12-12-2008, 07:10 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
نحن أولى بعيسى منهم تعليق على فيلم "شفرة دافنشي"
نحن أولى بعيسى منهم تعليق على فيلم "شفرة دافنشي"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: من باتفاق جميع الخلق أفضل من خير الصحــــاب أبي بكر ومن عمر؟ ومن علي ومن عثمــان وهو فتى من أمة المصطفى المختار من مدر؟ والجواب إن هؤلاء أول من ينبغي أن يدافع عن المسيح من كذبهم وافترائهم وادعائهم عليه أنه أمرهم بعبادته حتى يقضي الله بنزوله ليرد على هذه الفرية بنفسه فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية، ثم إن هؤلاء النصارى قد تخلوا عن نصرانيتهم ودانوا بالعلمانية التي تسخر من الدين وتزدريه وترى قصص الأنبياء ضرباً من الأساطير، وحتى لو صدقوا بوجودهم فهم عندهم ليسوا فوق مستوى النقد بل والسخرية والاستهزاء وهذا هو دينهم الحقيقي الآن، ولا يكادون يتذكرون دينهم القديم "النصرانية المحرفة" إلا عندما يتعلق الأمر بمحاربة المسلمين من باب لا يفل الحديد إلا الحديد فلا يمكن مواجهة أصحاب عقيدة إلا بعقيدة مثلها وإن كانت عقيدة خربة وإن كان أصحابها قد تخلوا عنها. ومن ثم فالنصارى هم الذين يتولون الآن مهمة الطعن في المسيح ـ عليه السلام ـ ولا يتصدى لكفرهم واستهزائهم في كل مرة إلا المسلمون بفضل الله تبارك وتعالى. ولكن هل اختلف الأمر فيما يتعلق بهذا الفيلم الأخير "شفرة دافنشي"؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال نريد أن نلقي الضوء بسرعة على الشخصية المحورية في رواية شفرة دافنشي، ألا وهي "مريم المجدلية" فماذا قال كُتّاب الأناجيل عن المجدلية؟ إنها في زعمهم امرأة زانية جاء عيسى ـ عليه السلام ـ وقد هم اليهود بإقامة حد الرجم عليها فقال لهم: "من كان منكم بلا خطيئة فليرجم بحجر" هذه القولة التي أصبحت فيما بعد شعاراً لكل ماجن داعي إلى الفجور، وهذه الواقعة إما أنها مكذوبة من أصلها، وإما أن عيسى ـ عليه السلام ـ طالبهم بتطبيق الحد كما أمر الله (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النور: 2) بحيث لا يكون الأمر أن زان شريف في قومه يقيم الحد على زاني ضعيف فلما فضحهم عيسى ـ عليه السلام ـ انصرفوا عنها وتركوها ولم يبق منهم مؤمنون يطبقون الحد كما أمر الله، المهم أن كُتّاب الأناجيل جعلوا المجدلية بعد ذلك شخصية محورية في حياة المسيح وبعد رفعه (صلبه في زعمهم). ولكن ماذا قالت رواية "شفرة دافنشي" عن المجدلية؟ لقد غالبت الفطرة كاتب الرواية، وحصل لديه قناعة كبيرة ببشرية عيسى ـ عليه السلام ـ، ولكن الشيطان لم يمهله حتى يسلك الطريق الحق إلى هذه العقيدة الصحيحة من حيث المبدأ ألا وهو الدخول في دين الإسلام فأخذه إلى طريق الكذب والاختلاق على الأنبياء، ووجد في "المجدلية" ضالته المنشودة، فادعى أنه اطلع على مصادر تاريخية تفيد أن المجدلية كانت عابدة من عابدات بني إسرائيل وليست بزانية كما زعم كُتّاب الأناجيل، وأن عيسى ـ عليه السلام ـ قد نجا من حادثة الصلب وعاش على الأرض حياة مستقرة تزوج فيها المجدلية صرحت الرواية بزواج المسيح ـ عليه السلام ـ من المجدلية بينما أشار الفيلم المأخوذ عنها إلى حصول اتصال جنسي دون تحديد هويته مع إشارات فهم منها بعض المحللين أن هذه العلاقة كانت زنا، وزعمت الرواية أن هذا الزواج أثمر ذرية ما زالت تتكاثر في أوربا، وأن جماعة سرية قد اطلعت على هذا السر ودخلت في حرب شرسة مع الكنيسة من أجل إطلاع الناس على الحقيقة ولم يتمكن الفنان دافنشي ـ أحد أعضاء هذه الجماعة التي تعرف السر ـ إلا من رسم الشخص الذي بجوار المسيح في لوحة العشاء الأخير بصورة يبدو فيها أنه رجل بينما هو عند التدقيق امرأة، وهذه المرآة هي المجدلية (زوجة المسيح في زعم الرواية) (أو صديقته في زعم الفيلم). وحيث أن الفكرة الرئيسية للرواية ومن ثم الفيلم هي بشرية عيسى ـ عليه السلام ـ، فقد رأى البعض أنه ينبغي أن يشجع المسلمون نشر هذا الفيلم وتوسيع قاعدة مشاهدته، وهذا خطأ من وجوه:- الأول: بشرية المسيح ليست في حاجة إلى كذب وخيال لكي تثبت، ويكفي أن الله هو الحي القيوم والمسيح ـ عليه السلام ـ سبقه عدم ويعقبه موت، واحتاج إلى الطعام والشراب وقضاء الحاجة، والله هو الذي يصور الناس في الأرحام كيف يشاء والمسيح ـ عليه السلام ـ بإجماع الملل صور في رحم أمه مريم عليها السلام. الثاني: الرواية تناقض عقيدة رفع عيسى ـ عليه السلام ـ التي رواها القرآن (بل رفعه الله إليه) والرواية تزعم أنه نجا من الصلب ولكنه عاش بعد ذلك على الأرض وتزوج ومات وقبر. الثالث: قضية زواج عيسى ـ عليه السلام ـ، سكت عنها شرعنا فالواجب أن نسكت عنها، وإن كان الميل إلى أحد الاحتمالات فهو الميل إلى عدم زواجه عليه السلام لا سيما وأنه رُفع حياً إلى السماء، وهذا يترتب عليه إن كان له أزواج وذرية أحكاماً فقهية لم ترد الإشارة إليها كما أن القرآن ذكر في مقام الاحتجاج على النصارى العوارض البشرية لعيسى ولو كان ذا زوجة لاحتج القرآن عليهم بذلك. الرابع: إشارة الفيلم إلى أن هذه العلاقة لم تكن زواجاً لا شك أعظم جرماً وأكبر بهتاناً ومعلوم أن الناس يشاهدون الفيلم ولا يقرأون الرواية. الخامس: إشارة الرواية إلى أن المجدلية على فرض كونها زوجة المسيح ـ عليه السلام ـ حضرت العشاء الأخير بالصورة التي يصورها النصارى أمر ينافي عصمة الأنبياء علماً بأن الحجاب كان مفروضاً على نساء بني إسرائيل. وأخيراً: مبدأ التمثيل كذب وزور، وتمثيل الأنبياء خاصة أشد ظلاماً وإظلاماً حتى أن المجامع الفقهية التي تجيز التمثيل كمبدأ تمنع من تمثيل الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة. فما أجدرنا بالبعد عن كل ما يمس الأنبياء والمرسلين، ولنكن بحق أتباع جميع الأنبياء الذين ينافحون عنهم حتى أمام أدعياء الانتساب إليهم والغلو فيهم، وأما ما ادعاه موقع إسلامي لإحدى الاتجاهات الإسلامية الكبرى أننا كمسلمين لن ندافع عن الفيلم رغم التقائه مع العقيدة الإسلامية في قضية بشرية المسيح عليه السلام احتراماً لمشاعر الآخرين وقدسية العقائد!! (القداسة تعني الطهر والنقاء فهل عقيدة تأليه المسيح عقيدة طاهرة نقية فضلاً عن إطلاق كلمة العقائد فالمشركون لهم عقيدة تدخل ضمن هذا العموم قال تعالى (إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ) (التوبة: 28) وهذه يدخل فيه كل مشرك من كتابي أو وثني.) فلا نملك حياله إلا أن تقول اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل الكفار بتاريخ الأنبياء ونعتذر إليك بل نبرأ إليك من مداهنة بعض الإسلاميين لملل الكفر. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. |
|||
23-12-2008, 04:11 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
جزاك الله خيرا على الموضوع
|
|||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قس مصري ينتج فيلمًا بعنوان: "كلاب محمد" يسخر من الإسلام ويصور المسلمين على أنهم سفاحو | تراب | رحيق الحوار العام | 3 | 07-01-2011 01:52 AM |
التحذير من أهل الأهواء والبدع وموقف أهل السنة منهم " إجمالا ":أُسس وضوابط | حــ العندليب ــوده | عقيدة أهل السنة والجماعة | 0 | 15-11-2009 04:03 PM |
جبهة علماء الازهر تطالب الرئيس مبارك بمنع فيلم " دكان شحاتة" | طالب عفو ربي | الأخبار العالمية والعربية | 3 | 01-06-2009 08:55 AM |
"الأخضر" تصدر المجموعة الثانية بفارق الأهداف عن الإمارات"الصقور" السعودية تستعرض عضلا | المساوى | الرياضة وبناء الأجسام والألعاب الإلكترونية الترفيهية | 2 | 11-01-2009 02:26 PM |
|