منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-2008, 05:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي البندقية/الجمال على صفحات المياه

البندقية/الجمال على صفحات المياه



















البندقية (بالإيطالية Venezia ، بالإنكليزية Venice ، بالألمانية Venedig) مدينة بشمالإيطاليا وهي عاصمة إقليم فينيتو وعاصمة مقاطعة فينيسيا. يقدر عدد سكانها 271 الف نسمة.
المدينة عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها عن طريق جسور و تطل المدينة على البحر الأدرياتيكي. تعتبر المدينة من أهم المدن الايطالية ومن أكثر المدن جمالا في إيطاليا لما تتمتع به من مباني تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا وقنواتها المائية المتعددة ما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم.
كانت تتمتع البندقية بحكم ذاتي اثناء العصور الوسطى وما بعد ذلك و كانت تسمى جمهورية البندقية أو Republic Of Venice و تعتبر من أهم مرافئ أوروبا تجاريا أثناء الحملات الصليبية وتتمتع بقوة بحرية هائلة









المواصلات في البندقية


البندقية هي عبارة عن أكثر من مئة جزيرة ملتصقة كانت وما زالت من أصعب أماكن التنقل عمليا وهندسيا. طرق التنقل في البندقية محصورة في القوارب الكلاسيكية المتوفرة بكثرة في المدينة والتي يطلق عليها ال Gondola أو الجناديل وبعض الشوارع خارج قلب المدينة وفي القرن التاسع تم توفير سكة حديد إلى البندقية وتقع خارج مركز المدينة أيضا. في القرن العشرين تم بناء شارع رئيسي يوصل إلى المدينة ومواقف عامة. تعتبر المدينة مثالية من ناحية عدم استخدام السيارات والشاحنات على مستوى أوروبا والعالم. يمكن الوصول إلى البندقية جواَ عن طريق مطار تم بناءه مؤخرا ليخدم البندقية والضواحي المحيطة بها وهو مطار ماركو بولو الدولي.










وسيلة التنقل الأكثر انتشارا في البندقية وهي القوارب




أهالي البندقية يعرضون أنفسهم للبيع!



البندقية - ي.ب.أ:
عرض سكان من مدينة البندقية الإيطالية أنفسهم للبيع على موقع "إي باي" الإلكتروني للمزاد العلني وذلك من أجل لفت الانتباه إلى ارتفاع كلفة العيش في هذه المدينة التاريخية.وأفادت وكالة "أنسا" للأنباء الإيطالية ان المجموعة المؤلفة من 22شخصا في البندقية قالت إن المزاد مخصص للفت الانتباه إلى تراجع عدد سكان المدينة بعد أن عمد المتعهدون إلى بناء عدد أكبر من الفنادق وارتفاع كلفة المعيشة فيها.وقالت المجموعة إن "البندقية فارغة أكثر من أي وقت مضى، فعدد السكان في حزيران - يونيو 2008بات 60ألفا و 577نسمة ما يعني انها خسرت 143شخصاً منذ شهر آذار - مارس الماضي". وحثت المجموعة القادة المحليين على وقف البيع المنهجي للقصور الكبيرة.يشار إلى الرهان في المزاد الذي أطلق يوم الخميس الماضي وصل إلى 4341دولارا والمعروض هم "أشخاص ولدوا وترعرعوا في البندقية ونسبهم عريق".











مخترع البندقية كلاشينكوف يساند الإعلان عن اتفاقية دولية للحد من الأسلحة

5 يوليو 2005
كبار المسؤولين في مجال تصنيع الأسلحة بالإضافة إلى الجمعية البريطانية لمصنعي الأسلحة الدفاعية والجنرال الروسي كلاشينكوف مخترع البندقية المسماة باسمه أعلنوا موافقتهم اليوم على الاتفاقية الدولية لتنظيم تجارة الأسلحة.

ردا على سؤال وجهه نشطاء حملة الحد من الأسلحة في روسيا، أعرب الجنرال كلاشينكوف عن مساندته الإعلان عن اتفاقية دولية لتنظيم تجارة الأسلحة.

وقال كلاشينكوف: "إذا كان من الممكن الإعلان عن مثل هذه الاتفاقية، فأنا أعتقد حينئذ أننا قد حققنا قدرا من التقدم. لقد اخترعت البندقية كلاشينكوف للدفاع عن مصالح وطني ولكني وفي كل المناسبات والخطابات العامة لازلت أكرر القول بأن البنادق مكانها معسكرات الجنود."

وفي خطوه مشابه، أعلنت الجمعية البريطانية لمصنعي الأسلحة دعمها للاتفاقية الدولية لتنظيم تجارة الأسلحة وهي تحالف يضم 550 شركة تعمل في مجال إنتاج معدات تستخدم في انشطة الدفاع والشرطة والأمن العام حول العالم وتعد الممثل عن مجال تصنيع الأسلحة في المملكة المتحدة.

وقال برينلي سالزمان مدير التصدير في الجمعية: "إن أهم أسباب الضعف الذي يعتري عمليات المكافحة العالمية لانتشار الأسلحة يكمن في اختلاف الأنظمة والإجراءات السياسية الموضوعة للحد من تجارة الأسلحة حول العالم، ولذا فأننا نرحب بشدة بمحاولة الإعلان عن اتفاقية عالمية تجمع بين هذه السياسات للوصول إلى درجة أكبر من التناسق فيما يتعلق بتشريعات الحد من الأسلحة."






رد مع اقتباس
قديم 21-11-2008, 05:40 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

جزر البندقيه الاهوار -- فينيتو


How many islands are there in the Venice lagoon?
كيف هل هناك العديد من الجزر في بحيره البندقيه؟
The lagoon is a single island: it is a sort of cluster of small and large, joined and separated "water sisters": Mazzorbo , Sant' Erasmo , Giudecca , Lido , San Pietro in Volta , Pellestrina ; the tiny Costanziaca , Ammiana , San Tommaso del Borgognoni and the "submerged churches" of Lio Piccolo ; the abandoned San Secondo , Santo Spirito , San Giorgio in Alga , Poveglia , Sant'Angelo della Polvere , the Lazzaretto Vecchio and the Lazzaretto Nuovo , San Servolo , San Clemente , La Grazia and many others are just part of a much longer list.
البحيره جزيرة واحدة هي : انه نوع من مجموعة صغيرة وكبيرة ، وانضمت الى فصل "الماء من الاخوات" : mazzorbo ، سانت 'erasmo ، giudecca ، البلاج ، فولتا في سان بيترو ، pellestrina ؛ الدقيقة costanziaca ، ammiana ، سان Tommaso دل borgognoni و"المغموره الكنائس" من lio بيكولو ؛ المهجوره سان secondo ، سانتو spirito ، وسان جورجيو في طحلب ، poveglia ، sant'angelo ديلا polvere ، lazzaretto vecchio وlazzaretto nuovo ، سان servolo ، سان كليمنتي ، مدينة لوس انجلوس grazia وكثير غيرها ليست سوى جزء من قائمة أطول بكثير.



But there are two extraordinary islands, two places of the spirit, which are surrounded by a unique solitude and which deserve a special mention: San Francesco del Deserto and San Lazzaro degli Armeni .
ولكن هناك اثنين من الجزر غير عادية ، مكانين للروح ، وهي محاطه فريدة من نوعها والعزله التي تستحق الاشارة بوجه خاص الى : سان فرانسيسكو وسان دل deserto Lazzaro degli armeni.
These two isles have a very particular charm and beauty. Murano , Burano and Torcello are, along with Venice itself, the most important representatives of the lagoon, of its beauty and art and of the craftmanship of the people of the ancient Venetian Republic.
هذه الجزر في اثنين يكون لها سحر خاص جدا والجمال. Murano ، burano وtorcello ، جنبا الى جنب مع البندقيه نفسها ، فإن اهم ممثلي البحيره ، للجمال والفن ومن craftmanship للشعب جمهورية البندقيه القديمة.
Three islands, three worlds to explore and which are easy to reach from their "mother" town.
الجزر الثلاث ، لاستكشاف العوالم الثلاثة والتي من السهل التوصل الى "الأم" المدينة.
Burano
Burano
This is the most picturesque of the lagoon islands due to the extraordinary colours of its low houses, doors and windows, which look like the work of naive painters.
وهذا هو أكثر من رائع البحيره جزر استثناءيه نظرا لقلة الالوان للمنازل ، والابواب والنوافذ ، التي تشبه اعمال الرسامين من السذاجه.
The island can be reached in less than an hour from the Fondamenta Nuove and in half an hour from San Zaccaria .
الجزيرة يمكن التوصل اليها في اقل من ساعة من fondamenta nuove وبعد نصف ساعة من سان zaccaria.
Burano is made up of four little islands separated by canals.
Burano تتكون من أربع جزر تفصل بينها قليلا القنوات.
Laces and fishery are the island's main resources.
الاربطه ومصايد الأسماك هي الموارد الرئيسية في الجزيرة.
The embroideries unite fantasy and delicacy; the most difficult and well-known stitch is the so-called "air-stitch', which is a real miracle of Burano's lace-makers. The island has a high density of population and on its old narrow streets and coasts there are hundreds of stalls and shops.
التطريزات توحد الخيال والحساسيه ؛ اصعب ومعروفة الابره هو ما يسمى ب "الجو الابره' ، الذي هو معجزه حقيقية للburano صناع الرباط. الجزيرة كثافه عالية من السكان وعلي الضيقة القديمة الشوارع وشواطئها وهناك المئات من الاكشاك والمحلات التجارية.
Murano
Murano
These five tiny isles separated lengthwise by the local Canal Grande and crosswise by the canal of San Donato and by the Rio Vetrai can be reached in a few minutes both from San Zaccaria and from the Fondamenta Nuove .
هذه خمس جزر صغيرة تفصل طوليا من جانب القناة الكبرى والمحلية على هيئة صليب من قبل القناة سان دوناتو وريو vetrai يمكن التوصل اليها في بضع دقائق من كل من سان zaccaria ومن fondamenta nuove.
Murano is known as the island of glass-works (since 1291) and it is the place where experienced glassblowers turn a craftwork into a piece of art.
Murano وكما هو معروف في الجزيرة من الزجاج - تعمل (منذ 1291) وهو المكان الذي يوجد فيه من ذوي الخبرة glassblowers تحويل craftwork الى قطعة فنية فريدة.









San Francesco del Deserto
سان فرانسيسكو ديل deserto
This island was occupied in 1200 by a community of Franciscan friars who still live inside an austere convent embellished by two XIV and XV century cloisters.
هذه الجزيرة التي احتلتها في 1200 من قبل جماعة من الرهبان الفرنسيسكان من لا يزالون يعيشون داخل الدير التقشف embellished اثنان من القرن الرابع عشر والخامس عشر الاديره.
Accommodation available (call 041 5286863).
أماكن الاقامة (الكلمه 041 5286863).
San Fancesco del Deserto can be reached both from Venice and Burano in 20 minutes by boat.
سان fancesco دل deserto يمكن التوصل اليها من كل من البندقيه وburano في 20 دقيقة عن طريق القوارب.










San Lazzaro degli Armeni
سان Lazzaro degli armeni
This island, inhabited by a community of religious Mechitarist Armenians, was loved by Lord Byron.
هذه الجزيرة ، التى يسكنها جماعة من الارمن mechitarist الدينية ، وكان محبوب من اللورد بايرون.
Inside the convent there is a typography that has been printing precious volumes for centuries and a library (30000 volumes among which 4000 miniated codes of enormous value).
داخل الدير وثمة الطباعه التي تم طبع مجلدات ثمينة لعدة قرون ، ومكتبه (30000 مجلدا منها 4000 miniated مدونات قيمة هاءله).
In the church there are valuable paintings.
في الكنيسة ، هناك لوحات قيمة.











Torcello
Torcello
If you want to understand the "culture of the water" that permeated Venice's lagoon you must read a XVI century epigraph exhibited in the Museo Coffer of Venice "With the help of the Divine Providence the city of the Venetians was founded on water, it is surrounded by water and protected by water instead of walls. Anyone causing damage to the public waters shall be considered an enemy of our mother-land".
اذا كنت تريد ان تفهم "ثقافة المياه" التي تعم البندقيه للبحيره يجب عليك قراءة النقوش القرن السادس عشر عرضت في متحف للمخزن البندقيه "مع مساعدة من الالهيه على المدينة من الفينيسيون تأسست على المياه ، ومن محاطه بالمياه وحمايه المياه من قبل بدلا من الجدران. أى شخص يتسبب فى الاضرار التى لحقت الجمهور المياه يعتبر عدو من الارض الام ".
Torcello is one of the most representative spots of this culture; it is both the most renowned of the small islands and the most important from an artistic point of view.
Torcello هو واحد من أكثر بؤر ممثل هذه الثقافة ، وهي الاكثر شهرة في كل من الجزر الصغيرة والأكثر أهمية من وجهة النظر الفنية.
Many of its monuments have disappeared in the swamp that started expanding after the XIV century; while others were dismantled to recover the materials subsequently used for other buildings.
العديد من المعالم قد اختفوا في المستنقعات التي بدأت بعد التوسع في القرن الرابع عشر ، بينما البعض الآخر تفكيك لاسترداد المواد المستخدمة في وقت لاحق لمبان اخرى.

















رد مع اقتباس
قديم 21-11-2008, 05:41 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

البندقية .. المدينة العائمة (1)مدينة تغرق في صمت .. حضارة تتلاشى ببطء .. مياه تكتسح وأرض تُبَْتلَع في جوف البحر .. محاولات مستمرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .. البندقية .. المدينة العائمة ..


متحدث:
هناك طريقتان لإنقاذ اللاجونات، الأولى هي أننا نحتاج إلى تعزيز الكثبان الرملية، والثانية والأهم هي أنه يجدر بنا تصريف مياه الأنهار خارج البحيرات.
المعلق:
لم يوفر كورنارو أي وسيلة للدفاع عن نظريته.
تجرف الأمواج العاتية التربة من الأبنية الرملية، والشواطئ وتردمها في البحر، ثم يعود البحر ويلقي بهذه المياه التي باتت موحلة داخل اللاجونات فتمتلئ.
متحدث:
يحتاج الجسم ليصبح سليمًا إلى غذاء صحي .. الكثير من الغذاء الصحي، كذلك هي الحال بالنسبة للاجونات فغذائها الصحي الأول والأخير هو المياه المالحة التي تدخل عبر خلجانها، هذا كل ما أريد قوله أيها السادة.
المعلق:
أخذ المجلس بنظرية سابادينو وحول مياه الأنهار إلى خارج اللاجونات، وحماها من الامتلاء بالطمي.
يجري حاليًا كل من نهر سين وبييف وبرينتا وفقًا للمسار الذي حُفر خصيصًا له، بناءًا لمشروع هندسي ضخم تم التخطيط له وتنفيذه في القرن السادس عشر.
وهكذا لم تعد البندقية تعاني من خطر الامتلاء بالغرين، إلا أنه بعد إزالة الغرين ظهرت مشكلة جديدة هي تآكل الكثبان الرملية، وباتت اللاجونات مهددة بأن يبتلعها البحر.
من هنا برزت ضرورة ابتكار حلول جديدة في أسرع ما يمكن.
تسلم "بيرناردينو زنديريني" منصب رئيس المهندسين المائيين منذ عام 1721، واعتقد أن الحل لا يكمن في زيادة الطين بلة، بل يجدر بناء حاجز متين يمنع المياه من ابتلاع اليابسة.
خلط مادة الكلس مع مادة غير معروفة موجودة في جمهورية البندقية، وتعرف ببوزولانا ورمى بعضًا من حجارة استيريا في اللاجونات، وحين عاد بعد سنة عرف أنه سيعثر على شيء.
زندريني:
هذا الحاجز صلب جدًا، بحيث إنه ما من سبيل لتفكيكه على الإطلاق، والمثير للاهتمام هو أنه لا يمكن فصله عن الحجر إطلاقاً.
المعلق:
هذا ما تبدو عليه اليوم الجدران الشهيرة التي بناها "زنديريني" في القرن الثامن عشر، أفادت تقنيته أن مياه المحيط واللجونات، ظلت منفصلة لثلاثة قرون، فيما اختفت الكثبان الرملية نهائيًا.
الرابع من تشرين الثاني-نوفمبر عام 1966 هو تاريخ لن ينساه البندقيون أبدًا.
ففي غضون بضع ساعات بلغ ارتفاع المد مائة وأربعة وتسعين سنتيمترًا، وطفت المياه في المدينة حوالي ثماني عشرة ساعة، مما ألحق أضرارًا جسيمة بمنشآتها وبناها التحتية.
فدب الذعر في سكان البندقية والعالم أجمع؛ لأنه للمرة الأولى يبرز خطر إمكانية اندثار معالم المدينة تمامًا.
لكن ما الذي يُحدث هذه الكوارث الرهيبة بالضبط ؟
يقع مركز مجلس الأبحاث الوطني على بعد اثني عشر ميلاً من البندقية، ويقوم الخبراء فيه بجمع المعلومات المناخية المناسبة التي تمكنهم من تدارك حركة المد المقبلة.
متحدث:
هل تفحصتم المد؟
متحدث آخر:
هناك مد عال.
المعلق:
يُستخدم المركز لمراقبة أي تغييرات مفاجئة في الظروف المناخية التي قد تتسبب بكارثة.
تحدد كل مراحل القمر ومواقع الكواكب حركة المد والجزر، يمكن للقمر أن يحدث ارتفاعًا في منسوب المياه يبلغ ثمانين سنتيمترًا في البندقية.
هذا ما يعرف بالمد الفلكي، وقد حددت إمكانات حدوثه للسنوات المقبلة في رسم بياني واضح.
وفي بعض الحالات الاستثنائية يحدث المد نتيجة عنصرين آخرين، الضغط الجوي المنخفض ورياح سكيروبو.
والحادثة الأشد أثرًا كانت مد تشرين الثاني عام 1966 الذي بلغ ارتفاع مائة وأربعة وتسعين سنتيمترًا، وهي مازالت محفورة في ذاكرة الكثيرين.
فقد تسببت الرياح بارتفاع مائة وأربعين سنتيمترًا من المياه، فيما أدى المطر والضغط الجوي المنخفض إلى زيادة في الارتفاع بلغت أربعة وأربعين سنتيمترًا، أما المد الفلكي فلم يزد إلا عشرة سنتيمترات من منسوب المياه على العكس من التوقعات.
يُدق ناقوس الخطر عندما يسجل المد ارتفاعًا في منسوب المياه يبلغ مائة وعشرة سنتيمترات.
متحدث:
هنا مركز المراقبة.
المعلق:
يقوم فريق عمل تابع لمجلس المدينة بمراقبة ارتفاع منسوب المياه على مدار الساعة، ويدق ناقوس الخطر، ويبقي السكان المحليين على اطلاع دوري على كل جديد.
متحدث:
يُتوقع أن تبلغ حركة المد ذروتها الساعة العاشرة وخمسين دقيقة، لتصل إلى أكثر من مائة وعشرة سنتيمترات.
المعلق:
تثقل حركة المد والجزر كاهل سكان مدينة البندقية؛ إذ يكفي أن يرتفع منسوب المياه ثمانين سنتيمترًا ليغطي ساحة القديس مرقص.
صحيح أن البندقيين ابتكروا أشد الأساليب فاعلية لمكافحة فيضان المياه، لكن الإحصاءات تشير إلى أن هذا النوع من المد سيكثر حدوثه في السنوات المقبلة.
وفيما لا ينفك منسوب المياه يرتفع وسطح الأرض ينخفض، تجد البندقية ولاجوناتها نفسها مهددة بالزوال.
ساحة القديس مرقص هي المنطقة الأقل ارتفاعًا في المدينة، وتتعرض للفيضانات أربعين مرة في السنة.
منذ حوالي قرن كان مد المائة عشرة سنتيمترات قليل الحدوث، لكنه اليوم يحدث أربع مرات في السنة.
وتشير الدراسات إلى أن المدينة معرضة في وقت لحركات مد شبيهة بالمد الذي حصل عام 1966.
قد يكون "أنطونيو كانال" المعروف بـ"كناليتو" أحد أبرز فناني القرن الثامن عشر في البندقية، وكان مولعًا بمناظر هذه المدينة البديعة ومشاهدها الخلابة، غير أنه كان يفتقر دائمًا للمال، ووجد أن الطريقة الوحيدة لتسديد ديونه هو تسريع عملية الرسم في مشغله الذي صنعه بيده.
تقضي تقنيته الأصلية بنقل رسومه على لوح من زجاج خشن، وكم كانت دهشة المشاهدين كبيرة عندما أنهى عمله، ورأوا مدى إبداعه في رسم الساحات والقنوات والجسور بدقة متناهية.
تفتح لنا الرسوم المفصلة باب معرفة واسعًا يقود بنا إلى حياة المدينة اليومية، وإلى هندسة البندقية في القرن الثامن عشر.
تسمح لنا رسوم كاناليتو الشديدة الواقعية بمعرفة منسوب المياه الحقيقي الذي كان سائدًا في المدينة في أيامه، فتظهر أعماله مثلاً أن حافة جسر "رياتو" تبدو أكثر ارتفاعًا مما هي عليه الآن.
يعطي الأثر الذي تركته الطحالب بعد تراجع المد، فكرة واضحة عند مدى غوص سطح الأرض على مر السنين؛ إذ تظهر هذه الآثار عند أي مستوىً يرتطم منسوب المياه العالي بمنشآت المدينة ومعالمها.
لا يمكنكم تصور مدى انخفاض منسوب اليابسة منذ عصر كاناليتو فهي على الأقل قد بلغت نصف متر، وهذه الأدراج التي داستها بالأمس أقدام صانعي المراكب وتجار البضائع باتت الآن قابعة تحت المياه تغطيها الطحالب.
يبدو إذًا أن البندقية كانت تغرق منذ البداية، لكن ما سبب هذا الغرق، يصعب تصور الأمر لكن الجزر التي بنيت عليها البندقية مكونة من الوحل.
أنشئت قناة لتصريف المياه ضمن أعمال الصيانة كما غطيت الضفاف بأحجار صلبة تخفي ورائها غابة كثيفة من شجر اللاريكس.




عززت الضفاف الموحلة بآلاف من جذوع الأشجار التي من شأنها دعم المدينة عمومًا، توضع أحجار "استيريا" فوق جذوع الأشجار لتعزل معالم المدينة عن مياه البحر.
يتخطى المد هذه الحواجز الحجرية عدة مرات في العام الواحد.
يعالج بعض علماء الكيمياء في جامعة البندقية هذه المشكلة، ومن بينهم "ديتو بيسكونتين".
ديتو بيسكونتين:
أمر مثير للاهتمام أن نراقب آثار المياه غير المباشرة في هذه العينة، لأنها تتطابق تمامًا مع ما يحصل للجدران في البندقية، أنا أنزل هذا الحجر بضعة ملليمترات في مياه تحتوي على نسبة معينة من الملح.
المعلق:
تتسرب المياه المالحة عبر الجدران التي تتصدع تصدعات شعرية أي صغيرة جدًا، وحين تجف المياه يتمدد الملح كالثلج ويتبلور، وعند حدوث فيضان جديد يعود الملح فيذوب ويغرق الحجر أكثر فأكثر ويؤدي في النهاية إلى تصدع الجدار، وعلى مر السنين تصبح الحجارة من الهشاشة كقطع البسكويت.
وللمرة الثانية تساهم الآثار التي خلفتها الأعشاب البحرية، بإظهار عدد المرات التي تخطى فيها منسوب المياه الحواجز المصنوعة من أحجار إستيريا.
تلتقط كاميرا بالأشعة ما دون الحمراء مشاهد تعجز العين المجردة عن رؤيتها، هذه الكاميرا حساسة إلى حد ما للتغييرات الحرارية؛ إذ تمثل الألوان الزرقاء في الأسفل المناطق الأكثر برودة، فيما تمثل الألوان البيضاء والحمراء المناطق الأكثر دفئًا.
هذا ما يمكننا من رصد ارتفاع مستوى ارتفاع المياه على الجدار، وتنتقل حرارة المياه المنخفضة في القناة، والمشار إليها باللون الأزرق إلى المبنى.
قد يبدو الأمر غريبًا، لكن حدوث أي مد عالي بسيط يهدد تكوين الجدران وهيكلها، وعند المنعطف يلوح خطر فيضان يصل ارتفاعه إلى مترين.
هل يجدر بنا الجلوس وانتظار حدوث مد عالي رهيب أخر كالذي حدث عام 1966 لنثور ونهب لإيجاد حلول مناسبة لهذه المشكلة.
عانت هولندا كذلك من مد البحار وحاربتها لسنوات، ومنذ أواسط القرن السابع عشر باتت المياه تضخ من المناطق المنخفضة عن سطح البحر بدواليب هوائية تعمل في الوقت نفسه، تنقل دواليب مسننة خشبية الطاقة من ريشات الدواليب هوائية إلى دواليب حديدية تحمل المياه وتصرفها في شبكة قنوات صُنعت من جوانب معززة ومتينة.
في شهر كانون الثاني-يناير عام 1953 أدت الرياح القوية التي بلغت مائتي كيلو متر في الساعة، والمد العالي الاستثنائي الذين اجتاحا الساحل الهولندي إلى تصدع ضفاف السدود ودمارها.
غرق إثر هذه الكارثة حوالي 1825 شخصًا، وتشرد جوالي 7000 آخرين، ووجدت هولندا نفسها فجأة وقد غرق نحو ثلثها تحت الماء.
لطالما كانت هذه السدود الحديدية مصدر حماية للمستنقعات والمدينة من المحيط الشمال منذ عام 1997 يبلغ طول كل سد حوالي 237 مترًا، وارتفاعه بارتفاع برج إيفل.
صحيح أن منظر هذه السدود مزعج للعين، لكن وفقًا للعالم "بيير فيلينجا" ومن المنظار البيئي فهي ممتازة ومستوفية للشروط اللازمة.
بيير فيلينجا:
عندما يثور بحر الشمال تصبح السدود أكثر عرضة للخطر، كان لدينا الخيار برفع المستنقعات وإعادة بناء جزء من المدن القديمة، أو حتى بناء سد متحرك، وافق معظم سكان المدينة على إقامة السد المتحرك، لأنه أكثر أمانًا وآثاره السلبية قليلة.
المعلق:
يمتد سدان شبه دائريين على طول قناة حُفرت على ضفاف نهر "سكيلدا"، يدور الذراعان الكبيران باتجاه وسط النهر عند الضرورة، حتى يكادا يلتقيان ثم يغوصان عند الضفاف.
تم إنجاز هذا العمل الهندسي المدهش في وقت لا يُذكر، تواصل العمل فيه ليل نهار طوال ست سنوات، لإنهاء السدود المتينة والمحصنة القادرة على تحمل ضغط ارتفاع منسوب المياه، الذي قد يصل عند أقصاه إلى ثلاثين ألف طن.
لم تخضع للتجربة بعد، لكن يتوقع أن تستخدم بمعدل مرة كل عشر سنوات.
يمكن لروتردام أن تنام مطمئنة الآن، بوجود هذه السدود المتحركة التي تضبط كمية المياه التي تدخل إلى المدينة.
لكن ما العمل لحماية البندقية من الغرق؟
عينت الحكومة الإيطالية كلاً من "أنديريا رونالدو" هوأستاذ في العلوم المائية في جامعة بادوا في شمال شرق إيطاليا، و"سيانج مي" من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، للبحث في كل المقترحات لإنقاذ البندقية.
أنديريا رونالدو:
إذا أردنا فعلاً إنقاذ المدينة من حركات المد العالية الاستثنائية هذه، فالحل التقني الممكن الوحيد هو إجراء فصل آني بين مياه البحر ومياه اللاجونات.
لحماية لاجونات البندقية من فك التيارات والأعاصير الآتية من البحر الأدرياتيكي، يجب بناء عدد من الحواجز هناك.
سيتم تشيد سلسلة من السدود الحديدية المستقلة عند القناة؛ لمنع دفق المياه في حال حدوث فيضان أو مد.
هذا ليس تحديًا تكنولوجيًا عاديًا عندما تلتقي اللاجونات بمياه المحيط، عبر خلجان يصل اتساعها إلى ألف وستمائة متر.
لكن هذا ليس التحدي الوحيد الذي يوجهه البناءون، فهناك أيضًا مشكلة جريان المياه داخل اللاجون.
بنى المجلس المائي في بولتا بوروسو في ضواحي بادوا، وفي مرآب ضخم تبلغ مساحته مساحة ملعب كرة القدم نموذجًا عن كل لاجونات البندقية، يظهر كيف اجتاحت حركة المد المنطقة.
تمت تجربة كل النظريات حول نظام اللاجونات الإيكولوجي في هذا المكان.
تمثل الأمواج الاصطناعية مشهد إعصار محيطي، ويراقب الحوض ردة فعل السدود على تلك الهجمات، تتكون السدود المتحركة من هيكلية سد رُبط بإحكام في قعر اللاجون عند الخلجان.
يحرك الهواء المضغوط الدواليب الهوائية، وعند توقع مد عالي يزيد عن متر واحد يقوم الهواء المضغوط بسحب المياه إلى الأعلى، ما يؤدي إلى نشوء جدار لولبي الشكل مؤلف من جزيئات قادرة على الوقوف في وجه مد يصل إلى ثلاثة أمتار.
بما أن الدواليب الهوائية مصممة لتدور بشكل عكسي وتجاري حركة الأمواج، فإن ضغط المياه الأكبر ينشأ أكثر ما ينشأ عند الجانبين لا عند البناء المدعم.
يا لها من فكرة رائعة.
صُممت الدواليب المتحركة بطريقة لا تعترض فيها دفق مياه المد باستثناء الحالات الطارئة.

تضمن حركة المد والجزر التي تحصل كل ست ساعات أربع مرات في اليوم نظافة المياه، وبالتالي تتهيأ بفضل الله العوامل التي تساعد الحياة النباتية والحيوانية في اللاجونات.
كما لا يؤدي تخفيض منسوب المياه إطلاقًا إلى نقص الأكسجين في اللاجونات.
ينفرد اللاجون بآلية تنفس خاصة به، وتضطلع الجزر المستقلة التي يتكون منها بدور رئة اصطناعية تعمل على تنقية مياهه.
وهذا ما يُعرف بـ"الباريميا" وهو عبارة عن مجموعة فريدة من الكثبان الرملية التي تتمتع بحياة خاصة بها.
يعيش الغطاء النباتي في هذه الكثبان الرملية من الرواسب التي تجرفها الأنهار، وعندما يرتفع منسوب المياه تكبر الباريميا تدريجًا، وإذا لم تكبر الكثبان الرملية توشك أن تتلاشى.
إلا أنه إذا فاق عدد الرواسب التي يرسلها اللاجون إلى المحيط تلك التي يحصل عليها من الأنهار، يبدأ حجم الرئتين الحيويتين بالتقلص شيئاً فشيئاً.
يقول أنديريا رونالدو: في حال تُرك اللاجون ينمو طبيعيًا لكان المتوقع اختفاءه منذ زمن بعيد، ولكانت البندقية حرمت من هذه الخاصة التي تميزها.
واستنادًا إلى وجهة نظر تاريخية وهندسية وعلمية، من المجدي اتخاذ قرار حول أي نوع من اللاجونات نريد في البندقية، وبذل الجهود اللازمة لإنشائها هذا يتطلب إذًا الشروع بالعمل.
نورينزا بوليميتو وأندريا ريزموندو هما عالمان إحيائيان من البندقية.
نورينزا:
سنأخذ عينة من هنا.
المعلق:
لقد قاما بدراسات عديدة حول اللاجون طوال سنوات، وهما لا يوفران أي جهد لمعرفة إلى أي مدىً بلغ نمو الكثبان الرملية.
تُجرى دراسات كثيرة لإعادة بناء الكثبان الرملية؛ إذ أُخذت بعض العينات منها وزُرعت مجموعة من عشبة "الاسبرتان" فيها.
هذا النوع من مشاريع الأبحاث يساعد في تحديد توازن الغطاء النباتي اللازم، لاستعادة التحكم باللاجونات.
لكن يجدر بالإنسان أن يعرف كيف يسيطر على نفسه.
وعلى عكس الباريميا .. يبدو أن أبنية البندقية المتألقة عاجزة عن إعادة بناء نفسها.
لقد واجه البندقيون هذه الصعوبة عبر هدم الساحة القديمة، وتشييد أبنية جديدة على أنقاضها.
وإذا ما ألقينا نظرة على طول القناة فقد يبدو لنا أن "سيري نيسيما" قد أنشأت في القرن السادس عشر، إذ يصعب التنبه للبناء القديم العهد فيها، العائد إلى تسعة قرون خلت.
"مارينا بولين" هو مهندس ولد في البندقية، وهذا الدير هو أحد أثمن معالم المدينة الهندسية، وهو يبعد خمس خطوات عن الطريق العام نزولاً إلى الشارع.
مارينا بولين:
دير سانتا أبولينا هو أخر معلم حي يمثل الرومان، في الماضي بُنيت أرضه بارتفاع الأعمدة لتجنبها خطر الفيضانات، وقد دُعم هذا الجزء بركائز من تراب، فهل بإمكاننا فعل الأمر نفسه في كل أنحاء البندقية ؟
لا يمكننا أن نواصل ردم الممرات والساحات أو تشييد أبنية جديدة فوقها حفاظًا على إرث البندقية الفني، لذا تفيد المقاربة الحديثة بالكشف عما تمت تغطيته من المعالم خلال قرون خلت.
المعلق:
ويُعثر على أهم مشروع ترميم حصل في هذه المدينة في دير فيراري القديم.
مارينا بولين:
هنا نجد المطابخ القديمة، وهي تمثل بامتياز الهندسة البندقية في القرن الرابع عشر، نحن نعبر البحر الآن على الرغم من أن منسوب المياه منخفض في الخارج.
في القرن التاسع عشر كانت اليابسة تصل إلى هذا الحد، لذا فقدت بعضًا من جماليتها الهندسية بفعل المد.
المعلق:
يصعب رفع مستوى الأرض في ساحات البندقية التاريخية، لكن عند منطقة القنوات يسهل رفع مستوى بعض شوارع المدينة، حيث يصبح بالإمكان استعادة بعض السنتيمترات التي اختفت في المياه من دون المس بالمعالم الهندسية والأثرية.
دخل عدد لا بأس به من هذا النوع من المشاريع حيز التنفيذ حاليًا، ففي منطقة "زاتيري" نجح هذا النوع من المشاريع، لدرجة أنه لم يخلف وراءه أي أثر للترميم.
فالتخطيط لرفع مستوى الممرات بنسبة متر وعشرين سنتيمترًا أسهل بكثير من تنفيذه.
مارينا بولين:
قد تأخذ عمليات رفع مستوى اليابسة حوالي ستين عامًا مع التوقف المتكرر، مما سيؤثر على المدينة ويزيد من حالتها سوءًا لمدة طويلة، وهي ليست فكرة عملية.
الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، فقد تعرضت البندقية العام المنصرم لتسع حركات مد تزيد عن المتر الواحد.
وتشير الدراسات إلى أن رفع السدود المتحركة تسع مرات لمدة أربع ساعات كان سيبقي المدينة جافة لبعض الوقت.
وُلد "باولو بيرازولي" في البندقية وهو يعمل حاليًا في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث، ولطالما كان هدفه الأول والأخير إنقاذ بلده الأم؛ لذا بات من أبرز المعارضين العلنيين لمشروع السدود المتحركة



باولو بيرازولي:
مبدئيًا يمكن لهذا المشروع الحد من خطر الفيضانات وحركة المد والجزر، إذا ما استعين بدراسات جوية دقيقة.
لكن من الناحية العملية لا يزال هذا المشروع يعاني من نقاط ضعف كثيرة؛ لأنه معقد جدًا فهو مشروع غير مضمون وذو كلفة عالية من ناحية البناء والصيانة، وقد تكون له آثار سلبية على البيئة والمجتمع وحركة الملاحة.
المعلق:
انتظر مشروع السدود المتحركة الضوء الأخضر لمدة عشر سنوات، وعام 1996 عندما لم يكن هناك أي مجال للمماطلة نُشئت فرقة من الخبراء تُعنى بدراسة آثار المشروع البيئية، وكان بيتر بيليجا أحد أعضاء هذه الفرقة.
بيتر بيليجا:
دهشنا لمعرفة أن عددًا كبيرًا من الأشخاص وافق على مشروع حماية البندقية، هذا فيما كانت الحركات البيئية ترى فيه انتهاكًا للتوازن البيئي.
فقمنا بدراسة معمقة وجدية عن الموضوع، وارتأينا أن السدود المتحركة لها انعكاسات إيجابية على المدينة وعلى اللاجونات، بشرط أن تأخذ بعين الاعتبار نوعية اللاجون وتعمل عليه.
المعلق:
لكن النتائج التي توصل إليها هؤلاء الخبراء لم تلق آذانًا صاغية، ومازال الناشطون البيئيون يعتقدون أن هذا المشروع ليس إلا انتهاكًا لحرمة البيئة والمدينة ككل، لذا اقترحوا حلولاً وسطية حسب ما أطلقوا عليها.
كإزاحة الحواجز حول مناطق تكاثر الأسماك يصبح مكان جريان المد واسعًا، وتشير الدراسات إلى أن هذا التدبير سيخفض منسوب المياه في مناطق البندقية الأكثر انخفاضًا بنسبة أقصاها سنتيمتران اثنان.
يقترح ناشطو البيئة حلولاً أكثر طبيعية وأقل تقنية، إذ يريدون تقليص اتساع الخلجان وعمقها لصد تدفق المياه بحواجز صلبة، هذا التدبير ليس فعالاً إذا كان المد مرتفعًا جدًا، لكنه قادر على تقليص مستوى المياه بين عشرة سنتيمترات إلى ثلاثين سنتيمترًا.
متحدث:
إذا ضايقنا مدخل الخلجان يمكننا العودة إلى الماضي أي إلى ما كانت عليه المدينة في القرن التاسع عشر، نملك اليوم القدرة والوسائل لاستشراف حدوث فيضان من هذا النوع وبالتالي للتخفيف من وطأته.
المعلق:
لكن كيف سيؤثر ذلك على جريان المياه، استعان أحد الباحثين في مركز الأبحاث الوطني في البندقية بنماذج حسابية لقياس ذلك.
باحث:
إذا ضيقنا مداخل الخلجان فستقل نسبة المياه الداخلة إلى جون، وبالتالي ستتراجع كمية المياه المتبادلة بين اللاجونات والبحر الأدرياتيكي، وستتجدد مياه اللاجونات عندها كل خمسين يومًا أو أكثر.
المعلق:
ومن دون تجدد مياهه لا يمكن لللاجون أن يصمد، فالكل يجمع على أن من الضروري إيجاد حل للمياه الآتية من البحر.
غير أن المدينة فشلت .. ولا تزال تفشل في التوصل إلى حلول مرضية.
الوضع في لندن مختلف فهي مدينة عالمية ومركز مالي ضخم، فإذا تعرضت لحركة مد قوية آتية من الساحل الشرقي، فستتكبد خسائر اقتصادية فادحة، وهذه مخاطرة لن تجازف بها الحكومة البريطانية.
ساهمت موانع "التايمز" في وقف ضخ المياه الآتية من بحر الشمال منذ عام ،1982 وفي خلال تسعة عشر عامًا تعرضت للفيضانات حوالي خمس وعشرين مرة.
الأضرار التي تخلفها حركات المد في البندقية أقل وقعًا على المدينة؛ لأن سكانها تأقلموا على هذا النوع من الحياة.
في ليل السادس من تشرين-نوفمبر عام 2000 كان يتوقع مد عالي، ولكن فجأة..!!
ارتفع مستوى المياه إلى مائة وخمسة وأربعين سنتيمترًا، وما انفك يرتفع فخاف سكان المدينة أن يعيشوا كارثة عام 1966 مرة أخرى، ولكن لحسن الحظ هدأت الرياح وفي غضون بضع ساعات عاد الوضع تحت السيطرة.
اخترع خبراء "كونسوليسيو فينسيا نيوبا" وهي الهيئة التي عينتها الحكومة لحماية المدينة من حركات المد، اخترعوا نموذجًا يمثل العاصفة البحرية، ليتأكدوا من مدى فاعلية السدود المتحركة.
كان يمكن لهذه السدود أن تبقى مقفلة لمدة تسع ساعات من دون أن يزيد منسوب المياه في اللاجونات عن تسعين سنتيمترًا.
قد ينتهي العمل على هذه السدود المتحركة بعد عشر سنوات على الأقل نظرًا للوقت المهدور والدراسات الجوية غير الدقيقة.
اعتقد أن العلماء يجمعون تقريبًا على أن التوقعات حول ارتفاع منسوب المياه يمكن أن تحصل، وهي تحصل الآن، فسوف يرتفع منسوب المياه خمسين سنتيمترًا في السنوات الخمسين المقبلة، أو حتى أكثر لكي تتخطى المتر.
البندقية مدينة سباقة، لأنها الأولى في العالم التي تواجه خطرًا من هذا النوع، لأنها بنيت على سطح البحر، لذا يرى الرأي العام أن ما حصل في تلك المدينة يمكن أن يحصل في أي مكان آخر.
ما المصير الذي ينتظر هذه المدينة بعد مائتين أو ثلاثمائة عام؟
هذا كل ما يمكن فعله لحماية البندقية على المدى الطويل، لكن يجب أولاً الحد من مشكلة التلوث، لأننا إن لم نفعل فسنواجه كارثة بيئية ضخمة.
منذ الثلاثينيات عاشت البندقية بجوار أحد أكبر المحطات النفطية الكيمائية الإيطالية، وهي مركز "بورتو مارجيرا" .
هذه المنطقة الشاسعة توسعت فجأة على طول أطراف اللاجون مخزنة جميع أنواع الملوثات.
ترسو حاملات النفط في مرفأه الصناعي كل يوم آتية من كل أنحاء العالم، وإذا ما أفرغت هذه الحاملات جزءًا صغيرًا من حمولتها في مياهه لتسببت بكارثة بيئية فادحة.
إلا أن الهدر الصناعي ليس إلا مصدرًا متواضعًا من مصادر التلوث في البندقية.
تظهر الكاميرا المزودة بالأشعة ما دون الحمراء أحوال المياه وتكوينها بدءًا من شواطئ المدينة، وصولاً إلى زوايا اللاجونات الدفينة لرصد كمية الملوثات الموجودة فيها.
وبالرغم من برامج التنظيف التي نُفذت لتنقية المياه لا تزال عشرة بالمائة من مساحة اللاجون ملوثة بالزئبق والمعادن الثقيلة والكلورايد وغيرها.
ويتخلل المنتجات الزراعية أكثر من ستة آلاف طن من المواد الغنية بالنيتروجين كل سنة، من دون ذكر الهدر الكبير الحاصل في مياه الأمطار في المدينة.
فهل بإمكاننا تنقية مياه اللاجون وتزويدها بالأكسجين ؟
يلزمنا عشرون أو خمسون سنة لجعل بيئتنا أنظف، ولتصبح الحياة في اللاجونات أسلم، تنظيف اللاجون سيتطلب خمسين عامًا، وبما أن المدينة ولاجونها جزء لا يتجزأ لا أظن أنه علينا الاختيار بين الاثنين، فمع وجود هذه السدود المتحركة نستطيع تنظيف المكانين بكل سهولة.
إذًا فمشروع السدود المتحركة ليس الحل الأخير الذي تملكه البندقية، إلا أن العلماء يجمعون على أنه سيوفر -إن شاء الله- للمدينة بين خمسين ومائة عام من الطمأنينة.
وبهذا تُعطى السلطات الوقت الذي تحتاج إليه لإعادة تحديد موقع مشروع جرئ يقضي بنقل الحركة الصناعية من "بورتو ماجيرا" وإصلاح القطاع الزراعي، بالإضافة إلى تحويل قسم من زحمة السفن إلى مرافئ أخرى.
ربما يصبح هذا الكابوس يومًا ما من الماضي، لكن حتى ذلك الحين يجدر بتلك المدينة التعايش مع واقعها بطريقة أو بأخرى.
فمع مرور الزمن أصبحت تلك المنطقة أشبه بحديقة أكثر منها مدينة وكيانًا اجتماعيًا.






رد مع اقتباس
قديم 21-11-2008, 06:07 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي

المدينة العائمة البندقيه

الجمهوريه القويه

شكرا لهذا الموضوع اختى فى الله







رد مع اقتباس
قديم 22-11-2008, 12:58 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


زهرة البنفسج غير متواجد حالياً


افتراضي







التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]][

رد مع اقتباس
قديم 22-11-2008, 09:15 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

الله يبارك في اعماركم اشكرلكم تواجدكم وحضوركم الشيق







رد مع اقتباس
قديم 24-11-2008, 12:46 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


الاشتر غير متواجد حالياً


افتراضي

بلدة جميلة جدا والغريب ان وسائل المواصلات بها هى المراكب الصغيرة
لكن للاسف مع عوامل الزمن والمياه تغلغلت فى اساسات هذه المبانى وجزء كبير منها معرض للانهيار







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-11-2008, 04:30 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المساوى غير متواجد حالياً


افتراضي

فالك الجنة







رد مع اقتباس
قديم 03-12-2008, 03:19 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

صدقت اخي الاشتر اسعدك الله


حياكم الله جميعا وبارك بكم







رد مع اقتباس
قديم 03-12-2008, 08:58 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بقايا أمل غير متواجد حالياً


افتراضي

طرح راائع

سلمت يمناااك







رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بين الحلال والحرام النهر الأزرق الصوتيات والمرئيات والاسطوانات الإسلامية والأناشيد بدون موسيقى 1 28-10-2010 08:05 PM
صفحات تتألق روعة و جمالا من ورع الفاروق مسلمة وافتخر السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 2 12-06-2010 09:32 PM
برنامج Web Page Maker 2.5 لصنع صفحات انترنت بكل سهولة admin تطوير المواقع والمنتديات والاستايلات ولغات البرمجة وإشهار المواقع ومحركات البحث 0 27-10-2009 07:00 PM
برنامج CSS Editor 0.5 Alphaمحرر ملفات CSS واستعراض التعديلات فيها على صفحات HTML سلسبيل الخير المنتديات التقنية : الكمبيوتر والانترنت والجوال 0 09-04-2009 11:44 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة