منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى
التسجيل مشاركات اليوم البحث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 02-05-2009, 01:07 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي الملف العراقي،, بلاد المسلمين المحتلة

بسم الله الرحمن الرحيم
الملف العراقي
العراق هو مهد الحضارات البشرية القديمة ومنبعها كأشور وبابل ونينوى وأور وغيرها، وهو من أهم بقاع الأرض وأعظمها عراقة وأصالة، فهو ضارب جذوره في أعماق التاريخ.
فتحه المسلمون زمن عمر بن الخطاب  (13 - 23هـ الموافق 634 - 644م)، وصار من أهم بلاد الإسلام، حيث بدأت الفتوحات الإسلامية الواسعة به، وانطلقت منه، ودارت في رحابه أعظم معارك الإسلام كالقادسية والمدائن، وتأسست فيه أعظم مدن الإسلام كالبصرة والكوفة وواسط وبغداد وسامراء والموصل.
والعراق صنو الشام ورديفها، وامتداد لجزيرة العرب، يخترقه نهرا دجلة والفرات فيحيلان سواده الشاسع المنبسط إلى أعظم أراضي العالم خصوبة وإدراراً للعطاء.
وموقعه الجغرافي المتميز على رأس الخليج جعله واحداً من أهم طرق الاتصال بين أوروبا والمحيط الهندي، وفي عصر الاستعمار الحديث اكتسب العراق أهمية خاصة بالنسبة لبريطانيا لكونه يعتبر طريقاً تجارياً رئيسياً للهند درة التاج البريطاني، وزادت أهميته أكثر بعد اكتشاف النفط فيه في أوائل القرن العشرين.
ظل العراق جزءاً من دولة الخـلافة العثمانية حتى الحرب العالمية الأولى، حيث اشتد الصراع عليه بين بريطانيا من جهة والدولة العثمانية وألمانيا من جهة ثانية، فحاولت بريطانيا أثناء الحرب انتزاعه من الدولة العثمانية فاحتلت البصرة في السنة الأولى للحرب، واحتلت العمارة في السنة الثانية ومنيت بهزيمة كبيرة في الكوت في السنة الثالثة، وأما في السنة الرابعة للحرب فقد استطاع البريطانيون احتلال بغداد في 11 آذار سنة 1917م بقيادة الجنرال (مود) وواصلوا تقدمهم شمالاً فاحتلوا الموصل في 8 تشرين الثاني 1918م. وبذلك سقط العراق بكامله بأيدي الإنجليز وأُخضع للوصاية البريطانية في العام 1920م.
ثم جاءت بريطانيا بعميلها فيصل بن حسين بن علي حاكم مكة وتوجته ملكاً على العراق كتعويض له عن خسارة والده للحجاز الذي أعطي لآل سعود.
واحتفظت بريطانيا في ظل الحكم الملكي الهاشمي للعراق بثلاث قواعد عسكرية، وهي قاعدة الرشيد في بغداد وقاعدة الحبانية شمال بغداد وقاعدة الشعيبة قرب البصرة، وكان مستشاروها العسكريون والسياسيون والاقتصاديون والثقافيون هم الحكام الحقيقيين للبلاد، في حين كان السفير البريطاني في بغداد صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في حكم العراق طوال فترة الحكم الهاشمي الذي استمر حتى العام 1958م. وتحول العراق بذلك إلى واحة بريطانية حقيقية.
في الحرب العالمية الثانية حاول هتلر مستشار ألمانيا منازعة الإنجليز في العراق، فاتصل بالملك غازي ملك العراق، وتجاوب الملك معه وكان يناصب الإنجليز العداء، ولكن بريطانيا كانت تراقبه، ولما اكتشفت علاقته بالألمان سارعت إلى التخلص منه فقتلته في حادث سيارة. وبحسب ولاية العهد أصبح ابنه الصغير فيصل الثاني ملكاً على العراق، فجاء البريطانيون بخاله عبد الإله وصياً على العرش وولياً للعهد حيث ظل مخلصاً للتاج البريطاني حتى مقتله في انقلاب عام 1958م.
وفي سنة 1941م أعادت ألمانيا محاولتها لأخذ العراق من الإنجليز فدعمت رشيد عالي الكيلاني الذي تمكن من الاستيلاء على السلطة في الثاني من آذار عام 1941م وأعلن من فوره الحرب على بريطانيا إلى جانب ألمانيا، لكن هتلر لم يستطع إرسال قوات برية لنجدته، واكتفى بإرسال عدة أسراب من الطائرات الألمانية لدعم الكيلاني.
إلا أن بريطانيا التي راعها هذا الانقلاب المفاجئ في العراق وما شكَّله من خطورة وصول الألمان إلى منابع النفط العراقية، صمَّمت على إسقاط حكومة الكيلاني بأسرع ما يمكن، فتقدمت قواتها إلى بغداد بسرعة، واحتلتها، وهرب الكيلاني خارج حدود العراق، وتم إعدام أربعة ضباط شاركوا معه في الانقلاب، وأُعيد عبد الإله إلى العرش، وأحكمت بريطانيا من جديد قبضتها على البلاد.
لم تتوقف مقاومة العراقيين ضد المستعمر البريطاني طوال فترة الاستعمار، حيث اندلعت ضد الاحتلال مقاومة عنيفة سنة 1920 تلتها مقاومات شديدة على فترات، لكن تصدي الحكومة العميلة بقيادة عبد الإله ونوري السعيد، وهو الرجل القوي والحاكم الفعلي فيها، بالإضافة إلى إثارة الفُرقة بين الطوائف والمذاهب حسب سياسة بريطانيا (فرق تسد) هو الذي مكَّن بريطانيا من استمرار السيطرة على العراق هذه المدة الطويلة.
دخلت أميركا على الخط بعد خروجها من عزلتها عقب الحرب العالمية الثانية، وبدأت تتنافس مع بريطانيا على السيطرة على نفط العراق، وأميركا كانت منذ مؤتمر سان ريمو في العام 1920م تطالب بريطانيا بحصتها في نفط الخليج، ولكن بريطانيا في ذلك الوقت كانت الدولة الأولى في العالم فرفضت الطلب الأميركي رفضاً قاطعاً، الأمر الذي حدا بولسن الرئيس الأميركي وقتها إلى إرسال رسالة إلى الحكومة البريطانية يقول فيها: "إنكم تريدون ممارسة نوع من الاستعمار أصبح موضة قديمة". واستمرت بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية في مقاومة الضغوط الأميركية الرامية للحصول على نصيب أكبر لها في نفط الخليج، لكنها في النهاية لم تستطع منعها من ذلك. كتب تشرشل رئيس الوزراء البريطاني إلى اللورد بيفر بروك العضو في وزارة الحرب البريطانية يقول فيها رداً على مذكرة له حول طلبات الولايات المتحدة في النفط: "إنني أفهمك جيداً ولكن أخشى أن عالم ما بعد الحرب قد ينهار إذا دخلناه ونحن في معركة مع الولايات المتحدة حول البترول".
وبعث الرئيس الأميركي روزفلت في نهاية الحرب العالمية الثانية لجنة رئاسية إلى الشرق الأوسط زارت كلاً من السعودية والعراق وإيران والكويت والبحرين وقطر، وعند عودتها قدَّمت تقريرها إلى الرئيس روزفلت والذي بدأ بعبارة: "إن بترول الشرق الأوسط هو أعظم كنز تركته الطبيعة للتاريخ، وإن التأثير الاقتصادي والسياسي لهذا الكنز سوف يكون فادحاً". وعندما سأل وزير الخارجية جيمس بيرنز الرئيس روزفلت: "ما هي الحصة يا سيادة الرئيس التي ينبغي أن نسيطر عليها من بترول الشرق الأوسط؟ سكت روزفلت برهة ثم أجابه قائلاً: لا أقل من 100%".
وكتب هارولد إكس أحد المبعوثين الأميركيين في الخارج إلى روزفلت الرئيس الأميركي يقول: "إن الشرق الأوسط مجرة كونية هائلة من حقول البترول، لا يعرف أحد نظيراً لها في الدنيا، وأن السعودية هي شمس هذه المجرة، فهي أكبر بئر بترول في الشرق الأوسط، وأن الظروف فيها مناسبة حيث فيها الملك عبد العزيز آل سعود يريد شيئين المال وحماية العرش، وإن على الولايات المتحدة أن تقوم بتأمين ذلك"، وبالفعل فقد تم ترتيب الأمر مع الملك عبد العزيز عندما التقاه الرئيس روزفلت على ظهر الطراد الأميركي كوينسي في قناة السويس، وحصلت أميركا على نفط السعودية بموجب الاتفاق بين الملك وشركة (أرامكو) التي كانت مؤلفة من أربع شركات نفطية هي نيوجرسي وتكساسكو وسوكال سوكوني فاكوم.
ولقد وقف رئيس شركة سكسوني فاكوم عام 1945م ليقول بالحرف الواحد: "إن إدارة شؤون البترول تختلف عن إدارة شؤون أية سلعة أخرى، ذلك أن شؤون البترول في 90% منها سياسة و10% منها فقط بترول"، ثم أضاف: "إذا كان محتماً على الولايات المتحدة أن تدير شؤون البترول في العالم فإن عليها أن تدرك طوال الوقت بأنها مطالبة بأن تفعل ذلك حتى خارج حدود سياستها الإقليمية وخارج قيود القانون الدولي إذا استدعى الأمر ذلك".
ولكن بريطانيا التي تنازلت لأميركا عن النفط في السعودية، وعن جزءٍ مهمٍ منه في إيران، لم تتنازل لها عن نفط العراق، واستمرت في المحافظة على العراق كقاعدة رئيسية لها في المنطقة، حيث قامت بضم العراق إلى كل من تركيا وإيران وباكستان في حلف بغداد تحت سيطرتها في شباط من عام 1955م.
سعت أميركا لاختراق تلك الهيمنة البريطانية على العراق من خلال انقلاب عسكري تم تحضيره على نمط انقلاب عبد الناصر في مصر ضد الملك فاروق، حيث تم إنشاء حركة ضباط أحرار في العراق بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف على غرار حركة الضباط الأحرار في مصر، وتم استغلال ظروف المنطقة جيداً لا سيما نجاح عبد الناصر في انقلابه ضد الملك فاروق، وفشل العدوان الثلاثي ضد مصر، وبدء دحر بريطانيا من المنطقة وإضعاف شوكتها. وقاد عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف انقلاباً ناجحاً في 14 تموز عام 1958م أطاح بالنظام الملكي في العراق، وأقام الجمهورية العراقية. ورحب عبد الناصر بالانقلابيين فوراً، وحاولت بريطانيا التدخل لمنع الانقلاب فأنزلت قواتها في الأردن، بينما أنزلت أميركا قواتها في لبنان، وحشدت تركيا جيشها على الحدود مع العراق، ودعا الملك حسين ودول حلف بغداد لإعادة النظام الملكي إلى العراق، وتوترت الأوضاع وتعقدت الأمور، وحذَّر الرئيس السوفياتي خروتشوف الدول الغربية وبالذات بريطانيا وتركيا بشدة من مغبة التدخل في العراق، وحشد الجيش السوفياتي قواته على طول الحدود مع تركيا وتواطأت أميركا معهم، فخافت بريطانيا، بعد هذا التصعيد وتراجعت وهدأت الأمور، واستقر النظام الجمهوري الجديد في العراق، وخرج العراق بذلك من قبضة الإنجليز العسكرية والسياسية بخروجه من حلف بغداد، كما خرج نقدياً من قبضتهم بخروجه من منطقة الإسترليني.
وفي سنة 1961م سُنَّ قانون عراقي تم بموجبه استعادة معظم مناطق امتياز شركات النفط الأجنبية إلى الدولة العراقية ما أدى إلى إثارة حنق بريطانيا والدول الغربية ضد حكومة عبد الكريم قاسم.
كان الانقلابيون منقسمين على أنفسهم تجاه عبد الناصر، حيث كان عبد السلام عارف هو رجل عبد الناصر، وكان يفضل عبد السلام عارف الدخول مع مصر وسوريا في الجمهورية العربية المتحدة، لكن عبد الكريم قاسم لم يرغب في ذلك. فلما رأى عارف رفيقه قاسم غير منخرط في السياسة الناصرية انخراطاً كاملاً، انشق عنه وصار يتحين الفرص للانقلاب عليه، ثم أخرجه قاسم من الحكومة التي كان يعتبر الرجل الثاني فيها، ومن بعد تم اعتقاله ومحاكمته.

لكن الذي أزم الوضع في العراق هو سير عبد الكريم قاسم في السنوات الأخيرة من حكمه مع الشيوعيين، بشكل متزايد ما شد ساعد الشيوعيين في العراق في فترة حكمه، ولكن هذا ألَّب عليه عملاء أميركا وبريطانيا على حد سواء، فأصبح عبد الناصر يهاجمه بشدة، ويهاجم حلفاءه من الشيوعيين العراقيين ويتهمهم بالعمالة لموسكو، كما ويتهمهم بالابتعاد عن العروبة والانسلاخ من القومية العربية، لذلك دعم عبد الناصر بعض الحركات الانقلابية ضد عبد الكريم قاسم منها حركة العقيد عبد الوهاب الشواف ولكنها فشلت. وكذلك بدأ حزب البعث بتنظيم صفوفه، والتحضير للانقلاب عليه.
وهكذا اتحد البعثيون والقوميون في العمل للإطاحة بعبد الكريم قاسم، وحاولوا اغتياله فعلاً سنة 1959م، ودعمهم عبد الناصر الذي دفع ملحقه العسكري في بغداد عبد المجيد فريد مبلغ 7000 جنيه مصري لتسهيل عملية الاغتيال وذلك طبقاً لما ذكره أمين سر حزب البعث وقتذاك علي صالح السعدي، ولكن المحاولة فشلت.
ثم استمرت القوى السياسية بالتجمع ضد عبد الكريم قاسم، ودُعمت هذه القوى من قبل كل من أميركا وبريطانيا وشركات النفط المتضررة بسبب إلغاء امتيازاتها، وتفاقمت الأمور أكثر فأكثر، ودخل الأكراد في لعبة شد الحبل، وكثر أعداء عبد الكريم قاسم، وأصبحت الظروف مهيأةً تماماً للانقلاب الجديد.
ونضج الانقلاب المتوقع في 8 شباط 1963م حيث قام حزب البعث والقوى القومية بقيادة عبد السلام عارف مدعومين من عبد الناصر بانقلاب دموي عنيف أدى إلى قتل عبد الكريم قاسم وسحق الشيوعيين والتنكيل بهم. قال علي صالح السعدي أمين سرحزب البعث بعد وقوع الانقلاب: "لقد جئنا إلى الحكم بقطار أميركي"، وقال الملك حسين ملك الأردن في مقابلة أجراها معه محمد حسنين هيكل رئيس تحرير جريدة الأهرام سابقاً: "اسمح لي أن أقول لك إن ما جرى في العراق في 8 شباط 1963م قد حظي بدعم الاستخبارات الأميركية". وكان رجال الانقلاب خليطاً من قوىً تسير مع أمريكا وأخرى مع الإنجليز، ولذلك لم يكن متوقعاً له أن يستمر دون تغلب طرف على الآخر.
فقد تم ترتيب الانقلاب من البعثيين بقيادة علي صالح السعدي ومهدي عماش وأحمد حسن البكر وحردان التكريتي وغيرهم من رجالات الإنجليز، ومن القوميين بقيادة عبد السلام عارف وطاهر يحيى وغيرهم، وهؤلاء محسوبون على عبد الناصر ومن ورائه أميركا.
ثم حصل خلاف بين الشركاء القوميين والبعثيين، لاختلاف اتجاهاتهم السياسية وولاءاتهم الدولية، على صلاحيات الحكم. فقام عبد السلام عارف بإقصاء البعثيين من السلطة وقرَّب الناصريين منه، وأحكم قبضته على السلطة، وبدأ يحاكي عبد الناصر في أساليب الحكم، ويتقرب منه، ويتعاطى مع سياساته. ورداً على إقصائهم حاول البعثيون الانقلاب على عبد السلام عارف، فبدأوا بجمع قواهم وحاولوا الإطاحة به في عام 1964م، لكن أمرهم افتضح، وسارع عبد الناصر إلى إرسال 600 عسكري مصري إلى العراق لدعم قوات عارف، وفشلت بذلك محاولة البعثيين الانقلابية، وكوفئ الناصريون المتحالفون مع القوميين بقيادة عبد السلام عارف بمنحهم حقائب وزارية جديدة في الحكومة العراقية.
وفي 13 نيسان عام 1966م توفي عبد السلام عارف بحادث طائرة، وتم تنصيب أخيه عبد الرحمن رئيساً للعراق. وكان لأمريكا دور كبير في تنصيبه، لكن عبد الرحمن هذا كان رجلاً ضعيف الشخصية ولا يصلح للسياسة. ولهذا فقد اضطربت الأمور منذ وفاة عبد السلام عارف، وأصبح النفوذ في العراق تتناقله الأيدي الإنجليزية والأمريكية إلى أن استقر لصالح الإنجليز بانقلاب تموز 1968، حيث سيطر على الحكم البعثيون الموالون للإنجليز بقيادة البكر ونائبه صدام حسين.
ثم بعد ذلك بعشر سنوات اضطر البكر للتنازل عن السلطة لصدام حسين الذي استطاع جمع قوى حزب البعث من حوله، وجمع القوى الأمنية بيده، واستقرت الأمور لصدام بعد أن قضى على جميع مراكز القوى العسكرية في الدولة. وبعد ذلك دخل صدام حسين في حرب مع إيران نيابة عن المصالح البريطانية التي تضررت بثورة الخميني، واستمرت الحرب ثماني سنوات أكلت الأخضر واليابس.
ثم في العام 1990م خاض صدام حرباً جديدة ضد الكويت واحتلها في صيف ذلك العام، وكانت بريطانيا تريد من وراء ذلك أن تكون هذه الحرب وسيلة ضغط توجد تفاوضاً يحقق لها أمرين: الأول إبراز عميلها صدام الرجل القوي في المنطقة وبالتالي يقوى مركز بريطانيا في المنطقة. والثاني أن تضمن بريطانيا مشاركةً لأمريكا في النفط والنفوذ في الخليج. لكن أمريكا اتخذت من ذلك حجة للاستحواذ على الخليج وبناء القواعد فيه والسيطرة على نفطه وعلى حكامه، العميل منهم لها أو لبريطانيا نفسها، وذلك بذريعة تحرير الكويت. وقد حاولت بريطانيا إيجاد حل تفاوضي فلم تستطع، بل كانت فرصةً لأمريكا أعدت لها منذ سنين لأن تصبح سيدة الخليج. ولما رأت بريطانيا تصميمها دخلت معها في التحالف مشترطةً عليها عدم القضاء على الحكم في العراق بل إخراجه من الكويت، فالحرب هي لتحرير الكويت كما كان معلناً. وقد تم الاتفاق على ذلك. وهكذا بدأت الحرب فقادت أمريكا تحالفاً ضمّ فوق ثلاثين دولةً من الدول الأجنبية والدول العربية العميلة لمحاربة العراق لإخراجه من الكويت في العام 1991م، وكادت أميركا أن تسقط نظام صدام حسين وتجتاح بغداد لولا اتفاقها مع بريطانيا، وبخاصة وأن الحجة التي كانت معلنةً هي تحرير الكويت. وهكذا توقفت عن القضاء على النظام، وتركت له المجال للقضاء على تحرك الشيعة والأكراد ضد حكمه. ولذلك فإن بوش الأب عندما اتصل بالجنرال الأمريكي شوارتسكوف الذي كان يتقدم نحو العراق وطلب منه التوقف والانسحاب فوراً دهش الجنرال الأمريكي وقال (سيدي لا يوجد أمامنا أي عائق وخلال ساعات سنكون وصلنا بغداد وقضينا على نظام صدام) لكن بوش رد عليه قائلاً: (هناك أمور لا تعرفها، ارجع فوراً) إشارة إلى الصفقة مع بريطانيا. علماً بأن أمريكا قد استغلت بقاء صدام لاحقاً لـ (تخويف) دول الخليج بالنظام العراقي لتبقى أمريكا الملاذ (الآمن) لهم. كما استعملت بقاءه أيضاً حجةً لإيجاد مناطق حظر جوي في الجنوب والشمال بذريعة منعه من الاعتداء جواً على مواطنيه وجيرانه.
وهكذا اكتفت بمحاصرة العراق بدلاً من إسقاط الحكم فيه. واستمر الحصار الأميركي بغطاء من الأمم المتحدة حتى العام 2003م حيث قامت القوات الأميركية والبريطانية باجتياح العراق مرة ثانية واحتلاله وإسقاط نظام صدام والسيطرة على نفط العراق. وعاد العراق مرة ثانية تحت الاستعمار المباشر بقيادة أميركا، وصار حاكم العراق للمرة الأولى في تاريخه رجل أميركي اسمه بول بريمر.
إن الحرب على العراق لم تكن إلا خطوة أولى لمخطط ضخم تمت صياغته من قبل أن تصل الإدارة الأميركية الحالية للحكم، بالتنسيق مع شركات التصنيع العسكري وشركات النفط وقواعد الجناح اليميني في الولايات المتحدة.
وكانت البدايـة هي التفكـير لوضـع أسـس جديدة للسـياسـة الأميركية الخارجية للقرن الحادي والعشرين، والهدف من تلك السياسة الخارجية الأميركية الجديدة الإبقاء على أميركا كدولة أولى في العالم، وإخضـاع العالم كله للنفـوذ الأميركي وثني أي دولة أو أمة عن محاولة تحـدي أميركا أو زحـزحتها عن مركـز الدولة الأولى في العـالـم، ولو اقتضـى ذلك الحـلول العسكرية أحادية الجانب، ودون موافقة الأمم المتحدة، وسميت هذه السياسة في البداية، بـ "السلام عن طريق القوة" "peace through strength" وذلك كما جاء في وثيقة صدرت عن البنتاغون عام 1992 عندما كان ديك تشيني وزيرا للدفاع.
واستمر العمل على هذا المشروع إلى أن تمت صياغته نهائيا عام 1997 وكان أهم القائمين عليه بول فولفوفيتس ودونالد رامسفيلد وديك تشـيني، وسمي هذا المشـروع في وضـعـه النهـائي بـ "القرن الأميركي الجديد"
(project for the New American Century)
وهذا المشروع كما جاء في وثيقة صدرت في سبتمبر 2000 بعنوان «إعادة بناء دفاعات أميركا: الاستراتيجيات والقوات المسلحة والمصادر للقرن الجديد»
"Rebuilding America's Defenses: Strategies, Forces, and Resources for a New Century"
يطالب بالتالي:
تغيير الأنظمة غير المرغوب فيها ونشر القوات الأميركية في جنوب أوروبا، جنوب ووسـط آسـيا والشرق الأوسط. والتحكم في مصادر الطاقة في العالم، وعسكرة الفضاء ونية استخدام الأسلحة النووية لتحقيق الأهداف الأميركية.
وأشارت تلك الوثيقة التي كشفت عنها "صاندي هارالد" عن أن إدارة بوش خططت للسيطرة العسكرية على الخليج ولعدة عقود سواء أكان صدام حسين في الحكم أم لا،وجاء في الوثيقة "أنه على الولايات المتحدة أن تلعب دورا دائميا أكبر في أمن الخليج. وأن الخلاف مع العراق يعطي المبرر لتواجد عسكري أميركي ضخم في الخليج".
ولذلك فإن خطة غزو العراق كانت موضوعةً من قبل، وكان المطلوب أن تتهيأ الظروف لتنفيذ ذلك، وجاءت أحداث 11/9/2001 لتكون الفرصة المناسبة المطلوبة.







التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الملف الإيرانى المساوى الأخبار العالمية والعربية 131 26-11-2014 10:23 PM
موسى لا سلام الا بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة بنت بلادى الأخبار العالمية والعربية 1 03-08-2010 06:06 PM
من الألف إلى الياء أمانى الحب رحيق الحوار العام 1 25-05-2010 07:21 PM
صور أكثر من رائعة لمدينة حيفا الفلسطينية المحتلة آيات المسابقات والعجائب والغرائب والطرائف 6 26-08-2009 10:28 PM
أولاد الشوارع في بلاد المسلمين الأخت أم أبي بكر- السودان ج1 تراب رحيق الحوار العام 2 07-02-2009 11:07 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة