الصحابة والتثبت فى الرواية
لقد كان ثمت إتفاق من الصحابةعلى الإحتياط للرواية ، وشدة التحرى فيها ، وأن الإحتياط قد يزداد إلى درجة التوعد والتهديد ، حتى يستبين صدق الرواية . وأن هذا هذه المواقف لم تكن تعنى اتهام بعض الصحابة للبعض الآخر وإنما كان القصد منها : التثبت والتحوط
لم ينهى الرسول والصحابة عن رواية الأحاديث ذاتها ، وإنما كان النهى عن التقول والتغيير فلم يقل النبى صلى الله عليه وسلم : من روى عنى حديثا ....الخ وإنما قال :من روى عنى ما لم أقل ... ونحو ذلك . فالأمر بالتبليغ يقترن بالوعيد على الكذب ، وكأنه صلى الله عليه وسلم يريد ليقول : بلغوا عنى يشرط أن لا تكذبوا على ، بلغوا ولو كان شيئا قليلا ًكالآية والآيتين )
وقد كان الصحابة الذين اشتهر عنهم دقة التحرى فى الرواية ، قد قاموا بدورهم فى الرواية والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ كان التثبت فى دقة الرواية هو الهدف ، وهذا الذى قلناه يتضح ويتأيد بمثل قوله صلى الله عليه وسلم : " إياكم وكثرة الحديث عنى ، فمن قال على فليقل حقا أو صدقا ، ومن تقوَّل على ما لم أقل فليتبوأ مقعد من النار " - أخرجه الحاكم فى المُسْتدرك وصححه وأقره الذهبى على شرط مسلم من حديث أبى قتادة مرفوعا ، وهو عند إبن ماجه -