بين حانا ومانا ضاعت لحانا

بين حانا ومانا ضاعت لحانا


تزوج رجل بامرأتين إحداهما اسمها حانا والثانية اسمها مانا، وكانت حانا صغيرة السن عمرها لا يتجاوز العشرين بخلاف مانا التي كان يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها، فكان الرجل كلما دخل الى حجرة حانا تنظر إلى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء وتقول: يصعب علي أن أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت ما زلت شاباً، فيذهب الرجل الى حجرة مانا فتمسك لحيته هي الأخرى وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول له: يكدرني أن أرى شعراً أسوداً بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر. ودام حال الرجل على هذا المنوال إلى أن نظر للحيته في المرآة يوماً فرأى بها نقصاً عظيماً، فمسك لحيته بعنف وقال: " بين حانا ومانا ضاعت لحانا". ومن وقتها صارت مثلاً.

يا علماء السلاطين:

بين تقوى الله وعلمكم من جهة وعتبات قصور سلاطينكم من جهة أخرى ضاعت لِحاكم!!!

ليس بمستغرب موقف حكام الخزي والعار, خفر الحدود, الذين تعاهدوا على حفظ أمن أعداء الله. والذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فيما رواه الامام احمد في مسنده, عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: ( يا كعب بن عُجرة اعاذك الله من إمارة السفهاء, قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون من بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي, فمن دخل عليهم وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني زلست منهم ولا يردون على حوضي, ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي).

لكن الغريب العجيب هو موقف العلماء الكرام, ورثة الأنبياء !!!
ففي كل مرة تغدون فيها وتهرولون الى قصور حكامكم ينتفون بعضا من لحاكم حتى تُفصّلوا فتاواكم على مقاساتهم, وقِس على ذلك في كل مرة تغدون وتروحون ينتفون شعراً من لحاكم حتى لم يبقى من لحاكم لا هيبة ولا وقار العلماء, بل ذل ومكر وخبث وتذبذب علماء السلاطين, فصرتم لهم تبعا بعد أن كان العالم بكلمة يعزل الخليفة ان وجب خلعه.

واليكم الخبر: كان السلطان العثماني هو الذي يتولى اختيار شيخ الإسلام من بين كبار رجال القضاء والمفتين، ويصدر فرمانا سلطانيا بتعيينه في هذا المنصب، وكانت الدولة تخصص له أحد كبار ضباط القصر السلطاني لمساعدته في ارتداء ملابس التشريفة.

وكان الصدر الأعظم والوزراء - وفي بعض الأحيان السلطان نفسه - يلتمسون رأيه في بعض المسائل المهمة، كما كانوا يعرضون عليه مشروعات القوانين الوضعية قبل إقرارها بصفة نهائية، ويطلبون منه الرأي في مدى مطابقتها لمبادئ الشريعة الإسلامية.

وعلى الرغم من كون شيوخ الإسلام يُعيَّنون من قبل السلطان بفرمان منه، فإن معظمهم لم يكونوا أداة لينة في أيدي السلاطين يتصرفون بها كيف شاءوا، وكانت فتواهم ذات شأن كبير في سياسة الدولة، فكان السلطان العثماني لا يقدم على حرب دون أن يستصدر من شيخ الإسلام فتوى يقرر فيها أن هذه الحرب لا تتعارض مع الدين، وأن لها أسبابها الشرعية التي تدعوا لقيامها، يعني كونها حربا عادلة.

وكانت فتاوى شيخ الإسلام ملزمة، ولا يستطيع السلطان أن يمسها من قريب أو من بعيد.

وحين حاول السلطان سليم الأول أن يعرض على النصارى الذميين اختيار أمرين لا ثالث لهما، إما اعتناق الإسلام وإما القتل، وقف له شيخ الإسلام وأصدر فتوى تمنعه من التعرض للنصارى وتعطيهم الحق في ممارسة شعائرهم بحرية كاملة، وأن تتكفل الدولة بالمحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم، ما داموا للجزية مؤدّون. وقد أذعن السلطان سليم الأول لفتوى شيخ الإسلام.

ولا أدَلّ على مدى النفوذ الذي بلغه شيخ الإسلام من كونه الوحيد الذي له الحق في إصدار فتوى عزل السلطان، بناء على أنه انحرف عن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية أو أصيب بمرض عقلي لا يُرجَى شفاؤه. وقد تم عزل عدد من السلاطين العثمانيين بناء على فتوى شيخ الإسلام، مثل السلطان سليم الثالث، والسلطان عبد العزيز.

أيها العلماء:

لقد تحبب الله إليكم بالنعم وتبغضتم إليه بالمعاصي, فما قدمتم وما ادخرتم لأخرتكم؟ وقد دنا حصادكم, والموت من ورائكم, والقبور أمامكم, والقيامة موعدكم, وعلى جهنم طريقكم, وبين يدي ربكم موقفكم, فتزودوا مما تبقى من دنياكم لأخرتكم.

أيها الموقّعون عن الله:
كيف تطمئنوا الى الدنيا؟ وقد رأيتم بأعينكم ولمستم بحواسكم أنها لم تدم لمن سبقكم, فكيف ستدوم لكم؟؟؟

فالله قد وهبكم العقل الذي تميزون به بين الحق والباطل أي بين الاسلام والكفر, ففكروا مليا بالارواح التي تزهق صباح مساء في بلاد المسلمين!!!
وفكروا بالقواعد العسكرية الامريكية التي لا تبعد الا عشرات الكيلومترات عن بيت الله الحرام!!!
وفكروا مليا بأرض فلسطين المحتلة عام 48 , فكروا بحيفا ويافا وعسقلان بلد الرباط.
ألا يكفيكم شرب خائن الحرمين لكأس الخمر مع عدو الله بوش على رؤوس الأشهاد كي تتيقنوا من خيانة حاكم بلاد الحجاز!!!

الامر لا يحتاج الى كل هذا التفكير كي تقفوا موقفا يحبه الله ويرضاه تقولوا الحق فيه لا تخشون حاكما او ظالما, فأنتم ورثة الانبياء, والامة ان اخلصتم لله معكم وستكون طوعكم في الحق, فلا تخشونهم فالله احق ان تخشوه.

عندما نقرأ كتاباً من كتب السلف الصالح رحمهم الله جميعا, نجد مكتوبا عليه: شيخ الإسلام وإمام الصالحين, ناصر السنة وقامع البدعة, إمام المتقين قدس الله سره, عليه سحائب الرحمة والرضوان.

فاتقوا الله يا من تُسمون علماء اليوم حتى تكون لكم صفحة بيضاء عند الله وعند الأمة, أم هل تريدون ان يقال عن احدكم في يوم من الايام: شيخ المنافقين وعالم السلاطين وصاحب الشياطين وناصر البدعة ومحارب السنة, امام الضالين المضلين عليه صواعق اللعنات وغضب الله تعالى ؟

خيرتكم فاختاروا لأنفسكم فان لم ترحموها فلن تجدوا من يرحمها.

عن سفيان قال: كان يُقال: تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون.

وقال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من المتعبدين فإنهما آفة كل مفتون.

وقال مالك بن دينار رحمه الله: (( بلغني أن ريحا تكون في آخر الزمان, وظلم, فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخهم الله )). بإسناد ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الملاهي

والمسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولا بد, وهو في طائفتين:
1- علماء السوء: الكاذبين على الله ورسوله, والذين قلبوا دين الله تعالى وشرعه فقلب الله صورهم, كما قلبوا دينه.
2- المجاهرين المتهتكين بالفسق والمحارم.
ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره أو يوم القيامة.

المصدر: كتاب إغاثة اللهفان لابن قيّم الجوزية ص284

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اذا اراد الله بقوم خيرا اكثر فقهاءهم وقلل جهالهم حتى اذا تكلم الفقيه وجد اعوانا واذا تكلم الجاهل قهر, واذا اراد الله بقوم شرا اكثر جهالهم وقلل فقهاءهم حتى اذا تكلم الجاهل وجد اعوانا واذا تكلم الفقيه قهر).

صدقت يا رسول الله , اي قهر هذا واي جهلاء هؤلاء الذين هدموا دعامة الاسلام بجهلهم وبتصفيق الناس لهم فانهم إن تكلموا وجدوا من يسمعهم ويصدق قولهم ويعلي شأنهم بين الناس وما اكثرهم في هذا الزمان من علماء فجرة وعملاء خونة وخطباء نفاق وكلهم شركاء في هدم دعامة الاسلام وقهر سادته: حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل شيء دعامة ودعامة الاسلام الفقه في الدين والفقيه اشد على الشيطان من الف عابد), وقوله صلوات الله عليه ( الانبياء قادة والفقهاء سادة ومجالسهم زيادة).

نعم وكيف لا وإنهم اصحاب رياض الجنان وحلقات الفقه والعبادة وانه لموت الف عابد قائم الليل صائم النهار اهون من موت العاقل البصير بحلال الله وحرامه, فان معرفة المسلمين للأحكام الشرعية التي تلزمهم في حياتهم فرض عين على كل مسلم ومسلمة, فقال عز وجل من قائل: (ما كان لمؤمن ولا لمؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم).

أيها الخطباء, أيها العلماء, أيها المسلمون:
قال صلى الله عليه وسلم: " الا لا يمنعن احدكم رهبة الناس ان يقول بحقّ اذا رآه او شهده, فانه لا يقرّب من اجل ولا يباعد من رزق ان يقول بحق او يُذكر بعظيم".
وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحقرن احدكم ان يرى امرا لله فيه مقال فلا يقول فيه, فيقال له يوم القيامة: ما منعك ان تكون قلت كذا وكذا؟ فيقول: مخافة الناس: فيقول: اياي كنت احق ان تخاف".

فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ, واحفظوا ما بقي من لِحاكُم ليوم لا ينفع النادمين ندمهم.

( فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ )


أخوكم: (تراب)

جزاك الله خيرا اخى تراب

اين لنا من علماء الاسلام وشيوخهم الكبار

ولكن ظلم الحكام خلق طائفة اسمها علماء السلطة يقرون ما يقوله السلطان وينكرون ما لايوافق علاية السلطان

لا نقول الا اللهم اكثر علماءنا وقلل جهالنا

الرحيق المختوم احسن الله لك وشكرا للمروك الطيب

احسنت يا اخى تراب والله هؤلاء العلماء المفترض انهم ورثة الانبياء يتقاتلون على المال والسلطه ويبيحون الحرام ويحرمون الحلال وكافينا بشيخ الازهر تلك الجامعه التى تعد اعظم قبله علميه فى العالم وهو يحابى الرافضه لعنهم الله فانا لله وانا اليه راجعون

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بارك الله في مروركم وكل يوم وانتم اقرب الى الله