أقسام السحر (1)

أقسام السحر (1)

السحر سحران وهذا باعتبار المكان لا باعتبار النوع:
● سحر داخلي.
● وسحر خارجي.
● فالداخلي : ما كان داخل بدن المسحور ؛ مأكولاً كان ، أو مشروباً.
● والخارجي : ما كان خارج بدن المسحور ؛ كأن يكون في قبر ، أو في بئر ، أو في بحر أو كان مرشوشاً في طريق المسحور ، أو على عتبة بابه ، أو وضع في المِخَدَّةِ ـ الوسادة ـ وفي صورة ، وثوب ، وهكذا.
فإن كان داخلياً فينقسم إلى قسمين:
● داخلي سهل إخراجه ، سهل إبطاله.
● داخلي صعب إخراجه ، صعب إبطاله ؛ لكنه يبطل بإذن اللَّه.
وإن كان خارجياً فهو أيضاً ينقسم إلى قسمين:
● خارجي سهل الوصول إليه ، سهل إبطاله.
● خارجي صعب الوصول إليه ، صعب إبطاله ؛ لكنه يبطل بإذن اللَّه.
إذا علمنا هذا وانتهينا منه يرد علينا سؤال الآن وهو:
هل هذه الأقسام جميعاً يبطلها القران(؟)
والجواب : نعم ، لا . . . (!)
وكلا الجوابين أحدهما يتعلق بتوفر شرط ، والآخر بانتفائه.
● فإن أجبت بنعم يبطل السحر فشرطه : إذا ماسَّه ، ومازجه ، وخالطه(!)
● وإن أجبت بلا ؛ فلانتفاء شرطه : لا يبطل القرآن السحر ما لم يمازجه ، ويخالطه(!).
● فإن كان السحر داخلياً ، مأكولاً ، أو مشروباً ، وما زال في المعدة لم يتحول عنها إلى عضو آخر ؛ ثم شرب المريض ماء الرقية الشرعية ؛ فإن القرآن إذا مازجه ، وداخله ؛ فإنه سيبطله ، وهذا هو السحر الذي عرَّفته بـ : (( داخلي سهل إخراجه،سهل إبطاله )).
وهذا السحر المأكول الذي يبطل بهذه السهولة عادة يكون حديث عهد بالمعدة ، وليس قديماً.
● وأما إن كان السحر داخلياً وتحول عن المعدة إلى عضو آخر ؛ فانتقل بفعل الجني الموكل به ؛ فإنه لا يبطله لعدم الممازجة ، والمماسة(!!) وهذا هو الذي عرَّفته بـ : (( داخلي صعب إخراجه،صعب إبطاله )).
والذي ينبغي في مثل هذه الحالة ؛ هو تهييج الطبيعة لدى المريض ، وإثارتها ليقذف السحر ويدخل تحت : (( داخلي صعب إخراجه )) :(( سحر الزئبق )) ويزداد صعوبة إذا انتقل إلى دم المريض(!)
وهذا السحر وإن بقي في المعدة فإن ماء الرقية لا يبطله ؛ لعدم الممازجة والمخالطة.
انتهينا تقريباً من السحر الداخلي ، ولنا عودة إن شاء اللَّه لسحر الزئبق ، وكيفية إبطاله ، مع قصتين واقعيتين.
● وأما إن كان السحر خارجياً أي خارج بدن المسحور ؛ فكما ذكرت سابقاً فهو على قسمين : (( خارجي سهل الوصول إليه ، سهل إبطاله )) ؛ وهذا ما كان مرشوشاً على عتبة باب المريض ، أو مرشوشاً في طريقه فإننا نقهر ، ونكهر الجني بالقرآن ، ونضيق عليه أنفاسه،فيقر ، ويرشد إليه ؛ فنأخذ الماء المرقي ونرشه عليه ؛ فيبطل بإذن اللَّه ، وقد تحقق شرط المخالطة ؛ فيخرج بعدها الجني المربوط بالمريض ، وينفك عنه.
كذا إذا قال : في الوسادة ، أو في زاوية ما من البيت ، أو هو مدفون تحت عتبة الباب ، أو في مكان كذا ؛ فإننا نقوم بإخراجه ، وإبطاله بالقرآن الكريم ، ونحن بين أن ننفث عليه ، أو أن نضعه في الماء المرقي فينتهي أثره ؛ وقد تحقق شرط المماسة والممازجة.
● وأما إن كان خارجياً في قبر ، أو في بئر ، أو في بحر ، أو واد ، أو جبل ؛ والجني لا يعرف مكانه ، أو يعرف مكانه ومع السحر جني موكل به يحرسه من أيدي الطالبين له ، ويقوم بنقله إذا أرشد الجني الذي في البدن إليه ؛ فهذا السحر لا يبطله القرآن إذا ما قرأنا على المريض ؛ ولو بقي المسحور عمره كله يقرأ القرآن ، ويسمعه،فلن يبطله ؛ لأنه أخطأ سبيل علاجه فما هكذا يعالج هذا السحر(!)
ــــــــــــ
(1) الجنة من الجنة.

علامات دالة على السحر (1)

إن كان السحر مأكولاً فهناك أربع علامات:● ألم ، وحرقة في أعلى المعدة ، مما تحت الحجاب الحاجز ، وقد يحس المريض أن شيئاً كالجمر في هذا المكان.
قد يجد المريض كتلة لحمية صلبة ـ كالكرة الصغيرة ـ في هذا المكان.
قد يجد المريض مع الألم ، أو الحرقة شيئاً من الضغط إلى أعلى تحت الحجاب الحاجز.
● ألم في القفا مؤخر الرأس.
● ضيق في الصدر يمنع دخول النـفس.
● ألم في الحلق ، والرقبة مما تحت اللَّحْيَيْنِ ؛ قد يمتد إلى أسفلها مع ضغط.
( تنبيه مهم عن السحر المأكول فأبصر ):
وهنا أُنَبِّهُ إلى أمر مهم وهو : أن السحر المأكول مع مرور الوقت قد(2) ينقله الجني الموكل به عن مكانه الذي هو فيه ؛ وبنقله يتغير عن طبيعته ، ويصبح صعباً خروجه ، وله في ذلك أربعة أماكن : قد ينقله إلى : (( الدم )) ، أو إلى (( الصدر )) ، أو إلى (( مؤخر الرأس )) ، أو إلى (( الحلق والرقبة )) ؛ ولا أعرف مكاناً آخر.
فإذا نقله إلى (( مؤخر الرأس )) يتحوَّل إلى (( بُخَارٍ )) ، وإذا نقله إلى (( الصدر أو الحلق )) يتحوَّل إلى (( رُغْوَةٍ ، وَزَبَدٍ أَبيَضَ )) ؛ وقد يجد المريض شيئاً كالكرة اللَّزِجَةِ في الحلق ، أوالرقبة ، أو قد يحس بشيء معقود في حلقه.
أما إذا نقله إلى (( الدم )) ؛ فلسنا نعلم إلى آي شيء يصير إلى يومنا هذا ، واللَّه أعلم.
فإذا نقله الجني إلى هذه الأماكن ؛ فإنه يتورط في نقله ، ويعجز بعدها عن إخراجه من جسم المريض إذا طلبنا منه ذلك ، فيتورَّط الجني والمريض كلاهما.
● من علامـات السحر أيضاً:
● البكاء ، أو الرغبة فيه(3) عند سماع الرقية الشرعية ، وآيات إبطال السحر ، وقد يأتي البكاء متأخراً بعد القراءة ، وكذلك الرغبة.
وهذه العلامة ، إنما يجدها المريض عند سماعه الرقية في المرة الأولى ، وإلا ففي المرة الثانية لا يجدها قطعاً ، ولذلك أسأل المريض ؛ هل قُرىء عليك قبل الآن(؟)
● خروج روائح كريهة من فم المريض ، وقد تخرج من أنفه ، ومن جلده خاصة من جهة الوجه اليمنى عند القراءة عليه ، ويقع معي أحياناً عند القراءة على المرضى من ذوي السحر المأكول أن تنبعث عليَّ رائحة كريهة أود معها أن أتحول عن جوار المريض فيمنعني الحياء.
ــــــــــــــ
(1) الجنة من الجنة.
(2) قد هنا للتحقيق أي انتقاله عن المكان الذي كان فيه شيء متحقق لا محالة ، وهو الأصل أما بقائه فهذا شاذ قليل ، كذا تغيره عن أصله.
(3) البكاء حال الرقية من أدل علامات السحر ، فليس هناك مسحور لا يبكي أو لا يجد الرغبة في البكاء ، ويعزز هذه العلامة أن المريض يبكي ويَهِيْجُهُ استعبارٌ لا يملك معه عينه أو رده ، وقد تتناثر أدمعه من غير بكاء فأبصر.

علامات سحر الزئبق (1)

لسحر الزئبق علامات تدل عليه منها:
(1) أن المبتلى به يهتز ويضطرب كمن يرقص ، وفي بعض أحواله يهتز كشاة تحت الشمس تَجْتَرُّ فلا يقر ساكناً.
(2) ويزداد اهتزازه واضطرابه حال الرقية ، وعند القراءة عليه ، فإذا ترك الراقي القراءة فلا يسكن.
(3) قد تسمع له فَحِيْحاً.
(4) قد تسمع له لُهَاثاًً.
(5) قد يعوي كالذئب من شدة وكرب ، ولا يقوى على رد ذلك.
فهذه علامات تدل على المسحور به.
ــــــــــــ
(1) الجنة من الجنة.