منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > القسم العام > رحيق الحوار العام
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-2010, 06:15 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي الوحدة التركية الاسلامية




الدكتور هارون يحيي


الوحدة التركية - الإسلامية هي اتحاد حب واتحاد مودة واتحاد قلـوب. أساس هذا الاتحاد هو الحب والتضحية، وحب التعاون والمساعدة، هو اتحـاد مرحمة وتسامح وتفاهم وتـوافق؛ مع احترام الإنسان باعتـباره إنسانا. وهدف الاتحاد هوالوصول إلى أعلى ذروة في التقنية والعلوم والفنون. ولن يقتصر التعانق مع النور بتأسيس هذا الاتحاد على المجتمع التركي والإسلامي فحسب بل سوف يمتد شعاعه إلى العالم بأسره .

لن تكون الوحدة التركية- الإسلامية اتحـادا متعسفا، مـعسرًا ولا بيروقراطيا. ولن يرتكز هذا الاتحاد على مفهوم مفاده: أنه على الجميع الانقياد إلينا ولتكن البقية الباقية تبعا لنا وعبيدا. ولن يكون هذا الاتحاد مبعث عداوة أو انتقام، ولن يكون عنصر تهديد، بل سيكون عنصرا مؤسسا للسلام العالمي. وبهذا الاتحاد سوف يتمكن أتباع جميع الأديان ممارسة واجباتهم الدينية التي يريدونها، والقيام بزيارة الأماكن التي تعتبر مقدسة في ديانتهم، وسوف يصبح مال كل شخص وروحه وعرضه وشرفـه مصانا في ظل هذا الاتحاد.

حتى الملحدون والذين لا يدينون بأي دين سوف يعيشون بسلام في ظل هذا الاتحاد، وسوف يتمكنون من التعبير عن آرائهم وأفكارهم .
وبتأسيس الوحدة التركية –الإسلامية سوف تهنأ أمريكا وأوروبا والصين وروسيا وإسرائيل، وباختصار سوف يـرتاح العالم كله. وسوف تزول مشكلة الإرهاب، وسوف يتم الوصول إلى مصادر المواد الخام والاستفادة منها، وسوف يكون من الممكن حماية النظام الاجتماعي والاقتصادي ويـزول الصدام الثقافـي، ولن تضطر أمريكا إلى إرسال جنودها إلى مسافات تبعد عنها آلاف الكيلومترات، وسوف لن تعيش إسرائيل مختـفية وراء الجدران، ولن يعـترض دول الاتحاد الأوروبي أي عائق من العوائق الاقتصادية، كما أن روسيا لن تشعر بأية هواجس أمنية ولن تضيق الصين ذرعًا بالحصول على المواد الخام.
إن من أهم خصائص الوحدة التركية- الإسلامية احتضانها بكل محبة وشفقة لليهود والنصارى والأرمن و الأورثوذوكس، وإبداء الاحترام لأديانهم وعقائدهم، باعتبارهم إخوة مع اتباع سياسات تحرص على وحدة ترابهم وأمن أرواحهم والمحافظة على تراثهم وتأمين رفاههم.

*- أهمية جغـرافية الوحدة التركية –الإسلامية.

*- الوحدة ستكسب العالم الإسلامي-التركي قوة فعالة.

*ـ في الوحدة التركية – الإسلامية: احترام لكل الآراء والأفكار.

*- الوحدة التركية- الإسلامية سوف تحيي التجارة وتقوي الاقتصاد.

*- نموذج النهضة للوحدة التركية-الإسلامية.

*- في الوحدة التركية –الإسلاميـة: سوف يتم إجراء تقييم مفيد للاستفادة من الموارد الطبيعية.

*- وضع موارد الطاقة تحت الحماية.

*- تسريع التنمية المشتركة في إطار الوحدة التركية- الإسلامية.

*- الوحدة التركية –الإسلامية: ذو رؤى منفتحة.

*- بعد إنشاء الوحدة التركية-الإسلامية سوف تنخفض مصاريف الدفاع بالنسبة إلى أمريكا وأوروبا.

*- سوف تنخفض ميزانية الدفاع التي يخصصها العالم الغربي للشرق الأوسط.

*- سوف يسود العالم مع هذه الوحدة راحة واطمئنان كاملان.

*- هذا بالإظافة إلى المحاسن التي تـأتي مع انتشار نور السلام.

*- سوف تنهض الوحدة التركية –الإسلامية بتنمية العلوم والفنون، وسوف يبني هذا الاتحاد حضارة شامخة.

*- سوف تتاح فرص تبليغ محاسن الأخلاق الإسلامية.

*- في الوحدة التركية- الإسلامية: سوف يكون الاختلاف بين الناس عامل ثراء وغنى.

*- سوف تكون الوحدة التركية- الإسلامية مصدر إنتاج وإبداع في سبيل العثور على حلول لكافة المشاكل.

اللهم اجمع جميع المسلمين تحت راية الاتحاد والتعاون.


اللهم حقق ذلك في أقرب وقت يارب العالمين. اللهم عجل بظهـور المهديّ، وعجل بظهور عيسى عليه السلام. اللّهم أزل الفتن والفسـاد من الأرض إزالة كاملة، واكشف للعالم كله جمال عدالة المسلمين وجمال أخلاقهـم. اللّهم وحد إخواننا اليهود وإخواننا المسيحيين على الأخوة والأمن والسلام. اللهم ألهم المسلمين اتباع طريق هذه الوحدة وطريق هذا التعاون. اللهم وفقهم لكي يزيلوا ما بينهم من الخلاف، ويعملوا ليل نهار لإصلاح الشقاق الذي بينهم ويجتمعوا على التعاون والخير بكل صدق وإخلاص. اللّهم امنح إخواننا الفلسطينيين ثواب الشهداء، ووفقهم للشهادة في سبيلك، واشف مرضاهم وامنحهم القـوة والصبر والشجاعة. اللهم ردّ كيد الظالمين واطمس على بصائرهم وبصرهم و عقولهم وقلوبهم وقوتهم وألسنتهم، وأزل كيدهم. اللهم عليك بالصهاينة الملحدين والماسونيّين الملحدين، اللهم قنا ظلمهم. اللهم اقسم لجميع المسلمين معيشة هنيّة في جو من الوحدة والتعاون والأخوة والأمن والسعادة. لقد دخلنا بحول الله وقوته هذا العصر المبارك، وهذه المرحلة المباركة. فنحن في شهر محرم بإذن الله، اللهم اجعل هذا الشهر مباركًا واقسم لنا نصيبا من بركته. اللهم لا تبعدنا عن أخلاق القرآن الكريم، وهَـبْ جميع المسلمين البركة والأمن والشجاعة والوسطية وامنحهم القدرة على تحمل الآلام، وزينهم بالشجاعة وجمال الأخلاق يارب العالمين






آخر تعديل طالب عفو ربي يوم 09-04-2010 في 06:20 PM.
رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 06:16 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

[align=center]

دعوة إلى "الاتحاد التركي-الإسلامي"
سيجلب "الاتحاد التركي- الإسلامي" ، بإذن الله تعالى، خلال القرن الواحد والعشرين السلام والأمن اللذين ينشدهما العالم. وسيقوم هذا الاتحاد على أساس المحبة والأخوة والرحمة والتسامح والتعاون. وهو يهدف إلى توفير الرفاه الاقتصادي والحياة الديمقراطية والعدالة. وهذا الاتحاد الذي يسمى "الاتحاد التركي- الإسلامي" سيسمو بالقيم المعنوية وينهض بالعلوم والتكنولوجيا والمعرفة إلى أعلى المستويات.
هذه الاتحاد الذي سيبنى على المحبة والأخوة والأخلاق الإسلامية سيجمع تحت سقف واحد أناسًا يتكلمون لغة واحدة ويدينون بالدين نفسه، لكنه أيضًا سيحتضن أصحاب اللغات والديانات المختلفة. وأفضل صورة تظهر فيها هذه الوحدة نراها جليًا في الدولة العثمانية التي نُعتبر نحن ورثتها.
ففي ذلك العهد كان العثماني اليهودي أو الأرمني في جيشه لا يقوم بأي فعل من شأنه أن يمس بعبادة أصحاب الديات الأخرى، كما لم يكن يتعرض لأماكن عبادتهم بأي سوء. وقد بين القرآن الكريم وهو الكتاب المقدس في الإسلام بأنه يجوز مؤاكلة أهل الكتاب ويجوز كذلك التزوج من نسائهم، ولم ير أي بأس من معاشرتهم ومخالطتهم. وطبقت الدولة العثمانية هذه القيم بكل صرامة، وبالإضافة إلى ذلك كان لكل فرد الحرية في أن ينتسب إلى الجهة التي يريدها. ولذلك عاشت هذه الوحدة زمنًا طويلاً.
ويتعين علينا هنا أن نشير إلى أن ما نبينه في هذه المجلة، لا يعني على وجه الإطلاق بعث الدولة العثمانية من جديد، بل هو اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي الذي يجمع مجموعة من الدول. وهذا الاتحاد يحافظ على نظامها الإداري وحدودها، وفي الوقت نفسه يكون قائما على المحبة والأخوة.
يمكن أن نشبه "الاتحاد التركي –الإسلامي" بالعائلة الواحدة، وفي داخل هذه العائلة يكون كل فرد حرًا. بإمكانه أن يتصرف كما يشاء، ويتخذ القرارات التي يريدها، غير أن كل فرد يتعامل إزاء كبير العائلة بمحبة واحترام شديدين. وفي حالة حدوث أي خلاف أو نزاع يتم اللجوء إلى كبير العائلة ويؤخذ رأيه ومشورته. هذا هو الاتحاد الذي سيقوم، وهذه هي الروح التي يجب أن يتميز بها.

فالمهم هو أن تسود القيم التي كانت موجودة لدى الشعب العثماني وكذلك لدى الدولة العثمانية، بمعنى أن يعيش الناس في أخوة وصداقة، وأن يسود مناخ جديد ملؤه السلام والثقة.
لقد كشفت لنا الإدارة العثمانية وتجربتها في هذا المجال أنه بالإمكان توفير الأمن والسلم في الأماكن التي تسود فيها التوترات عندما تكون هناك رغبة في ذلك. ولا شك أن هذا التعاون الصادق ستمتد ثمراته لتشمل أراضي مباركة مثل الشرق الأوسط والقوقاز والبلقان وآسيا الوسطى ووسط أفريقيا وشمالها والشرق الأقصى. وبذلك تتأسس وحدة إقتصادية وثقافية وسياسية قوية.

سيساهم "الاتحاد التركي- الإسلامي" أكثر في توثيق العلاقات بين الدول الإسلامية وأوروبا. وسيتمكن كل طرف من حل الصعوبات التي تعترضه في علاقته بالطرف الآخر بكل سهولة. هذا البناء الذي يُبنى على أساس المحبة يجعل كل طرف يحفظ حق الطرف الآخر ويراعي مصالحه ويحميها. وعلى هذا النحو ترقى الدول الأعضاء في هذا الاتحاد إلى مستوى كبير من الرفاهية، وكذلك بقية دول العالم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الاتحاد ستكون له علاقات سليمة وبناءة مع المنظمات العالمية الموجودة في الوقت الراهن مثل الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي والدول الصناعية الثمانية. وعلى هذا النحو، فإن "الاتحاد التركي-الإسلامي" سينهض بوظيفة لا تقوم بها أية مجموعة أو منظمة أخرى.
وعند الحديث عن تأسيس "الاتحاد التركي –الإسلامي" من الضروري التأكيد جيدا على الجانب "المعنوي" في هذا الموضوع. فـ"الاتحاد التركي –الإسلامي" يتمثل في وحدة القلوب. هو ليس اتحادا "شكليًا"، بل اتحاد "حقيقي".
إن الوحدة التي تجمع العالم التركي- الإسلامي على أساس المحبة والأخوة تقع مسؤولية ريادتها اليوم على الجمهورية التركية مثلما كان الأمر في الماضي. وهذه المهمة لا تنبع من الادعاء بأن لتركيا الأفضلية أو القيادة. إن هذه المهمة السامية نتيجة طبيعية لما لتركيا من تجربة تاريخية، وللخصائص التي تميزها من التواضع وحب الخدمة وإدراك المسؤولية والرغبة في خدمة المسلمين.
فهذ الخطوات باتجاه تأسيس هذا الاتحاد ستلقى القبول من قبل دول المنطقة، ذلك لأن "الاتحاد التركي- الإسلامي" سيزيح التخلف من المنطقة ويقضي على الفقر والجهل، وبدل الدماء والدموع الآلام سيجلب السلام والرفاه والعلم والمعرفة والسعادة ويوفر كل ما من شأنه أن يجعل المستقبل جميلاً.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الوحدة سوف تشمل أكثر الحضارات تقدمًا في العالم وأغنى الأراضي من حيث الثروات والثقافة، فهي وحدة تفرض نفسها على القرن الواحد والعشرين.
ولذلك، ومن أجل تحقيق هذه الغايات السامية ونشر السلام والأمن في العالم فمن الضروري على الجميع أن يبذلوا كل ما في وسعهم من جهود من أجل إنجاح هذه المساعي الخيرة.
إن العالم في حاجة ماسة إلى هذا الاتحاد لكي يسود السلام والأمن والمحبة والأخوة.
[/align]






رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 06:21 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

أهمية الاتحاد بالنسبة إلى العالم الإسلامي
عندما نلقـي اليوم نظـرة على العالم الإسلامي نـلاحظ أن التفرق من أكبر مشاكل العالم الإسلامي. وفي الوقت الذي تجتمع فيه جميع الدول الأوروبية تقريبا تحت سقف "الاتحاد الأوروبي" في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي، فإن المسلمين لم يتمكنوا من بناء وحدة على النحو المطلوب. فلا يوجد تضامن وتكافل حقيقيبين الدول الإسلامية، كما أنه لا يوجد التعاون والتضامن المطلوب بين المذاهب الإسلامية والجماعات والطـرق الصوفية والحركات الفكرية والمنظمات المختلفة. الوضع على هذا النحو في حين أن الله تعالى أمر المسلمين جميعا بأن يعيشوا ويتحركوا ضمن وحدة روحية واحدة. وقد أخبر القـرآن الكريم بأن المسلمين "كَالبُنْيـَانِ المَرْصُوصِ" (سورة الصف: 4) ثم أمر بقوله: "وَاعْتَـصِمُوا بِحَبْـلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَـفَرَّقُوا..." (سورة آلعمران: 103).

كما أخبرنا الله تعالى بأن المسلمين إذا لم يتوحدوا فسوف يضعفوا وتضيع قوتهم:" وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (الأنفال: 46).

فهذه الآية الكريمة تبين أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت المسلمين محرومين من القوة اللازمة في العالم اليوم: وهي عدم الانضواء تحت لواء الوحدة. فلو أن جميع المسلمين توحـدوا؛ لمكّنهم الله تعالى من تحقيق النجاح في كثير من المجالات مثل تحقيق النهضة في البلاد الإسلامية وتحقـيق الإعمـار والإنشاء، ومـد يد العون والمساعدة للمظلومين من المسلمين والنضال الفكري المطلوب لحمايتهم والدفاع عنهم، وتبليغ الأخلاق الإسلامية والتبشير بها في كافة أنحاء العالم على أحسن وجه، وتصويب التيارات الإرهابية الضالة التي تظهر هنا وهناك باسم الإسلام، وتسجيل عدد من النجاحات النافعة للإنسنية كافة في المجالات العلمية والصناعية والثقافية.
وبعبـارة العالم المسلم الكبير بديع الزمان سعيد النورسي فإن أكبر خطر على العالم الإسلامي هو "الجهل والفـقر والاختلاف". ويمكن الانتصار على هذه الأخطار الثلاثة بواسطة "الصناعة والمعرفة والوحدة" (ديوان حربـي عرفي، ص. 15)، ولعل الاتحاد أهم هذه العناصر جميعا، لأنه بواسطة الاتفاق والاتحاد يتمكن جميع المسلمين من توحيد "صناعتهم ومعارفهم"، بمعنى جميع إمكانياتهم ومعلوماتهم فيقدمون للإسلام أعظم الخدمات.


منطق الاتحاد:التـوحّد على أسس الإيمان

من أوكد الأشياء التي يتعين القيام بها من أجل تحقيق الوحدة بين المسلمين إزالة المفاهيم الخاطئة التي تقف حجر عثرة أمام هذه الغاية. ويأتي في مقدمة هذه الذهنيات الخاطئة أن المسلم عندما ينظر إلى مسلم آخر لا يرى نقاط الالتقاء معه بل يرى فقط نقاط الاختلاف. بينما تحتم الأخلاق الإسلامية على المسلمين أنه لا ينسوا حقيقة كونهم إخوة مهما كثرت الاختلافات بينهم. فمهما كان العرق ومهما كانت اللغة ومهما كان المذهب فجميع المسلمين إخوة.
فجميع السلمين في العالم؛ يؤمنين بالله ويعترفون بالقرآن ويسيرون على نهج النبي عليه الصلاة والسلام ، وعندما يصلون يتوجهون إلى القبلة نفسها، ويأملون أن يلقـوا الجزاء الحسن في الآخرة.فإله جميع المسلمين واحد وكتابهم هو الكتاب نفسه ونبيهم نفسه وقبلتهم نفسها.
ومثلما عبر عن ذكر بديع الزمان سعيد النورسي فجميع المسلمين "خالقهم واحد، ورازقهم واحد ونبيهم واحد ودينهم واحد وقبلتهم واحدة وكتابهم واحد" (المكتوبات، ص. 243).

وبالإظافة إلى ذلك، فإن كل مسلم يرفض المنكرات مثل القتل والسرقة والتحايل (سختكارلق) والشذوذ الجنسي ويقاومها، وفي الوقت نفسه يدافع عن القيم الأخلاقية السامية نفسها.

إزاء جميع نقاط الالتقـاء والتوافـق هذه من الضروري عدم تهويل الاختلافات والفروق التي قد توجد في بعض المسائل الأخرى بل يتعين التغاضـي عنها. إن اتباع المسلمين لمذاهب مختلفة أو انبثاقهم من ملل وأعراق متباينة أو تبنّيهم لرؤى سياسية واجتماعية مختلفة في بعض القضايا أو انضواؤهم ضمن جماعات مختلف بعضها عن بعض، أو اتباعهم لطرق وسبل مختلفة في خدمة الإسلام لا يقف أبدا حائلا أمام توحدهم وتضامنهم.
وتبعا لذلك، فبدلا من التركيز على عناصر الاختلاف بين المسلمين من الضروري الوقوف عند عناصر الإيمان الأساسية التي تؤكد وحدتهم. وبدلا من تركيز اهتمام المسلمين في كتاباتهم ومقالاتهم ومحاوراتهم، بل حتى في تفكيرهم على الاختلافات الحاصلة بينهم وبين بقية المسلمين، يتعين إيلاء الاهتمام الأكبـر للأسس الإيمانية المشتركة. فعند نظر المسلم إلى أخيه المسلم عليه في المقام الأول أن يذكر ويتذكر حقيقة أن الشخص الذي يقف أمامه عينيه إنما هو شخص مسلم.

ولعل وصية سليمان حلمي توناهان في هذا المقام تنـير لنا جميعًا الطريق: "لتكن وصيتي: لا تختلفوا، لا حذار من دعوى القومية. ولا تزيغوا في طريق من خالف منهج السنة".


احترام ما يقوم به المسلمون الآخـرون من جهد
إن البشرية اليوم تبحث عن مخـرج ومن المصير الذي تردت إليه، البشرية تنتظر طريقا يجلب إلى العالم السلام والطمأنينة والعدل. كشف هذا الطريق مسؤولية المجتمع الإسلامي، وعلى جميع المسلمين أن يتحركوا وفقا لهذا الوعـي. ذلك أنه نتيجة لما يقوم به المسلمون من لغات مختلفة وأعـراق مختلفة وجماعات مختلفة في كافة أنحاء العالم من أجل تبليغ رسالة الإسلام نرى أن أعداد المسلمين في الأرض تزداد كل يوم. لقد أخذت البشرية تتجه نحو الحق، وضمن هذه الأجواء فإن كل جهد لخدمة الإسلام يقوم به أي مؤمن يكون على درجة كبيرة جدا من الأهمية. قد تكون فيهم نقائص، وقد تصدر منهم أخطاء، ولكن هذه الأمور تزول مع مرور الوقت ويتم تفاديها. ولقد علمتنا الأخلاق القرآنية وأخـلاق النبي عليه الصلاة والسلام أن نعترف للمسلم بجهده وأن نشجعه حتى يبذل جهدًا أكبر.

وفي هذا الخصوص، يتعين التنبيه إلى أن جهود المسلمين من أجل نشر أخلاق الإسلام والنضال الفكري ضد الفلسفات المناقضة للاخلاق الدينية قد تأخذ أشكالا مختلفة ويمكن أن تكون على قواعد مختلفة أيضا. فكل مسلم يمكن أن يكون قد اختار طريقة خاصة به، أو منهجا خاصا به وذلك وفقا لإمكانياته الخاصة ووفقا لكفاءاته وظروفه الخاصة كذلك. فالمسلمون بإمكانهم أن يقوم بأعمال في مجالات مختلفة مثل المجال العلمي والاقتصادي والفني والتعليمي وغير ذلك. فلا حرج من انتهاج طرق وأساليب مختلفة. لكن ليس من الإخلاص أن ينتقد المسلم أخاه المسلم فلا يعجبه شيء منه ولا يمتدح إلا نفسه. ولقد أوجز العالم الكبيـر بديع الزمان سعيد النورسي هذه الحقيقة على النحو التالي:

"يمكن (للمسلم) أن يقول إن طريقي حـقّ، أو إنّ طريقـي أفضل، لكنه لا يستطيع أن يقول – وهـو يشيـر إلى أن طريق الآخرين على باطل أو سـيء- 'إن مسلكي وطريقي هو الأمثل ' ، أو 'إن مسلكي هو الأحسن " . (اللـمعات، ص. 140).

أما ما يـرضي الله تعالى، فهو امتداح جهد الآخرين والثناء عليه. وحين يتم الالتزام بهذا السلوك فإن إحساس المحبة والأخوة بين المسلمين يقوى أكثر، وهذا من شأنه أن يشكل القاعدة المطلوبة التي تجعلهم يتحركون ويعملون ضمن وحدة متكاملة.
قبول النقد برحابة صـدر

لقد أخبر الله تعالى في القرآن الكريم أن المسلمين لا يصـرّون على الإثم وهم يعلمون:
"... وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (سورة آل عمران: 135).

إن المُـسلم يمكن أن يرتكب طوال حياته أنواع مختلفة من الخطايا، كما أنه يمكن أن يمـرّ عليه زمن يقع فيه في الذنوب. وعندما ينبهه أخـوه المسلم لما يرتكبه من خطأ، وما يقع فيه من موقف غير سليم يؤوب إلى الحق بسرعة ويرجع إلى الصواب. وبسبب ما ارتكبه من خطإ يطلب المغفرة من الله تعالى، ويرجو منه العفو والصفح. وبناء على ذلك، فإن من أهم خصائص المسلم مع أخيه المسلم أن ينصحه عند غفلته وينبهه إذا بدر منه خطأ أو انحراف. فهو بإذن الله يكون وسيلة لتوجيهه نحو الخير ونحو الفلاح. أما المسلم الذي لا يسمع النصيحة ولا يقبل الإرشاد فهو فاسد المزاج يتعين اجتنابه والحذر منه أشدّ الحذر. وقد ورد في إحدى آيات القرآن الكريم تصوير لحالة من يفر من قبول النصيحة : "فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى و َيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى" (سورة الأعلى: 9-11).

وبناء على ذلك فإن على المسلمين أن يذكّـروا بعضهم بعضا في كل الأمور، وعليهم أن يذكروا لبعضهم البعض بدون تكلف ما يكون بينهم من تقصير أو خطإ. وما يتوجب على المسلم الذي يتلقى الموعظة أن يتقبل بصدر رحب ما يصدر في شأنه من نقد، كما أن عليه أن يفكر بصدرق وإخلاق في ما قيل له ويعتبر ذلك فرصة بالنسبة إليه حتى يعود إلى الخير ويستزيد من البـرّ. هذا هو ما يتعين على المسلم الذي يتحلى بأخلاق القرآن ويلتزم بمنهج السنة.
وقد لفت الشيخ بديع الزمان سعيد النورسي الانتباه إلى هذا الموضوع، ووجه النصح لطلابه قائلا: "حتى لو جاء نقد لرسالة النور من القطب الأعظم، فإن طلاب رسالة النور لن يشكوا ولن يترددوا فيها، بل إنهم سوف يقبلون تلك الاعتراضات والانتقادات الصادرة عن القطب الأعظم بكل حرص واهتمام، ويتعرفون على مـدار الاعتراض في النقاط المحددة ويقبّـلون يده حتى يكسبوا احترامه" (بيوك تاريخجه حياة، ص. 287).

من الضـروري أن يكون نقد المسلم لأخـيه المـسلم بأسلوب متسامح وبناء، ويجب لا يُـنسى أبدا أن الغاية الحقيقية هي - بإذن الله تعالى- خدمة الإسلام بطريقة أفضل وتمثيل أخلاق الإسلام بأفضـل صورة ممكنة.

آداب الحديث والاستشارة
إن الحوار الذي ينشأ بين المسلمين من من أهم المناسبات التي يمكن أن يُظهروا فيها طريقتهم في الحديث ومحاسـن أخـلاقهم.

على المسلمين أن ينـأوا بأنفسهم عن المواضيع الخلافية عندما تجمعهم المناسبات للحديث والنقاش حول موضوع معين، وعليهم أن يركزوا حديثهم ونقاشهم بخصوص المسائل التي تقوم عليها الأسس الإيمانية باعتبارها أساس الوحدة. ومن المتعين أن يتخذ القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام هما القاعدة و الأساس، وعلى المسلمين أن يتحـلوا بالتواضع والاحترام وحسن الأدب. وبدل أن يصرّ الفرد المسلم على إقناع الآخرين برأيه عليه أن يسعى لفهم فـكر الآخرين والاستفادة منهم ويجعل ذلك مبدأ في تعامله. أما من يطلب المديح لنفسه باستمرار فقد يلحق الضرر بما بين المسلمين من تعاون. وبدل ذلك السلوك من الضروري انتهاج الأسلوب الذي يركز على توجيه الشكر لله تعالى ومدح النبي عليه الصلاة والسلام وتثمين أخلاق المسلمين الآخرين والثناء عليهم.
يتيعن ألا ننسى أنّ من أهم خصائص الإسلام حسن الأخلاق، وهذه الأخلاق الحسنة تتجلى من خلال جمال سلوك الإنسان و كلامه. فبدل أن يكـثر الفرد من نصح الآخرين عليه أن يحسن الاستماع إلى نصائح الآخرين؛ وبدل أن يكثر من انتقاد الآخرين عليه أن يتقـبل النقد والتوجيه؛ وعليه أن يحسن الثناء بدلا من كثـرة القدح والذم؛ وعليه أن ينتبه لما فيهم من خصائص طيبة بدلا من التركيز على تقصيرهم وعيوبهم.
ومن الأمور التي تكتسـي أهمية بالغة الثناء على ما يقدمه الآخرون من خدمة وتقديم الدعم لهم معنويا.
و يمكن أن نقدم على مثل هذا الوعي عددا من النماذج؛

فما أعظم الخدمة التي قدمها بديـع الزمان سعيد النورسي للإسلام؛ فقد كانت رسائل النور التي ألفها وسيلة لهداية الملايين من الناس، بل وما يزالون يهتدون بنورها في أرجاء كثيرة من العالم. كما أنه بفكـره العميق وبصيرته الثاقبة استطاع أن يدمّـر الفلسفات الإلحادية ويبددها، وقد أبدى صبرا وجلدا عظيمين في مواجهة ما يلاقيه من أذى في هذا الطريق.

كما أن عبد الكريم الأرواسي قد أسدى للمسلمين خدمات جليلة بفضل المركـز العلمي الذي أسسه، وكان هذا المركـز طريقا ووسيلة لاهتداء الكثير من الناس ومعرفتهم طريق الحق.

وقد بذل سليمان حلمي طوناهـان جهودا جبارة من أجـل خدمة الإسلام وغـرس القـرآن في القلوب. والسبيل الذي فتحه وسار عليه المسلمون ما يزال مليئا بنفس الحماس والشوق.

كما أن محمد زائد كوتكـو خدم الإسلام خمات جليلة. وهناك عدد كبير من الناس استفادوا من تعليمه الروحي والمعنـوي فزاد إيمانهم وسمت أخلاقهم.
وهناك عدد كبير آخر من العلماء والقادة لم نذكر أسماءهم هنا بينما هم قد خدموا الإسلام خدمات جليلة. وهناك عدد كبيـر من الناس ساروا على أثرهم فهم يواصلون ما بدأوه بكل جد وعزم وشوق، وهم لا يدخرون أي جهد في نشـر الأخلاق القرآنية في كافة أنحاء العالم.

إن العالم الإسلامي، بإذن الله تعالى، ينتظـره مستقبل زاهـر ومشرق. وحتى يتأسس هذا المستقبل المشرق بسرعة من الضروري جدا ترسيخ وتأكيد روح التعاون والوحدة والأخوة التي تمثل أساس الأخـلاق الإسلامية. وقد كشف نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام الطريق الذي ينبغي على المسلمين السير فيه فقال: " تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تظلـوا أبدا كتاب الله وسنتي". والذي يتوجب علينا عمله الالتزام بهذا الطريق وعدم الغفلة عما أمرنا الله تعالى به: " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (سورة آل عمران: 103).






رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 06:24 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

الحـل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط والعالم: الوحدة الإسلامية بزعامة تركيا

التاريخ يثبت أن الإسلام هو النظام العقائدي الوحيد الذي عـرض على منطقة الشرق الأوسط إدارة عادلة ومتسامحة ورحيمة.

إن منطقة الشرق الأوسط كانت خلال القرن العشرين الذي ودعناه المنطقة الأكثر دموية والأقل أمنا، كما أن هذه المنطقة نفسها ما تزال اليوم تسبح في الدموع والدماء. ففي اللحظات التي تقرأ خلالها هذه السطور يبقى الشرق الأوسط مسرحا لصراعات واشتباكات. فما حدث من تطورات خلال الشهر الماضي أعطى انطباعا بأن حربا على الأبواب سوف تجرف إليها المنطقة بأسرها. والحقيقة أن منطقة الشرق الأوسط لم تكن على هذا النحو لفترة امتدت وقتا طويلا. بل على العكس من ذلك تماما، فعندما كان المسلمون يعيشون تحت سقف واحد في ظل الوحدة، مرت عليهم مرحلة استمرت لقرون تميزت بالاستقرار والسّـلام والأمن. ويرجع الفضل في الاستقرار الذي نعم فيه الشرق الأوسط والذي استمر حتى القرن العشرين، إلى أن أخلاق الإسلام هي التي كانت سائدة والمسلمون كانوا أمة واحدة متضامنين.

إن المسلمين خلال الـ1400 عام الماضية لم يجلبوا للشّرق الأوسط سوى الوحدة والتعاون والسـلام والأمن. أما المحاولات التي تم بذلها في المراحل اللاحقة وحتى اليوم من أجل إحلال السلام في المنطقة فقد انتهت جميعها بالفشل. وسوف نتناول في هذه الأسطر بعض النماذج التاريخية حول هذه الحقيقة.

الـسلام والعـدل اللّذان جلبهما عمر رضي الله عنه لفلسطين

لقد كانت أكبر نقطة تحول في تاريخ فلسطين فتحها من قبل الجيوش الإسلامية في عام 637 م. لقد كان هذا الفتح يعني إحلال السلام والأمن لفلسطين بعد أن كانت، طوال قرون مسرحا للحروب والنفي والسطو والقتل. وقد كانت تتناوب على حكمها عقائد مختلفة كلما جاءت واحدة أنست بوحشيّتها ما سبقها. فلقد كان الحكم الإسلامي بداية لعصر جديد يمكن أن تعيش في ظله المجتمعات المختلفة مع بعضها البعض في فلسطين. وقد فُتحت فلسطين من قبل الخليفة الثاني بعد رسول الله صلى الله عليه سلم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وبعد دخول عمر رضي الله عنه إلى القدس كانت العدالة التي عامل بها المجتمعات المختلفة ورحمته بهم وشفقته عليهم مؤشـرًا على بداية مرحلة جديدة.

مع قدوم المسلمين جاءت "الحضـارة" إلى القدس وإلى فلسطين كلّـها. وقد حلت الاخلاق الإسلامية بعدلها وثقافتها المعتدلة محلّ ثقافات أخرى لا تحترم قيم بعضها البعض، ولا تولي أهمية لقداستها. ولقد نعمت فلسطين بعد فتحها من قبل عمر رضي الله عنه لمدة قرون بالأمن والسّـلام. ولم يجبر المسلمون أحدًا على اعتناق الإسلام ولم يكرهوه عليه بالقوة، فبعض الناس من غير المسلمين لاحظ بنفسه أن الدين الإسلامـي هو الدين الحق فدخل فيه بكل رضا وطواعية.

عدالة صلاح الدين الأيوبي في فـترة الحملات الصليبية

لقد اتخذت الجيوش الصليبية من القدس عاصمة لها، وأسست مملكة لاتينية تمتد من فلسطين إلى أنطاكيا. بيد أن حكم الصليبيين في فلسطين لم يدم طويلا. فقد قام صلاح الدين الأيوبي بتوحيد الإمارات الإسلامية وألحق الهزيمة بجميع الجيوش الصليبية في معركة حطيـن في عام 1187م. وبعد معركة حطين مباشرة دخل صلاح الدين الأيوبي إلى القدس وأنقذ المدينة التي ظلت تحت سيطرة الصليبين لمدة 88 عاما. فبعد أن سيطر الصليبيون على المدينة قبل 88 عاما عمدوا إلى قتل جميع المسلمين، ولهذا السبب كانوا يخشون أن يفعل بهم صلاح الدين الأيوبي الأمر نفسه في هـذه المـرّة. إلا أن صلاح الدين لم يلحق الأذى بـأيّ من سكان المدينة. وقد تحدث المؤرخ الإنكليـزي كارن أرمسترونـغ عن فتح المسلمين الثاني للقدس فقال: " في الثاني من أكتوبر عام 1187م دخل صـلاح الـدّين وجيشه إلى القدس فاتحين؛ وسوف تبقى مدينة إسلامية طوال الـ800 عام القادمة... وقد أوفـى صلاح الدين بوعده الذي أعطاه للمسيحيين (بأن لا يقتّـلهم) وأخذ المدينة وفق القيم الإسلامية السامية". (كارن أرمستـرونغ، الحرب المقدسة، ص. 185). وهذه الحقيقة تأكدت أكثر طوال سبعة قرون كاملة بعد صلاح الدين االأيوبي، وخصوصا في العـهد العثماني.

الحكم العادل للخلفاء العثمانيين

في عام 1514 م فتح السلطان ياووز القدس وما حولها ، وبذلك بدأ الحكم العثماني في القدس واستمر لمدة 400 عام. ومثلما هو الشأن في بقية الولايات العثمانية فقد جلبت الإدارة الجديدة الأمن والاستقرار للقدس كذلك.

لا شك أن توافق الحكم الذي أقامه العثمانيون في منطقة الشرق الأوسط خلال هذه الفترات مع الأخلاق القرآنية كان حقيقة في غاية الأهمية. والكثير من المؤرخين وعلماء السياسة يؤكدون على ذلك. ومن بين هؤلاء البـروفيسور الدكتور إدوارد سعيد الخبير المعروف في شؤون الشرق الأوسط. فالمعروف أن هذا الرجل ينحدر من عائلة مسيحية، وقد أنجز أعمالا كثيرة في الجامعات الأمريكية، وفي إحدى اللقاءات التي أجريت معه اقترح تطبيق النموذج العثماني من أجل إحلال سلام دائم في منطقة الشّـرق الأوسط. وفي ذلك اللقاء كان تعليق إدوارد سعيد كالآتي: "إن النظام الذي أقامه وطبقه العثمانيون يبدو أكثر إنسانية من النظام الذي نعيش فيه اليوم". (18. 08. 2000، صحيفة هاآرتز؛ MiddleEast.org ، أغسطس 2000).


مصدر العدالة في الإسلام: الأخلاق القرآنية
إن السبب الأساس الذي دفع الامبراطورية العثمانية والدول الإسلامية الأخرى إلى تأسيس إدارات عادلة وإنسانية هو كون القرآن الكريم أمر بإنشاء حكومات على هذا النحو. فالذي جعل سيدنا عمر رضي الله عنه، وكذلك صلاح الدين الأيوبي والسلاطين العثمانيين وكثيرا من الحكام المسلمين يتميزون بالرحمة والعدل والقوة فـي الحق (وهي صفات محل احترام و تقدير اليوم من قبل الغربيين) هو أن هؤلاء كانوا مخلصين لما جاء في القرآن الكريم من أوامـر. وهذه بعـض الأوامـر التي تشكل أسـاس مفـهوم الإدارة المنسجم مع أخـلاق الإسلام:

" إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً" (سورة النساء: 58).

"يَا أَيُّـهَا الَّذِينَ آمَـنُواْ كُـونُـواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُـهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَـى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْـرَبِينَ إِن يَكُـنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلـَى بِهِـمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَـوَى أَن تَعْـدِلُواْ وَإِن تَلْـوُواْ أَوْ تُعْـرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَـبِيراً" (سورة النساء: 135).

إن التاريخ الإسلامي يزخـر بالكثير من الحكام العادلين المتواضعين المتميزين بالرحمة والحكمة، وهذا ينبع من الأخلاق الفاضلة التي أمر الله بها المسلمين في القرآن الكريم. فالحاكم المسلم، ولأنه يخشى الله تعالى، لا تفسده السلطة مهما كانت الإمكانيات التي يمتلكها، ولا تبعثه على الخيلاء أو التكبر أو الظـلم.


كيف يمكن إحلال السلام في الشرق الأوسط؟

على إثر انسحاب الدولة العثمانية من المنطقة فُـقد "السلام العثماني" الذي كان سائدا، وإلى حد اليوم ما يزال الوضع قاتما. لكن في الوقت الراهن يتعين قبل كل شيء إحلال السلام والأمن في فلسطين بصورة خاصة. فظروف الحياة هنا تزداد تعقدا مع مرور كل يوم جديد، كما أن حدة الأزمات التي تعانيها المنطقة آخذة في التفاقم باستمرار. فالسلام العادل لا يمكن أن يكون بحرمان شعب بأكلمه من جميع حقوقه وتعريضه للجوع والحرمان. والأهم من ذلك أن هذا السلام لا يمكن أبدًا أن يكـون سلاما حقيقيا مقبولاً. فهذا النوع من السلام لن يكون بمقدوره جلب الأمن والطمأنينة، بل على العكس من ذلك تماما إنما يقود إلى مزيد من الصراعات والفوضى. فكل من أخرج من أرضه وحرم من دياره لن يقبل بأي مخطط للسلام ما لم يكن قائما على العدل والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان من جميع الجوانب.

لا شك أن متابعتنا للوضع المتردي في المنطقة من خلال الصحف والتلفزيون، واستمرارنا في حياتنا اليومية بشكل عادي كأنّ شيئا لم يكن من دون أن نحرك ساكنا، يجعلنا أمـام مسؤولية كبيرة. وبناء على ذلك فإن المسؤولية الملقاة على عاتقنا تتركز أساسا في دعوة العالم كله إلى الإيمان بالله تعالى والالتزام بالأخلاق السامية التي جاء بها الدين، ومواجهة الإيديولوجيات التي تحارب الدين وتقف حجر عثرة أمام انتشار الأخلاق القرآنية، مواجهة فكرية علمية. ورجاؤنا المخلص نحن المسلمين أن يتوقف نزيف الدماء ويحـل السلام في منطقة الشرق الأوسط. وتحقيق السلام سوف يكون بإذن الله تعالى بقيادة حضرة المهدي بعد قيام الوحدة الإسلامية.


حضرة المهدي سوف يكون سببا في إحلال السلام بالشرق الأوسط
عند النظر في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام المتعلقة بآخر الزمان، فإن النقطة المشتركة التي تجلب الانتباه في هذه الأحاديث هي أن منطقة الشرق الشرق الأوسط سوف تعاني من الفوضى والفتن والحوادث الجسام إلى أن يظهر المهدي عليه السلام. ومن بين هذه الأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع: " كلما سكنت فتنة في الشام اشتعلت أخرى. ولن تهدأ هذه الفتن حتى ينادي مناد من السماء فيقول: المهدي عليه السلام أميركم، المهدي عليه السلام خليفتكم". (مصطفى رشيد فليزي، رسالة خروج المهدي عليه السلام، ص. 63).

يفـهم من الحديث أنه قبل ظهور المهدي عليه السلام، والذي سعيش في الوقت نفسه الذي يظهر فيه عيسى عليه السلام، تكون في الشام فتن واضطرابات وفوضى عارمـة. وكلمة الشام في اللغة العربية تأتي في معنى "الشِّمـال"، وفي القديم كانت هذه الكلمة تعني البلاد التي توجد في شمـال منطقة الحجاز (وهي المنطقة التي توجد فيها مكة والمدينة). وبالنظر إلى ذلك فإن هذا الحديث يشير إلى أن هذه الحوادث التي كانت تتراجع أحيانا وتزداد في أحيان أخرى، سوف تنتهي تماما مع ظهور حضرة المهدي عليه السلام. وبالإظافة إلى ذلك، فإنه مع ظهور المهدي عليه السلام سوف يلتف المسلمون حوله وتتأسس الوحدة الإسلامية، وبواسطتها- بإذن الله تعالى- سوف تُحل جميع المشاكل والقضايا (والله أعلم بالصواب).






رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 06:24 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

الوحـدة الإسلامية أولاً
لا شك أن تأسيسنا لدولة إسلامية واحدة سوف يمنحنا إمكانيات باهـرة. وكوننا دولة تركية ميزة تمكننا من إقامة حوار بين جميع الدول التركية الأخرى، والعيش تحت سقف واحد، سقف الوحدة التي تعتبر أمرًا فـي غاية الأهمية. وفي الوقت نفسه، فإن كوننا دولة إسلامية يسمح لنا بالتحرك بصورة مشتركة جنبا إلى جنب مع باقي الدول الإسلامية الأخرى وإيجاد الحلول العملية والدائمة للمشاكل المشركة. ونظرا لهاتين الميزتين فإن تركيا مرشحة، خلال العشريات القليلة القادمة لأن تكون في موقع استراتيجي متقدم جدا عما هي عليه اليوم، بل إنها يمكن أن تلعب دورا رياديّا وقياديا ضمن المحيط الدولـي الـذي توجد فيه.

وقد كنا تناولنا في الكتابات السابقة تأهل تركيا للعب دور قيادي وريادي، سواء ضمن الجمهوريات التركية أو حتى بالنسبة إلى الأتراك الموزعين في أنحاء متفرقة من العالم. غير أننا بالمقابل لم نتوقف عند إمكانية قيادة تركيا لوحدة تضم جميع الدول الإسلامية، فتجمع هذه الدول تحت سقف واحد وتكون لهم بنية مشتركة يتحركون على أساسها. وإذا شئتم، لتناول الآن الأسباب التي تجعل تشكيل مثل هذه البنية أمرا ضروريا، ولماذا تعتبر هذه الوحدة حاجة ماسة سواء بالنسبة إلى تركيا أو بالنسبة إلى باقي الدول الإسلامية الأخرى.


لماذا الوحدة الإسلامية

إن من بين الأهداف الرئيسة التي تجعل من الضروري قيام الوحدة الإسلامية، تشكيل سلطة مركزية تكون موجهة لعموم المسلمين. ولهذا السبب ينبغي أن يوجه هذا المركز خطابه إلى جميع المسلمين، وبعبارة ينبغي أن يكون قادرا على جمع كافة الاتجاهات والأفكار تحت مظلته. وعلى هذه الوحدة الإسلامية أن تتخذ من القيم والعقائد الإسلامية أساسا لها، وبالنسبة إلى الممارسة من الضروري أن تقابل الأفكار والاتجاهات المختلفة بتسامح ورحابة صدر، وعليها أن تنجح في تحويل هذه الاختلافات إلى عامل ثراء ثقافي. ويتعين ألا تصبح هذه الاختلافات عنصرا معرقلا في اتخاذ قرارات مشتركة و في الدفع بالفعاليات والنشاطات السياسية. ومن الضروري أن يكون هذا المركز هو مكان الحل لمشاكل جميع الدول الإسلامية، كما يتعين إزالة جميع أنواع الخلافات. وعندما يصبح العالم الإسلامي قادرا على حل مشاكله فيما بينه فإنه سوف يساعد في مرحلة لاحقة على إيجاد الحلول التي قد تواجهه في تعامله مع الحضارات الأخرى. وعلى هذا النحو يمكن لهذا المركز الذي يوحد ويجمع كافة الدول الإسلامية أن يصيغ سياسات مشتركة ويكون قادر على تطبيقها التطبيق الصحيح.


ما هو شكل الوحدة الإسلامية
إن منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 56 دولة إسلامية ، هي أكبر منظمة إسلامية من حيث عدد الدول المنضوية تحت سقفها ومن حيث التوزع الديمغرافي لتلك الدول. وإلى جانب هذه المنظمة، توجد منظمات أخرى إقليمية لدول إسلامية تجمع بينها الانتماء الجغرافي نفسه، وهناك بين هذه الدول تعاون تجاري وعسكري. وكل واحدة من هذه المنظمات تكتسي أهمية بالغـة وتقوم بنشاط مفيد. غيـر أنه من الضروري أن يكون للعالم الإسلامي صوت واحد يتكلم باسمه ويعبر عن قـراراته، يجب أن يكون له وحدة تعبر عنه وتصدر قرارت يلتزم بها الجميع. وهذه المنظمة لا تعبر عن منطقة جغرافية محددة بل تهتم بمشاكل جميع المسلمين وتبحث عن أفضل الحلول لها. ونشاطات هذه الوحدة تشمل المجال الاقتصدادي والعسكري والاجتماعـي. وبفضل هذه الوحدة سوف ينشأ بين الدول الإسلامية مناخ من الاتفاق والمصالحة، وسوف يتم تطوير جوانب التعاون والتضامن. وعلى هذا النحو تتأكد في البداية روح الثقة بين هذه الدول تحت سقف هذه الوحدة، ثم بعد ذلك يتم توسيع مجالات التعاون، وبالتالي تصل هذه الدول إلى مستوى عال من الرّخاء والازدهار. إن العالم الإسلامي في تطوره وتقدمه سوف يعمل ويتحرك تماما مثل أعضاء الجسم الواحد، وبالتالي يصبح من الممكن تطوير الاستراتيجيات التي تخدم مصالح المجتمعات الإسلامية.



نموذج الاتـحاد الأوروبـي

يمكن اتخاذ الاتحاد الأوروبي نموذجا ومثالا للوحدة الإسلامية. وميـزة الاتحاد الأوروبي أن كل دولة من الدول الأعضاء فيه تحافظ على سيادتها الوطنية وعلى نظامها السياسي الخاص بها وعلى آليات الدولة في التسيير، ولكن إلى جانب ذلك، فالاتحاد الأوروبي تم إنشاؤه وفق نظام من القيم يراعي "الثقافة الأوروبية" المشتركة. وفق هذا النظام من القيم هناك وحدة سياسية واقتصادية وثقافية بين الدول الأوروبية؛ هذه الوحدة يسيرها مركز قانوني وإداري واحد قادر على التحدث باسم جميع أعضاء هذه الدول.
والأمر نفسه بالنسبة إلى الوحدة الإسلامية، ففي هذه البنية يجب أن تحافظ جميع الدول الأعضاء على استقلالها الوطني وعلى حدودها القومية، كما يجب أن تحمي حقوقها ومصالحاها الوطنية. لكن بالموازاة مع ذلك يجب أن تكون لهذه الدول المستقلة رؤية ضمن "ثقافية إسلامية" مشتركة، وانطلاقا من هذه الرؤية يتم تطوير سياسات مشتركة ، وتكوين مؤسسات لتنفيذ القرارات المتخذة. وليس الهدف إقامة وحدة عضوية بنيويّة، بل إقامة وحدة على أساس المنافع والسياسات المشتركة. ويجب أن تكون هذه الوحدة مساعدة على تنفيـذ تلك السياسات وتطبيقها في حيز الواقـع.






رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 06:25 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

الوحـدة التركية-الإسلامية هي الحل الوحيد للقضيّة الفلسطينية
على أمتنا أن تطالب بالوحدة التّـركية الإسلامية

في الوحدة التركية الإسلامية لن يعانـي أي مسلم أو مسيحي أو يهودي من أيّ أذى. لن يقتل أي واحد منهم، ولن يجرح، ولن يعاني الفقر، ولن يتعرض للإذلال، ولن تبقى مشاكل تتعلق بالقانون والعدالة. ولن نسمع عن حوادث فاعلها مجهول، ولن يكون هناك شبح الفقر، ولن يوجد كساد في الإنتاج، ولن نرى مشكلة اسمها الجهل...

"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ" (سورة الصف: 4).

"وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ" (سورة الشورى: 39).

  • كل يوم يمر من دون بذل الجهد اللازم لإنشاء الوحدة التركية الإسلامية هو ضرر و خسارة.
  • يجب إنشاء الوحدة التركة الإسلامية من دون أيّ تأخير.
  • الأمة التركية بأكملها تدعم هذه الوحدة المتميزة وتـوافق عليها.
  • جميع الدول التركية و البـلاد الإسلامية تنظر إلى هذه الوحدة على أنها مطلب أساسي، وتدعمه بإخلاق و صدق.
  • هذه الوحدة سوف تعمـل للـرقيّ بالجوانب المادية والروحية وتساهم في رفاهية أمريكا وروسيا والصين وأوروبا و العالم أجمع، وسوف تجلب للعالم السّلام والأخوة والحب والرفاهـية.
  • الوحدة التركية الإسلامية هي الحل الوحيد القادر على وقف الإرهاب العالمي ووضع حد للاضطرابات و انعدام الأمن و للأزمات العالمية.
الوحدة التّـركية الإسلامية هي وحدة الحب، وحدة التعاطف ووحدة القلوب. و أسس هذه الوحدة هي الحب والإيثـار والتضامن والتعاطف والتّسامح و التفاهم. وهدف هذه الوحدة هو تحقيق أعلى مستوى من احترام حقوق الإنسان وأعلى مستوى من التقدم في مجال الفنون و العلوم و التكنولوجيا. وبمجرد إنشاء هذه الوحدة سوف ينتشر النّـور ليس فقط في المجتمعات التركية و الإسلامية بل في العالم أجمع.

تبيّن التطـورات التي وقعت في الفترة الأخيرة أن تأسيس الوحدة التركية الإسلامية- التي يتم انتظارها بكل شغف ولهفة من قبل العالم التركي والإسلامي- أصبح قريبا جدا. أول خطوة في سبيل إنشاء هذه الوحدة التاريخية وأهمها هي توحّـد دولتي أذربيجان وتركيا باعتبار شعبيهما أمة واحدة. و فـي المستقبل القريب سوف تتولى تركيا، باعتبارها دولة عظمى، قيادة العالم الإسلامي وتوحيد جميع المسلمين في المساحة الجغرافية المترامية من منطقة القوقاز إلى تنزانيا ومن المغرب الأقصى إلى فيجي تحت سقف واحد.

هذه الوحدة سوف تزوّد العالم التركي الإسلامي بقوة هائلة. وما يمنح اتحاد المؤمنين قوة مؤثرة هو إيمانهم وإخلاصهم. فالإيمان الحقيقي هو وحدة القادر على توليد الصداقة الحقيقية والتضامن. وحب المسلمين لبعضهم البعض بقلب صادق ابتغاء مرضاة الله تعالى و من دون ذرة أنانية، واتحادهم الذي يكون مبنيا على أصلب أساس عرفته البشرية – وهو حب الله وتقواه – لن يتحطم ولن يزول إلا اذا أراد الله غير ذلك.
الوحدة التركية الإسلامية سوف تجلب السلام إلى العالم
سوف تسعى الوحدة الإسلامية التركية قبل كل شيء إلى إزالة الخلافات القائمة بين الدول الإسلامية، وسوف تجلـب السلام للعالم الإسلامي، وسوف تقف ضد الحركات التي تحرض على النزاعات وتحاول إشعال الحروب فـي بقاع كثيرة من العالم. و ستكون قوة قادرة على منع جمع المحاولات الهادفة إلى إثارة الحروب.
بفضل إنشاء الوحدة التركية الإسلامية سوف تتنفس أمريكا وأوروبا والصين وروسيا وإسرائيل- و باختصار العالم كله- الصعداء. وسوف يتوقف الإرهاب، ويتم توزيع المواد الخام بصورة عادلة، وسوف يكون النظام الاقتصادي والاجتماعي في وضع أكثر أمانا، كما أن الصراعات الثقافية سوف تختفي تمامًا، ولن تكون أمريكا في حاجة لإرسال قواتها إلى أراضي تبعد عنها آلاف الكيلومترات. ولن تضطر إسرائيل لكي تعيش خلف جدران مشيدة، ولن تواجه بلدان الاتحاد الأوروبي حواجز اقتصادية ولن تتوجـز روسيا خوفًـا من المشاكل الأمنية، ومن جانبها لن تواجه الصين صعوبات في العثور على المواد الخام

إن تخلص الاتحاد الأوروبي من هاجس الخوف من الإرهاب سوف يكون بالنسبة إليه نعمة كبيرة، والوحدة التركية الإسلامية هي الحل الأكيد لهذه المشكلة. وبفضل الوحدة التركية الإسلامية سوف تزول جميع الاضطرابات وتنتهي الفوضى في العالم الإسلامي. وفي هذا الإطار يمكن للدول التركية أن تتحرك لصياغة حضارة في مستوى الحضارة الأوروربية، بل وحتى أفضل وأسمى منها ذلك لأن الدول التركية تقع في منطقة ذات طاقات كبيرة جدا. ومن هذا المنطلق فإن الوحدة التركية الإسلامية سوف توفر ثـروة كبيرة وبركة وفيرة، كما سوف تجلب الأمن والسلام للمنطقة.
الوحدة التركية الإسلامية هي الحلّ الوحيد للأزمة الاقتصادية العالمية

إن الوحدة التركية الإسلامية سوف تعمل على تنشيط التجارة وتعزيز الاقتصاد. كما أن الاتحاد بين الدول الإسلامية في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية سوف يسمح للدول الأقل نموا بتحقيق تقدم سريع وذلك من خلال مد هذه الدول بالوسائل اللازمة والبنية التحتية لاستخدامها بأكبر قدر ممكن من الكفاءة. ومن جانب آخر سوف يزيد النمو الاقتصادي والاستثمار في مجال العلم والتكنولوجيا. وبفضل التنمية الاقتصادية سوف يتحقق نمو طبيعي في مستويات التعليم، وسوف يحقق المجتمع تقدما ملحوظا في العديد من المجالات.

سوف تساهم الوحدة التركية الإسلامية في إحداث تجديد في شرايين العالم الإسلامي، فبفضل السوق الإسلامية المشتركة التي سيتم إنشاؤها سوف يتم تسويق منتجات بلد ما من البلاد الإسلامية بسهولة في البلاد الأخرى دون أن تصبح محاصرة ضمن نظام الحصص أو الحدود الوطنية. كما سوف ستنمو المناطق التجارية، وسوف تتمتع جميع الدول الاسلامية بزيادة في الحصة السوقية، ومن نتائج ذلك حدوث ارتفاع في الصادرات وهو ما يؤدي إلى تسارع عملية التصنيع في البلدان الاسلامية وفي التنمية الاقتصادية الذي يؤدي بدوره إلى حدوث تقدم التكنولوجي .
مع تأسيس الوحدة التركية الإسلامية سوف تكون موارد الطاقة في دائرة الأمان، و تحت مظلة الوحدة التركية الإسلامية سوف يسود السلام والاستقرار في المناطق الغنية بالاحتياطات المعدنية، وسوف تعمل آليات النظام الديمقراطي بصورة منتظمة، وسوف يظهر نموذج تستخدم فيه هذه الموارد بصورة أكثـر كفاءة، ولن تحرم الدول الإسلامية أو غيرها من المجتمعات من هذه الخيرات. وهذا بدوره سيجعل هناك سياسات مستقرة ومتوازنة خاصة في المسائل ذات الأهمية الخاصة في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي العالمي، وبالتحديد إنتاج النفط وتسعيره.
إن نشوء وحدة تركية إسلامية تتمتع باقتصاد قوي سوف يكون سببا رئيسيا في الازدهار للعالم الغربي وغيره من المجتمعات، وهذه المجتمعات سوف تتعاون فيما بينها دون الشعور بالقـلق أو الخوف. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأموال التي تتدفق باستمرار إلى المنطقة من المؤسسات والمنظمات الغربية من أجل النهوض بها سوف تنتفي الحاجة إليها، وسوف تستخدم هذه الأموال لتعزيز الاقتصاد العالمي وتقويته.

وفي هذا الصدد، فإن الأمة التركية تتحمل مسؤولية كبرى، وواجب تركيا هو قيادة الوحدة التركية الإسلامية، هذه الوحدة التي ستقود إلى السلام والرفاهية لجميع دول العالم. وقيادة الوحدة التركية الإسلامية هي واحدة من أكبر المهام في تاريخ العالم، و هي من أهم الواجبات الملقاة على كاهل الأمة التركية. وبعبارة أخرى، فإن واجبنا كأمة تركية ليس فقط إنقاذ تركيا، إنما كذلك إنقاذ العالم الإسلامي التركي كله وتحقيق السلام والرفاهية للبشرية جمعاء.


رئيس وقف حماية القيم الوطنية
طاركان يافاش
5 يناير عام 2009.






رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 06:27 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

الحـلّ الجذري لمشكلة الإرهاب يكون بفضل الوحدة الإسلامية

لقد تسببت الهجمات التي شُنت بتاريخ الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م على مركز التجارة العالمي في نيويورك وكذلك على مبنى وزارة الدّفاع الأمريكية (البنتاكون) في مقتل الآلاف من الأبرياء وجرح عدد كبير آخر من الناس. وقد مثل ذلك الحادث نقطة تحول كبـرى، إذ تم على إثره إعادة ترتيب النظام العالمي من جديد. وقد ظهرت مجموعة من الآراء والأفكار من قبل عدد من المنظرين والمفكـرين؛ فهناك قسم من المتخصصين ذهب إلى أن الهجمات الإرهابية التي وقعت سوف تزيد من حدة المواجهات والصراعات، بينما ذهبت غالبية من المفكرين إلى أنه من الضروري للولايات المتحدة الأمريكية أن تبني سياستها في المستقبل على أساس العدل والاعتدال أكثر.


تحديد الحل على نحو صحيح
على إثر الهجمات التي وقعت شرعت الولايات الماحدة الأمريكية في خوض صراع متعدد الأبعاد واسع النطاق على ما تسميه الإرهاب. وقد ساند العالم كله- تقريبا بدوله وشعوبه - الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصراع. هذا الصراع - الذي ركز على الإرهاب وعلى العناصر الداعمة للإرهاب- أخذ صورة المواجهة العسكرية في الغالب. واليوم، وعلى الرغم من بعض النجاح الذي حققته هذه الحملة، فالواضح أن الأساليب المتبعة لم تتوصل إلى حل نهائي في هذا الموضوع.

ومن أهم الأسباب الرئيسية في هذا الخصوص هو أن استراتيجية الصراع ضد الإرهاب – في جانب كبير منها- أخذت أبعادا عسكرية وأغفلت جوانب أخرى في المجال التعليمي والثقافي من شأنها أن تدعم هذا الصراع. والحال أنه من الخطإ حل مسألة الإرهاب، التي هي مسألة اجتماعية- نفسية وإيديولوجية، عن طريق اتخاذ إجراءات عسكرية و"تغيير الأنظمة الداعمة للإرهاب". وهذا الأسلوب في الحلّ يقود من ناحية إلى إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الأبرياء، ومن ناحية أخرى تمثل هذه المعاجلة بهذه الطريقة عاملا آخر لظهور مزيد من الاتجهات الراديكالية المتطرفة، وبالتالي مزيدا من الإرهاب. وليس من الممكن هزيمة الإرهاب بالمعنى الحقيقي سوى عن طريق دحض الدعايات التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية من خلال صراع فكري حقيقي. أما الصراع العسكري فلا يمكن أن يكون مجديا إلا بقدر معين.



على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدعم الوحدة الإسلامية

Amerika ?slam Birli?ini Desteklemelidir

بالإظافة إلى كا ما سبق، فإن سعي الولايات المتحدة الأمريكية لحل مشاكلها "من الخارج" لا يؤتـي النتائج المرجوة. وباعتبار أن الأخلاق الإسلامية تم فهمها فهما خاطئا من عدد كبير من الناس، فإن الحل ينبغي أن ينبغ من داخل العالم الإسلامي. فمهمة المسلمين أن يحولوا دون فهم الأخلاق الإسلامية فهما خاطئا وممارستها ممارسة خاطئة. ومثلما ذكرنا سابقا، على الولايات المتحدة الأمريكية أن تنتهج سياسة مختلفة في هذا الموضوع، عليها أن تعرف أن الحل ينبع من داخل العالم الإسلامي، وعليها أن تفتح الطريق لتشكيل وحدة إسلامية، بل وعليها أن تدعم هذه الفكرة.

الوحدة الإسلامية هي الضمان للحلَ الدائم في الشرق الأوسط
لا شك أن الوحدة الإسلامية سوف تعمل كذلك على إيجاد الحل الأمثل للصراع العربي الإسرائيلي. فانتهاج الدول الإسلامية لاستراتيجية مشتركة في التعامل مع إسرائيل - التي تتبع منذ عشرات السنين في الشرق الأوسط سياسة "فرّق تسد" أو تعمد إلى استخدام دولة ما من الدول العربية عنصر ضغط أو توازن ضد دولة أخرى- سوف يفسد التكتيكات الإسرائيلية ويحبط جميع مخططاتها. وهذه الوحدة من شأنها أن تدفع بإسرائيل إلى القبول بسلام حقيقي. وهذا الوضع سوف يقنع إسرائيل بالإنسحاب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967م والعيش مع دول الجوار العربي بسلام. وسوف يكون هذا الوضع هو الحل الأمثل سواء بالنسبة إلى العرب أو بالنسبة إلى اليهود الإسرائيليين.


الحل الذي ستعـرضه الوحدة الإسلامية على إسرائيل
انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي احتلتها بما في ذلك القدس الشرقية، وإقامة سلام مع جميع الدول العربية،
حماية المعابد اليهودية الموجودة في الأراضي الفلسطينية (مثال ذلك؛ في القدس و الخليل ومدن الضفة الغربية)، وحق اليهود (والمسيحيين كذلك دون شك) في الوصول إلى هذه الأماكن بحريّة،
تتكفل الوحدة الإسلامية بحماية المواطنين الإسرائيليين من أي شكل من أشكال الاعتداءات الإرهابية أو أي نوع من أنواع الهجمات،
سوف تعمل الوحدة الإسلامية على النضال ضد معاداة السامية سواء في الشرق الأوسط أو في العالم
بصورة عامة، إذ أن من أسسها الدفاع عن أمن الجماعات اليهودية وتوفير السلام لهم. وعلى هذا النحو فإنه عند تطبيق مخطط لسلام شامل سوف يحل في الشرق الأوسط أمن وسلام حرم منه طيلة قرن كامل من الزمان. وسوف تستخدم الأموال التي كانت تنفق منذ عشرات السنين في جمع الأسلحة وإشعال الحروب من أجل إسعاد الناس وتوفير الرفاه والصحة والسعادة لهم.







رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 06:29 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

الوحدة التركية الإسلامية هي ضمان الحضارة الغربية

ولدت المسيحية في أرض فلسطين، بيد أنه بسبب ظلم الحكام في تلك الفترة انتشرت أكثر شيء في مناطق سوريا والعراق اليوم. وعندما شرع النبي عليه الصلاة والسلام في تبليغ الدعوة الإسلامية كانت توجد في مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية قبائل يهودية ومسيحية مختلفة. وتبعا لذلك فالتواصل كان قائما بين المسلمين من ناحية والمسيحيين واليهود من ناحية ثانية منذ ظهور الإسلام. ومع انتشار الإسلام واشتداد شوكته، دخل أهل الكتاب الذين كانوا يعيشون في تلك المناطق تحت مظلة حكم المسلمين. وخلال هذه الفترة كانت العلاقات بين أهل الكتاب والمسلمين يحكمها الاحترام والتسامح. وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم تم عقد معاهدات كثيرة بين المسيحيين واليهود، كما أعطيت لهذه الجماعات عهود ومواثيق لحماية ممتلكاتهم وحقوقهم. ومن بين الأمثلة على تلك العهود العهد الذي أعطي لقبيلتي الجربائيين والأرزوهليين المسيحيّتين. وهذه الوثائق هي معاهدات يقوم بموجبها المسلمون بحماية حقوق أهل الكتاب الذين دخلوا تحت الإدارة الإسلامية أو قبلوا بالحكم الإسلامي، وتأمين حريتهم الدينية وحقوقهم الاجتماعية. وعندما تحدث أية مشكلة في التطبيق، كان يتم الرجوع إلى هذه الوثائق والاستناد إليها في حل تلك المشاكل والنزاعات. ومن الأمثلة على ذلك أن المسيحيين في دمشق عندما واجهتهم جملة من القضايا والمشاكل أخذوا رسالة الأمان التي كانت عندهم وحملوها إلى الخليفة عمر رضي الله عنه وطلبوا منه أن يجد لهم حلا لأمـورهم 1 .

ولنا نماذج وأمثلة أخرى كثيرة عن الخلفاء الذين جاؤوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تعاملوا بدقة كبيرة في موضوع تطبيق العدالة وساروا على خطى النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الموضوع. وقد عاش أهل الكتاب سواء منهم الذين كانوا يعيشون في المناطق المفتوحة أو الذين وفدوا إليها من خارجها في أمن وسلام كاملين. وعندما خرج الخليفة الأول أبو بكر الصديق متوجـها إلى الشام أعطى جملة من التعليمات كانت بحق ترجمة للأخلاق القرآنية السامية "يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شئ فاذكروا اسم الله عليها. وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله، أفناكم الله بالطعن والطاعون" 2 .

إن سرعة انتشار الإسلام جعلت سوريا ومصر اللتين كانتا تعدان المكان الذي يتركز فيه المسيحيون وأهم مدنيتين في الإمبراطورية البيزنطية تنضويان تحت حكم المسلمين في وقت قصير، والأمر نفسه بالنسبة إلى بلاد العراق التي كانت تحت نفوذ الساسانيين. وقد رأى أهل الكتاب بأم أعينهم في هذه الفترة، عن قرب العدالة والرحمة اللتين كان يتميز بهما المسلمون. ولم يُسمع في أي مكان دخل تحت الحكم الإسلامي أن أهل الكتاب فيه أجبروا على تغيير دينهم أو فُرض عليهم التخلي عن عاداتهم وتقاليدهم. إذ لم يسمح أبدا بأي تصرف يهدف إلى تغيير النظام الاجتماعي القائم للمسيحيين، ولم تترك الفرصة لأي كان لمضايقة اليهود والمسيحيين أو إجبارهم على أمر ما. بل إن المذاهب المسيحية المختلفة في روما، والتي كانت تئن تحت الظلم الذي كانت تمارسه بحقهم الكنائس الكاثوليكية أو الكنائس البيزنطية الأوتودوكسية، قد اعتبرت الفتوحات الإسلامية خلاصا و إنقاذا بالنسبة إليها، و كان أهلها يفضلون العيش في ظل الحكم الإسلامي.



اليهود والمسيحيون في ظل الحكم الإسلامي

إن مشهد طبيعة الحياة الاجتماعية والدينية التي يعيشها أهل الكتاب في ظل الإدارة الإسلامية هي على النحو التالي:

لقد سادت الأراضي الإسلامية حرية دينية وعقائدية بأتم معنى الكلمة؛ فلم يكره أحد على ترك دينه، فالعصاة والمتمردون عندما يدخلون ثانية تحت مظلة الحكم الإسلامي تمنح لهم الحريات نفسها. كما أن الإدارة الإسلامية- باستثناء حالات قليلة جدا- لم تتدخل في مواضيع مهمة جدا مثل الانتخبات البطريركية، و تعيين الموظفين الدينيين، بل إنها ضمنت أنها لن تتدخل في هذه المواضيع بواسطة جملة من التعهدات والمواثيق. وهذه الجماعات استخدمت لغاتها الخاصة بها سواء في شؤونها الحياتية المختلفة أو في طقوسها وممارساتها الدينية. وكمثال على ذلك، فإن النستوريين الذين انفصلوا عن الكنيسة البيزنطية- عندما أرادوا استبدال السريانية المستخدمة باليونانية - استطاعوا أن يجروا الانتخابات التي يريدونها ويرغبون فيها. وكانت للمدارس اليهودية والمسيحية الحرية الكاملة في تدريس العلوم الدينية. وإلى جانب ذلك، فالإدارة الإسلامية تولت حماية المؤسسات التعليمية الدينية بما في ذلك المعابد اليهودية، وهذه المؤسسات والمدارس هي التي تقوم بإنشاء القادة والزعماء الدينيين. والأمر نفسه كان بالنسبة إلى أتباع الديانات الأخرى، فالحكومات الإسلامية سهرت على حماية أماكن العبادة من أي شكل من أشكال الأذى. وأثناء عمليات الفتح بقيت دور العبادة بمنأى عن أية إساءة. ومنذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم اتخذت إجراءات ودونت معاهدات ومواثيق مهمة بهدف حماية كنائس أهل الكتاب ومعابدهم وأديرتهم. ووفقا للمعاهدات التي عقدت في الفترات الأولى فقد سمح للمسافرين المسلمين بالإقامة في المعابد التي كانت موجودة على الطرقات. وهذه إشارة من الطرفين بضرورة احترام كل طرف للطرف الآخر، وتطوير علاقاته معه وإقامة حوار بناء ومفيد. وبالإضافة إلى ذلك فقد كان يُسمح لأهل الكتاب بترميم الكنائس والمعابد المهدمة بل وبناء أماكن عبادة جـديدة متى شاؤوا.

ومن الأمثلة على ذلك فقد سمح بإعادة ترميم معبـد سانت سارجيوس الذي يوجد خارج المدائن، والذي كان قد دمر في السابق من قبل البطريرك مار عامـه. ومن الأمثلة الأخرى على ذلك مساهمة والي مصر عقبة في إنشاء المعبد الذي أراد النستوريون إقامته، وترميم كنيسة أورفه في عهد معاوية، وإنشاء كنيسة مرقوس في الإسكندرية إلى جانب أمثلة كثيرة أخرى. ولعل الكنائس والمعابد الموجودة اليوم في فلسطين وسورية والأردن ومصر والعراق تقف شاهدا ودليلا على مقدار الاحترام الذي يبديه المسلمون تجاه أصحاب الديانات الأخرى. ومن الأدلة الأخرى على احترام المسلمين لأتباع الديانات الأخرى ما نراه من تجاور المسجد و معبد سينا الذي يقع على جبل الطور، وهذا المعبد يعتبر اليوم من الأمكان الأكثر زيارة من قبل المسيحيين. ولا شك أن ما يبديه المسلمون من تسامح إنما مبعثه هو الالتزام بأخلاق القرآن الكريم. وعند حديث القرآن الكريم عن المساجد والبيع والصلوات والاماكن التي يذكر فيها اسم الله نبه إلى ضرورة حماية هذه الأماكن فقال: "... وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاس
َ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (سورة الحج: 40).
إلى جانب الاحترام الكبير الذي أبداه النظام الإسلامي لعقائد أهل الكتاب والحرية التي اعترف لهم بها، يلاحظ كذلك العدل الرفيع الذي تعامل بهم مع هؤلاء الأشخاص. فالعدل الذي كان يميز الحكام المسلمين جعل كثيرا من أهل الكتاب يتحاكمون إلى المحاكم الإسلامية ويرفعون مظالمهم إليها، بالرغم من وجود محاكم خاصة بهم تحكم بقوانينهم. وفي فترة من الفترات زاد عدد المسيحيين الذين يتقدمون بمظالمهم إلى المحاكم الإسلامية زيادة كبيرة، الشيء الذي دفع البطريرك النستوري تيماساووس لإصدار بيان يحذر فيهم المسيحيين من سلوكهم ذاك. ولم يكن أهل الكتاب الذين كانوا يعيشون في الأراضي التي تم فتحها يعتبرون أسرى بل كانوا في وضعية أهل الذمّـة، وبناء على ذلك فهم يتمتعون بوضعية قانونية. والذمي هو غير المسلم الذي يخضع للإدارة الإسلامية و يدفع ضريبة من المال، وفي مقابل ذلك يكون آمنا على نفسه وماله، ويستفيد من الحرية الدينية والفكرية ويعفى من الخدمة العسكرية. كما يكون لهم الحق في حل النزاعات التي تنشب بينهم وفقا لقوانينهم الخاصة بهم. بل إذا اقتضت الضرورة هناك من الناس من تعاد لهم أموال الجزية التي أخذت منهم. وهناك قسم كبير من المؤرخين يعترف بأن الذميين قد تمتعوا بتسامح لا نظير له وأنهم عوملوا معاملة على درجة عالية من العدل. ويشرح المؤرخ المشهور برنارد لويس هذا الوضع فيقول: ...لقد كانت وضعيتهم (الذميين) أفضل بكثير من وضعية أولئك الذين لا يشاطرون الكنيسة رأيها في أوروبا الغربية. فالذميون يتمتعون بحرية ممارسة طقوسهم الدينية كما يريدون، ولم يكونوا أبدا يتعرضون للإعدام أو النفي بسبب عقيدتهم الدينية 3 .

والنبي عليه الصلاة والسلام نبه إلى المعاملة التي يتعين التعامل بها مع أهل الذمة فقال: "من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة" فالمسلمون، وعلى ضوء هذه الأخلاق اعتبروا أن حماية غير المسلمين من المسؤوليات المهمة التي تقع على عاتقهم. ومن بين الأمثلة اللطيفة على الأخلاق الرائعة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين أنه أثناء خوض إحدى الحروب مع البيزنطيين رأى المسلمون أن يعيدوا أموال الجزية التي أخذوها من الناس لأن الجيش المسلم لم يستطع أن يوفر لهم الحماية اللازمة. 4 ومن الأمثلة الرائعة كذلك على العطف والشفقة التي عامل بها المسلمون أهل الذمة ما قاله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لذمي كبير في السـنّ: "ما أنصفناك، إن كنا أخذنا منك الجزية في شَبابك، ثم ضيَّعْناك في كِبَرِك " 5 . وتيعين ألا نعتبر أن أخذ الجزية من غير المسلمين وعدم أخذها من المسلمين نوعًا من أنواع الظلم، لأن المسلمين يقومون بواجبهم العسكري بينما سقط هذا التكليف عن غير المسلمين.

ماضي الحكم الإسلامي بُشرى للنـور الذي يلوح في المستقبل

لقد عاش المسلمون والمسيحيون واليهود لمدة قرون طويلة في المدن نفسها، بل في الأحياء نفسها في جو من الأمن والسلام. وقد نشط أهل الكتاب- الذين كانوا يعيشون في الأراضي التي تقع تحت الإدارة الإسلامية- في مجال التجارة وكسبوا الأموال والثروات، وانخرطوا ضمن المهن والحرف المختلفة، وكذلك ضمن إدارات الدولة، ومنهم من كان يعمل موظفا في مركز السلطة. وقد استفاد هؤلاء استفادة عظيمة من حرية الرأي و التفكير، وأصبحوا جزء لا يتجزأ من الحياة العلمية والثقافية، وتركوا لنا مؤلفات ما زالت بين أيدينا حتى اليوم. ولم يتعرض المواطنون من أهل الكتاب إلى أية ضغوط تعيقهم عن الاستفادة من حقوقهم الاجتماعية. وعندما نعرف أنه في تلك الفترة نفسها كان أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في أوروبا يتعرضون للنبذ والنّفـي ، وحتى إلى القتل، وعندما ندرك أن الكتب التي كانت تحتوي على آراء مخالفة لرأي الكنيسة الرسمي تُحرق بالجملة، وعندما نعرف وندرك ذلك يتبين لنا أكثر حجم الحرية والعدل الذي كانت تتميز به الإدارة الإسلامية.

جميع هذه الأمور كانت منسجمة مع الأخلاق القرآنية التي أمر بها المؤمنـون. وقد تمتعت البلاد التي كانت تخضع للحكم الإسلامي وطبقت فيها الأخلاق القرآنية بالأمن والسلام. هؤلاء الحكام الذين عملوا على توفير السعادة والرفاه لشعوبهم مثلوا نموذجا وقدوة لكثير من الأجيـال التي جاءت من بعدهم. واليوم كذلـك فإنّ الحاجة ملحة لأن يلتزم العالم الإسلامي بالأخـلاق القرآنية وبمنهج النبي عليه الصلاة والسلام.
جميع هذه الحقائق التاريخية تشير إلى مسألة مهمة جدا؛ فالعالم الإسلامي عندما يجعل الأخلاق القرآنية هي الأساس الذي يرتكز عليه في نهضته الجديدة، لن يجني المسلمون فقط ثماره الطيبة بل إن كل من يعيش في البلاد الإسلامية من أتباع الديانات الأخرى من غير المسلمين، وكذلك الحضارات غير الإسلامية ومنها الحضارة الغربية سوف تجني ثمارها وتستنير بنورها. فإذا التزمت الدول الكبرى بالأخلاق القرآنية فإنّ مخاوف العالم الغربي من العالم الإسلامي سوف تزول بشكل كامل، وهذا سوف يشكل أساسا متينًا من أسس السّلام في العالم.
-----------------------------------------------------------------

1 لفنت أوزتورك، المسيحيون في العالم الإسلامي، دار إيز للنشر، اسطنبول 1998، ص. 15.
2 ماجد كودوري، الحرب والسلام في الإسلام، دار فنار للنشر، اسطنبول 1998، ص. 123؛ الطبري، التاريخ، الجزء الأول 1850.
3 برنارد لويس، العرب في التاريخ، اسطنبول 1979.
4 أبو يوسف 139؛ البلازوري، فتوح البلدان، ص. 187.
5 لفنت أوزتورك، المسيحيون من عصر السعادة إلى الحروب الصليبية، دار إيز للنشر، اسطنبول 1998، ص. 186






رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 06:31 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

المسلمون جسد واحد، إخوة
الوحدة تقتضي توفّـر شروط منها التفاهم والتضحية والوفاء والإخلاص. لقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم بأنه ينبغي على المسلمين أن يكونوا متحدين كالجسد الواحد وأن الشيطان يسعى جهده لكي يوقع العداوة بينهم، وأنه لن يتوقف عن العمل لعرقلة الوحدة التي يريدون أن يقيموها فيما بينهم. وقد نبه المسلمين إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يجرح مشاعر إخوانهم في الدين أو يثير غضبهم أو معاملتهم معاملة خالية من الاحترام، أو أية معاملة أخرى تتكون نتيجتها إفساد روح الوحدة والتعاون بينهم. فكل مسلم عليه أن يتحلى بالوفاء مع إخوانه المؤمنين ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وعليه أن يتعامل بصبر ويجتهد قدر الإمكان لتقديم النفع لهم، كما يتعين عليه أن يكون صادقا مخلصًا. وهذه أخلاق على جميع المؤمنين أن يتزينوا بها.

وأسمى مثال في هذا الموضوع العلاقة التي ربطت بين النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليه الذين هاجروا معه من مكـة إلى المدينة من ناحية وبين الأنصار الذين استقبلوهم في المدينة وأكـرموا وفادتهم ورحبوا بهم أجمل ترحيب. فبسبب ظلم المشركين وإيذائهم لهم ترك المؤمنون ديارهم وهاجروا في سبيل الله إلى المدينة، وهناك استقبلهم من بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم استقبال، وأبدوا تجاههم حبا جمّا وترحيبا منقطع النظير. فبالرغم من أنهما جماعتان غريبتان عن بعضهما البعض، وبالرغم من الرابط الوحيد الذي كان يعتد به بين عرب الجاهلية هو "رابط القبيلة"، فإنهما بفضل الإيمان والطاعة قد قدمـا مشهدًا للأخوة فريدا من نوعـه. فقد وفر أهل المدينة لإخوانهم من المهاجرين كل ما يحتاجونه؛ فتحوا لهم بيوتهم وتقاسمـوا معهم طعامهم، وآثروهم على أنفسهم إلى حد أن الواحد منهم يفكر في حاجة أخيه قبل التفكير في حاجة نفسه. نعم، إنها أخلاق عظيمة يجدر بكل فرد أن يتخذها قدوة ونبراسا له. هذه الرابطة يجب أن تكون نموذجا للعلاقة الصادقة التي يمكن أن تربط بين مجتمعين مختلفين عن بعضهما البعض.

على المسلمين أن يدركوا جيدا أن مشاعر التعاون والأخوة والوحدة هي نعمة عظيمة لا حدود لها، وعليهم تبعا لذلك أن يعملوا بصبر وعزيمة وإرادة قوية لحماية هذه الوحدة. إن المسلم مطالب بأن يكون في جميع أحواله عفوا صبورا، بيد أنه إذا كان الطرف الآخر مسلما فعليه أن يدرك أنه أخ له في الدين، وبالتالي فهما مطالبان بأن يتقيا الله ويلتزما بأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام ويفكرا جيدا في الحلال والحرام حتى لا يقعا فيه. والمسلم ينبغي أن يدرك جيدا كونه مطالبا بحب الخير لأخيه كما يحبه لنفسه، وأنه مثلما يفكر في نفسه عليه أن يفكر في أخيه المسلم. وإذا صادف وأن حدث بينهما سوء تفاهم ينبغي أن يعامـلا بعضهما البعض بصبر وشفقة ومحبة. ومثلما أن المسلمين مطالبون بحل الخلافات التي تحدث بين الأفـراد بطريقة ودّية، فهم كذلك مطالبون بتسوية الخلافات التي تحدث بين المجتمعات الإسلامية بحيث يتم الإصلاح بين الطائفتين المتخاصمتين بالمعروف وإزالة ما بينهما من الفرقة والعـداوة. يخاطب الله تعالى المؤمنين فيقول: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (سورة الحجرات:10).

من الواضح أن هذه الأخلاق سوف تُكسب المؤمنين وحدة وتضامنا كبيرين، فالله تعالى أمر المؤمنين بأن يجاهدوا في سبيله "كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ" (سورة الصف:4). هذا الجهاد يجب أن يقوم بقوة بواسطة الفكر والعلم ضد الفلسفات والإيديولوجيات الإلحادية، وهي مسؤولية لا يعفى منها أحـد من المسلمين. لا شك أنه من الخطإ الكبير والوبال التاريخي أن يحبس المسلمون أنفسهم في دائرة خلافاتهم الداخلية بدلا من تحمل مسؤولية هذا النضال الفكري من أجل إنقاذ العالم مما هو فيه من الضلال والظلام. فالعالم اليوم- وفي مقدمته أعداد غفيرة من المسلمين المسحوقين تحت أقدام الظلم والذل- يبحث عن طريق للخلاص من الوضعية التي هو فيها، الإنسانية كلها تبحث اليوم عن مخلص يجلب لها الأمن والسلام والعدالة ويذكرها بالهدف الذي خلقت من أجله والذي نسيته وغفلت عنه. مسؤولية كشف هذا الطريق هي مسؤولية المجتمع المسلم، وعلى جميع المسلمين أن يتحركوا وفق هذا الهدف.

إن انتشار مظاهر العنف والإرهاب والظلم والتحيل والسرقة والكذب وسوء الأخلاقوالنزاعات والفقر في جميع أنحاء العالم دليل على أن الأرض تعـج بالفتن. هذه الوضعية الخطيرة يجب ان تضطر المسلمين إلى تناسي الخلافات الواقعة بينهم وإزالتها تماما. وينبغي أن تدفعهم مظاهر الظلم والتفسخ هذه وكذلك مظاهر إنكار الله تعالى وجحوده وأنظمة الكفر التي تنكر اليوم الآخر إلى العمل بإخلاص. فأصحاب الضمائر الحية عليهم أن يتوحدوا على الخير في مواجهة هذا الوضع.

وبإذن الله تعالى سوف تكون هزيمة الإيديولوجيات الملحدة هي أهم مرحلة من مراحل هذا التحالف والتعاون. وهكذا يصبح واضحا أن على المسلمين، الذين يحملون مسؤولية مهمة، أن يكون متعاونين ومتحالفين. وعندما تعترضهم بعض المسائل التي تعرقل تحركهم وهم متحدين عليهم أن يتوقفا عند الأسئلة التالية:
"هل إن هذا الموضوع مهم إلى درجة أنه يمكن أن يفسد الوحدة الإسلامية؟"
"هل هو موضوع يتعذر الاتفاق بشأنه؟"
"هل من المعقول الانشغال بصراعات مع المسلمين الآخرين بدل الانضمام إلى حملة النضال ضد الإيديولوجيات الإلحادية؟"

كل من يطرح هذه الأسئلة على ضميره ليبحث لها عن أجوبة، سوف يرى أنه من الأولى حماية تفاهم المسلمين والالتزام بالأخلاق القرآنية في ذلك والابتعاد النّزاعات التي لا طائل من ورائها. فإذا أرد العالم الإسلامي أن يكون قويا ومستقرا وصاحب حضارة مرفّهة، وإذا أراد أن ينير الطريق للعالم ويخلصه من أزماته فهو مجبر على العمل والتحرك بصورة مشتركة. فغياب هذه الوحدة وخفوت صوت المسلمين يبقي المظلومين منهم بدون نصير ولا ظهير. فالمظلومين من النساءوالأطفال والشيوخ في فلسطين وكشمير وتركستان الشرقية ومورو وأماكن كثيرة أخرى من العالم ينتظرون من يقف إلى جانبهم ويشد أزرهم. ومسؤولية هؤلاء الأبرياء تقع على عاتق العالم الإسلامي قبل أية جهة أخرى. وعلى المسلمين ألا ينسوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يقول: "

يتعين على العالم الإسلامي أن يترك خلافاته ونزاعاته جانبا، وأن يتذكر أن جميع المسلمين "إخـوة"، كما أن عليه أن يكون مثالا للعالم كله من خلال جمال الأخلاق التي تمده به هذه الأخوة الروحية. فالأخوة بين المؤمنين من أكبر النعم التي من الله بها عليهم، ولذلك فعلى المسلمين المخلصين أن يشكروا الله تعالى عليها وأن يلتزموا بأمره تعالى القائل: "ولا تنازعوا فتفشلوا".






رد مع اقتباس
قديم 09-04-2010, 06:32 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

نـداء إلى العالم الإسلامي
نلاحظ اليوم أنّ النظم الفكرية التي تحارب الدين والأخلاق الدينية بدأت تتهاوى، ونلاحظ في الوقت نفسه أن البشرية تعود إلى الإيمان بالله والتمسك بأخلاق القرآن، بل إن الإسلام أصبح اليوم موضوع الساعة وشغل الشاغلين، وولت البشرية وجهتها صوب الدين الحق. ثم إن الثورة التكنولوجية الحديثة قد يسـر إمكانية إقامة وحدة بين المسلمين بعضهم وبعض من ناحية، ومن ناحية أخرى وفرت لهم جميع وسائل الاتصالات التي تمكنهم من شرح جمال الأخلاق الإسلامية وعظمتها.

التعريف بحقيقة الإسـلام
لا يخفـى أن جزء من العالم الإسلامي ما يزال يعاني من الفقر والجهل. وقد استفاد من ذلك بعض الأشخاص وقاموا بممارسات و نفذوا أعمالا لا علاقة لها بالإسلام الشيء الذي جعل المسلمين كلهم في دائرة الشكوك والظنون. وهناك بعض الأوساط المعادية للإسلام استفادت من أوضاع المسلمين هذه ومارسوا ضدهم شتى أنواع الظلم، بل ويخططون ضدهم لما هو أسـوأ. والحل هو توحد جميع المسلمين وإنشاء وحدة إسلامية تكشف لهم الطريق القويم. والعمل من أجل إنشاء هذه الوحدة هي مهمة جميع المسلمين. وعلى جميع الحكومات الإسلامية أن تستعد وتجهز نفسها للوحدة الإسلامية، فتبدأ بتطوير علاقاتها مع باقي الدول الإسلامية الأخرى، وعليها كذلك أن تشرع في حملة ثقافية واسعـة من أجل نشر الأخلاق الإسلامية الحقيقية داخل بلدانها.

ينبغي على مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المختلفة والأوقاف ووسائل الإعلام والقادة المتنفذين أن يبذلوا أقصى ما في وسعهم من أجل إزالة الشقاق والخلاف الواقع بين المسلمين، وتأسيس القاعدة المتينة للوحدة والتعاون.

فكل مسلم مطالب اليوم بصفته الشخصية أن يسعى جهده للمساهمة في مشروع الوحدة الإسلامية وتشجيع بقية المسلمين، عليه أن يفعل ذلك في كل مكان يوجد فيه؛ في المسجد الذي يصلي فيه أو المدرسة التي يدرس بها أو منتديات الأنترنت التي يزورها أو الوقف الذي هو عضو فيه. جميع المسلمين في العالم يتضرعون بالدعاء من أجل تحقيق مشروع الوحدة الإسلامية، مشروع الحضارة الإسلامية الذي سوف يبعث من جديد سوف ينير العالم كله، ويجلب الجمال ليس فقط للمسلمين بل كذلك لغير المسلمين، سوف ينشر العدل والسلام في أرجاء الأرض كلها. وبحول الله تعالى سوف تكون هذه الوحدة هي الوسيلة التي تحقق كل هذا الخير وتجلب كل هذا الجمال.


الذين يريدون أن يعملوا لأجل هذه الرسالة المقدسة
لننطلق من أجل إصلاح ذات البين بين المسلمين. تعالوا لنصلح بين أولئك الذين لا يصلي بعضهم في مساجد البعض الآخر، لنصلح بين أولئك الذين لا يقرأ بعضهم الكتب التي يكتبها الطرف الآخر، لنصلح بين أولئك الإخوة الذين أصبحوا أعداء بسبب خلافات فكرية بسيطة. ينبغي أن تزول هذه الخلافات المصطنعة. يجب أن تكون بيوت الله مسجدا للجميع وتكف عن أن تكون مكانا خاصا بتلك الجماعة او بهذا المذهب. ليسلم كل مسلم على أخيه المسلم، وليبد كل واحد من المسلمين التسامح والرحمة إزاء أخيه المسلم، ومن الضروري أن تنتهي مظاهر الخلافات بين الأشخاص والجماعات، ويهب الجميع لمزيد من خدمة دين الله تعالى والتقرب منه ووضع اليد في اليد والتخلق بأخلاق التواضع والسماحة. وعلى المسلمين ألا يغفلوا عن هذا الأمر الـذي أمرهم به الله تعالى:
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (سورة آل عمران: 103).






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوحدة الإسلامية / بقلمي بنت الفاروق رحيق الحوار العام 1 10-01-2011 09:55 PM
نعرمر وتكوين الوحدة السياسية وتأسيس اول اسرة حاكمة سلسبيل الخير التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية 2 15-04-2010 12:07 AM
الوحدة يستعـد للهـلال وأميدو يعـود للمشـاركة نسيم الورد الرياضة وبناء الأجسام والألعاب الإلكترونية الترفيهية 0 22-03-2009 02:17 AM
الطفلة التركية التي ابكت الملايين طالب عفو ربي رحيق الحوار العام 6 13-03-2009 12:51 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة