من تلخيصي كتاب ( هل يكذب التاريخ ؟ )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .. اما بعد

في صفحاتي القليلة القادمه سأصحبكم معي في رحلة قصيره عبر كتاب هل يكذب التاريخ للكاتب عبدالله بن محمد الداوود ..

مقدما له بقوله إن علماني هذا الزمان يسلكون مسلك أسلافهم في محاولة لحرمان المرأة المسلمة من الإقتداء بعظيمات التاريخ مثل خديجة بنت خويلد و عائشة بنت الصديق رضي الله عنهم أجمعين إلى الإقتداء بنساء تافهات إما كافرات أو مسلمات تائهات بهوى الغرب ..

وقد حرص على أن يكون هذا الكتاب في غالبه مناقشات تاريخيه و عقليه تفضح بطلان دعاوى تحرير المرأة و زيفها .

و ليقيم الحجة على هؤلاء العلمانيين و لينتشل المخدوعين من المسلمين من مستنقع المنافقين المعاصرين .

ثم أتبع مناقشاته برسائل أربعة واحده للعلماء و الثانيه لعامة المسلمين و الثالثة للعلمانيين أنفسهم و خص رأس الفتنة قاسم أمين قصد بها أشباهه في الغي و الضلال وختم بعرض لخطبة الرسول في حجة الوداع .

المناقشة الأولى :

أرشيف قرن من الفساد

أولا: الاحتشام و الستر صفة عالمية قررتها الكتب السماوية و على رأسها القرآن الكريم الذي أخبرنا أن احتشام المرأة في الأزمنة القديمة قائم حتى في المجتمعات الوثنية , و دليله عندما كشفت ملكة سبأ بلقيس عن ساقيها لتدخل الصرح , و هذا يدل على أن ساقيها كانت مغطاة .

عدا عن الصور التاريخية و الآثار التي اكتشفت كصور كيلوباترا و صور الفراعنة المنحوتة التي تدل على الواقع المحتشم الذي عاشته البشرية في الأزمنة السالفة .

و مما يظهر لنا في الأفلام التاريخية التي تحكي قصص حدثت قبل مائتي عام أي قبل العصر الحديث كلها تدل أن الاحتشام و محاربة السفور و العري كان هو الأصل , و بدأ التحول من هذا الأصل في بدايات القرن التاسع عشر .

وفي هذه المناقشة عرض لنا الكاتب صورا كثيرة للمرأة في جميع أنحاء العالم شرقه و غربه تدل على الاحتشام , حتى في أوقات اللعب .وكان الاستعراض السابق للصور قبل و بعد الثورة الفرنسية العلمانية التي حصلت عام 1789م .

ثانيا: و قد كان المنعطف الجديد و التدرج الذي أصاب ملابس النساء و الانحلال في أخلاق المرأة بصفته المنعطف الأول , انحصر بين عام 1825م -1829م .

فالتواريخ التي توضحها الصور في منعطفات الفساد تتوافق مع هجرات اليهود الثلاثة إلى الولايات المتحدة . فهدف اليهود هو الإفساد العالمي لكل مجتمعات الأرض و استغلال المناصب للوصول إلى سيادة العالم ثم إفساده, و قد حققوا غاياتهم بالسيطرة على البنوك للربا و السينما لتقديم مفاهيمهم المسمومة وشركات الملابس و الأزياء و العطور من مستلزمات الموضة كما جاء في كتاب هنري فورد اليهودي العالمي .

ثالثا: أما بالنسبة لعالمنا الإسلامي قبل عام 1924م – 1343هـ فكان الحجاب التام السابغ هو الأصل. كما ظهر لنا في الصور التي تمثل الزي الإسلامي لمجموعة من الدول الإسلامية مختلفة الثقافات و الأعراق.

بدأت دعاوى السفور في مصر و تركيا بقيادة اليهودي المنادي بالعلمانية مصطفى كمال أتاتورك . كذلك في العراق وكان من دعاة السفور الشاعر جميل الزهاوي و معروف الرصافي .

فالزهاوي يقول :

أخر المسلمين عن أمم الأرض حجاب تشقى به المسلمات .

أما الرصافي فيقول :

وما ضر العفيفة كشف و جه بدا بين الأعفاء الأبــــــاة .

وفي بلاد الشام انطلقت شرارة الفساد عام 1930م كتاب السفور و الحجاب لنظيره زين الدين , الذي قيل أنه لم يكن من تأليفها , بل اجتمع على تأليفه عدد من اللادينيين و المسيحيين .

وفي ألبانيا قام الملك زوغو بنزع الحجاب عن وجوه المؤمنات باسم التمدن و الحضارة , الذي قال عنه المؤرخ محمود شاكر : ( ملكا سيئا , حاول تغيير العادات و مساير الدول الأوربية , ففرض السفور على نساء وطنه , مما اضطر عددا من المواطنين إلى مغادرة البلاد و الاتجاه نحو بقية البلاد الإسلامية ) .

و غيرها من البلاد الإسلامية الذي كان الزي المحتشم هو ديدنها فسارت في طريق السفور, حتى في جزيرتنا العربية التي كان و لايزال لها خصوصية سارت تابعة في نفس الطريق .

و كان الحجاب يغطي المرأة من رأسها حتى أخمص قدميها سميك غليظ لا يجذب الانتباه كما ظهر لنا في الصور التي عرضها .

رابعا: سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي في عام 1801م , بعد خروج حملة نابليون الشهيرة على مصر بدأ مخطط إفساد المرأة في العالم الإسلامي :

1- مرحلة التنظير وذلك بنشر الأفكار التي رفع رايتها أحمد فارس الشدياق , و رفاعة رافع الطهطاوي في كتابه الشهير تخليص الإبريز في تلخيص باريز الذي أمر محمد علي باشا بترجمته للتركية و الانتفاع به في المدارس المصرية .

وكان قاسم أمين صاحب أعلى راية داعية للسفور والاختلاط و فساد المرأة و ذلك حين ألف كتابه تحرير المرأة الذي اهتم الإنجليز بترجمته و نشره .

ومن أقوال قاسم أمين الضالة والمضللة :

- أن الرجل جرد امرأته عن الصفات الإنسانية وخصصها بوظيفة واحدة وهي أن تمتعه بجسمها , فأقرها في مسكنه لا تخرج منه حتى لا يكون لأحد غيره حظ في أن يتمتع بها ولو بالنظر أو الحديث .

- الضرر الأعظم للحجاب فوق جميع ما سبق , هو أنه يحول بين المرأة و استكمال تربيتها .

- أشاد في قوله هنا قاسم أمين ببيوت الغربيين حيث لم يحل بهم شيء من المصائب التي هدد به الكتاب و الفقهاء من قومنا في شرح مضار إطلاق الحرية للنساء واختلاط الرجال بهم , مما يؤدي إلى اختلاط الأنساب و هلاك الأمم .

- أن الوسيلة للوصول إلى أعلى مراتب التمدن هو تحرير نسائكم من قيود الجهل و الحجاب .

2- مرحلة التطبيق الغير رسمية .

بعد أن شاعت مثل هذه الأفكار الفاسدة في الكتب الآنفة الذكر , و لم يواجهوا من المصلحين و المجتمع بقوة و حزم :

أ)إقحام العنصر النسائي .

- هدى شعراوي هي ابنة محمد باشا سلطان الذي كان يرافق جيش الاحتلال الإنجليزي في زحفه على القاهرة, و كان أكبر مساعد لهم . فجاءت ابنته لتسير على نهجه وتقود الثورة النسائية, يساندها سعد باشا زغلول . ففي يوم 20 مارس 1919م خرج النساء المتحجبات مناديات بتحرير البلاد من الاحتلال , فتحولت تلك الحادثة إلى تحريرهن من الحجاب , وأطلق عليه ميدان التحرير .

ب)المساندة الصحفية .

صدرت مجلة السفور التي ساندت الدعوة ضد الحجاب و الآداب الإسلامية وبالغت في تمجيد الغرب المحتل , لترسم صور المرأة المثالية بنفس صورة المرأة الأوربية و تدعوا المرأة الشرقية أن تكون المرأة الغربية مثلها الأعلى . و كان من كتابها مصطفى عبدالرازق و أخيه,طه السباعي ,ابراهيم المازني,نبوية موسى,سهير القلماوي و الدكتور محمد حسين هيكل و غيرهم .

3- مرحلة التطبيق الرسمية بعد استلام سعد زغلول منصب زعامة الشعب و رئاسة الزعماء عام 1919م :

كان سعد زغلول رفيقا ونصيرا لقاسم أمين و لأفكاره , فبعد رحيله و تولي سعد زغلول رئاسة مصر تجرأ النساء على السفور , و لو كان الأمر بيده لتحولت مصر إلى تركيا كمالية أخرى , ولكن حال دون ذلك تدين المصريين و خوفه من أن يفقد شعبيته .

أ) كان من مظاهر هذه المرحلة تسويق الرذيلة , بأن تصبح أمرا اعتياديا مألوفا . إنشاء دروس خاصة للتمثيل و الإخراج و تغليف السفور و التعري بمسمى التقدم و الحضارة مما قام .. في تلك المرحلة. و عمدت الصحافة أيضا بنشر الصور المثيرة لممثلات هوليود تحت ستار التغطية الإعلامية .

ب)إباحة البغاء رسميا .

إصدار الرخص الرسمية من وزارة الداخلية بمسمى وظيفة مومس . فكان لقاسم أمين الخطوة الأولى ولسعد زغلول الأخيرة بإجبار المجتمع على قبول الزنا واستحلال الفواحش بسلطة النظام الرسمي . ناهيك عن دعايات الخمور التي تملأ أوراق الصحف و المجلات المصرية . وقد عرض عبدالله الداوود صورا لبعض الأذونات الرسمية بعمل المومسات , و قصصات الدعاية للخمور . و كما أدرج خطابا للشيخ محمود أبو العيون إلى رئيس الحكومه آن ذاك مستنكرا إقرار الفاحشة و البغاء الرسمي .

4- التأييد الإعلامي و مباركة الإنحلال .

كان العلمانيون في بادئ أمرهم يجعجعون بالحديث عن الخلاف الفقهي في مسألة كشف الوجه , مرتدين عباءة الحرص على الدين , ولكن إباحة البغاء رسميا كان لهم معه موقفا مخزيا , ففريق منهم ادعى أن البغاء شر لابد منه , و آخرون زعموا أن المومسات يجلبن طعامهن و قوتهن من هذا العمل , و أغلبهم اتخذ موقف الحياد و استمروا جميعا لدفع الناس لخلع الحجاب و الحياء .

وحيث أن سلاح الإعلام من أشد الأسلحة عمد بعض الكتاب على إضفاء صبغة شرعية مغلوطة حتى ولو كانت بالكذب على الصحابة و الأنبياء بإخراج الأفلام التاريخية الأفاكة و الدينية المفتراة . و لا يغيب على العلمانيين أن يسعوا في تحريض الدولة على دعاة الفضيلة و تمجيد السفور و الانفلات كما جاء في بعض الصور الكاريكاتيرية التي عرضها كاتبنا الأستاذ عبدالله الداوود . و شيئا فشيئا تم انسلاخ الطرح الإعلامي من الصبغة الشرعية , فاختفت الأحاديث النبوية و الاستدلالات القرآنية , و أصبح الواقع الغربي هو الدستور و المثل الأعلى . حتى أنهم أظهروا المرأة عارية على أغلفة المجلات مشيرين و مؤكدين على عربية صاحبة الصورة . ولم يفت عليهم تغيير المسميات من دعارة وزنا إلى صداقة وحب . وصار صوت الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف عاليا في الصحافة . و مثاله ما قالت إحدى الكاتبات تستنكر عودة العباءة للحرم الجامعي وتشير إلى أنها ظاهرة خطيرة لا تهدف للتدين بل للتستر من الأعمال الغير الشريفة.



المناقشة الثانية :



ملامح خطة العلمانيين لإفساد الرأة .




يقول الدكتور سفر الحوالي أن لويس التاسع وقع أسيرا بأيدي المسلمين فحبس في معتقل المنصورة , حيث أتاحت له خلوته في سجنه للتفكير بالسياسة التي يجب أن ينتهجها الغرب إزاء العرب المسلمين :



أولا: تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى سلمية .



ثانيا: تجنيد المبشرين الغربيين بمحاربة الإسلام ووقف انتشاره .



ثالثا :تنفيذ سياسة الغرب على أيدي مسيحيي الشرق .



رابعا: إنشاء قاعدة للغرب في قلب الشرق العربي , لسهولة مهاجمتها إذا سنحت الفرصة .



وجاء نابليون بونابرت ليطبق وصية جده لويس التاسع , ليعلن بعد احتلاله لمصر أنه مسلم , لكنه بعث في رسالة له أنه سيجمع من 500 إلى 600 من العرب , فيأخذهم لفرنسا لمدة سنه ليشاهدوا عظمة الأمة الفرنسية و يعتادوا على تقاليدها و لغتها فيعودوا بعدها لنشرها في بلادهم .



وكان ممن ذهب إلى باريس جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و سعد زغلول , وأما قاسم أمين و رفاعة الطهطاوي و طه حسين الذين فقد تلقوا نصيبا من تعلمهم فيها . و لا نغفل هدى شعراوي التي حضرت كثير من المؤتمرات النسوية في باريس . فاستطاع هؤلاء و أمثالهم في استجلاب الأطروحات العلمانية التحررية التي لازلت حية في أفواه المعاصرين الذين يمارسون مثل دور المنافقين في المدينة على عهد النبي عليه الصلاة و السلام .



فعمدتهم قديما و حديثا هو قاسم أمين, ليشتركوا بذلك مع المنافقين في الوزر و المأثم , تصديقا لقوله تعالى عن أهل النار : (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ) .





و تحدث الكاتب عن كل من :



أولا : أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة




إن العلمانيين ( منافقي العصر الحديث ) أهدافهم لإفساد الأمة هي نفس الأهداف التي سعوا إليها منذ دخول نابليون بونابرت و احتلاله مصر عام 1798م وهي نفسها التي سعى منافقوا المدينة لتحقيقها في عهد النبوة . و أهمها :



1- فصل الدين عن الحياة وهو الكفر البواح .



2- إسقاط هيبة العلماء و الدعاة في نفوس الناس .



3- إشاعة الفاحشة باسم حرية الفكر و التجديد و التطوير و الدعوة للحب بدون زواج .



4- السيطرة على مراكز النفوذ بدءاً بالإعلام ثم إلى السلطة و إعلان الحرب الصريحة على الإسلام .



5- تغييب عقيدة الولاء و البراء وطرح فكرة التسامح الديني و استبدال كلمة كافر بالآخر أو غير المسلم .



6- إشغال المسلمين عن هموم الأمة بالفن و الرياضة و غيرها من المتع .



7- تشويه صورة الدولة العثمانية إخفاء تاريخها المجيد .



8- إفقار العالم الإسلامي رغم موارده الغنية و إرهاق المسلمين بالتقسيط .



9- تجهيل الشعوب المسلمة و السعي إلى محاربة اللغة العربية الفصحى و الدعوة للعامية .



10- جعل المرأة بابا لإفساد الأمة و هذا هو الهدف المعني بالحديث القادم .



ثانيا : منهج الخطة العلمانية لإفساد الأمة , و تتلخص نقاطها فيما يلي :




1- التطبيع : جعل الفساد عند الناس أمر طبيعي و ذلك عن طريق نشر الروايات و القصص التي تدور حول قضايا تفسد المرأة حتى يعتاد الناس عليها و يتقبلوها .



مثل الاختلاط من خلال التعليم منذ الصغر , حتى يعتاد الذكور و الإناث على رؤية بعضهم كما يدعون . و يعملون على إطلاق المسميات لتجميل صورة الاختلاط كالملاك الطائر لمضيفة الطائرة , و ملاك الرحمة لممرضة المستشفى و لا يطلقون مثل هذه الألفاظ على ربة المنزل .



و كذلك إظهار الألبسة العارية على أنها رقي , و لعل مجلات الأزياء و المجلات النسائية العربية و مسابقات ملكات الجمال التي تعرض في القنوات الفضائية امتدادا لمنهجهم . و إتخام الأسواق بالملابس الغربية الخليعة و إجبار النساء على ارتدائها لعدم توفر البديل الساتر .



و منها أيضا إبراز أهل الفن من الممثلين و المغنيين و الراقصين و اللاعبين كقدوات للمجتمع , و الاهتمام بتفاصيل حياتهم . و إذا تابوا انقلبوا عليهم بالشتيمة و الحرب . و لا يخفى علينا لجوء مذيعات القناة الخامسة المصرية للقضاء بعد منعهن من الظهور على الشاشة و تحويلهن إلى أعمال إدارية بعد لبسهن للحجاب . و كذلك منع المحجبات من العمل بوزارة الخارجية و السفارات بالخارج كما صرح بذلك أحد السفراء في جريدة الشرق الأوسط .



و من التطبيع أيضا تعظيم الغرب و أهله و جعلهم قدوات و مثلا أعلى . ليس في الصناعة و التكنولوجية و الطب و ما يفيد المجتمع, بل في تلميع الفنانين الغربيين .



و أخيرا تزخر وسائل الإعلام بصور الانحلال الجنسي بحجة الرشاقة و تمارين تخفيف الوزن , و الأفلام الوثائقية . عدى عن إفراد حلقات خاصة للحديث عن مشاكل المرأة الجنسية , و كذلك الفضائح و الجرائم المتعلقة بالاغتصاب , هدفهم بذلك إقناع المجتمع بتدهور أحواله و أن مثل هذه الأمور رائجة في مجتمعاتنا . و هذه خطة يهودية المنشأ والفكرة و التصنيع بدؤوها بأمريكا حيث حولوا المسرحيات الجادة إلى مسرحيات سخرية و خلاعة إباحية مصحوبة بأنغام صاخبة و نساء عاريات .



نشر أفكار تبعد الشباب عن الزواج و تأخير وقته بحجة أن الفتاة صغيرة عن الارتباط في زواج مستقر, و رغم ذلك يبثون سمومهم في أفلامهم و أغانيهم و رواياتهم ليزينوا لها علاقة الحب مع شاب و الوقوع في الزنا .



2- استغلال الدين .



يعلم المفسدون ثقة الناس في الدين وحبهم له , فتراهم ينهجون منهج العرض الديني في أطروحاتهم لإفساد المرأة , و يستعملون المصطلحات الدينية و ذلك مثل الاستدلال بالأقوال الشاذة و البحث عنها , كاستدلالهم بخروج أمنا عائشة رضي الله عنها لمعركة الجمل و قيادتها للمعركة و افترائهم عليها بأنها كانت بلا حجاب و تختلط بالرجال و إغفالهم سيرتها العطرة التي تعارض منهجهم العفن .



ادعاؤهم الفهم الصحيح للدين و التمسح به و استعمالهم عبارات مثل " في ظل عقيدتنا السمحة " أو " وفقا للضوابط الشرعية ". و كذلك تأكيدهم على الخلاف الفقهي دون البحث عن الراجح و الأقرب للأدلة و الإجماع , بل ما يوافق هواهم و إن كان دليله ضعيفا .



3- إحتواء الأقلام النسائية و أسيرات الشهرة .



وذلك عن طريق استدراجهم بالمال و الشهرة , حتى ينقلوا أفكارهم العلمانية . فيهتمون بالكاتبات و الرسامات و المذيعات بل وحتى الراقصات , مع إغفال المرأة التي لها توجه نافع للمجتمع في الدين و الدنيا .



4- ادعاء نصرة المرأة من خلال استغلالهم لمشاكلها الإجتماعية .



حيث يستغلون ظلم بعض الأزواج مما لا يقره لا دين ولا عقل , فينشرونه و يطالبون بخروجها و نشوزها على زوجها و إلقاء قوامة الزوج , لتحصل على حقوق غير مقبولة في الدين كالاختلاط . و يشيعون أن حجابها حبسا مؤبدا لها . و كذلك مهاجمة تعدد الزوجات مستغلين سوء تعامل بعض المعددين مع زوجاتهم , دون المطالبة بحث الأزواج على العدل و حسن العشرة .



5- التشكيك في الحجاب .



أن الحجاب ليس أصلا في الدين وليس بواجب على المرأة , إنما هو عادات و تقاليد و دليل على الرجعية و التخلف . و يدعون أنه هروب من الأزياء الباهضة المتنوعة لعجز الفتاة عن شرائها , لذلك تتوجه للحجاب . و نشرهم مقولات مثل : كم من متحجبة و هي سيئة و كم من متكشفة وهي بطهر التابعيات .



ثالثا : مثال تطبيقي ( برنامج ستار أكاديمي التلفزيوني ).


هذا البرنامج الذي أثنى عليه شارون رئيس وزراء إسرائيل بقوله : هذا هو الإسلام الذي نريده , لأنه تطبيق عملي لكل الأفكار التي ينادي بها العلمانيون . وذلك عن طريق إشغال الأمة بالتوافه و ترك الحجاب و الغرق في مستنقع الطرب و الغناء و الفن . و يشارك في البرنامج المسلم و النصراني على حد سواء , فلا نجد أنهم أقاموا الصلاة مطلقا رغم وجود المسلمين . و تأكيد الاختلاط البشع على أنه بريء , و أن المشاركين إخوان , و ترويج الفن و التمثيل .و هذا البرنامج محاكاة للغرب في المعيشة و اللبس و التصرفات . و لا محل للعروبة فيه فكيف بالإسلام . و تبثه قناة مسيحية نصرانية.

المناقشة الثالثة :


قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة .



كان و مازال الطرح واحد منذ قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة و المرأة الجديدة الذي صدر قبل حوالي مئة عام إلى علمانيي زماننا. يكررون نفس الآراء و يسيرون على نفس النهج و الخطة .


القضية الأولى : الحجاب .


يزعم كثير من المخدوعين أن هيئة الحجاب الشرعي لا تشمل تغطية الوجه , و من يقول بوجوب تغطيته هم المتشددون من علماء الحنابلة النجديين فقط . و قد أشار سليمان الخراشي في كتابه (أسماء القائلين بوجوب ستر المرأة لوجهها من غير النجديين) و الذي فاق عددهم ال66 عالم من جميع أنحاء العالم الإسلامي . و من قال بعدم وجوبه قال أن تغطية الوجه هو المستحب و الأولى عند انتفاء الفتنة و مؤكد عند مظنة الفتنة . و قد ورد في الصور المنشورة في بداية الكتاب أن هيئة الحجاب الشرعي في العالم الإسلامي هي تغطية الوجه . و يدندن العلمانيون حول استنكارهم لتغطية الوجه و أنه إسراف في الورع مع صدودهم عن الحديث عن الحرام الواضح في ظهور الشعر و الصدر و السيقان . و يسترون آراءهم تحت شعارات واهيه براقة, و لم يتجاوز علمهم الفقهي إلا مسألة تغطية الوجه و يعجز علمهم عن أبسط ما يهم النساء من أساسيات الدين و أحكامه كالحيض و النفاس . و يقف في صفهم كثير من المفكرين و الكتاب المحسوبين على الفكر الإسلامي , و ينخدع بدعواهم بعض علماء المسلمين و طلبة العلم , و كأن تغطية الوجه عار يستحيون منه .


و مع مناداتهم بخروج النساء سافرات , إلا أنهم عجزوا عن إقناع أهل بيتهم بذلك . و على رأسهم قاسم أمين حيث كانت زوجته بالحجاب الكامل , و صرحت بعد وفاته بعدم إرغامه لها بالسفور الذي ينادي إليه . فالحجاب فطرة بشرية و سمة عالمية كما وضحنا سابقا , حتى في مملكة روسيا التي تأثر نساؤها بالعادات الشرقية و الحجاب الذي لم يلغى إلا بأمر من بطرس الأكبر و تممت عمله الإمبراطورة كاترين بتأسيس المدارس للبنات و نشرت بينهن التربية العقلية و الأدبية.




ارتباط الإحتلال بقضية خلع الحجاب : -


في العراق تأخرت حركة السفور حتى عام 1921 عندما حمل لواءها الإنجليز . أما مصر, فبعد سنوات من الاحتلال البريطاني, صدر كتاب المرأة في الشرق لمؤلفه المسيحي المصري مرقص فهمي الذي دعا للقضاء على الحجاب بزعمه أنه حجاب للعقل . تبعه كتاب تحرير المرأة لقاسم أمين الذي حظي بتأيد عدد من المفكرين و الزعماء المصريين , و عارضه الزعيم مصطفى كامل و رد عليه الاقتصادي طلعت حرب بكتاب أعطاه اسم تربية المرأة و الحجاب . مما دفع بقاسم أمين إلى تأليف كتابه المرأة الجديدة . و نزعت هدى شعراوي الحجاب و زميلاتها عند عودة سعد زغلول من منفاه . و في تركيا ألغى مصطفى كمال أتاتورك الحجاب . و قد استطاع الاحتلال الفرنسي في الجزائر أن يخلع الحجاب بالعنف و القوة من فوق رؤوس المسلمات . و مثلها حصل في تونس تحت الاحتلال الفرنسي, وظهر كتاب لطاهر الحداد (امرأتنا في الشريعة و المجتمع ) فصار بمنزلة قاسم أمين في مصر .


المظاهرات النسائية و خلع الحجاب :-


كانت المظاهرات النسائية وسيلة استعملها المحتل الغربي في عدة دول إسلامية , منها :


في مصر : في زمن الاحتلال الإنجليزي تحت إشراف سعد زغلول و بقيادة زوجته صفيه و رفيقتها هدى شعراوي تحولت المظاهرة من رفضها للاحتلال إلى هتاف بالحرية و نزع الحجاب .


في الجزائر : نحو أمام 100 شخص و حضور الفرنسيين المحتلين , أشارت إحدى الفتيات المسلمات إلى أن نزع الحجاب كفرصة لطريق حريتهن , و تبعها فتيات أخريات . وحدث مثل هذا في أكثر من مكان في الجزائر. و روجت الصحافة الفرنسية للخبر و نشرت الصور للشابات الجزائريات و هن يحرقن أحجبتهن و يتخلين عن حيائهن .


و مثله حدث في سوريا و في الكويت , حيث أحرق الطالبات البراقع . و كذلك في البحرين تظاهر النساء و نزعت إحداهن عباءتها .


أما في السعودية , عام 1990م قامت مظاهرة نسائية في مدينة الرياض , ليس لنزع الحجاب و لكن لقيادة السيارة , لأن المجتمع لا يمكن أن يقبل نزع الحجاب في ذلك الوقت .


القضية الثانية : المساواة .


المطالبة بالمساوة بين الرجل و المرأة مطلب بارز لدى العلمانيين .


الردود العقلية على إنتفاء المساوة :-


1- التاريخ القديم ينفي المساواة , و يتحدث عن حضارات و ممالك متعددة اللغات و مختلفة المفاهيم و الأفكار , اتفقت على أن الرجل ليس مساويا للمرأة .


2- الأنبياء جميعهم رجال في جميع الأديان السماوية .


3- الزعامة و السيادة تنفي المساواة , فعبر القرون كان الرجل هو السيد و الزعيم و القائد . و قلة من النساء شذذن عن هذه القاعدة , كبلقيس و شجرة الدر و تاتشر في إنجلترا . وحتى جامعة الدول العربية , فمنذ إنشاءها ترفض المساواة , فلم يحكم أي دوله عربية غير الرجال .


4- حتى الحروب و المعارك الطاحنة , كان ضحيتها رجال, ولا مكان للنساء فيها . حتى قيادة حلف الناتو كلها بقيادة رجال .


5- التجارة العالمية هيمن عليها الرجال و كانوا هم أغنياء العالم . حتى المنتجات التي يصنعها التجار , لا مساوات فيها . فهناك أصناف رجالية و أصناف نسائية من العطور و الساعات .


6- و أيضا المهن ترفض المساوات . فأمهر الطباخين و مصمموا الملابس النسائية من الرجال .


7- اللباس و المكياج لا مساواة فيه فهو للمرأة دون الرجل .


8- قائمة العلماء و المخترعين تكاد تخلو من أسماء النساء . و يبقى الرجل هو سيدها . و كذا الشعراء يغلب في عددهم أنهم رجال .


9- اللغة ترفض المساوة , و علم الأحياء كذلك يرفض المساواة , و الفروق الجسدية توضح الفرق بين الجنسين . فهناك هرمونات ذكرية و أنثوية, و حيض ونفاس و رحم لا نجدها عند الرجل و غيرها الكثير .


10- لم تحكم المرأة في فرنسا مطلقا , رغم قيام الثورة في فرنسا على يد رجال و نساء .


و في سلوك الغرب ما يدل على امتهان المرأة , حيث تنسب إلى عائلة الرجل إذا تزوجته , فهي تابعة له .


و كثير من الوظائف التي تشغلها المرأة تكون تابعة للرجل كالمدير العام و سكرتيرته .


11- الرياضة كانت دائما تفصل بين الرجال و النساء , ففريق النساء يلعب مع فريق مثله , و كذا الرجال وليس العكس .


12- البغاء مهنة و ضيعة كانت من نصيب المرأة و تتقاضى الأجر عليها , و ليس العكس . و مسابقات الجمال كذلك لها دون الرجل .


و لا نغفل دورات المياه في الأماكن العامة حيث لا يشترك فيها النساء والرجال . حتى البهائم تشارك في رفض المساواة بين الجنسين , فلكل من الذكر و الأنثى وظيفته الخاصة و تركيبته الفريدة . حتى في العملية الجنسية هناك فرق بينهما , فللرجل ملايين من الحيوانات المنوية , بينما المرأة بويضة واحدة في كل شهر .


13- وسائل الإعلام تنفي المساواة حيث تستدر عطف المشاهدين بذكر النساء و الأطفال دون الرجال في أخبار الحروب .


و الطفولة أيضا ترفض المساواة , فالبنت تقتني الدمية و تقلد أمها , و الولد يقتني السيارة و البندقية و يقلد أباه . و ينسب الأطفال لآبائهم دون أمهاتهم .


الأدلة القرآنية التي تنفي المساواة :-


نذكر هنا أدلة من القرآن دون السنة , لنقطع الطريق على من ينكر صحة ما نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم من العلمانيين و غيرهم . فامتلأ الكتاب الكريم بالآيات الدالة على اختلاف الرجل عن المرأة . و لم يكن ذلك من باب احتقارها أو أفضلية الرجل عليها , بل ليوضح و يبين الاختلاف بين الجنسين . بل على العكس قد تكون هي الأفضل وذات الدرجة و المقام الأعلى , فالجنة تحت أقدام الأمهات , و البنات ستر من النار لأهلهن .


ومن تلك الأدلة :


إعتداد المرأة على وفاة زوجها , بينما الرجل لا يعتد و يستحب له الزواج بثانية و الإسراع في ذلك . و نرى ذلك في قوله تعالى وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا......) .


و قد ذكر سبحانه في سورة البقرة ووضح بأن شهادة الرجل تعادلها شهادة امرأتين , في قوله : (وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) .


و أيضا في قسمة الميراث اللتي فرق سبحانه بها في سورة النساء بين الزوج و الزوجة . فنصيب الرجل من زوجته : (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ) , أما نصيب المرأة من زوجها : (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ) . و أيضا لا نغفل قوله تعالى : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) , و غيرها من الآيات الدالة على ذلك في تلك المسألة .


ومن الأدلة الهامة في ذلك أيضا , أن الأصل في بداية الخلق هو الرجل و المرأة هي فرع منه , فقد قال تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ). و نستوضح هذا من قصة آدم عليه السلام كذلك .


ومن المواضع التي انتفت فيها المساواة كذلك أن الرجل له أن يتمتع بجواريه و إمائه , أما المرأة فليس لها ذلك مع عبيدها . قال تعالى : (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم) .


كما أن معظم الخطابات في القرآن و الضمائر و كذلك الأوامر و النواهي جاءت موجهة للذكر رغم أن المرأة تابعة له في ذلك . و في القرآن قلما نرى اسم امرأة . فتحدث القرآن عن نساء و لكن بدون ذكر أسماؤهن صراحة , بل نسبها لأزواجهن . كأمنا حواء و زوجات الرسل و الأنبياء و حتى نساء الكفار .


و في مناداة الله تعالى للوالدين باسم الوالد و هو الخاص بالذكر دون الوالدة وهو الخاص بالأنثى , نستشف فرق الرجل عن المرأة , قال تعالى : (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا ....) . و كذلك عند ذكر الأبناء فيطلق لفظ الأولاد دون البنات للجميع , و كذا استخدام لفظ الإخوة .ومن صريح ما ورد في القرآن , قول امرأة عمران عليها السلام وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى).


و غيرها الكثير من الدلائل على عدم الاستواء بين الرجل و المرأة في القرآن .


مصطلح الجندرية :


هو مصطلح جديد يعني باختصار فصل الجنس عن تحديد الأدوار في المجتمع .


و جاء تعريفه في الموسوعة البريطانيا أن الجندرية هي شعور الإنسان بنفسه بصفته ذكرا أو أنثى دون النظر في التكوين الجسمي .


فلا يوجد رجولة أو أنوثة فإن الجميع جندر بمعنى نوع . و تمارس الحركات الأنثوية المعاصرة المطالبة بالجندرية ضغطا على المؤسسات الدينية الغربية لإجلاء تعديلات على الكتب السماوية بما يتوافق مع الجندر . فأسهمت بإصدار طبعة جديدة من كتب العهد القديم و الجديد أطلق عليها الطبعة المصححة , تم تغيير المصطلحات و الضمائر فيها من مذكرة إلى ضمائر حيادية . و تقوم الأنثوية المعاصرة على تقويض نظام الأسرة الظالم للمرأة , فاستبدلت اسم زوج بشريك و أعطت المرأة الحرية في حق تملك جسدها . و نادوا بتعليم الأطفال الجنس منذ المرحلة الابتدائية لتعريفهم بممارسة الجنس المأمون و طرق منع الحمل .



القضية الثالثة : الإختلاط .


يختلف الاختلاط في المجتمعات الإسلامية و يتفاوت إلا إنه في مجتمعنا السعودي لازال يحتفظ بطابع الفصل بين الرجال و النساء , لذلك تسلط عليه العلمانيون المفسدون . إن عدم الاختلاط له عواقب وخيمة بنظرهم وهو سبب الفتنة , فيجب أن نعمد على تطوير مجتمعنا بإدخال الاختلاط إليه بالتدريج, و قد يسبب هذا لنا بعض المخالفات و لكن مع الوقت سيعتاد الرجال على رؤية المرأة و يصبح الوضع مألوفا . و هذه الحجة مردودة عليهم :


-لا يرضى عاقل أن يجازف بعرضه و أهل بيته حتى يتعود الناس .


- ونرى الغرب مارس الاختلاط منذ زمن بعيد ولازالت المرأة تعاني من حالات الاغتصاب و الاعتداء الجنسي , فاضطرت أن تحمل معها عصا كهربائية و بخاخات مخدرة للدفاع عن نفسها . فقصة الرئيس الأمريكي كلينتون و مونيكا و ممارسة الرذيلة التي طالعتنا بها وسائل الإعلام, ناتجة عن الاختلاط في مجتمعهم رغم أن كلاهما تربى في ذلك المجتمع المتحرر. و كان هذا معتادا في المجتمع الأمريكي عندهم ولا إنكار فيه مادام الطرفان راضيين عن الفاحشة , و الدليل انتخاب كلينتون لفترة رئاسية أخرى . و مثل هذا يبطل دعواهم بأن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة بدون حجاب و الاختلاط بالرجال دون مشاكل . و إن صحت دعواهم في تعليق حل المشكلة على الوقت , لن يكون هناك زواج بين بني البشر , و يختفي الميل و الانجذاب الفطري بين الرجل و المرأة .


وبالرغم من زهد القساوسة في الدنيا كما يزعمون , إلا أنه بلغ عدد الجرائم في الكنيسة عام 1970م 5000,000 ملايين جريمة . حيث كان القساوسة يغتصبون الراهبات .


مبرر الثقة في المرأة وهو مبرر ساقط من عدة وجوه,ذلك أن الله سبحانه و تعالى أمر النساء بقوله ( وقرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) و هو العليم الخبير بخلقه. وقال عليه الصلاة و السلام ( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما). فإذا وثقنا في المرأة و أخلاقها كيف نثق بالشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم . فلا يمكن تجاهل الطبيعة البشرية و الاحتجاج بالثقة , فهذا نبي الله يوسف عليه الصلاة و السلام يقول ( و إلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن و أكن من الجاهلين ). فلا بد من منع اختلاطها حتى لا يصبو إليها الرجال . ولم تسلم عائشة و هي أم المؤمنين و زوجة أفضل الخلق و في أطهر العصور من ألسنة الإفك , فكيف بزمننا هذا زمن الفتن .


و من القواعد الشرعية حفظ الضرورات الخمس , الدين و العرض و النفس و المال و العقل , و هي مسؤولية الحاكم حتى لو كان الناس محل ثقة. فلو اعتمدنا على الثقة فما حاجتنا لقطاع الأمن و الشرطة .


وقد خاطب الله أمهات المؤمنين حين قال ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ), فإن كان هذا خاص بأطهر النساء فمن باب أولى يعم النساء جميعا , فيخشى عليهم من ذوي القلوب ضعيفة , و يؤمرن بالحجاب إقتداء بأمهات المؤمنين . فخطاب القرآن لم نجد فيه إشارة إلى مسألة الثقة المزعومة .


القضية الرابعة : عمل المرأة .


أثار أهل الفساد أفكارا تحط من قدر المرأة العاملة في بيتها و خدمة أهلها بأنها محبوسة و مظلومة . فأخرجوها من مطبخها الصغير لتخدم في الطائرات و المطاعم و تتلاقفها أعين الزبائن . وفي كتابنا صور لمرأة تعمل أعمال كانت تخص الرجل و أقحموا المرأة , ككنس الشوارع و أعمال البناء و الحدادة و الجندية و غيرها . فإن استبدلنا بقاء ربة البيت في المنزل بخادمة نكون قد ظلمنا الخادمة أيضا ببقائها في البيت , فمن يحررها .


و للأسف أكثر العمل النسائي يدور في الحقل الفني و الاستهلاكي و الاجتماعي المظهري . أما العمل البناء الصحي الذي يخدم المرأة و المجتمع خدمة فعلية فهو أسطورة .



القضية الخامسة : قيادة المرأة للسيارة .


و إن كانت هذه القضية خاصة بمجتمعنا السعودي , فقد أثارها العلمانيون لتحقيق الاختلاط و نزع الحجاب . أما حججهم و مبرراتهم كالآتي :


1- الخلوة المحرمة : أن المرأة إذا قادت سيارتها فلن تخلو بالسائق. ونسو أن بقاء الخادمة في خلوة مع الرجال في المنزل أشد خطرا من خلوة المرأة بالسائق .


وهل حلت قيادة المرأة للسيارة في المجتمعات الخليجية مشكلة السائقين؟! , لا بل بقي السائق مع قيادة المرأة للسيارة . وهناك مجالات كثيرة تحصل فيها الخلوة , كخلوة الطبيب بالممرضة و في غيرها من التخصصات الجامعية , و لكن صمت عنها العلمانيون .


ولو قادت المرأة السيارة و تعطلت عليها أو حصل لها حادث أو قطعت إشارة , كيف سيتم التصرف معها ؟ فهل ستوقف من قبل الشرطي , أم سيتم أيضا توظيف النساء في الشرطة فتحدث مشكلة أخرى و هي خلوة الشرطية مع الشرطي .


2- التوفير المالي : يدعون أن بقيادة المرأة للسيارة سيوفر هذا من دخل الأسرة , و هذا أيضا باطل ,لأن السائق قائم على نقل أكثر من امرأة , فإذا قدن السيارة فستحتاج كل واحدة سيارة خاصة فتحتاج وفرة مادية. و كذلك بقيادتها للسيارة ستحتاج مصروفا أكبر لملابسها و زينتها و مكياجها عندما تخرج سافرة تقود سيارتها . وستنفق مالا على زينة سيارتها أيضا . فأين التوفير في التخلص من السائق الخاص .


3- الخلل الأمني: و من دعواهم أن استقدام السائقين و كثرة عددهم يؤدي إلى خلل أمني في البلاد .فالجريمة هنا ليست مقتصرة فقط على السائقين فلو قارنا عدد السائقين بعمال النظافة و الورش و البناء و الأشغال الأخرى لوجدنا أن عددهم قليل , فمن باب أولى لو شغلت تلك الأعمال بشباب البلد . و مشاكل الخادمات في المنازل أكبر , و قد فاق عددهم عدد السائقين , وهم أقرب لأصحاب المنزل فيعلمون كل أخبارهم بخلاف السائق البعيد.


و إن كانت دعواهم أن قيادة المرأة للسيارة تمنع خلوتها بالسائق, فلماذا يطالبون بسفرها بلا محرم , و في السفر بلا محرم خلوة أعظم !!



المناقشة الرابعة :



رسائل بالبريد .




الرسالة الأولى:



إلى علماء الأمة الإسلامية و ورثة الأنبياء .



يدعوا المؤلف علماء الأمة أن لا يتخاذلوا ولا يتنازلوا في صد ما نراه من تجاوزات في ديننا و أن لا يجاملوا في فتواهم . و يطلب منهم موقفا قويا في الدفاع عن أعراض المسلمات كموقفهم في الدفاع عن أمن البلاد . و يقول مخاطبا إياهم لا ترضوا الدنية في دينكم حين تخرجون على القنوات الفضائية فتعمدون إلى الانكسار و لين القول . و صدوا الكذب عن صحابة النبي و أمهات المؤمنين . فسيروا على نهج نبيكم و صحابته فلن ترضى عنكم هذه الفئة المنافقة والله متم نوره و لو كره الكافرون .




الرسالة الثانية :



إلى الغيورين من أمة محمد .



يا أهل الغيرة كلام الله بين أيديكم و رسوله و سيرة صحابته الكرام شاهدة بين أيديكم تدعوكم لحفظ أعراضكم و حجاب نسائكم حتى لا تكونوا ممن يشيعون الفاحشة في المجتمع . و لا يغركم صراخ الناعقين بترك النقاب و الحجاب و عرض الأجساد , فهو إما علماني قذر أو شهواني طامع في أنوثة نسائكم . فلا تجعلوا رجولتكم تموت يوم أن تتركوا نساءكم في وظائف تخالط فيها الرجال و يكشفن وجوههن المليئة بالمساحيق . و يواصل المؤلف خطابه للغيورين بقوله ماذا سنقول للأجيال من بعدنا و ماذا سيسطر التاريخ في صفحاتنا , هل نحن من خرجنا من بين ماض تليد و مستقبل إن شاء الله زاهر مجيد , بتيه و هزيمة و عبودية , و أصبحنا آلة للفواحش يستمتع بنسائنا الكافر و الفاسق . هبوا و ادفعوا عن أنفسكم الضعف و الانكسار . و صدوا المجاهرين بالفساد أمثال زكي طليمات الذي أعلن فرحته بدخول الفتاة الكويتية إلى المسرح و التمثيل .



الرسالة الثالثة :



إلى العلمانيين .



يناديهم بقوله يا منافقي عصرنا الحديث , هل طابت أنفسكم بمسابقات الجمال و الرقص الشرعي المزعوم و مشاركة المرأة في الأندية الرياضية , أين موقفكم الصريح من هذا ؟!



إن كنتم لا تعلمون أن آرائكم متوافقة مع آراء قاسم أمين فلماذا لا تحددون مواقفكم من انحرافات قاسم أمين التي يرفضها الدين و المجتمع . و من العجب تشابهكم يا علمانيو هذا الزمان مع المنافقين في عهد النبوة بإخفاء ما تبطنون و التعاون و الأخوة مع الكفار من يهود و مسيحيين . و القيام بدور الطابور الخامس من معاونة العدو الخارجي بتخذيل المجتمع عن الإستعداد له , و همكم إقصاء الإسلام و محاربة الدعاة له عند توليكم السلطة , و اعتبار الإسلام تخلفا و رجعية و الحجاب مظهرا مخجلا , و استعمالكم للإسلام بما يوافق أهدافكم وسعيكم لكشف عورات المسلمات و إشاعة الفاحشة بالمؤمنين . و مما يظهر من دعوتكم الاستهتار بالإسلام و أهله و علمائه و محاربة الأخوة الإسلامية و إشاعة مفهوم الوطنية و تقديمها على رابطة الدين .


و ختم رسالته لهم بتهديد من الله تعالى : (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلا , مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا , سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا)


الرسالة الرابعة:



إلى قاسم أمين .



من عبدالله بن محمد الداوود إلى قاسم بيك أمين .



أكتب لك بعد مئة عام من رحيلك بعد علمي أنك عشت 43 سنة أهلكتها بمحاربة الحجاب و تزيين السفور و اختلاط الرجال بالنساء. فقطع الموت عليك الطريق , فكنت أول من دعا إلى إفساد المرأة المسلمة و أقل من استمتع بها و قد كنت قدوة لمن بعدك. و قد أكمل اليهود مسيرتك في إفساد المرأة , و كبرت مصيبتك يا قاسم أمين فلم تفسد مصر وحدها بل سرت أفكارك لكثير من الدول الإسلامية , و عاشت مبادئك و أفكارك بعدك في صراع مع الدين و أهله .

و قد كتب المؤلف عبد الله الداوود في هذه الرسالة معلومات سبق أن مر بها معنا في فصول الكتاب السابقة . و ختم الرسالة بقوله :إنالدين غالب على أمره في مصر حيث يزيد نسبة المحجبات فيها على 80% من نسائها و هناك عودة و صحوة و توبة لأنصارك و العاقبة للتقوى .

المناقشة الخامسة :
وداعا .

ختم الكتاب بخطبة حجة الوداع في مكة لرسول الله عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم التي حوت ردودا جلية واضحة على كثير من دعاوى العلمانيين . فقرر فيها بأبي هو و أمي مساواة حرمة الدم بالعرض , و العدل و ليس المساواة , يوم أن جعل حقوق النساء تختلف عن حقوق الرجال , و تأكيد مراعاة الأزواج لحقوق زوجاتهم على أن يطيعهم زوجاتهم بالمعروف و لهم حق التأديب في المخالفة .
و جاء فيها أيضا التأكيد الشرعي للمواريث . و من دعاوى العلمانية نسبة المرأة لزوجها فقال عليه الصلاة و السلام : ( من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه , فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ) .
و قال عليه الصلاة و السلام : ( فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده , كتاب الله و سنة نبيه ) , ترك لنا هذا دستورا و مرجعا لا نحيد عنه , لا كما يفعل العلمانيون بتحاكمهم إلى الدساتير الغربية .
ويعلوا صوت العلمانيين باستخدام الأشهر الميلادية دون العربية و محاربة خصوصية الجزيرة العربية رغم تقرير الرسول عليه الصلاة و السلام في خطبته لذلك .
و قبل أن يختم مؤلف الكتاب دعانا أن نفخر بدفاعنا عن ديننا و فضح أعدائنا خاصة المنافقين منهم هم العدو كما قال سبحانه : (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) .

تم بحمد الله ما بذلته من جهد في تلخيص كتاب (هل يكذب التاريخ؟) للكاتب عبدالله بن محمد الداوود
أسأل الله القبول و النصر المبين لكل ما هو دين
إن الدين عند الله الإسلام ..

جزاك الله الجنه..
واحسن الله اليكم

دمتم للخير

تسلم ايديك.