العالم ينتظر المونديال

"الفيفا" لايزال متأكداً من نجاح البطولة

العالم ينتظر المونديال لمعرفة نتيجة رهان بلاتر الإفريقي

[IMG]http://www.alarabiya.net/track_*******_views.php?cont_id=110277[/IMG]

نيلسون مانديلا يستقبل كأس العالم لحظة وصوله جنوب أفريقيا

دبي - خالد الغامدي
يستعد عشاق كرة القدم لاستقبال الحدث العالمي الأبرز في عالم الساحرة المستديرة، حيث تبقت أيام معدودة على انطلاق مونديال كأس العالم 2010 الذي سيُقام على أرضٍ إفريقية في الفترة ما بين 11 حزيران (يونيو) إلى 11 تموز (يوليو).

ورغم اقتراب ساعة الصفر على بدء البطولة، وانشغال الجماهير بمتابعة أخبار واستعدادات منتخباتهم المفضلة، ما يوحي بأن البطولة - قبل أن تبدأ - تسير في طريق الأمان، إلا أن الأخبار الحالية تنبئ ببطولة غير مكتملة النجاح، وهذا ما حذر منه الخبراء حول العالم أجمع، وجعل من الفيفا محط انتقاد من خلال إشادتها المتكررة باستعدادات جنوب إفريقيا لاحتضان المونديال.

وتسعى جنوب إفريقيا لإثبات جدارتها بثقة الفيفا الكبيرة ودعمه لها من خلال استضافة المحفل العالمي على أرضها، حيث واجهت الدولة المستضيفة العديد من المشاكل والمحن منذ أن فازت بحق استضافة المونديال، بدءاً من الفضائح المالية بين أعضاء اللجنة المنظمة، ومروراً بببطء الاستعدادات للحدث العالمي، وارتفاع معدل الجرائم في الدولة، وأخيراً مشكلة الحضور الجماهير التي طفت على السطح أخيراً.

الحضور الجماهيري
ملعب سوكر سيتي الذي يستضيف الإفتتاح والنهائي
وتُعد مسألة الحضور الجماهير من أكثر المشاكل التي تؤرق الفيفا، حيث أفصح المنظمون عن تخوفهم من قلة الحضور الجماهيري في البطولة، وإمكانية وجود مقاعد شاغرة في العديد من المباريات، خصوصاً بعد أن أعادت العديد من الاتحادات الوطنية في العالم آلاف التذاكر التي لم تُبع، ما اضطر الفيفا للتركيز على الجمهور الجنوب إفريقي باعتباره "طوق النجاة" الأخير لنجاح البطولة جماهيرياً.

وقام "الفيفا" بتعديلات حول نسبة التذاكر المُخصصة للجماهير داخل جنوب إفريقيا، وخفضت من سعرها ولكن دون جدوى، ما دفع جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا بالاعتراف بأن آلية بيع تذاكر مونديال جنوب إفريقيا 2010 كانت "خاطئة".

ورغم كل هذا، لايزال الفيفا يأمل في تحسّن الأوضاع مع بداية البطولة، وأن تشهد البطولة إقبالاً جماهيرياً سواء من داخل جنوب إفريقيا، أو من الدول المجاورة، حيث يتوقع الفيفا أن يتوافد الجمهور من الدول المجاورة لجنوب إفريقيا، وهي موزمبيق وبتسوانا وزيمبابوي وناميبيا.
مخاوف أمنية
المنظمون يؤكدون قدرة البلاد على بسط سيادتها الأمنية
وعلى الصعيد الأمني، ورغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي وعدت جنوب إفريقيا بتقديمها من خلال توزيع أكثر من 40 ألف شرطي لتأمين البطولة، إلا أن الوضع الأمني لايزال الهاجس الأكبر لدى الجماهير ووسائل الإعلام، خاصةً أن جنوب إفريقيا تشهد معدلات مرتفعة في الجرائم، ما قد يدفع بالعديد من الجماهير ومراسلي وسائل الإعلام إلى الامتناع عن الحضور لجنوب إفريقيا والمخاطرة بحياتهم، وهو عكس ما كان يحدث في بطولات كأس العالم التي تشهد منافسات خاصة سواء بين الجماهير لمؤازرة منتخباتها، أو وسائل الإعلام لتغطية البطولة.

ويرى المنظمون أن على العالم أن ينظر إلى "الجانب المشرق" من جنوب إفريقيا، حيث ذكروا أن جنوب إفريقيا تستقبل 9 ملايين زائر سنوياً دون ان تطالهم الجرائم، وأن الدولة استضافت العديد من البطولات العالمية والقارية دون حدوث مشاكل تُذكر، وهذا ما يؤكد قدرة البلد على بسط سيادتها الامنية خلال هذه البطولات العالمية، حيث أكد بيكي سيلي، المفوض العام للشرطة الوطنية في جنوب إفريقيا بثقة أنهم "مستعدون لمواجهة أي طوارئ في الجو أو في البحر أو في البر".

وعلى النقيض تماماً، يقول بوب نيكولز، مؤسس شركة "نيكولز ستاين وشركاه" أحد أبرز شركات حماية الشخصيات المهمة في جنوب إفريقيا: "وصلنا لدرجة أن صرنا نرفض قبول المزيد من الزبائن"، ما يوحي بوجود حالة من الذعر والخوف حتى بين الشعب الجنوب إفريقي، داخل دولة يتراوح معدلها الجرائم بين 50 قتيلاً في اليوم الواحد.

مؤخراً، تعرضت بعثة منتخب كولومبيا للسرقة في جنوب إفريقيا، وذلك خلال معسكر المنتخب والذي لعب خلاله مباراة ودية مع المنتخب الجنوب إفريقي، رغم عدم مشاركة كولومبيا في المونديال.
كأس القارات
تتويج البرازيل بكأس القارات 2009 في جنوب أفريقيا
وكانت جنوب إفريقيا قد استضافت بطولة كأس القارات في الفترة بين 14 و28 حزيران (يونيو) من العام الماضي 2009، وحقق لقبها المنتخب البرازيلي، ولكن هذا الفوز لم يمنع رئيس بعثة منتخب "السامبا" آنذاك انطونيو نونيس دي ليما، الضابط السابق بالجيش البرازيلي، من توجيه انتقادات حادة للفيفا بسبب إسناده تنظيم مونديال 2010 لجنوب إفريقيا، حيث تساءل دي ليما كيف يمكن للجماهير الخروج في المساء للاحتفال بفوز فريقهم في ظل حالة تشبه حظر الخروج بعد السادسة مساء كما لو كنا في حرب مستمرة؟"، مؤكداً انه ما كان يجب إسناد التنظيم للدولة الإفريقية بسبب تفشي الجريمة في البلاد.

وبرغم تعرّض بعثتي المنتخبين المصري والبرازيلي للسرقة أثناء البطولة، وقيام الفيفا بتوزيع 70 ألف تذكرة مجانية على المشجعين خلال دور المجموعات من البطولة لتغطية الحضور الضعيف لأولى مباريات البطولة، وهو ما وصفه المسؤول الإعلامي للفيفا نيكولاس ماينغوت بـ"اللفتة الطيبة من الفيفا واللجنة المنظمة"، إلا أن هذا كله لم يمنع بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من منح جنوب إفريقيا 7.5 من 10 في تقييمه للبطولة التي تُعد تجربة أداء لكأس العالم.

وذكر بلاتر وقتها أنه "سعيد بالتنظيم"، مؤكداً "وجود بعض المشاكل الثانوية التي يمكن حلها في الفترة المقبلة، إلا أن هذا لا ينكر الجانب الإيجابي، وهو قيام اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم ومديرها التنفيذي بعمل رائع".
رهان بلاتر
بلاتر يراهن كثيراً على نجاح البطولة
ويسعى بلاتر، منذ سنوات، لتحقيق حلمه بإقامة بطولة كأس العالم على أرض إفريقية، وواصل بلاتر مساعيه حتى حقق حلمه، على رغم علمه بأن بطولة كأس عالم في آسيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة قد تدر على "الفيفا" دخلاً أكبر بكثير مما لو أقيمت في إفريقيا.

ويراهن بلاتر كثيراً على نجاح البطولة، ما دفع المدير التنفيذي للجنة المنظمة داني غوردان لقول "لن يخسر أحد في حال فشل البطولة بقدر بلاتر نفسه"، حيث ان فشل المونديال الحالي سيشوه صورة بلاتر عالمياً، ما سيؤثر في فرصة نجاحه بالانتخابات الرئاسية المقبلة للفيفا في 2011، إذ يعتزم بلاتر ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة، أما إذا نجحت فستزداد قوة ومكانة بلاتر إفريقياً، وهو ما سيساعد على نجاحه عالمياً.

وما بين التحديات التي مازالت تواجهها البطولة وهي تقترب من بدء منافساتها، ورهان بلاتر حول قدرة جنوب إفريقيا التنظيمية، تأمل الجماهير في مشاهدة بطولة جميلة وخالية من أي مشكلة قد تشوّه جماليتها وتسهم في فشلها.