لا تلوموا السياسيين فقراراتهم رشيدة وتصرفاتهم سديدة .. هكذا يصورها وعاظ السلاطين

لا تلوموا السياسيين فقراراتهم رشيدة وتصرفاتهم سديدة .. هكذا يصورها وعاظ السلاطين

حين تواجهك فيضانات الاستفهام والاستغراب من حقيقة وأسباب ما يجري في العراق فليس من الصائب ان تهرب من سيل هذه التساؤلات وتبتعد عن اكتشاف الحقيقة لك او كشفها لغيرك إن كنت عارفا وملما بتفاصيلها وجزئياتها فالانسحاب من سيل التساؤلات المشروعة دون البحث عما تنجوا به أنت وغيرك من هذا السيل الجارف عسى أن ينفع ذلك في الوصول إلى بر الأمان ، وحبس الحقائق في الصدور يعد ضربا من ضروب ظلم النفس والاستهانة بحقوقها التي كرمها الله تعالى ، لا سيما حين يكون الأمر متعلقا بالدين والوطن ..
والأهول والأعظم حين يكون الخطر يكمن في من اتخذ لنفسه ألقابا ليس أهلا لها وهو يصف نفسه بالعالِم والمسلم وبلا خلاف أكان على مذهب شيعي أو سني أو غير ذلك من المذاهب والأديان ، فقد حذرت الأديان السماوية من علماء السوء الذين يغشون مجالس الحكام الظلمة ، ويسيرون في ركاب الجائرين منهم ، لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ، بل يثنون عليهم بما لم يفعلوا ، وربما يصل الحال بأن يأمر الحاكم الناس بالمنكر وينهاهم عن المعروف ، والعلماء المقربون منه ساكتون ، فيكون سكوتهم عن البيان عند الحاجة إليه وإقرارهم للمنكر سببا لتمادي هذا الحاكم في غيه واعتقاد الناس أن ما يفعله مشروعا ، وقد ابتلينا نحن العراقيون بوجود أشخاص يحسبون على العلماء ولهم السطوة والتأثير على اغلب الشعب وتجد الواحد منهم يفتي الحاكم حسب هواه ويبرر له أفعاله المنكرة ، ويجادل عنه في الدنيا ، وينادي على رؤوس الأشهاد بأن قرارات سيده رشيدة وتصرفاته سديدة لأنها من باب السياسة الشرعية التي لا يصلح الناس بدونها ، وسكوت هؤلاء العلماء عن المنكر منكر بحد ذاته ، وعدم الإنكار عليهم يجعل المعروف منكرا والمنكر معروفا ، والمفسدة المترتبة على السكوت عنهم أعظم من مفسدة التحذير منهم ، وهتك أعراضهم ، وبيان عدم أهليتهم للفتوى ، وبسبب فتواهم اقتيد الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر إلى السجون ، وقتل أهل الحق بذريعة أنهم محاربون خارجون عن القانون كما حصل ذلك مع سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليهم السلام) والى زماننا هذا ..
ويوجد الكثير من الشواهد والوثائق التي تثبت عظم المأساة وحقيقة المؤامرة ضد العراق وشعبه خصوصا ممن لبس ثوب الدين والدين منه براء ومن هذه الحقائق ما كشفته بعض وسائل الإعلام بتوقيع ستة وثلاثين ممن يصفه البعض بالعالم على وثيقة إحتلال العراق وتسهيل مهمة الاحتلال ومنهم السيد السيستاني والشيخ الفياض والشيخ النجفي والسيد الحكيم وقد سربت هذه الوثيقة من قبل السيد رضا جواد الوائلي والذي كان يعمل في أرشيف السيد السيستاني ويحفظ الكثير من أسراره ومنها حقيقة تحريم مقاتلة المحتل او على الاقل ضرورة عدم التعرض لهم بسوء كما هو واضح من هذا الاستفتاء :
http://www.k3pol.com/viewimages/6f14a2ca5b.png


وكما أشار إلى هذه الحقيقة المرة أيضا السيد عبد المجيد الخوئي حين أكد بأن السيد السيستاني أصدر فتوى دعت العراقيين إلى عدم الوقوف في طريق قوات الاحتلال الأمريكي ، وتبعها بفتاوى تصب في مصلحة قوات الاحتلال والسماح بالتعاون معهم ، ومع هذا كله فأن البعض ما يزال مصرا على نزاهة السيد السيستاني وعصمته !! والبعض متشبثا برأيه بأن (المرجع الأعلى) لم يتآمر على العراق وشعبه أو على الأقل لم يتعاون مع المحتلين !! رغم ما قاله بريمر في مذكراته وأشار إليه من رسائل متبادلة بينه وبين السيد السيستاني وصلت الى الخمس والعشرين رسالة تبين تعاون سماحة المرجع مع القوات الامريكية .. بالإضافة الى ما نشره رامسفيلد في مذكراته وكيف يشيد بالسيد السيستاني وقضية استلام مائتي مليون دولار لغرض مساعدة القوات الأمريكية على غزو العراق ولإصدار فتاوى تحرم قتال الأمريكيين في العراق وعلاقته بسماحة السيد منذ عام 1987 م ..
والأكثر جرم وبشاعة وغرابة من ذلك كله الأتباع والمقلدين والموالين فهم لم يكلفوا أنفسهم معرفة حقيقة تلك الإتهامات من زيفها وتغاضوا وأصموا واستغشوا ثيابهم .. ولأزيدك اكثر ان الجميع اليوم مشترك في خيانة العراق ودماره حتى من يدعي انه ليبرالي او علماني أو سني وإلا فماذا تفسر أيها القارئ الكريم الزيارات المتكررة والتملق المنقطع النظير لشخصيات دينية هي ليست بعراقية أصلا ؟؟!! فمثلا ماذا تعني زيارة أياد علاوي وطارق الهاشمي ورافع العيساوي مع عدد من قيادات القائمة العراقية في يوم الاحد 23 أيار 2010 لرجل الدين الشيخ بشير الباكستاني ؟؟!!
http://alnajafy.com/display989.htm
وماذا يعني لقاء علاوي بالسيد السيستاني في النجف ؟؟ ومن هذه اللقاءات على سبيل المثال يوم 24 أيار 2010 كما نقلت ذلك صحيفة الحياة حيث دار حوار ونقاش وبعدها خرج علاوي ومن معه بتصريحات تعبر عن ارتياحهم !! مما يعكس الحقيقة المرة التي يتجرعها العراقيون حين يجتمع الكل على دمار العراق واشتراك المرجعية مع السياسيين في هذا الدمار ..
http://www.sistani.org/local.php?mod...&eid=1&nid=708
ولكي تتضح الصورة اكثر لمن يتعمد ان لا يرى الشمس في رابعة النهار أن رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي وفي بيان صحفي يوم الاثنين 26/11/2007 يعلن مبادئ علاقة تعاون وصداقة طويلة الأمد بينه وبين قوات الاحتلال الأمريكية :
http://www.pmo.iq/index/03-454.htm
فيا ترى هل يأتي عدد من أعضاء الشيوخ الأميركي برئاسة جون مكين مجانا ولعيون الشعب العراقي ؟؟ أم لهم أهداف أخرى ؟؟ هذا ما يثبته نفس الخبر الذي نقله الموقع الرسمي للمالكي يوم الثلاثاء 9-11-2010 ..


ففي هذا اللقاء يثبت المالكي إخلاصه لأسياده الأمريكان حين يؤكد لهم أنه حريص على تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات ، ولا يُتوقع ان الشعب ينتظر خيرا من أمريكا سوى الدمار والقتل والإشعاعات ، إذن أية مصالح وعلاقات هو حريص عليها ؟؟ بالتأكيد هي المصالح الشخصية والحزبية الضيقة وليست المصالح العامة للعراقيين .. وضمن هذا الخبر فقد جدد الوفد الأمريكي الدعم للمالكي ولجهوده !! ولا اعلم أي دعم يقصدون ولأجل ماذا وأي جهد مقصود ؟ وانظر الى سماحة السيد السيستاني كيف يؤيد ويعاضد المالكي حيث يزور الأخير السيد السيستاني بين الفينة والأخرى وتجري أثناء هذه اللقاءات الحميمة الكثير من الحقائق التي يجهلها العراقيون وعلى سبيل المثال اللقاء الذي جرى خلال زيارة المالكي للسيد السيستاني بتاريخ 29 أيار 2010 كما نقل ذلك عن "الرأي العام" حيث قيل في الخبر وكما نقله الموقع الرسمي للسيد السيستاني نفسه أن المالكي وفور وصوله عقد اجتماعا مع المرجع الديني السيد على السيستاني و إن الهدف من زيارة المالكي هو اطلاع المرجعية على آخر التطورات السياسية في البلاد ( أنظر أيها القارئ وانتبه يعني ذلك ان المالكي لا يعمل شيء بدون موافقة المرجعية ومشورتها وهذا يعني ان كل مظلوم وكل قطرة دم تسفك بالعراق وسببها المالكي فان المرجعية لها الدور بل الرئيسي في هذه الآلام والمصائب على العراقيين ) ، وذكر أيضا في الخبر أن الزيارة تهدف لحث السيد السيستاني على تأييد حق ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني بتشكيل الحكومة !! وهذا دليل آخر على ما أقول ..
http://www.sistani.org/local.php?mod...&eid=1&nid=710
فهل سننتبه أم لا ؟؟ هل سنبقى غافلين رغم أن صيحات الأباة قد جلجلت عاليا في الآفاق وهي تسمع كل باغي أنغام الموت ؟؟ هل سنترك حقوقنا ونحن ندين بدين الاسلام الذي هو منهاجنا ويريد منا ان نكون كالسنا الوهاج ينير الدرب لكل الأجيال بعدنا ؟؟ وهل نستطيع ان نضيء الطريق لأبنائنا ونحن نعيش في ظلام دامس ؟؟ لن نستطيع إلا حين نمضي نشعل كل الأرجاء بالنور واليقين .. ، كيف نغفو ونحن في بلد كانت ولا زالت تزمجر فيه الأسود ورجال لا تهاب المنون فهم من صنع الأمجاد بدمائهم وهم من لا يبالي بالأعادي لأن عزمهم من الله تعالى ..
لكن الحقيقة أن الشعب لا ينهض إلا حين يشعر بعزة الحياة فيدفعه عزم الحياة الكريمة ، حين يستيقظ بداخله ، الى رفض الظلم ، ولنعلم جميعا أن القيد لا يألفه سوى من اعتاد عليه ويشعر انه جزء من كيانه وحياته .. فلا نجعل القيود جزء من حياتنا أحبتي .