منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > القسم العام > رحيق الحوار العام
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-2008, 06:51 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حسن حسن غير متواجد حالياً


افتراضي القوة ثم القوة ثم القوة والعزة لله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على سيدنا محمد
القوة ثم القوة ثم القوة والعزة لله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«المؤمن القوي خير وأحب إلى الله
من المؤمن الضعيف وفي كل خير.
إحرص على ما ينفعك، وإستعن بالله ولا تعجز.
وإن أصابك شيء فلا تقل:
لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل:
قدر الله، وما شاء فعل،
فإن لو تفتح عمل الشيطان».رواه مسلم.
إن الحديث يبينَ العلم النافع الذي من
حصَّله فإنه يُحصل خير الدين والدنيا معًا فهو
يجمع مصالح الدين ومصالح الدنيا برمتها،
فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه
ينبغي للمؤمن أن يحرص على كل ما ينفعه
أي في دينه ودنياه، حتى لا يكون مغبونًا خاسرًا
قد ضاعت منه أيامه وذهبت منه لياليه وهو لا
يحصل مادة صلاحه في دينه ودنياه.
ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم أن سبيل تحقيق هذا
الأمر هو الاستعانة بالله أولاً ثم تحصيل الأسباب
الممكنة ثانيًا وبذل الوسع في ذلك.
فقوله صلوات الله وسلامه عليه :
"المؤمن القوي خير"المراد بالقوة، هنا،
عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة.
فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداما
على العدو في الجهاد وأسرع خروجا
إليه وذهابا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر،
والصبر على الأذى في كل ذلك،
واحتمال المشاق في ذات الله تعالى،
وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار
وسائر العبادات، وأنشط طلبا لها ومحافظة عليها، ونحو ذلك.
"وفي كل خير"معناه في كل من القوي والضعيف خير،
لاشتراكهما في الإيمان، مع ما يأتي به الضعيف من العبادات.
"احرص على ما ينفعك "معناه احرص على طاعة
الله تعالى والرغبة فيما عنده، واطلب الإعانة من
الله تعالى على ذلك ولا تعجز ولا تكسل عن طلب
الطاعة ولا عن طلب الإعانة.
"واستعن بالله "والمؤمن يقرأ في كل ركعة من صلاته:
"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "الفاتحة:5
ومن دعاء عمر في قنوته:اللهم إنا نستعينك ونستهديك.
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً:
"ألا يدع في دبر كل صلاة أن يقول:
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ".
"ولا تعجز "وحتى لا يظن ظآن أن التواكل
يكفي عن الأخذ بالأسباب، وأن الاستعانة بالله
تقضي عدم العمل، والأخذ بالأسباب فلا تكفي
الاستعانة باللسان دون الأخذ بالأسباب،
بل إن الاستعانة بالله تعالى تقتضي العمل
كما يقتضي التوكل الأخذ بالأسباب.
قال ابن القيم:العجز ينادي حرصه على ما ينفعه،
وينادي استعانته بالله فالحريص على ما ينفعه
يستعين بالله ضد العاجز، ومع ذلك فكم من
الناس من يحرص على ما ينفعه دون الاستعانة
بالله تعالى؟ فينحرف بعمله عن غايته المطلوبة
إلى غاية قصيرة المدى كحب الذات،
فيقع في دائرة الطمع والطغيان.
والحديث يشمل الأمور الدينية والأمور الدنيوية فمن أخذ بهذه
الأصول الثلاثة فقد انتظم له خير الدنيا والآخرة،
وقول الله جل وعلا يؤكد مضمون الحديث:
"وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".سورة
ففي الأية ثلاثة أصول:
1-التوكل:الذي هو أساس التوفيق لتحصيل المقاصد
2-المشاورة:وهي جودة النظر وتقليب وجهات النظر.
3-العزيمة :وهي التي يحتاج إليها الإنسان لتحقيق مراده.
فهذه أصول تحقيق المصالح في أي شأن يحاوله الإنسان،
إذا علم هذا فإن الذي يزيل الإشكال هو أن نعلم أن
المراد بالمؤمن القوي هو الذي حصَّل وصفين اثنين:
الوصف الأول:العزيمة القوية في تحصيل
المصالح في الدين والدنيا.
الوصف الثاني:الأخذ بالأسباب لذلك.
فهذا هو المؤمن القوي الذي أراده النبي
صلى الله عليه وسلم في كلامه،
وليس المراد هو قوة البد ن كأن يكون الرجل
قويًّا في بدنه من جهة الخلقة ويكون المؤمن الآخر
ضعيف في بدنه من جهة الخلقة كذلك، فهذا لا يشمله
الحديث باتفاق أهل العلم عليهم جميعًا رحمة الله تعالى
لأن هذا أمر يقسمه الله تعالى لعباده، فقد يبسط الجسم
لبعض الناس وقد لا يبسطه لبعضهم، وإنما المراد
تحصيل أسباب القوة فيدخل في هذا تحصيل أسباب
قوة البد ن، ففرق بين الأمرين، وإنما يتضح لنالتفريق
بأن نأخذ بهذا المثال:
فها هو رجل قصير القامة ضعيف الجسم بحسب أصل
خلقته فهذا لا يقال فيه إن من كان طويل القامة قوي
البدن هو خير منه عند الله، وهذا بإجماع أهل العلم
لا يختلفون في ذلك.
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن
ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
وهذا الحديث هو شارحٌ للحديث المتقدم، فإن النبي
صلى الله عليه وسلم بيَّن أن الله جل وعلا،
إنما ينظر إلى القلب والعمل، وهذا هو المراد في قوة
المؤمن التي يحبها الله جل وعلا.
وأما عن تحصيل أسباب القوة سواء كان ذلك في
الدين أوالدنيا فهو من الأمور التي يحبها الله جل وعلا؛
لأن قوة البد ن تعين على تحقيق المصالح، ومن ذلك
مراغمة أعداء الله عز وجل والانتصار لدينه والدفاع
عن الحرمات وعن الأرض وغير ذلك من المصالح
العظيمة والفوائد الجليلة، وإعداد العدة فقد قال تعالى:
"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ
تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ
لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ
اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ".سورة الأنفال الأية60
وأما قولك إن قوة القلب والشجاعة ونقيضهما هما من
عند الله فلا ريب أن كلاً من عند الله،
فما يكون في الكون شيء إلا من عند الله ومن خلقه،
كما قال تعالى:"وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ "سورة الصافات96
أي خلقكم وخلق أعمالكم.
ولكن لابد للالتفات إلى أمر عظيم يدفع عنا الإشكال وهو:
أن قوة القلب لها أسبابها التي تحصل بها، وكذلك الشجاعة لها
أسبابها التي تُنال بها، فقوة القلب تنال بالعزيمة على تحقيق
المصالح،وهذا هو الذي أمر الله تعالى به، وأما الخوف
الجبلي الذي في الإنسان فهذا لا يلام عليه،
وهذا يقع لعامة الناس، فإن هذا مما لا يمكن دفعه لأنه من
أصل الفطرة وإنما المراد:
تحصيل مراد قوة القلب، ولذلك لما ترجم
الإمام مسلم في صحيحه لهذا الحديث قال ممهدًا له مبينًا معناه:
"باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة
بالله وتفويض المقادير لله"،
فثبت بذلك أن المقصود إنما هو تحصيل أسباب القوة في القلب،
وفي العمل، وأن الذي لا يحبه الله جل وعلا من ذلك هو
التقصير في الأسباب المأمور بها شرعًا.
فثبت بذلك أن المؤمن الذي يأخذ بالأسباب ليقوي من
نفسه ويصل إلى مصالح دينه ودنياه، هو خيرٌ
عند الله من المؤمن الذي يفرط في ذلك، وإن كان كلٌ
منهما فيه الخير إلا أن الأول أحب إلى الله وأك
وإعلم أيها المؤمن فإن من الأمور النافعة التي تفيدك في هذا
المقام أن تعلم أن الإنسان في هذه الحياة أمام أمرين اثنين:
فإما أن يكون قادرًا على تحصيل الأسباب التي توصله
إلى مقاصده فينبغي حينئذ أن يحصلها.
وإما أن يكون غير قادر فهو غير ملوم.
وكذلك إذا وقع عليه شيء من المصائب
أو الأمور التي يكرهها فهو بين أمرين:
إما أن يكون قادرًا على دفعها فعليه أن يحصل ذلك،
وإما أن يكون غير قادر على دفعها فليس أمامه إلا أن
يصبر وألا يجزع، والمؤمن يشكر الله جل وعلا
في سرَّائه ويصبر في ضرَّائه، كما ثبت في صحيح مسلم
أيضًا عن النبي صلى عليه وسلم أنه قال:
"عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليسذلك إلا
للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن
أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له".
ونسأل اللهَ عز وجل أن يشرح صدرنا وأن ييسر
أمورنا وأن يجعلنا من المؤمنين الأقوياء
في ديننا ودنيانا حتى نكون الأحب إلى الله
وأن يجعلنا من عباده الصالحين.
اللهم إنصر إخواننا في غزة والمجاهدين في كل مكان.







رد مع اقتباس
قديم 28-12-2008, 07:04 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


زهرة البنفسج غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خيرااا موضوع رائع سلمت يداك







التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]][

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قوانين القوة النفسية وقوة الشخصية عبدالله نبيل الصحة العامة والصحة النفسية والتنمية البشرية 2 16-04-2010 03:21 AM
القوة والتغيير في التاريخ أسد الإسلام السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 1 06-04-2010 02:39 AM
تدريبات القوة الذاتية المساوى الصحة العامة والصحة النفسية والتنمية البشرية 5 12-07-2009 12:50 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة