التأهيل قبل الزواج

التأهيل قبل التزويج
ناصر حسن

فليس من الصحيح التزويج دون أن يخضع الزوجان لدورات تأهيلية عن الحياة الزوجية. فهناك من الأزواج من لا يعرف أن للبنت دورة شهرية، وأن لها مزاجاً قد يتغير وتختلف في معاملتها مع الزوج، والجهل بذلك قد يسبب طلاقاً عاطفياً يقود دماراً على نفسية الزوجين!.

فهناك كثير من الدول في العالم تنتشر فيها المراكز والمعاهد التي ترشد الأزواج ، وتقدم لهم الاستشارات الأسرية، ورأينا أن السبب في زيادة معدّل أعمار الرجال والنساء في اليابان يفوق على نظائرهم في أنحاء العالم، ويعود الفضل إلى الدرس الذي يعطيه اليابانيون للفتاة في المدارس تحت عنوان (آداب معاشرة الزوج) ولهذا ينظر إلى الفتاة اليابانية بأنها أفضل فتاة صالحة للزواج في العالم.

وفي أمريكا وُلد علم جديد يطلق عليه (علم السلامة الزوجية) وله علماء متخصصون ، وعلماء نفس واجتماع. ورصد هذا الكم من الخبراء لكي يضعوا مناهج دقيقة وعلمية لتدريس المنهج للذكور والإناث.

وفي بريطانيا تم تنظيم فصول دراسية في بيرمنغهام ، يقتصر حضوره على الأزواج ليتلقون محاضرات على أيدي أساتذة متخصصين، يتعلمون كيف يصغون إلى زوجاتهم، وكيفية التعامل مع الخلافات....

وفي ماليزيا ادخل منهج إضافي يتعلمه الطلاب عن الحياة الزوجية وما يختص بين الرجل والأنثى وساهم ذلك في انخفاض نسب الطلاق إلى ما فوق الثلاثين بالمائة...

إنك إن أردت سياقه السيارة، فلا بد من دخولك دورة تؤهلك لقيادة السيارة بشكل جيد، والنزول بها في أزقة الشوارع ، وذلك يتطلب التدريب على يد خبير بأمور السياقة ، ليتعلم كيف يجتاز كل الصعوبات ، ويحل المشاكل ، ويتصرف معها.

فمن يريد الزواج عليه أن يقرأ، ويتعلم فنّ العشّرة الزوجية ، وما هو الزواج ، ومعرفة أمور كثيرة عن المرأة بأدق التفاصيل ، بما يشمل الجانب النفسي، والجسدي ، ومعرفة أخلاقيات الحياة الزوجية، والإلمام بشؤون الحياة الزوجية ، وكذلك معرفة أمور الإنجاب ، ومشاكل الأولاد ، وكيفية تربيتهم وإدارتهم ، وكيف يجب أن ندير الجانب الاقتصادي في الحياة الزوجية ، وكيف نكّون بيتاً جميلاً ، وكيفية التعامل مع الحياة الزوجية قبل وبعد الزواج.

فالتاريخ الإنساني كله مليء بكيفية نشوء الحياة الزوجية. وقد أولت الشريعة السماوية اهتماماً بالغاً بالحياة الزوجية ، وتحدّثت في كل تفاصيلها. ولا زال علماء الدين يهتمون لهذا الأمر، ولكن للأسف ليس بالطريقة المركزة. ففي أمريكا اليوم وُلد علم اسمه (علم السلامة الزوجية) ولهذا العلم خبراء متخصصون، وعلماء نفس واجتماع. وتلك ضرورة عصرية، ونحن نعيش اليوم حالة مفزعة من كثرة الطلاق وتشتت الأسر ، وخلافات عميقة في الحياة الزوجية. ولهذا ينبغي علينا أن ندّرس قضية أمر الزواج من منطلق ديني وعلمي ، وأن ننشئ معاهد لتعليم هذا العلم ، ورصد الخبراء في هذا الشأن لوضع مناهج دقيقة وعلمية ، لتدريس هذا المنهج ليشمل الطرفي، فالفتيات هن معنيات كذلك بهذا الأمر ، وليس الأمر مقصوراً على الشباب ، وأعتقد أن ذلك سيحد من مشاكل الحياة الزوجية، وسيوقف نزيف الطلاق الذي عمّ مجتمعات الخليج.

وهذا الاهتمام سيقلل من نشوب الخلافات في الحياة الزوجية ، وكما أنها ستزيد من القدرة على كيفية التغلب على المشاكل، ومعرفة الزوجين لطباعهما من قريب، وبشكل واضح، مما يسهل عملية التعايش مع بعضهما البعض.

ومن هنا علينا البدء بدورات تدريبية، وتعليمية في فنون الحياة الزوجية قبل الزواج، وكذلك بعد الزواج ، وندوات ومحاضرات في المدارس والتجمعات.

وفي بريطانيا تم تنظيم فصول دراسية في بيرمنغهام ، يقتصر حضورها على الأزواج بحيث يتلقون محاضرات على أيدي أساتذة متخصصين ، يتعلمون من خلالها كيف يصغون إلى زوجاتهم ، وكيف ومتى "يطنشون"؟ أو بالأحرى متى يتصنعون"الصمم".

فاعتقد هكذا من الممكن أن نخفض نسب الطلاق المرتفعة في مجتمعاتنا ولما لا مادام هناك دورات تثقيفية مجانية يشرف عليها الخبراء والمختصين الذين يساهمون في تثقيف المقبلين على الزواج..