منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > عقيدة أهل السنة والجماعة
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-2014, 04:39 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


عمرالحسني غير متواجد حالياً


افتراضي لا مستقبل للخلاف و الاختلاف ، نعم للوحدة و الحوار المعتدل البناء

الوحدة




بسم الله الرحمن الرحيم.





)أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين(. اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلتَ به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت.





تقاس فداحة الفتنة التي شتَّتت شمل الأمة ولا تزال تشتتها بكثرة العوامل المعادية للوحدة وبعمقِ تأثيرها النفسي وثِقْلها في حياة المسلمين، حيث أصبحتِ الفرقة هي الأصل والوحدة حلما ضائعا أو مطلبا معجزا أو قضية غير ذات موضوع.
على قدر ترسُّب العوامل المفرقة، وعلى قدر فتكها وإضرارها تكون الحاجة إلى تعميق التربية الإيمانية وتصعيد الهمة الإحسانية لتجاوُز العوامل الأرضية الثقيلة، والتحرر من فعلها، وقهرها، وإسكاتِها، وإبطالها. بتوفيق الله جلت عظمته.
لا يمكن التغلب على شرك الولاء إلا بتوحيد الإسلام، ولا يمكن علاج القلوب المريضة المستجيبة للأنانيات المفرقة، والعصبيات الطاغوتية، والخلافات المذهبية، والسيادات الإقليمية، والعادات المحلية، والخصوصيات العرقية، إلا بتقوية الإيمان. ولا مطمع للأمة في استعادة هويتها وتثبيت وجودها في العالم إلا بتأليف القلوب، ذلك التأليف الذي لا تتحكم فيه الإرادة البشرية ولا تتصرف فيه الحيلة السياسية، وإنما يأتي نصرا من عند الله عز وجل وتأييدا يَتَنَزَّل بركات من سماء الفضل الإلهي على جماعة المومنين حين تتوجه القلوب إلى ربها مخلصة ضارعة. )هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ. لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ, وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( (سورة الأنفال، الآية: 63).
العوامل الخارجية التي تشير إلى ضرورة توحُّد المسلمين يزداد الوعي بها كلما أفلست الدويلات المسلمُ سكانها، وغرِقتْ في المديونية، وبارت صناعتها لضيق السوق، وعجزت جهودُها لانعدام التعاون، وازدادت تبعيتها للدول القوية المصنعة، واشتدت قبضة هذه الدول الشمالية الغنية القوية على الاقتصاد العالمي حتى لا يقدر على التفاوض معها بشيء من الوزن والمصداقية وتحصيل النتائج إلا الكتَل الكبيرة.
الحكام على المسلمين أكثر الناس وعيا بهذه الضرورات الخارجية الاقتصادية السياسية. وهم يحاولون بين الفينة والأخرى طرح مشروعاتهم الوحدوية الحماسية منذ جمال عبد الناصر. لكن النفاق في الدين عند هؤلاء الحكام ورِقَّة الدين عند العامة يُضعف قدرة هذه المحاولات على تحمل مقتضيات التوحيد. وتفشل محاولات التوحيد من أعلى كما تفشل "الثورات" من فوق، وتضاف خيبة أمل جديدة إلى خيبات الأمل المصفوفة في ضمير الأمة، فيزداد الشعور العام بالعجز، ويرسخ في الأذهان أننا لن نقدر أبداً على شيء.
ما هي السبيل إذن لتوحيد المسلمين؟ السبيل جَزماً هو علاج المرض الكلِّيِّ ليَصِحَّ جسم الأمة بصحة دينها. المرض الكلي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه الوهْن. الوهْن هو حب الدنيا وكراهية الموت كما عرفه الحبيب الطبيب.
حب الدنيا وكراهية الموت هو مرض الأمة منذ أصبحت كمّاً غثائيا. ويمكن تلخيص عوامل الغثائية الذاتية في أربعة أشياء لها فروع: انهيارُ التربية على الإسلام، وقوة الولاء للقومية، واستفحالُ الطبقية، وفسادُ الحكم.
إذا جمعت كل هذه العواملِ وسألْتها عن معاشها ومعادها ومَرْتَعِها وجدْتَها عناكبَ في بيت "الدولة القومية".
كانت دولة باكستان تأسست على مطلبٍ إسلامي. وتحمس المسلمون في الدنيا لقيام هذه الدولة. بعد خمس وعشرين سنة تقاتل البنغال المسلمون مع بقية شعوب باكستان لتتكون دولة قومية هي بنجلادش. دولة تعيش على الصدقات. وفي هذه الأيام الأخيرة من شهر صفر 1409 كانت مذابح بين مسلمي الهند الأصليين وبين "المهاجرين" الذين هربوا من الهند بعد التقسيم واستوطنوا مدينتي حيدرآباد وكراتشي منذ تأسست باكستان. لا يمكن إحصاء الفواجع المخبِـرة عن فرقة المسلمين ووحشة ما بينهم.
إنما نأتي بمثالين "سَرِيرِيَّيْنِ" لنتأمل ملامح المرض الغثائي: حب الدنيا وكراهية الموت مرض مسؤول عن وجود بعض الدويلات البترولية التي يبلغ الدخل الفردي في بعضها أكثر من ضعف الدخل الفردي الأمريكي بينما يموت المسلمون كرها وفقراً ومرضا في بنغلادش وغير بنغلادش.
حب الدنيا وكراهية الموت مرض تَتَنَغَّص جراثيمه بالتربية الإسلامية الإيمانية الإحسانية، وتنمو وتزدهر في مَرَقَةِ القومية والطبقية والحكم الفاسد.
حارب البنغال المسلمون ليستقلوا بدولتهم لأن القسمة في دولة باكستان يومئذ لم تكن عادلة، ولأن البنغاليين يحسون أنهم بنغال أكثر مما يحسون بأنهم مسلمون.
ويقتل القوميون السِّنْد مواطنيهم "المهاجرين" لأنهم لا يشعرون إزاءهم بأخوة لأنها لم تتألف قلوب على أخوة الإيمان ولم تترب عليها، فهي لا تتدين بها. إنما تتدين بقوميتها ومصالحها الأنانية. وقد جاء هؤلاء الأجانبُ المهاجرون فاستولوا على التجارة والصناعة والمال، وتفوقوا فأصبحوا الطبقة الظاهرة العدوة.
لا تُملى الفضائل الإسلامية الإيمانية الإحسانية إملاءً من أعلى. والفرق بين وازع السلطان الإسلامي وتسلّط اللاتِ والعزّى القومية أن الطاغوت يسمح بتفشِّي جراثيم المرض الغثائي بينما يحاصره السلطان الإسلامي ويُطلق عليه مبيدات النهي عن المنكر، ومنعشات الأمر بالمعروف، ومُحْيِيات التنشئة على حب الله وخوف الله والولاء الوحيد لله.
بل إن صيغة الدولة القومية، المترجمة في واقعنا استبدادا طبقيا، لا تعيش ولا تبقى ولا تسمُنُ إلا بهُزال جسم الأمة وتبعثر قُواها وانحلالِها وغثائيتها.
لا تُمْلى الفضائل الإسلامية، وثمرتها السياسية الاجتماعية الاقتصادية هي الوحدة، من فوق. لكن هذه الفضائل تزرع بأيدي الدعوة، وتُغرس على أراضي القلوب والعقول، وتسقى بمدد الكتاب والسنة على مدى الأجيال. وسلطان الإسلام نَاطُورٌ حارس يحفظ الغَرسَة أن تعيث في أرضها الحشرات فسادا.
وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسباب الصحة كما بين لنا أسباب المرض وأعراضه. وترك لنا نموذَجاً حيّاً للوحدة ومراحل التوحيد نقرأه في السيرة العطرة وفي التعايش الأخوي بين المهاجرين والأنصار، وأعراب المسلمين على عهده صلى الله عليه وسلم وعلى عهد الخلافة الأولى.
وترك لنا صلى الله عليه وسلم مع ذلك النموذج التاريخي الفريد العتيد صورة مثالية أودعها وصيته الشريفة حين قال: "مثل المومنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد الواحد: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". رواه الشيخان عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.
ترك لنا الحبيب هذه الصورة المثالية المَثَلِيَّة لنحقق من شَبَهها ما نستطيع. ويكون الواحد منا أقربَ إلى الله ورسوله وأعلى مرتبة في الإيمان والإحسان ومقاعد الآخرة كلما كان شعور الإخاء وبذلُ الإخاء وتوادُّ الإخاء وتراحمه وتعاطفُه أغلبَ في قلبه وأكثر تحكما في سلوكه من مشاعر الأنانية والأثرة والعصبية والولاء الطاغوتي المتقلص المتحجر المتجسد في الولاء للدولة القومية.
يقرأ بعض المسلمين التمثيل النبوي للوحدة الأخوية بين المومنين فيتصورها وحدة عضويَّة حقيقيَّة، ويحنُّ إليها حنين المومن إلى الفردوس، ويطلبُها عاجلة ناجزة مبرأة من كل عيب. وإنها لمثالية الشباب، وشيكة أن تعقبها مرارة الفشل وغُصة الإخفاق عندما يصدم الواقع الثقيل تلك الآمال الخيِّرةَ.
وإنه لفهم خياليٌّ أن نتصور وحدة المسلمين على صفات ملائكية، أو على غرار ما يتسابق إلى ذهننا من أن مجتمع المدينة على العهد الفاضل كان فردوسا على الأرض.
غاية ما يُطلب إلينا أفراداً أن نتوسل إلى الله عز وجل ونتقرب إليه ليحبنا. ومن شروط حب الله عز وجل لنا أن نحب المومنين.
وغاية ما يُطلب إلينا جماعة أن ندنو قدر الإمكان من النموذج الحي بالمدينة ومن التمثيل النبوي بالوحدة العضوية في الجسد الواحد.
وفي حوافز الإيمان وشرائع الإسلام من موجبات العدل والشورى والبذل والتعاون على البر والتقوى ما هو كفيل أن يُعطِيَ للدعوة بُرهانا وللحكم الإسلامي سلطاناً لبناء وحدة المسلمين لبنةً لبنةً وقطراً قطراً حتى يستوي الصرْح في مدىً نستقبله ولا نستعجله، نندفع إليه بإيماننا، وتدفعنا إليه ألطاف الله الخفية المتجلية في ضرورات السياسة والاقتصاد والتكتل اللازم لخوض غمار العصر.
ذاك مدى يعز الله فيه المسلمين في خطواتهم إلى الخلافة الثانية، ويطيبُ فيه عيش المسلمين في الدنيا عربونا مسبقا على طيب عيش المجاهدين في الآخرة. إن شاء الله.
ولن نَرِيحَ ريحَ ذلك الوعد السَّنِيِّ بالخلافة إلا عندما نعافُ نتانة "المُنْتِنة" وقبح ريحها. المنتنة تركها الصحابة بتربية المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال لأصحابه وقد سمع رجلين يناديان بالعصبية القبلية: "دعوها فإنها منتنة!" رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه.
قال سيدنا عبد الله بن رواحة يشجع المسلمين في غزوة مؤتة:
جلبنا الخيـل من أجإ وفـرع تُغَـرُّ من الحشيش لها العُكوم
حـذونـاها من الصَّـوّانِ سِبْتـا أزلَّ كـأن صـفـحـتـه أديـم
أقامت ليـلـتـيـن على معـان فأعقـب بعد فـتـرتها جُمـوم
فَـرُحنـا والجِيـادُ مُسَـوَّمـات تنـفَّـس في منـاخـرها السَّمُـوم
فـلا وأبي مـآبَ لـنَـأْتِـيَـنْهـا وإن كـانـت بهـا عـربٌ وروم
فـعـبَّـأنَـا أعـنَّـتَـهـا فجـاءت عَـوابِـسَ والغُـبـارُ لهـا بَـريـمُ
بذي لَجَبٍ كـأن البَيْـضَ فيه إذا بـرزت قـوانِسُـها النجـومُ
فـراضيةُ المعيشـة طلَّـقَـتْـهـا أسنَّـتُهـا فـتـنـكِـحُ أو تَـئـيـم

وقلت:
أقِيمُوا للصَّلاة صُفُـوفَ تَقـوى وَقُـومُـوا للجهــادِ مُصَمَّميـنَــا
وحَيثُ سَرَتْ كَتائبُكُم بصُبح فَعُـودوا بالفَخــار مُعمَّميـنَــا
أفُرسَـانَ النَّهـارِ رِجــالَ لَيْــلٍ فَكــونُــوا للعِبــادِ مُعَـلِّمِيـنــا







رد مع اقتباس
قديم 20-11-2014, 03:34 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب الفردوس غير متواجد حالياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت واصبت وصدقت اخى ، حفظك الله وسدد الله يراعك فى قول الحق.







التوقيع


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عقبة الخلاف و الاختلاف عمرالحسني عقيدة أهل السنة والجماعة 0 19-11-2014 04:01 PM
ملوخية بالأرانب المصرية بنت بلادى المطبخ وتنسيق المنزل 2 21-08-2010 10:45 PM
إسرائيل تعلن المزيد من البناء بالقدس بنت بلادى الأخبار العالمية والعربية 2 24-06-2010 01:26 PM
ركائز فقه الاختلاف للعلامة القرضاوي عماد حامد رحيق الحوار العام 4 15-07-2009 02:16 AM
قائمة الأهلي للمونديال تثير الشكوك حول مستقبل المستبعدين لمح البصر الرياضة وبناء الأجسام والألعاب الإلكترونية الترفيهية 2 02-12-2008 06:20 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة