منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > علوم وثقافة
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-2009, 01:49 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


Thumbs down مخلب القرد - لملك ادب الرعب ستيفن كينج

الملك المتوج فى سماء ادب الرعب وسينما الرعب

ستيفن كينج







حسنًا ... لا يمكن لأحد أن يتحدث عن الرعب و عوالمه , و لا يذكر هذا الرجل و لهذا أسباب يطول شرحها ..

بل إنه يمكننا أن نقول – و بلا أدنى مبالغة – أن هذا الرجل حوّل مسار أدب الرعب و إلى الأبد , بأعماله التي لا يمكن ذكرها دون أن تطرق أجراسًا في أذهان الجميع , حتى ممن لا يعرفونه ..

مدينة سالم .. البريق .. وداعًا شاوشانك .. الميل الأخضر .. دورة المذؤوب .. بريق .. الرجل الراكض ..

هل تذكر أي منها ؟! .. عظيم .. اليوم سنتعرف أكثر على هذا الرجل و عالمه ..


• سيرة ذاتية :

المشكلة أنه لا يمكننا التحدث عن أي شخص دون أن نذكر المعلومات الأساسية في سيرته الذاتية , لذا سنمر بهذه المعلومات سريعًا , ثم سنبدأ في القسم الممتع في الموضوع ..

ولد ( ستيفن إدوين كينج ) في مدينة ( مين Maine ) في الواحد و العشرين من سبتمبر لعام 1947 , لكل من ( دونالد ) و ( نيللي كينج ) الذان انفصلا و ( ستيفن ) لا يزال طفلاً – لم يكن الأمر انفصالاً بالمعنى المفهوم .. لقد خرج الأب لشراء السجائر كما قال , و لم يعد بعدها أبدًا ! - و ليفقد ( ستيفن ) إحساسه بالعائلة مبكرًا , و لتبدأ رحلة انتقاله مع والدته عبر الولايات المتحدة , حتى انتهى به الأمر في ( مين ) حيث أخذت الأم تعمل كطاهية في مؤسسة لذوي الإحتياجات الخاصة , بينما تفرغ ( ستيفن ) للدراسة و لهوايته الأثيرة .. القراءة ..

التحق ( ستيفن ) بمدرسة ( Lisbon Falls ) و تخرج منها ليلتحق بجامعة ( مين ) , و يذكر عنه أنه كان طالبًا نشيطًا في تلك الفترة , إذ انضم لإتحاد الطلاب , و أخذ يكتب سلسلة مقالات أسبوعية في مجلة الكلية تحت اسم ( بوصلة مين Maine Campus ) هاجم فيها الحرب ضد فيتنام , رافضًا أن تدخل أمريكا حربًا لا حق لها فيها كما كان يقول , و وواصل نشاطه هذا حتى تخرج من الجامعة عام 1970 , ليتحول من طالب إلى مدرس في الجامعة , و قد حصل على بعض التغيرات منها ارتفاع ضغط الدم و ضعف البصر و ثقب في طبلتي الأذن !!

لكن الجامعة لم تترك له كل هذه الأمراض فحسب , بل تعرف فيها على الفتاة الرقيقة ( تابثا ) التي أخذ يعمل من أجلها طوال فترة دراسته في محل للملابس , و أخذ يبيع بعض القصص القصيرة للمجلات , حتى تمكن من الزواج منها في 1971 و مازال يحيا معها حتى الآن في منزلها في ( مين ) , و رزق منها بثلاث أطفال حتى الآن ..
لم تطل السيرة الذاتية كما وعدتك .. الآن يمكننا أن نتعرف أكثر على الأديب .. على الملك ..


• بدايات ( كينج :

أول قصة قصيرة باعها ( ستيفن كينج ) كانت ( الأرض الزجاجية The Glass Floor ) و باعها لمجلة (Startling Mystery Stories ) و كان ذلك في عام 1967 , لكن أول رواية كتبها كانت ( كاري Carrie ) و التي تتحدث عن فتاة غريبة الأطوار تمتك قدرة تحريك الأجسام عن بعد , و كان يكتب هذه الرواية كوسيلة لقتل وقت الفراغ لديه , لكنه حين عرضها على دار نشر (Doubleday ) في ربيع 1973 , قامت الدار بنشرها على الفور , و أمام آراء النقاد المنبهرة بهذه الرواية , عرض عليه مدير تحرير الدار ( بيل تومبسون ) ترك مهنته في الجامعة كمدرس , وأن يتفرغ للكتابة تمامًا ..
لكن الصعوبات بدأت في مطارد ( ستيفن ) إذ اضطر للإنتقال بعائلته إلى جنوب ( مين ) بعد أن أصيبت والدته بالسرطان , و ظلّ يراعاها طيلة النهار , بينما كان يقضي الليل في غرفة صغيرة في جراج المنزل , يكتب في روايته الثانية التي أسماها ( العودة الثانية ) قبل أن يقرر تغيير اسمها إلى ( حشد سالم Salem's Lot ) و فيها يحكي عن قرية من مصاصي الدماء يقوم بزيارتها رجل و طفله الوحيد ..

و حين انتهت الرواية توفيت والدته أخيرًا عن عمر يناهز التاسعة و الخمسين , فعاد ( ستيفن كينج ) ينتقل بعائلته , و عاد لتفرغه التام للكتابة , لينتهي في في أوائل 1975 من روايتي ( الصمود The Stand ) و ( منطقة الموت Dead Zone ) , وكانت روايته ( كاري ) قد نشرت لتحقق نجاحًا مذهلاً , أكدّ له و للناشر أن قرار تركه للجامعة و تفرغه للكتابة كان قرارًا حكيمًا بلا شك ..

و الواقع أن حمى الكتابة انتابت ( ستيفن كينج ) , فأخذ رواياته تتلاحق بغزارة غير مسبوقة – لاحظ أننا نتحدث عن روايات من القطع الكبير و لا يقل عدد صفحات الرواية عن السبعمائة صفحة إلا نادراً – فكتب رواية ( البريق The Shining ) و التي تتحدث عن كاتب مجنون يقضي الشتاء مع عائلته في فندق مهجور , ثم رواية ( كريستين Christine ) التي تتحدث عن سيارة مسكونة , ثم بدأ في جمع قصصه القصيرة لينشرها في مجموعات قصصية من أشهرها ( وردية الليل Night Shift ) ثم ( أربع دقائق بعد منتصف الليل Four Past Midnight ) , و مع النجاح المتواصل , قرر المخرج الشهير ( برايان دي بالما ) تحويل رواية ( كاري ) إلى فيلم سينمائي , قامت ببطولته ( سيسي سباسيك ) و ( جون ترافولتا ) , فحظى الفيلم بنجاح مذهل خاصة مع أداء ( سيسي سباسيك ) العبقري للفتاة المضطربة ذات القدرات الخارقة , حتى أنها رشحت لجائزة الأوسكار عن دورها في هذا الفيلم .
و هكذا دخل ( ستيفن كينج ) عالم السينما من أوسع أبوابه , فمع توالي رواياته , توالت افلامه , فقام المخرج العبقري ( ستانلي كوبريك ) عام 1980 بتحويل روايته ( البريق ) إلى فيلم كابوسي مخيف , قام ببطولته ( جاك نيكلسون ) – لم يعجب الفيلم ستيفن كينج فقام بإعادة إخراج الفيلم 1997 في صورة حلقات تلفزيونية قام بجمعها فيما بعد – ثم قام المخرج ( جون كاربنتر ) الذي اشتهر بسلسلة أفلام ( هالويين ) بتحويل رواية ( كريستين) إلى فيلم عام 1983 و حصل به على جائزة أوسكار أفضل مؤثرات بصرية .. من رأى منكم الفيلم و رأى المشهد الذي تقوم في السيارة بإصلاح ذاتها , سيعرف أن هذا المشهد يستحق الجائزة .

و هكذا أصبح ( ستيفن كينج ) علامة مميزة للرعب سواء على مستوى الروايات أو الأفلام , حتى أن النقاد أخذوا يلقبونه ( ملك الرعب ) و بدأت الملايين تنهال على ( ستيفن ) فبنى قصره الخاص في مدينته الأثيرة ( مين ) – غالبًا ما تدور أحداث رواياته في هذه المدينة – و أخذ يكتب بلا توقف , ثم قرر استغلال وقته , فتعلم الإخراج , ليقوم هو أيضًا بتحويل قصصه إلى أفلام , لكنها لم تكن بجود كتابته , فتفرغ لإخراج الحلقات التلفزيونية .
ثم و في عام 1994 قام المخرج ( فرانك دارابونت ) بتحويل قصته القصيرة (Rita Hayworth and Shawshank Redemption ) و التي نشرها ( ستيفن ) في مجموعته القصصية ( الفصول المختلفة Different Seasons ) إلى واحد من أشهر الأفلام في تاريخ السينما على الإطلاق تحت اسم ( وداعًا شاوشانك Shawshank Redemption ) و كانت هذه نقلة تاريخية في حياة ( ستيفن كينج ) فهذا الفيلم لم يكن له أي علاقة بالرعب , لكنه كان يعكس قدرة ( ستيفن ) و تمكنه كأديب من طراز خاص .. و هكذا نال احترام الجميع , حتى ممن لا يؤمنون بالرعب كأدب .

و عن هذا الفيلم نذكر حادثة طريفة , رواها ستيفن كينج في مقدمة مجموعته القصصية ( Everything Eventual ) إذ كان يقف ذات مرة في السوبرماركت يثرثر مع سيدة لم تكن تعرفه , و حين ذكر لها اسمه , امتعضت و قالت ( أنا لا أحب قصص الرعب , أرى أنها سخيفة ) , فسألها ( ستيفن ) مبتسمًا ( و مالذي تفضلينه إذن ؟! ) , فأجابت السيدة ( الأفلام الإجتماعية .. وداعًا شاوشانك مثلاً .. هل رأيته ؟! ) , و هنا اتسعت ابتسامة ( ستيفن ) أكثر و هو يجيب ( لم اره فحسب .. بل كتبت قصته كذلك ) !!

و مع النجاح تتوالى الملايين , و قد ذكر ( ستيفن كينج ) نفسه أن رصيده يزداد بمقدار عشرة ملايين دولار أسبوعيًا , من أرباح إعادة طبع رواياته .. الرجل باع أكثر من 300 مليون نسخة حتى الآن , و تترجم رواياته بأكثر من خمس و ثلاثين لغة , أي أنه لم يتحول إلى كاتب , بل إلى ظاهرة تستأهل الدراسة .

لاحظ أن أدب الرعب يصنف على أنه ( أدب مسلي Pop Art ) و هذا في الغرب , بينما نحن العرب , لا نتعامل معه إلا على إنه أدب أطفال , لكن هذا الرجل – و بأدب الأطفال !! – ارتقى بأدب الرعب ليقف به إلى جوار كبار الكتاب , بروايات تجاوزت الاثنان و أربعون رواية , و عدد لا ينتهي من القصص القصيرة و المجموعات القصصية , و السيناريوهات التلفزيونية .
و لكن الرياح تأتي بما لا تتشتهي السفن , فهناك ذلك الحادث الذي غيّر الكثير في حياة هذا الرجل .. فالذي حدث هو ..

• حادث مؤسف :

حدث هذا عام 1999 حين صدمت شاحنة ( ستيفن كينج ) , لتلقيه مهشم العظام , غارقًا في دماءه على قارعة الطريق .. بالطبع تم نقله إلى المستشفى , و هناك تلقى العلاج اللازم لكنه خرج منها بكسور صعبة الإلتئام و بضعف شديد في العصب البصري , يهدده بالعمى في أية لحظة .
العجيب أنه لم يقضي وقته في المستشفى للراحة فحسب , بل كتب هناك روايته القصيرة ( The Plant ) و نشرها اليكترونيًا على أحد المواقع , على أن تكون قابلة للتحميل مقابل دولار واحد .. يقال أن ارباح هذه الرواية فحسب كانت كافية ليشتري المستشفى التي يعالج فيها !!
لكنه لم يشتري المستشفى , بل اشترى الشاحنة التي صدمته و أحرقها في احتفال مهيب طلبًا للراحة النفسية !

و كأنما يخاف من العمى ازداد حماسه للكتابة , حتى أنه انتهى مؤخرًا من سباعيته التي تحمل اسم ( برج الظلام Dark Tower ) و موقعه على الانترنت يعلن أن هناك روايات و مجموعات قصصية له ستطرح و حتى عام 2007 .
و صحيح أنه نال عشرات الجوائز حتى الآن من الجمعيات النقدية على مستوى العالم , لكن أهم جائزة كانت ميدالية الإستحقاق التي قدمتها له جمعية الكتاب الوطنية , لإسهامه الذي لن ينسى للأدب , و كان ذلك عام 2003 , و بهذه الجائزة توّج ( ستيفن كينج ) كواحد من أهم و أشهر كتاب القرن العشرين على الإطلاق .

و بينما تتوالى أفلام و روايات هذا الملك , سننهي المقال بواحدة من أفضل الجمل التي قالها هو , و هي تلك التي وضعها في مقدمة كتابه ( On Writing ) و الذي يتحدث فيه عن فن الكتابة :

( القراءة مهمة جدًا لأي كاتب .. إن من لا يوجد لديه وقت ليقرأ , لا يملك الأدوات اللازمة ليكتب )


للمزيد عن هذا الكاتب العبقري , يمكنك الذهاب للموقع التالي :
www.stephenking.com


اهم اعماله :


THE GREEN MILE

THINNER

Storm of the century

INSOMNIA

MISERY

THE STAND

DARK TOWER

PET SEMATARY

THE SECRET WINDOW


ولانه من اكثر الادباء ارتباط بالسينما

فهذه مجموعه من اشهر اعماله المحوله لافلام ناجحه جدا








التوقيع

الظاهر بيبرس

رد مع اقتباس
قديم 20-02-2009, 01:50 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي

مخلب القرد



(1)

بالخارج كان الليل بارداً و رطباً ، لكن في ردهة فيلا (لابرنام) كانت الستائر مسدلة و النيران تشتعل ساطعة بينما الابن يلعب الشطرنج مع الأب ، الذي كان يمتلك أفكاراً تتضمن تغييرات جذرية بشأن اللعبة ، و يضع ملكه في مواقف خطيرة وغير مرغوبة ، كانت تستفز السيدة ذات الشعر الأشيب التي تحيك بهدوء بجانب النيران لتدلي بتعليقها .
- " أصغيا للريح " قال السيد (وايت) وقد اكتشف خطأً قاتلاً بعد فوات الأوان ، محاولا منع ابنه من ملاحظته .
- " إنني مصغ " قالها الأخير ، ماسحاً الرقعة بينما يمد يديه " كش " .
- " كان ينبغي أن أعرف أنه سيأتي الليلة " قال الأب متوازناً بيديه فوق الرقعة .
- " مات ! " رد الابن .
- " هذه هي أسوء معيشة على الإطلاق " قال السيد (وايت) " من بين كل الأماكن الكريهة الموحلة النائية ، هذا هو الأسوأ . الممر عبارة عن مستنقع و الطريق عبارة عن سيل . لا أعرف ما يفكر الناس بشأنه . أعتقد أنه بسبب تأجير هذين المنزلين على الطريق فهم يفكرون أنه لا مشاكل " .
- " لا تهتم يا عزيزي " قالت زوجته بهدوء " ربما ستكسب المرة القادمة " .
- " ها هو ذا " قال (هربرت) بينما البوابة تغلق بعنف ، و بدا صوت خطوات ثقيلة تقترب من الباب .
هرع الأب ليفتح الباب ، فدخل شخص طويل و بدين ، ذو عينان براقتان و وجه أقرب للحمرة .
- " رقيب أول موريس " قال الأب مقدماً الرجل .
صافحهم الرجل و أخذ مقعداً بجانب النيران ، مراقباً مضيفه بينما يحضر الخمر و كأسين و يضع براد شاي نحاسي صغير في النار .
بعد الكأس الثالث بدت عيناه ألمع ، و بدأ يتكلم . تحلقت العائلة حول هذا الزائر القادم من الأماكن النائية ، بينما تراجع هو بظهره على المقعد و تحدث عن مشاهد غريبة و أفعال شجاعة .. عن حروب و أوبئة و شعوب غريبة .
- " واحد و عشرون عاماً " قال السيد (وايت) لزوجته و ابنه " عندما ذهب كان شاباً يعمل في مستودع . انظرا له الآن "
- " لا يبدو أنه تأذى بشدة " قالت السيدة (وايت) بدماثة .
- " أعتقد أنني أنا شخصياً سأحب الذهاب للهند " قال الرجل العجوز " للسياحة فقط ، أنت تعرف "
- " الأفضل لك أن تظل هنا " قال الرقيب هازاً رأسه . وضع الكأس الفارغ و تنهد بهدوء ، ثم هزها مرة أخرى .
- " سأحب أن أرى المعابد القديمة و المشعوذين " قال الرجل العجوز " ماذا كنت تخبرني بالأمس عن مخلب قرد أو شيء من هذا القبيل ، موريس ؟ "
- " لا شيء " رد باقتضاب " لا شيء يستحق سماعه "
- " مخلب قرد ؟ " تساءلت السيدة (وايت) بفضول .
- " حسناً .. إنه واحد من هذه الأشياء التي يسمونها سحر ، ربما " قال الرقيب .
مال مستمعيه الثلاثة بفضول ، بينما رفع الزائر شارداً الكأس الفارغ لفمه ، ثم أنزله مرة أخرى ، ليملأه مضيفه .
- " انظروا " قال الرقيب عابثاً في جيبه " إنه مجرد مخلب صغير عادي مجفف لمومياء "
أخرج شيئاً من جيبه و عرضه فتراجعت السيدة (وايت) بخوف ، بينما تناوله الابن و تفحصه باهتمام .
- " و ما الشيء الغريب بشأنه ؟ " تساءل السيد (وايت) بينما يتناوله من ابنه ليتفحصه بدوره ، ثم يضعه على المائدة .
- " هناك لعنة صنعها أحد السحرة القدامى " قال الرقيب " ساحر قوي جداً . أراد أن يبين أن القدر يحكم حياة الناس ، و أن من يحاول تغييرها إنما يفعل ليلقى حتفه . فجعله يحقق ثلاث أمنيات لثلاث رجال مختلفين "
كان منفعلاً و هو يتحدث ، فأدرك مستمعوه أنهم آذوه بضحكهم الخافت .
- " حسناً ، و لم لَم تصنع أمنياتك الثلاث يا سيدي ؟ " قال (هربرت) متذاكياً .
آخذاً في الاعتبار كيف يتحدث الشباب باندفاع ، قال موريس بهدوء " لقد فعلت " و شحب وجهه .
- " و هل تحققت الأمنيات ؟ " سألت السيدة .
- " تحققت أماني الرجل الأول " أجاب " لا أعرف عم كانت الأمنية الأولى و الثانية ، الثالثة كانت الموت ، و هكذا حصلت على المخلب "
كانت نبرات صوته قوية واثقة حتى أنهم سكنوا تماماً .
" إذا كنت قد حصلت على أمانيك الثلاثة ، فإنه غير مفيد لك الآن ، موريس " قال الرجل العجوز " فلم تحتفظ به حتى الآن ؟ "
هز العسكري رأسه قائلاً " الولع ربما ! " قال ببطء .
- " إذا كان بإمكانك تمنى ثلاث أمنيات أخرى " قال المضيف مراقباً إياه باهتمام " هل ستتمناها ؟ "
- " لا أعرف " قال الآخر " لا أعرف "
ثم أخذ المخلب بين الإبهام و السبابة ، و فجأة رماه في النيران ، فأطلق المضيف صيحة استنكار ، و انحنى بسرعة لينتزعه من بين النيران .
- " دعه يحترق أفضل " قال العسكري بمهابة .
- " إذا لم تكن تحتاجه يا موريس ، فاعطني إياه "
- " لا " قالها بعناد " لقد رميته في النيران . لو احتفظت به فلا تلومن إلا نفسك لما سيحدث . اقذفه في النيران مجدداً كرجلٍ عاقل "
هز الآخر رأسه رافضاً ، و تفحص المخلب عن قرب " كيف تفعلها ؟ "
- " امسكها في يدك اليمنى و تمن بصوتٍ عالي .. لكنني أحذرك من العواقب ".
- " تبدو مثل ألف ليلة وليلة " قالت السيدة (وايت) بينما تنهض لإعداد العشاء " ألا تعتقد أن بإمكانك أن تتمنى لي أربعة أزواج من القفازات ؟ "
أخرج الزوج المخلب من جيبه ، ثم انفجر الثلاثة في الضحك بينما أمسكه الرقيب بقوة ، و نظرة انزعاج على وجهه .
- " إذا كان لا بد من التمني ، فتمن شيئا مهماً " قالها بفظاظة .
أعاد السيد (وايت) المخلب لجيبه ، ثم دعى صديقه للمائدة ، و نسوا جميعاً كل شيء عن المخلب أثناء إعداد العشاء .. و بعد العشاء جلس الجميع للاستماع إلي باقي مغامرات موريس في الهند بافتتان .
- " إذا كانت القصة بشأن مخلب القرد مثل باقي الحكايات التي أخبرنا بها " قال (هربرت) لنفسه بينما الباب ينغلق خلف الضيف الذي غادر مبكراً ليلحق بقطاره الأخير " فلن نستفيد منه بأي شيء "
- " هل أعطيته أي شيء مقابل المخلب ؟ " سألت السيدة (وايت) زوجها .
- " بندقية " قال " لم يكن يريدها ، لكنني أصررت ، و قد طلب مني أن أتخلص من المخلب مرة أخرى "
- " لحسن الحظ " قال (هربرت) برعب مصطنع " لِمَ ؟، سنكون أثرياء و مشهورين و سعداء . تمن أن تكون إمبراطوراً يا أبي كبداية ، فلا يمكن لأحد أن يسيطر عليك بعدها "
ثم لف حول المائدة ليقنع السيدة (وايت)
أخذ السيد (وايت) المخلب من جيبه ، و تفحصه بشك ، ثم قال ببطء :
-" لا أعرف ما أريد أن أتمناه ، هذه حقيقة .. أعتقد أن لدي كل ما أريد "
- " لو أنك نظفت المنزل ، فستكون سعيداً ، أليس كذلك ؟ " قال (هربرت) و يده على كتفه " حسناً . تمن مائتي جنيه . هذا سيقضي الغرض "
خاجلاً من سذاجته ، حمل الأب المخلب بينما غمز الابن متظاهراً بالجدية لوالدته ، ثم جلس على البيانو ليؤدي بعض النغمات المؤثرة .
- " أتمنى مائتي جنيه " قال الأب بوضوح .
انطلقت من البيانو نغمة محيية للكلمات ، قوطعت بصرخة مرتعشة من الرجل ، فهرع الابن و الأم نحوه .
- " لقد تحرك " قال و هو يرمق الشيء الملقى على الأرض باشمئزاز " لقد تحرك عندما نطقت الأمنية "
- " حسناً ، لا أرى المال " قال الابن ملتقطاً المخلب ليضعه على الطاولة " و لا أظن أنني سأراه "
- " لابد أنه خيالك يا عزيزي " قالت الأم .
هز رأسه و قال " لا عليكما ، لم يحدث أذى على الأقل "
جلسوا بجانب النيران ثانية بينما ينهي الرجلان الغليون ، و بالخارج كان صوت الريح أعلى من السابق ، و بدا الأب عصبياً مع سماع صوت الباب في الدور العلوي . و استمر الصمت حتى قام الرجلان للنوم .
- " أعتقد أنك ستجد النقود في حقيبة محزومة على سريرك " قال الفتي بعد أن تمنى لهم ليلة سعيدة " و ستجد شيئاً بشعاً يراقبك من أعلى الدولاب بينما تضع النقود الغير مشروعة في جيبك "
جلس الشاب وحيداً في الظلام محدقاً في النيران المحتضرة ، متخيلاً أنه يشاهد وجوهاً فيها . كان الوجه الأخير لقرد بشع حدق فيه بذهول حتى أصبح زاهياً جداً ، فأطلق ضحكة قلقة ، و مد يده للمائدة لكي يمسك بكوب الماء و يلقيه على النيران ، لكن يده أوقعت المخلب . مسح يده في معطفه و ذهب للنوم .


(2)

و بينما تدفقت أشعة شمس الشتاء اللامعة حول مائدة الإفطار ، سخر (هربرت) من مخاوفه . كان المخلب المتسخ ملقى على الخزانة بإهمال دلل على عدم إيمان بأهميته .
-" أعتقد أن كل هؤلاء الجنود المسنون متشابهون " قالت السيدة (وايت) " إن فكرة استماعنا إلى هذا الهراء مرعبة ! كيف يمكن للأماني أن تتحقق هذه الأيام ، و لو تحققت ، فما الضرر القادم من مائتي جنيه ؟ "
- " ربما تسقط على رأسه من السماء فتؤذيه " قال الابن مستظرفاً
- " موريس قال أن الأشياء تحدث بشكل طبيعي " قال الأب " حتى أنك قد تعزوها للصدفة "
- " حسناً ، لا تستخدما المال حتى أعود " قال الابن بينما ينهض من على المائدة " أخشى أن تحولك النقود إلى رجل طامع بخيل ، و قد نتبرأ منك "
ضحكت والدته ولاحقته إلى الباب مراقبةً إياه على الطريق ، ثم عادت للمائدة . كانت سعيدة لخيبة آمال زوجها ، و لم تنس أن تشير إلى خرافات الجنود القدامى المتقاعدين المخمورين عندما تلقت فاتورة الخياط .
- " سيكون له المزيد من النكات حول هذا عندما يعود " قالت بينما تعد العشاء .
- " أعتقد هذا " قال الرجل و هو يصب لنفسه بعض البيرة " و لكن برغم كل شيء ، فقد تحرك الشيء في يدي ، أقسم على هذا "
- " لقد توهمت هذا فقط " قالت المرأة مهدأةً إياه
- " أقول لكِ أنه تحرك " كرر الرجل " ليس من وهمٍ بالأمر ، لقد .. ماذا حدث ؟ "
لم تقدم زوجته رداً إذ كانت مشغولة بمراقبة رجل غريب بالخارج يحدق بالمنزل بشكل متردد ، و بدا أنه يفكر في الدخول إليه . فكرت بمائتي جنيه ، لكنها لاحظت أن الرجل لم يكن مهندم الشكل و يرتدي قبعة حريرية ذات لمعة حديثة .
توقف ثلاث مرات أمام البوابة متردداً في الدخول ، ثم تقدم للمرة الرابعة ، و وضع كفه على البوابة ، و فجأة فتحها و خطى للداخل عبر الممر . مدت المرأة يدها خلف ظهرها و فكت حبال مريلة المطبخ ، ثم وضعتها تحت وسادة المقعد . ثم أسرعت تفتح الباب للغريب الذي بدا محرجاً ، و جلبته للحجرة معتذرة عن عدم ترتيبها ، ثم انتظرت أن يطرح ما يريده ، لكنه كان صامتاً .
- " طلب مني المجيء " قال أخيراً ثم توقف متردداً ، و استكمل " أنا مندوب شركة (ماو و ميجينز) "
بادرته المرأة بهلع " هل حدث شيء ؟ " قالت و أنفاسها تتلاحق " هل حدث شيء لهربرت ؟ ماذا حدث ؟ "
قاطعها زوجها " صبراً يا عزيزتي " قال بتعجل " اجلس من فضلك ، و لا تقفز إلى نهايات ، أنت لم تحضر أخباراً سيئة ، أنا متأكد يا سيدي " و تطلع إليه بلهفة .
- " أنا آسف " قال الزائر ..
- " هل تأذى " قالت الأم .
حنى الزائر رأسه في أسف ، و هزها في موافقة " إصابة بالغة " قال بصوت خافت " لكنه لا يشعر بالألم الآن "
- " الحمد لله " قالت الزوجة متنفسة الصعداء " شكراً لله ، شكراً .. "
ثم توقفت فجأة إذ فهمت المعنى المقبض ، و رأت تأكيد مخاوفها الفظيعة في تجنب الغريب لنظراتها . التقطت أنفاسها المتسارعة ، و التفتت لزوجها بطيء الفهم واضعة يدها المرتعشة على يده .
- " لقد أطبقت عليه الآلة " قال الزائر بعد فترة بصوت خفيض .
- " أطبقت عليه الآلة " كرر الأب في ذهول ، ثم التفت إلى النافذة يحدق فيما خارجها بذهول تاركاً يده تضغط يد زوجته كما كان يفعل منذ أربعين عاماً .
- " كان الشيء الوحيد الذي تبقى لنا " قال ملتفتاً نحو الزائر
سعل الزائر ، ثم نهض و تقدم نحو النافذة ببطء " ترغب الشركة في أن أنقل تعاطفهم الصّادق معكم في مصابكم " قال بدون أن يلتفت " أرجو أن تتفهما أنني مجرد خادمهم و علي فقط إطاعة الأوامر "
لم تكن من إجابة ، كان وجهه المرأة شاحباً و كانت تحدق به بينما تحاول التقاط أنفاسها ، و على وجه الزوج كانت نظرة مثل نظرة صديقه الجندي بالأمس .
- " أريد أن أقول أن (ماو و ميجينز) يتنصلان من أي مسئولية " استمر الغريب " ليسوا مسئولين على الإطلاق عما حدث ، لكن نظير خدمات ابنكم يرغبون بتعويضكم بمبلغ معين من المال "
ترك الأب يد زوجته ، و هب واقفاً محدقاً برعب في وجه الزائر ، و بصعوبة خرجت الكلمات من شفتيه الجافتين " كم ؟ "
- " مائتي جنيه " كانت الإجابة
أطلقت الزوجة صرخة بينما رفع الرجل يده بضعف ثم سقط فاقداً الوعي .


(3)

في المقبرة الضخمة الجديدة على بعد ميلين ، دفنت العائلة المكلومة فقيدها ، و عادا إلى بيت يلفه الصمت و الظلال . تم كل شيء بسرعة بالغة حتى أنهما لم يستطيعا استيعاب ما حدث ، و ظلا في انتظار أن يحدث شيء جديد .. شيء يخفف الحمل القاسي على القلبين العجوزين .
لكن الأيام مرت ، و حل اليأس محل التوقع ، اليأس الذي يطلق عليه أحياناً بطريق الخطأ : الفتور . أحياناً كانا يتبادلان الكلمات بصعوبة ، و الآن لم يعد لديهما ما يتحدثان عنه .. كانت أيامهم طويلة لحد الإرهاق .
بعد أسبوع تقريباً استيقظ الرجل فجأة في منتصف الليل ، و مد يده متحسساً ليجد نفسه وحيداً في السرير . كان صوت البكاء الخافت قادم من جانب النافذة ، فرفع نفسه في السرير و استمع ..
- " أغلقي النافذة " قال بلطف " ستصابين بالبرد "
- " البرد أشد عليه " قالت المرأة ، و بكت من جديد .
تلاشى صوت بكائها من أذنه مرة أخرى . كان السرير دافئاً و عينيه مثقلة بالنعاس ، فنام بشكلٍ متقطع حتى استيقظ على صرخة متوحشة من زوجته .
- المخلب ! " صرخت " مخلب القرد ! " .
- " أين ؟ أين هو ؟ " قال بقلق .
تقدمت نحوه بخطوات مرتعشة " أريده " قالت بخفوت " أنت لم تدمره ، أليس كذلك ؟ "
- " إنه في نفس المكان الذي تركناه فيه " قال بتعجب " لم ؟ "
ضحكت و بكت في نفس الوقت ، و مالت نحوه لتقبله ، ثم بدأت تتحدث بهستيريا ..
- " لم أفكر به سوى الآن .. لِمَ لَم أفكر به من قبل ؟ لماذا لم تفكر به أنت ؟ "
- " أفكر في ماذا ؟ " تساءل
- " الأمنيتان الباقيتان " ردت بسرعة " لقد تمنينا مرة واحدة فقط "
- " ألم يكن هذا كافياً ؟ " قال بوحشية
- " لا " صرخت " سنتمنى مرة أخرى . اذهب و أحضره بسرعة ، و تمن أن يعود ابني حياً "
اعتدل الرجل في الفراش ، و قذف الغطاء من على أطرافه المرتجفة " يا إلهي ، لقد جننت " قال مذهولاً .
- " أحضره " قالت لاهثة " أحضره بسرعة و تمن .. آه ، ولدي .. ولدي ! "
أشعل الرجل ثقاباً ، و أضاء به شمعة " عودي للفراش " قال في غير ثبات " أنت لا تعرفين ما تقولين "
- " لقد تحققت أمنيتنا الأولى " قالت المرأة كالمحمومة " لم لا تتحقق الثانية ؟"
- " مصادفة " رد بارتباك
- " اذهب و أحضره و تمنى أن يعود هربرت " صرخت المرأة و هي ترتعش من البكاء .
استدار الرجل و نظر إليها ، و قال بصوت مرتعش " لقد مات منذ عشرة أيام ، بالإضافة لأنه .. لم أرد إخبارك ، لكن .. لقد تعرفت عليه من ملابسه . إذا كنت لم تقدري على رؤيته بهذا الشكل ، فكيف الآن ؟ "
- " أعده " صرخت المرأة و جرته نحو الباب " هل تظن أنني سأخاف من الطفل الذي مرّضته ؟"
هبط في الظلام ، و تحسس طريقه لغرفة الضيوف ، و من ثم إلى الرف . كان المخلب في مكانه ، و خالجه خوف من الأمنية غير المنطوقة التي ستعيد ابنه المشوه قبل أن يترك الحجرة ، و التقط أنفاسه عندما شعر أنه فقد الإحساس باتجاه الباب . غمر العرق جبينه بينما يتحسس طريقه عبر المائدة ، و يتلمس الحائط حتى وجد نفسه في الممر الصغير باللعنة الصغيرة في يده .
حتى وجه زوجته بدا متغيراً بينما يخطو إلى الحجرة . كان وجهها شاحباً و متطلعاً ، و بدا له أن هناك شيء غير طبيعي بشأنها . كان خائفاً منها .
- " تمن " صرخت بقوة .
- " هذه حماقة .. ليس هذا صحيحاً " قال متداعياً ..
- " تمن " كررت الزوجة .
- " أتمنى أن يعود ابني حياً " قالها رافعاً يده بالشيء .
سقط المخلب على الأرض ، و رمقه الرجل بنظرة مرتعبة . ثم تداعى مرتجفاً على مقعده بينما مشت المرأة و عيناها تلمعان إلى النافذة لترفع الشيش . جلس حتى شعر بالبرد يحيط به ، محدقاً بين الحين و الآخر نحو شكل الزوجة المتطلعة من النافذة . انتهت الشمعة التي احترقت حتى نهايتها ملقية ظلالها النابضة الأخيرة على الجدران ، ثم التمعت لمعة أخيرة قوية ، و انطفأت بعدها تماماً . شعر الرجل براحة خفية لفشل التعويذة ، و دلف للفراش ، و بعد دقيقة أو اثنان انسلت زوجته بجانبه بفتور صامت .
غرقا في صوت الساعة الرتيب ، و لم ينطق أحدهما بحرف . ثم أحدثت درجات السلم صريراً ، و انسل فأر مزعج عبر السور . كان الظلام عميقاً ، و بعد الاستلقاء لمدة ، استجمع الزوج شجاعته ، و أخرج عود ثقاب من العلبة و أشعله ، ثم هبط السلم لإحضار شمعة .
في نهاية السلم انتهى الثقاب ، فتوقف ليشعل آخر ، و في نفس اللحظة تناهى لسمعه صوت طرقة خافتة لا تكاد تسمع على الباب الرئيسي .
سقطت العلبة من يده ، و تجمد في مكانه صامتاً حتى دوت الطرقة من جديد . هرع صاعداً السلم حتى وصل حجرته ، فأغلق الباب خلفه ، ثم دوت طرقة ثالثة عبر البيت .
- " ما هذا " صاحت الزوجة و انتصبت واقفة .
- " فأر " قال الرجل في صوت مرتعش " فأر مر أمامي على درجات السلم "
جلست الزوجة في فراشها منصتة ، و دوت طرقة عالية عبر جدران البيت .
- " إنه ابني " صرخت " إنه ( هربرت ) "
ركضت نحو الباب ، لكن زوجها لحق بها و أمسكها بذراعيه مطوقاً إياها بإحكام .
- " ماذا ستفعلين أيتها الحمقاء " همس في أذنها .
- " إنه ولدي .. إنه ( هربرت ) " صاحت مقاومة إياه " نسيت أنه على بعد ميلين .. لماذا تعوقني ؟ دعني .. يجب أن أفتح الباب "
- " بحق السماء لا تدخليه " صاح الرجل بصوتٍ مرتعش
- "أتخشى ابنك ؟ " صاحت مجاهدة للتحرر منه " دعني .. أنا قادمة يا ( هربرت ) .. أنا قادمة "
دوت طرقة أخرى ، و أخرى . تحررت المرأة أخيراً بالتواءة مفاجئة ، و هرعت عبر الحجرة . لاحقها الزوج حتى الباب منادياً عليها بينما تهرع عبر السلم . سمع جلجلة السلسلة ، و المزلاج السفلي يسحب ببطء نحو النهاية . ثم دوى صوتها متوتراً و لاهثاً .
- " المزلاج " صاحت بصوتٍ عال " تعال ، لا أستطيع الوصول إليه "
لكن زوجها كان منحنياً على يديه و ركبتيه يبحث بوحشية عن المخلب . فقط لو يجده قبل أن يدخل الشيء بالخارج إلى البيت . تردد وابل من الطرقات في أرجاء البيت ، و سمع صوت مقعد يجر بينما زوجته تضع المقعد أمام الباب . سمع صوت المزلاج يقترب من نهايته ، و في نفس اللحظة وجد المخلب ، و بهستيرية همس بأمنيته الثالثة و الأخيرة .
توقف الطرق فجأة و إن ترددت أصداؤه عبر أرجاء البيت ، و سمع صوت المقعد يجر للخلف و الباب يفتح . نسمة باردة فرت عبر الباب أعلى السلم ، و دوت صرخة بائسة عالية و طويلة من زوجته أعطته الشجاعة ليلحق بها حتى البوابة ، حيث مصباح الشارع المتذبذب يسطع بهدوء على طريق هادئ و مهجور !








التوقيع

الظاهر بيبرس

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجلة الازياء على الانترنت أكثر من الف مجلة بين يديكى جوربيتا رحيق الحوار العام 0 04-11-2010 02:18 PM
رواية الرعب الحارس admin علوم وثقافة 0 30-04-2009 01:03 PM
استاذ ادب الرعب ريتشارد ماثيون admin علوم وثقافة 0 20-02-2009 06:25 PM
قصة حياة مارتن لوثر كينج admin التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية 1 28-01-2009 11:37 PM
سبحان الله نمر يحتضن صغير القرد بعد قتل أمه تراب المسابقات والعجائب والغرائب والطرائف 2 25-01-2009 11:59 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة