منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-08-2009, 01:48 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ابن الشام المدد غير متواجد حالياً


افتراضي القاعدة .............والنووي القادم

تفجيرات القاعدة النووية .. وأين ستبدأ المعركة ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم

ظهور الظواهري الأخير وما يحويه من غموض وتكرار للشعارات الجهادية التي اعتاد الناس على سماعها. ومن الأمور البديهية أن هذه الرسالة تحتوي كغيرها بعض الإشارات والتوجيهات الخفية أو الأوامر لتنفيذ عمليات جديدة.
لكن الأمر الذي يهم الشريحة الأكبر من "بنو البشر" والأهم في اعتقادنا نحن المسلمين "أصحاب الرسالة" بأن ما يحدث الآن في العالم من تغير في السياسات وارتفاع في حالة الاحتقان العام ضد كل شيء يمثل الدين الإسلامي أو يرمز له أو حتى يتعاطف معه مما يدعونا للتأمل في حال الأمة الإسلامية وهي تتلقى الضربات الموجعة وهي بلا حول ولا قوة .. فكل ضربةٌ تتلوها ضربة.. قد يضرب تنظيم القاعدة .. فتتلوها ضربة من أمريكا .. والعكس صحيح ...

لكن من اللافت للنظر بأن الحرب المستعرة بين الأعداء هي حرب تعتمد في أساسها على "قضايا" المسلمين وتجري الآن في "بلاد" المسلمين . ومن هنا فإن بقية البلدان الغربية "الحليفة لأمريكا" لازالت بعيدة في سبات قد لا يطول كثيراً بعد الآن ..

باعتقادي أن القاعدة تعمل بسياسة متسلسلة لتصعيد الحرب مع الولايات المتحدة وحلفائها, وهذا واضح حينما نرى الرجل الثاني في التنظيم يذكر الغرب أو "دول التحالف الصليبي" بالهدنة التي عرضها أسامة بن لادن من قبل بشرط أن يرحلوا عن "أرض الإسلام" وقال : ألم يحذركم "الشيخ" أسامة من قبل من أنكم لن تنعموا بالأمن قبل أن يتحقق الأمن في فلسطين وقبل انسحاب الجيوش الكافرة من أرض محمد ؟!".

ثم وهدد الظواهري الأمريكيين قائلا إنهم سيرون من الأهوال ما سوف ينسيهم ما رأوه في فيتنام : "إن ما رأيتموه في نيويورك وواشنطن وأفغانستان ليست سوى الخسائر الأولية وإذا مضيتم في نفس السياسة العدوانية سترون ما يجعلكم تنسون هذه الأهوال.

أي :
التذكير بالهدنة المشروطة "ولسان الحال يقول قد أعذر من أنذر".
التهديد بأهوال شديدة والتلويح بضربات قادمة "تنسيهم حرب فيتنام".
ومن هذا المنطلق الخطير. نرى بأن التصعيد الجديد أتى بعد التقدم الدرامي لأفعال الردود العكسية من الغرب في حربهم المقدسة ضد الإرهاب والخلط المتعمد في أغلب الأحيان والغير مسئول بالجمع بين الإسلام والإرهاب والتداعيات المريرة التي تردنا في كل يوم عن التغير الخطير في التعامل مع المسلمين في أمريكا ..

"
لم يرصد تقرير ( كيـر ) في العام السابق لأحداث 2001 سوى 366 حالة تمييز ضد مسلمي أمريكا فقط، وفي أقل من أربعة أعوام قفز إجمالي حالات التمييز ضد مسلمي أمريكا إلى1522حالة، وهو ما يعادل زيادة قدرها أكثر من 400%. ".
"
في عام 2002 تساوت المؤسسات الحكومية مع أماكن العمل كمصدر أول للتمييز ضد مسلمي أمريكا، وفي العامين الأخيرين 2003 و2004 أصبحت المؤسسات الحكومية المصدر الأول للتمييز ضد مسلمي أمريكا".
(*) ذكرت في تقرير كير عن أحول المسلمين في أمريكا لعام 2004م

وتصاعد مشاعر الحقد والكراهية ضد ما هو مسلم عربي أو ذو ملامح شرق أوسطية أصبح اليوم أكثر عدوانية .. ولم أستغرب حينما حكا لي أحد المسلمين المصريين في أمريكا حينما قال : لقد أصبحوا المصريين الأقباط الآن هم من يبتلينا نحن المصريين المسلمين في أمريكا ويساهمون بشكل مقزز في القبض على أبناء جلدتهم والسعي بحماسه كبيرة لطردهم من أمريكا !!!

لعل ردود الأفعال تلك أثرت على المسلمين في الغرب بالتدخلات المتكررة في حياتهم الخاصة, لكنها تسير بما فيه مصلحة القاعدة من عدة اتجاهات منها :
العنف والتمييز ضد المسلمين في الغرب, وكنتيجة طبيعية لهذا الحال نستطيع القول بأن الزحف البشري الإسلامي تجاه بلاد الغرب توقف وبدأت الهجرة العكسية و"الإجبارية" نحو الوطن العربي ولشرائح معينة في الغرب. ( وهذا من أهداف التسلسل الدرامي في تصعيد الحرب ) وربما أن المراقب للحدث يلمس ذلك بوضوح بعد تفجيرات لندن وتداعيات المواقف البريطانية السريعة والمفاجئة للمسلمين العرب هناك.
ترحيل اللاجئين والحركيين الإسلاميين من بريطانيا هو الخطوة الأولى في الانكماش الغربي ضد المسلمين. ( وهذا من أهداف التسلسل الدرامي في تصعيد الحرب ) حيث أن تمييز الصفوف هو من أهم الأهداف الآن في نظر القاعدة.
التسريع في تهيئة الأجواء المناسبة للضربة الكبرى وربما "النووية" للقاعدة بحيث أن مشروع الهدنة قد اخذ الوقت الكافي, والغرب يزيد في التحدي للقضاء على الإرهاب, لكي تكتمل الصورة لدى المواطن الغربي بأن القاعدة قد منحت حكوماتهم الوقت للتفكير وللتراجع عن مواقفها من الحرب الأمريكية ضد القاعدة.

المتأمل للأحداث من البداية والمخاوف الأمريكية المتزايدة بشأن امتلاك القاعدة للكثير من المفاجآت القادمة والغير سارة لهم, وخطر التعرض لهجوم "نووي" أو "كيميائي" قد أصبح وشيكاً. وتصريحات عضو الكونجرس الأمريكي ليست ببعيدة حينما تطاول على أقدس البقاع مهدداً بأن الرد الأمريكي لأي تهور من القاعدة سيكون تدمير مكة بالسلاح النووي ..!!

ومن هنا نرصد الخبر الغير مؤكد بطرح تساؤل حول قدرة القاعدة النووية وتسريب السلاح النووي للبلدان الغربية الحليفة لأمريكا .. وهنا يمكن الاعتماد على الربط المنطقي لأسلوب عمل القاعدة والذي يعتمد أسلوب الخلايا أو العصابات المستقلة والتي تعمل حسب التوجيهات المتفق على شفراتها مسبقا بلا شك.
تاريخ الأعمال الإرهابية للقاعدة يقول بأنهم يمتلكون طرق متنوعة لتنفيذ أعمالهم حسب مسرح العمليات. وأيضاً في الحرب ضد الإرهاب في المملكة العربية السعودية وجد بأن التدريب تم في أفغانستان قبيل تفكك الإتحاد السوفييتي وبأن المواد المستخدمة قد تم تخزينها في أماكن مختلفة مسبقا ومن فترات طويلة تمهيداً لاستخدامها في العمليات الإرهابية, مما يجعلنا نتصور بأن امتلاك القاعدة للحقائب النووية السوفييتية هو أمر شبة مؤكد بحكم الظروف الدولية وقتها ونشوة الانتصار الأمريكي على الشيوعية, ساهم بتسهيل انطلاق القاعدة من أفغانستان باتجاه سوق السلاح في جمهوريات الإتحاد السوفييتي الفقيرة وذلك للحصول على الحقائب النووية المسروقة. بالإضافة إلى وجود المتعاطفين من الغربيين وأعداء الولايات المتحدة التي تتقاطع مصالحهم مع انهيار العملاق الأمريكي.

بعض الأخبار السابقة حول التهديدات النووية كما أتت من بعض المصادر :
الذعر ينتاب البيت الأبيض (حقائب نووية) اختفت من الجيش الروسي يمكن أن تكون وصلت إلى أسامة بن لادن؟

• أكثر من 132 حقيبة نووية روسية اختفت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
• كل حقيبة نووية من الحقائب المفقودة تعادل قوتها قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما.


---------------------------------------


نافذة من موسكو .. أبن لادن والنووي
بعد أن رفضت الحكومات الأوروبية ، بما فيها روسيا مقترحات أسامة بن لادن الأخيرة ، برز من جديد الحديث عن إمكانيات وقدرات تنظيم القاعدة وخاصة في مجال امتلاك أسلحة نووية . فمنذ ست سنوات تقريبا انتشرت أقاويل كثيرة بشأن شراء القاعدة 20 من القنابل النووية الصغيرة ( حقائب نووية ) من روسيا في خريف عام 1998، وُذكر آنذاك أنه جرى إرسال هذه القنابل للحفظ في مستودع تابع لطالبان قرب مدينة قندهار الأفغانية . وقيل أيضا ان عددا من الشيشانيين باعوا لتنظيم القاعدة تلك القنابل بعد أن سرقوها من مستودعات الأسلحة الروسية، وحصلوا مقابل ذلك على 30 مليون دولار نقدا . وتشير مصادر أخرى إلى أن تلك الذخائر النووية تم الحصول عليها في أوكرانيا وليس في روسيا حيث قام بعض العلماء الأوكرانيين ببيعها إلى عناصر من تنظيم القاعدة. كما ظهرت رواية أخرى تشير إلى احتمال حصول أفراد ذلك التنظيم على القنابل الأميركية (ADM) التي كان الجيش الأميركية يملك منها في الثمانينيات حوالي 600 قطعة . ويشير المحلل السياسي الروسي يوري بارانوف إلى أن القوة التدميرية لكل واحدة من هذه القنابل تماثل قوة القنبلة الأميركية التي ألقيت على هيروشيما

حيث تتراوح بين 1 و 15 طنا. وتجدر الإشارة أن قصة الحقائب النووية هذه ـ حسب بارانوف ـ بدأت في خريف عام 1997 عندما ذكر السكرتير السابق لمجلس الأمن القومي الروسي الجنرال الكسندر ليبيد في خضم حملته الانتخابية على رئاسة إقليم كراسنويارسك باختفاء 100 قنبلة نووية صغيرة من المستودعات العسكرية الروسية. وقد أيد رئيس حركة حماية البيئة الأكاديمي الروسي المعروف الكسي يابلوكوف في ذلك الوقت تصريحات الكسندر ليبيد مؤكدا على وجود 700 (لغم نووي) في الاتحاد السوفيتي كانت موجودة تحت تصرف هيئة أمن الدولة (كي جي بي) حينذاك . ورجح الرجلان إمكانية حصول المقاتلين الشيشان على تلك القنابل النووية الصغيرة الـ 20 والتي تم إرسالها فيما بعد إلى نظام طالبان لتحفظ في مستودع قرب قندهار. غير أن السلطات الرسمية الروسية سارعت ونفت ما أشار إليه ليبيد ويابلوكوف. ويؤكد بارانوف أن تكنولوجيا صنع القنابل النووية الصغيرة معروفة في روسيا والولايات المتحدة ولكن هاتين الدولتين لا تقومان بتصنيع تلك القنابل لسبب بسيط هو أن حشوة تلك (الحقيبة النووية) لا تعمل إلا في غضون فترة لا تتجاوز الستة أشهر منذ صنعها. بجانب ذلك تكلفة تلك القنبلة (الحقيبة) لا تقل تقريبا عن تكلفة صنع صاروخ كامل برأس نووي تتعدى فترة صلاحيته فترة القنبلة النووية الصغيرة المحمولة بكثير. ولهذا يرى بارانوف ان تصنيع قنابل نووية يتوجب التخلص منها بعد ستة أشهر عملية لا جدوى منها اقتصاديا . وفي نفس الوقت يعتقد المحلل السياسي الروسي أنه في حال ترجيح احتمال وقوع تلك القنابل الـ 20 بأيدي أنصار أسامة بن لادن فلا بد من القول ان فترة صلاحيتها في الوقت الحاضر قد انتهت منذ مدة طويلة لأن الرواية تزعم أن عناصر القاعدة حصلوا عليها قبل 6 سنوات. ويقول بارانوف ان الدليل الواضح على عدم شراء مثل هذه القنابل من قبل تنظيم القاعدة أن عناصر هذا التنظيم لم تستخدمها حتى اللحظة ولم تهدد حتى باستخدامها .
---------------------------------------

قام العلماء الروس في السبعينيات بتطوير وتصميم قنابل نووية صغيرة بحجم حقيبة ، وتم صنع هذه القنابل بطلب من الـ ( KGB ) جهاز الإستخبارات السوفيتي وذلك من أجل تدمير الأهداف الرئيسية للعدوأثناء الحرب ، كمحطات الكهرباء والجسور والسدود والمطارات والقيادات العسكرية ومراكز السيطرة .

هذه القنابل لها قوة تدميرية تقدر بواحد كيلوطن أي ما يعادل الف طن من مادة TNT ، وهي تعادل العُشر من قوة القنابل النووية التي سقطت على مدينتي هيروشيما ونجازاكي .

أي أنه لو تم تهريب إحدى هذه الحقائب إلى داخل الولايات المتحده لأمكن تدمير مبنى الكونجرس بأكمله وكل شئ يحيط به بطول نصف ميل ومن ثم انتشار الغبار الذري النووي في كافة أنحاء واشنطن .

هذه القنبلة الصغيره بإمكانها أن تقتل ما يقارب 100000 شخص بسبب الإشعاعات النوويه وستصبح المناطق المتضررة غير قابلة للعيش لفترة طويلة من الزمن .

يقدر وزن الحقيبه الواحدة ما بين 30 كلغ إلى 45 كلغ ، أي بإستطاعت فرد واحد أن يحملها ، كما أنها لا تتطلب مجموعة أفراد (طاقم) لتفجيرها ، بل يكفي شخص واحد فقط لهذه المهمة .

وهناك نوع آخر من الحقائب النووية تحتوي على مواد إشعاعيه فقط ، ويتم تفجيرها بمتفجرات تقليديه مما يتسبب في إنتشار التسمم الإشعاعي ، ويكون نتائج هذا التسمم مدمرة على سكان المنطقة وعلى الحياة مستقبلاً بها

القاعدة... وقصة البحث عن السلاح النووي الجزء الاول:تفاصيل رحلة القنابل النووية من شوارع موسكو إلى كهف بن لادن في الجبال الأفغانية

تاريخ النشر : 2005-10-16
القراءة : 4026


غزة-دنيا الوطن

لم يعد خطر تنظيم القاعدة مقتصرا على عملية بسيارة مفخخة، أو هجوم بطائرة مخطوفة، أو إلقاء قنبلة بدائية الصنع على مركز شرطة أو قطار أنفاق، ولكنه تعدى ذلك إلى حدود استخدام أسلحة نووية ضد دول كبرى تأتي الولايات المتحدة في مقدمتها.

وعلى الرغم من عدم توافر دليل يقيني على امتلاك القاعدة لمثل هذا السلاح، إلا أن أجهزة الاستخبارات الغربية بادرت إلى إصدار عدة تحذيرات حول احتمال وقوع هجوم من هذا النوع على مدن ومصالح أمريكية وأوروبية معتمدة في ذلك على معلومات متعددة المصادر عن محاولات قديمة قام بها زعيم هذا التنظيم أسامة بن لادن للحصول على معدات ومواد تؤهل أنصاره لدخول هذا المجال.

وقد أطلق الخبراء على هذا الهجوم وصف "الكارثة" معتبرين أن اعتداءات سبتمبر 2001 ثم مدريد 2004 ولندن عام 2005، أحداث بسيطة بالمقارنة بما يمكن أن يخلفه عمل نووي يقدم عليه أنصار بن لادن، وفي هذا السياق قدم الكاتب بول وليامز في كتاب صدر حديثا بعنوان "ارتباط القاعدة: الإرهاب الدولي، الجريمة المنظمة، الكارثة المقدمة" عرضا شاملا لمحاولات القاعدة لإنتاج سلاح نووي، مستكملا بذلك ما قدمه سابقا تحت عنوان "انتقام أسامة: 11/9 القادمة"، أما تفاصيل هذه المحاولات فتعرضها "الوطن"، كما قدمها وليامز مع التحفظ المبدئي على مساعيه للمرادفة بين الدين الإسلامي والأعمال الإرهابية التي يقوم بها تنظيم القاعدة.

ويحاول وليامز في كتابه هذا أن يستكشف أبعاد التهديد الذي تتعرض إليه أمريكا من المنظمات الإرهابية، ويحاول أن يقدم دلائل على أن تنظيم القاعدة قد بنى علاقات وارتباطات مع عصابات الجريمة المنظمة التي يدعي أنها تمول المنظمات الإرهابية بأموال المخدرات التي تبيعها في أوروبا والولايات المتحدة، ويدعي الكاتب أن القاعدة استطاعت بالفعل الحصول على أسلحة نووية من خلال ارتباطاتها مع المتمردين الشيشان الذين كانوا قد حصلوا عليها خلال الحرب الباردة عن طريق الرشوة والسرقة، كما يتحدث الكاتب عن وجود علاقة مريبة بين تنظيم القاعدة وعصابات ناشطة في السلفادور تسمي نفسها "مارا سالفاتروشا" ويعتقد ويليامز أن هذه العصابات قامت بتهريب أسلحة دمار شامل وعملاء تابعين للقاعدة عبر الحدود المكسيكية إلى داخل الولايات المتحدة مقابل مبالغ مالية ضخمة، ويقول ويليامز إن القاعدة تمكنت من خلال علاقتها بالجريمة المنظمة من إنشاء فرع قوي للقاعدة في أمريكا اللاتينية، ومن تنظيم خلايا إرهابية في مدن الولايات المتحدة الرئيسية، ويعبر ويليامز عن اعتقاده من أن أسامة بن لادن قد وصل إلى مرحلة من القوة يستطيع من خلالها أن يحقق حلمه بضرب أمريكا بسلاح نووي. ومع أن سلطات الأمن الأمريكية تعمل ليل نهار لمنع وقوع مثل هذا الهجوم، إلا أن العديد من الخبراء العسكريين والأمنيين الأمريكيين يعترفون باحتمال وقوع هجوم نووي داخل الولايات المتحدة، ربما في المستقبل القريب.

لكن كتاب "ارتباط القاعدة" ليس من النوع البريء، فالكاتب يحرص من الصفحات الأولى على تقديم أدلة ليس فقط على مدى العداء الذي يكنه قادة القاعدة لأمريكا، ولكن على أن الإسلام نفسه يقدم ذرائع لمثل أولئك الإرهابيين لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، فالكاتب يحرص على نشر مقابلة أجراها أسامة بن لادن مع صحيفة باكستانية بعد هجمات سبتمبر في التمهيد للكتاب، وبعدها مباشرة ينشر في مقدمة الكتاب مقالا نشر على الإنترنت في تلك الفترة ونسب إلى سليمان أبو غيث، المتحدث باسم تنظيم القاعدة في حينه.

ويقسم الكاتب "ارتباط القاعدة" إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، يبدأ كلا منها بآيات من القرآن الكريم تتحدث عن الجهاد، وذلك ليقنع القارئ بأن المشكلة تكمن في الإسلام نفسه وليس في تنظيم القاعدة أو غيره من التنظيمات الإرهابية المتشددة. كما يقسم كل جزء من هذه الأجزاء إلى فصول بحسب الموضوعات التي تتناولها.

يطلق الكاتب اسم "المافيا الإسلامية" على الجزء الأول من الكتاب، ويقدم له بآيات من سورة القارعة، وفي الفصل الأول من هذا الجزء، والذي يقدم له بأقوال لأسامة بن لادن وسيد قطب وأبو الأعلى المودودي جميعها تتحدث عن الجهاد والمفهوم الثوري للإسلام، يتحدث ويليامز عن خلفية بن لادن وطفولته ونشأته، ثم ينتقل إلى الفترة التي توجه فيها إلى أفغانستان عام 1979م للمشاركة في القتال ضد القوات السوفييتية التي احتلت ذلك البلد، وكان يومها لا يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر، وفي أفغانستان يتعاون بن لادن مع عبدالله عزام في فتح "مكتب الخدمات" الذي كان مركز تجنيد للمجاهدين في بيشاور.

يقول ويليامز إن الولايات المتحدة كانت تقدم دعما كبيرا للمجاهدين ضد السوفييت وصل إلى 700 مليون دولار عام 1988، حتى إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كانت تشحن البغال من ولاية تينيسي إلى أفغانستان لحمل أسلحة المقاتلين في التلال. وفي عام 1980 وصل أيمن الظواهري زعيم تنظيم الجهاد الإسلامي في مصر إلى أفغانستان والتقى مع بن لادن وعزام وبدأ التعاون والتنسيق بين الثلاثة.

بعد وفاة عزام عام 1989 في حادثة اغتيال لم يكشف سرها حتى الآن التقى بن لادن مع زعماء تنظيم الجهاد الإسلامي واتفقوا على تأسيس تنظيم القاعدة الذي كان يهدف إلى متابعة الجهاد في جميع أنحاء العالم في سبيل تأسيس إمبراطورية خلافة إسلامية توحد جميع مسلمي العالم تحت راية واحدة. وكان ذلك الحلم يعتمد على تنظيم القاعدة لتحقيقه من خلال الجهاد ضد الدول "الكافرة" من جهة، وضد بعض الحكام العرب والمسلمين الذين كان يعتبرهم قادة القاعدة "عملاء" للغرب من الجهة الثانية، وكانت الولايات المتحدة طبعا هي الهدف الأول لهذا التنظيم، ومنذ البداية لاحظ بن لادن والظواهري أهمية الحصول على أسلحة دمار شامل لضرب أمريكا إذا كان للانتصار عليها أي حظ من النجاح.

وكان أول مركز لقيادة القاعدة في ضواحي بيشاور في باكستان. وحسب المعلومات الاستخباراتية الأخيرة، فقد تم نقل القيادة حاليا إلى وادي دير على الحدود الشمالية الغربية في باكستان. ويقول أحد مخبري الاستخبارات الأمريكية إن بن لادن كان يعتمد على خدمات مفسر للأحلام اسمه أبو معز المصري الذي كان يحضر جميع جلسات مجلس الشورى ويلتقي بن لادن بشكل يومي.

يقول ويليامز إن بن لادن عاد إلى السعودية بعد الانسحاب السوفيتي من أفغانستان، وحاول أن ينشر فكره هناك، مما أدى إلى طرده من المملكة، فذهب إلى السودان حيث حاول إعادة بناء تنظيمه. وفي نهاية عام 1991، كان حوالي 1000ـ2000 من أعضاء القاعدة قد دخلوا واستقروا في السودان، حيث أقيم عدد من معسكرات التدريب كان أكبرها قرب سوبا، على بعد سبعة أميال من الخرطوم على النيل الأزرق.

لكن وجود بن لادن في السودان كلفه كثيراً من الناحية المادية، وكاد يصل إلى الإفلاس بسبب استثماراته الكثيرة في عدد كبير من المشروعات وفي إنشاء المعسكرات التدريبية. وبحلول عام 1995، اضطر بن لادن إلى تقليص رواتب جميع أعضاء التنظيم إلى حد كبير، ووصل به الأمر أنه لم يتمكن من تجديد رخصة الطيران لقائد طائرته بسبب شح الموارد المادية.

كما أن موارد بن لادن المالية تضررت كثيراً بسبب الملايين التي صرفها في سعيه للحصول على أسلحة دمار شامل. ويشير ويليامز إلى محاكمة ناشط القاعدة بأمريكا جمال الفضل عام 2001، والتي اعترف فيها أن زعيم القاعدة اختاره للتفاوض مع عميلين في السوق السوداء في الخرطوم، يعتقد أن أحدهما ضابط ووزير سابق في الحكومة السودانية اسمه صالح عبدالمبروك، أما الآخر فهو تاجر اسمه بشير. وقد جرى الاجتماع الأول في عمارة في شارع الجمهورية، حيث طلب العميلان من الفضل مبلغ 1.5 مليون دولار عن كل كيلوجرام يورانيوم بالإضافة إلى عمولتهما، واشترطا أن يتم الدفع خارج السودان. ووافق قادة القاعدة على السعر شرط أن يكون اليورانيوم من النوع الذي يمكن استخدامه في صنع الأسلحة. وجرى الاجتماع الثاني بين الفضل والعميلين في قرية بيت المال شمال الخرطوم، حيث اطلع الفضل على أسطوانة صغيرة طولها حوالي 3 أقدام وعليها مواصفات تبين أنها من منشأ جنوب إفريقي. وبعد إجراء الترتيبات لاختبار اليورانيوم استغنت القاعدة عن خدمات الفضل ودفعوا له 10.000 دولار كأتعاب، مما أغضب الفضل. وقد أجري الاختبار فيما بعد في شمال قبرص، لكن الفضل قال إنه لا يعرف شيئاً عن نتائجه ولا عن تطورات الاتفاق والمفاوضات.

وفي ملف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الخاص بأسامة بن لادن (واسمه "أليك")، هناك تأكيد بأن اليورانيوم موضوع الصفقة كان قد سرق من منشأة فاليندابا النووية قرب بريتوربا في جنوب إفريقيا. ويحوي الملف تحويلاً بنكياً بقيمة 1.5 مليون دولار سحبها بن لادن من بنك بودابست لدفع قيمة كيلو اليورانيوم الذي كان العقبة الأولى. لكن الملف لا يقدم دليلاً على أن البيع قد تم بالفعل.

ويتحدث ويليامز عن محاولات أخرى قام بها تنظيم القاعدة لشراء أسلحة نووية من روسيا، وكان المسؤول عن تلك العمليات مهندس كهرباء عراقياً اسمه ممدوح سالم، ألقي القبض عليه فيما بعد في ألمانيا عام 1998 وهو يحاول شراء عدة كيلو جرامات من اليورانيوم لصالح بن لادن، وتم تسليمه للولايات المتحدة.

ويقول ويليامز إنه لا أحد يعرف تماماً كمية المواد النووية التي تمكنت القاعدة من الحصول عليها من خلال محاولاتها المستمرة، لكن تلك الجهود يبدو أنها أثمرت لأن وكالة الاستخبارات المركزية كشفت فيما بعد أن بن لادن أنشأ مختبراً في الخرطوم عام 1993 وكان يشرف عليه عالم فيزياء من دولة شرق أوسطية للعمل على تصنيع سلاح نووي.

بعد المحاولة الأولى لتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 مارست الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة على السودان، وقامت السودان في البداية بعرض تسليمه إلى الولايات المتحدة، لكن أمريكا رفضت ذلك العرض لأنها لم تكن تملك أدلة كافية لإدانته في ذلك الوقت في محكمة أمريكية الأمر الذي جعله يخرج باتجاه باكستان.

الفصل الثاني من الكتاب يتحدث عن عودة بن لادن إلى أفغانستان وكيف عامله نظام طالبان كضيف عزيز. ويقول ويليامز إن قادة حركة طالبان رأوا في بن لادن ورجاله هدية من السماء. فقد كانوا في حاجة ماسة إلى مقاتلين متمرسين في حربهم ضد تحالف الشمال، كما أنهم كانوا بحاجة ماسة إلى أموال بن لادن لدفع رواتب الجنود وشراء الذخيرة وإصلاح البنية التحتية في أفغانستان.

وفي 23 أغسطس 1996 أعلن بن لادن الجهاد على أمريكا بسبب تواجد قواتها على أراضي السعودية. وأعلنت عدة جماعات متطرفة تأييدها لابن لادن من جميع أنحاء العالم الإسلامي، كما بدأ بن لادن يتلقى معونات مالية من جهات وجمعيات تحت مسميات مختلفة. وقدم بن لادن مساعدات ضخمة لحركة طالبان على شكل ذخيرة وأسلحة وسيارات وطعام ومشاف ميدانية.

في الفصل الثالث يتحدث ويليامز عن تجارة المخدرات في أفغانستان إلى الغرب. ويؤكد ويليامز أن المليارات التي جمعها بن لادن لتدمير الولايات المتحدة جاء معظمها من تجارة المخدرات والتحالف الذي عقده مع حركة طالبان وعصابات بوباس التركية والمافيا الألبانية، وتأكيداً لذلك يشير إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي اعترف عام 2004 أن المافيا الألبانية أصبحت تشكل مصدر الخطر الأكبر في مجال الجريمة المنظمة في الولايات المتحدة، حتى إنها تفوقت أو كادت على المافيا الإيطالية التقليدية. كان بعض المهاجرين المسلمين من ألمانيا قد تمكنوا من السيطرة على جزء لا بأس به من تجارة المخدرات في أمريكا في التسعينيات من القرن الماضي.

وكان أعضاء المافيا الألبانية يمارسون أعمالهم بلا رحمة ولا شفقة لدرجة أرعبت حتى عائلات المافيا الإيطالية والعصابات الأخرى، كما تمكنت المافيا الألبانية من التغلب على جميع منظمات الجريمة المنظمة في أوروبا أيضاً، وأصبحت تسيطر على تهريب المخدرات والتزوير وسرقة الجوازات وتجارة الأعضاء الإنسانية والرقيق الأبيض والخطف والقتل. والغريب أن بعض تجار المخدرات الألبان كانوا مسلمين ملتزمين حسب ادعائهم، وكانوا يعتبرون عملهم نوعاً من الجهاد ضد الغرب. يقول ويليامز إن الشرطة الإيطالية بدأت تراقب المكالمات الهاتفية لأبرز تجار المخدرات في ميلانو عاجم جاشي. وخلال إحدى المحادثات التلفونية، قال عاجم لمزوديه الأتراك إن عليهم أن يستمروا في إرسال شحنات الهيروين إليه حتى خلال شهر رمضان، وبرر ذلك بأنه يخدم الهدف النهائي "في إغراق الكفار النصارى في المخدرات". ويقول عاجم في مكالمة تلفونية أخرى عن تجارته التي بلغ حجمها مليار دولار: "لقد اكتشفنا أن المخدرات ليست فقط مصدر ثروة ولكنها أيضاً أداة لإضعاف النصرانية".

بدأ تحرك "المجاهدين" إلى منطقة البلقان عام 1992 بعد أن وصل الحزب الإسلامي في البوسنة إلى السلطة، وفي عام 1995، وصل عدد المتطوعين المسلمين في الجيش البوسني إلى حوالي 6000 شخص. وكان بن لادن قد حصل على جواز سفر بوسني عام 1994 وزار مركزا للقاعدة في زينيتشا في ألبانيا كان الظواهري قد نظمه، وكان عبارة عن مزرعة معزولة تم تحويلها إلى "مركز أبحاث" للأسلحة المتطورة. كما أشرف بن لادن على إنشاء مركز تدريب وقيادة للقاعدة في تروبجي في ألبانيا، وعلى تشكيل خلايا في كرواتيا وماسيدونيا وصوفيا، حيث التقى مع قيادة عصابات البوباس التركية. وبمباركة من البوباس، أنشأ بن لادن مختبراً في هيلان كوكو داخل الجزء التركي من قبرص خصصه لاختبار المواد النووية، بما في ذلك اليورانيوم المخصب الذي أمنه له جمال الفضل. وفي عام 1996 قام بن لادن بزيارة أخرى إلى ألبانيا حيث التقى مع قادة خلاياه في البلقان لدراسة إمكانية السيطرة على تجارة المخدرات العالمية عوضاً عن المافيا الصقلية التي كانت قد أصبحت شريكة لعصابات البوباس في تجارة الهيروين.

وخلال زيارته للمنطقة عام 1996، نجح بن لادن في عقد علاقة عمل بين المافيا الألبانية والبوباس التركية وحركة طالبان. وحتى لا يعتمد في تجارة المخدرات على طريق واحدة تمر من إيران وكوسوفا، اتفق بن لادن مع بعض قادة الشيشان مثل شامل باساييف وشقيقه شيرفاني لإعادة فتح ما يعرف بطريق المخدرات الإنجازي. وكان هذا الطريق يقود من أفغانستان عبر خوروج في طاجكستان وأوش في كيرقيزستان وصولاً إلى فيدنسكي رايون في الشيشان. من هناك، يتم نقل المخدرات إلى ميناء سوخومي حيث يتم تحميلها على سفن تركية وتشحن تحت رقابة البوباس إلى ميناء فاما جوستا في شمال قبرص. هناك يتم تقسيمها إلى شحنات صغيرة من قبل المافيا الألبانية لتوزيعها في كافة أنحاء العالم.

وما إن عاد بن لادن من رحلته تلك إلى أفغانستان، حتى بدأ الهيروين يتدفق إلى صوفيا وفاما جوستا بمعدل 6 آلاف طن شهرياً، وازدهر العمل وانخفضت الأسعار. ونشأ عن ذلك كابوس تمثل في زيادة عدد مدمني المخدرات، وأظهرت دراسة لمركز ناشيونال هاوسهولد سورفي أن هناك 149.000 مدمن جديد على الهيروين عام 1998م في الولايات المتحدة وكانوا يحتاجون إلى علاج لإدمانهم. وكان 80% من المدمنين تحت سن 26 سنة. كما ازدهرت تجارة الهيروين في أوروبا إلى حد كبير، وبين عامي 1996ـ2001 استهلك الأوروبيون الهيروين بمعدل يفوق 15 طناً كل سنة، وهو ضعف الكمية المباعة لأمريكا، وكان 90% من هذه الكمية يأتي من أفغانستان. ومع أن زعيم طالبان الملا عمر أعلن عن منع زراعة خشخاش الأفيون عام 2000، إلا أن ذلك لم يتم تطبيقه على الأرض، واتضح أن تلك الخطوة كان الهدف منها خداع الرأي العام العالمي والحصول على اعتراف الأمم المتحدة بالإمارة الإسلامية في أفغانستان. وقد أظهرت أقمار التجسس الصناعية التابعة لحلف شمال الأطلسي أن مناطق زراعية أكبر في أفغانستان كانت مخصصة لزراعة خشخاش الأفيون عام 2000 أكثر من أي عام آخر.


نجح تنظيم القاعدة في الوصول إلى شيء كبير على طريق امتلاك الأسلحة النووية، غير أن هذا الشيء بقي غير محدد بدقة من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية التي توقفت معلوماتها عند حدود تتبع رحلة هذا التنظيم في البحث عن مواد نووية، دون أن تعرف بالضبط كيف استفاد منها.

لم تكن هذه الأجهزة بحاجة إلى جهد كبير للتوصل إلى أن بن لادن، قد سعى في اتجاهات عدة للحصول على اليورانيوم، وأنه بات عارفا بطرق الوصول إليه، إلا أن المساحة التالية لذلك بقيت غامضة، باستثناء معلومات عامة يقول بعضها إن بن لادن وصل إلى حلمه وصار قادرا على ضرب أمريكا نووياً.

وعلى ما أظهرت المعلومات التي نشرها الكاتب بول وليامز في كتاب صدر حديثا بعنوان "ارتباط القاعدة: الإرهاب الدولي، الجريمة المنظمة، الكارثة المقدمة" فقد سعت القاعدة إلى عقد مجموعة من الصفقات النووية خلال وجودها في السودان ثم عبر بعض العناصر في جنوب إفريقيا والشيشان، وذلك قبل أن تقيم مركزا متخصصا في هذا المجال بمنطقة البلقان.

في الحلقة الثانية من عرضها لهذا الكتاب المهم تواصل "الوطن" تتبع رحلة القاعدة بحثا عن السلاح النووي، والأسباب التي ساعدتها في الوصول لهدفها، ثم الدواعي التي تجعلها تؤجل هجومها ذلك، وفي ذلك يقول وليامز إن الملايين التي جمعتها القاعدة من تجارة المخدرات استخدمتها في 3 حروب: الأولى، كانت حرب طالبان ضد تحالف الشمال، وقد كلفت هذه الحرب أكثر مما كان يتوقع لها لأن أحمد مسعود كان مخططاً استراتيجياً بارعاً. كانت قوات طالبان تتوجه إلى سهول شامالي كل عام لتحارب قوات أحمد مسعود لكنها لم تتمكن مطلقاً من تحقيق انتصار حاسم. وفي النهاية، أرسل أسامة بن لادن 3 من أتباعه إلى قيادة تحالف الشمال، وتمكن هؤلاء من دخول القيادة بعد أن ادعوا أنهم صحفيين وقاموا بتفجير قنبلة أدت إلى مقتل مسعود مع 4 من حراسه في 9 سبتمبر 2001.

الحرب الثانية، كانت الصراع في كوسوفو. ففي عام 1997 زار بن لادن ألبانيا للمرة الثالثة للمساعدة في تأسيس جيش تحرير كوسوفو وقد وضع بن لادن حوالي 500 - 700 مليون دولار لتأسيس هذا الجيش، كما قدم 500 مقاتل من العرب المتمرسين في القتال لتدريب مجندي هذا الجيش في مركز قيادة القاعدة في البلقان الذي كان موجوداً في تروبجي في ألبانيا، وفي معسكر تدريب آخر في مقدونيا.

في هذه المرحلة كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وإدارة الرئيس كلنتون تعتبران جيش تحرير كوسوفو "مقاتلين من أجل الحرية"، وقدموا المساعدة على شكل التدريب العسكري واستشارات ميدانية. وهكذا كانت الولايات المتحدة، في تحالف غير مباشر مع مجموعة كانت تحوي أعداء عقدوا العزم على تدميرها بحلول عام 1998.

ومع عودة الألبان إلى ديارهم في كوسوفو عام 1999، بعد أن أجبر الرئيس الصربي سلوبودان ميلسوفيتش بعد قصف أمريكي لبلاده على الامتثال للتسوية الأمريكية دخل معهم أنصار بن لادن الذين كانت لهم قاعدة كبيرة من خلال جيش تحرير كوسوفو وهكذا حقق بن لادن انتصاراً حاسماً، حيث انتشرت أفكاره في كل بلدة وقرية، كما فتحت الحرب أبواب أوروبا الخلفية لمرور المخدرات وأسلحة الدمار الشامل.

أما الحرب الثالثة، فكانت "الجهاد" ضد الولايات الأمريكية. ففي فبراير 1998 أصدر بن لادن فتواه الثانية التي طلبت من أتباعه ومؤيديه قتل الأمريكيين وحلفائهم في كل مكان من العالم. وفي 7 أغسطس التالي قدم بن لادن دليلاً قوياً على جديته عندما أمر بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، مما أدى إلى مقتل 234 شخصاً، 12 منهم فقط أمريكيون، فيما فشلت خطة نسف السفارة الأمريكية في كامبالا (أوغندا) بفضل وشاية من عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وردت القوات الأمريكية بعد حوالي أسبوعين بقصف معسكرات القاعدة في أفغانستان وقصف مصنع أدوية الشفاء قرب الخرطوم في السودان.

ورد بن لادن في 10 أكتوبر 2000 بضرب الباخرة "كول" في ميناء عدن في اليمن وقتل في العملية 17 أمريكياً. واعتبر بن لادن عدم رد أمريكا على هذه العملية بشكل جدي علامة ضعف ربما شجعته على اتخاذ الخطوة التالية الأكثر خطورة وقوة: هجمات 11 سبتمبر 2001.

كانت هجمات سبتمبر غاية في الدقة والتخطيط، وتسببت بضربة موجعة للولايات المتحدة. وفي 20 سبتمبر 2001، ألقى الرئيس جورج بوش كلمة أعلن فيها شن حرب شاملة على الإرهاب، واعتبر أي دولة تؤوي أو تدعم الإرهاب دولة عدوة للولايات المتحدة، وطالب دول العالم أن تأخذ موقعاً من اثنين: إما مع الولايات المتحدة، أو مع "الإرهابيين".


وثائق في أفغانستان

بدأ غزو أفغانستان في 7 أكتوبر 2001 وأصابت أول موجة من الصواريخ الأمريكية منزل زعيم طالبان الملا عمر وقتل ابنه البالغ من العمر 10 سنوات. وبحلول 9 نوفمبر، استطاعت القوات الأمريكية وحلفاؤها السيطرة على مدينة مزار الشريف ووضعت حداً لحكم طالبان، وفي 12 نوفمبر دخلت تلك القوات إلى كابول.

لم يكن الغزو بالصعوبة التي توقعها الأمريكيون، لكن اكتشاف وثائق في كابول تحوي تعليمات عن كيفية صنع أسلحة كيماوية من مواد منزلية بسيطة أثار قلق أمريكا. كما اكتشفت أيضاً وثائق عن كيفية صنع قنابل نووية قذرة من مادة "تي إن تي" والبلوتونيوم. وكانت الوثائق مخبأة في منزل كانت قيادة القاعدة تستخدمه، وكانت باللغات العربية والأوردو والألمانية والإنجليزية. كما اكتشفت القوات الأمريكية في أحد مراكز القاعدة في قندهار شيئا آخر أعطى انطباعاً عن نوايا بن لادن المستقبلية، وهو وجود يورانيوم -38 داخل إسطوانة مطلية بالرصاص ومع أن ذلك اليورانيوم ليس من النوع الذي يصلح لصنع سلاح نووي، إلا أنه يمكن خلطه مع متفجرات تقليدية لإنتاج "قنبلة نووية قذرة". وقد أدى استعداد مقاتلي القاعدة لترك مثل هذا الكنز الثمين أثناء انسحابهم إلى زيادة التوقعات بأنهم أخذوا معهم ما هو أهم من ذلك بكثير. وقد تعزز هذا الاعتقاد من خلال تقرير سري للاستخبارات البريطانية يفيد بأن اثنين من عملائها اخترقوا عام 2001 معسكرا للتدريب تابعاً للقاعدة في أفغانستان. وبعد أسابيع من التدريب المكثف بايع العميلان أمير الجماعة وتم إرسالهما إلى هيرات غرب أفغانستان للتدرب على عمليات خاصة. وهناك زاروا مختبرا للقاعدة كان بعض العلماء والفنيين فيه يضعون اللمسات الأخيرة على سلاح نووي متطور قاموا بصناعته من نظائر مشعة. وفي 2 مارس 2002, قبضت قوات الأمن الباكستانية على خالد شيخ محمد, أحد قيادي تنظيم القاعدة, واعترف بأن بن لادن كان يحضر لـ "عاصفة جحيم نووية" في الولايات المتحدة الأمريكية شبيهة بقنبلة هيروشيما عام 1945. وقال شيخ محمد إن تسلسل القيادة في "هيروشيما الأمريكية" كان ينتهي في القمة بأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وعالم غامض اسمه "الدكتور إكس".

القنابل الطليقة

في الجزء الثاني من الكتاب يطلق ويليامز اسم "جواهر التاج" على الأسلحة النووية التي يملكها بن لادن، وهو يكرس الفصل الخامس الذي يبدأ به هذا الجزء للحديث عن "القنابل النووية الطليقة".

يقول ويليامز إن "بداية النهاية" حصلت في 27 سبتمبر 1991, عندما أعلن جورج بوش الأب أن الولايات المتحدة ستسحب بشكل أحادي كل الأسلحة النووية من قواتها حول العالم شريطة أن يفعل رئيس الاتحاد السوفيتي حينها ميخائيل جور باتشوف الشيء نفسه. وبعث ذلك الإعلان السرور في قلوب الناس في البلدين. لكن سحب روسيا لأسلحتها النووية التي بلغ عددها 22000 سلاح نووي. أدى لإغلاق مصانع ومنشآت شيوعية وارتفاع نسبة البطالة إلى 30% وارتفاع التضخم ليصل 2000%, وبالتالي مما ارتفاع نسب الجريمة والفساد.

باختصار تحولت القوة العظمى الثانية في العالم إلى دولة من دول العالم الثالث. وبالطبع. كان الجيش أهم ضحايا ذلك التحول, وتم تسريح عدد كبير من الضباط والجنود. كما أن بعض الجنود لجؤوا إلى التسول لسد رمقهم, وكان أكثر من 10 جنود روس يموتون يوميا نتيجة لأسباب لا علاقة لها بالحرب, ومن ضمنها الانتحار وسوء التغذية. ولم يكن الجنود ولا حتى كبار الضباط يستلمون مرتباتهم بشكل منتظم, وبدأ الضباط يبيعون كل شيء في متناول أيديهم.

وضمن هذا الوضع والفوضى, من غير المعقول افتراض أن عملية نقل 22000 سلاح نووي من مواقع استراتيجية إلى مخازن منتشرة في جميع أنحاء روسيا، قد حدثت دون ضياع أي منها. لقد كان إغراء تحقيق أرباح سريعة أقوى من أن يقاومه أي شخص يمر بالظروف الصعبة جدا التي كان يمر بها الجيش الروسي في ذلك الوقت. فقد وصل سعر كيلو كرومنيوم - 50 إلى 25000 دولار وسيسيوم - 137 إلى مليون دولار ولثيوم إلى 10 ملايين دولار. وكان الزبائن في ذلك الوقت يتضمنون كوريا الشمالية وليبيا والقاعدة.

وخلال السنوات الثلاث الأولى لانهيار الاتحاد السوفيتي ازدهرت سوق الأسلحة النووية. ومع أن الشرطة في روسيا وليتوانيا وألمانيا وتشيكيا استطاعت منع عدد لا بأس به في محاولات تهريب الأسلحة النووية, إلا أنه من السذاجة الافتراض أن الشرطة تمكنت من إفشال جميع محاولات التهريب. ففي عام 1992 كانت هناك تقارير تقول مثلا إن إيران استطاعت شراء 3 رؤوس نووية من كازاخستان مقابل 150 مليون دولار. وقد وصل الأمر إلى درجة من الفوضى جعلت المدعي العام الروسي يقول حينها إن "البطاطا كانت محاطة بحراسة أفضل" من المواد النووية في مورمانسك, وروسيا.

في هذه الظروف أصبحت المافيا الشيشانية أقوى منظمة في روسيا في تهريب المواد النووية إلى دول وجماعات أخرى. في 1993, استطاع أعضاء هذه المافيا الحصول على كمية غير محددة من اليورانيوم المخصب من كازاخستان. وتم نقل أكثر من 6 كجم من جروزني, إلى إسطنبول. وقد استطاع الإنتربول بعد 6أشهر القبض على 4 رجال أعمال أتراك و4 عملاء للاستخبارات الإيرانية وتمت مصادرة 2.5 كجم من ذلك اليورانيوم, أما الكمية الباقية فلم يتم العثور عليها.

وفي 23 نوفمبر 1995, أثبت شامل باسايف, أحد قادة الثوار الشيشان, قدرة الثوار النووية عندما اتصل مع فريق عمل تلفزيوني وأرشدهم إلى قنبلة مشعة زرعت في حديقة قرب موسكو. وبعد ذلك بفترة قصيرة, أخبر دودايف, زعيم المقاتلين الشيشان, وزارة الخارجية الأمريكية أنه يمتلك أسلحة نووية تكتيكية, وقال إنه مستعد لبيعها لأي دولة أو منظمة إرهابية,, إذا لم تعترف الولايات المتحدة باستقلال الشيشان.

وفي يناير 1996, استلم مركز دراسات عدم انتشار الأسلحة النووية في معهد مونتيري للدراسات الدولية معلومات من أحد كبار مستشاري الرئيس الروسي وقتها بوريس يلتسين بأن عددا غير محدود من القنابل النووية الصغيرة كان قد تم صنعها للاستخبارات السوفيتية (كي جي بي) ولم تظهر أبدا على قائمة الأسلحة النووية السوفيتية. وفي شهر مايو 1997, خلال اجتماع مغلق مع وفد الكونجرس الأمريكي, قال سكرتير مجلس الأمن الروسي السابق ألكساندر ليبيد إن أكثر من 84 سلاحاً نووياً صغيراً اختفى من الترسانة الروسية, وقد تكون هذه الأسلحة في يد مجموعة من الإسلاميين المتطرفين. وقال ليبيد إن هذه القنابل الصغيرة كانت قد طورت بحيث يمكن حمل إحداها في حقيبة صغيرة.

وبعد رفض إدارة كلينتون الاجتماع مع دودايف أو تنفيذ مطالبه كانت هناك تقارير بأن المسلحين الشيشان باعوا 20 حقيبة نووية لأسامة بن لادن مقابل 30 مليون دولار، و2000 كجم من هيرويين رقم 4 النقي يقدر ثمنها بحوالي 700 مليون دولار، وقد أكدت مصادر استخباراتية وصحفية كثيرة حدوث هذه الصفقة. وفي عام 1998 قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في أمريكا هشام قباني أمام لجنة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية إن أسامة بن لادن اشترى بالفعل القنابل النووية الصغيرة من الشيشان وأن العديد من هذه القنابل قد وصل بالفعل إلى الولايات المتحدة، وأن أكثر من 5000 من عناصر القاعدة تلقوا تدريبات لتنفيذ "هيروشيما الأمريكية" وأعاد الشيخ قباني هذه التأكيدات للصحفيين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

وفي 11 أكتوبر 2001 التقى جورج تنيت رئيس وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت، مع الرئيس بوش ونقل له أنباء عن وصول حقيبتين نوويتين على الأقل إلى أيادي ناشطين للقاعدة داخل الولايات المتحدة. وكانت قدرة كل حقيبة التفجيرية تصل إلى اثنين كيلو طن، وكان الرقم التسلسلي لإحدى هاتين الحقيبتين 9999 وتاريخ صنعها في روسيا 1988 كما أن بن لادن نفسه لم ينكر احتمال حصوله على أسلحة نووية خلال عدة مقابلات أجراها على مدى عدة سنوات مع صحفيين أجانب.

لقد استطاع بن لادن أن يضيف أسلحة نووية أكثر إلى ترسانته فيما بعد. ففي عام 1998 اشترى 20 رأساً نووياً في كازاخستان وتركمانستان وروسيا وأوكرانيا. وفي مختبرات القاعدة أزال العلماء اليورانيوم والبلوتونيوم حتى يمكن إعادة تصنيعها ووضعها في قنابل نووية صغيرة لتسهيل نقلها.

الهجوم القادم

يبدأ ويليامز الفصل السادس من كتابه بطرح تساؤل كبير: إذا حصل بالفعل بيع الحقائب النووية عام 1996 فلماذا لم تحدث هيروشيما الأمريكية بعد؟ هذا التأخير دفع بالبعض للاعتقاد بأن القنابل النووية التي في حوزة القاعدة لم تعد قابلة للانفجار. الجنرال إيجور فولينكين، رئيس الوكالة المسؤولة عن تخزين وأمن الأسلحة النووية في الجيش الروسي، قال إن القاعدة لا تملك الخبرة اللازمة لصيانة الحقائب النووية، لأن هذه الأسلحة يجب تفكيكها كل 3 أشهر حتى يمكن إعادة شحن المواد النووية فيها، لكن علماء الفيزياء الأمريكيين في مركز منع انتشار الأسلحة النووية لا يوافقون على هذا الرأي، ويقولون إن الحقائب النووية على الأغلب تحوي اليورانيوم والبلوتونيوم وأضيف إليها مادة الترينيوم التي تعوض عن الكمية المطلوبة من المتفجرات التقليدية. ولا يحتاج البلوتونيوم ولا اليورانيوم صيانة كثيرة وحتى التريتيوم لا يحتاج إلى الصيانة المتكررة.

لكن الاعتقاد بأن بن لادن اشترى هذه الأسلحة مقابل ملايين الدولارات ليخزنها في كهفه دون الاهتمام بالصيانة يستند إلى الفكرة الخاطئة بأنه محارب بدوي متخلف لا يملك أي معرفة عن الأسلحة المتطورة, ويؤكد ويليامز أن بن لادن "مهندس ذو تدريب عال وهو أحد أفضل الموهوبين في التكتيك العسكري... في العصر الحديث".

لقد كان بن لادن, في رأي ويليامز, حريصا على تأمين الصيانة المناسبة. فما أن حصل على الأسلحة حتى دفع مبالغ تقدر بـ 60 - 100 مليون دولار للحصول على مساعدة علماء نوويين من روسيا والصين وباكستان. وبين 1996 - 2001 كان بن لادن يدفع مقابل خدمات عدد من الفنيين الذين كانوا يعملون في القوات الخاصة الروسية سابقا. هؤلاء الفنيون كانوا قد تلقوا تدريبات على فتح وتشغيل الأسلحة لمنع أي استخدام غير مسموح به.

ويقول ويليامز إن هناك اعتقاداً بأن التأخير في استخدام هذه الأسلحة يرجع إلى شخصية بن لادن المعروف بالصبر. فقد بدأ يخطط لتفجيرات السفارات الأمريكية في إفريقيا منذ أن كان في السودان عام 1993, وقد ظل يعد للهجوم على السفينة كول سنتين, فضلا عن انه ترك فاصلا زمنيا يصب ل 8 سنوات بين محاولة تفجير مركز التجارة العالمي الأول وهجمات 11 سبتمبر.

الهجوم القادم, كما يقول بعض الخبراء, سيكون متزامنا في وقت واحد في عدة مواقع من الولايات المتحدة, على رأسها. نيويورك وبوسطن وفيلا دلفيا وميامي وشيكاغو وواشنطن وهيوستن ولاس فيجاس ولوس أنجلوس وفالديزني في ألاسكا. ولتنسيق مثل هذا الهجوم, يتطلب الأمر ليس فقط شحن القنابل النووية., ولكن أيضا تشكيل خلايا وتدريب علماء واختبار مواقع وتجهيز الأسلحة دون أن يكتشفها رجال الأمن الأمريكيين. إن بن لادن لا بد وأنه حريص على ألا يضيع "مجوهرات التاج" التي كلفته مئات الملايين في هجوم ليس مخططا بشكل جيد.

ويعتقد ويليامز أن السبب الآخر لتأخير هجوم القاعدة النووي على أمريكا قد يكون محاولات القاعدة الحصول على الأسلحة النووية التكتيكية التي كان السوفييت قد أدخلوها سرا إلى الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة ودفنوها في أماكن نائية في مناطق مختلفة في البلد ليتمكن العملاء السوفييت من الوصول إليها واستخدامها في حال حدوث حرب نووية بين القوتين العظميين. الكثير من هذه الأسلحة كانت حقائب نووية.
لقاعدة وقصة البحث عن السلاح النووي الجزء الثاني:خفايا العلاقة المريبة بين بن لادن ودكتور شر وسر زيارة مدير سي. آي. إيه لباكستان فجرا

تاريخ النشر : 2005-10-17
القراءة : 13277


غزة-دنيا الوطن

بلغ تنظيم القاعدة درجة عالية من القوة قبل هجمات 11 سبتمبر ، وكان أسامة بن لادن يعلم أن أي استخدام متعجل للأسلحة النووية التي بحوزته سيؤدي إلى خسائر فادحة أقلها مئات الملايين لشراء السلاح النووي من بقايا الجيش الروسي المحطم. ومع أن كثيراً من الخبراء قد توقعوا أن تكون تلك الأسلحة قد فسدت إلا إن الوثائق الاستخباراتية كشفت أن الخبراء العاطلين الذين استعان بهم التنظيم تولوا حماية الكنز الكبير من التلف.

وعلى ما يؤكد الكاتب بول وليامز في كتابه " ارتباط القاعدة: الإرهاب الدولي، الجريمة المنظمة، الكارثة المقدمة" فإن الترسانة النووية للقاعدة ضمت على الأقل 20 حقيبة نووية اشتراها بن لادن من المسلحين الشيشان مقابل 30 مليون دولار و 20 رأسا نووياً حصل عليها بطرق مختلفة من دول الاتحاد السوفيتي السابق.

وهو يزيد على ذلك فيقول إن الاستخبارات الأمريكية باتت واثقة من وجود الخطر النووي بعد تحليل الوثائق النووية التي عثر عليها في مراكز القاعدة بأفغانستان، خصوصا وأن عضوا مقربا من بن لادن اعترف بتخطيطه لشن عملية نووية أطلق عليها "هيروشيما الأمريكية" .

ويتحدث ويليامز في هذه الحلقة عن وصول بعض القنابل النووية إلى الولايات المتحدة ، حيث يخصص الفصل السابع للحديث عن علاقة عالم الذرة الباكستاني عبدالقدير خان والذي يسميه في عنوان هذا الفصل "الدكتور شر"،مع القاعدة .

يقول ويليامز إن عبدالقدير خان وزميله وصديقه العالم النووي سلطان بشير الدين محمود كانا على علاقة وثيقة مع تنظيمات إسلامية متطرفة، وكانا يشاركان في الكثير من المسيرات والتجمعات التي تنظمها بعض هذه الجماعات، وفي 23 أكتوبر 2001، اكتشفت الاستخبارات العسكرية الأمريكية سجلات تشير إلى حدوث اجتماعات بين سلطان بشير وبعض مسؤولي القاعدة، بمن في ذلك بن لادن وأيمن الظواهري، وذلك في مقر منظمة " أمة تعمير إي ناو " (إعادة بناء الأمة) في كابول، والتي أسسها وكان يرأسها سلطان بشير نفسه.

وكانت هذه المنظمة ـ ظاهرياً على الأقل ـ مؤسسة خيرية لخدمة فقراء أفغانستان. وقد أثار هذا الاكتشاف قلق الولايات المتحدة على درجة كبيرة جعلت رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي. آي. إيه" جورج تينت يستقل الطائرة في منتصف الليل ويتوجه إلى إسلام أباد للتحقيق في الأمر بنفسه.

كان الدكتور سلطان الشخص المثالي لتقديم المواد والخبرة النووية لتنظيم القاعدة. كان قد قضى أكثر من 20 عاماً في العمل في مجال تخصيب اليورانيوم في مختبرات أبحاث خان. وكانت إنجازاته محترمة لدرجة أنه تولى منصب رئيس وكالة الطاقة النووية في باكستان عام 1995م كما عمل مديرا تنفيذياً لمفاعل "خصاب" في البنجاب. كما كانت له دراية واسعة بالسوق السوداء للمواد النووية في الشرق الأوسط وآسيا ، لكنه اضطر عام 1999، وبعد إعرابه صراحة عن ضرورة انتشار التكنولوجيا النووية إلى الاستقالة من مناصبه ، وحزم حقائبه وذهب إلى كابول لتأسيس جمعيته الخيرية، ويعتقد الكثيرون أنه أخذ معه تصميمات ومواد نووية أيضاً.

ولدى الضغط عليه في التحقيقات ، اعترف الرجل بأنه التقى مع بن لادن والظواهري ومسؤولين آخرين في القاعدة في كابول لدراسة فوائد تفجير نووي في مدينة أمريكية. مؤكدا أن بن لادن يبذل جهودا حقيقية لتحقيق "هيروشيما الأمريكية"، وقال إن القاعدة حصلت على مواد قابلة للانشطار من الحركة الإسلامية في أوزبكستان ومن مصادر أخرى، وإن عناصر القاعدة كانوا منهمكين في تسريع عملية إنتاج قنابل نووية من أجل "الجهاد".

كما اكتشف المحققون الأمريكيون خلال استجواب سلطان أن بن لادن عقد اجتماعات سرية مع علماء آخرين من مختبرات خان ومنهم ، كبير المهندسين في وكالة الطاقة النووية في باكستان الدكتور تشودري عبد المجيد. ولدى التحقيق معه، اعترف الأخير بأنه اجتمع مع بن لادن ومسؤولين آخرين من القاعدة لمناقشة صناعة وصيانة الأسلحة النووية. ونظراً لتعاونهما مع المحققين، تم إطلاق سراح الرجلين دون ضجة.

اجتماعات مع بن لادن

يضيف ويليامز أن هناك بعض كبار العلماء النوويين الذين كانوا يعملون في مختبرات أبحاث خان تمكنوا من الفرار إلى جهات غير معروفة. ومن هؤلاء محمد زبير، مراد قاسم، طارق محمود، سعيد أختر، امتياز بايج، وحيد ناصر، منور إسماعيل، شاهين فريد، وخالد محمود.

وبالإضافة إلى شهادات سلطان و عبدالمجيد، حصل المحققون الأمريكيون على أدلة موثقة من مكاتب جمعية "أمة تعمير إي ناو" تؤكد أن القاعدة نجحت بالفعل في صناعة عدة أسلحة نووية، وأن أحد هذه الأسلحة على الأقل تم شحنه خارج أفغانستان قبل 11 سبتمبر، ربما إلى الولايات المتحدة ضمن حاويات تجارية من كراتشي .

وظهرت أدلة عن تورط خان شخصياً في برنامج بن لادن النووي مع اعتقال خالد شيخ محمد، رئيس العمليات العسكرية للقاعدة. حيث تمكن عملاء الاستخبارات الأمريكية من اكتشاف معلومات على جهاز الكمبيوتر الخاص بخالد شيخ محمد تثبت أن خان اجتمع مع بن لادن في بيت آمن في كابول. واعترف شيخ محمد أن هدف بن لادن هو خلق "عاصفة جحيم نووية" داخل الولايات المتحدة، وأنه يشرف شخصياً على هذه العملية مع أيمن الظواهري وعالم نووي غامض أطلق عليه اسم "الدكتور إكس" كما اكتشف المحققون الأمريكيون أدلة تشير إلى أن الاستخبارات الباكستانية هي التي قتلت الصحفي الأمريكي دانيال بيرل لأنه حصل على معلومات سرية تتعلق بالاجتماع السري بين بن لادن و خان وبنقل مخططات نووية ومواد من مختبرات أبحاث خان إلى خلايا القاعدة على الحدود الشمالية الغربية لباكستان مع أفغانستان.

زبائن آخرون

تحت الضغط الأمريكي، اضطر الرئيس مشرف إلى عزل خان من منصبه كرئيس للبرامج النووية وعينه "مستشاراً رئاسياً خاصاً" وفي 4 فبراير 2004 أصدر خان بياناً اعترف فيه بأنه باع تكنولوجيا نووية إلى كل من ليبيا وإيران وكوريا الشمالية معربا عن حزنه العميق لأنه عرض الأمن القومي الباكستاني للخطر. وقد منح الرئيس مشرف والحكومة الباكستانية عفواً كاملاً عن خان في محاولة لإرضاء الشارع الإسلامي الذي كان غاضبا من المعاملة التي تلقاها عالمه الكبير

أظهرت التحقيقات فيما بعد أن لائحة زبائن خان تضمنت دولاً أخرى من بينها مصر وماليزيا وإندونيسيا والجزائر والكويت وميانمار والإمارات العربية المتحدة.

ومع أن الرئيس مشرف أنكر دائماً أي علاقة للحكومة الباكستانية بنشاطات بيع التكنولوجيا النووية التي كان يقوم بها خان، إلا أن ويليامز يقول إن الأدلة تشير إلى غير ذلك. فخان كان على اتصال دائم مع وزارة الخارجية الباكستانية خلال جميع رحلاته إلى الخارج، كما أن هناك مطويات وكتيبات أعدت خصيصاً لتسويق أبحاث مختبرات خان إلى "الدول المارقة والمنظمات الإرهابية" في جميع أنحاء العالم. وكان على غلاف الكتيبات صورة لخان فوق غيمة نووية.

هذه الاكتشافات جعلت بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين يستنتجون أن الخطر الأكبر للأمن القومي الأمريكي إنما يأتي من الحليف الجديد لأمريكا: باكستان.

مرحبا يا أسامة

يطلق ويليامز على الجزء الثالث من كتابه اسم "من الجحيم إلى أمريكا الجنوبية" ويقدم له بترجمة لمعاني سورة الغاشية من القرآن الكريم. وفي الفصل الذي يأتي تحت عنوان "أهلاً بك يا أسامة في أمريكا الجنوبية"، يتحدث ويليامز عن تغلغل الجماعات المسلحة والتي تصنفها واشنطن على أنها "إرهابية" في مناطق أمريكا الجنوبية. يقول ويليامز إن حزب الله اللبناني كان أول جماعة إسلامية "إرهابية" تنشئ قاعدة لها في أمريكا اللاتينية عام 1983م. ويعتقد ويليامز أن الحزب أقام علاقات عمل مع عصابات تهريب المخدرات من كولومبيا والباراجواي والأوروجواي والإكوادور، كما أنشأ علاقات مع ميليشيات مسلحة من أمريكا اللاتينية مثل القوات المسلحة الثورية في كولومبيا وميليشيا "النجم المضيء" في بيرو.

كان تجار المخدرات وأعضاء الميليشيا، بحاجة إلى الأسلحة التي كان حزب الله يستطيع تأمينها لهم من خلال علاقاته مع الشيشان، فيما كان حزب الله يحصل على الكوكاين ليبيعه في أوروبا والشرق الأوسط بمساعدة المافيا الصقلية.

تمكن حزب الله من خلال خليته في أمريكا الجنوبية من تنفيذ بعض العمليات هناك كان أشهرها هجوما على السفارة الإسرائيلية بالأرجنتين في 17 مارس 1992، وهجوما آخر على مركز "اميا" اليهودي في 18 يوليو 1994في بيونس آيريس.

وقيل حينها إن الشخص الذي خطط لتلك الهجمات هو عماد فايز مغنيه الذي يعتقد أنه أحد كبار ضباط الاستخبارات في حزب الله ويعزى إليه فضل إنشاء خلية أمريكا الجنوبية. ولا يعرف الكثير عن عماد مغنيه سوى تاريخ ميلاده وهناك صورتان عليهما أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كانتا فعلاً لعماد مغنيه. ويقال أيضاً إن عماد مغنيه أجرى عدداً من عمليات التجميل لتغيير ملامح وجهه ليسهل تنقله دون أن يتم كشف هويته.

لكن عماد مغنيه لعب دوراً كبيراً في تحقيق إنجاز آخر هو إقامة نوع من التعاون بين حزب الله وبن لادن بالرغم من الاختلافات العقائدية بين الفريقين. وتظهر وثائق الاستخبارات الأمريكية أن بعض أعوان بن لادن اتصلوا مع وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية عام 1995 من هاتف بن لادن الذي يعمل على الأقمار الصناعية، وعرضوا على المسؤولين الإيرانيين التعاون في الجهاد ضد إسرائيل. ويقول ويليامز أن اللقاء الحاسم الأول تم بين مغنيه و بن لادن في السودان عام 1995 في الخرطوم. وتلا ذلك اجتماعات أخرى بين الرجلين وتم الاتفاق على تقاسم الأدوار في تجارة المخدرات من أفغانستان إلى تركيا عبر شمال إيران.

استضافت إيران ما يطلق عليه ويليامز "قمة إرهابية" في طهران بين 21ـ 23 يونيو 1996 حضرها مسؤولون كبار من عدة منظمات مسلحة من بينهم رمضان شلح من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، وأحمد صلاح (الجهاد الإسلامي في مصر)، وعماد العلمي ومصطفى اللداوي (حركة حماس)، وأحمد جبريل (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، وعبدالله أوجلان (حزب العمال الكردي)، ومحمد علي أحمد (القاعدة)، وعماد مغنية (حزب الله)، ونتج عن المؤتمر تشكيل "مجموعة الثلاثة" التي تقرر أن تلتقي مرة كل شهر لتنسيق وتخطيط وتنفيذ الهجمات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. وكان أعضاء هذه اللجنة هم عماد مغنية وأحمد صلاح وأسامة بن لادن. وقد وافقت اللجنة في أول اجتماع لها على ثلاث عمليات كانت قيد الإعداد أصلا: تفجير معسكر أمريكي في الخبر (السعودية) "بن لادن"، طعن دبلوماسية أمريكية (أحمد صلاح)، وإسقاط الطائرة "تي دبليو إي 800" (مغنية)، وكانت روح التعاون هذه هي التي جعلت بن لادن يعلن الحرب على أمريكا في 23 أغسطس 1996.

وقد استفادت القاعدة كثيرا، على حسب قول ويليامز، من علاقتها مع حزب الله، وخاصة في مجال العمليات العسكرية وإعداد المتفجرات، حتى إن ويليامز يذهب للقول إن القنبلة التي هاجمت بها القاعدة الباخرة "كول" في اليمن أعدت في لبنان تحت إشراف حزب الله، قبل تهريبها إلى اليمن. كما أن حزب الله استفاد من التمويل الذي كان يصله جزئيا من بن لادن، واستفادت إيران كذلك لأن علاقتها مع بن لادن سهلت لها الوصول إلى التقنية النووية، التي كان خان يملكها في باكستان.

وفي ديسمبر 2001، عندما كانت الطائرات الأمريكية تقصف جبال تورا بورا، يقول ويليامز إن 500 من عناصر القاعدة وطالبان تسللوا إلى إيران حيث تم تزويدهم بالحماية. ومن بين هؤلاء كان سعد أسامة بن لادن، ، وسيف العدل أحد القادة العسكريين في القاعدة، وأبو مصعب الزرقاوي، الذي كان مسؤولا عن عمليات القاعدة في أوروبا. كما يعتقد أن الظواهري أيضا سافر إلى إيران حيث شوهد وهو يرتدي زي شيخ إيراني بعمامة سوداء ولحية مصبوغة بالحناء، وقد كان في استقبال المجموعة لدى وصولهم إلى إيران عماد مغنية.

ويقول ويليامز إن تعاون القاعدة مع حزب الله أثمر عن إنشاء موطئ قدم لابن لادن في أمريكا الجنوبية. وهناك تقارير غير مؤكدة بأن بن لادن نفسه كان أول من زار المنطقة في 1995، وتحديدا في منطقة "فوز دو إجواتشو"، وفي عام 2003 نشرت إحدى الصحف البرازيلية الأسبوعية مجموعة من الصور ادعت أنها التقطت لابن لادن وهو في تلك المنطقة عام 1995، ورغم نفي المسلمين المحليين لتلك التقارير، إلا أن بعض مسؤولي البلدية في "فوز دو إجواتشو" حاولوا استغلال تلك الأخبار لأغراض سياحية، لدرجة أنهم نشروا إعلانا في بعض الصحف العالمية على مساحة صفحة كاملة يحوي صورة بن لادن مع العبارة التالية: "عندما لا يكون مشغولا بنسف العالم، أسامة بن لادن يستمتع بوقته... إذا كان بن لادن قد خاطر بنفسه لزيارة فوز دو إجواتشو فذلك يعني أن الأمر يستحق ذلك، الجميع يريدون أن يروها، لماذا لم تأتِ أنت؟".

وإذا كانت زيارة بن لادن لأمريكا الجنوبية غير مؤكدة، فإن زيارة خالد شيخ محمد كانت مؤكدة، وقد جاء الدليل لدى مصادرة جواز سفره عند اعتقاله في كراتشي في 2 مارس 2003، وكان عليه تأشيرة سياحية لدخول البرازيل في 4 ديسمبر 1995، وغادر منها في ليلة عيد الميلاد إلى هولندا، وخلال وجوده هناك على مدى 3 أسابيع، التقى خالد شيخ محمد بعض قادة حزب الله هناك للتخطيط لهجمات على الولايات المتحدة وكندا. ومع أن الهجمات التي تم التخطيط لها لم تنفذ لأسباب مختلفة، إلا أن زيارة خالد شيخ محمد كانت ناجحة لأنها مهدت لإنشاء خلايا لتنظيم القاعدة في 1996 في مدينة فوز دو إجواتشو البرازيلية. كما استطاعت القاعدة فيما بعد أن تنشئ خطا بدأ من ميناء إكوبكي في تشيلي، عبر منطقة المثلث الحدودية للبرازيل والأرجنتين والبارجواي، شمالا عبر الغابات البرازيلية، وبعد ذلك يتفرع الطريق إلى سورينام وجوايانا وفنزويلا وكولومبيا، وبنما وهندوراس، والمكسيك، ومن المكسيك كان الدخول إلى الولايات المتحدة ممكنا عبر التعاون مع عصابة ماراسالفاتروشا التي كانت تسيطر على عمليات التهريب من المكسيك إلى الولايات المتحدة.

يقول ويليامز إن منطقة المثلث الحدودية بين الأرجنتين والباراجواي والبرازيل قدمت لابن لادن موقعا لنشاطاته أفضل بكثير من جبال أفغانستان التي يتعرض فيها للمراقبة،. فمنطقة المثلث غير مراقبة وتقدم حدودا غير مزودة بالحراسة ومصادر كثيرة للمياه وأكثر من 100 مهبط سري للطائرات، لقد كان مكانا يمكن فيه تدريب الآلاف على حرب العصابات دون أن يشعر بهم أحد. وما هو أهم من ذلك، هو بناء الغابات الكثيفة هناك ، ثم انشأ مختبرات لإنتاج واختبار أسلحة الدمار الشامل، خصوصا وان البرازيل تملك رابع أكبر احتياطي في العالم من اليورانيوم. ومنشأة نووية يمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم في ريسندي، ومصنعين لإنتاج الطاقة النووية، ، وقد جاء الدليل على وجود نشاطات لتهريب اليورانيوم في تلك المنطقة في أغسطس 2004 عندما صادرت الشرطة البرازيلية شحنة من حوالي 600 كجم من اليورانيوم والثوريوم في شاحنة ، قرب مدخل الأمازون.

في عام 1997، طلبت وكالة الاستخبارات المركزية من الاستخبارات البرازيلية اختراق منطقة المثلث للحصول على معلومات عن عمل المنظمات والجماعات الإسلامية المتطرفة هناك. وخلال تلك العملية - التي أطلق عليها اسم عملية "سنتورو" - قامت الاستخبارات البرازيلية بمراقبة شاملة لتلك المجموعات، كما استجوبت مئات من المشتبه بهم. وأظهرت الأدلة أن القاعدة تمكنت من إنشاء خلايا قوية في المنطقة. وكانت هذه الخلايا تقوم بجمع ملايين الدولارات لتمويل عمليات القاعدة، كما تقوم بتزوير الوثائق والمستندات، وتشرف على معسكر تدريب كبير للمجندين الجدد في منطقة منياس جيرايس البرازيلية.

كما أظهرت التحقيقات والمراقبة أن القاعدة تتعاون مع حزب الله في تلك المنطقة للتحضير لهجوم كبير على الولايات المتحدة. وتركزت اهتمامات الاستخبارات البرازيلية على ناشط مصري اسمه سيد حسن مخلص تلقى تدريباته في أفغانستان وكلفه بن لادن بالتوجه إلى البرازيل لقيادة خلية الجماعة الإسلامية في "فوزدو إجواتشو". وفي 26 يناير 1999، اعتقلت الاستخبارات البرازيلية مخلص في مركز حدودي بالبارجواي فيما كان يحاول مغادرة البرازيل مع عائلته إلى لندن مستخدما جوازات سفر مزورة.

ورغم كل هذه المعطيات، لم يول ضباط وعملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الاهتمام الكافي لما كان يحدث في تلك المنطقة. حتى عندما سلم مغربي شاب يعيش في فوز دو إجواتشو رسالة لمحاميه في الأسبوع الذي سبق هجمات سبتمبر وطلب منه تسليمها إلى السفارة الأمريكية لم ينتبه أحد . كانت تلك الرسالة تحوي تحذيرات محددة من حدوث هجمات في واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر. كان اسم ذلك المغربي عبدالفتاح، وكان عضوا سابقا في القاعدة لكنه غير أفكاره فيما بعد، و لا يزال محتجزا في أحد سجون البرازيل.

بعد أحداث 11 سبتمبر، تدفق عملاء الاستخبارات على منطقة المثلث من البرازيل والولايات المتحدة وإسرائيل، وتم توقيف عدد من الناشطين الذين اتهموا بتقديم المساعدات لتنظيم القاعدة، ومن بينهم رجل الأعمال أسعد بركات، وعضو حزب الله علي مهري. كما تم اعتقال ناشطين آخرين يعتقد أن لهم علاقات مع بن لادن هما محمد أبو العز، ومحمد عبدالعال، وقدمت الاعتقالات ما يكفي من الأدلة التي جعلت وزير داخلية الباراجواي يعلن أن أكثر من 500 مليون دولار قد تم جمعها من قبل الإرهابيين داخل منطقة المثلث الحدودية خلال 1999 - 2001.

واكتشف المحققون فيما بعد أن بيرو كانت تشكل مصدرا كبيرا للقلق، خاصة بعد أن ظهرت أدلة تثبت تواطؤ رئيس الاستخبارات فلادميرو مونتي سينوس مع بن لادن بحيث تمكن الأخير من شراء عدة منازل آمنة لأعوانه هناك. كما ظهرت أدلة على نشاطات للقاعدة وحماس وحزب الله في دول أخرى مثل بوليفيا والإكوادور وكولومبيا وسورينام وفنزويلا.
وتواصلا مع ما سبق يقول ويليامز إن انتشار الإسلام المتطرف في عدد من المناطق الشمالية في أمريكا الجنوبية يمكن الحديث عنه بشكل أفضل إذا أخذنا سورينام كمثال. سورينام بلد صغير لا يتجاوز عدد سكانه 437.000 نسمة. في عام 2004 وصلت نسبة المسلمين في ذلك البلد إلى 35% ونجحت القاعدة في التغلغل في ذلك البلد، كما نجح الانفصاليون الشيشان في ذلك أيضاً.

لكن فنزويلا كانت أكثر إثارة للقلق، ففي 5 يناير 2003 قال الرائد خوان دياز كاستيلو الذي كان الطيار الشخصي للرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، إن رئيس فنزويلا قدم مليون دولار كهدية للقاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر. وقال كاستيلو إن ذلك المبلغ تم توصيله للقاعدة عبر السفير الفنزويلي في الهند والترماركيز، كما تم اكتشاف تطورات أخرى أيضاً. فقد تبين للمحققين الأمريكيين أن إدارة الرئيس شافيز منحت آلاف الأجانب، بما في ذلك عناصر مشتبه بهم في الشرق الأوسط، وثائق فنزويلية ربما في ذلك جوازات سفر لمساعدتهم في الهجرة إلى أمريكا الوسطى، والمكسيك، والولايات المتحدة. وفي 13 فبراير 2004 اعتقل متطرف إسلامي معروف بعلاقاته مع القاعدة في مطار جاتويك قرب لندن بعد أن تم اكتشاف قنبلة يدوية في أمتعته. وكانت تذكرة الطائرة تبين أنه قادم من كولومبيا، لكن السلطات البريطانية اكتشفت فيما بعد أنه مواطن فنزويلي تلقى تدريباته في خلية للقاعدة على جزيرة مارجرينا إيلاند الفنزويلية، وهو ما كان يقصده السواح الأمريكيون بصورة كبيرة في الماضي. ونتيجة لذلك توجه عملاء للاستخبارات البريطانية بشكل سري إلى فنزويلا لمنع خلية القاعدة من إيصال المخدرات والأسلحة إلى بريطانيا. وكانت الأسلحة في الأساس تأتي من الترسانة الكوبية إلى مجموعة القوات المسلحة النووية الماركسية في كولومبيا وإلى المتطرفين المسلمين، لكن الاستخبارات البريطانية اكتشفت أسلحة حديثة، تتضمن صواريخ أرض - جو، قادمة من كوريا الشمالية أيضاً.

وقد أقلق ذلك الاكتشاف الاستخبارات الأمريكية كثيراً، خاصة وأنها لم تكن قد أعارت التقارب الفنزويلي مع كل من الصين وكوريا الشمالية اهتماماً كبيراً من قبل.

في ديسمبر 2003 أبلغت كندا والأنتربول المسؤولين المكسيكيين أن القاعدة تمكنت من إقامة خلايا في المكسيك استعداداً لشن هجومهما التالي على الولايات المتحدة. وأجريت تحقيقات تم على إثرها إلغاء 3 رحلات جوية للخطوط المكسيكية من مدينة مكسيكو إلى لوس أنجلوس. وفي مايو 2004 اعترف وزير الأمن في هندوراس أن الشرطة اكتشفت أدلة على أن القاعدة ناشطة في بلده وأنها تحاول تجنيد مواطنين من الهندواس للقيام بالهجوم القادم على الولايات المتحدة.

في الفصل العاشر من الكتاب يتحدث ويليامز عن علاقة القاعدة مع عصابة "مارا سالفا تروشا" التي تسيطر على خطوط دخول المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك إلى الولايات المتحدة بالإضافة إلى نشاطاتها الإجرامية الأخرى مثل تجارة المخدرات وغير ذلك.

يقول ويليامز إن عصابة ماراسالفا تروشا استقطبت انتباه كبار مسؤولي القاعدة الذين لاحظوا أن هذه العصابة، يمكن الاستفادة منها لتهريب نشطاء وأسلحة إلى داخل الولايات المتحدة "بما في ذلك قنابل نووية صغيرة وأسلحة دمار شامل أخرى". كما فكرت القاعدة في استخدام ماراسالفا تروشا لتأمين ممر آمن ومأوى آمن في مدن تمتد من سان دييجو إلى كاليفورنيا وبانجور ومن ميامي إلى الأسكا وهي أماكن تملك تلك العصابة فيها وجوداً قوياً.

وبحلول عام 2002 تمكنت القاعدة من عقد اتفاق مالي مع مارا سالفاتروشا التي تعتبر من أعنف العصابات في القارة الأمريكية، وكانت الاتفاقية تقضي أن تدفع القاعدة 30-50 ألف دولار عن كل ناشط للقاعدة تنقله العصابة عبر الحدود من المكسيك وتقدم له المأوى داخل الولايات المتحدة، وتزوده ببطاقات تعريف رسمية تصدرها القنصليات المكسيكية تبين أن حاملها مكسيكي الجنسية يعيش خارج المكسيك بإذن من الدولة. وتسمى هذه البطاقات "ماتريكولا كونسولارز". ويمكن الحصول على بطاقات ماتريكولا كونسولارز مزورة بسهولة مقابل أقل من 90 دولارا.

وبين 2002-2004 يقول ويليامز إن مارسالفاتروشا ساعدت آلاف "الغرباء المثيرين للاهتمام" على عبور الحدود المكسيكية إلى داخل الولايات المتحدة، وكانوا قادمين من دول مثل السعودية وسوريا وإيران وباكستان وأفغانستان ومصر والصومال واليمن والأردن ولبنان وحتى العراق. وهكذا تحول الطريق الذي كان يستخدم لتهريب المخدرات إلى طريق لتهريب الإرهابيين لدرجة جعلت مسؤولي الأمن الأمريكيين يغيرون تسميته من "طريق الكوكايين" إلى "طريق الإرهابيين".

في عام 2003 تمكنت سلطات الحدود الأمريكية من اعتقال 4226 أجنبيل كانوا يحاولون عبور الحدود من المكسيك وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2004 ارتفع ذلك الرقم إلى 6022 وبسبب عدم وجود أماكن كافية لاحتجازهم تم إطلاق سراح المعتقلين الجدد فور تبليغهم بمواعيد محاكماتهم. وقد تغيب 95% منهم عن المحاكمة المخصصة لهم. وقد تسبب هذا الأمر بالقلق البالغ للمسؤولين الأمريكيين، حتى إن عضو اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في الكونجرس الديمقراطي سولومون أورتيز أكد أن مواطنين في الشرق الأوسط يحتمل أن تكون لهم علاقات مع القاعدة كانوا يعتقلون لفترة وجيزة ثم يطلق سراحهم بسبب ضيق أماكن الاعتقال. وأضاف أورتيز: هذا صحيح، هذه معلومات موثوقة تماماً... ، وهذا يحصل في كل مكان إن الأمر مخيف جداً جداً وأعضاء الكونجرس يعرفون هذا. وبالرغم من هذا القلق، لم تتخذ إدارة بوش أي إجراءات لتأمين الحدود مع المكسيك، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى بعد اعتقال أحد كبار ناشطي القاعدة، محمد بابار، في أبريل 2004 لدى عودته من باكستان حيث حضر اجتماعاً للقاعدة هناك. وقد اعترف بابار للمحققين أن القاعدة تحضر لهجوم نووي داخل أمريكا في المستقبل القريب وأن الذين سيقومون بهذا الهجوم يتم تهريبهم إلى الولايات المتحدة عبر الحدود مع المكسيك.

يخصص ويليامز الفصل الحادي عشر من كتابه للحديث عن "الخلايا النائمة" يبدأ ويليامز بإعطاء شرح تفصيلي عن "مسجد الفاروق" في بروكلين، نيويورك، ويقول إنه واحد من 130 مسجداً في نيويورك، ولكنه يتميز بكونه مركزا متكاملا يقع في أتلانتيك أفيتو، ويحوي على العديد من المحلات التي تبيع الملابس الإسلامية، والمطاعم والكتب الإسلامية. ويقول ويليامز إن هذا المسجد الذي تأسس في عام 1976 يقوم بجمع تبرعات كبيرة للجهاد، وقد سلم أحد المشرفين على جمع التبرعات، محمد علي حسن المؤيد، 20 مليون دولار لبن لادن شخصياً، كما سلم 3.5 ملايين دولار إلى جمعية الأقصى التابعة لحركة حماس، وذلك في عام 1999. كما يعتبر المسجد أحد مراكز التجنيد لإرسال المجاهدين إلى خلايا تدريب القاعدة في أماكن مختلفة من الشرق الأوسط. أحد هؤلاء الذين أرسلهم مسجد الفاروق جمال أحمد الفضل الذي سبق ذكره في إطار الحديث عن محاولات القاعدة الحصول على أسلحة نووية في السودان.

وقد اشتهر المسجد أول مرة في 5 نوفمبر 1990 عندما قام أحد أعضائه البارزين السيد نصير بقتل الحاخام اليهودي المتطرف مائير كاهانا فيما كان يلقي محاضرة في فندق ماريوت إيست سايد. واكتشف المحققون يومها أن السيد نصير ومعه آخرون مثل محمد سلامة ونضال إياد كانوا يتدربون على الأسلحة في نادي كالقرتون للرماية على يد أحد أعضاء خلية نائمة تابعة للقاعدة اسمه علي محمد وهو رقيب في الجيش الأمريكي.

ويعتبر الشيخ عمر عبدالرحمن، الذي اعتقل فيما بعد على خلفية دوره في المحاولة الأولى لتفجير مركز التجارة العالمي في 26 فبراير 1993 أحد أبرز الأئمة لمسجد الفاروق. ويقول ويليامز إن مسجد الفاروق ليس الوحيد الذي تسيطر عليه قيادة متطرفة، ويشير ويليامز إلى تصريح أدلى به الشيخ هشام قباني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الولايات المتحدة في 7 يناير 1999 قال فيه إن 80% من المساجد في أمريكا يسيطر عليها المتشددون. ويعتقد ويليامز أن أعضاء الخلايا النائمة التابعة للقاعدة والذين تنجح عصابة مارا سالفاتروشا في تهريبهم عبر الحدود مع المكسيك، يجدون في هذه المساجد ملاذاً آمناً يختبئون فيه بانتظار دورهم القادم. ويعتقد المراقبون أن تنظيم القاعدة يمكن تقسيمه إلى جزأين: جزء يتمركز في الحدود الباكستانية الأفغانية، ومناطق أخرى من العالم مثل العراق، وهذا الجزء، حسب رأي المسؤولين العسكريين الأمريكيين، سيتم القضاء عليه خلال الحرب على الإرهاب، أما الجزء الثاني، وهو الأكثر خطورة إلى حد بعيد، ويضم عشرات الآلاف من عناصر القاعدة الذين تلقوا تدريبهم في أفغانستان وهم منتشرون في أكثر من 50 دولة حيث يعدون بصمت لهجمات إرهابية قادمة. ويعتقد بعض المراقبين أن في أمريكا الشمالية وحدها حوالي 5000 من عناصر الخلايا النائمة وهم يعدون لـ"هيروشيما الأمريكية".

ويحذر ويليامز من أن عناصر الخلايا النائمة ليسوا موجودين فقط في المساجد الأمريكية والجامعات والبنوك والوظائف الحكومية ولكن حتى داخل صفوف القوات المسلحة وأجهزة الإعلام والمجتمع الاستخباراتي. وكمثال على ذلك، يقول ويليامز إن علي محمد تطوع في الجيش الأمريكي عام 1986 وتم تعيينه في مقر قيادة القوات الخاصة الأمريكية. وخلال سنة حصل علي محمد على رتبة رقيب، وبما أن القوات الخاصة توكل إليها أصعب المهمات وأكثرها سرية فإن آخر مكان يتوقع فيه المرء أن يجد عنصراً للخلايا النائمة هو في مقر قيادة القوات الخاصة في فورت براج, شمال كارولينا. وعلي محمد مولود في مصر عام 1952, ودخل الكلية العسكرية في القاهرة وبعد تخرجه خدم في الجيش المصري حيث قضى 13 عاما وصل خلاها إلى رتبة رائد. لكنه طرد من الجيش عام 1984 بسبب علاقته مع تنظيم الجهاد المتطرف في مصر.

في 1985 انتقل علي محمد إلى كاليفورنيا وتزوج ليندا سانشيز, وفي العام التالي تطوع في الجيش الأمريكي وحصل على الجنسية الأمريكية. وفي عام 1989 تم تسريح علي محمد لانتهاء مدة تطوعه, وبدأ يسافر إلى أفغانستان حيث كان يقدم خبرته في تدريب عناصر القاعدة على العمليات الخاصة. وفي عام 1993, حقق معه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية بعد أن وجدوا اسمه مع أحد عناصر القاعدة, فاعترف أنه ينتمي إلى التنظيم وأنه قام بتدريب مئات من نشطاء القاعدة في أفغانستان والسودان. لكن مكتب التحقيقات أطلق سراح علي محمد لأنه تمكن من اجتياز اختبار الكذب. وخلال السنوات الأربع التالية, كان علي محمد يسافر إلى أفغانستان وكينيا وتنزانيا لإعداد تفجير السفارات الأمريكية في إفريقيا. وفي اليوم التالي لتفجير السفارات, داهم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل علي محمد في ساكرامانتو ووجدوا فيه مخططات لنسف مبان وجسور في الولايات المتحدة.

يقول ويليامز في الفصل الثامن عشر والأخير "آمين أمريكا" إن بن لادن أكد عزمه قتل أربعة ملايين أمريكي انتقاما للضحايا المسلمين الذين سقطوا ضحية مواقف أمريكا المؤيدة لإسرائيل وغزو أفغانستان والعراق والصومال. وهناك بعض المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الذين يعتقدون أن بن لادن قادر على تحقيق تهديداته لأنه يمتلك بالفعل ترسانة صغيرة من الأسلحة النووية التكتيكية التي يعدها لـ"هيروشيما الأمريكية". ويؤكد الجنرال بوجين هابيجر, الرئيس التنفيذي السابق للأسلحة الاستراتيجية الأمريكية في البنتاجون, أن قضية تنفيذ هجوم إرهابي نووي على الولايات المتحدة "ليس مسألة إذا, ولكن مسألة متى". كما أعرب كل من وزير العدل السابق جون اشكروفت ومدير الأمن الوطني السابق توم ريدج عن قناعتهما أن مخططات القادة لتنفيذ "هيروشيما أمريكية" قد تتحقق قريبا.

لكن كل هذه التخذيرات لم تلق التغطية الملائمة التي تستحقها من أجهزة الإعلام الأمريكية, وهذا أمر غريب خاصة بوجود كل المؤشرات على خطورة المسألة. ويمكن تلخيص المؤشرات التي تجمع عليها الاستخبارات العالمية حول الإمكانية النووية للقاعدة كما يلي:

1- هناك أسلحة نووية جاهزة في ترسانة بن لادن, والخلاف هو في العدد الذي يمتلكه.

2- حصل بن لادن على هذه الأسلحة من خلال علاقاته مع المتمردين الشيشان والمافيا الروسية.

3- ساعد المتمردون الشيشان بن لادن على الاستفادة من خدمات علماء وفنيين سوفييت لتجميع وصيانة الأسلحة.

4- مكان الأسلحة لا يزال غير معروف. لكن كانت هناك مجموعة منها في أفغانستان قبل الغزو الأمريكي لذلك البلد في 7 أكتوبر 2001.

5- تم نقل عدد من الأسلحة النووية, بما في ذلك الحقائب النووية والألغام النووية, ورؤوس تكتيكية نووية إلى داخل الولايات المتحدة.

6- هناك آلاف من عناصر القاعدة داخل الخلايا النائمة في الولايات المتحدة.

7- هناك عدد من عناصر القاعدة, بما في ذلك عدنان الشكري جمعة (رئيس العملية النووية المفترض), وأنس الليبي, وجابر البنا, وعامر المعاطي تم تدريبهم على التكنولوجيا النووية.

8- المواد النووية تم إدخالها إلى الولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية.

9- الهجوم القادم سيحدث في عدة مواقع في نفس الوقت داخل الولايات المتحدة. بعض الأهداف تشمل بوسطن ونيويورك وواشنطن ولاس فيغاس وميامي وشيكاغو ولوس أنجلوس.

10- هناك عدد من المنظمات المتطرفة ساعدت القاعدة في هذا المجال.

وقد ساهم مايكل شور, عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الذي كان مسؤولا عن ملفات بن لادن, في تبديد الشكوك حول "مشروع مانهاتن" الذي يعد له بن لادن ففي مقابلة له مع برنامج "60 دقيقة" الشهير على قناة "سي. بي. إس", قال مايكل شور إن هجوما نوويا تقوم به القاعدة "قريب في كونه أمرا محتوما".

ويقدم ويليامز وصفا تفصيليا لما يمكن أن يحدث إذا وقع الهجوم النووي, معتمدا على ما حدث في هيروشيما التي يسعى بن لادن إلى تحقيقها في الولايات المتحدة. وقد تسببت قنبلة هيروشيما بتشكيل كرة نارية هائلة وصلت درجة حرارة المركز فيها إلى 10 ملايين درجة مئوية. وفي نصف قطر قدره نصف ميل تبخر الناس والطيور والبيوت والحيوانات والسيارات خلال ومضة عين. وتوسعت الكرة النارية ليصل نصف القطر إلى ميل تسبب بمقتل عشرات الآلاف الآخرين بسبب الاختناق أو الحروق في الرئة. كما تسببت الإشعاعات النووية بموت وتشوهات عشرات الآلاف أيضا فيما بعد. وقد وصل عدد ضحايا هيروشيما إلى 200000قتيل بسبب القنبلة الذرية في ذلك الوقت.

وإذا كانت هيروشيما, التي لم يكن عدد سكانها يتجاوز 350.000نسمة, قد دفعت حياة 200000 قتيل للقنبلة فإن نيويورك. التي يفوق عدد سكانها 8 ملايين نسمة, ستدفع بالتأكيد ثمنا أكبر بكثير إذا انفجرت إحدى "الحقائب النووية" التي يملكها بن لادن فيها, وستصبح نيويورك غير قابلة للسكن والعيش فيها بسبب الإشعاعات النووية بعد أن يقضي ملايين الناس نتيجة مثل هذا الهجوم. كما أن ملايين آخرين سوف يفقدون بعدهم ويصاب الملايين بتشوهات وحروقات مختلفة. أما النتائج الاقتصادية فسوف تكون مدمرة, وسينخفض معدل الناتج القومي الإجمالي بنسبة 3% خلال ثوان. وسوف يسبب الضغط الهائل على المشافي افتتاح مشاف ميدانية مؤقتة لاستيعاب الضحايا الذين سيعانون على مدى أيام دون أن يتمكنوا من تلقي الرعاية الطبية اللازمة. وسوف يغادر الناس مراكز المدن الكبيرة وسيدخل الاقتصاد الأمريكي مرحلة انحسار وتدهور قد لا يستطيع أن ينجو منها أبدا.

كل هذا طبعا سيناريو متفائل يعتمد على أن بن لادن سوف يفجر قنبلة واحدة فقط في مدينة أمريكية واحدة. لكن بن لادن, حسب شهادة خالد الشيخ محمد وعدد من عناصر القاعدة الآخرين, أعرب عن نية تفجير سبع قنابل على الأقل في سبعة أماكن مختلفة في الولايات المتحدة.

أما إذا لم تتمكن القاعدة من تفجير سلاح نووي, واكتفت بتفجير "قنبلة قذرة" فإن السيناريو سيكون كالتالي. إذا استخدم الإرهابيون مثلا قنبلة تحوي مادة سيسيوم -137, التي يمكن الحصول عليها من مصانع معالجة الأشعة على الغذاء, ووضعوها في شاحنة مع 2000كلغ من مادة تي إن تي وفجروها قرب أحد المراكز التجارية في واشنطن, فإن المئات سوف يموتون فورا بسبب المتفجرات التقليدية, وسيتسبب الانفجار بارتفاع جزئيات السيسيوم مئات الأقدام في الهواء.

وتكفي رياح خفيفة لحمل جزئيات السيسيوم لمسافة عدة أميال حيث تبدأ بالتساقط خلال دقائق على الناس الذين لا يكونون منتبهين لهذا الخطر. وستسبب جزئيات السيسيوم,في حال استنشاقها أو دخولها الجهاز الهضمي, توقف إنتاج الصفيحات في العظام, كما تسبب تغييرا في الخلايا. وخلال ساعات تبدأ أعراض التسمم الإشعاعي بالظهور على الضحايا: نزيف في الفم والأنف وإسهال وفقدان الشعر وحمى مرتفعة وهلوسة. وسيسبب ذلك موت الآلاف خلال أسابيع.

كما أن آثارا أخرى ستظهر على مصابين آخرين أخطرها السرطان على مدى سنوات من تعرضهم للإشعاع النووي. ولكي يتم التخلص من التلوث النووي, سيتطلب الأمر تغطية المناطق المصابة بالرمال, وسيتم قطع جميع الأشجار والنباتات وتدمير الكثير من المباني والمتاحف في المنطقة. كما سيتطلب الأمر إخلاء السكان بسرعة وإعادة توطينهم في أماكن أخرى. ويتوقع هنري كيلي, رئيس اتحاد العلماء الأمريكيين, أن تصل الخسائر المادية إلى "عدة تريليونات من الدولارات".

متى سيحدث الهجوم النووي؟ يقول المحللون العسكريون إن القاعدة تولي اهتماما خاصا لاختيار التاريخ المناسب ويعتقد البعض أن الشهر المفضل للهجوم القادم سيكون شهر أكتوبر, وربما 2 أكتوبر بالتحديد, لأن ذلك التاريخ يمثل الذكرى السنوية لإدانة الشيخ عمر عبدالرحمن في المحكمة. أما 7 أكتوبر فقد يتم اختياره لأنه يوم بدء العمليات العسكرية الأمريكية ضد أفغانستان. وقد يكون التاريخ المختار 6 أغسطس. ففي مثل ذلك اليوم في عام 1945 قامت طائرة أمريكية من نوع بي - 29 بإلقاء قنبلة ذرية على مكان في اليابان اسمه هيروشيما.
http://www.alwatanvoice.com/arabic/*******-1994.html هذا رابط آخر مع الصور






آخر تعديل ابن الشام المدد يوم 26-08-2009 في 01:54 AM.
رد مع اقتباس
قديم 26-08-2009, 06:24 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي

الغرب والقاعدة كلاهما شر
وانا استغرب جدا من يهلل لعمليات القاعده رغم ان المتضرر منها الاكبر هم المسلمين الابرياء
فعملياتها التفجيريه فى العراق وافغانستان وباكستان والمغرب وحتى فى الغرب اهداف مدنيه
وليس من شيم الاسلام قتل المدنى حتى وان كان كافرا ذهاذ ليس جهادا

هل تفتخر القاعده بعدد قتلها من المدنيين المسلمين اكثر منها من الغرب
هل حلفاها توجة الى الجهاد الصحيح نحو قواعد الاحتلال فى العالم الاسلامى من افغانستان الى العراق الى فلسطين التى لم تقم فيها ولا عمليه واحده

ارى انهما تحالفا ضد المسلمين كلاهما الغرب والقاعده
وشكرا







التوقيع

الظاهر بيبرس

رد مع اقتباس
قديم 12-09-2009, 07:41 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ابن الشام المدد غير متواجد حالياً


افتراضي

كنت لا اريد الرد عليك .........................ولكن ما تسمي به اسمك المدعو.............. الظاهر بيبرس ..............جعلني أرد .........ولكونك من مصر الحبيبة من أرض الكنانة ومن الأرض التي خرج منها أبطال الأمة ومحرريها من الكفر وأذنابه .......... الظاهر بيبرس وقطزوالتي استقر فيها بائع السلاطين الشيخ المجاهد العلامة الأمير أمير العلماء العاملين العز بن عبد السلام الشامي .............. كلماتك تدل على أحد أمرين
1) إما أنك جاهل مع الاحترام وهذا أنا استبعده كونك الرقم واحد في هذا المنتدى...... فلا أحد يقول بمثل ماتقول أن القاعدة نحارب وتقتل المدنيين ,,,,,,فهذا لا يقول به عاقل ولا ينطلي كلامك على طفل من أطفال المسلمين المحبين لدينهم وللمجاهدين وللقاعدة وعلى رأسها الشيخ أسامة بن لادن ,,,,,,,,,,,,,و لا بل أرجع إلى مقدار شعبية الشيخ أسامة في الغرب الكافر وسوف ترى بنفسك العجب العجاب.............. لماذا هل لآنه يقتل الأبرياء كما تزعم ............. ولا أقول تكذب ............... يقول الله تعالى:- قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
2) أما الثانية فإنني سوف أؤجله لحين أن أعرف موقفك الكامل من الجهاد والمجاهدين من دول الردة والمرتدين العرب الذين يحكموننا بالحديد والنار وكلاب أمن الدولة والباقي عندك وتعرفه....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







آخر تعديل ابن الشام المدد يوم 12-09-2009 في 08:18 PM.
رد مع اقتباس
قديم 13-09-2009, 02:12 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي

اقتباس:
) إما أنك جاهل مع الاحترام وهذا أنا استبعده كونك الرقم واحد في هذا المنتدى...... فلا أحد يقول بمثل ماتقول أن القاعدة نحارب وتقتل المدنيين ,,,,,,فهذا لا يقول به عاقل ولا ينطلي كلامك على طفل من أطفال المسلمين المحبين لدينهم وللمجاهدين وللقاعدة وعلى رأسها الشيخ أسامة بن لادن ,,,,,,,,,,,,,و لا بل أرجع إلى مقدار شعبية الشيخ أسامة في الغرب الكافر وسوف ترى بنفسك العجب العجاب.............. لماذا هل لآنه يقتل الأبرياء كما تزعم ............. ولا أقول تكذب ............... يقول الله تعالى:- قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
اولا اشكرك على ادبك الجم واسلوبك المتحضر
ثانيا البرهان موجود براى العين فالا ترى بنفسك كم القتل والترويع فى العراق والمغرب
ثم اليس الاولى فالاولى فيبدو من كلامك اخى انك من فلسطين الحبيبه اليس فلسطين اولى بعملياتكم ام الرباط والسعودية والعراق وباكستان وحتى مكة المكرمه لم تسلم من عملياتكم
عد وحذارى ان تمل من العد ( كم عمليه فى فلسطين )= صفر
كم قتيل من الغرب الكافر بالمقارنه بالشرق المسلم ( هل اكبر واو اقل واترك لك العد )
عد وحذارى ان تمل من العد ( عملياتكم فى العراق كم جندى امبركى قتل وكم طفلا وامراه وشيخ قتل فى الاسواق )
يا من تتكلم عن الجهاد هناك من يحتاج الى الجهاد الحقيقى
والجهاد حق وفرض عين على كل مسلم فالعراقى المسلم يجاهد والفلسطينى المحتل بلده يجاهد
اما جهاد على الحكومات والدول الاسلاميه اسمه الخروج
انا القاعده هم خوارج هذا العصر
يقتلون المسلم ويستحلون دمه فيما يان المسلمين من الاحتلال والذل

واخيرا سامحك الله وعفا عنك وجزاك الله خيرا







التوقيع

الظاهر بيبرس

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القادم الجديد هل من مرحب يا أهل الاسلام السيف الذهبي الترحيب بالأعضاء الجدد ومناسبات الأعضاء 5 14-01-2011 06:12 AM
بدء الدراسة فى الجامعات والمدارس 18 سبتمبر القادم بنت بلادى الأخبار العالمية والعربية 4 03-08-2010 06:15 PM
الجزائر: قدامى القادة الإسلاميين يدعون للتمرد على زعيم القاعدة المساوى الأخبار العالمية والعربية 2 13-09-2009 01:57 PM
انفلونزا الطيور وباء مصر القادم طبيب مسلم الأخبار العالمية والعربية 2 27-04-2009 07:52 PM
الزمن القادم عبد الرحمن العادلي رحيق الحوار العام 0 14-03-2009 11:44 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة