منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-2009, 12:19 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي من روائع القرآن الكريم

بسم الله الرّحمن الرّحيم





من روائع القرآن الكريم (1)






الكاتب: ياسين بن علي

قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}.

وقال سبحانه في سورة الحديد: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)}.

والناظر في الآيتين يلحظ الفرق بينهما:

ففي الآية الأولى قال سبحانه: {وَسَارِعُوا}، وفي الثانية قال: {سَابِقُوا}.

وفي الآية الأولى قال سبحانه: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}، وفي الثانية قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}.

وفي الآية الأولى قال سبحانه: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، وفي الثانية قال:{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}.

هذا الفرق بين الآيتين اقتضاه السياق الذي وردتا فيه، ذلك أن الآية الأولى تتعلّق بالمتقين، وأما الآية الثانية فتتعلّق بالمؤمنين. ولما كانت التقوى وهي نتاج الإيمان أعظم درجاته وأرقى رتبه، كانت أفضل من مجرّد الإيمان؛ لأنّها تتضمّنه وزيادة، وكان التقّي أفضل من المؤمن العادي. وقد بيّن الله واقع المتّقين الذين أعدّت لهم جنة عرضها السماوات والأرض فقال: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)}. (آل عمران)



وإذا كانت التقوى أعلى رتبة من مجرد الإيمان، فقد لزم إذن التفرقة بين المتّقين وبين المؤمنين. وتتجلّى هذه التفرقة في الآيتين في موضعين: الأول في الخطاب، والثاني في الثواب.

أمّا الخطاب، فقد خاطب الله تعالى المتّقين بدعوتهم إلى المسارعة (وسارعوا)، بينما خاطب المؤمنين بدعوتهم إلى المسابقة (وسابقوا). والفرق بينهما هو: أن المتّقين في تنافس وسباق، لذلك لم يحثّهم عليه لحصوله منهم، إنما حثّهم على مزيد منه وحضّهم على الأحسن منه، فحسن هنا أن يخاطبهم بالمسارعة. وعلى خلاف ذلك، فإنّ المؤمنين لم يحصل منهم التقدّم في الرتبة، والارتفاع بالمكانة، لذلك حثّهم على السباق ابتداء، فإذا حصل منهم شملهم الخطاب الداعي إلى الإسراع.

أمّا الثواب، فقد اختلف باختلاف الرتب. ففي الآية الأولى حينما خاطب الله سبحانه المتّقين قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}، وفي الآية الثانية حينما خاطب المؤمنين بعامة قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}. والفرق بينهما يكمن في كون الآية الأولى المتعلّقة بالمتّقين لم ترد بصيغة التشبيه للدلالة على أنّ هذا الثواب الموعود لا يضاهى ولا يماثل ولا يشابه. علاوة على هذا ففي الآية الأولى (عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ) وفي الثانية (عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ) وهذا يتضمّن الفرق بين الجنّتين من حيث السعة.

والحكمة في هذا والله أعلم تتعلّق بأمرين:

الأوّل، أنّ على قدر الأعمال يكون الجزاء. فأعمال المتقين أعظم من أعمال المؤمنين، لذلك كان ثوابهم أعظم.

الثاني، أنّ ثواب المؤمنين حاصل لدى المتّقين بما قدّموا، ولكن لما حثّهم الحقّ سبحانه وتعالى على المزيد حسن هنا أن يعطيهم المزيد، فكان الحثّ على تقديم الأفضل مقترنا بالوعد بالأفضل. والله أعلم.








التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 23-11-2009, 12:21 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

بسم الله الرّحمن الرّحيم




من روائع القرآن الكريم (2)





الكاتب: ياسين بن علي



قال الله سبحانه وتعالى في سورة النساء: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82)}، وقال سبحانه في سورة محمد: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)}، وقال سبحانه في سورة ص: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (29)}.



ما يشدّ انتباه القارئ في هذه الآيات، استعماله سبحانه وتعالى لكلمة "التدبّر" حين الكلام عن القرآن الكريم. وإذا أمعن القارئ النظر في القرآن وتدبّر فيه كما طلب منه، يلحظ دعوته سبحانه وتعالى إلى التفكّر في أمور كثيرة، منها السماوات والأرض، والليل والنّهار، والجبال والأنهار وغير ذلك، إلا أنّ هذه الدعوة إلى التفكّر في مخلوقاته وبدائع صنعه سبحانه، عادة ما تقترن باستعمال كلمة تفيد معنى التدبّر كالتفكّر والتّعقل والتّذكر، ولكن دون استعمال كلمة "التدبّر" ذاتها التي خصّ بها القرآن الكريم.



ومثال ذلك:

قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}.

وقال سبحانه في سورة الرعد: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}.

وقال سبحانه في سورة النحل: {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)}.



وإذا دقّق الإنسان النظر في معاني هذه الكلمات أدرك الحكمة في استعمال بعضها في مواضع وعدم استعمال بعضها الآخر. ذلك أنّ كلمة التدبّر مأخوذة من الدبر، وهو – كما في المصباح المنير للفيومي - "خلاف القبل من كل شيء ومنه يقال لآخر الأمر (دبر)، وأصله ما أدبر عنه الإنسان، ومنه (دبّر) الرجل عبده (تدبيرا) إذا أعتقه بعد موته...و(دبر) النهار (دبورا) من باب قعد إذا انصرم...و(تدبّرته) (تدبّرا) [أي الأمر] نظرت في دبره وهو عاقبته وآخرته".

فكلمة التدبّر لا تفيد مطلق التفكير والتعقّل، إنما تفيد التفكّر في الأمر بالنظر فيه من أوّله إلى آخره، أي تشير إلى نوع مخصوص من التفكّر. ولما كان القصد من الدعوة إلى النظر في القرآن الكريم إثبات كونه معجزة، ناسب هذا السياق استعمال كلمة "التدبّر"؛ لأنّ الوقوف على كون القرآن معجزة يقتضي من الإنسان أن يقرأه كلّه، لا بعضه أو جلّه. فإذا قرأ الإنسان بعض القرآن أو جلّه، بقي في نفسه بعض الشكّ في إعجازه؛ لأنّه وقف على الإعجاز في بعضه ولم يقف عليه في بعضه الآخر. لذلك كانت الدعوة إلى قراءة القرآن كلّه من أجل الوقوف على إعجازه كلّه.

وأمّا السماوات، والأرض، والأنهار، والجبال وغير ذلك من المخلوقات التي بثّت في أرجاء هذا الكون الفسيح، فليس بمقدور الإنسان أن ينظر فيها كلّها، وليس بمستطاعه أن يتدبّر فيها بأكملها، لذلك ناسب هنا استعمال كلمات التّفكر، والتعقّل، والتذّكر؛ لأنّ النظر في عنصر واحد من عناصر الكون يدلّ بمفرده على وجود الخالق المدبّر، وهو الله سبحانه وتعالى. والله أعلم.








التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 23-11-2009, 12:25 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

بسم الله الرّحمن الرّحيم




من روائع القرآن الكريم (3)

"من معاني الخوف والخشية"







الكاتب: ياسين بن علي



الخوف يفيد معنى توقع المكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، وهو جبلّة وغريزة في الإنسان والحيوان.

والخشية تفيد معنى الخوف إلا أنها أشدّ منه؛ لأنها الخوف مع تعظيم أو هي الخوف الذي يشوبه تعظيم للمخوف والمخيف منه.



والملاحظ أن القرآن الكريم حينما يستعمل كلمة "الخشية" و"الخوف" يفرّق تفريقا عجيبا دقيقا بين المعاني المذكورة،

وإليك بعض الأمثلة:



المثال الأوّل:

قال الله سبحانه وتعالى في سورة (البقرة): {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}.

وقال سبحانه في سورة (الحشر): {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}.

فهنا استعمل القرآن كلمة "الخشية" ولم يستعمل كلمة "الخوف"؛ لأنّ الجمادات وهي هنا "الحجارة" و"الجبل" غير مجبولة على الخوف بمعنى توقع المكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، إنما هي طوع أمر الخالق، لذلك استعملت هنا كلمة "الخشية" للدلالة على معنى التعظيم المفيد للطواعية دون معنى توقع المكروه المظنون أو المعلوم المخصوص بالإنسان والحيوان. علاوة على هذا فإن الخوف لا يعني التعظيم بخلاف الخشية، فالخوف قد يكون مما يعظّم وقد يكون مما لا يعظّم.



المثال الثاني:

قال الله سبحانه وتعالى في سورة (فاطر): {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}.

استعمال الخشية هنا لأمور:

أولها، أن الخشية تفيد التعظيم، فناسب هذا الاستعمال سياق الآية التي تتحدث عن العلماء، إذ إن العلماء أعلم الناس بربّهم فهم مظنّة أن يعظّموه.

ثانيها، أن الخوف جبلة في الإنسان ككل، ولما كان الحديث عن العلماء بخاصة وليس عن الإنسان بعامة ناسب هذا أن يخصّهم بميزة وخصوصية وهي التعظيم فوق الخوف.

ثالثها، أنّ الخوف توقّع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، والخشية تتعلّق بالمعلوم خاصة دون المظنون، ولما كان الحديث عن العلماء ناسب هذا استعمال الخشية دون الخوف لصدور خوفهم عن علم دون ظنّ.



المثال الثالث:

قال الله سبحانه وتعالى في سورة (الرعد): {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)}.

هنا حعل سبحانه وتعالى الرعد يسبّح بحمده؛ للدلالة على معنى التعظيم، وفي سورة الإسراء قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (44)}.

وأما الملائكة فتسبيحها من خيفة. ومعنى الخيفة يغاير معنى الخوف لأنّ الخوف توقع المكروه وقد يكون لمرّة وقد يكون لأكثر من مرّة، وقد يكون أيضا منقطعا وقد يكون مستمرا، إلا أنه لما كانت الملائكة قد جبلت على طاعة أمره تعالى وعدم عصيانه، كان خوفها حالة مستمرّة غير منقطعة، لذلك جاء هنا بكلمة "خيفة" للدلالة على أنّ الخوف عند الملائكة حالة لازمة لا تفارقهم ولا تنقطع. والله أعلم.








التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 23-11-2009, 12:26 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

بسم الله الرّحمن الرّحيم




من روائع القرآن الكريم (4)



الكاتب: ياسين بن علي



قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ (151)}.

وقال سبحانه في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}.



أوجه العظمة والروعة في هاتين الآيتين كثيرة وفيرة منها:



1. في الآية الأولى قال الله سبحانه: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} وفي الآية الثانية قال سبحانه: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}.

"فقدم رزق الآباء في الآية الأولى على الأبناء: [نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ]، وفي الثانية قدم رزق الأبناء على الآباء: [نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ]؛ وذلك لأنّ الكلام في الآية الأولى موجه إلى الفقراء دون الأغنياء، فهم يقتلون أولادهم من الفقر الواقع بهم لا أنهم يخشونه، فأوجبت البلاغة تقديم عدتهم بالرزق تكميل العدة برزق الأولاد. وفي الآية الثانية الخطاب لغير الفقراء وهم الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر، لا أنهم مفتقرون في الحال، وذلك أنهم يخافون أن تسلبهم كلف الأولاد ما بأيديهم من الغنى، فوجب تقديم العدة برزق الأولاد فيأمنوا ما خافوا من الفقر. فقال: لا تقتلوهم فإنا نرزقهم وإياكم أي أن الله جعل معهم رزقهم فهم لا يشاركونكم في رزقكم فلا تخشوا الفقر". (1)

2. قال الله سبحانه في الآية الثانية {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}، فجاء هنا بلفظ الخشية دون الخوف؛ لأنّهم فوق توقّعهم لمكروه الفقر عظّموه، ودليل تعظيمهم له وتهويلهم أمره أنّهم أقدموا على قتل أولادهم، فناسب هنا التعبير بالخشية دون الخوف لبيان تعظيم الأمر عندهم.

3. في الآيتين نجد لفظة "الإملاق" ولا نجد لفظة "الفقر"، ورغم أنّ العرب تستعمل لفظة الإملاق للدلالة على الفقر إلا أن بينهما بعض الفروق:

فالإملاق من أملق أي افتقر، وهو جاري مجرى الكناية لأنّه إذا أخرج ماله من يده ردفه الفقر؛ فاستعمل لفظ السبب في موضع المسبب. قال الزمخشري: "ومن المجاز: أملق الدهر ماله: أذهبه وأخرجه من يده. وأملق الرجل: أنفق ماله حتى افتقر". (2)

والفقر"يستعمل على أربعة أوجه: الأول: وجود الحاجة الضرورية، وذلك عام للإنسان ما دام في دار الدنيا بل عام للموجودات كلها، وعلى هذا قوله تعالى: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله} [فاطر/15]... والثاني: عدم المقتنيات... الثالث: فقر النفس... الرابع: الفقر إلى الله المشار إليه بقوله عليه الصلاة والسلام: (اللهم أغنني بالافتقار إليك، ولا تفقرني بالاستغناء عنك) (3) وإياه عني بقوله تعالى: {رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير}[القصص/24]، وبهذا ألمّ الشاعر فقال: ويعجبني فقري إليك ولم يكن ... ليعجبني لولا محبتك الفقر". (4)

وقد ناسب في هذا السياق استعمال لفظة "الإملاق" دون "الفقر"؛ لأنّه سبحانه وتعالى قد تكفّل في الآيتين برزق الآباء والأبناء، فنجد في الآية الأولى قوله تعالى: {نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} وفي الآية الثانية قوله تعالى: {نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}، وهذا يفيد ضمان الرزق بعد أن تكفّل به الحقّ سبحانه. ولما كانت الحاجة الضرورية ممتنعة بعد أن تكفّل الله سبحانه وتعالى بسدّها، فلا يتصور الفقر إذن إلا من جهة سوء التصرف في الثروة وإن قلت أو سوء توزيعها؛ ومن هنا جاء استعمال لفظة "الإملاق" لأنّها تفيد إخراج ما في اليد من مال أي أنّ الرزق موجود تكفّل به سبحانه إلا أنّ صرفه وإنفاقه وتوزيعه وإن قلّ يعود إلى الأبوين أو إلى النظام الذي وجدا فيه. فالفقر في حقيقته هو المسبّب والإملاق هو السبب. فيكون المعنى: لا تقتلوا أولادكم من فقر أو خشية فقر أنتم سببه (بسوء تصرف أو سوء توزيع)؛ لأننا تكفّلنا برزقكم وما تلدون. والله أعلم.




--------------------------------------------------------------------------------

(1) ينظر: (أسرار البيان في التعبير القرآني)، للدكتور فاضل السامرائي.

(2) ينظر: (أساس البلاغة)، ص604

(3) ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من دعاء عمرو بن عبيد.

(4) ينظر (المفردات)، للراغب الأصفهاني، ص397









التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 23-11-2009, 12:28 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

بسم الله الرّحمن الرّحيم





من روائع القرآن الكريم (5)





الكاتب: ياسين بن علي



قال الله سبحانه وتعالى في سورة عبس: {فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)}.



وقال سبحانه وتعالى في سورة المعارج: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13) وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ (14)}.



"إن تقديم الألفاظ بعضها على بعض له أسباب عديدة يقتضيها المقام وسياق القول، يجمعها قولهم: إن التقديم إنما يكون للعناية والاهتمام. فما كانت به عنايتك أكبر قدمته في الكلام. والعناية باللفظة لا تكون من حيث أنها لفظة معينة بل قد تكون العناية بحسب مقتضى الحال. ولذا كان عليك أن تقدم كلمة في موضع ثم تؤخرها في موضع آخر لأن مراعاة مقتضى الحال تقتضي ذاك. والقرآن أعلى مثل في ذلك فإنا نراه يقدم لفظة مرة ويؤخرها مرة أخرى على حسب المقام. فنراه مثلاً يقدم السماء على الأرض ومرة يقدم الأرض على السماء ومرة يقدم الإنس على الجن ومرة يقدم الجن على الإنس ومرة يقدم الضر على النفع ومرة يقدم النفع على الضر كل ذلك بحسب ما يقتضيه القول وسياق التعبير...

إن فن التقديم والتأخير فن رفيع يعرفه أهل البصر بالتعبير والذين أوتوا حظاً من معرفة مواقع الكلم وليس ادعاء يدعى أو كلمة تقال.

وقد بلغ القرآن الكريم في هذا الفن كما في غيره الذروة في وضع الكلمات الوضع الذي تستحقه في التعبير بحيث تستقر في مكانها المناسب. ولم يكتف القرآن الكريم الذي وضع اللفظة بمراعاة السياق الذي وردت فيه بل راعى جميع المواضع التي وردت فيها اللفظة ونظر إليها نظرة واحدة شاملة في القرآن الكريم كله. فنرى التعبير متسقاً متناسقاً مع غيره من التعبيرات كأنه لوحة فنية واحدة مكتملة متكاملة.

إن القرآن الكريم دقيق في وضع الألفاظ ورصفها بجنب بعض دقة عجيبة فقد تكون له خطوط عامة في التقديم والتأخير وقد تكون هناك مواطن تقتضي تقديم هذه اللفظة أو تلك و كذلك مرتعا فيه سياق الكلام والاتساق العام في التعبير على أكمل وجه وأبهى صورة".(1)



ومن الأمثلة على هذه الروعة في التقديم والتأخير، ما مرّ ذكره من آيات، وسنحاول هنا الوقوف على سرّ روعتها:

ففي الآية الأولى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)}، قدّم الله تعالى الأخ على الأم والأب، وعلى الصاحبة أي الزوجة والابن.

وفي الآية الثانية: { يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13) وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ (14)}، قدّم الله سبحانه ما أخّره في الآية الأولى، فذكر الابن أولا، والصاحبة ثانيا، والأخ ثالثا.



وإذا نظرنا في سياق الآيات الأولى نجد أن الحديث عن موقف مرعب مخيف، هو لحظة سماع الصّاخّة. "والصّاخّة: صيحة شديدة من صيحات الإنسان تصخّ الأسماع، أي تصمها...فالصّاخّة صارت في القرآن علما بالغلبة على حادثة يوم القيامة وانتهاء هذا العالم، وتحصل صيحات منها أصوات تزلزل الأرض واصطدام بعض الكواكب بالأرض مثلا، ونفخة الصور التي تبعث عندها النّاس". (2)

وعندما يسمع الإنسان الصّاخّة تأخذه حالة طبيعية من الفزع والهلع، وكلّما ازداد إدراكه لعظم الموقف وعظم الخطب ازداد هلعه، ومال إلى الحفاظ على نفسه قبل غيره. ومن هنا، نرى هذه الحالة من التدرج في الفرار من الأقرباء بعد سماع الصيحة المرعبة، إذ إن الإنسان عند سماعها تنتابه حالة فزع ورعب فيتصرف بسلوك فطري، فيفرّ من أبعد الأقرباء إليه وهو الأخ، إلا أنّه يزداد وعيه على خطورة الموقف والمشهد فيفرّ من أمّه وأبيه، ثمّ يبلغ به الإدراك أعلى الدرجات، ويعي على أنّ هذا الموقف يقتضي منه النظر في حاله ونفسه أي يقتضي منه الأنانية، فيفرّ بعدها من أقرب الأقرباء إليه أي من زوجته وابنه. ففي حالة الرعب والفزع، يسهل على الإنسان الفرار من أخيه، ويصعب عليه الفرار من أمه وأبيه، ويصعب عليه أكثر الفرار من صاحبته وبنيه؛ لأنّه هو القوام عليهم والراعي لهم. فسبحان الله ما أروع هذا التصوير الذي يسبر غور النفس البشرية وما أبهاه!



وأمّا إذا نظرنا في سياق الآيات الثانية نجد أن الحديث عن إنسان معيّن هو المجرم، ونجد أن هذا المجرم في موقف رهيب وهو موقف العذاب والعقاب. فالمجرم حينما يرى ما أعدّ له من عذاب أليم يريد ساعتها أن يتحامى من هذا العذاب، وأن يقي نفسه منه، فيودّ ويتمنى لو أزيح عنه العذاب، حتى إنّه ليتمنى أن يبذل ابنه وهو أعزّ ما في الكون لديه مقابل النجاة من العذاب. فتقديم الابن هنا للدلالة على عظم ما يلاقي المجرم من خلال عظم الفدية التي يتمنى بذلها؛ لأن الفدية على قدر النائبة. والله أعلم.




--------------------------------------------------------------------------------



(1) نقلا عن (أسرار البيان في التعبير القرآني)، للدكتور فاضل السامرائي، ص17-18

(3) ينظر: (التحرير والتنوير)، للشيخ الطاهر بن عاشور، م15 ج30 ص134-135








التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 28-11-2009, 09:46 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حــ العندليب ــوده غير متواجد حالياً


افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باركـــ الله فيكم وأثابكـــم الفردوس الأعلى بفضله تعالى وكرمه
جعلكم الله زخراا وأفادكــم ووفقكم لما فيه الخير والرشااد
دمتم بخير وسلااام
فى رعاية الله








التوقيع

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسابقة القرآن الكريم سلسبيل الخير القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 12 10-06-2010 01:14 AM
فضائل سور القرآن الكريم مسلمة وافتخر رحيق الحوار العام 1 06-12-2009 12:25 PM
دعاء ختم القرآن الكريم تراب القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 1 28-11-2009 11:52 PM
مع القرآن الكريم تراب القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 0 01-05-2009 01:19 AM
تدوين القرآن الكريم مجد الغد القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 4 15-03-2009 05:56 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة