إبراهيم عليه السلام

( المسلم الصغير 1 )

إبراهيم عليه السلام

كان أهل بابل ينعمون برغد من العيش ولكنهم سقطوا فى مهاوى الضلال؛فقد نحتوا الأصنام بأيديهم ثم عبدوها،ونصّبوها آلهة وعكفوا على عبادتها من دون الله تعالى الذى خلقهم ورزقهم رزقا كثيرا.

وكان نمرود إبن كنعان ملكا عليهم مستبدا برأيه،وأقام نفسه إلها ودعا الناس إلى عبادته،نشأ سيدنا إبراهيم عليه السلام فى إحدى بلدان هذه المملكة ،ولما بلغ رشده هداه الله إلى الطريق المستقيم وأمره ربه عز وجل بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام التى لاتسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر. حذر سيدنا إبراهيم عليه السلام أباه ونصحه برفق أن يترك عبادة الأصنام وخوفه من عذاب الله سبحانه وتعالى ولكن أباه طرده ولم يستجب له،وأخذ يدعو قومه إلى عبادة الله وحده من دون الأصنام ولكنهم قالوا له:"أنترك ما قد وجدنا آباءنا يعبدون؟

جاء يوم العيد وخرج الناس من ديارهم للعب واللهو خارج المدينة ،ولما خرجوامنها حطم إبراهيم عليه السلام الأصنام كلها إلا كبيرهم ؛فقد وضع الفأس الذى حطم به الأصنام على كتفه وخرج ولم يره أحد.

فوجئ قومه حينما عادوا إلى المدينة بالتماثيل محطمة فأصابهم الذهول وقالوا :"من فعل هذا بآلهتنا؟ قال قائل منهم "سمعت فتى يقال له إبراهيم كان يستهزئ بآلهتنا لابد أنه من فعل هذا؟".

أحضروه وسألوه:"أنت فعلت هذابآلهتنا يا إبراهيم؟ فرد عليهم "إسألوا الأصنام إن كانوا ينطقون بل فعلها كبيرهذا وها هى الفأس معلقة على كتفهّ!!

قالوا :"كيف نسألها وهى حجارةلاتسمع ولاترى ولاتتكلم ،فردعليهم إبراهيم عليه السلام:"كيف تعبدونها من دون الله تعالى أ ُف ٍلكم ولما تعبدون".

فقالوا" أنت الذى فعلت هذا بآلهتنا"؛فأوقدوا نارا ًعظيمة وأوثقوه وألقوه فيها ؛ولكن عناية الله عز وجل وقدرته جعل النارتحرق وثاقه وخرج إبراهيم عليه السلام من النار لم تمسسه بسوء"قلنا ياناركونى بردا ًوسلاما ًعلى إبراهيم"(الأنبياء69)هكذا تمثلت المعجزة الكبرىوبُهر الناس بتلك المعجزة وآمن بإبراهيم نفر قليل كتموا إيمانهم خوفا من الموت.أما الملك النمرود فدعا إبراهيم عليه السلام إليه وقال له "ما هذا الإله الذى تدعو إليه،هل تعرف ربًّا ًغيرى؟!"فأجابه إبراهيم عليه السلام،قال:"ربى الذى يحيى ويميت"فرد عليه النمرود:أنا أحيئ وأميت فأحيئ من أشاء بالعفو عنه؛فينعم بالحياة،وأنا كذلك أميت من أشأ بأمرى ويحرم حياته،فلم يأت ربك بجديد ولم يفعل عجبا ً" فقال له إبراهبم :إن الله يأت بالشمس من المشرق فإجعلها تأت من المغرب"؛فبهت الذى كفر،وخاف أن يقتله وأخذ ينتهز الفرصةالمناسبة لذلك ؛فأرسل أعوانه يضرون بمصالحه فضاقت نفسه بالمعيشة معهم،وهاجرعنهم وفرّبدينه وسار بأهله حتى وصل فلسطين وسرعان ماتبين ضلال أهل هذه البلادوبعدأن ضاقت به سبل العيش بالشام هاجر إلى مصرمع زوجته سارة وكانت عقيما لاتلد،وقد وهبه ملك مصر خادمة لزوجته وهى هاجر،وعاش إبراهيم عليه السلام فى مصرمدة من الزمن وكثر مالله ونمت أنعامه ؛فحسده القوم وأحس منهم بالكراهية فرحل عنهم عائدا مرة أخرى ألى فلسطين.

أشارت سارة على زوجها أن يتزوج من هاجرخادمتها لعله يرزق منها بولد فأنجبت له غلاما ًذكيا ًهو سيدنا إسماعيل عليه السلام،ولكن الغيرة ملأت قلب سارة؛ فتمنت على إبراهيم أن يذهب بهاجر وطفلها إلى أقصى الأماكن حتى لاتراهما .أخذ سيدنا إبراهيم عليه السلام إبنه وأمه وسار ترشده إرادة الله سبحانه وتعالى حتى وقف عند مكان البيت فأنزل هاجر وطفلها وتركهما - وهو مستسلم لقضاء الله والحزن يملؤه – فى هذا المكان الموحش وهمالايملكان سوى قليل من الماء والطعام وإستسلمت لأمر الله وقالت:"لن يضيعنا الله"تحملت هاجر الصبرحتى نفذ الغذاء والماء فسمعت بكاء إسماعيل يتلوى ويصيح من شدة العطش والجوع ،وأخذالغلام يضرب الأرض برجليه

فأخذت أمه تبحث عن الماء فى كل مكان وتسعى بين جبلى الصفا والمروة سبع مرات (السعى بين الصفا والمروة من شعائر الحج والعمرة)والطفل يصيح ويضرب الأرض بقدميه ؛فإذا بالماء ينفجرمنها كالأنهار،شرب الطفل وشربت الأم وأصبح المكان الآن به عين ماءزمزم التى تفجرت تحت قدمى إسماعيل عليه السلام،ولمانبع الماء إجتذ ب الطير وكان قوم يسيرون قرب المكان فطلبوا من هاجر المقام فسُرّت بذلك وإطمأنت إلى جوارهم وشكرت الله تعالى أن جعل أفئدة من الناس تهوى إليهم.

رزق إبراهيم عليه السلام بإسحاق من زوجته سارة وذلك بأن أرسل الله إليهما

ملائكة يبشروهما ولم يصدقا أول الأمر لأنهما بلغا من الكبر عتيا وسارة عقيما ًولكن إذا أرادة الله نافذة.

أمر الله سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبح إبنه إسماعيل وأخبر إبنه بأمر الله فقال له: "يا أبت إفعل ما تؤمرستجدنى إن شاء الله من الصابرين"فأطاع أمر ربه وإستعد لذبح إبنه ولكن الله سبحان وتعالى فداه بكبش عظيم.

أمر الله سيدنا إبراهيم أن يرفع بناء الكعبة مع إسماعيل"عليهما السلام"

وأخذا يبنيان الكعبة بيت الله الحرام ليحج إليها أهل الأرض .

وهناك سور ة فى القرآن الكريم تحكى قصته إسمها إبراهيم.