قرصنة معيبة في صدر عصر التحضّر
بقلم أسد الإسلام
قرصنة في صدر عصر التحضر تأتي أخبارها في كل يوم متنامية مع غيرها من شائن أخبار هذا العصر التي يقف إزاءها المفكرون والعقلاء حيرا إزاء تنامي سبل عودة العهود السوداء الماضية فمن بين ابرز ما يميز تدني حضارة هذا العصر الذي انفردت فيه الولايات المتحدة كقوة بالتداخل في شتى بقاع الأرض هو عودة فعال ومظاهر وظواهر لا إنسانية بحركات وحراكات ديماجوجية تسلطية شنعاء كان من أبرزها إقدام تلك القوة الغاشمة لاحتلال دولا ذات سيادة وتعريض أمنها وامانها للمساس والأخطار دونما أية حق قانون بتواطؤ معلوم مع مجلس الأمن الذي تحول بالتدريج في ولايتي الرئيس بوش سيئتي الصيت إلى مجلس لتمرير العداء وبذلك اختلت ميزاين العدل وحقوق الإنسان التي بقيت ومنذ مدة مودة هذا العصر خاصة عندما تأتي منتقدة لحراك العهد الكنسي وويلاته قبل رفع يد الكهنة والظالمين عن سدة السياسة الأوربية واحلال حقوق الإنسان والديمقراطية التي يتبجح بتبنيها ساسة الغرب في غالبهم ويعيبون على حكام العرب دكتاتوريتهم واستعدادهم لانتهاك حقوق الإنسان وقد تصور البعض من سذج العقول وقاصري التفكير ذلك إن احسنا النوايا أن ذلك إنما هو حنان مفرط وإنسانية مرهفة هي التي تحرك دواخل أولئك المتوجهين بانتقاداتهم صوب حكام المنطقة واخذوا بظاهر النوايا المعلنة ولم يدعوا مجالا للشك في ذلك حتى إن كثيرا من المعتقدين بتلك الاجندة المعسولة بهوى الديمقراطية وحقوق الإنسان اسهموا بالاشتراك بفعاليات تآمر مخزي الهدف منها الإضرار بصالح أوطانهم المسكينة حتى تبين في نهاية المطاف إن أولئك لا يؤمنوا بشيء مما أعلنوه من قبل بل انهم اكثر إجراما وعدائية لبني الإنسان من غيرهم بل وانهم اكثر حجرا على الحريات والأفكار من غيرهم بكثير فقد يجتثوا الناس من اجل أفكارهم كما إن لهم الاستعداد الكامل لزج تيارات بأكملها في غياهب السجون وتقطيع المدن بالحواجز في عملية حبس جماعي رهيب في وسيط عصر الحرية والعولمة وقد يسهموا أو يقوموا بقتول جماعية في أية لحظة كما فعلوا بالعراق الجريح وبذا فقد اتضح لجل هذا العالم من هو الهمجي الذي عاد بالقرصنة من جديد في وسيط عصر التحضر والعلم والمعلومة السريعة فمتى يرعوي ساسة ذلك الهيلمان الشرير ويقروا بأنهم تسببوا لعالم اليوم رجعة إلى الوراء وتقدما في منهج الشر والإجرام وحده حتى انهم لم يفلحوا سوى بحصد العداء لهم ولجيشهم وشعوبهم التي باتت مستهدفة أينما تواجدت وان ذلك كله إنما هو فشل مؤكد وتراجع إنساني حضاري لامة تعلن إن لها حق ريادة هذا العالم فكيف يتسنى لها ذلك وسيط انحدار وتراجع مستواها الإنساني بين الأمم بل وان لمنصفيها وعقلائها كل الحق أن يتبنوا نهجا إصلاحيا جديدا ليقوم مسار تلك القوة الأحادية السائرة ولابد إلى زوال لذا تراهم سارعوا بإحياء حركات إصلاح كانت أبرزها برنامج إصلاح صورة أميركا الذي يحتضنه الحزب الديمقراطي عله ينقذ تلك الإمبراطورية المتهاوية من الأحقاد المتوجهة ضدها في شتى أنحاء العالم وفي ذلك اعتراف كبير بقبح السياسة الحالية والسابقة التي تبناها أصحاب اليمين المتصهين والمتطرف اللذين لا همّ لهم إلا بتوالي ممارسات تنفيس الأحقاد على العرب والمسلمين في شتى بقاع الأرض وخاصة في المنطقة العربية على وجه الخصوص جوار إسرائيل من دول العمق الستراتيجي للنضال العربي المرتقب من الشعوب الأبية المقاومة واخيرا وليس أخرا نقول لن تنتهي الأنفس عن غيها ما لم يكن منها لها رادع فلن تتغير سياسة ذلك الكيان الشرير العدائية حتى يأتي التغيير من دواخل اصلاحيوها من المنصفين خاصة عند تيقنهم بحج الأخطار التي تحف بكيانهم التحالفي الكبير والتي تهدد بنسف عرى ذلك التحالف إن هو بقي يجسد العداء وحده ويكسب المزيد من الأحقاد تباعا في كل هجمة عدائية جديدة لا تخلف إلا الحقد فان العداء لا يخلف إلا العداء ومن يزرع الريح لن يحصد إلا العاصفة.....
04-12-2008, 11:29 PM
قرصنة معيبة في صدر عصر التحضّر
العرض العادي
