منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-2010, 12:43 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي عدساتُ لا تراهم

عدساتُ لا تراهم
مسلمو كمبوديا

إنّه لمّا كانت العقيدة الإسلامية هي الرابطة الأساسيّة للمسلمين، مشاعيريا وتنظيميا، ولمّا كان " الإمام " هو الحافظ لبيضة الإسلام، والجُنّة التي نقاتل من ورائه ونُتّقى به، ولمّا كان مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.. كان لهذه الأمّة طرازٌ خاصٌّ في الحياة متميِّزٌ عن غيره كلَّ التميُّزِ، فلا يبيت مسلم شبعان وجاره جائع، ولايسأل المسلم أخاه إلّا أعطاه!!

لكن، في غياب مبدأ الإسلام العظيم، وانتصاب دبّابات الإستعمار، وحُكم العلمانية الجشعة، ضاع الإسلام وضاع من ورائه المسلمون..
فتشرذمت تلك الأمّة التي كانت محصّنة منيعة بمبدئها العظيم، ودُنّست مقدساتها، وأُريقت دماؤها، وطُعِنت من الداخل يوم أن تمكّن منها ثالوث الشرّ: نظام خائن منافق، وعلماء بلاط متسوّلين، وإعلام فاسد مفسد..

وضاعت قضايا المسلمين، بين تعتيم وتهميش وخذلان..

وإلّا، فكيف ننسى معاناة إخواننا المسلمين في الشيشان، والفلبين، وتركستان وكمبوديا وتايلانادا..

أين عدسات الإعلام من هؤلاء الذين أٌحرِقوا، وهُجٍّروا، وأوذوا..لا لشئ..إلّا لأنهم قالوا " ربّنا الله" !!!


مسلمو كامبوديا " المهاجرون"

مملكة كمبوديا، المعروفة سابقا باسم كمبوتشيا، يقع هذا البلد في جنوب شرق آسيا، ويحده تايلاند إلى الغرب والشمال الغربي، لاوس إلى الشمال، وفيتنام من الشرق والجنوب الشرقي، ومن الجنوب خليج تايلند.






تبلغ مساحة كامبوديا 182 ألف كيلو متر مربع وعدد سكانها صغير لا يتجاوز العشرة ملايين ولكن مع ذلك فإن تعداد المسلمين بها يصل إلى 15% من إجمالي السكان , فكيف وصل الإسلام إلى تلك البقعة النائية من المعمورة وما هي أحوالها وما هي التحديات التي تواجههم هناك وسط مجتمع بوذي وثني .



وصول الإسلام :

وصل الإسلام إلى سواحل البلاد ولكن بأعداد قليلة لأن السواحل متقعرة حيث خليج تايلاند الذي تشرف عليه البلاد فهي بلاد داخلية ليس لها موانئ تأتيها السفن , ثم أخذ الإسلام في التوسع داخلياً خلال القرن الثامن والتاسع الهجري ولكن بنسبة ضعيفة واستمر على ما هو عليه حتى سنة 1238هـ عندما سقطت إمارة تشامبا الإسلامية بيد الفيتناميين فهاجرت جماعات كثيرة من المسلمين إلى كامبوديا مما رفع نسبة المسلمين بصورة كبيرة حيث بلغ تعداد من نزح من تشامبا إلى كامبوديا قرابة المليون مسلم , وعمد هؤلاء المهاجرون على التواطن في قرى خاصة بهم جعلوا شعارها الإسلام وأوجدت هذه القرى فيما بينهم ذلك الطراز الخاص الذي يفرضه الإسلام، الذي يجعلهم لا يطمئنُّون فكرياً ونفسيّاً إلا في هذا النوعِ المعين من العيشِ، ولا يشعرونَ بالسعادة إلا فيهِ..

أوضاع المسلمين المهاجرين :

منذ اللحظات الأولى لدخول الإسلام لمنطقة الهند الصينية 'فيتنام – كامبوديا – لاووس' أدرك المسلمون التمايز الذي يحمله الإسلام في الجوهر والمظهر والحياة والسلوك مما جعل المسلمون دائماً يقيمون في تجمعات سكنية خاصة بهام لا يخالطهم فيها أحد من البوذيين وهذه التجمعات السكنية أو قرى 'فهوم التشام' وتحتفظ هذه القرى بأصالتها على مدى السنين والتمايز الإسلامي وكان يشرف على كل قرية حاكم عالم بأحكام الدين '' وهذا الحاكم يشرف على أوضاع المسلمين وشئونهم الدينية ويعين أئمة الصلاة والخطبة ,و يجمع تنظيم هذه القرى كلها قيادة اللجنة لشؤون المسلمين .

يعاني المسلمون هناك من الجهل الشديد نظراً لإحجامهم عن الالتحاق بالمدارس الحكومية التي تتعمد طمس هوية المسلمين وسلخهم عن دينهم فهم مثل باقي إخوانهم بمنطقة جنوب وشرق آسيا يؤثرون الجهل الذي يُبقى على دينهم على العلم الذي لا يُبقي ولا يذر ..


المسلمون والشيوعيون :

إنّ الصراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان هو سنّة الله في الأرض..وإنّ البون الذي يشكّله مبدأ الإسلام عن باقي المبادئ والديانات ، يجعل من سياسة الحرب ضدّه ، تأكل بلا هوادة..
لذلك عندما قامت الثورة الشيوعية بفيتنام بإحكام قبضتها على البلاد خاصة في الأجزاء الشمالية قرر الشيوعيون الهجوم على كامبوديا واحتلالها وفرض الشيوعية على منطقة الهند الصينية , ونظراً لأن معظم مسلمي كامبوديا أصلاً من فيتنام وعرفوا الشيوعية من قبل وذاقوا ويلاتها فلقد شارك المسلمون وبقوة في الدفاع عن كامبوديا ضد فيتنام سنة 1395هـ عقب هزيمة أمريكا المخزية بفيتنام وشكل المسلمون فرقة قتالية تسمى فرقة 'بي أي' تميزت في القتال ضد الشيوعيين ولكن الشيوعيين في النهاية وبحبل من الصين وروسيا انتصرت ودخلت كامبوديا وفرضت الشيوعية هناك وكان ذلك بداية عهد جديد مروع من حياة المسلمين هناك لم تنته فصوله حتى الآن .

فصول مأساة المسلمين :

عند احتلال الشيوعيين بكامبوديا أعلن المسلمون في شتى البقاع بالبلاد الجهاد دفاعاً عن دينهم وأعراضهم ولكن أنّى لهم بمواجهة القوات النظامية المسلحة جيداً والمدعومة خارجياً ..وقد تفرّقت الأمة وتفكّكت وتداعت عليها الأمم كتداعي الاكلة على قصعتها..
وشعر الشيوعيون بأنهم لن يستطيعوا أن يثنوا المسلمين عن دينهم فلجؤا إلى أبشع الجنايات بحق المسلمين واتبعوا أسلوب الإبادة التامة لكثير من قرى المسلمين وأحرقوا الكتب الدينية وحظروا جميع أنواع العبادات وحولوا المساجد لمخازن الحبوب ومستودعات للآلات الزراعية وحظائر للخنازير وتكليف أئمة المساجد برعايتها وقتلهم إذا مات خنزير منها وعملوا على إلقاء القبض على حكام القرى المسلمة والمعلمين وأئمة المساجد وقدموهم للمنظمة العليا للشيوعية لمحاكمتهم وقتلوهم جميعاً هذا غير المذابح المروعة التي قاموا بها بحق بعض القرى المسلمة التي قررت المقاومة مثل قرية كامبونج تريس حيث ذبح الشيوعيون أكثر من ثلاثة آلاف مسلم من بينهم النساء والأطفال والشيوخ , وفي قرية كامبودنج تشام أعدموا ثلاثة آلاف وخمسمائة مسلم سنة 1394هـ .
وكان الشيوعيون الملاحدة يجبرون الفتيات المسلمات على خدمة الجيش الشيوعي في الغابات حتى إذا أصبحن حبالى ردوهن إلى أهليهن ليجللوهم بالعار , وأخذ الملاحدة أولاد المسلمين الصغار إلى معاهد ليلقنوهم الفكر الشيوعي وساقوا القادرين من الشباب والرجال والنساء إلى الأعمال الإجبارية ليؤدوا خمس عشر ساعة عمل مقابل تقديم وجبة صغيرة من الرز والملح مما أدى لسقوط عدد كبير من القتلى وإصابة الكثير بالعجز البدني الكامل وعندها يقوم الملاحدة بقتل من لم تعد له منفعة , قام الملاحدة بهدم المدارس الدينية والكتاتيب ونبشوا قبور المسلمين ومحيت معالمها في منتهى الحقد والحسد للإسلام والمسلمين
.
















.
خطة الإخراج والتفريق :


وهذا الفصل يمثل قمة المأساة المروعة التي تعرض لها المسلمون على يد الملاحدة الشيوعيين حيث قرروا تنفيذ خطة الإخراج والتفريق والتبديل والتي تقوم على ما يلي :
أصدر الشيوعيون قراراً في 6 ربيع ثاني 1395 هـ للمسلمين بالخروج من ديارهم بحجة أن الطائرات الأمريكية ستغير عليهم ولابد من الخروج بوجه السرعة ولا يسمح لهم بأخذ أية حاجة وستطلق النار على من يحاول حمل شيء معه فخرج الجميع حتى المرضى من المستشفيات باتجاه الغابات مما أدى لموت الكثير منهم لعدم كفاية الطعام والأدوية , وفي الغابات كانت قمة المأساة حيث فرق الشيوعيون الناس دون مراعاة وحدة الأسر فسار الرجل إلى مكان وزوجته وأولاده إلى مكان وبناته إلى مكان وكلفت كل جماعة بأعمال شاقة دون النظر إلى الجانب الصحي والإمكانات , وبدأ شعب كامبوديا يعيش حياة غريبة فلا بيع بينهم ولا صحف ولا مجلات للأخبار , ولا يعرف الرجل مكان أهل وعياله وليس من عبادة بأي شكل من الأشكال ولا أي أمر من الأخلاق أو حلال أو حرام ولا زواج والمجموعات المكلفة بالأعمال تشتغل بصورة جماعية وتسكن بشكل جماعي ومن رفض أمراً أعدم مباشرة أمام الآخرين ليكون لهم عبرة , وحاول الكثيرون الفرار من تلك الحياة الجهنمية فمنهم من نجا ومنهم من هلك..

إنّ أوضاع المسلمين في كمبوديا في غاية المأساوية..فهل تبنّى الإعلام هذه القضيّة وأشغل بها الرأي العام؟؟
هل تحسّس الإعلاميّون يوما مسؤوليتهم تجاه أبناء أمتهم، وتجاه دينهم؟؟
هل وقف الإعلام يوما موقف الحسم في بيان زيف الرأسمالية في رعاية شؤون الناس؟؟
هلّا أزال الإعلام غمامة النفاق والخذلان عن عدساته، لينقّل لنا صميم المعاناة التي يعيشها المسلمون في غياب الإسلام والحكم بغير ما أنزل الله؟؟
هلّا قام الإعلام بدوره الطبيعي، في فضح رؤوس الفتن وكشف المؤامرات التي تحاك على الأمة، وتنهيض الناس على أساس الإسلام؟؟
هذا هو إعلامكم أيّها المسلمون، كذب وتضليل وخذلان.. أفلا يُبصر فتُبصرون؟؟
كمبوديا هي مأساة أمة ضيّعت دينها فأصبحت بغيره ذليلة ..وإنّه لا مسؤول عن هذا الضياع يوم القيامة إلّا المسلمون......
بقلم تراب






التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 14-12-2010, 03:22 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فـ ج ـر غير متواجد حالياً


افتراضي

لاحول ولا قوة إلا بالله

أخي اشكرك على طرحك ...
وادام الله قلمك الرائع







التوقيع


[B]●•[/B][B]{[/B] [B]ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا}[/B]
رد مع اقتباس
قديم 15-12-2010, 01:49 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في مروركم الطيب وادامك الكريم







التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 16-12-2010, 02:07 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أفانين غير متواجد حالياً


افتراضي

حزاك الله خيرا بصراحة أول مرة أقراء عن مأساة المسلمون في كمبوديا
أسأل الله أن يزيل الغمة عن الأمة..
جزيت خيرا اخي تراب بارك الله فيك وفي قلمك.







رد مع اقتباس
قديم 16-12-2010, 11:57 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بنت الفاروق غير متواجد حالياً


افتراضي

هل آن الأوان لأحفاد خالد وصلاح الدين وأبي عبيدة وقتيبة أن يعيدوا أمجاد أجدادهم العظام بإقامة الخلافة التي تحرر البلاد والعباد وتقيم الدين وتحمي البيضة والكرامة ، بلى والله لقد آن و إلا فمن للمسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم وهم يقّتلون صباح مساء في العراق وفلسطين وكشمير والشيشان وأفغانستان غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم وأعراضهم منتهكة ونساؤهم يستصرخن صباح مساء واقتيباه وامعتصماه واإسلاماه واخليفتاه غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم ليعيد المسلمين الى صدارة الأمم فيحملوا رسالة الإسلام رسالة هدى وخير للبشرية جمعاء غير الخلافة ؟
انتهت قصتي يا حبيب الله صلى عليك الله يا علم العدى



لابد للأمة من ميلاد ....

و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام


----------------------------------------
بقلم تراب
نقلته هنا
http://www.startimes.com/f.aspx?t=25896895

جزاكم الله كل خيرا وفقكم لمايحب ويرضاه

ورزقكمالجنة وفردوسها
ورزقكم الله من طيبات
و أحسن إليكم وحفظكم
وجعل اعمالكم في ميزان حسناتكم وأثقله بها
اللهم إهدنا للتي هي أقوم واعفو عنا واغفرلنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الظالمين
أقدم لكم شكري العميق سائلا المولى عز وجل
أن يحفظكم وجميع اهلكم ووالديكم ويحميكم ويطيل عمركم بالصحة والعافية وينورقلوبكم ...
ودمتم ذخراً لهدا الدين الحنيف .....




طاعة مقبولة إن شاء الله
مهماقلت اشقائي الله يعلم بنيتي واخوتي لكم في الله اساله سبحانه ان يجمعنا وكل من في المنتدى تحت ظله وفي عرشه يارب












التوقيع

[flash=http://www.ansarsunna.com/somod/um-os.swf]WIDTH=470 HEIGHT=200[/flash]

رد مع اقتباس
قديم 16-12-2010, 11:59 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بنت الفاروق غير متواجد حالياً


افتراضي







التوقيع

[flash=http://www.ansarsunna.com/somod/um-os.swf]WIDTH=470 HEIGHT=200[/flash]

رد مع اقتباس
قديم 16-12-2010, 03:38 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد أبوبكر غير متواجد حالياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

ورزقكمالجنة وفردوسها
ورزقكم الله من طيبات
و أحسن إليكم وحفظكم
وجعل اعمالكم في ميزان حسناتكم وأثقله بها
اللهم إهدنا للتي هي أقوم واعفو عنا واغفرلنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الظالمين

جل شكري وتقديري لأخي الغالي تراب .







رد مع اقتباس
قديم 17-12-2010, 01:14 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اخفيكم احبتي بالله وخاصه اختاة بنت الفاروق وعند نقل الموضوع الى منتداكم الكريم قد اثار في الشجون ونهمرت العبرات وكأني اول مرة امر على هذا الموضوع وقد اثار بي حيث كانت الردود طيبه فقلت هل وصلت الفكرة سبحان الله كم صرخت هنا وهنالك ولكن لم تصل الفكرة الى احد والكن الحمد الله اوصلتها بنت الفاروق الى كم طيب من الناس وهذا عمل اشكرك عليه اختاة بارك الله في عمرك واثابك الجنه







التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 17-12-2010, 02:06 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي

الرحمة ننتظرها من الله لا من أمريكا ولا من أوروبا

" الغريق يتعلق بقشة" مثل بليغ يصور حالة إنسان غريق يبحث عن سبيل لنجاته من الموت الذي يكاد يذوقه ،عندما يجد نفسه في بحر متلاطم الأمواج، يحاول العوم ولا يستطيع، يبحث عن قارب للنجاة ولا يجد، يستغيث ويصرخ ولا مغيث ولا مجيب، يحاول مستميتا للخلاص من هذا الوضع الذي آل إليه؛فلا يجد إلا قشة يتعلق بها علها تنقذه من الغرق .
فهل ينجو بهذه القشة التي تعلق بها ؟؟
إن حال هذا الغريق هذا هو حال من يتعلق بحبال أمريكا أو أوروبا ينتظر من أحدهما أو كليهما الرحمة والشفقة والعطف للنجاة .
فهل توجد الرحمة عند أعداء الأمة؟؟!!
وهل يُنتظر منهم خير ؟؟!!
منذ أن هُدمت دولة الخلافة عام 1342هـ وغابت شمسها عن الأرض والمسلمون يعيشون في ضنك من العيش على شتى الأصعدة السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية ،وحل محلها النظام الإشتراكي الشيوعي الذي سرعان ما انهار وتم دفنه ، ثم أتى النظام الرأسمالي الإقتصادي فتهافت الناس عليه ظانين أن الرحمة والأمن والأمان والإستقرار والحريات وتنمية الأموال بيد أمريكا أو غيرها من الدول التي تحارب الله ورسوله؛فتوالت الهزات والأزمات بعد أن تمت سرقة أموال الناس ونهب خيرات الأمة ومقدراتها 0
قال تعالى : {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت41
لقد أكرمنا الله عز وجل بالإسلام وأرسل النبي –صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين ؛ رحمة شاملة وعامة وعالمية، وليست عنصرية تقوم على الأعراق أو الألوان أو المذاهب ؛ بل رحمة لكل البشر،رحمة عامة ومجردة للعالمين جميعاً، ليست رحمة للعرب دون العجم أو للمسلمين دون غيرهم، أو للشرق دون الغرب . كيف لا ؟؟ وهي رحمة للعالمين؛ فهي الرحمة بالعامة، أي بعامة البشر،{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
إنها رحمة الله التي يجب أن ننتظرها لا رحمة الولايات المتحدة ولا رحمة الإتحاد الأوروبي
فأمريكا كشفت تسريبات ويكيليكس الوجه القبيح لسياستها، وأظهرت الصراع الدولي على بلاد المسلمين ومقدراتهم وخيراتهم ومنها العراق وأفغانستان، وما تريده من تقسيم السودان وفصل جنوبه عن شماله، وأظهرت جرائم الغرب الرأسمالي البشعة التي سبقت فيها وحوش الغاب.
أم نسينا ما حصل من حرب صليبية في البوسنة، ظهر فيه أحقاد القوم، وبانت سوأة الغرب في تلك الحرب التي فاقت وحشية المغول والتتار،حتى أئمة المساجد لم يسلموا من تعذيبهم، وطالبوهم بالكفر بالإسلام والإيمان بالنصرانية، وأجبروا كثيراً من المسلمين في مخيمات الأَسْر على أكل لحم الخنـزير، ناهيك عن القتل الجماعي الذي شمل الرجال والأطفال والنساء، بل كانوا يستنزفون دماء المسلمين لإمداد الصرب الجرحى بالدماء المسلمة.
وكانت جائزة كل صربي يَقتل مسلماً ما يعادل ثلاثمائة جنيه استرليني، وأما اغتصاب المسلمات العفيفات فأمر يندى له الجبين،وبلغ عدد اللاجئين الهاربين من هذه الوحشية أكثر من مليونين ونصف، ولم يعرف العالم الأوروبي لذلك مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية.
إن مسلسل الإجرام الصليبي واحد لا يتغير مع مر السنين والأعوام منذ عهد مجازر الحملات الصليبية الأولى، مروراً بمحاكم التفتيش ومجازر البوسنة وانتهاءً على آخر الحروب الصليبية هذه الأيام .
فقد صرح وزير الإعلام الصربي قائلاً: "نحن طلائع الحروب الصليبية الجديدة"،وقال الرئيس الفرنسي السابق عند زيارته لمطار سرايفو: "لن أسمح بقيام دولة أصولية إسلامية في أوروبا".
وأما موقف بريطانيا فكما هو واضح الآن، فقد كان واضحاً أيضاً في الحرب الصليبية البوسنية فقد قال رئيس وزرائهم: "إن الهدف النهائي لنا هو تقسيم البوسنة، ومنع قيام الدولة الإسلامية في أوروبا، وهو الأمر الذي لا يمكن أن نسمح به أبداً".
الرحمة تطلب من مصدرها لا ممن يفقدها، يقول الله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [الأنعام: 54]. ويقول الله تعالى: {فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين} [يوسف: 64].
ونحن دائمًا نردد في أول أعمالنا: (بسم الله الرحمن الرحيم). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي) [متفق عليه].
فرحمة الله -سبحانه- واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو، فهو القائل: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} [الأعراف: 156]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق؛ حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) [متفق عليه].
رحمة الله وجدها إبراهيم عليه السلام في النار {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }الأنبياء69
وجدها يوسف عليه السلام في الجبّ، كما وجدها في السجن ..
وجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء87
ووجدها موسى عليه السلام في اليمّ، وهو طفل رضيع ضعيف{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }القصص7 ، كما وجدها في قصر عدوه فرعون .
ووجدها أصحاب الكهف في الكهف، حين افتقدوها ممن حولهم {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً }الكهف16
ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، والقوم يلاحقانهما ويتعقبونهما، ويقصون الآثار.
وفقد رحمة الله ابن النبي نوح عليه السلام عندما رفض الركوب في سفينة النجاة {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ }هود42
{قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }هود43
وما بين الناس ورحمة الله إلا أن يطلبوها منه تعالى مباشرة ، من غير وسائط، بل التوجه إليه بطاعته، وترك معصيته، والثقة برحمته، والاستسلام التام والانقياد له .
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 156] ..
وفي الختام
إن أردنا النجاة والرحمة والأمن والأمان فهي عند الله وليس بقشة أمريكا ولا بفتات الإتحاد الأوروبي.
وإن أردنا رحمة الله – عز وجل - فعلينا تطبيق الإسلام كاملا وذلك بتنصيب إمام للمسلمين مبايع على الكتاب والسنة .
إن أردنا رحمة الله فعلينا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
فهلا فررنا إلى الله وإلى رحمته- عز وجل وجعلنا من الأيام القادمة بوابة لفعل الخير،والرحمة والرأفة والتسابق إلى الجنة؟
هل نتزاحم على أبواب الجنة ؟
هل نعمل لإقامة الدولة الإسلامية الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33 .






التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
قديم 18-12-2010, 01:07 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بنت الفاروق غير متواجد حالياً


dfsda

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تراب مشاهدة المشاركة
الرحمة ننتظرها من الله لا من أمريكا ولا من أوروبا


" الغريق يتعلق بقشة" مثل بليغ يصور حالة إنسان غريق يبحث عن سبيل لنجاته من الموت الذي يكاد يذوقه ،عندما يجد نفسه في بحر متلاطم الأمواج، يحاول العوم ولا يستطيع، يبحث عن قارب للنجاة ولا يجد، يستغيث ويصرخ ولا مغيث ولا مجيب، يحاول مستميتا للخلاص من هذا الوضع الذي آل إليه؛فلا يجد إلا قشة يتعلق بها علها تنقذه من الغرق .
فهل ينجو بهذه القشة التي تعلق بها ؟؟
إن حال هذا الغريق هذا هو حال من يتعلق بحبال أمريكا أو أوروبا ينتظر من أحدهما أو كليهما الرحمة والشفقة والعطف للنجاة .
فهل توجد الرحمة عند أعداء الأمة؟؟!!
وهل يُنتظر منهم خير ؟؟!!
منذ أن هُدمت دولة الخلافة عام 1342هـ وغابت شمسها عن الأرض والمسلمون يعيشون في ضنك من العيش على شتى الأصعدة السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية ،وحل محلها النظام الإشتراكي الشيوعي الذي سرعان ما انهار وتم دفنه ، ثم أتى النظام الرأسمالي الإقتصادي فتهافت الناس عليه ظانين أن الرحمة والأمن والأمان والإستقرار والحريات وتنمية الأموال بيد أمريكا أو غيرها من الدول التي تحارب الله ورسوله؛فتوالت الهزات والأزمات بعد أن تمت سرقة أموال الناس ونهب خيرات الأمة ومقدراتها 0
قال تعالى : {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت41
لقد أكرمنا الله عز وجل بالإسلام وأرسل النبي –صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين ؛ رحمة شاملة وعامة وعالمية، وليست عنصرية تقوم على الأعراق أو الألوان أو المذاهب ؛ بل رحمة لكل البشر،رحمة عامة ومجردة للعالمين جميعاً، ليست رحمة للعرب دون العجم أو للمسلمين دون غيرهم، أو للشرق دون الغرب . كيف لا ؟؟ وهي رحمة للعالمين؛ فهي الرحمة بالعامة، أي بعامة البشر،{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
إنها رحمة الله التي يجب أن ننتظرها لا رحمة الولايات المتحدة ولا رحمة الإتحاد الأوروبي
فأمريكا كشفت تسريبات ويكيليكس الوجه القبيح لسياستها، وأظهرت الصراع الدولي على بلاد المسلمين ومقدراتهم وخيراتهم ومنها العراق وأفغانستان، وما تريده من تقسيم السودان وفصل جنوبه عن شماله، وأظهرت جرائم الغرب الرأسمالي البشعة التي سبقت فيها وحوش الغاب.
أم نسينا ما حصل من حرب صليبية في البوسنة، ظهر فيه أحقاد القوم، وبانت سوأة الغرب في تلك الحرب التي فاقت وحشية المغول والتتار،حتى أئمة المساجد لم يسلموا من تعذيبهم، وطالبوهم بالكفر بالإسلام والإيمان بالنصرانية، وأجبروا كثيراً من المسلمين في مخيمات الأَسْر على أكل لحم الخنـزير، ناهيك عن القتل الجماعي الذي شمل الرجال والأطفال والنساء، بل كانوا يستنزفون دماء المسلمين لإمداد الصرب الجرحى بالدماء المسلمة.
وكانت جائزة كل صربي يَقتل مسلماً ما يعادل ثلاثمائة جنيه استرليني، وأما اغتصاب المسلمات العفيفات فأمر يندى له الجبين،وبلغ عدد اللاجئين الهاربين من هذه الوحشية أكثر من مليونين ونصف، ولم يعرف العالم الأوروبي لذلك مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية.
إن مسلسل الإجرام الصليبي واحد لا يتغير مع مر السنين والأعوام منذ عهد مجازر الحملات الصليبية الأولى، مروراً بمحاكم التفتيش ومجازر البوسنة وانتهاءً على آخر الحروب الصليبية هذه الأيام .
فقد صرح وزير الإعلام الصربي قائلاً: "نحن طلائع الحروب الصليبية الجديدة"،وقال الرئيس الفرنسي السابق عند زيارته لمطار سرايفو: "لن أسمح بقيام دولة أصولية إسلامية في أوروبا".
وأما موقف بريطانيا فكما هو واضح الآن، فقد كان واضحاً أيضاً في الحرب الصليبية البوسنية فقد قال رئيس وزرائهم: "إن الهدف النهائي لنا هو تقسيم البوسنة، ومنع قيام الدولة الإسلامية في أوروبا، وهو الأمر الذي لا يمكن أن نسمح به أبداً".
الرحمة تطلب من مصدرها لا ممن يفقدها، يقول الله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [الأنعام: 54]. ويقول الله تعالى: {فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين} [يوسف: 64].
ونحن دائمًا نردد في أول أعمالنا: (بسم الله الرحمن الرحيم). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي) [متفق عليه].
فرحمة الله -سبحانه- واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو، فهو القائل: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} [الأعراف: 156]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق؛ حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) [متفق عليه].
رحمة الله وجدها إبراهيم عليه السلام في النار {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }الأنبياء69
وجدها يوسف عليه السلام في الجبّ، كما وجدها في السجن ..
وجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء87
ووجدها موسى عليه السلام في اليمّ، وهو طفل رضيع ضعيف{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }القصص7 ، كما وجدها في قصر عدوه فرعون .
ووجدها أصحاب الكهف في الكهف، حين افتقدوها ممن حولهم {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً }الكهف16
ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، والقوم يلاحقانهما ويتعقبونهما، ويقصون الآثار.
وفقد رحمة الله ابن النبي نوح عليه السلام عندما رفض الركوب في سفينة النجاة {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ }هود42
{قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }هود43
وما بين الناس ورحمة الله إلا أن يطلبوها منه تعالى مباشرة ، من غير وسائط، بل التوجه إليه بطاعته، وترك معصيته، والثقة برحمته، والاستسلام التام والانقياد له .
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 156] ..
وفي الختام
إن أردنا النجاة والرحمة والأمن والأمان فهي عند الله وليس بقشة أمريكا ولا بفتات الإتحاد الأوروبي.
وإن أردنا رحمة الله – عز وجل - فعلينا تطبيق الإسلام كاملا وذلك بتنصيب إمام للمسلمين مبايع على الكتاب والسنة .
إن أردنا رحمة الله فعلينا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
فهلا فررنا إلى الله وإلى رحمته- عز وجل وجعلنا من الأيام القادمة بوابة لفعل الخير،والرحمة والرأفة والتسابق إلى الجنة؟
هل نتزاحم على أبواب الجنة ؟
هل نعمل لإقامة الدولة الإسلامية الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33 .

اكتب ياشقيقي تراب واجعل من قلمك ماتريد فكلماتك بحمد الله تصب في كل مكان
ادخل هدا الرابط وتابع الردود
http://qurandoors.com/vb/showthread.php?t=22809

http://qurandoors.com/vb/showthread.php?t=21339






التوقيع

[flash=http://www.ansarsunna.com/somod/um-os.swf]WIDTH=470 HEIGHT=200[/flash]

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة