الابن الضال .... العمالة المزدوجة

تناقلت وسائل الإعلام العراقية والعالمية نبأ عودة السيد مقتدى الصدر من ((منفاه الاختياري)) كما يحلو لبعض وسائل الإعلام أن تسميه.. بشيء من التهويل والتركيز المبرمج والذي تسعى من خلاله وبدعم وإيعاز من صناع القرار الامريكو- إيراني إلى زج هذه الشخصية من جديد على أنها حلقة مهمة في السياسة العراقية خصوصا بعد ما أفرزته الانتخابات الأخيرة من نتائج كانت في صالح أتباع ((مقتدى)) على حساب بقية التيارات التي تشاركت معه في الائتلاف الذي خاض الانتخابات، حيث صرح الكثير من قادة هذا الائتلاف بأن ((مرشحي تيار مقتدى قد استغل قانون الانتخابات بشكل أفضل من بقية المرشحين)) كما ورد في لقاء مع عمار الحكيم وباقر صولاغ ..!!
والحقيقة إن من وضع الآلية التي سار عليها المرشحين والناخبين من أتباع مقتدى إنما كانت بتخطيط من قبل صناع القرار(( المقتدائي)) في المخابرات الإيرانية بهدف إيصال اكبر عدد ممكن من هذه الفئة التي تتميز بالاندفاعية وراء التصريحات والشخصيات على الرغم من القناعة التامة بسوء تصرفات هذه القيادة على طول الخط..
ونسوق بعض الأمثلة على ما سميناه سوء تصرف هذه القيادة :
ففي خضم الصراع العسكري الذي نشب بسبب إغلاق جريدة الحوزة التي كان يديرها ((فتاح الشيخ)) والذي هو اليوم عضو في القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي !!! الذي قاد حرب طاحنة بدعم أمريكي حتى وصل إلى قلب مدينة النجف وأزهقت مئات الأرواح في سبيل القضاء على مليشيات مقتدى واعتقاله باعتباره مسؤلا عن اغتيال مجيد الخوئي وما إلى ذلك من أمور..وأمام التصعيد العنيف ضد مرجعية السيستاني الذي ترك النجف في تلك الحال العصيبة وذهب إلى لندن من اجل إجراء ((فحوصات طبية )) لم تكن بأهمية الحفاظ على قدسية المدينة وحماية أرواح العراقيين الذين غرر بهم ((مقتدى))..فكان كل أتباع مقتدى يلعنون ويشتمون ((السيستاني)) باعتباره عميل للاحتلال..وما إن ضاق الخناق على مقتدى وكاد أن يقع في قبضة القوات الحكومة والأمريكية حتى استسلم وولى هاربا مرددا مقولته الشنيعة ..(( إنني أقدم مدينة جدي على طبق من ذهب للسيد السيستاني))..على الرغم من أن الجميع يعلم وبالخصوص أتباع مقتدى ومقلدي السيد محمد محمد صادق الصدر (رحمه الله) إن السيستاني عميل ((جاء به تقي الخوئي)) كما يعبر السيد محمد الصدر...!!
والمثال الثاني:
هو ما أحسه أتباع مقتدى في ظل الأزمة التي حدثت إبان عملية ((صولة الفرسان)) حيث وقفت قيادة هذا التيار موقف المتفرج من عملية التصفية والاعتقالات التي طالت كل الشخصيات المعروفة بانتمائها لهذا الخط .
المثال الثالث:
إطلاق التصريحات غير المدروسة كما في ((تشكيل حكومة الظل)) التي أكد انه شكل حكومة ما لبثت أن تلاشت دون أن تجد لها تطبيق على واقع الحال.. وهذا يعني أن إطلاق التصريحات هو رد فعل وقتي غير خاضع للمعادلات السياسية والقانونية التي تحكم إطار عمل الدولة .
المثال الرابع:
كذبة الاستفتاء الذي طبل وزمر له مقتدى وأتباعه من خلال الدعوة إلى ((استفتاء عام)) حول منصب رئيس الوزراء الذي سوف يدعمه تيار مقتدى وكان يضم عدد من الشخصيات تم اختيارهم بشكل ينم عن تخبط واضح.. ومع ذلك كانت النتيجة في صالح شخص آخر غير المالكي... لكن العمالة والأوامر العليا التي يتلقاها مقتدى من أسياده الأمريكان والإيرانيين أوجبت عليه أن يتناسى هذا الاستفتاء ويدعم من تريد إيران دعمه!!! دون أن يحترم إرادة أتباعه الذين سارعوا لتلبية هذا الاختيار المخزي.
أما بخصوص عمالته لأمريكا فحدث ولا حرج فقد دلت الوثائق المسربة من قبل موقع ويكيلكس على أن تنسيقا حقيقيا كان يتم خلف الكواليس من اجل استثمار طاقة تيار مقتدى في زعزعة امن العراق من اجل إطالة البقاء الأمريكي في العراق..كما إن الإدارة الأمريكية كانت تقود عن بعد تيار مقتدى من اجل ضرب وتحجيم كيانات أخرى مرتبطة بإيران مثل ((المجلس الأعلى))..!!
هذا إضافة إلى الدعم الخليجي لمقتدى وتياره ماديا وإعلاميا من اجل خلق حالة من عدم الاستقرار والإرهاب في المناطق التي ليس لتنظيم القاعدة شعبية تؤهله للقيام بأعمال تخريبية وإرهابية ..وبالتالي فقد اخذ على عاتقه مقتدى وإتباعه القيام بمهام تنظيم القاعدة في المناطق الشيعية كما حدث في محافظة البصرة وتفجيرات كربلاء والنجف والناصرية..!!
وبالنتيجة يجد المتابع أن ((مقتدى )) هو عبارة عن ألعوبة مزدوجة في يد كل من إيران وأمريكا والخليج من اجل تحقيق غايات كل طرف على حساب مصلحة الشعب العراقي... ولهذا يتبين سبب التركيز الإعلامي على عودة ((مقتدى )) ووصفها بالتاريخية من ((منفاه الاختياري)) من اجل إعطاءه صورة اكبر من حجمه وإظهاره بمظهر البطل الصامت..!!

الله المستعان...

وحسبنا الله ونعم الوكيل

بارك الله فيكم وجزاك الله خيرا


وفقكم الله وسدد خطاكم

اللهم اهدنا واهدى بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى