطة المجاور .. صرخ : ـ أمى .. أختى .. أخى .. جدتى .. لاريب .. جميعهم شهداء تحت أطلال الدار وركام أحقاد يهود .. تذكر أخته الصغرى إنها بيده .. تصرخ صرخات هستيرية .. يكاد قلبها يتوقف فزعاً ودهشا .. لم يكن يأبه لها .. كانت تدرك مايدور وتعى ماترى .. ضمها لصدره سريعاً فى محاولة لبثها أماناً من نفس تفتقده .. تحجرت عبراته فى مآقيه .. تأبت على السيل .. صرخاته تدوى داخله .. تزلزله .. تتدافع لتصل إلى فيّه .. وأنف المزيج المتدفق من وجدانه وأحزانه راغم ألفى نفسه يكظمها.. يعيدها داخله إلى الكمون فوق النار .. يوماً ستخرج حمماً عارفة هويتها وخطاها .. رفع رأسه .. أرسل نظراته بعيداً .. لم تكن نظراتاً مهزومة .. كانت تطفح بالتحدى .. وتنضح بالرغبة فى الانتقام .. امتدت فى الفضاء .. صوب تل أبيب .. ترسل شواظاً من لهيب ............ .................................................. ................................. نظرات غير مهزومة \ من مجموعة { غزة .. الألم المر } مصطفى حسين المكبر \ تحت الطبع . |
|||
04-01-2009, 12:03 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
قصه رائعه اخى الفاضل مصطفى جزاك الله خيرا
|
|||||
07-01-2009, 02:17 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
الرحيق المختوم .. |
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نظرات في سوره الانفال للشيخ الحويني | الب ارسلان | الصوتيات والمرئيات والاسطوانات الإسلامية والأناشيد بدون موسيقى | 0 | 13-05-2010 05:03 AM |
نظرات نفسية في الصيام | الاشتر | المناسبات والأعياد الإسلامية | 5 | 21-08-2009 05:30 AM |
ســتــايــل غــزة روووعــة | المساوى | تطوير المواقع والمنتديات والاستايلات ولغات البرمجة وإشهار المواقع ومحركات البحث | 1 | 08-01-2009 04:48 PM |
|