08-12-2008, 05:09 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
خالد بن الوليد - لا ينام ولا يترك أحدا ينام
خالد بن الوليد - لا ينام ولا يترك أحدا ينام |
|||
08-12-2008, 05:12 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
لا شيء الا هذه الآية التي يرددها الزاحفون الظافرون وسط تهليلاتهم وتكبيراتهم حتى ينظر بعضهم الى بعض فرحين قائلين: (وعد الله.. لا يخلف الله وعده)..!! ويرفع خالد رأسه الى أعلى. ويرمق في اجلال وغبطة وحبور رايات الاسلام تملأ الأفق.. فيقول لنفسه: أجل انه وعد الله ولا يخلف الله وعده..!! ثم يحني رأسه شاكرا نعمة ربه الذي هداه للاسلام وجعله في يوم الفتح العظيم هذا، واحدا من الذين يحملون راية الاسلام الى مكة.. وليس من الذين سيحملهم الفتح على الاسلام.. ويظل خالد الى جانب رسول الله، واضعا كفاياته المتفوقة في خدمة الدين الذي آمن به من كل يقينه، ونذر له كل حياته. وبعد أن يلحق الرسول بالرفيق الأعلى، ويحمل أبو بكر مسؤولية الخلافة، وتهبّ أعاصير الردّة غادرة ماكرة، مطوقة الدين الجديد بزئيرها المصمّ وانتفاضها المدمدم.. يضع أبو بكر عينه لأول وهلة على بطل الموقف ورجل الساعة.. ألي سليمان، سيف الله، خالد بن الوليد..!! وصحيح أن أبا بكر لم يبدأ معارك المرتدين الا بجيش قاده هو بنفسه، ولكن ذلك لا يمنع أنه ادّخر خالدا ليوم الفصل، وأن خالدا في المعركة الفاصلة التي كانت أخطر معارك الردة جميعا، كان رجلها الفذ وبطلها الملهم.. عندما بدأت جموع المرتدين تتهيأ لانجاز مؤامرتها الضخمة، صمم الخليفة العظيم أبو بكر على أن يقود جيوش المسلمين بنفسه، ووقف زعماء الصحابة يبذلون محاولات يائسة لصده عن هذا العزم. ولكنه ازداد تصميما.. ولعله أراد بهذا أن يعطي القضية التي دعا الناس لخوض الحرب من أجلها أهميّة وقداسة، لا يؤكدها في رأيه الا اشتراكه الفعلي في المعارك الضارية التي ستدور رحاها بين قوى الايمان، وبين جيوش الضلال والردة، والا قيادته المباشرة لبعض أو لكل القوات المسلمة.. ولقد كانت انتفاضات الردة بالغة الخطورة، على الرغم من أنها بدأت وكأنها تمرّد عارض.. لقد وجد فيها جميع الموتورين من الاسلام والمتربصين به فرصتهم النادرة، سواء بين قبائل العرب، أم على الحدود، حيث يجثم سلطان الروم والفرس، هذا السلطان الذي بدأ يحسّ خطر الاسلام الأكبر عليه، فراح يدفع الفتنة في طريقه من وراء ستار..!! ونشبت نيران الفتننة في قبائل: أسد، وغطفان، وعبس، وطيء، وذبيان.. ثم في قبائل: بني غامر، وهوزان، وسليم، وبني تميم.. ولم تكد المناوشات تبدأ حتى استحالت الى جيوش جرّارة قوامها عشرات الألوف من المقاتلين.. واستجاب للمؤامرة الرهيبة أهل البحرين، وعمان، والمهرة، وواجه الاسلام أخطر محنة، واشتعلت الأرض من حول المسلمين نارا.. ولكن، كان هناك أبو بكر..!! عبّأ أبو بكر المسلمين وقادهم الى حيث كانت قبائل بني عبس، وبني مرّة، وذبيان قد خرجوا في جيش لجب.. ودار القتال، وتطاول، ثم كتب للمسلمين نصر مؤزر عظيم.. ولم يكد الجيش المنتصر يستقر بالمدينة. حتى ندبه الخليفة للمعركة التالية.. وكانت أنباء المرتدين وتجمّعاتهم تزداد كل ساعة خطورة .. وخرج أبو بكر على رأس هذا الجيش الثاني، ولكن كبار الصحابة يفرغ صبرهم، ويجمعون على بقاء الخليفة بالمدينة، ويعترض الامام علي طريق أبا بكر ويأخذ بزمام راحلته التي كان يركبها وهو ماض امام جيشه الزاحف فيقول له: " الى أين يا خليفة رسول الله..؟؟ اني أقول لك ما قاله رسول الله يوم أحد: لمّ سيفك يا أبا بكر لا تفجعنا بنفسك..." |
|||
08-12-2008, 05:15 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
وأمام اجماع مصمم من المسلمين، رضي الخليفة أن يبقى بالمدينة وقسّم الجيش الى احدى عشرة مجموعة.. رسم لكل مجموعة دورها.. وعلى مجموعة ضخمة من تلك المجموعات كان خالد بن الوليد أميرا.. ولما عقد الخليفة لكل أمير لواءه، اتجه صوب خالد وقال يخاطبه: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نعم عبدالله. وأخو العشيرة، خالد ابن الوليد، سيف من سيوف الله. سلّه الله على الكفار والمنافقين".. ومضى خالد الى سبيله ينتقل بجيشه من معركة الى معركة، ومن نصر الى مصر حتى كانت المعركة الفاصلة.. فهناك باليمامة كان بنو حنيفة، ومن انحاز اليهم من القبائل، قد جيّشوا أخطر جيوش الردو قاطبة، يقوده مسيلمة الكذاب. وكانت بعض القوات المسلمة قد جرّبت حظها مع جيوش مسيلمة، فلم تبلغ منه منالا.. وجاء أمر الخليفة الى قائده المظفر أن سر الى بني حنيفة.. وسار خالد.. ولم يكد مسيلمة يعلم أن ابن الوليد في الطريق اليه حتى أعاد تنظيم جيشه، وجعل منه خطرا حقيقيا، وخصما رهيبا.. والتقى الجيشان: وحين تطالع في كتب السيرة والتاريخ، سير تلك المعركة الهائلة، تأخذك رهبة مضنية، اذ تجد نفسك أمام معركة تشبه في ضراوتها وجبروتها معارك حروبنا الحديثة، وان تلّفت في نوع السلاح وظروف القتال.. ونزل خالد بجيشه على كثيب مشرف على اليمامة، وأقبل مسيلمة في خيلائه وبغيه، صفوف جيشه من الكثرة كأنها لا تؤذن بانتهاء..!! وسّلم خالد الألوية والرايات لقادة جيشه، والتحم الجيشان ودار القتال الرهيب، وسقط شهداء المسلمين تباعا كزهور حديقة طوّحت بها عاصفة عنيدة..!! وأبصر خالد رجحان كفة الأعداء، فاعتلى بجواده ربوة قريبة وألقى على المعركة نظرة سريعة، ذكية وعميقة.. ومن فوره أدرك نقاط الضعف في جيشه وأحصاها.. رأى الشعور بالمسؤولية قد وهن تحت وقع المفاجأة التي دهمهم بها جيش مسيلمة، فقرر في نفس اللحظة أن يشدّ في أفئدة المسلمين جميعا الى أقصاه.. فمضى ينادي اليه فيالق جيشه وأجنحته، وأعاد تنسيق مواقعه على أرض المعركة، ثم صاح بصوته المنتصر: " امتازوا، لنرى اليوم بلاء كل حيّ". وامتازوا جميعا.. مضى المهاجرون تحت راياتهم، والأنصار تحت رايتهم " وكل بني أب على رايتهم". وهكذا صار واضحا تماما، من أين تجيء الهزيمة حين تجيء واشتعلت الأنفس حماسة، اتّقدت مضاء، وامتلأت عزما وروعة.. وخالد بين الحين والحين، يرسل تكبيرة أو تهليلة أو صيحة يلقى بها امرا، فتتحوّل سيوف جيشه الى مقادير لا رادّ لأمرها، ولا معوّق لغاياتها.. وفي دقائق معدودة تحوّل اتجاه المعركة وراح جنود مسيلمة يتساقطون بالعشرات، فالمئات فالألوف، كذباب خنقت أنفاس الحياة فيه نفثات مطهر صاعق مبيد..!! لقد نقل خالد حماسته كالكهرباء الى جنوده، وحلّت روحه في جيشه جميعا.. وتلك كانت احدى خصال عبقريّته الباهرة.. وهكذا سارت أخطر معارك الردة وأعنف حروبها، وقتل مسيلمة.. وملأت جثث رجاله وجيشه أرض القتال، وطويت تحت التراب الى الأبد راية الدّعيّ الكذاب.. وفي المدينة صلى الخليفة لربه الكبير المتعال صلاة الشكر، اذ منحهم هذا النصر، وهذا البطل.. وكان أبو بكر قد أدرك بفطنته وبصيرته ما لقوى الشر الجاثمة وراء حدود بلاده من دور خطير في تهديد مصير الاسلام واهله.. الفرس في العراق.. والروم في بلاد الشام.. امبرطوريتان خرعتان، تتشبثان بخيوط واهنة من حظوظهما الغاربة وتسومان الناس في العراق وفي الشام سوء العذاب، بل وتسخرهم، وأكثرهم عرب، لقتال المسلمين العرب الذين يحملون راية الدين الجديدة، يضربون بمعاوله قلاع العالم القديم كله، ويجتثون عفنه وفساده..! هنالك أرسل الخليفة العظيم المبارك توجيهاته الى خالد أن يمضي بجيشه صوب العراق.. ويمضي البطل الى العراق، وليت هذه الصفحات كانت تتسع لتتبع مواكب نصره، اذن لرأينا من أمرها عجبا. لقد استهلّ عمله في العراق بكتب أرسلها الى جميع ولاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه.. " بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد.. الى مرازبة فارس |
|||
08-12-2008, 05:17 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
سلام على من اتبع الهدى |
|||
08-12-2008, 05:35 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
أجل.. |
|||
08-12-2008, 05:39 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
نعم سارع البطل العظيم الى مثواه في الجنة.. أما آن له أن يستريح..؟؟ هو الذي لم تشهد الأرض عدوّا للراحة مثله..؟؟ أما آن لجسده المجهد أن ينام قليلا..؟؟ هو الذي كان يصفه أصحابه وأعداؤه بأنه: " الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحدا ينام"..؟؟ أما هو، فلو خيّر لاختار أن يمدّ الله له في عمره مزيدا من الوقت يواصل فيه هدم البقايا المتعفنة القديمة، ويتابع عمله وجهاده في سبيل الله والاسلام.. ان روح هذا الرجل وريحانه ليوجدان دائما وابدا، حيث تصهل الخيل، وتلتمع الأسنّة، وتخفق رايات التوحيد فوق الجيوش المسلمة.. وأنه ليقول: " ما ليلة يهدى اليّ فيها عروس، أو أبشّر فيها بوليد، بأحبّ اليّ من ليلة شديدة الجليد، في سريّة من المهاجرين، أصبح بهم المشركين".. من أجل ذلك، كانت مأساة حياته أن يموت في فراشه، وهو الذي قضى حياته كلها فوق ظهر جواده، وتحت بريق سيفه... هو الذي غزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقهر أصحاب الردّة، وسوّى بالتراب عرش فارس والروم، وقطع الأرض وثبا، في العراق خطوة خطوة، حتى فتحها للاسلام، وفي بلاد الشام خطوة خطوة حتى فتحها كلها للاسلام... أميرا يحملشظف الجندي وتواضعه.. وجنديا يحمل مسؤولية الأمير وقدوته.. كانت مأساة حياة البطل أن يموت البطل على فراشه..!! هنالك قال ودموعه تنثال من عينيه: " لقد شهدت كذا، وكذا زحفا، وما في جسدي موضع الا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، أ، رمية سهم.. ثم هأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء"..! كلمات لا يجيد النطق بها في مثل هذا الموطن، الا مثل هذا الرجل، وحين كان يستقبل لحظات الرحيل، شرع يملي وصيّته.. أتجرون الى من أوصى..؟ الى عمر بن الخطاب ذاته..!! أتدرون ما تركته..؟ فرسه وسلاحه..!! ثم ماذا؟؟ لا شيء قط ، مما يقتني الناس ويمتلكون..!! ذلك أنه لم يكن يستحزذ عليه وهو حيّ، سوى اقتناء النصر وامتلاك الظفر على أعداء الحق. وما كان في متاع الدنيا جميعه ما يستحوذ على حرصه.. شيء واحد، كان يحرص عليه في شغف واستماتة.. تلك هي قلنسوته".. سقطت منه يوم اليرموك. فأضنى نفسه والناس في البحث عنها.. فلما عوتب في ذلك قال: " ان فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله واني أتافاءل بها، وأستنصر". وأخيرا، خرج جثمان البطل من داره محمولا على أعناق أصحابه ورمقته أم البطل الراحل بعينين اختلط فيهما بريق العزم بغاشية الحزن فقالت تودّعه: أنت خير من ألف ألف من القو م اذا ما كبت وجوه الرجال أشجاع..؟ فأنت أشجع من لي ث غضنفر يذود عن أشبال أجواد..؟ فأنت أجود من سي ل غامر يسيل بين الجبال وسمعها عمر فازداد قلبه خفقا.. ودمعه دفقا.. وقال: " صدقت.. والله ان كان لكذلك". وثوى البطل في مرقده.. ووقف أصحابه في خشوع، والدنيا من حولهم هاجعة، خاشعة، صامتة.. لم يقطع الصمت المهيب سوى صهيل فرس جاءت تركض بعد أن خلعت رسنها، وقطعت شوارع المدينة وثبا وراء جثمان صاحبها، يقودها عبيره وأريجه.. واذ بلغت الجمع الصامت والقبر الرطب لوت برأسها كالراية، وصهيلها يصدح.. تماما مثلما كانت تصنع والبطل فوق ظهرها، يهدّ عروش فارس والروم، ويشفي وساوس الوثنية والبغي، ويزيح من طريق الاسلام كل قوى التقهقر والشرك... وراحت وعيناها على القبر لا تزيغان تعلو برأسها وتهبط، ملوّحة لسيدها وبطلها مؤدية له تحية الوداع..!! ثم مقفت ساكنة ورأسها مرتفع.. وجبهتها عالية.. ولكن من آقيها تسيل دموع غزار وكبار..!! لقد وقفها خالد مع سلاحه في سبيل الله.. ولكن هل سيقدر فارس على أن يمتطي صهوتها بعد خالد..؟؟ وهل ستذلل ظهرها لأحد سواه..؟؟ ايه يا بطل كل نصر.. ويا فجر كل ليلة.. لقد كنت تعلو بروح جيشك على أهوال الزحف بقولك لجندك: " عند الصباح يحمد القوم السرى".. حتى ذهبت عنك مثلا.. وهأنتذا، قد أتممت مسراك.. فلصباحك الحمد أبا سليمان..!! ولذكراك المجد، والعطر، والخلد، يا خالد..!! ودعنا.. نردد مع أمير المؤمنين عمر كلماته العذاب الرطاب التي ودّعك بها ورثاك: " رحم الله أبا سليمان ما عند الله خير مما كان فيه ولقد عاش حميدا ومات سعيدا |
|||
08-12-2008, 10:32 AM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رحم الله خالدا وادخله فسيح جناته والحقنا به
|
|||||
08-12-2008, 11:24 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
بسم الله ما شاء الله ,, |
|||
09-12-2008, 08:28 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
حياكم الله جميعا ودمتم بخير |
|||
11-12-2008, 06:49 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
لما نقرا عن خالد بن الوليد نتذكر ايام مجدنا وعزنا
|
|||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مسلمة بن عبد الملك.. خالد بن الوليد الثاني | مجد الغد | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 6 | 06-04-2010 02:27 AM |
خالد بن الوليد (صحابي جليل أم مجرم حرب) | أبو الطيب المتنبئ | عقيدة أهل السنة والجماعة | 5 | 15-11-2009 04:44 AM |
من اجل حواء ياادم | الكاميليا | الأسرة والمرأة والطفل | 0 | 26-12-2008 05:12 PM |
قسم عالم ادم وقسم حواء | ذو الفقار | الأسرة والمرأة والطفل | 5 | 23-12-2008 06:59 AM |
حواء في سطور | زهرة البنفسج | الأسرة والمرأة والطفل | 12 | 18-12-2008 07:58 AM |
|