حملة غضب بقطر بعد استضافة "شيطان الدانمارك"

حملة غضب بقطر بعد استضافة "شيطان الدانمارك"

أحمد عبد السلام

روس خلال المؤتمر (الوطن القطرية)

الدوحة- "شعب قطر يطالب بإقالة وطرد "روبير منار" لاستضافته الصحفي الدانماركي "الشيطان" فلمنج روس، رئيس تحرير صحيفة "يولاندز بوست" التي نشرت الصور الكاريكاتورية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.

هذا نموذج من رسائل عديدة بدأ يتداولها القطريون اليوم الأربعاء على هواتفهم الجوالة، ورصدها مراسل "إسلام أون لاين. نت"، للمطالبة بطرد مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام، روبير منار؛ بسبب استضافته روس في الاحتفال باليوم العالمي للصحافة في الدوحة الأحد الماضي (3 مايو)، وهذا الصحفي هو أول من فجر مشكلة الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم عام 2005.

وانتشرت على الهواتف الجوالة رسائل عديدة من هذا القبيل، مثل "لا نريد حرية إعلام تمس ديننا، إن كان ديني قد يكبل حريتي الإعلامية فاللهم اجعلني مقيدا حتى ألقاك"، و"نرفض كمسلمين وكقطريين استضافة من تطاول على ديننا ورسولنا الدانماركي فلمنج روس في بلادنا.. تكرم قطر.. ونرفض أن نكون أول دولة مسلمة تستضيفه على أراضيها".

كما أثارت زيارة روس ردود فعل غاضبة على المنتديات الإلكترونية القطرية، فعلى منتدى "قطر فوتبول"، تساءل المشارك ""smokey" مستنكرا: "نستضيف الذي أساء للرسول صلى الله عليه وسلم حتى نبين للجميع إن عندنا حرية إعلام؟ هل هذه هي الطريقة الوحيدة لإثبات هذا الشيء؟".

فيما قال المشارك "ميلاني": "قلنا حرية، لكن ليس لهذه الدرجة. تستضيف واحد (شخص) أساء لأشرف الخلق.. ما أدري إلى متى سنصير على هذا الحال".

وكان روس قد وصل إلى قطر للمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للصحافة التي استضافته الدوحة يومي 2 و3 مايو 2009، كأول دولة عربية تستضيف هذه المناسبة.

وروس هو من وجه الدعوة إلى 42 رساما في اتحاد رسامي الكاريكاتور بالدنمارك، طالبا من كل واحد منهم رسم النبي محمد كما يراه، ثم قام بنشرها هذه الرسوم في الصحيفة التي يرأس تحريرها.

ضيافة مينار

وانطلقت هذه الرسائل الاحتجاجية، بعد أن كشف أحمد علي، مدير عام دار "الوطن" التي تصدر صحيفة "الوطن" القطرية.

وتحت عنوان "شيطان الدنمارك في ضيافة مينار"، قال علي: "بلغت درجة استخفاف روبير مينار بمشاعرنا، واستهتاره بقيَمنا، قيامه بتدبير وترتيب استضافة الصحفي الدنماركي فلمنج روس في عاصمتنا، ليكون ضيفا مشاركا في فعاليات احتفالات بلادنا بذلك اليــوم العالمي".

واستطرد مبيننا السيرة الذاتية لروس، الذي وصفه بـ «الضيف الثقيل»، قائلا: "ذلك الساقط الذي أساء إلى ديننا، ورسولنا الكريم سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم)، بنشره المتعمد رسومات ساخرة، تصوره إحداها يعتمر عمامة فيها قنبلة، وفـقا لخيال راسمها المريض، صاحب السلوك الاستفزازي البغيض"

وتابع: "وطبعا، كلكم تعرفون تداعيات قضية تلك الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى سيد الأنبياء وخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم، وما أثارته في عالمنا الإسلامي من رد فعل غاضب، بعضها كان دموي والآخر كان دراميا".

واعتبر أن ذلك هو السبب في "توتر العلاقات، وكثرة الخلافات، ونشوء الصدامات بين العالمين الإسلامي والغربي، رغم مضي أكثر من ثلاثة أعوام عليها"، منذ قيام روس بإطلاق شرارتها الأولى يوم 30-9-2005.

واستطرد على مضيفا أن روس "يرتبط بعلاقات عمل وثيقة بإسرائيل، وتحديدا حزب الليكود اليميني المتطرف، الذي يمسك مقاليد الأمور في الدولة العبرية حاليا، بزعامة رئيسه العنصري بنيامين نتنياهو".

فجة ومحبوكة

ثم انتقل مدير عام "الوطن" للهجوم على روبير مينار، واصفا إياه بأنه "صديق روس".

وأضا: "ما من شك في أن استضافته المعيبة لذلك الصحفي الساقط في بلادنا، وهو الذي أساء إلى رسولنا، تعتبر لعبة خبيثة، من ألاعيبه المكشوفة، التي تبدو حلقاتها محبوكة، بطريقة فجَّة لكنها ممنهجة".

وأردف: "وما من شك في أن هذه السقطة المينارية غير الأخلاقية، باستضافة مفجر قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى رسولنا، عمل مسيء يستحق الشجب والرفض، مهما كان التبرير، الذي حتما سيأتي تحت شعار ضيوف الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة!".

وأضاف: "يجب أن يعلم مينار وصاحبه الدنماركي، أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هــو خط أحمر، لا نسمح له أو لغيره بتجاوزه أو قطعه أو القفز عليه".

واندلعت أزمة الرسوم المسيئة في سبتمبر 2005 عندما نشرت "يولاندز بوستن" 12 رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي، ثم تناقلت عدة صحف غربية نشرها بدعوى حرية التعبير والتضامن مع الصحيفة الدانماركية، وهو ما أثار موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي.

وبعد نحو عام، تكررت الإساءة عندما بثّ التلفزيون الحكومي الدانماركي شريطا مصورا يظهر أعضاء في حزب الشعب الدانماركي المناهض للهجرة، وهم يشاركون في مسابقة لرسم صور تسخر من الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي فبراير 2008 أعادت نحو 17 صحيفة رئيسية في الدنمارك نشر الرسوم المسيئة.