منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > القسم العام > رحيق الحوار العام
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-2010, 01:47 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


النهر الأزرق غير متواجد حالياً


افتراضي الجليس الصالح


الجليس الصالح
الإنسان فى هذه الحياة لايستطيع أن يعيش وحيدا ًبمفرده ، بل لابد له من الإلتقاء بهذا والجلوس إلى ذاك ، والمعاملة لذلك ، وكُلما أحسن الإنسان اختيارَه الذين يجلس إليهم ، ويتأثر بهم ، ويتعامل معهم ، كان ذلك عونا ًعلى إستقامته فى حياته ، وبلوغه كريم غاياته .

ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المؤمن مِرْآة أخيه ، وأن الإنسان يُوزَن بميزان من يصادقه ويرافقه ، وقال لذلك : " المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " ، أى أن الإنسان يتأثر – بوعى أو بغير وعى – بمخالطة رفيقه وصديقه ، ولذلك ينبغى له أن يُحْسن النظر فيمن يختاره للصداقة والخُلة ، فالمراد بالنظر هنا التدقيق فى إختيار الأصدقاء والرفقاء والجلساء ؛ لأن الإنسان يُوزن بميزان مَن ْيُخالطه قال أحد الصالحين

إذا كنت فى قوم فصاحب خِيارَهم ولا تصحب الأردا فترْدى مع الرَّديِ

عن المرء لاتسل ، وسل عن قرينه فكل قرين بالمُقارن يَقتدِى

ومن مأثور كلام الحُكماء قول بعضهم : لاتصحب إلا أحد رجلين : رجل تتعلم مِنه شيئا ًفى أمر دينك فينفعك ، أو رجل تعَلِّمه شيئا فى أمر دينه فيقبل منك ، والثالث فاهرب منه . وهذا القول المأثور يُلفِتنا إلى جُمْلِة الواجبات التى تلزم الإنسان حين يتطلع إلى مُجالسة الناس ؛ فالواجب الأول أن يبحث عن جليس عالم بالدين ، مُرْشد إلى طريق الحق ؛ لينال من علمه وهَدْيه ما ينتفع به فى الدين وإذا كان الإنسان مُتعلما متفقها ً، فالواجب عليه أن يُؤدى زكاة عِلمِه وفقهه ، فإذا جلس إلى من هم أقل منه علما ًأو فِقها ً، كان عليه أن يُعلمهم مما علمه الله ، وأن يُفقههم فى الدين كما يسَّرَالله له من قبل فقهه وأرشده ، وإذا لم يجد الإنسان من يتعلم منه ، وأن يُعِلمه ويقبل عِلمه ؛ فالوحدة خيرٌمن جَليس السُّوء .


ولهذا فإنه ينبغى للإنسان أن يُفضِّل فى المجالسة والمصاحبة مَنْ تكون له خمس خِصال ، هى أن يكون عاقلا ً، حَسَن الخُلُق ، غير فاسق ، ولا مبتدع ، ولاحريص على الدُّنيا ، فهذا عَلقمة العطاردى يُوصى ابنه فيقول له : " يا بنى ، إذا عرضت لك إلى صُّحْبَة الِّرِّجال حاجة ، فاصحب من إذا خدمته صانك ، وإذا صحبته زانك ، وإن قعَدَت بك مئونة ٌمانك ، إصحب من إذا مددت يدك بخير مدَّها ، وإن رأى منك حسَنة ًعدَّها ، وإن رأى سيئَة سَدَّها ، اصحب من إذا سألته أعطاك ، وإن سكتَّ ابتدأك ، وإن نزلت بك نازلة واساك ؛ واصْحَب من إذا قُلت صدَّق قوْلك ، وإذا حاولتما أمْرا ً أمَّرك ، وإن تنازعتما آثرك " وهكذا نرى أن علقمة لم يدع صفة من صفات الخير ، ولا خلقا ً من مكارم الأخلاق ، إلا وضعه فى ذلك الصاحب المثالى ، ولذلك يُرْوَى أن المأمون حينما سمع هذه الوصية قال : - فأين هذا ؟ فقيل له : أتدرى لم أوصاه بذلك ؟ قال : لا ، فقيل : لأنه أراد ان لايُصاحِب أحدا ً .
وإذا كان من واجب العاقل أن يحذر مُخالطة أهل السوء . فإن من واجبه كذلك أن يحرص على مُخالطة أهل الخير ، وهذا الفاروق عمر رضوان الله عليه يقول : "لولا أن أسير فى سبيل الله ، أو أضع جبهتى فى التراب لله ، أو أن أجالس قوْما يلتقطون طيِّب القول ، كما يلتقط طيب الثمر ، لأحببت أن أكون قد لحقت بالله ".

وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى هذا المعنى - فى الحديث النبوى - : " مثل الجليس الصالح مثل الدارىّ ،إن لم يحذك عطره ، علقك من ريحه " .والدارىّ – بتشديد الياء – هو بائع الطّيب ، والمعنى أن هذا الجليس الصالح إمّا أن يُعطيك من عًطره ، وإمّا أن تشم منه رائحة طيبة .

اللهم جمِّلنا بأدب ديندك ، وهدى رسولك ، واجعلنا من الصالحين .






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الولد الصالح اسراء الأسرة والمرأة والطفل 0 19-12-2010 07:28 PM
الجليس الصالح النهر الأزرق الصوتيات والمرئيات والاسطوانات الإسلامية والأناشيد بدون موسيقى 1 31-10-2010 07:55 PM
الجليس الصالح أمانى الحب رحيق الحوار العام 2 03-06-2010 11:51 AM
الصالح مجد الغد علوم وثقافة 0 01-01-2009 02:22 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة