السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على سيدنا محمد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى {4}سورة الضحى
إخوتي أخواتي لقد تبينَ لي كثير من القراء لهذه الأية
أنهم عند القرأة يلفظون اللام الأولى لا وهذا خطأ وإعرابها:
الواو إستئنافية واللام الأولى للتأكيد بأن الأخرة خير من الدنيا
والمقصودة في الأية" الأولى" واللام الثانية هي جزء من كلمة الأخرة
فلا يجوز زيادة ألف ممدودة وتصبح
" ولا الأخرة"وبذلك يتغير المعنى وهذا حرام.
وتفسير الأية:
روى سلمة عن ابن إسحاق قال:وللآخرة خير لك من الأولى" أي ما
عندي في مرجعك إلي يا محمد، خير لك مما
عجلت لك من الكرامة في الدنيا.
وقال ابن عباس:أري النبي صلى اللّه عليه وسلم ما
يفتح اللّه على أمته بعده؛ فسر بذلك؛ فنزل جبريل بقوله:
"وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى". قال ابن
إسحاق:الفرج في الدنيا، والثواب في الآخرة.
وقيل:الحوض والشفاعة.
وعن ابن عباس:ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك. رفعه
الأوزاعي، قال:حدثني إسماعيل بن عبيدالله، عن علي بن عبدالله بن عباس،
عن أبيه قال:
أري النبي صلى اللّه عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته، فسر بذلك؛ فأنزل
اللّه عز وجل "والضحى - إلى قوله تعالى - ولسوف يعطيك ربك
فترضى"،
فأعطاه اللّه جل ثناؤه ألف قصر في الجنة،
ترابها المسك؛ في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم. وعنه قال:
رضي محمد ألا يدخل أحد من أهل بيته النار.
وقال السدي.وقيل:هي الشفاعة في جميع المؤمنين.
وعن علي رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"يشفعني اللّه في أمتي حتى يقول اللّه سبحانه لي:
رضيت يا محمد؟ فأقول يا رب رضيت".
وفي صحيح مسلم عن، عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى اللّه عليه
وسلم تلا قول اللّه تعالى في إبراهيم:
"فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم"
سورة إبراهيم: 36.
وقول عيسى:"إن تعذبهم فإنهم عبادكَ"المائدة:118، فرفع يديه وقال:"
اللهم أمتي أمتي" وبكى.
فقال اللّه تعالى لجبريل:
"اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك" فأتى جبريل النبي صلى
اللّه عليه وسلم، فسأل فأخبره.
فقال اللّه تعالى لجبريل:
"اذهب إلى محمد، فقل له:إن اللّه يقول لك:
إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".
وقال علي رضي اللّه عنه لأهل العراق:إنكم تقولون إن أرجى آية في كتاب
اللّه تعالى:
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"الزمر:
53 قالوا:إنا نقول ذلك.قال:ولكنا أهل البيت نقول:إن أرجى آية في كتاب
اللّه قوله تعالى:
"ولسوف يعطيك ربك فترضى".
وفي الحديث:لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى اللّه عليه وسلم:"إذا واللّه
لا أرضى وواحد من أمتي في النار".
صلى الله عليه وسلم.