بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى: ﴿ {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ
اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِينا}
﴾
الأحزاب57
بين الفينة والفينة نسمع تهجماً صريحاً أو استهزاء ساخراً بدين الله
ورسوله من قبل اعداء الدين الحاقدين كفاراً ومغضوب عليهم وضالين من قادة
سياسيين وكتاب وصحافيين وممثلين ، وكان اخر ما صدر عنهم مسرحية وفيلم
يسيئان للإسلام والمسلمين خطط لها الغرب الصليبي الحاقد, تحت شعار حرية
الرأي والتعبير ، لم يجرؤ أمثال هؤلاء إلا بعد ان رأوا أن الامة الاسلامية
غثاء كغثاء السيل لا وزن ولا قيمة لها بين الامم والشعوب ، ولم يجدوا من
يضع حداً لهم وينسيهم وساوس الشيطان, وما استأسد البغل الا لما خبت رؤوس
الضياغم.
فالامة فقدت الراعي والامام الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوله : " إنما الامام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به" لم يجدوا مثل ابي بكر
الذي أرسل الى المهاجر بن ابي ربيعة في امرأة غنت بهجاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم " لولا ما سبقتني فيها لأمرتك بقتلها " ولم يجدوا مثل عمر
بن الخطاب فقد أتي برجل سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله وقال من سب
الله أو سب أحداً من انبيائه فاقتلوه .
هذا هو حال اعداء الله في الغرب أو الشرق فنعجب وننكر على من يتوسل من
هؤلاء الحلول لقضايا المسلمين ويقول أنه ليس بيننا وبين الغرب أي شيء وأن
مشكلتنا مع الاحتلال وأن امريكا ليست عدونا ناسين أو متناسين أن الغرب هو
من أوجد دولة يهود في فلسطين ودعمها ولا يزال بالاموال والانفس والسلاح ،
ناسين أو متناسين أن الغرب هو من هدم دولة الخلافة وقسم بلاد المسلمين
ونصب فيها حكاماً عملاء له ينوبون عنه في الحيلولة دون عودة دولة الخلافة
ووحدة الامة من جديد ، ناسين أو متناسين أن الغرب جعل من بلاد المسلمين
قواعد عسكرية له يصول ويجول ويقتل الشيوخ والاطفال والنساء وقد فعل
الافاعيل ببعض نساء المسلمين في العراق ، فنقول لهؤلاء ما لكم كيف تحكمون
؟!
فماذا كان رد المسلمين حكاماً وعلماء وشعوباً ؟ أما الحكام فلم نسمع ولم
نر منهم شيئاً لانهم في الصفوف الاولى ، أما العلماء فمنهم من
استنكر ، ومنهم من دعا الى فتح باب الحوار بين الحضارات لا التصادم
والصراع الحضاري ومنهم من قال أن هذا العمل يترك آثاراً سيئة ويؤثر على
التواصل بين الشعوب ومنهم من دعا الى عدم التعرض لرعايا تلك البلاد في
بلاد المسلمين فلا دخل لهم بما حصل ، أين هم من قول الله ﴿ {بَلْ نَقْذِفُ
بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ
الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } ﴾
الأنبياء18 ، أما الشعوب فقد استشاطت غضباً فمنهم من خرج في مظاهرات حاشدة
تطالب الدنمارك وغيرها بالاعتذار ودعت الى مقاطعتها اقتصاديا ولكن هذا لا
يكفي .
لنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدروس ما يشف صدور قوم
مؤمنين ، فقد أخرج الطبراني عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "لما رجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني المصطلق قام ابن عبد الله بن أبي
سلول فسلّ على أبيه السيف وقال: لله عليّ أن لا أغمده حتى تقول: محمد
الأعز و أنا الاذل! قال: ويلك! محمد الأعزّ وأنا الأذلّ! فبلغت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأعجبه ذلك وشكرها له.
وأخرج البيهقي عن مالك بن عمير رضي الله عنه- وكان قد أدرك الجاهلية. قال:
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اني لقيت العدو ولقيت أبي
فيهم, فسمعت لك منه مقاله قبيحة فلم أصبر حتى طعنته بالرمح- قتلته, فسكت
عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن المبارك عن حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة أن غرفة بن الحارث
الكندي رضي الله عنه وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم, سمع
نصرانيا يشتم النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ودقّ أنفه, فرفع الى عمرو بن
العاص رضي الله عنه فقال له: انا قد أعطيناهم العهد! فقال له غرفة: معاذ
الله! أن نعطيهم العهد على أن يُظهروا شتم النبي صلى الله عليه وسلم,
وإنما أعطيناهم العهد على ان نخلي بينهم وبين كنائسهم, وان لا نحملهم مالا
يطيقون. فقال عمرو بن العاص: صدقت. أخرجه البخاري
وأورد ابن حجر العسقلاني- كتاب النفيس الدرر الكامنة- جزء 3 صفحة 202.
كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهد لهم
الطاغية هولاكو سبيل الدعوة بسبب زوجته الصليبية ظفر خاتون، وذات مرة توجه
جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغولي كبير عقد بسبب تنصر أحد أمراء
المغول، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان
هناك كلب صيد مربوط، فلما بدأ هذا الصليبي الحاقد في سب النبي صلى الله
عليه وسلم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليبي وخمشه بشدة، فخلصوه منه بعد
جهد. فقال بعض الحاضرين: هذا بكلامك في حق محمد عليه الصلاة والسلام، فقال
الصليبي : كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربه،
ثم عاد لسب النبي وأقذع في السب، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق
الصليبيي وقلع زوره في الحال, فمات الصليبي من فوره، فعندها أسلم نحو
أربعين ألفاً من المغول.
أيها الناس: واخجلاه...!!!
أكلب ينتصر لرسول الله والجيوش العرمرم تقبع في ثكناتها لا تثأر للإسلام والمسلمين بعد كل هذا الاستهزاء بدين الله؟!!!
فالسيف, هو الردّ الصارم على من تعدى على الإسلام والمحارم...
هكذا يجب أن يكون تصرف المسلمين اتجاه من يستهزئ أو يسب رسولنا الكريم
وهذا لن يصدر من دول في بلاد المسلمين بل يصدر ممن آمن
بالله رباً و بمحمد رسولاً, يصدر من خليفة المسلمين القادم لينتقم لله
ولكتابه ولرسوله وللمسلمين وإن الله قد وعدنا بالنصر والتمكين ووعده حق
فقال :
﴿ {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ } ﴾
النور55
نسأل الله العلي القدير أن يعجل لنا بدولة الاسلام وأن يعزنا بعد ذلة
ويجمع شملنا بعد فرقة وان ينتقم لنا ممن آذى الله ورسوله والإسلام
والمسلمين...
اللهم لا تذر على الارض من الكافرين دياراً اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر.
فتح كوبنهاجن هو الرد
الحمد لله القائل:-{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }التوبة61
والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله القائل:-
أنا النبيُ لا كذِب = أنا ابنُ عبدِ المطلب
وقال في حقِّ مَنْ قتلَ زوجتَه التي شتمتِ الرسولَ: (اشهدوا أن دمَها هدْر).
ويقول الإمامُ مالك: (لا يُستتابُ من سَبَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم من الكفارِ والمسلمين).
أيها المسلمون: يا أمةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم: يستمرُ مسلسلُ الدناءةِ الغربيةِ والحقدِ البابوي واللؤمِ المنبعثِ من كُرهٍ مستشّرٍ للإسلامِ وأهلِه ونبيِه العظيم,وأهانه زوجات الرسول الاكريم ، نعم يستمرُ مسلسلُ الإساءةِ إلى خيرِ البريةِ النبيِّ العظيمِ صلواتُ الله وسلامُه عليه.
عذراً إليك رسولَ الله عن أمم = ساموك حقداً بفُحش القولِ والرُسُمِ
شُلت يمينُ الحاقدين وأهلِكوا = ريحاً تُزمجرُ لا تُبقي سوى العدمِ
بأبي وأمي رسولَ الله إذ وَلغَت = هذي الكلابُ بصحنِ الطُّهرِ والشَّمَمِ
ها هم علوجُ البغيِّ يعودون والعودُ أسودَ لشتمِ النبيِّ المختار, ها هي الخفافيشُ تخرجُ مرةً أخرى من جحورِها النتنةِ لتتطاولَ على مقامِ الرسولِ الكريم عليه الصلاةُ والسلامُ فما الذي يجعلُ هؤلاء الأقزامِ يتمادَوْن في السبِّ والشتيمة, فلقد قام المأفونون عُبّادُ الصليبِ بفعلتِهم هذه قبل سنةٍ ونيفٍ فقامَ الناسُ ولم يقعدوا, وخرجوا بمسيراتٍ منددةٍ, وطالبَ البعضُ بقتلِ الفاعل, وآخرون أعلنوا المقاطعةَ الاقتصاديةَ لا السياسيةَ ولكنَّ الأمورَ عادتْ كما كانت فلا المقاطعةُ بقيتْ ولا القتلُ حصل.
عندها عَلِم الأقزامُ في الدانمارك بل وفي العالم كلِّه أنَّ المسلمين لا راعي لهم وأن كلَّ ما يفعلونَه إنما هو تنفيسٌ عن المشاعر, إذن فلا ضيرَ من أن نُعيدَ الكرةَ مرةً ثانية وثالثة فهم _أي المسلمون_ في غفلتِهم سامدون ولعدوِهم مستسلمون, غضبُهم لا يصلُ إلى أرنبةِ أنوفِهم وكذا الشعوبُ المهزومة, لا حِراكَ لهم فإذا الرأسُ فسد فسدَ الجسدُ كلُّه.
إخواني في الله: هذا هو لسانُ حالِ أولئكِ الشرذمة , لذلك راحوا يشتمون سيدَ البشرِ من غيرِ حسيبٍ ولا رقيب. فما الذي فعله الحكام, أتُراهم جهزوا الجيوشَ وأرسلوها لتدكَّ حصونَ أعداءِ الله, لا وألف لا والجوابُ عندكم لا يحتاجُ إلى كثيرِ تفصيل.
أيها المحبون المتبعون لمحمد: يقول الشافعيُّ رحمه الله: (من استُغضِبَ فلم يغضبْ, فهو حمار.)أجلّكم الله.
يجب علينا أن نغضبَ للهِ ولرسوله, وأنْ نَصُبَّ جامَّ غضبِنا علىما قبلَ أيامٍ قليلةٍ عن وفاةِ مُعمِرٍ طاعنٍ في السنِ في معتقلاتِ ..... تم اعتقالُه بتهمةِ المساسِ بالمقدساتِ (سبُّ الملك), فلم يرحموا شيبته, بينما تجدُ ردةَ فعلِهم الباردةِ على الخطيئةِ الدانمركية خوفاً من تعكيرِ العلاقاتِ الدبلوماسيةِ بل قل الخيانية.
أيها المسلمون: إن جديّةَ الردِّ على الإساءةِ لخيرِ البريةِ وزجاته الاكارم امهات المسلمين رضوان الله عليهم جميعا لا يكمنُ في المقاطعةِ أو استجداءِ الاعتذار, بل هو في دكِّ حصونِ كوبنهاجن وفي فتحِ روما ومن لفَّ لفها, هكذا يكونُ ردُّ الاعتبارِ لحضرةِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
اللهم اشهد اني قد بلغت .... اللهم فشهد............