منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > القسم العام > الأسرة والمرأة والطفل
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-2009, 10:40 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مسلمة وافتخر غير متواجد حالياً


افتراضي غرس العقيدة في الطفل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غرس العقيدة في الطفل


لاشك أن تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغ الأهمية في منهج التربية الإسلامية، وأمر بالغ السهولة كذلك.



ولذلك اهتم الإسلام بتربية الأطفال على عقيدة التوحيد منذ نعومة أظفارهم، ومن هنا جاء استحباب التأذين في أذن الـمـولود، وسر التأذين - والله أعلم- أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبريـاء الـرب وعـظـمـتـه، والـشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كتلقينه شعار الإسلام عند مـجـيـئـه إلـى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.
ومن ثم يتولى المربي رعاية هذه النبتة الغضة، لئلا يفسد فطرتها خبـيـث الـمؤثرات،
ولا يهـمـل تعليمه العقيدة الصحيحة بالحكمة والموعظة الحسنة،
لأن العقيدة غـــذاء ضـروري للـروح كضرورة الطعام للأجسام، والقلب وعاء تنساب إليه العقائد من غير شعور صاحبه،

فإذا ترك الطفل وشأنه كان



عرضة لاعتناق العقائد الباطلة والأوهام الضارة،


وهذا يقتضينا أن نخـتـار له من العقائد الصحيحة ما يلائم عقله ويسهل عليه إدراكه وتقبله، وكلما نما عقله وقــوي إدراكـــه غذيناه بما يلائمه بالأدلة السهلة المناسبة، وبذلك يشب على العقائد الصحيحة، ويكون لـه مـنهـا عـنــد بلوغه ذخر يحول بينه وبين
جموح الفكر والتردي في مهاوي الضلال.


أما إن أخطأ المربون في تعرف اهـتـمـامـــات الطفل الدينية فقدموا له تفسيرات دينية غير ملائمة، فحينئذ
"إما أن ينبذها كما يـنـبـذ أية فكرة لا تتسق مع تكوينه النفسي المتكامل، وإما أن يتقبلها على مضض مجاملة للأهل،
وضماناً لاستمرار عطفهم، ولكنه تقبل مؤقت يخفي معارضة مكبوتة.




فالإجابة السليمة الواعية على تساؤلات الأطفال الدينية، بما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم وفهمهم أمر ضروري، مع الاعتدال في التربية الدينية لهم، وعدم تحميلهم مالا طاقة لهم به... وكذا عدم اهمالهم بحجة أنهم صغار لا يفهمون -كما يظن البعض-...


فهذا رسولنا الكريم قد تعهد أصحابه - حتى الأطفال منهم- فغرس في نفوسهم
أسس العقيدة، قال معلماً لابن عباس -رضي الله عنه-: «يا غلام إني أعلمك كلمات؛ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».



بمثل هذه التوجيهات الحكيمة نستطيع أن نحصن عقائد أبـنـائـنـا، وفي كل تصرف من تصرفات المربي وكل كلمة من كلماته يراقـب ربـه، ويحـاسـب نفسه لئلا تفوته الحكمة والموعظة الحسنة، وحتى لاتوقع أخطاء التربية أبناءنا في متاهات المبادئ،
يتخبطون بين اللهو والتفاهة، إلى الشطط والغلو، كل ذلك عند البعد عند التربية الحكيمة المتوازنة التي تسير على هدي تعاليم الإسلام الحنيف.



جوانب البناء العقدي عند الطفل المسلم:



أ-الإيمان بالله -جل وعلا-:


إن أهم واجبات المربي حماية الفطرة من الانحراف، وصيانة العقيدة من الشرك، لذا نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تعليق التمائم تعويداً للصغير الاعتماد على الله وحده: «من علق تميمة فلا أتم الله له».


وإذا عرفنا أن وضع التميمة والاعتقاد فيها شرك، جنبنا أطفالنا هذا الشرك، وبعد ذلك يوجه المربي جهده نحو غرس عقيدة الإيمان بالله في نفس الصغير؛
فهذه أم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك خادم الرسول -
صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم أجمعين أسلمت وكان أنس صغيراً لم يفطم بعد، فجعلت تلقن أنساً؛قل:
لا إله إلا الله، قل: أشهد أن لا إله إلا الله،
ففعل، فيقول لها أبوه: لا تفسدي على ابني فتقول: إني لا أفسده.


كان أبوه ما يزال مشركاً يعتبر أن التلفظ بعقيدة التوحيد والنطـق بالـشـهـادتين إفساداً لطفله، تماماً كما يرى كثير من الملاحدة - أصحاب المذاهب الهدامة والطــواغـيـت في الأرض في هذا العصر - أن غرس الإيمان وعقيدة التوحيد إفساد للناشئة وإبعاد لهم عن التقدمية كما يزعمون.



يتعرف الطفل أنه مسلم، وأن دينه الإسلام وهو الدين الذي ارتضاه الله له ولا يقبل من عباده سواه، والتركيز في التربية على ما وصفها ابن تيمية -رحمه الله-
(محبة العامة وهي محبة الله تعالى لأجل إحسانه لعباده، وهذه المحبة على هذا الأصل لا ينكرها أحد، فإن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها).



فالله تعالى أعطانا العينين والطعام اللذيذ وكل ما يحبه هذا الصغير، فلا يملك صغيرنا إلا أن ينشأ على محبة خالقه -جل وعلا-.


ويـبـتـعـد المربي عن تلقين الأطفال اسم الله من خلال الأحداث الأليمة، لأن للـخـبـرات الأليمة أثرها في تشكيك المؤمن في عقائده وانحيازه إلى النزعة اللادينية".




ومن الأحداث الأليمة عند الطفل مثلاً أن نقرن له ولادة الطفل بشق بطن أمه مثلاً.. "فيتصور أن فـعـل الميلاد أمر بشع، وحيث إن مولد طفل جديد يثير قلقه.. فمن المحتمل أن تكون أولى خبرات الطفل بالله خبرات أليمة".



لذا، ينبغي أن نذكر اسم الله أمام الطفل من خلال مواقف محببة سارة، فالطفل مثلاً قد يستوعب حركة الـسـبـابـــة عند ذكر كلمة الشهادتين، يتلفظ بها الكبير أمامه، الأم أو الأب أو أحد الإخوة الكبار، وذلك منذ الشهر الرابع من عمره، فإذا به يرفع أصبعه مقلداً الكبار.


كم هي حركة لطيفة ومحببة عند الأهل الذين لا يملكون إزاءها إلا ضم صغيرهم وتشجيعه وهو يشير بأصبعه عند ذكر اسم الله... فيرسخ اسم الله في نفسه بمحبة عارمة من والديه، ويغرس حب الله في قلبه..


وإذا نما صغيرنا وترعرع نلفت نظره إلى مظاهر قدرة الله ونعمه التي لا تحصى: إذا نظر في المرآة نقول له معلمين قل: "اللهم كما حسنت خَلْقي فحسن خُلُقي".


وإن لبس الجديد حمد الله على نعمه، وكذا إن أكل أو شرب قال:
"الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين".


وهكذا، فيعرف نعمة الله ويعتاد شكره، مع لفت النظر إلى مظاهر قدرة الله ونعمه التي لا تحصى.. كل ذلك بأسلوب رفيق ولهجة رقيقة من غير إسراف في عرض الفكرة ولا غلو فيها، وإنما بطريقة محببة تناسب الطفولة فتتمشى معها.




"ولا يجوز للمربي أن يتكـئ على خـــط الخوف حتى يـرعـب الطفل بغير موجب بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه. والـنـــار وبشاعتها.. إنما ينبغي أن نبدأ بالترغيب لا بالترهيب حتى يتعلق قلب الطفل بالله من خيط الرجاء أولاً فـهـــو أحـــوج في صغره إلى الحب".


علينا أن نذكر اسم الله -تبارك وتعالى- ونحن نستشعر عناية الله بالإنـســان وتكريمه له "حيث سخر له ما في سماواته وأرضه، وما بينهما حتى ملائكته.. جعلهم حفـظـة له في منامه ويقظته وأنزل إليه وعليه كتبه.. فللإنسان شأن ليس لسائر المخلوقات".


هذا فضلاً عن فائدة أخرى:


"إن الاعتقاد بكرامة الإنسان على الله، يرفع من اعتباره في نظر نفسه، ويثير في ضميره الحياء من التدني عن المرتبة التي رفعه الله إليها.. ونظافة المشاعر تجيء نتيجة مباشرة للشعور بكرامة الإنسان على الله ثم برقابة الله على الضمائر واطلاعه على السرائر".




وهكذا ننمي عند الأطفال الشعور الدينى القائم على حب الله؛ حيث نركز على معاني الحب والرجاء ومظاهر رحمة الله تعالى الواسعة بالناس.


كما نروض الطفل على محبة الله واحترام أمر الله، وارتباطه بأحكام دين الله، فإذا به شاب نشأ في رضوان الله لا يعرف غير الإسلام شرعة ومنهاجاً. نشعره أن الله يحبنا فلا يكلف نفساً إلا وسعها، وإذا أمرنا بشىء فالواجب أن نأتي منه ما نستطيع،
أما الحرام فلا نقربه مطلقاً.. فإن الله تعالى يحب الـمـطيعين له ولا يحب الكافرين:


{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ والرَّسُولَ فَإن تَوَلَّوْا فَإنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ} [ آل عمران: 32].


ويـردد الـمبدأ على مسمع الأطفال.. ويـغـرس في قلوبهم،فتنمو في نفوسهم مشاعر الأخوة الإيمانية والرابطة الإسلامية، والمفاصلة مع أعداء دين الله الكافرين به، وهذا مطلب تربوي هام وديني قبل كل شيء.


{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والَّـذِيـنَ مَـعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ ومِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ والْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ} [الممتحنة:60].




يتبع إن شاء الله






التوقيع

[SIZE=6][/Shttp://sh11sh.com/vb/image.php?type=sigpic&userid=638&dateline=12815677 76IZE]

رد مع اقتباس
قديم 15-06-2009, 10:38 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مسلمة وافتخر غير متواجد حالياً


افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

يتبع بقيةموضوع

غرس العقيدة في الطفل

اللهالمستعان

ولن تخيب نفس ألهمت رشدها، فسارتعلى هدي رسولنا الكريم في تربية النشء،
ليعينها رصيد الفطرة المركوز بها، تستشفهمن خلال إشارات طفلها إلى علو الله، ومن كلماته في الرضى والغضب والتي يبين فيها أنالله تعالى منصف للمظلومين، وليس أفضل من كتاب الله يذكرنابوصيةلقمانلابنه:

"
وإنها لعظة غير متهمة، فما يريد الوالد لولده إلاالخير، وما يكون الوالد لولده إلا ناصحاً

"
{يَا بُنَيَّلا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * ووَصَّيْنَا الإنسَانَبِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وهْناً عَلَى وهـْـــنٍ وفِـصَــالُهُ فِيعَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوَالِدَيْكَ إلَيَّ المَصِيرُ * وإن جَاهَدَاكَعَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيـسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَاوصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً واتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إلَيَّثُمَّ إلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّإنَّهَا إن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِيالسَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وانْهَ عَنِ المُنكَرِواصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان:13-19].



ب- تعويدالأطفال حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوقيره:

عـلـىالـوالـديـن وموجهي الأطفال أن يغرسوا حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفوسالناشئة،فـحـب رسـول الله مـن حـب الله - جـل وعلا - ولايكون المرء مؤمناً إلا بحب الله ورسوله.

عن أنس - رضي الله عنه - قال، قال رسول الله -صلـى الله عـلـيـه وسـلـم-: «لا يؤمنأحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» .


وعلينا أن نُفهم الطفل بعض الشمائل الطيبة، نقتبسها من السيرةالنبوية،
مـن صـفـاته -صلى الله عليه وسلم- مثل: الرحمة بالصغار،
وبالحيوانوبالخدم... وأن نحكي له بعض القصص المحببة في هذا الشأن من سيرته - عليه الصلاةوالسلام - ومن سيرة أصحابه الـكـرام،
وذلك حـتـى يـتـخـلق بخلق رسول الله، فيرحمالصغار والضعاف، ولا يؤذي الحيوان.

ونغرس في نفوس أطفالنا خلالسردنا لمواقف من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثر تطبيق الدين في السلوكوالخلق والعبادة...
فتتأثر نفوسهم، وتتفاعل قلوبهم بحب الرسول - عليه الصلاةوالسلام -
وحـب رسـالـتـه، وفي ذلك المغفرة وجنات النعيم{قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُاللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آلعمران:31].

وعلى المربي أن يعلّم الأطفال الصلوات الإبراهيمية وأن يحفظوهاإن أطاقوا ذلك، فالصلاة على النبي ترفع الدرجات،
وتضمن شفاعـة الـمصطفى -صلىالله عليه وسلم-
{إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَعَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُواتَسْلِيماً} [الأحزاب:56]،

وأنه خاب وخسر منإذا ذكر عنده لم يصلِّ عليه.

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلىآله وصحبه أجمعين.



ج- الإيمانبالملائكة:

الملائكة جند الله، يأتمرون بأمره ولا يعصونه.. إنفي العالم مخلوقات كـثـيـرة لا نعرفها، يعلمها خالقها - جل وعلا - ومن بينها الملائكة...
بهذه الصورة يمكن أن نتحدث عن هذا الركن الإيمانيالغيبي أمام الأطفال،
ونضيف لهم بأن أعمال الملائكة كثيرة نستشفها من بعض الآياتالكريمة،ومن ذلك حفظ الإنسان: {إن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّاعَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق:4].

وكتابة ما يعمله في حياته: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ ق:18]

وكم يسعد الأطفال عندما تجمعهم أمهم، لتحدثهم عن الجنة ونعـيـمـهـا،
والملائكة فيها، إذ تبشر المؤمنين كقوله -

تعالى-:{إنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُـواتَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وأَبْشِرُوابِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِالدُّنْيَا وفِي الآخِرَةِ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ ولَكُمْفِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَـفُـورٍ رَّحِـيـمٍ * ومـَـنْ أَحْـسَـنُقَـوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَى اللَّهِ وعَمِلَ صَالِحاً وقَالَ إنَّـنِـي مِـنَالمُسْلِمِينَ}[ فصلت:30-33].

فالأم بذلكتستفيد من صفات طفولة أبنائها، في خدمة عقيدتها، ويجددون مرضاة الله (تعالى).

فبدلاً من إرضاء الخيال النامي عندهمبقصص خرافية وأساطير وهمية، قد لا تجلب لهم إلا العنف والبعد عن الواقعية..

نكون بذلك قد تعاملنا مع طفولتهم بما يرتضيه الشرع الحنيف.. علىأن لا يكون في هذا شطط ولا غلو، إن الغلو في أي شيء إفراط قد يؤدي إلى خلاف ما يقصدالمربي.

وينبغى ألا يثبّت المربون صورة خاطئة في عقول الأطفال عن شكلالملائكة مثلاً.. ولاسيما أن أكثر وسائل الإعلام تصور الملائكةبأشكال معينة لها أجنحة،
وتصورالشيطانبأن له قروناً..
وذلك حتى لاتثبت هذه الصورة الخاطئة في نفسالطفل.



د- عدم التركيز على الخوفالشديد من النار:

إن الطفل ذو نفس مرهفة شفافة، فلا ينبغيتـخـويـفـه ولا ترويعه، لأن نفسه تتأثر تأثراً عكسياً.. يمكن للمربي أن يمر علىقـضـيـة جـهـنـم مراً خفيفاً رفيقاً أمام الأطفال، دون التركيز المستمر على التخويفمن النار، ظناً منه أن هذه وسيلة تربوية ناجعة..

أخـرج الحـاكـموالـبـيـهـقـي عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -:
أن فتى منالأنصار دخلته خشية الله، فكان يبـكـي عـند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت، فذُكرذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فـجـاءه فـي الـبـيت، فلما دخل عليه اعتنقهالنبي وخر ميتاً ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «جهِّزوا صاحبكم، فإن الفَرَقفَلَذَ كبده!».


إن الفقه في دين الله هو ألا يقنط الناس من رحمةالله وألا يستهينوا بمعاصيه. فعن علي - رضى الله عنه - قال: "ألا أنبئكم بالفقيه حقالفقه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يؤمنهم مكرالله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا خيرفي فقه ليس فيه تفهم".



هـ - الإيمانبالقدر:

وعلينا أن نزرع في نفس الطفل عقيدة الإيمان بالقدرمنذ صغره، فيفهم أن عمره محدود، وأن الرزق مقدر، ولذلك فلا يسأل إلا الله، ولايستعين إلا به، وأن الناس لا يستطيعون أن يغيروا ما قدره الله - سبحانه وتعالى - ضراً ولا نفعاً، قال - تعالى -: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إلاَّ مَاكَتَبَ اللَّهُ لَنَا}[التوبة:51].

أما كيف يتم ذلك؟ فمن خلال انتهازالفرص المناسبة،
ولعل أبرز الظواهر التي تلفت نظر الأطفال في هذا المجال ظاهرةالموت؛ فهم قد يتقبلونه تقبلاً معتدلاً، وذلك في ظل أسرة لا تبدي جزعها من الموت،
وتُشعر الأطفال - وببساطة - أن من ينتهي عمره يموت.

أماإن شعر الأطفال - بطريقة ما - أن الموت عقوبة وذلك من خلال التعليق على موت أحدالناس:
"
والله إنه لا يستأهل هذا الموت"! كما تقول بعضهن في لحظةانفعال، نسأل الله المغفرة والهداية، وكذا إن هددت الأم طفلها بالضرب والتمويت؛فيزرع في ذهنه أن الموت عقوبة وليس نهاية طبيعية ومنتظرة للجميع،مما يجعله يجزع منهمستقبلاً، وهذا ما يتنافى مع عقيدة الإيمان بالقدر.



وكذا بالنسبة للرزق:

جميل بالمربيةأن تتعمد أمام طفلها حمد الله - تعالى - على ما أعطى من الرزق، فذلك يرسخ في ذهنهأن المال مال الله، والخير كله منه.. وإن قال لها مستنكراً: إلا أن المال من مكان "كذا" لمكان عمل والده - فهي الفرصة لأن تغرس في نفسه أنه لابد من اتخاذ الأسبابالمؤدية إلى النتائج بحسب السنة الجارية.. ومن ثم يـحـس بوجـوده الـذاتـي ويـعـمـل،دون أن يفـتن بنفـسه ولا بعمله، ودون أن يفـتـن بالأسباب.

وإن اتخاذ الأسباب مع الإيمان بالقدر يجعل من المسلم إنساناًمقداماً لا يخشى إلا الله، كريماً لا يخاف على نفسه الفقر، صبوراً لا يهلع أمام كلمصيبة مادامت مقدَّرة.

فهذا المعتقد يُحدث في حسن المؤمن توازناًجميلاً رائعاً، يعينه على القيام بدور الخلافة الراشدة في الأرض، ويجعله يعمل فيالأرض وقلبه متطلع إلى الله في السماء.

إنه يتخذالأسباب عبادة لله، وانطلاقاً مع سنة الله الجارية، ويحس في الوقت ذاته أن النتيجةالتي وصل إليها هي قدر قدَّره الله وليست حصيلة أسبابه التي اتخذها، وأن الأسباب لاتؤدي بذاتها أداءً حتمياً إلى النتيجة إنما تؤدي إلى النتيجة بقدر منالله.

فهذه المعاني تدفع الطفل إلى عدم التخاذل، فلا يداهن ولايراوغ، لأنه قد حُصِّن بقوة العقيدة، ولا يمكن أن ينحني رأسه أمام مغريات الدنياولا إرهاب المتجبرين؛ لأنه اعتاد أن ينحني ويسجد لله فقط.

فمن هؤلاء الأطفال الذين نغرس في نفوسهم هذه المعاني - معاني العقيدة - سيكون خط التغيير نحو منهج الله بإذن الله. من المنازل ومن رياض الأطفال سوف تصححالمفاهيم، فليتقِ الله أولياء الأمور في هذه المدارس وفي تلك المنازل، وليعلموا عظمالمسؤولية وليؤدوا الأمانة بصدق وإخلاص، ليربطوا عقيدة الناشئة بعقيدة السلف.

اللهم أصلحنا وأصلح ذرياتنا، ربنا أصلح لنا في ذرياتنا إنا تبناوإليك وإنا من المسلمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المصدر :

موقع الشيخ محمد حسين يعقوب ( حفظه الله )






التوقيع

[SIZE=6][/Shttp://sh11sh.com/vb/image.php?type=sigpic&userid=638&dateline=12815677 76IZE]

رد مع اقتباس
قديم 16-06-2009, 12:59 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله الجنة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .







رد مع اقتباس
قديم 17-06-2009, 02:17 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مسلمة وافتخر غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خيرا على مرورك الطيب







التوقيع

[SIZE=6][/Shttp://sh11sh.com/vb/image.php?type=sigpic&userid=638&dateline=12815677 76IZE]

رد مع اقتباس
قديم 17-06-2009, 05:01 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مسؤولة مسابقات اسلامية
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نسمة الهجير غير متواجد حالياً


افتراضي

موضوع غاية فى الروعة اختى مسلمة
جعله الله فى ميزان حسناتك
ورزقك به الجنة.






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 17-06-2009, 05:16 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


لؤلؤة الغرب غير متواجد حالياً


افتراضي

موضوع مميز ورائع بار ك الله فيك واحسن اليك اختى الفاضلة







رد مع اقتباس
قديم 22-06-2009, 03:07 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مسلمة وافتخر غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاكن الله خيرا اخوات الفضليات نسمةولؤلؤة على مروكما الطيب الذي عطر صفحتي







التوقيع

[SIZE=6][/Shttp://sh11sh.com/vb/image.php?type=sigpic&userid=638&dateline=12815677 76IZE]

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسطوانة العقيدة للاطفال اسراء الصوتيات والمرئيات والاسطوانات الإسلامية والأناشيد بدون موسيقى 2 18-09-2010 07:01 PM
ما هي العقيدة؟ وما هي السلفية؟ مسلمة وافتخر عقيدة أهل السنة والجماعة 7 29-06-2010 03:22 AM
ما مفهوم العقيدة عند العلماء؟ مسلمة وافتخر عقيدة أهل السنة والجماعة 9 05-04-2010 03:11 AM
ما هي العقيدة؟؟ وما هي السلفية ؟؟ حــ العندليب ــوده عقيدة أهل السنة والجماعة 0 15-11-2009 04:00 PM
الفاظ وامثال تخالف العقيدة اخت مسلمة رحيق الحوار العام 2 04-06-2009 04:42 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة