منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > القسم العام > رحيق الحوار العام
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-2009, 08:42 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حسن حسن غير متواجد حالياً


افتراضي هل أنت ممن قيل فيهم ؟:"إنك داعيةٌ منظورٌ إليك"ج1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد
الجزء الأول
قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ
الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ .سورة الأنعام125
الى كل من يريد ان يكون داعي الى الله والى كل من
يهمه نشر الدعوه 00000اليكم هذا الموضوع
الدعوه الى الله مشكله يعاني منها الدعاة في كل مكان،
ومن هنا تكتسب أهميتها وخطورتها، فالفشل فيها
يعني فشل جيل وأمة، وبالتالي فالنجاح يعني بناء أمة.
ولذلك فستكون هنا قواعد عامه وستكون أقرب إلى
وضع الأسس، وتأسيس القواعد التي قد تنير الطريق،
وتفتح مجالات النجاح، نقتبس فيها بصيرة سلفنا،
وخبرات أساتذتنا ومن سبقونا في مجال الدعوة،
وهي إحدى عشرة قاعدة؛ ثلاث في المدعو،
وأربع في الداعي، وأربع في الوسيلة،
ونسأل الله العون والمدد:
**في المدعو:
*القاعدة الأولى:
ضرورة مراعاة المرحلة العمرية للمدعو:
وهذه نقطة هامة نغفل عنها كثيراً، فتجد طريقتنا
في الدعوة متشابهةً، لا تراعي من المتحدث إليه،
وأخطر هذه المراحل العمرية مرحلة المراهقة
وهذه المرحلة بالذات تحتاج لمن يتعامل معها إلى
دقةٍ وحرصٍ شديدين، لأن من أبرز سماتها التقلب
وعدم الثبات، والإحساس بالذات، ومن يغفل ذلك
ممن يتعامل مع المراهقين فلن يصل إلى شيء،
فإذا كنت أخي الداعية ممن تتعامل مع هذه المرحلة،
فعليك أن تراعي ذلك بشدة، فتترك للمدعو فرصة وهي:
1-التعبير عن الذات.
2-أن تفتح له مجال الإدلاء برأيه .
3-أن لا تستخف برأيه مهما كان
سخيفاً وساذجاً فإنك إن فعلت ذلك أغلقت باب قلبه نحوك،
وأضعت المفاتيح، ولن ينفعك شيء بعد ذلك.
وليكن الرسول صلى الله عليه وسلم
قدوتنا في ذلك في الحديث الشهير اللطيف
"أبا عُمَيْر، ما فعل النُّغَيْر؟"، فيما روى مسلم وأبو داود
والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن
الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال أحسبه
قال كان فطيما قال فكان إذا جاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم فرآه قال:"أبا عمير ما فعل النغير؟"
قال فكان يلعب به)فانظر كيف تعامل صلى الله
عليه وسلم مع أبي عمير هذا الشاب اليافع الصغير،
كان دائماً يتودد إليه بسؤاله هذا، والنغير تصغير
لنغر وهو طائر، ولعلنا نلمح من صيغة السؤال
كيف ترك صلى الله عليه وسلم باباً لأبي عمير
كي يقول رأيه، وفي هذا مجالٌ لأبي عمير ليعبر
عن نفسه ويحقق كيانه، فعلينا نحن الدعاة مراعاة
هذه المرحلة العمرية بدقة، ويجب أن نترك أسلوب
الإلقاء والإملاء، ونتعامل بطريقة الحوار والمناقشة،
أن نستمع إلى رأيهم، أن نفتح لهم باب التعبير عن
الرأي وعن الذات، أن نحقق لهم رجولتهم التي
بدءوا يحسون بها، وعندها سيسلموننا مفاتيح قلوبهم
التي لن تضيع هذه المرة أبداً.
*القاعدة الثانية:
ضرورة مراعاة المستوى التعليمي والثقافي للمدعو:
و ليس من أساليب الدعوة التكفيرأو تبديع الآخرين
أو الصراخ و السباب و الشتائم و الإهانة .
ليس هناك بدعة و ضلال أعظم و أكبر من
أن يدعي إنسان الألوهية .
إلا أن الله تعالى أوصى نبيه موسى عليه السلام بقوله:
"إذهبا إلى فرعون إنه طغى [43]
فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "[44]سورة طه .
مهما كان الآخر ضالاً أو مبتدعاً فالحل الأولي و الأسلوب
الأساسي في دعوته هو القول اللين وحسن الخلق ،
نعم إذا استنفذت جميع الوسائل الطيبة في الدعوة قد
يرى الداعية وجوب القسوة في الخطاب بدرجة ما
في حال التكفير للداعي كما ورد في الأية على لسان
فرعون:"فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا".
سورة الإسراء101.(أي ساحرا بغرائب أفعالك).
رد عليه موسى عليه السلام مثل ما قال له باختلاف اللفظ
إذ قال و إني لأظنك يا فرعون مثبوراً ).
سورة الإسراء 102.
قيل:ملعونا،وقال ميمون بن مهران عن ابن عباس:
"مثبورا"ناقص العقل.وقال ابن زيد:"مثبورا"مخبولا لا عقل له.‏
ولنا أيضاً في حديث "أبي عمير والنغير"دليل آخر،
فلم يحدثه النبي صلى الله عليه وسلم في أول حديثه
إليه بقواعد الدين، ومقاصده ومستلزماته، بل بدأ معه
بالخطاب الذي يناسب مستواه، ليتقرب منه وليوجد
وسائل التواصل والاتصال بين النبي وبينه، ولذلك
فالدعاة مطلوب منهم مراعاة ذلك حتى يصل
خطابهم إلى المكان الصحيح والمؤثر والمفيد،
ولعل من الطريف الذي يروى في ذلك ما حدث
مع أحد الدعاة في مصر، حين أراد دعوة مجموعة
من الرجال المعروفين بالشدة والقوة، فلم يحدثهم
عن ضرورة العمل للإسلام، وعن المجتمع المسلم
والخلافة الإسلامية وما إلى ذلك، وإنما حدثهم عن
قوة النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته،
وأخذ يسرد لهم القصص في ذلك، فما كان من أحد
المدعوين إلا أن قال بعفوية شديدة:
"اللهم صل على أجدع نبي".
أي على أشجع وأقوى نبي، بهذه الطريقة
وصلت إليهم الرسالة واضحة جلية، ثم يبدأ
الداعي بعد ذلك في البناء عليها.
*القاعدة الثالثة:
ضرورة البحث عن العوائق:
فلكل الناس ما يشغلهم ويهمهم، وإن لم يراع الدعاة
ذلك فلن يصلوا لشيء، وينبغي أن يجعل الدعاة ذلك
من أساسيات واجبهم:
1-أن يتحسسوا أحوال المدعوين.
2-أن يحاولوا معرفة مشاكلهم ومشاغلهم.
3-أن يُكونوا صورة واضحة عن ظروفهم وأحوالهم.
4-أن يسدي لهم المساعد ه في أمرٍ هم بحاجه إليه،
فإن ذلك أحرى بأن يصلوا إلى قلوب المدعوين، وبالتالي التأثير فيها.
فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*مَن نفَّس عن مُؤْمِنٍ كُرْبةً من كُرَب الدنيا نَفَّس الله
عنه كُرْبةً من كُرَب يوم القيامة،ومن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ يَسَّرَ
الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن سَتَرَ مسلماً سَتَرَه الله في
الدنيا والآخرة،والله في عَون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
رواه احمد ومسلم وابو داود والترمذي وابن عساكر عن ابي هريرة.







رد مع اقتباس
قديم 14-07-2009, 08:00 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حسن حسن غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني
**في الداعي:
*القاعدة الأولى:
ضرورة البدء بالنفس:
أن يكون الداعي ذو خلق حسن وأن لا يغضب
ولا مُعجب بنفسه متعند برأيه فقد روي عنه
صلى الله عليه وسلم أنه كان في قيام
الليل وفي استفتاح الصلاة يدعوا :
(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها
إلا أنت وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت).
و روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً:
ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فأما المهلكات:
فشحٌّ مطاع، وهوىً متّبع، وإعجاب المرء بنفسه،
وأما المنجيات:فخشية الله في السر والعلانية،
والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضا والغضب.
يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمه الله:
"إذا صلح قلب العبد للحق عز وجل وتمكن
من قربه، أُعْطِي المملكة والسلطنة في أقطار
الأرض، وسُلِّم إليه نشر الدعوة في الخلق،
والصبر على أذاهم، يسلَّم إليه تغيير الباطل وإظهار الحق".
ولنا عبرة في فعل وقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
عندما ذهب إلى الطائف ليدعو إلى الله ولاقى الأذى من
أهل الطائف وخرج منها حزيناً فجاءه جبريل
ومعه ملك الجبال فقال له ملك الجبال قد بعثني ربك
إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق
عليهم الاخشبين فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم :بل أرجو أن يُخرجَ الله من
أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا .
وروي عن أبيّ قال:لما أنزل اللّه عزَّ وجلَّ على نبيه
محمد صلى اللّه عليه وسلم :
"خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
سورة الأعراف الأية199
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"ما هذا يا جبريل؟"قال:إن اللّه أمرك أن تعفو عمن ظلمك،
وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك
(رواه ابن جرير وابن أبي حاتم).
وقال الإمام أحمد عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه قال:
لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فابتدأته، فأخذت بيده، فقلت:
يا رسول اللّه أخبرني بفواضل الأعمال، فقال:
"يا عقبة صل من قطعك، وأعط من حرمك، وأعرض عمن ظلمك".
قال جعفر الصادق:
أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية،
وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية.
وقال صلى الله عليه وسلمبعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
خذ العفو منه، أي لا تنقص عليه وسامحه.
وسبب النزول يرده، والله أعلم.
فإنه لما أمر الله نبيه بمحاجة المشركين دله على مكارم الأخلاق،
فإنها سبب جر المشركين إلى الإيمان.
أي اقبل من الناس ما عفا لك من أخلاقهم وتيسر؛
تقول:أخذت حقي عفوا صفوا، أي سهلا.‏
و يقول الأستاذ مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى:
"إن الموعظة إن لم تتأد في أسلوبها الحي كانت
بالباطل أشبه، وإنه لا يغير النفس إلا النفس التي
فيها قوة التحويل والتغيير، كنفوس الأنبياء ومن
كان في طريقة روحهم، وإن هذه الصناعة إنما
هي وضع البصيرة في الكلام، لا وضع القياس والحجة".
ويؤكد ذلك الأستاذ عبد الوهاب عزام رحمه الله تعالى فيقول:
"ولا ينطق بكلمة الحق الخالدة إلا عقل مدرك،
وقلب سليم.. إلا قائل يعتد بنفسه ويثق برأيه،
فيرسل الكلام أمثالاً سائرة، وبيناتٍ في الحياة باقية،
لا يصف وقتاً محدوداً، ولا إنساناً فرداً، ولا حدثاً
واحداً، ولكنه يعمّ الأجيال والأعصار،
والبلدان والأقطار"، ولن يصل حديثك في قلوب
المدعوين إلا بدرجة وصوله إلى قلبك، كما يقول
التابعي شهر بن حوشب:
"إذا حدَّث الرجلُ القومَ، فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أكمل الناس عقلا أطوعهم لله وأعملهم بطاعته ".
*وهذا سر قوله صلى الله عليه وسـلم :
نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل
الناس منازلهم، ونكلمهم على قدر عقولهم .
*وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول:
ما أحد يحدث قومًا بحديث لا تبلغه
عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم.
*وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:
ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي،
ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.
هذه هي القضية باختصار:
1-أن تحسن صلتك بربك،
2-أن تقتنع أنت بفكرتك أولاً،
3-أن تكون في نفسك قوة التحويل والتغيير،
أن تثق بها لدرجة أن تعتد بنفسك وبرأيك،
فتخرج كلماتك من قلبٍ متصلٍ بخالقه،
ونفسٍ فيها قوة التحويل والتغيير، وفكرٍ كله اقتناعٌ وثقةٌ،
فتُسَلَّم المملكة والسلطنة، ويعمّ خطابك البلدان والأقطار.
*القاعدة الثانية:
*القدوة:
فهي حقاً كما يقول الرافعي رحمه الله:
"الأسوة وحدها هي علم الحياة"
قال تعالى:
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ
يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً {الأحزاب21}
والدعوة هي الحياة، فالأسوة وحدها هي علم الدعوة،
وعلم الدعوة كله هو الأسوة الحسنة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق ".
وهذا ما فهمه أسلافنا، فقال الإمام الشافعي رحمه الله:
"من وعظ أخاه بفعله كان هاديا"،
وكان عبد الواحد بن زياد يقول:
"ما بلغ الحسن البصري إلى ما بلغ إلا لكونه
إذا أمر الناس بشيء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم
عن شيء يكون أبعدهم منه".
و"إن العالِم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن
القلوب كما تزل القطرة عن الصفا"
أي قطرة الندى عن الصخرة الملساء،
كما يقول مالك بن دينار رحمه الله تعالى.
فانتبه أخي الداعية، فالقدوة مركز حساس خطير،
و"إنك إمامٌ منظورٌ إليك"
كما قال إمام المدينة يحيى بن سعيد الأنصاري من قبل،
ونقول لك اليوم:"إنك داعيةٌ منظورٌ إليك".
*القاعدة الثالثة:
العلاقة الشخصية:
كثيراً ما نغفل أثناء ممارستنا للدعوة عن تكوين
علاقةٍ شخصيةٍ حقيقيةٍ مع المدعو، ولست أعني
هنا مجرد وجود العلاقة، وإنما أعني العلاقة
الشخصية الحقيقية، التي تنبني أول ما تنبني
على المعنى الإنساني الخالص، أن أوجد بيني
وبين من أدعوه جسراً من المودة والحب،
خيطاً من الاتصال ليس من ورائه غرض،
حتى ولو كان هذا الغرض هو الدعوة،
وحتى لا يساء فهم كلامي، فلست أعني هنا
أن تكوين علاقةٍ مع المدعو بغرض الدعوة أمر سيئ،
لا أبداً، إنما ما أقصده تحديداً هو استغراقنا
أحياناً كثيرةً في التفكير في تكوين علاقةٍ مع
المدعو بهدف الدعوة، فننسى العلاقة الطبيعية،
فتجدنا نتصرف دون أن نشعر بطريقةٍ غير
مناسبة أو لائقة، فمثلاً لو استجاب المدعو إلينا،
وتقدم معنا في البرنامج الدعوي، فإننا نقلل دون
أن نشعر من اهتمامنا به، ونوجه هذا الاهتمام
إلى مدعو جديد، بحجة أنه أصبح على الدرب،
وكذلك لو وجدنا تقدماً بطيئاً من مدعو آخر،
فإننا نقلل من اهتمامنا به لنوجه الاهتمام إلى غيره،
وهذا الأمر في الحالتين يؤثر في نفس الشخص المدعو،
فلنتذكر دائماً أن العلاقة الشخصية الإنسانية هي الأساس.
فيجب أن يكون شعارنا الأحاديث المروية عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
قال صلى الله عليه وسلم :
(من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله
ومنع لله فقد استكمل الإيمان )رواه أبو داود .
فقال صلى الله عليه وسلم :
(أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله ،
والحب في الله والبغض في الله عز وجل )رواه
الطبراني وصححه الألباني .
وفي الحديث إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله
فليخبره أنه يحبه لله ،فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة ) .
ومنها تبادل العلاقات الأخوية ، والإكثار من الصلات الودِّية ،
فكم أذابت الهدية من رواسب النفوس ،
وكم أزال البدء بالسلام من غل القلوب ،
وفي الحديث (تصافحوا يذهب الغل ، وتهادوا تحابوا
وتذهب الشحناء ).
*القاعدة الرابعة:
*التجدد:من أكثر ما يعيق المرء في عمله الدعوي
التقليدية والنمطية، فيفقد هو المتعة، ولا يجد المدعو
نحوه بريقاً أو جاذبية، فلينتبه الدعاة لذلك، وليبحثوا
دائماً عن الجديد، في الثقافة والمعلومة، في الوسيلة
والطريقة، في المكان والتوقيت، المهم أن يجد المدعو
شيئاً يجذبه إليه، ويشوقه للقائه، ولو تخيلنا أننا أمام
جهاز تلفازٍ يعرض أموراً جديدة باستمرار،
للقينا أنفسنا تنساق إليه دونما وعي بل برغبةٍ وحبٍ،
فليكن الداعية جهاز عرض الخير، ومعرض
الإفادة والمتعة والتشويق.







رد مع اقتباس
قديم 14-07-2009, 08:03 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حسن حسن غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث
**في الوسيلة:
*القاعدة الأولى:
استخدم لغة القلوب:
يقول الشيخ الكيلاني واصفاً الدعاة:
"هم قيام في مقام الدعوة، يدعون الخلق إلى
معرفة الحق عز وجل، لا يزالون يدعون القلوب"،
نعم هم يدعون القلوب والأرواح لا الأجساد والأبدان،
احرص أخي الداعية على ذلك، آمن أنت بفكرتك
أولاً، ورسخها في قلبك، ثم اجعل قلبك يخاطب
قلوب الخلق، وبهذا تفتح باباً للخير واسعاً.
ولنال في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة
ولنا في أصحابه رضوان الله عليهم أسوة حسنة أيضاً
ولئن كانت ميادين الصلاة والصيام ونحوها
مقدورة من أغلب الناس ، إلا أن الصدقة بالمال
مقصورة على أغنياء المسلمين القادرين على
بذله والجود به ، ومن هنا دخل الحزن قلوب
فقراء الصحابة ، إذ فاتهم هذا المضمار من
مضامير الخير ، وكلما سمعوا آية أو حديثا
يحث الناس على البذل والصدقة ، ويبيّن
فضلها وما أعد الله لأهلها ، حزّ ذلك في نفوسهم ،
فذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
شاكين له ، ولنعش معا لحظات ممتعة مع هذا
الموقف العظيم الذي يرويه لنا أبو ذر رضي الله عنه .
لقد قال الصحابه :عن أبي ذر رضي الله عنه :
أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له :
يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور ،
يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ،
ويتصدقون بفضول أموالهم .
قال أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون ؟
إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ،
وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ،
وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ،
وفي بضع أحدكم صدقة )، قالوا :
يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ،
قال أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟
فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر )رواه مسلم .
والصحابه رضوان الله عليهم لم يكن قولهم هذا انطلاقا
من الحسد لإخوانهم ، أو طمعا في الثراء ، ولكنه خرج
مخرج الغبطة وتمني حصول الخير ، ليحوزوا المرتبة التي
امتاز بها الأغنياء ،وهنا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم
ما يدورفي نفوس أصحابه من اللهفة إلى الخير ،
فعالج ذلك الموقف بكل حكمة فخاطب القلوب، وبيّن لهم سعة
مفهوم الصدقة ، فإنها ليست مقصورة على
المال فحسب ، بل تشمل كل أنواع الخير ،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :إن بكل تسبيحة صدقة .
إن ذكر الله تعالى من التكبير والتسبيح والتهليل
والتحميد ، هو من الباقيات الصالحات التي
ذكرها الله تعالى في قوله :
{والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا }
(الكهف :46 ).نسأل الله أن يعيننا على طاعته .
*القاعدة الثانية:
تلَطَّف:وهي قاعدة ذهبية في جذب الناس
والتأثير فيهم، قال الله تعالى :
"فبما رحمة من الله لنت لهم،
ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك،
فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر"
سورة آل عمران 159.
وهذا ما تعلمه صلى الله عليه وسلم من ربه
جل وعلا، فتراه هيناً ليناً رحيماً صلى الله عليه
وسلم، والأحاديث في هذا كثيرة، كحديث
الأعرابي الذي بال في المسجد، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم:
"لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه".
رواه البخاري ومسلم،
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا
ولا متفحشا وكان يقول :
(إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ).
صحيح البخاري وكحديث "أبي عمير والنغير"
والذي نستشف منه كيف كان صلى الله عليه وسلم
يتلطف مع أصحابه، فتلطف أخي الداعية
يرحمك الله حتى لا ينفض الناس من حولك،
وإياك ثم إياك أن تشعر المدعو أنك عبءٌ عليه،
أو ضيفٌ ثقيل الظل، أو تحمله مشقة التعامل معك،
فلا تطرح نفسك أمامه بسببٍ وبدون سبب،
ولا تتدخل في علاقته بأصدقائه ما دام هو لم
يستشرك فيها، كن رجلاً رقيقاً لطيفاً، تستخرج
كلاماً من بحرٍ عميقٍ بالإيمان والحب والعلم،
وتنطقه بلسانٍ رفيق هين، كما وصف يحيى بن معاذ
رحمه الله أساليب الدعوة فقال:
"أحسن شيء(أي في الدعوة)كلام رقيق،
يُستخرَج من بحرٍ عميق، على لسان رجلٍ رفيق".
*القاعدة الثالثة:
حدِّث الناس بما يريدون:
دعني هنا أضرب لك مثلاً لأوضح ما أقصد:
أنا أحب أكل الأرز ولا أحب أكل الديدان..
وأريد اصطياد السمك، فهل أضع للسمك الأرز
أم الديدان؟ هل وضحت الفكرة؟ تريد اصطياد
السمك ضع له ما يحبه هو لا ما تحبه أنت،
فإنني إن وضعتُ للسمك الأرز الذي أُحبُّه فلن
أصطاد سمكة واحدة، ولكن إن وضعتُ لهم الديدان
التي لا آكلها، فسيأتيني السمك من كل حدب وصوب.
فخاطب الناس أخي الداعية بما يحبون لا بما تحب
أنت، بما في عقولهم لا بما في رأسك، وليس
معنى هذا أن تترك مهمتك العليا أو أن تتنازل
عنها، ولكن كن حصيفاً لبيباً، تصل إلى ما تريد
من خلال ما يحبون ويرغبون، كما فعل نبيك
صلى الله عليه وسلم في الحديث المعاد ذكره
هنا؛ حديث "أبي عمير والنغير"
حين خاطب أبا عمير فيما يحب ويرغب،
تأليفاً لقلبه وإشعاراً له بأنه صلى الله عليه وسلم
مهتمٌ بما يهتم به هذا الفتى الصغير مهما بدت
اهتماماته صغيرةً أو تافهةً، فافعل ذلك أخي الداعية
تختصر الطريق وتنال المراد.
*القاعدة الرابعة:
راعِ الأولويات:على الداعية أن يراعي الأولويات
في دعوته، فليس من الطبيعي أن أبدأ في بناء الدور
الخامس مثلاً دون أن أبني أساس البناية، كما أنه
ليس من المعقول أو المقبول أن أحدث غير المسلم
في وجوب الصلاة والصيام عليه!إننا في ظل
انشغالنا بالدعوة كثيراً ما ننسى هذه الأمور
رغم بساطتها وبداهيتها، فعلى الداعية أن يحدد
أولوياته في دعوة كل إنسانٍ على حدة، ما هي
الأمور الأساسية التي لا بد منها، ولا يمكن التنازل
عنها، ثم يبدأ في التدرج معه خطوةً خطوة، فغير
المسلم أبدأ معه بالإيمان بالله، والمسلم العاصي
أبدأ معه بالطاعات المفروضة، والمسلم الملتزم
بالفرائض أبدأ معه في النوافل والفضائل، وهكذا
كلٌ حسب مستواه من الالتزام والإيمان.
*وأخيراً؛
أعلم أنه مازال هناك الكثير من القواعد المتعلقة
بالدعوة، كما لا أنسى أن أُذَكِّر الدعاة بالسلاح
السريّ الذي طالما أذكره،ألا وهو الدعاء،لنفسك وللناس
أن تسأل الله العون والتيسير، وأن يفتح لك مغاليق
القلوب بفضله وقدرته..اللهم آمين.
*اذ المرئ لم يلبس ثيابا من التقى تجرد عريانا وهو كاسيا
*فخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا
*فلو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حيا وباقيا.
قال صلى الله عليه وسلم :
"من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار"‏.‏
رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.







رد مع اقتباس
قديم 14-07-2009, 08:06 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خيرا اخى الحبيب حسن
وعلى بركة الله فى هذه السلسلة الطيبه







التوقيع

الظاهر بيبرس

رد مع اقتباس
قديم 15-07-2009, 03:57 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خير اخ حسن







رد مع اقتباس
قديم 16-07-2009, 06:24 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حسن حسن غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد
من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في قيام
الليل وفي استفتاح الصلاة :
(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها
إلا أنت وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت).







رد مع اقتباس
قديم 20-07-2009, 08:41 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حسن حسن غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد
*قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ
صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً}.
سورة الاسراء آية80







رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هو الثمن في"الحب فى الله"؟ "- للشيخ الألبانى" أبو عمر السلفي رحيق الحوار العام 0 17-11-2009 02:21 AM
فرنسا.. "الكريف" يهدد بحظر قناة "الرحمة" طالب عفو ربي الأخبار العالمية والعربية 1 06-05-2009 02:03 PM
"الأخضر" تصدر المجموعة الثانية بفارق الأهداف عن الإمارات"الصقور" السعودية تستعرض عضلا المساوى الرياضة وبناء الأجسام والألعاب الإلكترونية الترفيهية 2 11-01-2009 02:26 PM
×?°"?`"°?× ( ماضي المرأة ملكاً لها وحدها مهما كان !!! ) ×?°"?`"°?× زهرة البنفسج الأسرة والمرأة والطفل 4 26-11-2008 03:28 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة